رواية الشر الأبدي الفصل الثامن 8 والاخير بقلم هنا عادل

 


رواية الشر الأبدي

الفصل الثامن 8 والاخير

بقلم هنا عادل


كرم:

- طيب والحل ايه يا شيخ؟

الشيخ:

- قيام الليل يا ابني.

ده كان رأي الشيخ اللى قابلناه وكل الشيوخ تقريبا اللى قابلناهم فى السعودية كان لهم نفس الرأي، وعلشان كده اقتنعت ان وجودها أمر واقع فى حياتي ولازم اتعايش معاها الباقي من عمري، لكن اللى كان صعبان عليا هما اولادي، ايه ذنبهم فى اللى بيعيشوه من خوف ورعب وفزع بسببها وبسبب حاجة تخصني انا مش عارفة ايه هي، رجعنا من العمرة وكنت مداومة على الصلاة وقيام والليل وفي يوم جت والدة كرم تزورنا وتشوف الاولاد ولقيتها طلبت تتكلم معايا انا وكرم لواحدنا:

- شوفوا يا ولاد فيه واحدة صاحبتي كلمتني على شيخ تبعها، معالج يعني...

فيروز بمقاطعة:

- دجال يعني؟!

حماتي:

- اعوذ بالله، اخص عليكي يا فيروز، بقى انا هقولك كده يابنتي؟ انا متكلمتش فى الموضوع ده غير لما عرفت انها مش بيعالج غير بالقرأن، وكمان مش بياخد فلوس...

كرم:

- ياماما مش عايزين نسيب دماغنا للفئة دي، احنا بدأنا نتعايش مع الوضع والحمد لله من وقت ما رجعنا من العمرة وفيروز اهدا شوية.

حماتي بحزن:

- يا كرم يابني، حتى لو انتم عارفين تتعايشوا ولادكم مش عارفين...ابنك يا حبيبي لسانه تقيل وبيتهته فى الكلام بسبب الخوف اللى بيعيشه هنا، انا مش بدخل نفسي فى حياتكم ولا قصدى ابقى بفرض كلامي عليكم، لكن ابنك اتكلم معايا وهو بايت عندي يا كرم وقال كلام يخوف...

فيروز/ كرم بقلق:

- قال ايه؟

كرم:

- ايه اللى قاله يا ماما؟

حماتي بخوف:

- الولد بيقول ان طول الليل بيشوف واحدة شكلها وحش اوي فى اوضته..الشباك بيفضل يتفتح و يتقفل وبتتملى الاوضة بالحشرات اللى بتطير وبتحاوطه، قال برغم ان انت وفيروز كنتم بتحاولوا تبعدوا عنه الحشرات دي الا ان البيت كان بيتهز والابواب والشبابيك كلها بتتفتح وتتقفل فى نفس الوقت والحشرات بتطير وبتزيد اكتر مقدرتوش تقاوموهم...الولد عايش فى رعب..

فيروز:

- بس ده بينام معايا فى الاوضة لحد دلوقتي..انا مش بسيبه ينام لواحده والله بسبب الخوف ده.

حماتي:

- عارفة يابنتي، بس يعني هو انتي اللى خلصانة من الخوف ده؟ انتم الخوف بقى ملاحقكم كلكم، لكن ولادك اصغر من انهم يتحملوا اللى بيحصل ده، خلينا نجرب مدام مش هنعمل حاجة حرام، ولو للحظة حسيتي منه انه مش معالج ودجال اطرديه.

فيروز بأستسلام خوفا على ولادها:

- خلاص، انا موافقة، مش مقتنعة بس هجرب برغم ان كل الشيوخ فى السعودية قالوا ان اللى بيحصل ده مالهوش نهاية غير بأيد ربنا وحده.

كرم:

- بس يا ماما لو حصل ده وقبلنا والموضوع منفعش ارجوكي محدش يتكلم فى ابدا ولا قدامنا ولا من ورانا فى الكلام ده، لولا انك امي انا كنت رفضت اننا نتناقش فى الموضوع اصلا، انا مش بحب حاجة بتحصل في بيتي يبقى فيه كلام عنها برة عني انا  ومراتي.

حماتي باحراج:

- يا حبيبي والله لولا كلام الولد معايا مكنتش اتكلمت، انا محترمة الخصوصية بتاعتكم يا كرم، لكن احفادي قلبي يوجعني عليهم، وانت يابني برضو ومراتك بنت الناس دي لازم اخاف عليها هي كمان، حقكم عليا اني اتكلم معاكم.

كرم:

- خلاص يا امي شوفي ممكن ييجي امتى وبلغيني..

كنت عارفة ان كرم وافق بس علشان خاطر ابننا، اه ابني بيكبر وبتمر عليه الايام لكن مش سوي ولا طبيعي زى الاطفال، بيتهته كتير، ومش بيعرف ينام لواحده ابدا...ونومه معايا فى اوضتي استمر لحد ما بقى فى سنة 2 اعدادي تقريبا يعني الرعب ده مقتصرش على طفولته وبس، المهم فعلا حماتي حددت ميعاد وجه الشيخ خليل، مش هقول شكله يخوف مثلا او هقول اني اتوترت لما قابلته، لكن انا مكنتش مرتاحة عموما للفكرة، لكن لقيته قعد يتكلم معانا اول ما وصل بطريقة بيحاول يطمنا بيها:

- انا عارف ان ممكن تقولوا اني ساحر وبتاع اعمال، لكن الحمد لله ربنا يبعدنا عن الطريق ده...

كرم:

- اومال حضرتك بتعمل ايه بالظبط؟

الشيخ خليل:

- انا يابني معايا جن مسلم ومسالم بيساعدني بالخير فى اللى نقدر نساعد بيه غيرنا، دى حاجة بعملها لوجه الله مش اكتر.

فيروز:

- طيب والمفروض ايه اللى يحصل بقى؟

لقيته اتكلم وحكالي كلام كتير عن حياتي انا وجوزي مع بعض وفى بيتنا ومع ولادنا من غير ما حد يكون عارفها غيرنا، فى محاولة منه انه يثبتلي صدق كلامه كنت بسمعه وبحاول اصدقه، اصل يعني الكلام ده فعلا محدش عارف عنه حاجة حتى امي وابويا، ابتدا الشيخ خليل بعد ما قدر يخليني استسلم للى هيقوله يردد ايات قرأن كريم ويكرر كتير كلمات معينة من جوة الايات، كنت قاعدة حاسة بأن الكلام اللى بيقوله ده بيسبب نغزة فى قلبي والم فى دماغي لا يحتمل، لكن برغم اني كنت عايزة اصرخ من الوجه الا ان صوتي كان مخنوق والشيخ تقريبا كان ملاحظ ده، علشان كده بعد وقت من ترديد الايات دي لقيته بيقولي:

- فيه جدار الاوضة بتاعتك، روحي هناك وامسحي اللى على الارض، وانتي بترددي اسم الله والايات اللى هقولك عليها..

بصيت لجوزى وانا حاسة بخوف، لكن سمعت اللى طلبه وروحت فعلا انفذه، برغم ان بيتي نضيف وزي الفل الا اني لقيت على الجدار اللى قال عليه وعلى الارض جنبه سائل احمر لزج، مش عارفة جه منين كان نازل من الحيط وكأنه سيل عارف طريقه، كنت بمسحه وانا بردد اللى قاله لكن برغم اني كنت بنفذ كلامه الا ان التوتر من اللى حصل خلاني برتبك وبتلغبط وانا بكرر الايات اللى طلبها مني، مسحت الارض ورجعتله تاني لقيته بيقول:

- مش هتكون اخر جلسه، احنا هيكون لنا جلسات كتير لحد ما نقدر نبعد الشر ده شوية عن البيت...لكن هي مش هتبعد علطول، هترجع تاني.

كرم:

- يبقى ليه نضيع وقتك ووقتنا يا شيخ خليل؟

الشيخ خليل:

- احنا بنحاول نحاربها، يمكن مدى الشر اللى فيها يقل شوية.

فيروز:

- مين اللى عمل فيا كده؟

الشيخ خليل:

- عايزك تقرأي سورة الفاتحة الليلة 21 مرة قبل ما تنامي، ويمكن فى منامك تعرفي مين اللى عمل فيكي كده.

قال اخر كلام وقام خرج ووصله كرم ورجعلي شافني ماسكة دماغي ومن وجع عنيا تقريبا كنت قربت اغرز صوابعي جواها يمكن الوجه يهدا شوية، او حتى اطلعها من مكانها واخلص من الوجع اللى فيها ده، كرم خدني فى حضنه وبيحاول يهديني وبدأ يمسح على رأسي ويقرأ القرأن، اخد وقت طويل على الحال ده لحد ما هديت وطلعت اوضتي دخلت اخدت دش واتوضيت تاني وغيرت هدومي وقعدت على سجادة الصلاة...صليت كتير اوي ودعيت كعادتي وبعد ما خلصت الصلاة ابتديت اقرأ سورة الفاتحة زى ما طلب مني، وروحت نمت علطول من غير ما اوجه كلمة واحدة لكرم اللى قرر انه يدخل ينام مع الولاد فى اوضتهم علشان مش عايز حد منهم ينام معايا الليلة دي، فقرر يبقى جنبهم علشان ميخافوش...وحلمت...مش قادرة احدد حلمت بأيه بالظبط، لكن اللى خضني هو كرم اللى جه صحاني بقلق:

- فيروز...انتي كنتي بتعملى ايه فى المطبخ دلوقتي؟

فتحت عيني بخوف وانا بتنفض من على السرير:

- انا مقومتش من وقت ما خرجت انت من الاوضة، فى ايه يا كرم؟ حد فى الولاد جراله حاجة؟

كرم:

- عيني غفلت شوية، شوفتك فى الحلم وانا قاعد اتكلم معاكي وكان واقف وراكي ثعبان ضخم جدا وقبل ما يقرب منك لقيت نفسي فتحت عيني..قومت علشان اجيب مياه من التلاجة..لمحتك لابسة بيجامة من بيجامتك وخارجة من المطبخ جاية على الاوضة بس مكانش معاكي اي حاجة ولا رديتي عليا لما ندهت عليكي.

استغربت اوي انه يشوفها بصورتي لكن مكانش فى ايدي حاجة اعملها كالعادة، اتعودت واتأقلمت على السلبية اللى انا فيها بس حاولت اخليه يهدا:

- يا كرم انت نسيت ان الشيخ قال انها قرينتي، يعني سهل عليها تكون انا، هي بقى سهل عليها تعمل اي حاجة تخوفنا.

كرم وهو بيحاول يتمالك اعصابه:

- طيب وانتي حصل معاكي حاجة بعد ما عملتي اللى الشيخ قاله.

فيروز:

- لاء..مش فاكرة بالظبط، لكن بص يا كرم فكرة الاستعانة بالجن دي انا مش عايزاها، كفايا اللى بيحصل فينا، مش عايزة اعمل حاجة تغضب ربنا.

كرم:

- بس يا حبيبتي الشيخ خليل قال ان حتى لو فيه حرمانية هتبقى عليه هو، لأن احنا مطلبناش منه استدعاء جن، احنا طلبنا انه يساعد بخبرته فى المعالجة بالقرأن...

فيروز:

- برضو مش واثقة ان ده حلال، والا كان الشيخ فى السعودية قالنا نلجأ لكده، خليني انا ملتزمة بالصلاة وبكتاب ربنا وهو الحارس بقى...ونبدأ نعلم عطاء كمان الصلاة علشان نحصنه منها.

كرم بيطبطب عليا:

- اللى يريحك نعمله يا فيروز.

سابني وخرج تاني علشان يكمل نومه مع ولادي، وانا حاولت اكمل نومي لكن معرفتش، كنت قلقانة وبفكر فى كل حاجة حصلت، لكن اللى شوفته رعبني...ِفجأة شوفتها قدامي واقفة وماسكة شعلة من النار وولادى وجوزى واقفين وراها وباصين بذهول ناحيتي وهى بتبتسم ابتسامتها المخيفة وبتقول:

- انا هحرق وشك يا فيروز,,هخليهم يخافوا يبصوا عليكي ويقربوا منك..

صرخت وانا عارفة اني مش نايمة، حسيت انها فعلا قربت تعمل كده وهتحرقني وهتحرق وشي، للدرجة دي انا كنت استاهل اني اتأذى بالشكل ده، الحاجة الوحيدة اللى ريحتني ان محدش سمع صرختي، لكن هي ابتسمت واختفيت لما ارتاحت بخوفي والرعب اللى بتسببهولي فى كل مرة بتظهرلي فيها، وكأنها رافضة اني اتعود على شكلها وابطل اخاف منها، مش عارفة فات وقت قد ايه لكن قررت اقوت اصلي قيام الليل يمكن اقدر انام تاني، عملت كده مش عارفة كانوا كام ركعة، لكن خلصت ودخلت سريري تاني وانا بكرر كل سور القرأن اللى حفظاها، وعيني راحت فى النوم... وكنت فى الحلم واقفة قدام البوتجاز وفى حلة كبيرة فيها مياه بتغلي بحط بلوزة بتاعتي..كل ما بنزل البلوزة فى المياه اللى بتغلي بحس ان لونها بينور ويزهزه اكتر، بقيت اتكلم مع نفسي واقول:

- غريبة، اول مرة اشوف الغلية بتزهزه الالوان كده، انا قولت البلوزة دى بالذات هتبهت...

وفى اللحظة دي حسيت بالصهد بتاع المياه المغلية ده فى ضهري، لكن مكانتش المياه، السخونية والنار دي كان خيالها هي، من شدة الحرارة اللى حسيت بيها فى ضهري لقيت نفسي برجع لورا وانا بسند بضهري على الحيطة...واختفيت نيارا...وصحيت انا من النوم على صلاة الفجر...تاني يوم بالنهار اتصلت انا وكرم جوزي بالشيخ اللى اتكلمنا معاه فى السعودية وقولتله اللى حصل، بس اللى فاجئني رده وهو بيقول اللى مقالهوش واحنا قدامه:

- يابنتي اللى اتعملك كان على حاجة من هدومك، واللى عملت كده واحدة كانت عايزاكي عروسة لأخوها، ورفضك دخل الحقد جوة قلبها من ناحيتك.. وخلاها تأذيكي اسواء اذى وهو انها تسلط عليكي السحرة...والساحر اللى لجأتله كان اسواء منها وقرر يكسب منها على قد ما يقدر، وعلشان كده السحر اللى عمله مينفعش يتفك وده تمنه اكبر بكتير من اي سحر تاني، وقرينتك قدر يستحوذ عليها بتعاويذه وطلاسمه وعلشان كده مش هتخلصي منها غير بالطريقة اللى قولتلك عليها...الشر اللى جواها من ناحيتك هيتحجم لكن مش هينتهي....

دى كانت اخر مكالمة حصلت بيني وبين الشيخ، ودى تقريبا كانت اخر مرة ظهرتلي فيها نيارا، التزمت بقيام الليل وبكل حاجة اقدر احصن بيها نفسي منها، اولادي علمتهم الصلاة والقرأن وحاولت اقنعهم بالالتزام بيهم برغم سنهم الصغير بمحاولات كتير لحد ما نجحت فى ده، اه اخدت وقت طويل فى كل حاجة بتحصل، اه مقدرتش اخلص منها تماما لكن الحمد لله اهدا من الاول كتير...اه بحس بسخونية المكان فجأة وبحس ببرودته فجأة لكن مش بشوفها، اه ابني بيصحى يصرخ مفزوع...لكن هي مش بتظهر، برغم اني حاولت كتير اوصل للي كان الشيخ يقصدها لأنها كانت زميلة ليا فى الشغل زمان، لكن اللى عرفته انها سابت البلد بعد ما اخوها اللي كانت عايشة معاه بدأ يعاني من حاجات شبه اللى بعاني منها دي، والناس قالوا انها مستحملتش تشوف اخوها بالحالة دي وسابت البلد كلها ومشيت لأنها مش قادرة تساعده...كنت مش فاهمة هي عملت كده لاخوها كمان ولا ده كان انتقام ربنا منهم، لأني معرفتش اوصل لتفاصيل كتير احتسبت عند ربنا انه انتقام من اللى اذوني، حياتي ابتديت تبقى اهدا شوية عن الاول...علاقتي بكرم بقيت افضل واحسن برغم ان ضاع مننا احلى سنين عمرنا فى الخوف والتعب واللف على الدكاترة والشيوخ، اه حسيت اني كبرت خمسين سنة فوق عمري فى المعاناة دي لكن المهم ان الحال بقى احسن، اتعودت على احساس وجودها لكن الحمد لله انها اختفيت من قدام عنيا وقدام عيون ولادي، بتكلم دلوقتي معاكم بعد ما فات على الحكاية دى وبدايتها 22 سنة حرفيا، وبنصح اي حد بلاش تثقوا فى الناس بسهولة، بلاش صوركم تكون على الملأ اي حد يشوفها...بلاش هدومكم تبقى مباحة لأقرب الاقربون، مش صحابكم بس، لاء..ده حتى لو لقرايبكم، محدش عارف الخبث والشر جاي منين ولا ليه ولا امتى...حافظوا على نفسكم وادعوووولي وادعوا لأولادي وجوزي، انا تعبت كتير اكتر مما ممكن اي حد يتخيل، كل اللى اتحكى ده وكان فيه تفاصيل اكتر بنساها من كتر صعوبتها عليا، انا عيشت اسواء واصعب ايام فى حياتي وبتمنى من ربنا انها تكون في ميزان حسناتي وبتمنى منه ان محدش مهما كان اللى جواه من خير او شر يعيش اللى انا عيشته...لكن لأن فيه ناس كتير تعاطفت مع اللى حكيته فأنا حصل معايا احلى حاجة فى الدنيا بعد كم المعاناة دي...حلمت بالرسول عليه الصلاة والسلام، ودي بقى سواء كنت فهمت غلط او صح، لكن انا شوفت انها رسالة طبطبة من ربنا ورسوله عليا، علشان كده بتناسى كل الوجع اللى ممكن احس بيه من وقت للتاني او اي خوف ممكن يهمس فى وداني وانا لواحدي واسد وداني عنه علشان افتكر بس ان ربنا طبطب عليا بطريقته وقاللي انه معايا.. بس ادعووووولي ادعوووولي كتير انا محتاجة الدعوات اوي.

                  تمت بحمد الله 

تعليقات



<>