
رواية قضية شرف الفصل الاخير بقلم ايه محمد
شهد: مد إيدك..دي السلسلة.. أنا هرجع بيت أبويا النهاردة...أنا مش هقدر أكمل حياتي بشكل عادي و أنا مخدتش حق أمي...
خالد: لحظة بس.. لحظة واحدة يعني أنتي موافقه!
شهد ب خجل: احم.. أنت شايف اي؟
خالد: أنا شايف أنك توافقي عشان أنا ابن ناس و محترم و وسيم و ظابط كمان مش حارمك من حاجه..
شهد ب جدية: أمي كانت ست محترمة ي خالد والله.. أنا مش قادرة اعيش وانا عارفه انها اتظلمت قبل موتها...
خالد: بس التحقيق اللي اتفتح..
شهد بمقاطعة: أنا مليش دعوة بالتحقيق لأني متأكدة أن اللي عمل كدا ظبطها علي أساس تطلع بالشكل ده...
خالد: طيب هنعمل أي!!
شهد ب إبتسامة: مش هنعمل... أنا اللي هعمل.. لسه مش عارفة بس اللي متأكدة منه أني لازم أرجع بيت أبويا.. أنا أسفة بس أنا همشي و ده قراري...
خالد: مش عارفه هتعملي اي!! طيب.. طيب ي شهد أنا هقولك تعملي اي بس تخلي بالك من نفسك...
شهد: حاضر....
بنفس اليوم كانت شهد تقف أمام منزل والدها و بيدها حقيبتها التي وضعت بها بعض ثيابها ووقفت تلتقط أنفاسها ثم رفعت يدها لتدق الباب ولكن قبل ذلك فتحت زوجة والدها الباب و التي صدمت عندما وجدتها تقف أمامها...
توقعت شهد أن تفتح زوجة و الدها الجديدة الباب ولكنها لم تكن تتوقع تلك السيدة!
كانت أرملة في الخمسين من العمر دائما ما كانت تدعي اللطف و المحبة لوالدتها فهي من جاراتها...
أختنقت الكلمات في حلقها ولم تعرف ماذا تقول لتلك المرآة و بالتأكيد الآن هي السبب فيما حدث لوالدتها...
نهي بصدمة: شهد!!أنتي اي اللي جابك هنا!
شهد بسخرية: جاية بيت أبويا ي مرات أبويا..
نهي بضيق: هي خالتك طردتك..
شهد: لا طبعا.. بس أنا مش هفضل عايشة عندها العمر كله...
نهي: أدخلي و أنا هقولك متدخليش يعني..
شهد: تمام...
دلفت شهد لبيتها لتجده قد تغير كثيرا لتغضب بشدة...دلفت لغرفتها لتجد بها الكثير من الأشياء التي لم تكن لها.. ربما تم وضعها هنا ك مخرن مثلا...
خرجت ونظرت لزوجة والدها التي عادت لتجلس أمام التلفاز و تحدثت بضيق..
شهد: اي الكراكيب اللي في أوضتي دي؟
نهي: دي شوية حاجات عاملة زحمة في الشقة و أنتي شايفة أهوه الشقة ضيقة...
كانت ستتحدث شهد ولكنها فضلت الصمت حتي لا تفتعل مشاجرة مع تلك السيدة... ولأنها عادت لهذا البيت فقط لتحقيق هدف معين.. جلست في غرفتها كل اليوظ و أحضرت حقيبة صغيرة لتضع بها بعض الأشياء التي ارتبطت بها طفولتها في تلك الغرفة و وضعت الحقيبة جنبا حتي تكون مستعدة للرحيل في أي لحظة...
بعد قليل عندما سمعت صوت الباب يُقفل خرجت لتجد إن زوجة والدها خرجت من المنزل.. ف خرجت لتنفذ خطتها ثم عادت سريعا لتجلس في غرفتها مرة أخري...
في وقت متأخر خرجت مرة أخري لتجد زوجة والدها تضع طعام العشاء..
نهي: أبوكي واخد وردية بليل كمان النهاردة ف مش هيجي غير بكرة الصبح... تعالي كلي..
شهد: لا أنا مبحبش أكل بليل.. شكرا بس هدخل أنام...
نهي: ده أنا واقفة طول النهار بعمل في الأكل دا.. و بعدين متقلقيش انا عاملة الأكل خفيف عشان معدتي بتتعب...
شهد بضيق: طيب...
جلست معها شهد بصمت تتناول طعام العشاء ولأنها كانت جائعة جدا طوال اليوم... بعد قليل دلفت لغرفتها و جلست علي سريرها ف شعرت ب ثقل رأسها و رغبة كبيرة في النوم... ف وضعت رأسها جنبا و ذهبت في نوم عميق...
في اليوم التالي... فتحت شهد عينيها لتجد نفسها في غرفتها ولكن... في بيت خالد!!
نظرت شهد حولها لتجد الغرفة خالية... وقفت و وضعت إسدالها ثم خرجت من الغرفة لتجد خالتها إمام التلفاز تشاهد مسلسلها المفضل لن أعيش في جلباب أبي...
شهد: دخلت في غيبوبة تاني!!
عبير بضحك: لا... بقالك حوالي 18 ساعة بس...لو بيبيعوا النوم في ازايز هتبقي غنية ي بت ي شهد...
شهد: اه والله ي خالتوا.. قوليلي انا اي اللي جابني هنا... وانا عايزة اعرف بقي مين اللي بيشلني كل مرة...
عبير: هيكون مين يعني.. خالد طبعا..
شهد: ي لهوي... ي لهوي ع الكسفة.. خالد!!
عبير: اومال ي بت اجيب حد غريب يشيل.. مهو انتي كل شوية تقعي زي الجردل... و بعدين مش أنتوا بينكو استلطاف!!
شهد: است اي... لا ي خالتو مفيش الكلام ده!!!
عبير: لا بقولك ااااي... الواد بقاله قد كده بيحب فيكي ومش راضي يتجوز.. هتتجوزوا يعني هتتجوزوا...
شهد بصدمة: انتي عارفة!!
عبير : ايوا طبعا... خالد مقالش بس ده ابني و انا عارفاه...
دلف خالد ليجدهم يتحدثوا سويا و صمتا عندما دلف للمنزل ف نظر لهم ب ريب ولكنه تجاهل الأمر و جلس ليحكي ل شهد كل الحقيقة...
سحب كرسيا و جلس أمامها و أخذ نفسا عميقا ثم أردف...
خالد: والدك كان وارث أرض من والده و هو مكانش يعرف تمنها ومفكرش يسأل عنها... لكن تخيلي أن الأرض دي حقها 3 مليون جنية..
أبوكي.. كان بيخون والدتك ي شهد مع الست اللي اتجوزها و حكالها علي موضوع الأرض...الست دي مكانتش كويسه ابدا و تعرف واحد غير ابوكي.. و اتفقت معاه انهم يسرقوا منه الأرض.. بس ازاي؟
الأول الست دي خططت انها تتجوز أبوكي و بعدين تخلص علي امك و عليكي أو هتمضي ابوكي علي ورق بيع الأرض... كل الكلام ده هي اللي قالته في التحقيق... المهم ان هي اللي خططت لكل اللي حصل يوم وفاة و الدتك... و الراجل اللي انتي شوفتيه كان هو نفسه اللي متفق مع مرات أبوكي...
دخل أوضة و الدتك وهي نايمة و حاول يعني يبين الوضع انه مش تمام...
بس هي مكانتش متوقعه ان ابوكي هيقتل أمك قالت انها اتوقعت ان أخره يطلقها.. و كانت لسه بتخطط ازاي تخليه يبيعلها الأرض وانها لو مكانتش قدرت كانت هتقتلكم...
أكمل متابعا حديثه...
أمبارح هي حطتلك منوم في الأكل و بعدها الراجل اللي معاها جالها عشان يفكروا ازاي ينفذوا خطتهم في أسرع وقت و يهربوا... و كل ده احنا سمعناه من مسجل الصوت اللي اديتهولك و بعدها قبضنا عليهم و اعترفوا بكل حاجه بصعوبة...
شهد ب دموع: يعني أمي هي اللي دفعت تمن الطمع ده!!!! و أبويا معيشنا في فقر و بخل و هو معاه ملايين...
خالد: أنا عاوزك تنسي كل ده ي شهد و تبدأي من جديد... و أحنا كلنا معاكي... علفكرا.. كل جيرانك دلوقتي عرفوا الحقيقة و عرفوا ان والدتك ست شريفة و محترمة و ان اللي حصل ده مكانش ذنبها...
شهد ب دموع: الحمد لله... شكرا.. شكرا ي خالد أنك ساعدتني اني أظهر الحقيقة... شكرا بجد...
خالد: هو... والدك عاوز يشوفك...
شهد: بس انا مش عاوزة أشوفه..مش أنت قولتلي ابدأ من جديد...
خالد: أنا شايف أنك تقابليه بس لو أنتي مش عايزة هقوله أنك رفضتي...
عبير: قابليه ي بنتي...
شهد: لا ي خالتوا... انا أسفه ي جماعة أنا مش عايزة... خلاص هو يعيش مع نفسه بقي.. كان بيخون امي و بيكدب عليها وكمان هو اللي موتها...
خالد: خلاص ي شهد اللي أنتي عايزاه..
عدت أيام... و أسابيع مع الوقت اتحولت لشهور.. تلات شهور في بيت خالتي... م بين الحزن و التفكير في كل القرارت اللي أخدتها... خالد مفتحش موضوعنا تاني ولا أنا أتكلمت فيه....
و خالتي عاملتني كأني بنتها بالظبط... غادة أتخطبت بعد م خالتي فشلت أنها تجوز خالد ف قررت تنشغل ب غادة...
كنت واقفه قدام قبرها..و دموعي بتنزل بالراحة و بدعيلها.... لحد م حسيت خالد واقف جمبي بيمد إيده بمنديل... أخدته منه و مسحت دموعي...
خالد: والله ي خالتو.. أنا جاي المرة دي في موضوع مهم جدا.. و هو أني أطلب إيد بنتك الغلبانه دي و أكسب فيها ثواب...
عارف ي خالتو اني أمور واستاهل ميس إيجبت بس أنا مضحي...
شهد: أنت قصدك اني مش حلوة...
خالد: ي ستي أنتي ملكة جمال مصر و العالم كله بس وافقي بقي هعنس...
شهد: اممم.. معنديش حد يجهزني و انت مش راضي تخليني أشتغل...
خالد: ملكيش دعوة ي ستي...
شهد: مينفعش... انت تسيبني أشتغل سنتين تلاته كده و أنا
خالد: س.. سس.. سس.. س اااااي.. سنتين تلاته مين...
شهد: ايوا يدوب...
خالد: ي بنتي حرام عليكي بقي ارحميني... ولا أقولك...
رفع خالد سلاحة في وجهها لتنظر له بصدمة و لكنه لم يهتم فهو بالطبع يمزح معها.. أمرها بالتحرك أمامه فتحركت للخارج و هو خلفها حتي جلست في سيارته..
خالد: النهادرة قراية الفاتحة... و كتب الكتاب بعد شهر و معاه الفرح.. انا عندي شقتي ومجهز كل حاجة المفروض العريس بيجيبها... نتجوز و نعيش مع ماما لحد م نحهز بيتنا واحده واحده... انا معنديش اي مانع... وانتي...
شهد: بس ي خالد مينفعش...
نظر لها خالد بضيق كبير ثم تحرك ب سيارته دون أن يتحدث... عاد بها لبيته ثم عاد هو لعمله مرة أخري... انتظرته والجميع معها عند موعد العشاء حتي دلف من باب شقتهم و نظر لها بغيظ....
جلسوا جميعا علي طاولة العشاء في صمت حتي تحدث خالد بكل الأمر لوالدته...
عبير: انا عندي حل المشكلة دي و كنت مستنية الوقت المناسب...
شهد: اي هو؟
عبير: أمك الله يرحمها كان ليها ورث في بيت بابا وابوكي زمان كان عاوز ياخد حقها ده بس هي رفضت عشان كانت عاوزة تسيبلك حاجة قبل م تموت و كتبته ب أسمي عشان لو حصلها حاجة بردو ابوكي ميعرفش ياخده منك...
شهد: ب.. بجد ي خالتو...
عبير: أيوا ي حبيبتي و دلوقتي جه الوقت انك تاخدي حقك تاني... بصي انا هديكي حق نصيبك من البيت وسيبي البيت كله مكتوب ب أسمي فهمتي.. كأنك بعتيهولي... حقك بالميت كده 200 ألف جنيه بس هنشوف يعني حد يقدر حقك اي بالظبط و أنا هشتريه منك...
شهد بدهشه: 200 ألف جنية...
عبير: أيوا... كده هتجهزي نفسك و زيادة كمان... ونكتب قايمة بكل حاجة هتشتريها... تروحي بكرا انتي وخالد البنك تفتحي حساب ب أسمك علي م نخلص الدنيا دي...
شهد: م... ماشي ي خالتو...
خالد: شهد لأخر مرة هسألك.. موافقه نقري فاتحتنا النهاردة؟
شهد: م.. موافقة..
خالد ب فرحة: زغرطي ي اما...
عبير ب فرحة: مبروك ي حبايبي ألف مبروك...
غادة: ألف مبروك ي خالد انت وشهد...
بالفعل نفذت كل اللي خالتي قالته و بقي ليا بيت فعلي مش مجرد بيت عايشه فيه... و مر شهر الخطوبة و بدأت اعرف خالد أكتر.. عن حياته و عن صحابة و شغلة و بحيب اي و بيكره اي و امتي حبني وليه استناني و ليه كان متأكد انه هيشوفني من تاني برغم انقطاع علاقة اهلنا بس هو كان واثق ومستني بهدوء.. مع أنه شخص مش هادي هو مجنون...
موت أمي غدر ساب علامة.. زي الجرح اللي عمره م بيروح و هيفضل موجود دايما في حياتي بس كان لازم أكمل لأن الحياة مبتقفش علي حد... الحياة بتدوس و بتكمل....
ف كان لازم اختار خالد زي م هو اختارني.. و حبيته زي م حبني و أكتر.. الحقيقة.. هو حبني أكتر...
اتفأجت يوم كتب الكتاب بوجود أبي...محدش طلب منه يجي و ده اللي أكده ليا خالد...
لكن أبي قال أنه جه بس يباركلي و هيمشي...
حسيته مكسور بعد اللي حصل بس مش هقدر أغفرله و أنسي.... أنا أسفة... بس هحس أن أنا كمان غدرت بيها...
لأن هي راحت غدر ضحية.. قضية شرف...
تمت بحمد الله