أخر الاخبار

رواية وسيلة انتقام الفصل الثلاثون30والحادي والثلاثون31بقلم ساره صبري موافي


 
رواية وسيلة انتقام الفصل الثلاثون30والحادي والثلاثون31بقلم ساره صبري موافي

آدم بغضب: طلاق مش هطلقها
إلهام بغضب: يعني إى مش فاهمة ؟ قصدك إنك مش هطلقها خالص ولا مؤقتاً عشان أقسم بالله يا آدم لو إللى في دماغي ده طلع صح لا تبقي ابني ولا أعرفك
آدم بهدوء: إى إللى في دماغِك ؟
إلهام بغضب: حبيتها يا آدم ؟
حاول آدم التهرب من الإجابة فنظر لساعة يده وقال وهو يحاول تمثيل الصدمة: أنا اتأخرت أوى على الشغل في ممرضة هتيجي النهارده لسيليا وهتفضل تيجي لحد ما تبقي كويسة إن شاء الله سلام يا ست الكل
إلهام بعدم اقتناع: سلام يا آدم
بعد مرور شهر تعافت سيليا بفضل الله واعتناء كل من آدم والممرضة بها
في المساء اتجهت سيليا للخزانة لتحضر ثياب لها مريحة لتنام فوجدت فستان قصير مفتوح باللون الأسود وقالت بتفكير وهى تنظر لساعة الحائط الموجودة بالغرفة: هجربه وهشوفه عليا قبل ما آدم ييجي. إن شاء الله لسه بدري على ما هو يخلص شغله
دلفت للحمام ثم خرجت مرتدية إياه ومشّطت شعرها وفردته على ظهرها ثم نظرت لشكلها النهائي بالمرآة قائلة بابتسامة: والله قمر يا بت يا سيلو
وبمجرد ما أن أنهت جملتها دلف آدم للغرفة ونظر لها بصدمة أما عنها فلم تقل صدمتها عنه وكانت ستركض وتصرخ لكن تمالكت نفسها وقالت بداخلها: اهدى يا سيليا ده جوزك مش حد غريب وأنتم اتفقتوا مع بعض على إنكم هتبدأوا حياة جديدة وهتنسوا كل إللى فات
أغلق آدم باب الغرفة واقترب منها ببطء وعينيه لا تحيد عنها ثم وقف خلفها وأمسك بشعرها برقة وقربه من أنفه ليستنشق رائحته الآخاذ العطرة ثم جمعه على كتفها وأحاط خصرها بذراعيه فشعر بارتجاف وبرودة جسدها فأدارها له واحتضن وجهها بيديه وقال لها بحنان: ما لِك يا سيليا ؟
نظرت له بخجل واحمرّت وجنتاها وضمته وكأنها تدفن وجهها في صدره فضمها هو الآخر بشدة وابتسم على خجلها منه وقال لها: بس إى الجمال ده كله أنتِ خدتي كل نصيبك من الدنيا في جمالِك بس ؟
سيليا بابتسامة: وخدتك أنت كمان يا نصيبي الحلو
آدم بابتسامة وعيون لامعة: ده أنا إللى يا بختي بيكِ والله
ثم احتضن وجهها بيديه قائلاً بابتسامة وحنان: بحبك يا سيليا ده أنا حتى اتخطيت معاكِ مرحلة الحب ورميت بنفسي في بحر غرامِك. غيرتي فكرتي كلها عن الحب كنت فاكر إن الحب ده كذبة و وهم واستنفاذ لطاقة القلوب بس لما عرفتِك خليتيني أشوف الحياة بلون تاني مختلف تماماً عن إللى كنت شايفها بيه وحببتيني فيها
بادلته بابتسامة وعيون لامعة: وأنا كمان بحبك وكان غرضي أحببك في الحياة وما تتخيلش فرحتي وأنا شايفة هدفي اتحقق قدام عينيا
قبّل جبهتها وقال لها بحنان: تستاهلي يا حبيبتي كل حاجة حلوة وإن الواحد يموت نفسه عشانِك
ضمته بحب شديد وضمها هو الآخر إليه بقوة
بعد مرور عدة دقائق ابتعد عنها بهدوء وحملها بين ذراعيه واتجه بها للفراش وسكتت شهرزاد عن الكلام الغير مباح
في الصباح وتحديداً الساعة العاشرة استيقظ آدم ونظر لسيليا النائمة بجانبه وتأملها بابتسامة وعيون عاشق ثم وضع يده بين خصلات شعرها وأمسك بإحداها برقة وقربها من أنفه ليستنشق رائحتها العطرة فتستيقظ سيليا وتنظر له قائلة بابتسامة: صباح الخير يا دومي
آدم بابتسامة وهو يقبّل وجنتيها: أحلى دومي في الدنيا بسمعها منِك والله. صباحية مباركة يا حرمي
غطت وجهها بالبطانية بخجل فابتسم وقام من جانبها واتجه للخزانة وأحضر ترنج شتوي ودلف للحمام ليستحمّ ثم خرج فوجدها أمامه مرتدية قميصه وتحمل منامة شتوية باللون الأسود فقال لها بابتسامة وغمزة: حلو قميص جوزك عليكِ يا حبيبتي
نظرت له بابتسامة خجل وقالت: دي عيون جوزي إللى قمر عشان كده شايف قميصه عليا حلو
وضع يده على خصرها وسحبها إليه قائلاً لها بابتسامة: امممم وإى كمان ؟
نظرت له بابتسامة خجل وابتعدت عنه بهدوء قائلة: عديني بقا يا آدم عايزة أدخل أخد شاور
آدم بابتسامة وهو يبتعد من أمامها ليفسح لها الطريق: بس كده. ده إحنا عينينا لسيليا هانم هى تأمر وإحنا ما علينا غير التنفيذ
دلفت للحمام لتستحمّ ثم خرجت فوجدته جالس على الأريكة بانتظارها فقالت له بابتسامة: أنت مش هتروح الشغل النهارده يا حبيبي ولا إى ؟
آدم بابتسامة: لا يا حبيبتي هقضي اليوم كله معاكِ النهارده
سيليا بابتسامة: يعني ينفع تنزل معايا المطبخ ونعمل أكلتي المفضلة وناكلها في الجنينة وبالليل نعمل كوبايتين شاي بالنعناع ونقعد في البلكونة
آدم بابتسامة: ملكة قلبي تأمر وأنا عليا التنفيذ. بس سؤال إى هى أكلتك المفضلة ؟
سيليا بابتسامة: مكرونة بالبشاميل بتحبها ؟
آدم بابتسامة: بحبها بس يا ترى هتعرفي تعمليها حلو زي الشاي بالنعناع
سيليا بابتسامة ثقة: هسرح شعري ونصلى الضحى وبعدين ننزل نشوف هعملها حلو ولا لاء ؟
آدم بابتسامة: أكيد هتبقى حلوة عشان من إيديكِ يا حبيبتي أنا بس بهزر معاكِ. بمناسبة شعرِك فمحدش غيري إللى هيسرحه لِك
سيليا بصدمة: بتعرف تسرح الشعر الطويل ؟
آدم بابتسامة ثقة: هخليكِ تشوفي بنفسِك
أمسك آدم بالمشط ومشّط شعرها وفرده على ظهرها وقال لها بابتسامة: أنا بحب شعرِك أوى وبحبه أكتر وهو مفرود
سيليا بابتسامة: تعرف إني بفكر أقصه
آدم بابتسامة: إياكِ تقصيه. أصل أنتِ لوحدِك حكاية وشعرِك حكاية تانية وعينيكِ حكاية تالتة خالص
سيليا وهى تجمع شعرها وتربطه برابطته وترتدي إسدال الصلاة وتقول لآدم بابتسامة: يلا نصلى
آدم بابتسامة: يلا
صلى معها وبعد انتهائهما نظر لها بابتسامة قائلاً: حرماً
بادلته هى الأخرى بابتسامة قائلة: جمعاً إن شاء الله
قام من على الأرض و وقف ومدّ يده لها فنظرت له هى الأخرى بابتسامة ومدّت له يدها فأمسكها وشدّها من على الأرض
سيليا بابتسامة: يلا ننزل
آدم وهو يمسك يدها ويقبّلها ويدخل أصابع يده بين أصابعها ويقول لها بابتسامة: يلا
نزلا معاً للمطبخ وبمجرد دلوفهما نظرت الخادمات لبعضهن بصدمة وخرجوا ثم صعدت إحداهن لتخبر إلهام بما رأت
عند آدم وسيليا
كانت تقف أمام الموقد وتصنع البشاميل وآدم يقف خلفها ويحيط خصرها بذراعيه وينظر إلى ما تفعله فتقول له بضحك: هى دي مساعدتك ؟
فيقبّل وجنتها ويقول لها بابتسامة: أنتِ عملتي إنجاز لمجرد إنِك خليتيني أدخل المطبخ بس
سيليا بابتسامة: لسه فيك حتة غرور بس بحبك برده وبحبك أكتر بالهدوم العادية عن الرسمية
آدم بابتسامة: وأنا بعشقِك وبعشقِك أكتر باللونين الأسود والأخضر لإن الأسود بيبرز بياض بشرتِك والأخضر بيبرز لون عينيكِ
وبمجرد ما أن أنهى كلامه سمع صوت الخادمة تقول له بجدية: إلهام هانم قالت لي أبلغ حضرتك إنها عايزاك تطلع لها أوضتها
يتبع

الفصل الواحد والثلاثون 


سيليا بابتسامة: اطلع أنت يا حبيبي شوف مامتك عايزة منك إى
آدم بابتسامة: ماشي يا حبيبتي
صعد آدم لغرفة إلهام وطرق بابها وسمع صوت إلهام تقول له: ادخل
دلف لغرفتها وقال لها بابتسامة: صباح الخير يا أمي
إلهام بغضب: صباح الخير ؟! قول ظهر الخير. صاحي متأخر النهارده عن كل يوم وما روحتش الشغل لى ؟
آدم بهدوء عكس ما بداخله: عادي يعني يا أمي هو حرام آخد يوم راحة من الشغل ؟
إلهام بسخرية: لا مش حرام. بس كله كوم ودخولك المطبخ مع الزفتة إللى بليتنا بيها دي كوم تاني خالص. هسألك سؤال وترد عليا بصراحة وما تتهربش زي كل مرة أنت حبيتها ؟
آدم بغضب: أيوا حبيتها ومش بس حبيتها ده أنا عشقتها كمان
إلهام بسخرية وحزن: طب بما إنك بقيت صريح كده قول لي أنت قربت منها ؟
آدم بغضب: أعتقد إن دي حاجة خاصة بينا وما ينفعش حد غيرنا يعرفها
إلهام بحزن وهى تجلس على الأريكة الموجودة بغرفتها وتقول له ببكاء: تمام يا آدم باشا
عند سيليا كانت تحضر الطعام وسمعت رنين هاتف آدم فلم ترد وتركته يرن عدة مرات إلى أن شعرت بالضجر وقررت أن تصعد لغرفة إلهام لتعطيه هاتفه وعندما وصلت عند باب الغرفة سمعت صوت آدم يقول لوالدته: يا أمي أنا عمري ما كنت هحبها ولا هقرب منها غير وأنا مخلص حسابي القديم مع أبوها
إلهام: بس نسيت إن الدم إللى بيجري في عروقها دم أبوها القاتل. طلقها يا بني واكفينا خيرها وشرها وخليها تروح لحال سبيلها 
وأثناء تحدثها معه لمحت سيليا واقفة عند الباب وتستمع إلى ما يقولانه فأكملت بمكر وخبث: قولت لها يا آدم إن أبوها جاله جلطة في السجن وكان طالب يشوفها قبل ما يموت وأنت رفضت قولت لها إن أبوها مات ؟
Flash back من أربعة أيام:
كان آدم يراجع أوراق بعض الصفقات المهمة للشركة ثم جاءه اتصال هاتفي من رقم غير مسجل فأجاب بغضب قائلاً: ألو مين معايا ؟
ضابط: أيوا يا آدم باشا أنا ظابط في قسم ***** المتهم ياسر تعب أوى وطالب يشوف بنته إللى هى حرم سيادتك
آدم بداخله: أكيد لعبة من ألاعيبه
ثم وجّه كلامه للضابط قائلاً: مش هجيبها. سلام يا حضرة الظابط 
وأنهى المكالمة معه وعاد إلى عمله
بعد مرور ثلاث ساعات قام الضابط بمهاتفة آدم الذى أجاب بغضب قائلاً: قولت مش هجيبها يا حضرة الظابط خلاص انتهينا
الضابط: البقاء لله المتهم ياسر جاله جلطة في السجن ونقلناه المستشفى وما استحملش ومات
back
آدم بحزن: لا 
وضعت سيليا يدها على فمها في محاولة لكتم صوت شهقاتها ثم شعرت باهتزاز هاتفه في يدها فكتمت صوته وذهبت من أمام الغرفة قبل أن يراها ويعلم أنها سمعته ثم نزلت على الدرج ببطء وهى لا ترى أمامها من دموع عينيها وسقطت على آخر درجتين من الدرج وفي هذه اللحظة خرج آدم من غرفة والدته ولمح سيليا جالسة بالأرض وتبكي فركض نحوها وجلس بجانبها قال لها بخوف وهو يمسك بكتفيها: أنتِ وقعتي من على السلم ولا إى يا حبيبتي مش تخلي بالِك ؟
لم ترد عليه و وضعت يديها على وجهها وبكت بشدة فضمها إليه بحنان قائلاً: ما لِك يا حبيبتي ؟
فشعرت بنفسها بين أحضانه وابتعدت عنه باشمئزاز خفي منه ومن كلمة حبيبتى التي يقولها لها ومسحت دموعها وقامت من على الأرض ثم قالت بهدوء: مفيش تعبانة شويه أنا طالعة أوضتي هنام
آدم باستغراب من تغيرها المفاجئ معه وهو يمسك بذراعها بهدوء: أجيب لِك دكتور ؟
سيليا وهى تنزع ذراعها من يده وتقول له بهدوء: لا
و في طريقها نحو الصعود لغرفتها أوقفها صوته وهو يقول لها بهدوء: وخطط النهارده مش هتنفذيها ؟
فكّرت في أن تهرب الليلة من القصر ولكي تستطيع فعل هذا يجب عليها أن تتصرف بشكل طبيعي حتى لا يشك آدم بخطتها ثم استدارت ونظرت له وقالت بابتسامة مزيفة: لا طبعاً أكيد هنفذها
في المساء صعدا لغرفتهما واتجهت سيليا للفراش لتنام فقال لها آدم بابتسامة: انسي مش هتفلتي من قعاد البلكونة
سيليا بتثاؤب: معلش يا حبيبي خليها لبكرا إن شاء الله. يلا ننام
آدم بابتسامة: هعديها لِك المرة دي بس عشان قلبي طيب
سيليا بداخلها بسخرية: أنت هتقول لي ؟
اتجه آدم للجهة الأخرى من الفراش وقبل أن يغمض عينيه قال لها: تصبحي على خير يا حبيبتي
سيليا بلا مبالاة: وأنت من أهله
ثم ذهب كل منهما في نوم عميق
في الساعة الثانية بعد منتصف الليل قامت سيليا من الفراش بهدوء وارتدت فستان باللون الأخضر سادة بحزام بنفس اللون سادة أيضاً على خصرها وخمار باللون الأخضر وحذاء رياضي باللون الأبيض. لم ترد ارتداء حذاء ذا كعب حتى لا يعيق حركتها أو يصدر صوتاً أثناء مشيها ثم أخذت قلة قليلة من نقود آدم وكارنيه الجامعة خاصتها وكشّاف ضوئي صغير لتتمكن من رؤية ما حولها بواسطته في وسط هذا الظلام الحالك ثم خرجت من الغرفة ومن القصر ثم دعست على صخرة صغيرة بحديقته وكانت ستكمل طريقها ولكن وقفت للحظة ولمعت برأسها فكرة تستطيع بها تضليل الحارس الواقف عند البوابة بواسطة هذه الصخرة وأخذت تدعو الله أن تصيب فكرتها ولا تفشل حتى لا تقع في براثن ذلك الآدم ثم أمسكت بالصخرة وقذفتها بعيداً جداً فأصدرت صوتاً سمعه الحارس فذهب إلى المكان الذى سمع منه الصوت فاستغلت سيليا الفرصة وأخذت تركض بسرعة كبيرة حتى وصلت للطريق العام ثم أوقفت تاكسي وقالت له بجدية: اطلع بينا على كلية الهندسة
بعد مرور نصف ساعة وصلت الكلية ثم جلست على الرصيف بجانب البوابة حتى تشرق الشمس وتستطيع الدلوف لمدرجها
بعد مرور ثلاث ساعات دلفت سيليا للكلية
عند آدم استيقظ ونظر حوله فلم يجدها وظن أنها بالحمام فطرق بابه قائلاً بهدوء: حبيبتي أنتِ جوه ؟
وعندما لم يسمع أى صوت دلف للحمام فوجده فارغاً ثم قال لنفسه بهدوء: أكيد تحت إن شاء الله يعني هتروح فين
نزل و وجد والدته تتناول طعام الفطور فقال لها بهدوء: شوفتي سيليا يا أمي ؟
إلهام بلا مبالاة: لا
ثم ذهب ليسأل الخادمات هل رأوها فأجاب جميعهن بلا. فقال بصوت عالي جداً وغضب: يعني هتكون راحت فين اتشقت الأرض وبلعتها
ثم خرج وذهب لبوابة القصر قائلاً بغضب: سيليا هانم خرجت من القصر بالليل ؟
الحارس: لا يا باشا ما خرجتش
آدم بغضب جحيمي وهو يمسكه من ياقة قميصه: على العموم أنا هفرغ الكاميرات ولو لقيتها هربت حسابك هيبقى أسود معايا
الحارس بخوف: تمام يا باشا
كل شئ كان واضح أمام آدم كوضوح قرص الشمس ولكن عقله وقلبه يرفضان تقبل تلك الحقيقة
أحضر اللابتوب خاصته وقام بتفريغ الكاميرات فرآها تحاول تضليل الحارس وتركض بأقصى سرعة لديها وتهرب من قصره وهنا شعر بأنه تلقى صفعة قوية على وجهه بل وأكثر من ذلك فشعر أيضاً بأنها أحرقت قلبه وهانت كرامته وكبرياءه ورجولته فسقطت دموعه رغماً عنه قائلاً بوعيد: والله لأدفعِك تمن إللى عملتيه فيا ده غالي أوى
يتبع
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close