رواية لن تحبني الفصل السابع 7بقلم ميرال مراد

    

رواية لن تحبني 

الفصل السابع 7

بقلم ميرال مراد


* شوفت مروان و هو بيتحر*ش ب روز…

لم يصدق طارق ماذا قيل له الآن…

” انتي بتكذبي صح ؟

* والله العظيم ما بكذب…

ابتعد عنها طارق و اغلق باب الغرفة

” مش هتمشي من هنا غير لما تقولي كل حاجة… اقسم بالله لو زودتي حرف واحد هقتـ,ـلك !!

بلعت الخادمة ريقها بخوف… قال لها طارق بغضب

” اتكلمي !!

* حاضر… هتكلم والله....  مروان جه هنا… روز كانت في المطبخ… في الأول انا كنت واقفة معاها بنرغي سوا لاني حبيتها و صاحبتها… بعدين افتكرت اني سايبة هدوم في الغسالة… فستأذنت منها و خرجت من المطبخ… رجعت من باب المطبخ المطل على الجنينة… قبل ما افتح الباب شوفته من الازاز…

” شوفتي مين ؟!

* شوفت مروان و هو زانـ,ـق روز في الحيطة و بيتحر*ش بيها بالكلام و كاتم صوتها بإيده… و حاول يلـ,ـمسها و هي كانت بتقاومه… كنت هأنادي على اي حد يلحقها بس خوفت يطلعني انا كذابة… ف لفيت من جوه البيت و عملت صوت بجزمتي في الأرض عشان يعرف ان في حد جاي و يبعد عنها… و مشي هو و شوفتها طالعة على اوضتها بتعيط… و لو مش مصدقني انا سجلت كل اللي قاله ليها صوت…

فتحت هاتفها على التسجيل و سمعه طارق بكل كلمة فيه… سمعها و هي تترجاه ان يبتعد عنها…

احس طارق انه صعق في رأسه…

” متكلمتيش ليه من الأول ؟! جاية تتكلمي دلوقتي بعد ما طلقتها ؟

* متكلمتش لأني خوفت…

” خوفتي من ايه !!

قالها طارق بإنفعال عليها…

” انطقي… خوفتي من ايه ؟

* خوفته منه… مش عارفة ازاي عرف اني شوفته… لأنه جه هددني اني لو قولتلك هيقـ,ـتل بنتي… خوفت و معرفتش اقول لحضرتك ازاي… كنت ناوية اول ما ارجع من إجازتي هقول لحضرتك كل حاجة… متخيلتش أبدا  ان الموضوع هيكبر و تتطلقوا بجد … بصراحة الندم هيمو'تني

” ابعتيلي التسجيل ده…

* حاضر هبعته… انا آسفة والله يا استاذ طارق… بس انا و الله خوفت ليأ*ذي بنتي و انا معرفتش اعمل ايه و سكتت…

” ماااشي… اطلعي بره… اطلعييي

قال الأخيرة بإنفعال… فخرجت على الفور…

وقف طارق في منتصف الغرفة يحاول ان يستوعب ما سمعه الآن… و لم يتذكر إلا كلامها

‘ مروان ابن عمك… اتحر*ش بيا !!

‘ انا مخو*نتكش… ليه مش عايز تصدقني ؟

‘ صدقته هو و مصدقتنيش انا ؟!

‘ متسمعش منه… اسمعني انا… اقسم بالله من اول ما اتجوزتك و بالرغم من معاملتك الز*فت ليا… مبصتش لراجل غيرك حتى لو بالغلط… لاني عارفة حدودي كويس من الناس الغريبة… انا مش خا*ينة !!

‘ هيجي يوم و تعرف الحقيقة… و لما يجي اليوم ده انا هبقى مش موجودة !!

‘ هتندم يا طارق… هتندم على كل كلمة وحشة قولتها ليا… ساعتها مش هيبقى في وقت لندمك… مش هسامحك مهما عملت !!

نظر طارق لنفسه في المرآة… استشاط غضبًا من نفسه و ضر*ب زجاج المرآة بقوة بيده حتى كُسـ,ـر و يده جر*حت و لكن لم يهتم بجر*حه… امسك هاتفه و اتصل على روز

* الرقم الذي تتطلبه لم يُعد مستخدمًا *


ألقى طارق هاتفه على الأرض بقوة و ظل يصرخ قائلًا

” انا السبب… ايوة انا … انا مسمعتهاش… صدقته هو و هي لا… و في الآخر طلقتها ؟!

ضحك ساخرًا من نفسه

”طلقتها  يا غبي… طلقتها… طلقتها و انت قر*فان منها و هي انظف منك و منه ؟ اتهمتها بالخيا*نة و هي بريئة… كان واضح اوي كل الناس كانت مصدقاها بس أنت صدقت اللي انت كنت عايز اصدقه…و  عشان تخلص منها صدقت حاجات قذ*رة…


جلس بين الزجاج الذي على الأرض… عيناه حمراء من الغضب و تدمع… في ذات الوقت يتذكرها و هي تترجاه ان يصدقها…

نهض من مكانه… فتح الدرج اخذ منه مسد*سه

” روز مشيت صحيح بس و الله العظيم حقها هجيبه مقابل روحك يا مروان الكلـ,ـب !!

فتح طارق باب غرفته و ذهب مسرعًا للخارج… اخذ سيارته و ذهب…


في الشركة….

– روووز…

‘ اي في ايه ؟

– مالك اتخضيتي ليه ؟

‘ابدا ... مصدعة شوية و كنت هنام…

– منمتيش كويس ؟

‘ منمتش اصلا…

– ليه ؟

‘ كان عليا 10 مقالات محتاجين ترجمة… فسهرت عليهم… جيت انام لقيت الشمس طلعت

– خلصتي شغلك ؟

‘ ايوة…

– خلاص استأذني و امشي…

‘ عادي ؟

– اه عادي… اكلملك المدير ؟

‘ ماشي لو مش هتعبك…

– خمس دقايق و جاي…

اومأت له و ذهب… بعد دقائق جاء سيف

– والله المدير ده قمر… وافق تمشي دلوقتي…

‘ كتر خيره… كويس هروح انام بقية اليوم…


اخذت روز حقيبتها و هاتفها… خرجت من مكتبها و فتحت الاسانسير و دخلت فيه و قبل ان يغلق دخل سيف معها

‘ نازل تشتري حاجة ؟

– جاي اوصلك…

‘ لا و النبي متتعبش نفسك… هروح لوحدي عادي…

– انتي مرهقة و لو سيبتك كده هتنامي جوه المترو…

‘ عندك حق... بس شغلك ؟

– لا عادي… كده كده رايح اشتري الغدا للتيم بتاعي ف بالمرة اوصلك…

‘ اذا كان كده ماشي…

فُتح باب الاسانسير… خرجا من الشركة… فتح لها سيف باب السيارة… ابتسم له و قبل ان تدخل لمحت مروان… يسند ظهره على شجرة و ينظر لها… اتسعت عينا روز… كيف جاء هنا ؟

– مالك يا روز ؟

لم ترد عليه من صدمتها… نظر سيف الى ما تنظر إليه

– تعرفيه ؟!

اقترب منهم مروان و قال

* ايوة تعرفني !

– مين ده يا روز ؟

عندما رأته روز أمامه تذكرت كل شيء و تذكرت كيف كتم صوتها و عجَز حركتها و تذكرت نظرته القذ*رة لجـ,ـسدها…

* قوليله يا روز…

اختبأت روز خلف سيف و قالت بصوت منخفض و خائف

‘ أرجوك خليه يمشي…

لم يفهم سيف لماذا هي خائفة منه… 


ضحك مروان و قال

* خايفة مني ليه يا روز ؟ على فكرة وحشتيني أوي… ريحتك الجميلة لسه مخرجتش من قلبي… وحشني ملمس ايدك الناعمة دي…

– انتبه لكلامك يا ز*فت أنت…

قالها سيف بإنفعال عليه ثم لكَمه في وجهه بقوة و قال

– امشي يا زبا*لة من هنا… ابقا اشوف وشك هنا تاني !!

وضع مروان يده على وجهه متأ*لما من ضر*بته… امسك سيف يد روز و قال

– يلا يا روز… اركبي…

غضب مروان كثيرا و بحركة سريعة اخرج المسد*س من وراء ظهره و اطلق به على سيف… صرخت روز عندما سمعت صوت المسد*س… نظر لها سيف بضعف و يده تركت يدها و وقع على الأرض غارقا في د'مه !!

جثت روز على ركبتيها و امسكت برأس سيف و اسندتها على رجلها و بكت… اتصدم مروان لانه اصابه بالفعل… رجع للوراء و هرب بسرعة…

* سي..يف… سيف قوم… ارجوك قوم…

قالتها روز و هي تبكي… صدر سيف يعلو و يهبط و يلتقط انفاسه بصعوبة… امسك يدها و نظر لها و قال بتعب

– خليكي معايا… متسبينيش….

قالها ثم اغمض عيناه و ترك يدها… اتسعت عيناها و قالت

* لا لا… سيف افتح عيونك… قوم يا سيف… سيف اصحى !!

لم يجيب عليها… زادت دموعها و قالت و هي تصرخ

* هاتوا الاسعاف بسرعة !!

في المستشفى…..

كانت روز تجلس على كرسي… تنظر لثيابها الملطخة بدم سيف و تبكي… يقف بجانبها أخاه مصطفى…

* متقلقيش… أخويا هيبقى كويس أنا متأكد…

‘ كل ده بسببي…

* متلوميش نفسك… انا بس عايز اعرف مين الكـ,ـلب اللي ضر*به و أقسم بالله ما هرحمه…

‘ ده مش مهم… المهم سيف يقوم بخير…

* طيب اهدي انتي… بإذن لله هيبقى بخير…

خرج الطبيب من غرفة العمليات… ذهب إليه مصطفى و روز

روز‘ هااا يا دكتور… سيف كويس صح ؟

* أخويا بخير ؟

• الحمد لله قدرنا نخرج الرصاصة من ايده و وقفنا النز*يف و عوضنا الدم اللي خسره… حالته مستقرة دلوقتي

 هيبقى تمام متقلقوش…

تنهدت روز براحة ‘ الحمد لله…

• المهم لما يقوم ينتبه لأكله و ياخد أدويته و يبقى في راحة تامة… ألف سلامة عليه

‘ الله يسلمك يا دكتور…

• عن اذنكم

ذهب الطبيب… تنهد مصطفى براحة و قال بسعادة

* قولتلك هيبقى كويس…اخوي طول عمره قوي

‘ الحمد لله…

* خلاص بطلي عياط… قوليلي هو سيف مقالكيش حاجة ؟

‘ مش فاهمة… زي ايه ؟

* اااه طالما سألتي يبقى مقالكيش… خلاص لما يصحى  يقولك بنفسه…

‘ يقولي ايه ؟

* لما يصحى يا روز…

‘ فيها ايه لو قولت انت ؟

* و انا مالي… دي حاجة تخصكم…

‘ ما تفهمني يا مصطفى ؟

* مستعجلة ليه ؟ هيصحى بكره زي القرد و يقولك…

‘ بس…

* أكيد جوعتي… رايح اجيب سندويتشات سجق…

‘ يا مصطفى….

 ذهب… و ظلت روز تسأل نفسها… ماذا كان سيقول لها سيف ؟


من الناحية الاخرى وصل طارق الى بيت مروان… نزل من السيارة و مسد*سه في يده… ضر*ب الباب برجله حتى كسـ,ـره و دخل… و نادى عليه بصوت عالٍ يملؤه الغضب

” يا مروان… انت يا ز*فت يا مروان !!

صعد طارق للاعلى و ظل يفتح كل غرفة يبحث عنه و ينادي عليه… خرج الخدم على صوته… قال طارق

” فين مروان ؟

رد أحد الخدم

* منعرفش يا استاذ طارق… هو خرج من حوالي ساعتين…

” خرج راح فين ؟

* والله ما اعرف… أكيد مش هيقولنا يعني…

” طيب قوله طارق هيجيبك يعني هيجيبك حتى لو كنت تحت الأرض و هيقتلـ,ـك يا وا'طي !!

إلتفت طارق و ذهب… ركب سيارته… شعر قلبه يتآكل بسبب ما فعله لروز… امسك هاتفه و اتصل مجددا على رقمها


* عفوا… الرقم الذي تطلبه لم يعد مستخدمًا *

ألقى طارق هاتفه على الكرسي و تنهد بضيق و قال

” غيرت رقمها عشان معرفش اوصلها… كانت عارفة و متأكدة اني هعرف الحقيقة و هحاول اوصلها عشان كده مقعدتش مع ابوها… حتى رقمها غيرته !! و معرفش حد من صحابها ولا من قرايبها… لازم الاقيكي يا روز… لازم اصلح كل القر*ف اللي عملته فيكي… انتي فين بس !!


جاءت فكرة في عقله… شغل السيارة و ذهب سريعًا متوجهًا لبيته… و عندما وصل توجه لغرفة والده… لم يجده بغرفته فسأل احدى الخدم ثم توجه للحديقة… وجده جالسًا يقرأ الجريدة…

” بابا…

قفل محمد الجريدة و خلع نظارته…

* نعم يا طارق ؟

” عايز اروح لروز…

بمجرد ما سمع والده تلك الجملة… ضحك ساخرًا منه…

* عايز تروح لروز ليه ؟

جلس بجانبه و قال

” انا عملت غلط كبير… لازم اروحلها

* لحظة بس ثواني… انت بتتكلم عن روز طليقتك ولا روز تانية ؟

” هي يا بابا… هرجعها لذمتي تاني…

* و دي هتعملها ازاي بقا ؟

” ارجوك ساعدني الاقيها الاول 

* دلوقتي جاي تترجاني اساعدك عشان تلاقيها ؟ مش دي روز نفسها اللي انت بتكر*ها و مكنتش طايق تشوفها… ايه اللي حصل يا طارق ؟

” انا ظلمتها ظلم كبير… عايز اروحلها… لازم اصالحها…

* هتصالحها بصفتك ايه ؟ انت نسيت انك طلقتها ولا ايه ؟

” لا منستش… ساعدني الاقيها بس و انا هصلح كل حاجة…

* كنت عارف ان اليوم ده هيجي و تبقى ضعيف قدامي كده و عايزها… نصحتك كتير و نبهتك… بس انت مسمعتنيش لانك شايف اي حاجة يقولها ابوك يبقى أمر و تحكم…

 ده انا قولت أول ما هتعرف تعبها هتتمسك بيها و تبدأ معاها من جديد و تخليها تحبك… رغم كده برضو اصريت تطلقها… و طلقتها بالثلاث اهو… عايز ايه منها ؟

” انا عارف اني غلطت… و عايز اصلح غلطي… لازم الاقيها… قولي مكانها…

* و انا هعرف مكانها ليه ؟

” اكيد هي قالتلك… هي بتحبك و بتعتبرك ابوها… بعدين انا عارف انك بتحبها ف أكيد متابع اخبارها اول ما مشيت من هنا…

* حتى لو اعرف مكانها… هقولك ليه ؟

” لاني ندمت… ندمت اني ضيعتها من ايدي… لازم اصلح كل العَك اللي انا عملته…

* و لما تروحلها… فاكر انها  هتوافق تتكلم معاك او تشوفك حتى ؟

” هحاول اتكلم معاها بكل الطرق… المهم اعرف مكانها لانها غيرت رقمها و مش عارف هي فين… ساعدني يا بابا…

تنهد محمد و ارتدى نظراته و امسك بالجريدة

* هي في المستشفى دلوقتي…

” ليه ؟ حصلها حاجة ؟

* لا… معرفتش منها كتير اوي لانها كلمتني و هي بتعيط… مروان ضايقها و زميلها صَده فضر*به بالمسد*س…

” و مروان عرف مكانها ازاي ؟!

* معرفش… المهم هي في المستشفى مع زميلها اللي اتصاب

” انهى مستشفى ؟

* اللي في الغرب…

” انا هروحلها…

امسك محمد يده و قال

* هتعمل ايه ؟

” هكلمها و اقولها اني عرفت كل حاجة… هخليها تسامحني و ارجعها…

*  هي منبهة عليا مقولكش بس مع ذلك قولتلك لاني مش عايز تخسرها للابد…

” مش هخسرها… متقلقش…

* يلا روحلها…

ابتسم له و قال

” شكرا يا بابا…


إلتفت طارق و ذهب… تنهد محمد و قال

* معتقدش انها هترجعلك تاني… بس الأقل حاول و نشوف هيحصل ايه… كل ده بسبب تسرعك و غباءك  اللي جابك لوراء يا طارق…


في المستشفى…….

دخلت روز في الغرفة التي بها سيف… اغلقت الباب و سحبت كرسي و جلست بجانب سريره… نظرت إليه و هي تشعر بالحزن بسبب ما حَلَ به بسببها…

‘ انا آسفة اوي… مفكرتش ان الحوار هيكبر للدرجة دي…

اقتربت يدها لتمسد على شعره لكنها تراجعت… دخل مصطفى و في يده ادوية سيف


* جبت كل الأدوية اللي كتبها الدكتور… هياخدها امتى ؟

‘ الدكتور قالي يخلص المحلول و هيفوق… و يقدر ياخد ادويته…

* اها… تعبتي انتي… روحي البيت ارتاحي و لما يصحى هتصل عليكي…

‘ لا انا هبات هنا…

* انا هبات معاه… شكلك مرهق… روحي نامي شوية…

‘ لا انا كويسة… هقوم اغسل وشي و هشرب قهوة و هبقى تمام…

* براحتك…

نهضت روز و خرجت خارج الغرفة… في تلك اللحظة وصل طارق للمستشفى و دخل… رآها من بعيد تدخل الحمام…

دخلت روز الحمام و فتحت الحنفية و غسلت وجها جيدا… اغلقت و اخذت منديل جففت به وجهها… انهت تجفيف وجهها و ابعدت المنديل… فوجدت طارق يقف أمامها…

” روز…

قالها طارق بنبرة اشتياق… رجعت روز للوراء و قالت بغضب

‘ انت جيت ليه و عرفت مكاني ازاي ؟

شدها من يدها و عانقها بقوة و قال بصوت مبحوح

” وحشتيني…


                   الفصل الثامن من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 

تعليقات



<>