أخر الاخبار

رواية جميلة والوحش الفصل السادس عشر 16بقلم سوزان محمد عبدالغني

  

رواية جميلة والوحش

الفصل السادس عشر 16

بقلم سوزان محمد عبدالغني




المقدمة

في عالمين مختلفين عالم خيالي والآخر على أرض من الاراضين السبعة حكاية أربعة أشخاص

الأولي للأمير بيان الذي سُحِر فأصبح  بشعاً وأصبح كل همه أن  يجد فتاة جميلة تحبه فتنقذه من السحر

وفي العالم الموازي 

مُغن مشهور يقوم أحد أصدقائه بوضع مادة غريبة في قهوته ليصير بشعاً لأن حبيبته معجبة بالمغني،  فيسعي المغني للأنتقام من صديقه بجعل خطيبته تتزوج به بالرغم من بشاعة منظره 

فهيا لنتعرف  على الحكاية 

**********


في العالم الموازي


تجلس جميلة  مع بيان في غرفتها بينما يحضر لهما الوزير الشرير الكعكة التي وضع فيها مشروبا مسكراً 

وبعد أن يؤكلا منها  


 ينظر بيان لجميلة وقد بدأ مفعول المُسكر يؤثر فيه 

ما رأيك جميلة أن نذهب ونتسابق قليلاً 

جميلة 

فكرة جيدة هيا بنا

فينزل الاثنان ويركضان في الحديقة 

بينما الوزير الشرير  يسترق النظر من بعيد  من خلال البلورة السحرية، وهو يبتسم ابتسامة ماكرة لقد بدأ مفعول الخ..مر الذي وضعته يظهر،  أتمنى أن تقضيا ليلة سعيدة  

وبعدها ستتحولين لوحش أيتها الجميلة  سيضطر بيان للذهاب معي لبئر برهوت حيث مساكن الأشرار  بعد أن  اقنعه أن علاجكِ سيكون هناك وبعدها سأتخلص  

  من بيان للأبد أما الجميلة ستكون  من نصيبي 

وبعدها سأعطيها العلاج كي تعود جميلة كما كانت

ثم يضحك ساخراً

****

يجري بيان وأميرة في حديقة القصر، فيسبقها بيان في الجري ولكن جميلة تلحق به فيضمها ويحملها إلى  غرفته

بيان

  أنا  أحبك  جميلة  وأشتاق إليك 

جميلة 

وأنا أيضاً  مثلك تماماً 

بيان

إذاً ما الذي يمنعنا من قضاء شعر العسل خاصتنا

جميلة 

لا أدري  لماذا  ؟ ولماذا تظل بعيداً عني؟

بيان 

معك حق أنتِ  زوجتي وحبيبتي ويجب أن  تكوني  لي ولن نفترق بعد اليوم ثم يضمها ويقبلها

****

هناك يجلس الوزير الشرير وهو سعيد لنجاح خطته

ويقول لنفسه بصوت مسموع

 أحسنت سعدان

فلو مرت هذه الليلة بسلام  دون أن  يلمس بيان جميلة لفشلت خطتي فقد كانت الليلة الأخيرة من الشهر وكان سيزول السحر للأبد إذا مرة دون أن يتقرب منها

ولكن الآن  بعد خطتي الجهنمية، سينتقل السحر إلى جميلة 

هذه الليلة

صحيح أنها لن تصبح وحشاً كاملاً كما كان يحدث لبيان؛ ولكن تحولها سيساعدني على إنجاح خطتي 

وقريباً سأستولي على المملكة وأصبح الملك كما سأحصل على شكل بيان عندما نذهب لبئر برهوت فأقايضه 

علاج جميلة أمام تبديل شكله معي

ولأنه يحبها سيختار التخلي عن شكله وأصبح أنا بيان وهو الوزير المتأمر وألقي به في السجن، ولن يصدقه أحد لو قال أنه الملك الحقيقي

أحسنت صنعاً سعدان

*****


في اليوم التالي 

يستيقظ بيان فيجد جميلة  بين أحضانه 

فيجلس فزعا ياويلي ماذا حدث؟ لماذا نحن هكذا؟

ثم تعود به الذاكرة لليوم السابق فيتذكر بعض ما حدث 

لالا

لا يمكن أن يكون هذا صحيحا لقد انتقل السحر الآن  إلى جميلة  وبمجرد غياب الشمس ستصبح وحشا

ً كما كان يحدث معي ماذا أفعل  الآن؟ لقدكانت ليلة واحدة وستدمر  حياة جميلة للأبد  

تستيقظ جميلة فتجد بيان يجلس وينظر إليها 

فتجلس وتطوقه بذراعيها وتبتسم قائلة:

لماذا تنظر لي هكذا؟

بيان 

أريد  أن  أملّي عيني منك فأنت  جميلة جداً 

جميلة 

أنت تحبني لذلك  تجاملني فقط

بيان 

لا أجاملك أبداً فأنت أرق وأجمل فتاة عرفتها هيا اغتسلي وبدلي ثيابك وتعالي حتى نذهب لتناول الإفطار


*****

وبينما تستعد جميلة للنزول  يجلس بيان هناك شئ غريب يحدث  لقد كانت أخر ليلة وينفك السحر 

وكنت أعرف  ذلك  فلماذا تصرفت هكذا،  أنا  أقلعت منذ عام عن المشروبات المحرمة 

والمفترض أنني  كنت في كامل وعي فكيف اتصرف هكذا  ،  لابد أن  هذا  الطاهي الجديد وضع شيئاً  في الحلوي التي قدمها لي

ويجب أن  استدعيه وأعرف  منه

والشئ الأهم  الآن  ألا ترى جميلة  نفسها عندما تتحول 

لذا يجب أن  أزيل جميع المرايا من القصر  حتى لا ترى نفسها لو تحولت وإذا سألتني  سأبرر لها إزالتها بأي حجة

والشئ الأخير على أن  أجعل  الخدم ينصرفون قبل الغروب كل يوم ولا يأتون إلا بعد شروق اليوم التالي 

وهكذا سأحل المشكلة مؤقتاً حتى أجد علاجاً ما لجميلة

***

يطرق الباب فجأة 

بيان أدخل 

تدخل إحدى الخادمات الملكة تستدعيك لغرفة الملك

حالاً

بيان: مالخطب؟

الخادمة

جلالة الملك حالته سيئة 

بيان

استدعوا الطبيب وسأذهب  حالاً


*******

في عالمنا

بعد أن يطرد أدهم فتون من الغرفه 

تجلس فتون خارج الغرفة وهي تبكي،  لماذا يفعل أدهم  ذلك معي؟

 لقد كان منذ بداية زواجنا من شهر وحتى الأمس  يعاملني بطريقة يشعرني أنني  أميرة في بيته

واليوم يخرّب لي الكعكة التى أخذت وقتاً طويلاً  كي أجعلها تبدو في أجمل صورة،ثم يُحضر فتاة من المعجبات لبيتي وهي بدون خجل أو حياء كادت أن تقبله لولا أنني طردتها من بيتي

 ويبدو أن أدهم قد  عاد لشرب الخمر  لذلك  فهو ليس بوعيه وطردني من غرفتي

 ثم تبكي بصوت مسموع

****

في الغرفة

يظل أدهم مستلق على السرير وهو شارد الذهن ولكنه يسمع صوت بكاء فتون يأتي من خارج الغرفة،فيشعر أن قلبه يتمزق عليها فيقف خلف الباب

ويقول لنفسه:

أنا لا أستطيع تحمل صوت بكائها وأود لو خرجت وضممتها لصدري واعتذرت منها؛ ولكن لا أستطيع أن أتركها تتأذي ،  ماذا أفعل هل أذهب لأبيت عند سامح صاحبي، وأخبرها أنني سأبيت عند فتاة أخرى

لا ليس صوباً، فلن أتركها وحيدة بالفيلا فهي تخاف 

إذاً ماذا سأفعل، فلو بقيت هكذا خارج الغرفة فلن أتحمل أن تتألم وتبكي وقد أضعف وأفتح لها الباب وأخذها في حضني لذلك يجب أن أبعدها عني نهائيا 


بعد قليل يفتح أدهم  باب الغرفة


فتون 

كنت أعرف  أنك  لن تتركني هنا

أدهم 

فعلاً هيا إلبسي ثياب الخروج بسرعة 

فتون 

ماذا تقصد أنا لم أعد أفهم شيئاً ؟  هل سنخرج في هذا الوقت ؟ 

أدهم  

نعم ستخرجين هيا غيري ثيابك بسرعة، بينما يجلس أدهم وقد وضع كلتا يديه على وجهه من الحزن


تلبس فتون بسرعة خوفاً  من أن يستشيط أدهم  غضباً لو تأخرت، فهو لا يبدو في وعيه وكأنه مخمور

فتون

ها أنا  جاهزة 

أدهم 

تعالي معي 

ثم يمسكها من يدها ويخرج من باب الفيلاً

هيا سأخذك لبيت أبيك لتبقي هناك فأنا لا أريدك ولن أتركك  لتخرّبي حياتي وتحاولي تغيري بعد الآن 

فتون 

ولكنك عندما قضينا الليلة معاً  بالأمس أخبرتني أنك  تحبني ولا تستطيع الاستغناء عني، وأنك لن تتخلى عني أبداً  ، ماذا حدث لتغير رأيك بهذه السرعة 

فأنا لم أفعل شيئاً يغضبك؛ لتتغير  نحوي بهذا الشكل 

أدهم 

لم أكن  قد حصلت عليكِ وقتها ولكن بعد أن  قضينا الليلة معاً فقد أختفت كل المشاعر التى كنت أشعر  بها تجاهكِ للأبد ولم أعد أرغب بك

فتون

أتعرف أدهم عندما كان وجهك بشعاً كنت أكثر إنسانية

أما الآن فأنا أرى الوحش الذي لم أكن أراه وقتها ليتك بقيت بشع المنظر ورحيم كما كنت بدلاً من هذا المنظر الجميل الذي يحمل وحشا بداخله 

أدهم

كفاكِ من هذه السخافات وهيا نذهب فالجو مشبع بالغيوم وقد تمطر 

فتون

هذا بيتي ولن أذهب لأي مكان، وبالمناسبة أنت من قال لي هذا بالأمس وسأعود للداخل فوراً

أدهم

كفاك سخافة أليس لديك كرامة ثم يدفعها بيده للخارج ، ويلقي لها بمحفظة نقوده،  خذي المال واستأجري سيارة أجرة لتقلك لبيت والدك، هيا انصرفى فلا أريدك في بيتي، ولو مصممة أن تبقي هنا، فأبقي كما تشائين ولكن لن تدخلي من باب الفيلا

ثم يدخل ويغلق الباب  ويجري نحو غرفة المكتب وقد خنقته العَبْرَة ويشعر أنه يختنق ويتمنى لو يعود ويفتح الباب ويضمها ويطلب منها ألا ترحل، 

ثم يعود مسرعاً نحو باب الفيلا  مرةً  أخرى، ويمد يده نحو مقبض الباب كي يفتحه

ولكنه يتراجع ويجري نحو غرفته 

آسف فتون 

ولكن لو بقيت معي قد تتأذين أو ننجب طفلاً مشوهاً نتحسر عليه بقية  حياتنا، 

لذلك يجب أن أتألم قليلاً وأنسى فتون بدلاً من أن أبقي أتألم طوال العمر

****

أمام الباب 

تجلس فتون في حديقة الفيلا  أمام  الباب وقد قررت ألا  تغادر مهما حدث فهو من وجهة نظرها مخمور ولا يعي ما يقول وواجب عليها كزوجة أن تبقى بجانبه حتى تبعده عن شرب الخمر وتعيده لصوابه 

****

أما أدهم  فظل ساعتين داخل غرفته يلف ويدور بدون هدف ولكنه يتوقف فجأة قائلاً:

يجب أن  أتصل بروميساء لأطمأن أن  كانت فتون قد وصلت لبيت أبيها، فقد مضت ساعتان ويجب أن  تكون عندهم الآن 

يمسك الهاتف  ويتصل

ألو أهلا رومي كيف حالك  وحال عمي؟

رومي

بخير وكيف حالك  أنت  وأختي فتون؟

أدهم 

في نفسه لماذا تسأل رومي عن فتون؟

ثم يقول لرومي

نحن بخير، ولقد كانت فتون تود زيارتكم وتلح علي من فترة

رومي

ولماذا لم تأت لقد اشتقنا لها فعلاً؟

أدهم

ساجعلها تزوركم في أقرب وقت فلا تقلقي، وكيف حال آلاء ؟ 

رومي

هي تقف في الشباك وسعيدة بسقوط المطر 

فهذا العام نزلت الأمطار مبكراً عن موعدها، لو سمحت أين أختي فتون؟ أريد أن أتحدث معها

أدهم

هي في الحمام، الآن وسأجعلها تتصل بكم عندما تنتهي

رومي

هل تريد التحدث لأبي فهو يريد شكرك على ماتفعله معنا؟

 

أدهم

أسف رومي فأنا مضطر لقفل الهاتف معك حالاً فلدي تسجيل بعد دقائق ويجب أن أذهب 

ثم يغلق الهاتف

ياويلي، أين ذهبت فتون إذاً في هذا الجو ؟

سأخرج للبحث عنها فأنا لم أشعر أنها تمطر بسبب ما أشعر به من ألم وهم

 ثم يأخذ مفتاح السيارة وينطلق نحو باب الفيلا وعندما يفتحه تسقط فتون التي كانت تستند علي الباب وهي تنتفض من البرد فقد أبتلت ثيابها بالماء تماماً وترتعش من البرد 

فيحملها أدهم ويجري بها للداخل  حيث غرفة النوم ويضعها علي الأريكة قائلاً: 

آسف حبيبتي لم أعرف أن الأمطار تتساقط بالخارج ولم أعتقد أنك ستبقين هنا، لقد ظننتك ذهبت عند أهلك 

ثم يشغل المدفأة

ويبدل لها ثيابها المبتلة ويضع منشفة على رأسها

ثم يحملها و يضعها بجوار المدفئة ويجلس وهو يحملها على قدميه ويحتضنها بينما يمرر يده على وجهها 

تفتح فتون عينيها وتنظر نحو أدهم 

لم أستطع الذهاب لأني أحبك ، ولقد طرقت على الباب مرارا ولكنك لم تفتح لي

تخنق الدموع أدهم  ولكنه يسيطر على نفسه وينظر إليها دون أن يتكلم  ولا يدري ماذا يفعل غير الصمت؟

وبعد أن يشعر أن جسدها أصبح دافئا يحملها لفراشها 

ثم يتمدد بجوارها

فتضع فتون رأسها فوق صدره وهي تقول: 

أنا  أحبك  أدهم  ولا أريد أن أبتعد عنك

يبلع أدهم ريقه ثم يغمض عينيه ويقول لنفسه:

وأنا أيضاً حبيبتي أعشقك ولكن لا أستطيع أو أبقيك بجواري فتصابي بهذا الشئ البشع وتعانين كما عانيت


فتون

لماذا أنت صامت هكذا رد على؟

هل لاتزال تحبني أم أنك مللت مني وتريد أن تخرجني من حياتك كما قلت لي منذ قليل

أدهم

يظل صامتاً فقط يحيطها بذراعيه ويقبل رأسها

وهو غارق في أفكاره يحاول أن يجد وسيلة لحل المشكلة


اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 


             الفصل السابع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close