أخر الاخبار

رواية جميلة والوحش الفصل الثاني 2بقلم سوزان محمد عبدالغني

   

رواية جميلة والوحش

الفصل الثاني 2

بقلم سوزان محمد عبدالغني



المقدمة


في عالمين مختلفين عالم خيالي والآخر على أرض من الاراضين السبعة حكاية أربعة أشخاص

الأولي للأمير بيان الذي سُحِر فأصبح  بشعاً وأصبح كل همه أن  يجد فتاة جميلة تحبه فتنقذه من السحر

وفي العالم الموازي 

مُغن مشهور يقوم أحد أصدقائه بوضع مادة غريبة في قهوته ليصير بشعاً لأن حبيبته معجبة بالمغني،  فيسعي المغني للأنتقام من صديقه بجعل خطيبته تتزوج به بالرغم من بشاعة منظره 

فهيا لنتعرف  على الحكاية 

****

بعد أن  تصبح الساعة العاشرة تدخل  فتاة من باب القصر  قصيرة متوسطة الجمال بسيطة الثياب وتتقدم نحو الأمير الذي وقف في الشرفه بعيداً عن الضيوف ،  وتخبره الفتاة أنها عروسه المستقبلية

يضحك بيان بأعلي صوته 

أنت  عروسي لقد أضحكتني، وعلام أختارك أنت وكل هؤلاء الفتيات ينتظرن أشارة مني لأتزوج واحدة منهن

كيف تقارنين نفسك بهم، فلو اخترت على أساس الجمال فأنت لا تملكين منه الكثير، ولو  اخترت على أساس المال فيبدو عليكِ الفقر ،ثم ابنة من أنت حتى تدخلي المنافسة ؟ فكل من يتنافسون علي بنات من بنات إمراء وملوك الأرض السابعة

الفتاة 

أنا ابنة صانع الحلوى

يضحك بيان

 يال اللهول أنت  تمزحين صحيح   ، أنا  آسف عزيزتي ولكن لا يمكن لابن ملك البلاد وأوسم شاب في المملكة أن  يتزوج فتاة مثلكِ لا حسب ولا نسب ولا جمال 


الفتاة

إذا لم تقبل بي كزوجة فربما لن تستطيع  الزواج أبداً  فلن تقبل بك أي فتاة في المملكة بعد الآن 

بيان

بل أجمل وأرق  فتاة في البلدة ستتزوج بي

الفتاة 

لقد حكمت على نفسك حكماً صعباً، وللأسف  إذا لم تقبل بك  أجمل وأرق فتاة في المملكة على هيئتك الجديدة  خلال عام ستعيش حياتك بشكلك الجديد

وقد تموت من الحزن

الأمير بيان

ومابها هيئتي؟ أنت تمزحين بالتأكيد فأنا أجمل شاب في المنطقة كلها

الفتاة 

أنظر في المرآة التي خلفك لترى شكلك الجديد


ينظر بيان  للمرآة فيجد وجهه قد تجعد وأذناه قد طالت وأنفه أصبح ضخما وشعره أصبح  مجعداً وكل مظهره أصبح مخيفاً

بيان 

ماهذا؟ ماذا حدث معي؟ ومن أنتِ 

الفتاة 

هذا شكلك الحقيقي الذي ستعيش به منذ الآن 

فقد برزت كل صفاتك السيئة التي بداخلك على شكل شئ بشع في وجهك وجسدك

فالغرور أصبح جلداً مجعداً وأنفاً كبيراً، وتجاهل الغير أصبح أذان طويلة، والتسلط على من هم أضعف منك صار بدانة وشعراً مجعداً،

وللأسف الآن إذا لم تقبل بك أجمل وأرق فتاة في المملكة الزواج بك بشكلك البشع هذا،  خلال عام ستظل بهذا الشكل البشع حتى تموت

يصرخ بيان لالالالالالالا

فينظر جميع  من في القصر نحوه ويصرخون من بشاعة منظره  وهم لا يعلمون أنه الأمير 

ثم يجري بيان نحو القاعة وعندها يصرخ المدعون من شكله البشع فتنبعث منه رائحة كريهة جعلت جميع الحاضرين يهربون من القصر بسرعة 

بينما وقف الملك  والملكة مصدومين مما يحدث

وهم لا يتحملون الرائحة المنبعثة من الأمير، والتى تختفي شيئاً فشيئاً عندما يشفقون على ابنهم

وفجأة تظهر الجنية الطيبة مرة أخرى

واقفة بجانب بيان ثم تقول له:

الفتاة التي كانت تتحدث معك منذ قليل هي مجرد وهم جاء ليخلصك من السحر الأسود ،  

 فلقد صنع لك أحدهم سحراً قويا وكان عرض الزواج الذي قدمته لك هو الحل الوحيد لنجاتك منه ،ولو قبلت بفتاة الوهم البسيطة لتغير مصيرك  وكنت الآن حراً وأحتفظت بشكلك الجميل؛ 

ولكنك حين رفضت الزواج منها  وسخرت من مظهرها وبساطة حالها  انفرط العقد الذي صنعت فيه ترياقاً لك وترسخ السحر الأسود في جسدك وتحولت لوحش

 والآن سأتركك لمدة عام لتبحث عن فتاة جميلة وعليها أن تحبك بهيئتك القبيحة هذه 

وإلا سيظل السحر الأسود يرافقك حتى موتك، 

وحتى لو جدت الجميلة التى تحبك

 فللأسف لن يختفي السحر نهائياً وسيظل جزء منه كامن ينتظر الظهور ؛ وهذا سر آخر ستعرفه لاحقاً

يصيح بيان 

 لالالالالالالالالالا

أنا لا أستطيع تحمل هذا كله أرجوكِ أعيديني كما كنت وسأفعل ما تطلبينه مني ولن أعترض على شئ وسأقبل بأي فتاة تختارين

الجنية الطيبة

للأسف سيد بيان فقد سبق السيف العزل، والأمر ليس بيدي الآن أنا حاولت حمايتك ولكن سلوكك السئ وغرورك هو سبب ما أصبحت عليه الآن

ولكن معي شئ قد يساعدك 

خذ هذا الخاتم وهو عبارة عن مفتاح سحري ستلبسه دائماً،  وعندما تمسك به بين أصابعك ستجد أمامك باباً سحرياً يظهر في الحال؛ لينقلك عبر الإماكن البعيدة التي تريدها بمجرد عبورك من الباب ،والآن حتى لا يراك عامة الشعب أو الخدم فيخافون منك فتزداد حالتك سوء وتظهر الرائحة الكريهة مجدداً  سوف تغادر هذا القصر و سينقلك الباب لقصر مهجور في منطقة نائية  فوق تلة مرتفعة،  ولن يكون معك إلا خادم واحد ويجب أن يكون  ضعيف البصر حتى لا يري شكلك جيداً وكذلك فاقداً لحاسة الشم كي يستطيع  تحمل الرائحة المنبعثة منك عندما تغضب ؛ وإذا  أردت الحضور لرؤية والديك أستخدم المفتاح  ليظهر الباب السحري  وينقلك إلي هنا

 وسيصلك كل ما تحتاج إليه من الطعام والشراب والثياب من خلال الباب السحري أيضاً، وداعاً أيها  الأمير ألقاك بعد عام 

الملكة

ياويلي ماذا نفعل الآن؟

الملك

علينا تنفيذ ما تقوله الجنية الطيبة وإلا فقدنا أبننا للأبد بالإضافة أن الجميع لن يتحملوا منظر الأمير ولا رائحته الكريهة، لذا عليه مغادرة هذا القصر الآن للقصر المهجور، 

بيان

لهذه الدرجه أصبحت مصدر إزعاج للجميع  ، حسناً سأذهب، هذا خطئي أنا، وعلي تحمل نتيجة أفعالي

ثم يمسك بالخاتم فيتحول لمفتاح سحري ويظهر الباب أمامه 

ويدخل بيان منه فيجد نفسه في قصر آخر ويختفي الباب السحري ويصير المفتاح خاتما في إصبعه كما كان

فيتجول  بيان داخل القصر الجديد الذي يبدو عليه الكأبة، ثم يفتح باب القصر الضخم  ليرى حديقة القصر

  فيجدها مليئة بالأشواك والأشجار الكثيفة 

حتى الورود التي بها وروداً سوداء اللون 

فيعود مرة آخرى للقصر ويجلس وحيداً وحزينا 

***                                

 في عالمنا


يذهب مراد لشقة فتون ويطرق الباب

فتخرج آلاء

أهلا بك مراد تفضل أبي يتمدد في غرفته كالعادة تعالى لتجلس معه

مراد

قبل أن أدخل عند عمي خليل، هل فتون عادت من عملها؟

آلاء

نعم وهي بالمطبخ تعد الطعام 

مراد أخبريها أنني هنا فأنا أريد التحدث إليها

روميساء الصغيرة

سأخبرها أنا

ثم تجري نحو المطبخ وبعد قليل تأتى فتون 

من الداخل وهي تمسح يديها بمنشفة صغيرة

أهلاً مراد تفضل عمك خليل بالداخل 

مراد

لقد جئت لأجلك أنت هذه المرة وليس لزيارة عمي

فلقد أحضرت لك تذكرة لمغنيكِ المفضل أدهم 

وسنذهب للحفل سوياً

فتون

إنها مفاجأة جميلة ولكن لا أستطيع الذهاب معك والعودة في وقت متأخر؛ حتى لا يتحدث الناس عناّ بالسوء 

مراد

أنا أعرف أنك ستقولين ذلك لذا حرصت أن أخذك في حفلة صباحية فموعد الحفل من بعد العصر مباشرة 

حتى المغرب ،أرجوك وافقي على طلبي 

فتون

الحقيقة أنا أود الذهاب ولكن يجب أن يوافق أبي أولاً

مراد

دعي أمر موافقة عمي علي 

فتون: حسناً 

يدخل مراد لغرفة عمه خليل ويسلم عليه ويسأله عن صحته، ثم يطلب منه أن يصطحب فتون للحفل

خليل

لا يابني فأنت تعرف أني لن أدع ابنتي تسهر مع شاب حتى لو كان ابن أخي، فلا الدين ولا العرف يسمحان بذلك

مراد

عمي أنا معجب بفتون، وهي أيضاً تبادلني نفس المشاعر  وأريد خطبتها  وقراءة الفاتحة الآن، وعندما نعلن خبر الخطبة لن يلومها أحد على الخروج معي

خليل

ولكنها لاتزال صغيرة ولم تكمل عامها 18 بعد ولن تستطيع الزواج منها فلن يقبل أي مأذون أن يزوجك إياها، بالأضافة أنها من تنفق على إخوتها من خلال عملها في محل الملابس بعد المدرسة

مراد

لا تقلق ياعمي فأنا سأتكفل بكل مصاريفك  ومصاريف آلاء  ورميساء بعد الزواج

تدخل آلاء بالصينية وعليها أكواب العصير وتسمع حديث مراد وأبيها، فتخرج مسرعة نحو المطبخ 

أختي أختي

فتون

مابك ملك؟

آلاء

لقد طلبك مراد للزواج وقد وافق أبي وهما يقرأن الفاتحة

فتون

مستحيل لماذا فعل مرد  ذلك؟ المفترص أنه ذهب  ليكلمه عن الحفل، فلماذا طلب الزواج مني؟وهو يعرف رأي في هذا الموضوع 

ثم تخرج من المطبخ، وتنتظر مراد حتى يخرج من غرفة والدها، وعندما يخرج

فتون

لماذا طلبت الزواج مني أنت تعرف رأي  في مسألة الزواج، فأنا مسئولة عن أخوتي، بالإضافة  أنني  اعتبرك أخ لي ولم أفكر في الأرتباط بك مطلقاً فلست أتقبل الأمر 

مراد 

لنفسه ولكني غارق في حبك، ولكن سأتهرب من سؤالك  ثم يقول لها: 

لا تقلقي هي مجرد خطبة وقراءة فاتحة وإن لم تقتنعي بزواجنا، فلك حرية  الاختيار في فسخ الخطبة

المهم الخبر السعيد أن  والدك سمح بذهابك معي للحفل باعتبار أنني خطيبك

فتون 

حسناً سأنتظرك غداً في موعد الحفل كي نذهب معاً فالحمد لله غداً  يوم إجازتي من عملي في محل الملابس

مراد

وأنا سأنتظر للغد على أحرّ من الجمر

****

في اليوم التالي

يأتي مراد قبيل العصر ليصطحب فتون للحفل

ويغادران 

وبعد نصف ساعة يكونان في المسرح حيث يتوجه مراد لغرفة صديقه أدهم حيث يوضع له الميكب قبل الظهور على خشبة المسرح، فيطرق مراد الباب ويدخل


مراد 

صديقي أدهم  أعرفك  بفتون ابنة عمي 

يمد أدهم  يده ليسلم عليها،  أهلا  فتون فعلاً اسم على  مسمى

فتون

 تصافحه فينظر إليها أدهم بإعجاب حتى أنه من فرط إعجابه بها يمسك يدها بقوة

فتسحب فتون يدها بسرعة وهي مرتبكة

بينما يشعر أدهم  أنها  قد سحبت قلبه عندما سحبت يدها 

أدهم 

ما رأيك  ايتها الجميلة بالصعود معي على خشبة المسرح وسأغني الاغنية الأولي لك

فتون

لا استطيع  فأنا أخجل من التجمعات 

أدهم 

سأمسك بك طوال الوقت حتى لا تتوتري

فتون 

أسفه،  أنا لست من هذه النوعية 

أدهم 

كل الفتيات متشابهات يتمنعن وهن الراغبات 

مراد

يكفي أدهم ففتون مختلفة فعلاً ولقد حضرت معي بعد إلحاح شديد مني 

لا تنزعجي فتون فهذه طريقة المزاح عند أدهم 

يرن الهاتف

سأتركِ هنا لثوان  حتى أرد على الهاتف ثم يغادر الغرفة

أدهم

حسناً أنسة فتون مادمت حضرت إلى هنا برجليك فسأكتب لك ذكرى  مني ما رأيك 

فتون  حسناً  ولكن لم أحضر نوتة معي

أدهم 

لا مشكلة  سأكتب لك الذكري علي طرف حجابك، ولكن لا تغسليه، ثم يضحك

ثم يمسك بطرف غطاء الرأس ليسجل لها اسمه بينما تنظر فتون للأرض وقلبها يدق بسرعة فها هو فتى أحلامها يقف بجوارها 

بينما ينهي أدهم  الكتابة ويقترب منها شيئاً فشيئاً حتى قبلها في خدها فجأة

فتبتعد فتون وتصفعه على وجهه، فيدخل مراد  في نفس اللحظة قائلاً:  ماذا يحدث هنا؟

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 


                   الفصل الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close