أخر الاخبار

رواية حسناء أنارت دربي الفصل الواحد والعشرون 21بقلم جوهرة الجنة

        

رواية حسناء أنارت دربي  

الفصل الواحد والعشرون 21

بقلم جوهرة الجنة


خرجت ليلى من الحديقة، و استقلت سيارة أجرة، وهي تحاول جاهدة كتم دموعها إلى أن وصلت أمام منزلها، فنزلت ودخلت مباشرة لغرفتها، ولم تهتم بأختها وأمها اللتان الجالسات في الصالة يتحدثان.


خديجة :ما بها هذه الفتاة.


رانيا :كأن حالتها غريبة، هي دائما تتصرف بهذه الطريقة.


خديجة :أنت محق لماذا أشغل عقلي بتفاهاتها.


رانيا :لم تخبريني يا أمي، ماذا فعلت في ذلك الذهب الذي أخذتيه من منزل خالي رحمه الله.


خديجة :وضعته في الخزنة في غرفتي، وسأنتظر حتى يرتفع ثمنه وأبيعه وأشتري مجوهرات أخرى أفضل منها.


رانيا :لكن ماذا لو علمت حسناء بإختفاء ذهب أمها، بالتأكيد ستشك بك.


خديجة :ألا يكفي أنها أخذت كل شيء، فلماذا تطمع في الذهب أيضا.


ابتسمت رانيا قائلة :أنت محق، حسناء لا يجب أن تطمع كثيرا.


حملت هاتفها تعبث به، ثم أرسلت رسالة لوالدها قائلة فيها: علمت أين وضعت أمي الذهب، نستطيع الان أن ننفذ مخططنا.


عند وليد، ظل تابثا في مكانه، يستعيد ذكرياته رفقة ليلى، وقد بدأ الندم يتآكله، ليتذكر فؤاد حينما نبهه ولم يهتم.


وليد: نبهني فؤاد ولم أستمع له، أنا حقا غبي.


تحرك مغادرا تلك الحديقة، ليتساءل فجأة عن هوية الشخص الذي أخبر ليلى بحقيقته، فلم يجد شخصا أخر سوى فؤاد، فأسرع لسيارته وتحرك ناحية فندق فؤاد وهو غاضب بشدة، ليدخل ويتجه ناحية مكتب فؤاد دون أم يمنعه أحد.


فتح وليد الباب بقوة وقال: لماذا فعلت هذا يا فؤاد.


رفع فؤاد عينيه له باندهاش وقال: عن ماذا تتحدث، وما بك غاضب هكذا.


ضرب وليد على سطح المكتب وقال بحدة: لماذا أخبرت ليلى بموضوع زواجي.


هز فؤاد رأسه بفهم واعتدل في جلسته ثم قال: لست أنا من أخبرها.


وليد: أنت تكذب، لا أحد يعلم بعلاقتي مع ليلى سواك أنت.


فؤاد: هذا الكلام صحيح لكن قبل حفل الخطوبة، أما بعدها أصبح الجميع يعلمون بهذا.


وليد: فؤاد هل تتلاعب بي الأن أم ماذا.


فؤاد: لقد حذرتك منذ البداية يا وليد لكنك لم تستمع، وبالفعل قررت أن أتدخل إلا أن زوجتي كانت أسرع مني.


وليد بصوت عالي: وما دخل زوجتك بنا، من سمح لها بإخبار ليلى عن شيء يخصني.


وقف فؤاد وقد احتدت نظراته وقال: إلى هنا ويكفي يا وليد، أنت المخطأ من البداية ولا يحق لك لومي أو لوم زوجتي على شيء كان من المفترض أن تقوم به أنت منذ البداية.


بدأ وليد يتنفس بصوت عال وهو يعلم أن كلام فؤاد صحيح، ليقول بعد دقائق من الهدوء: لقد خسرتها، للمرة الثانية أخسر شخصا أحبه، لكن الفرق أنني في المرة الأولى ابتعدت عنها بسبب خيانتها أما ليلى فهي من ابتعدت عني بسبب كذبي، ليتني استمعت لك من البداية لما حدث كل هذا.


فؤاد: اهدأ يا صديقي وأخبرني هل أنت صادق في مشاعرك، هل أنت متأكد أنك لم تتعود عليها فقط، لقد خرجت للتو من علاقة مسمومة ولم تنهى بعد، فهل أنت مستعد للدخول في علاقة جديدة.


وليد: وأنا أعلم كل هذا وأقولها لك بصريح العبارة، أنا أحب ليلى.


فؤاد: ما دمت هكذا حارب، لكن هذه المرة لا تصادقها وتحادثها في الخارج وتخرجان معا وقتما شئتما، لكن يجب عليك أن تتقدم للزواج بها، فالبدايات التي لا ترضي الله، نهاياتها لن ترضيك.


وليد: أنت محق يجب أن أذهب وأتقدم لها.


وقف وليد وهو يرغب في القيام بما يريده فورا لولا يد فؤاد التي أوقفته وقال: وليد عد لوعيك، كيف ستتقدم للزواج بها وأنت لا زلت متزوج، انتظر حتى ينطق القاضي بالطلاق بعدها يمكنك الذهاب.


وليد: لكن الجلسة أخر الأسبوع، كيف سأنتظر كل هاته الأيام.


فؤاد: يجب أن تصبر لكن إياك أن تحاول التواصل معها خلال هذه الفترة.


وليد: لكن كيف سأشرح لها كل شيء إن لم أراها.


فؤاد: هذا يعود لك، المهم أن لا تغضب الله منك.


مسح وليد على رأسه يحاول التفكير في حل، ليخرج بسرعة هاتفها ينوي الاتصال بليلى ليجد الخط مغلقا فنظر لفؤاد: يبدو أنها حظرتني.


عقد فؤاد يديه وقال: الحمد لله أنها فعلت وإلا لكنت تتصل بها كل يوم وتحادثها مجددا، خاصة إذا سامحتك، وكأنني لم أنبهك للتو.


وليد: ألم تقل أنه يجب علي إيجاد حل وهذا ما أحاول فعله.. كنت سأتصل بها وأشرح لها كل شيء.


فؤاد: لكنك نسيت أهم جزء في كلامي، لا تغضب الله عز وجل، حديثك معها دون أي رابط شرعي يعتبر حراما يا وليد، أنت تستطيع الحديث معها لكن حينما تتقدم لطلب يدها، في ذلك الوقت هي من ستقرر إن كانت ستعطيك فرصة لتشرح لها كل شيء أم لا.


صمت وليد لوهلة ثم قال: أنت محق يا فؤاد، يبدو أنني بابتعادي عن بلادي وبزواجي من صوفيا نسيت الضوابط الدينية.


فؤاد: ما دمت لا زلت حيا تستطيع تدارك الوقت، وتصلح أخطائك.


وليد: شكرا لك يا صديقي على وقوفك بجانبي دائما.


ضربه فؤاد على كتفه قائلا: لا يوجد شكر بين الأصدقاء أيها الأحمق.


وليد: سأذهب الأن.


فؤاد: إلى أين.


وليد: أريد أن أظل بمفردي قليلا.


فؤاد: حسنا كما تريد، لا إله إلا الله.


وليد: محمدا رسول الله.


عاد فؤاد في الليل منهكا ليلقي التحية على عائلته وصعد فورا لغرفته فقالت عائشة لحسناء :إذهبي يا إبنتي ألقي نظرة على زوجك، يبدو مرهقا وتأكدي إن أكل شيئا.


حسناء :حسنا يا أمي.


نادية :وبالنسبة لجواد سينام معي الليلة فقد اشتقت لليالي التي نقضيها معا.


حسناء :كما تريدين يا أختي، وستجدين قارورة حليبه في المطبخ.


صعدت حسناء لغرفتها لتجد ملابس فؤاد مرمية بإهمال على الأرض على عكس عادته، فجمعتهم ووضعتهم في سلة الملابس، وأخذت هاتفه ووضعته في الشاحن بعد أن وجدته يكاد يطفأ، ثم جلست على السرير تنتظر خروجه.


خرج فؤاد بعد دقائق وهو يرتدي بنطالا فقط وترك الجزء العلوي عاريا، لتمسكه حسناء من يده وأجلسته فوق السرير ثم أحضرت منشفة مسحت بها على شعرها الذي كان متبللا.


حسناء :هل تريد أن تمرض يا فؤاد، لماذا لم تنشف شعرك.


فؤاد :أشعر بجسدي يصرخ طالبا للراحة، لقد كان يوما متعبا، منذ الصباح لم أستطع الجلوس دقيقة، كم أكره الأيام التي يقام فيها اجتماعات مهمة في الفندق.


حسناء :من كلامك وملامحك اتضح لي أنك لم تتناول شيئا صحيح. 


فؤاد :لقد أخبرتك أنني قضيت يوما متعبا، كيف سأجد وقتا للأكل، لقد نفذت طاقتي وأنا بحاجة للنوم فقط. 


حسناء :ها أنت قلتها للتو، نفذت طاقتك ويجب أن تتناول شيئا كي تستعيدها. 


أمسك فؤاد بيدها حينما رآها ستغادر لتحضر له عشاءه، فقال: لا تتعبي نفسك، أنا لا أريد شيئا. 


حسناء بحزم :وكأنني سأنتظر إذنك، أنا سأحضر الأكل وستتناوله ولا أريد أي نقاش في الموضوع. 


غادرت حسناء دون أن تستمع له، وعادت بعد قليل مع صينية بها العشاء لتضعه على الطاولة، واتجهت ناحية فؤاد اللي كان متسطحا على السرير، ويضع يده فرق عينيه لتنادي عليه قبل أن تضع يدها على رأسه تداعبه بحنان كي يستيقظ. 


فؤاد بصوت نائم: دعيني أنام يا حسناء عضلاتي تؤلمني.


حسناء بابتسامة :استيقظ أنت وتناول عشاءك، وأنا سأقوم بتدليك لك في المقابل.


فؤاد فتح عينيه التي التقت مع عينيها التي تأسره وقال: هل أنت تتحدثين بجد، ستقومين بتدليك لي.


حسناء :بطبيعة الحال، ولكن يجب أن تتناول عشاءك أولا.


قام فؤاد يتناول الأكل وما إن أكل أول لقمة حتى علم أنه جائع حقا، وتناول الأكل دون أي تذمر أو إعتراض، بينما حسناء غيرت ملابسها لمنامة ولملمت خصلات شعرها، ثم أحضرت زيت التدليك من الحمام وانتظرته حتى انتهى وتسطح على السرير على بطنه، لتبدأ هي بالتدليك له، ويستمتع بتلك الراحة التي تغلغلت داخل روحه بفضل حسناء.


فؤاد :أشعر براحة كبيرة، شكرا جزيلا لك يا حسناء.


حسناء :أنت زوجي ولا يوجد شكر بين الأزواج، سأغسل يداي وأعود نم أنت.


دخلت حسناء للحمام غسلت يديها من تلك الزيت، ثم عادت فوجدت فؤاد لا زال ينتظرها فنزعت هاتفه عن الشاحن وتسطحت بجانبه ليجذبها لحضنه ثم قال :متى سنذهب لبيتنا الجديد يا حسناء.


حسناء :وقتما أردت ليس لدي أي مشكل بهذا الخصوص.


فؤاد :ما رأيك أن ننتقل بعد غد كي تستطيعي ضب كل الأغراض غدا.


حسناء :بعد غد مناسب جدا.


أطلت الشمس بأشعتها الذهبية، لتعلن عن صباح جديد، ويوم لا يعلم خفاياه إلا الله. استيقظ كل من فؤاد وحسناء، ليبتسم وهو يتأملها، فكم أصبح يعشق تأمل وجهها الخالي من أي مستحضرات التجميل، فبادلته حسناء الابتسامة لتلمع عينيها.


حسناء: صباح الخير. 


فؤاد: صباح الحب يا حسنائي. 


حسناء: لما استيقظت مبكرا ألم تقل أنك ستظل في البيت اليوم. 


فؤاد :لم أرد أن أفلت هذه اللوحة الجميلة، وأبدأ بها يومي. 


حسناء: هل تضحك علي يا فؤاد، أين هي هذه اللوحة الجميلة ووجهي منتفخ وشعري مبعثر. 


فؤاد: حتى في أسوء حالاتك تظهرين لي أجمل من القمر. 


ابتسمت حسناء بسعادة من اطرائه وقالت: سأذهب لتحضير الإفطار. 


فؤاد تمدد على السرير مبتسما وقال: في منزلنا لن اسمح لك بالقيام من السرير قبلي ليكن في علمك. 


حسناء: هذا يعني أنك ستذهب للعمل بدون إفطار. 


انتهت حسناء من ارتداء ملابسها ليقول فؤاد :ومن قال أنني سأذهب العمل مبكرا، سأتأخر كما يحلو لي فأنا صاحب الفندق. 


حسناء بمكر: حسب معرفتي بصاحب الفندق مواعيده منضبطة، ولا يحب التهاون في العمل. 


فؤاد :انت غيرتني كثيرا يا حسنائي، وبالتأكيد سأغير من عاداتي بسببك. 


ضحكت حسناء ثم نزلت لتساعد النساء في تحضير الإفطار، وهي سعيدة بكلام فؤاد الذي ما إن خرجت حسناء عاد للنوم. 


مرت ساعات الصباح، وعاد كل من حمزة وجمال من العمل، وتناولوا غذاءهم، ثم اجتمع الرجال في الصالون يتبادلون الأحاديث، وقد اشتاقوا لمثل تلك التجمعات، بينما النساء كنا في المطبخ بعد أن انتهوا من ضب الأواني من على الطاولة، ليصدح صوت الجرس في المنزل. 


ليلى :أنا سأفتح الباب.


فتحت ليلى الباب لتظهر من خلفه فتاة في منتصف العشرينات، ترتسم ابتسامة واسعة على وقالت :مفاجأة، ها أنا أتيت.


ليلى بابتسامة :سلوى هذه أنت، يا لها من مفاجأة جميلة. 


حضنتها سلوى قائلة :أعلم أنكم اشتقتم لي لذا أتيت. 


ليلى :تفضلي للداخل، أمي جدتي لدينا ضيف. 


خرجت زينب والسيدة عائشة التي ما إن رأت ابنة أختها حتى ارتسمت بسمة واسعة على محياها قائلة :يا أهلا ومرحبا بإبنة الغالية. 


حضنت سلوى خالتها التي كانت بمثابة أم ثانية لها، وكل من يراهم يعلم بمدى قوة علاقتهما، والرابط الذي يجمعهما.


سلوى :كيف حالك يا خالتي.


عائشة :بخير يا إبنتي، وبعد أن رأيتك سعدت وأصبحت أحسن من الأول.


سلوى :من الجيد أنني لم أستمع لكلام أمي وأتيت قبلها.


عائشة :صحيح لماذا لم تأتي هي.


سلوى :لا أعلم من سيأتي لزيارتها غدا بعد أن كنا متفقتان على المجيء اليوم، فتركتها مع ضيوفها وأتيت بمفردي.


عائشة :اشتقت لك كثيرا يا جميلتي.


سلوى :وأنا اشتقت لدلعك.


زينب :يبدو أنك اشتقت لخالتك فقط، ولم تشتاقي لصديقاتك.


سلوى :وكيف لا أشتاق للزوجة الأولى لهذه العائلة.


حضنت زينب ثم وردة، وما إن وصلت أمام حسناء حتى توقف قائلة :لا تخبروني أن هذه هي زوجة.


رفعت حسناء حاجبها مستغربة من سؤالها، وقالت زينب :أجل إنها هي حسناء.


سلوى :كنت أظن أن فؤاد تزوج فتاة كبيرة، لم أتوقع البتة أن زوجته لا زالت طفلة، خاصة أنه شخص عاقل ولا يحب الهدوء، وأظن أن حسناء لا زالت صغيرة على الزواج وسترغب بالاستمتاع بحياتها. 


حسناء بابتسامة :أشكرك على محاولتك لفهمي، لكني ولله الحمد جيدة مع فؤاد، وربما لو تزوجت شخص قريبا مني في السن ما كان ليكون زوجا طيبا مثله، وأحيانا الاختلاف هو الذي يوثق الروابط.


سلوى بابتسامة :كان علي أن أصمت حتى تتحدثي، فمظهرك لا يدل بتاتا على عقلك الكبير.


عائشة :تعالي يا إبنتي لترتاحي، لا بد أنك متعبة من السفر.


سلوى :لكن أين عمي وأبناءك يا خالتي.


عائشة :إنهم في الصالون، ربما يعتقدون أن شخصا غريبا أتى لذلك لم يخرجوا.


سلوى :إذن سأذهب أنا لهم.


اتجهت سلوى ناحية الصالون، ودخلت ببسمتها المعتادة، وقالت: ها هي مشاكستكم أتت.


حمزة :يا فتاة ما هذه الغيبة، اشتقنا لك كثيرا.


سلوى :أعلم هذا فأنا في الأخير هي جميلة الجميلات.


ضحك عليها فؤاد وقال: لم تتغيري البتة، لا زلت مشاكسة كما أنت.


سلوى بابتسامة :وأنت لا زلت ذلك الهادئ العاقل.


فؤاد :شكرا لك يا أنستي على هذا الإطراء الجميل.


ضربته سلوى على كتفه مبتسمة وقالت: اشتقت لك يا ابن الخالة.


فؤاد :للأسف الشديد أنا لم اشتق لك.


سلوى :لا تقل يا فؤاد أن زوجتك ستقلبك علي، وقتها سأغضب بشدة.


فؤاد بابتسامة :حسناء بالفعل غيرت بس الكثير من الأشياء، لكن لم تحاول إكراهي في عائلتي، بالعكس هي من زادت في تقوية علاقاتنا، وأضافت لمستها الخاصة على العائلة.


  كان يتحدث وهو ينظر لحسناء التي إبتسمت في وجهه، قبل أن توجه نظراتها لسلوى التي قالت :هكذا سأغير من حسناء، لا يمكن أن تأخذ فتاة مكاني في العائلة.


حسناء بابتسامة :لا تقلقي عزيزتي لم أتعود أن أخذ ما هو ملك لغيري، لكنني أعلم كيف أصنع مكانا خاصا لي في قلب عائلتي.


سلوى :سأخبرك بشيء يا فؤاد، انبهرت جدا من إختيارك لزوجتك الثانية، للأسف أضعت فرصة رؤيتها والتعرف عليها قبل شهور، لكن لا بأس سأتعرف عليها خلال فترة مكوثي معكم.


حمزة :أؤكد لك أنك ستحبينها.


سلوى :وما الذي يجعلك متأكدا لهذه الدرجة، ربما أكرهها بدل أن أحبها. 


                الفصل التاني والعشرون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close