رواية ليتك تغفرين الفصل السابع7والثامن8بقلم هدير محمد والاء اسماعيل البشري


 رواية ليتك تغفرين الفصل السابع7والثامن8بقلم هدير محمد والاء اسماعيل البشري
 
عدت الأيام و الأسابيع و مر الشهر الاول 
سيف مفيش عنه اي خبر ما عدا منشوراته عالفيس 
رنا في روتينها  اليومي  ما بين التلفزيون و التلفون و النوم ..
و ساعات بتطلع هي ريم تغير جو ... بس بتبقى  مستنية منشور كل ليلة ..بفاارغ الصبر 
 بقت حاسة ان المنشور بتاعه بيكملها يومها كإنه بيعوضها عن حاجة كانت ناقصاها هي ايه مش عارفة 
كانت بتكلم ريم كثير على الواتسب 
و حاولت ريم تفتح معاها كثير موضوع مراد بس رنا دايما  بتقفل الموضوع أو تغيره...

في بيت عبد الله 
سليم و ابوه قاعدين بيتعشوا سوا 
سليم : بابا عايز اقولك حاجة
- هات عايز كام ؟؟
- هو انا لازم اعوز فلوس يعني ؟؟
- هتكون عايز ايه يعني  ؟؟ 
- عايز اشتغل معاك في المصنع... يا ريت لو تكلم لي المدير بتاعك يشغلني معاكم 
-  يا ابني انت متخرج حقوق مصنع ايه اللي انت عايز تشتغل فيه؟؟ 
-  و ايشمعنى انت بتشتغل فيه مع انك مدرس عربي ؟؟
- اسمها متقااااعد ....يعني بأشغل نفسي بس ما دمت لسة بصحتي ...بس انت لسة الطريق قدامك ما تشتغلش بشهادتك ليه بدل المرمطة دي !! 
سليم بتذمر - يعني انت شايف الشغل مقطع بعضه يا بابا ؟؟ ما البلد كلها حابها واقف ماجاتش عليا انا بس 😔😒
- طب عايز  تشتغل ليه يا ابني هو انت ناقصك حاجة ؟؟ 🤨 أنا مقصر معاك في حاجة ؟؟  ما تصبر لغاية ما ربنا يفرجها 
- بس  انا  عايز ابني مستقبلي مش هقعد استنى ف الشهادة اللي مش جايبة همها
- جرى ايه يا سليم هو انا ليه حاسس ان الموضوع فيه إن ؟؟
 - بابا ... مش انت صاحبي مش ابوي و بس ؟؟
- طبعا ...و يا ريت تدخل في الموضوع من غير لف و لا دوران 
سليم : بصراحة يا بابا ..انا عايز اتجوز.. و خايف البنت تضيع مني 😥
ضحك ابوه لما دمعت عينيه 
- اااااه ... قل لي كدة بقى !!  مش مسألة حب في شغل ولا حاجة !!  لحظة وحدة انت قلت بنت !!! بنت مين  ؟؟؟ 
- ريم 
عبد الله بتذكر - ريم مين ؟ اااااه !!! تكونش قصدك البنت اللي قابلناها في بيت رنا و قعدت متنح قدامها زي الصنم ؟؟
- ايوة هي 
- هي الحكاية شغالة من يوميها !!! يا شيخ انا كنت فاكرها وحدة حلوة عاجباك و خلاص !
- لا يا بابا ...البنت دخلت دماغي اوي ... و بصراحة اخلاقها عالية 
- و انت عرفت أخلاقها منين ؟! 
سليم : لا ماهو انا ...  انا كنت....
 - كنت ايه ما تنطق على طول ؟!
- انا كنت بادرس اخلاقها و شخصيتها 
- ازاي ؟؟! 
-  بصراحة يا بابا أنا من يوميها و انا مراقبها و حتى حاولت اتكلم معاها مرة  بس رفضت 
- مراقبها ازاي يعني  مش فاهم ؟؟
- يعني ... بروح الجامعة بتاعتها و اشوفها من بعيد و كدة !
- الله الله يا سي روميو كل ده و انا زي الطو'ر في الساقية !!   - - يوووه بقى ...ما بلاش احراج يا حج الله !! ما قلتلك كنت بادرس في طباعها واديني قلتلك لما  لقيتها مناسبة ليا .
- ماشي يا حبيبي ان شاء الله خير...طب إنت  ما كلمتش رنا في الموضوع بما انها صاحبتها و كدة ؟
- كلمتها بس ما اتعمقناش في الموضوع ...سألتها عليها حاجات عادية بس لكن متأكد انها فاهمة الموضوع ...كنت عايز اخذ رأيك الاول  
-  بص أنا مبدئيا موافق بس  انت تكلم مرات اخوك يمكن هي تجس لك نبض البنت أحسن ما نحرج نفسنا ماشي؟
- حاضر 

في بيت رنا 
ريم و رنا تجلسان أمام التلفاز و تضعان مقرمشات امامهما 
رنا : شفتي سليم النهاردة ؟؟
ريم بتذمر  - رنا ارجوكي مش عايزة اتكلم عنه  من فضلك
 مش كفاية كل شوية ينط  لي  ؟؟ 
- ليه بس ده سليم لقطة و ما يترفضش..و فوق كدة شكله واقع من يوميها 
- بس  يفضل اخو سيف 😤
-و ايه يعني ؟؟؟ 
- يعني مش عايزة اقع وقعتك المهببة دي 
- حرام عليكي و الله ... سليم مش بيشبه اخوه ف حاجة ذكي و طيب اوي و يتحب ...انتي بس لو تديله فرصة و تقعدي انتي و هو تتكلمو سوا 
- انتي عارفة اني مش بأكلم حد يعني مفيش استثناءات 😤
- خلاص خلاص ما تزعليش بس و تتقمصي بسرعة كدة 
ريم : بصراحة مش حكاية ازعل بس انا العيلة دي مبقتش طايقاهم مش كفاية اللي عملوه فيكي ؟؟ 🤨
- اسمها اللي عمله... ابوه و اخوه ملهمش ذنب أبدا و بيعاملوني احسن من عيلتي اللي كنت متربية عندهم 
- طب يا ستي ربنا يخليهملك ... هاااا مفيش أخبار  عن طليقك العاشق؟ 
- مش عارفة ...ما فتحتش الحساب  بتاعه من يومين
- مش عليا يا بنت الذينة!! 🙄😂
- قصدك اي 
-ولا حاجة ... هاتي شوفيلنا حاطط ايه جديد
- و انتي مالك يا حشرية؟؟ 
ريم- فضول بس ...يالا افتحي خلينا نشوف سوا ☺️
رنا - اوووف مفيش فايدة فيكي ...عنيدة على طول 
- طالعة لمين يعني ؟؟ البركة فيكي  خلتيني نسخة منك 🙄😁...المهم يالا افتحي .... ولا اقولك هاااتي التلفون اشوف انا
- حاضر اهو ...
- هاتي خلينا نشوف الملك الحزين بتاعك  كاتب ايه 

اليوم السابع و العشرين  ..31 يناير
"لم يبق لي منك سوى صورة و الكثير من الذكريات
 كلما اشتقت إليك اذهب اليها فأحدثها بحنيني اليكِ 
أكلمها كأنك أمامي تسمعين ...و على كتفي تربتين
ليتكِ  على  حالي تشفقين.. ليتكِ لجراحي ترممين  
ليتكِ يا حبيبتي تغفرين "

اليوم الثامن و العشرين... اول فبراير
أعترف 
كنت قاسيا عليكِ يوما ما ...
 كنت غبيا لأني طعنت قلبكِ مرة 
لكني إكتشفت في النهاية ...أنه كان قلبي إنا ..
و مذ ذاك الحين و انا انز'ف!!
صدقيني 
لم يحدث أن تألمت إلى هذا الحد !! 
اااه يا وجع قلبي !! ليتكِ تنسين
ليتكِ فقط  تغفرين "

ريم : لا بجد برافوووو طلع فنان و الله ...هاتي نشوف كمان 
- تشوفي ايه كفاية !!
ريم بتذمر - ما شفتش المناشير اللي قبل دي  مالك متسربعة هاااتي التلفون خليني اكمل الله ؟؟ 🤨
رنا - اوووف بقى يا ريم 😤

طلعت ريم لسانها بعبث و هي تقرأ منشوراته
اليوم السادس و العشرين ...30 يناير 

 أكتب ...رغم أني لا أنتظر الرد منكِ أو من أحد
ففي حبري لغة ..... حنين...لهفة...  واشتياق...
لا يفهمها إلا من أقصد ...
الكلُ يقرأ.   لكنكِ تعلمين جيداً
إنكِ أنتِ من أقصُد بتلك الكلمات ...
فَ... أنتِ كل حروفي وكلماتي ...
ليتكِ فقط تقرئين 
ليتكِ تغفرين 

اليوم الخامس و العشرين ..29 يناير 
العلاقاتِ لا يُبقيها الحُب،
ما يُبقيها هُو الأماَن وعَدم الخَوف من الغدر وتقلُب الرأي
 فحيثُما كان الأمَان،  وُجد الاستِقرار و الاطمَّئنان
عرفت ذلك متأخرا ..بعد فوات الأوان
عرفتُ هذا بعدما فقدتكِ يا  جوهرتي
ألا ليتكِ فقط تغفرين 

ريم : الله الله ...لا بصراحة الكلمات جبارة .... ما اتوقعتش واحد زي سيف النذ'ل  يطلع منه الإحساس العالي ده !!
رنا بحدة- و ما يطلعش منه ليه هو مش انسان و ليه احاسيس زينا ؟؟
- الله الله !! ده احنا بقينا بندافع عنه اهووو !!
رنا بتوتر - مش بادافع عنه ولا حاجة ...بس اهو طلقني و كل واحد راح ف طريق ايه لزمة اننا نشتمه كل شوية ؟؟ 😒
- هو انتي بترتبكي و بتدافعي عنه و بتتلبكي كل ما جات  سيرته ليه ؟؟؟ و بعدين مادام انفصلتو و كل واحد راح ف طريق مستنية اخبار منه ليه ؟؟؟

رنا و هي بتحاول تغير الموضوع
-  انتي  بقى بيتهيئلك حاجات غريبة ..بقولك ايه هاتي طبق الفشار  هتخلصيه يا طفسة
ريم: لحد امتى هتفضلي تهربي من أجابة السؤال ده يا رنا
رنا بتوتر - سؤال ايه ده كمان ؟ 🙄
- هو اللي نقوله نعيده؟؟؟ انتي  متابعاه عالفيس ليه مادمتم انفصلتم ؟؟! عايزة توصلي لإيه ؟؟ 
- ولا حاجة 
- طب عيني ف عينك كدة ؟؟؟
- يوووه بقى يا ريم 😤... بقولك ايه هاتي طبق الفشار و حطي قناة 78  هيعرضوا عليها  فيلم مستنياه من زمان 
ريم بتساؤل :  بس معقولة رغم كل المشاعر الجياشة عالفيس ما يسألش اخوه عنك  ولا يتصل ولا يجيله فضول حتى يعرف اذا كنتي حية ولا مي'تة  طول المدة دي ؟! 

اطرقت رنا برأسها و فضلت مركزة نظرها في اللاشيء
اكملت ريم و هي تضحك بسخرية : تلاقي كل المنشورات دي حركة ذكية منه عشان يشقطله كام بنت عالفيس مش أكثر ! ماهي البنات بتحب الرومنسية و الهبل ده شفتي  عنده كام وحدة متابعاه ؟ عدوا 3500 🙄😂

لم تستطع رنا أن تخفي مشاعرها أكثر و إنهارت بالبكاء و هي تصرخ: خلاص يا ريم ارحميني مش عايزة اتكلم عنه كفااااية بقى  كفااااااية 😭😭
احتضنتها ريم بتعجب
ريم بدهشة : الله !!! مالك يا بنتي فيكي ايه ؟؟!  ما احنا كنا كويسين و بنتكلم و بنهزر في اي؟ ايه اللي قلب حالك فجأة؟؟ 
- مش عارفة يا ريم .... بس حاسة بفرااااغ كبير اوي...كإني فاضية من جوايا ....قلبي واجعني على طول 😭😭💔
- يمكن اتأثرتي باللي بيكتبه  لإنك متابعاه مش اكثر  !!
- لا يا ريم .... من قبل ما أفتح حسابه خالص و أنا حاسة قلبي هيتخلع من مكانه مفيش اي حاجة بتخفف عني الاحساس الفظيع ده ...طول الوقت موجوعة و عايزة أعيط 😓😭

-  طب و الله العظيم شكلك حبيته !! بعد كل اللي عمله فيكي ضحك عليكي بكلمتين حلوين عالفيس !!
- بس...كفاية يا ريم انا مش طايقة نفسي اصلا !! 😥😭
-على فكرة الإحساس اللي انتي مش فاهماه ده اسمه "إشتياق"
رنا ما ردتش و فضلت تعيط
ريم  - يعني انتي مشتاقة له...  دي كل الحكاية 
رنا : لا رد 
كملت ريم: و على فكرة  انتو الإثنين اغبى من بعض ! 😤
  ما دمتي بتحبيه انتي كمان ما تسامحيه و تطلبي منه  يرجع لك!!  قاعدين انتو الإثنين بتتعذبو من البعد ليه ؟ 
رنا بإنهيار - لان اللي عمله معايا مكانش قليل !! و اي وحدة مكاني مكانتش هتسامحه يا ريم. .. أحبه ازاي بعدما حسسني بإني وحدة رخيصة و سهلة ؟؟ هااا احبه ازاااي ؟!😭😤

- خلاص أهدي يا حبيبتي ...أهدي خلاص مش هأتكلم  عنه
فضلت حاضناها و بتربت عليها لحد ما نامت
ريم في نفسها بحزن  : هتفضلي تقاومي في أحساسك ده لحد امتى ؟؟ انا صحيح مش عارفة إذا كان  هو  بيحبك بجد  أو لا بس أنا بقيت متأكدة انك  بتحبيه...بس مش قادرة تنسي اللي عمله فيكي مش اكثر 😟

بعد شهرين آخرين

- آنسة ريم
التفتت ريم وراءها لتجد سليم يقف بإبتسامة جذابة
- خير عايز ايه ؟؟
- عايز حضرتك ف موضوع مهم 
ريم بإستعجال: آسفة ما أقدرش اتكلم معاك 
- الموضوع يخص رنا ...ارجوكي ...مش هآخذ من وقتك كثير 
وقفت ريم تفكر ثم قالت بتساؤل : مالها رنا ؟!
- مينفعش كدة ...عايز مكان نتكلم فيه براحتنا
بصت للساعة و قالتله : عندي محاضرة...بعد ساعة في كافيتريا الجامعة 
سليم : تمام هستناكي

دخلت ريم بتوتر و هي بتتصل بحد
- الو يا رنا ...سليم جيه الجامعة و عايز يتكلم معايا 
- طب و فيها ايه ؟؟ ما تديله فرصة 
ريم بإرتباك - ماهو ده اللي حصل .. اديته معاد !! 
- طب و مالك مرعوبة ؟؟ كلميه. و شوفي هيقول  ايه
- طب اقفلي داخلة المحاضرة
- تمام طمنيني لما تطلعي من عنده ماشي ؟!
- تمام

بعد ساعة 
سليم : اشكرك على قبول دعوتي... تحبي تشربي ايه
ريم بجمود - مش عايزة حاجة ....هاااا ادينا بقينا براحتنا ...قل لي مالها رنا بقى ؟؟
سليم -  بتتهرب مننا انا و بابا  مش عارف ليه ...مش قادر اوصلها أبدا و انتي الوحيدة اللي تقدري تساعديني ....سيف قلقان عليها اوي 
ريم بدهشة - سيف ؟؟؟
- ايوة سيف ..... سيف عمره ما اتخلى عنها ولا سابها
- اومال مش بيسأل عنها ليه ؟؟
-  هو بيسأل عنها في اليوم ألف مرة بس محلفني ما اقولهاش
- ليه ؟؟؟ 
-  مكانش عنده جرأة يرجع يواجهها بعد ما انفصلوا و بعد اللي حصل ما بينهم آخر مرة ...فاكر أنه بكدة بيريحها بس صدقيني هو بيموت حرفيا ...خصوصا انها بتحاول تبعد عننا طول الفترة اللي فاتت من غير اي سبب مقنع 
ريم بتوتر : مش عارفة اقولك ايه 
- تقوليلي الحقيقة ! رنا مالها ؟؟! 
-ما اقدرش أقولك حاجة و محدش هيقدر يجاوبك غيرها

تنهد سليم و قال : العدة بتاعتها قربت تخلص و سيف بقى على اعصابه و كل ثانية بتعدي  بتأكدله أنه خسرها للأبد 
ريم : اللي عمله اخوك مش هين على أي وحدة 
- مش هأدافع عنه و أقول انه معذور و غصب عنه ... انا معاكي ان اخوي غبي و اتصرف بقسوة . . بس و الله العظيم ندمان اوي و عايش بس على أمل انها تسامحه ...يا ريت تقدري تساعدينا في الموضوع ده
ريم بإستسلام : هأحاول .
سليم : طب عن اذنك و شكرا لوقتك 

قام و مشي و هي متابعاه بنظراتها
- معاها حق رنا ...طلع محترم اوي.. ده حتى ما قالش نص كلمة خارج موضوع رنا...ولا لمح بموضوعه حتى  !! 

اتصال بين سيف و سليم 
- طمنني يا سليم مفيش اخبار ؟؟
سليم : زي العادة ... بتقول انها بخير و كويسة بس رافضة تقابلني و كل مرة بتتحجج لي بحجة 
- كدة ابتديت اقلق بجد يا سليم ...ما تروح انت و بابا أكيد مش هتكسفكم ؟ 
- حاولت صدقني ...بس بتبقى اما مش في البيت و عند ريم اما نايمة اما مش عارف فين...حتى الطلبات بتاعتها بقت بتجيبه لها ريم ..
- مش عارف ليه حاسس انها بتوزعكم...
سليم - انا كمان فهمت كدة ..و مش عايز اضغط عليها و سايبها براحتها ...
سيف :  لو بس تراقبها يمكن  ساعتها تعرف الحكاية ؟؟
- جرى ايه يا سيف هي مش في سجن عشان  نراقبها ! 
سيف بضيق : مش عارف ليه حاسس ان الحكاية فيها الجدع اللي اسمه مراد ده !! مش عارف طلع لي منين ده كمان !!
- مادمت بتغير عليها طلقتها ليه  يا دب'ش؟؟؟
- خلاص .. معادش فيه فايدة من الكلام ده يا سليم .. المهم ..تفتكر انها بتشوف المنشورات ؟؟
- طبعا متابعاها...ليه ؟؟
- عشان هي حسابها بتاع نفحات الجنة معطل من زمان
- لا ماهي فاتحة حساب تاني مسمياه طائر الكركي و بتحطلك قلوب على طول 
- بجد يا سليم ؟؟
- هو ايه اللي بجد ماهي عاملالك متابعة تقدر تتأكد بنفسك 
- مش واخذ بالي بصراحة...فيه كثير بيعملوا لايكات و قلوب 
- بقولك ايه يا سيف 
- ايه
- انت مش عايزني اقولها انك بتسأل عنها ليه ؟؟
- ما انا قلتلك ليه ؟
سليم - بس بصراحة انا حاسس ان الموضوع ده مضايقها
- مضايقها ازاي !! 
- يعني حاسس انها متلخبطة ما بين المنشورات و الواقع !
سيف - يا عم متلخبطة ايه دي عايشة حياتها ولا كإني موجود فيها خروجات و فسح مع صاحبتها ... اهي العدة قربت تخلص و هي لحد دلوقت مش مبينة موقفها 

سليم - صبرك يا عم العاشق...صحيح مش فاضل كثير على ما تخلص  العدة بس ما تستعجلهاش قلتلك قبل كدة انت غلطت غلطة كبيرة اوي و لازم تتحمل عواقبها 
- معاك حق ... ..هانت .
- على فكرة انا قابلت ريم
- بجد !!! و ده خبر يتأجل يا گلب ؟؟ هااا قلتلها ايه   و طلبت منها  معاد مع اخوها؟!
- لا طلبت منها تساعدنا ف موضوع رنا 
- لا و الله ؟؟؟ هااات احكيلي بالتفصيل 

رنا قاعدة في المطبخ بتقلب في البيض و الطحين و بتتفرج على التلفون في الوصفة بتاع اسهل كيك و بتكلم نفسها 
- بتعملي كيكة لعيد ميلادك ليه ؟؟ مين بيحتفل  بعيد كئيب زي ده ... بتحتفلي بمناسبة قعدتك لوحدك بين اربع حيطان !
الواحد بيحتفل لما بيكون وسط اهله و احبابه يا رنا انتي ملكيش اهل ولا احباب ... اهو ما سألش عنك من لما سافر عاجبك كدة

 فجأة  جاء اشعار بمنشور جديد للملك الحزين
حطت الخلاط من ايدها و فتحت بسرعة و هي بتقول في نفسها : مش عوايده ينشر في الوقت ده !!
حاطط ايه يا ترى ؟! 

الرابع من ابريل
اليوم عيد ميلادكِ صغيرتي 
كأني أراكِ تحضرين كعكة الميلاد 
و ارى أن المسافات بينـنـا مجرد كـذبة 
فأنا أشــعر بــكِ فــي داخـلي 
بجانبي .....بجــوار قــــلبي 
 اقرب لي من روحي
بل أنت الروح ... و النور لأيامي 
ليتني أمامكِ لأهديكِ  وردة و معها قلبي  
ليتني أمامكِ لأقول  كل عام وانت نبضي... 
ليتني أستطيع أن أقول  كل عام و أنتِ لي 

صدمت رنا و امسكت هاتفها تتصل بسليم 
سليم : رنا !! أخيرا سمعنا صوتك 
- بقولك ايه يا سليم ... هو أنت عارف النهاردة ايه ؟؟
- 4 ابريل ليه ؟؟ 
- لا ولا حاجة ...انا بس افتكرت انك ...
- فيه ايه يا رنا ...هو المفروض النهاردة فيه حاجة معينة ؟؟
- لا خلاص مفيش حاجة 

اقفلت رنا و لكن و  هي تضع الهاتف على قلبها : سليم ما يعرفش عيد ميلادي هيقوله ازاي عنه ؟؟ يعني ...يعني هو مش ناسيني !! يعني الكلام ده ليا انا ؟!! مش زي ما ريم فاكرة !!  

في هذه اللحظة رن جرس الباب 
فتحت رنا بتثاقل و هي تمسح دموعها و دخلت ريم و هي تنظر إليها بشكل 
-هو  القمر كان  بيعيط ولا ايه؟! ده حتى النهاردة عيد ميلادك  يعني المفروض تهيصي
رنا بحزن : مفيش يا ريم...مكنتش بعيط ..يمكن من البصل بس

بصت ريم للمطبخ و رأت تحضيرات الكيكة ف قالت بمزاح : هو انتي بتحطي بصل في الكيك ؟؟! 🙄😂
- دمك س'م 😏
- على فكرة انا قابلت سليم زي ما قلتلك بعد المحاضرة 
- ااه ده انا نسيت  ؟؟ و اتكلمتو ف ايه ؟؟
- اتكلمنا عنك انتي و سيف 
رنا بحزن : مفيش حاجة بيننا انا و سيف عشان تتكلمو عنها
- ايوة افضلي كدة تكذبي على نفسك كذبة و تصدقيها
- بقولك ايه يا ريم انا النهاردة  على اعصابي و اللي فيا مكفيني كلمة زيادة هأسيبلك المطبخ وادخل اوضتي ...فاهمة!! 😤

ريم -على فكرة  المهلة اللي هو مستنيها قربت تخلص 
رنا بتصنع اللامبالاة : و ايه يعني 🙄
-انا النهاردة كان موقفي بايخ اوي قدام اخوه و هو بيسألني بتهربي منهم ليه من غير سبب 
رنا بتحدي -بس انا  حرة و مش محتاجة أبرر لحد  أي حاجة 
- ماشي سيبك من سليم  و ابوه ..... طب سيف ؟؟!
رنا - ماله !!!
-هتفضلي مخبية عنه  لحد امتى !! ما هو من حقه يعرف أنه يبقى أب !! 



الفصل الثامن 

رنا بعصبية - لا مش من حقه يا ريم ... ولا يستاهل يبقى أب اصلا عارفة ليه ؟؟؟ عشان هو كان واخذ الموضوع تسلية مش اكثر .... مش عارف انا اتعذبت قد ايه عشان اتقبل الطفل ده ...
مش عارف انا كنت محتاجاله قد ايه طول الفترة اللي فاتت ! كإنه ما صدق يخلص مني ! 😭😓

انهمرت دمعتها رغما عنها  و اقتربت منها ريم بحنان 
-رنا يا حبيبتي  هو مش قادر ياخذ اي  خطوة  و مستني منك رد ... بس  انتي اللي مش عارفة لحد دلوقت انتي عايزة ايه ؟ صدقيني سيف بيحبك بجد ده اللي اتأكدت منه من اخوه 
انتي  بس لو تديله فرصة قبل ما تخلص العدة تلاقيه مستنيكي على نار 
رنا - خلاص يا ريم فكيني من السيرة دي ارجوكي !!
ريم بتذمر: اهو ده اللي انتي فالحة فيه ....ماشي يا ستي اما نشوف اخرتها معاكم انتي و هو .. يالا انا رايحة 
- مش هتستني لحد ما تاكلي من الكيكة؟
- لا الف هنا على قلبك و كل سنة و انتي طيبة .

بعد ثلاث ايام 
اتصلت ريم برنا : 
- الو رنون...  اتصلت  اقولك حاجة مهمة
-اتفضلي بس  اوعي تنطقي اسم سيف!! 
- لا مش سيف ... سليم 
رنا - ماله؟ 
ريم - راح لمراد المستشفى و طلب منه معاد عشان يجو يزورونا هو و ابوه يوم الجمعة 
- اللي هو بعد بكرة قصدك ؟؟
- ايوة .
رنا بحماس- بتتكلمي بجد !!  - طب انتي ايه رأيك ؟؟
ريم بخجل : بصراحة ... انا معنديش مانع ☺️
- قلتلك سليم طيب و يتحب ...ربنا يتمم بخير 
ريم بتساؤل : طب انتي مش هتجي معاي ؟؟
-للأسف يا ريمي مقدرش ...انتي عارفة
ريم بزعل : هتسيبيني لوحدي في يوم زي ده،؟😔
- معلش يا روحي .. اعوضك في الفرح بإذن الله
 ريم بقلة حيلة: امري لله .... ماشي  ممكن اطلب منك طلب يا روحي ؟؟
رنا - خير يا ريمي 
- انا عايزة فستانك الكحلي اللي فيه خرزات ذهبي ده
- بس كدة !! معنديش اغلى منك ...عدي عليا المساء و خذيه 

الجمعة 
راح سليم و ابوه عند بيت مراد و طلبوا ايد ريم رسميا
بقدر ما كانت رنا فرحانة لفرح صاحبتها بقدر ما كانت مقهورة على حالها هي .

بعد يومين 
خلصت أيام العدة و اتبخرت آمال سيف مع آخر يوم منها 
مسك تلفونه و فتح  حسابها الشخصي و فضل يبص للمنشورين اللي حاطاهم الاول منذ 16 ساعة و الذي يليه قبل 5 ساعات 

بداخلي قصة تبكيني، غصة تحرقني ، تنهيدة تخنقني و توجع قلبي 
بداخلي عواصف و ضجيج لا يهدأ  : أحاديث غير مكتملة، أسئلة لا اجابات لها،  دموع محتبسة ،أماني موؤودة 
 بداخلي  شعور متناقض ..أريد و لا أريد تناقضات عدة،  ذكريات لا خلاص منها ابدا 
بداخلي قصة وداع غير مكتملة،  اطياف  راحلين دون وداع 
  بإختصار !! ممتلئة انا باشياء لا يشملها قانون الفضفضة  
أردت أن اخفف عن نفسي بكلمات ،و لا أكتب كي أتوسل الشفقة من أحد ..ولكن فاض القلب بما عانى من الوجع ..
 أكتب فقط كي لا أختنق في صمت 
أشعر أني مكبّلة اليدين
ليتني أستطيع النهوض ثانية 
ليتني أستطيع المضي قدما
ليتني أستطيع الإنفجار 
ليتني أستطيع أن أغفر

حبس سيف دموعه و هو يقرأ آخر سطر  و أكمل الذي يليه:
لقد كنا درساً لبعضنا البعض 
أنتَ علّمتني أنْ لا أمنح الثّقة إلى أحد 
و أنا علّمْتكَ أنّ الشُّعور الجميل إذا غادر فإنه لن يعود أبداً..

امسك هاتفه و دموعه تنهمر  رغما عنه و كتب 
" إن أبشع ما قد تفعله بشخص هو أن تطحن آماله ..
 أن تُفتت محاولاته الصغيرة.... أن تدهس رجاؤه الأخير...
إن ذلك  أبشع من أن تقت'له..." 

ارفقه بصورة لقلب مطعو'ن ثم  ضغط على زر النشر .
مسح دموعه و أمسك علبة الدواء تناول منها حبتين 

فتح خزانته و اخذ حقيبة سفر و هو يتصل 
- s'il vous plaît j veux réserver une place au premier vol à Égypte 
- من فضلك أريد أن  احجز  مقعدا في أول طائرة متجهة  لمصر .
اقفل الخط ثم فتح حسابه و كتب 
اليوم الأخير 
أيام طويلة مضت وأنا مازلت اتسائل
لماذا ينهمر دمعي كلما سمعت أسمكِ
ولماذا يوجعني قلبي كلما تذكرتكِ
تذكرتك ؟!!
وهل تراني نسيتك يوماً كي أتذكركِ ؟
انتِ هنا بداخلي ... مابين النبض والنبض  
وأنا هناك. عندكِ... مابين الحسرة والحسرة
اتنهدكِ، كأن روحي تفارق جسدي .. ولا تفارقكِ
فوا أسفي كم كان سهلا عليكِ فراقي
وكم هو عصّيٌ عليَّ نسيانكِ  💔

وضب حقيبته و سحبها  خلفه و غادر و هو يتصل بسليم
- ايوة يا سليم ...أنا جاي في أول طيارة هأوصل الساعة 5 الصبح يا ريت تستناني في المطار ..

غدا موعدها مع الطبيبة ... رفضت أن تعرف جنس الجنين  لذا فقد ابتاعت كل مستلزماتها و ما يحتاجه الرضيع  باللون الأبيض و البنفسجي لونها المفضل .
تقول الطبيبة ان حملها كان مستقرا في أسفل الرحم منذ بدايته لذا من المحتمل أن تلد  في الشهر السابع أي بعد أقل من شهرين من الآن لكنه يبقى مجرد احتمال

وضبت حقيبتها كما اوصتها الطبيبة تحسبا لأي طاريء و جلست تستمتع بطبق من الفاكهة حين وصلها اشعار بمنشور جديد 
رنا - النهاردة آخر يوم عدة ...  عارفة أنك مستني خبر ... بس لو كنت بجد باقي عليا مكنتش تطلقني بالسهولة دي اصلا 😣
تعال يا حبيبي نشوف بابا  كاتب ايه !! 

جلست  تقرأ ذلك المنشور مرارا و تكرارا 
تحاول جاهدة أن تقاوم رغبتها في البكاء ... تتظاهر بأنها بخير 
لكنها ليست كذلك . . تضع يدها على بطنها و تهمس بصعوبة
-شكل بابا مخنوق أوي ... أكيد قرأ منشوراتي  

تنهدت بحزن و أكملت و قد انهمرت تلك الدموع المحتبسة : غصب عني يا حبيبي 😓... بس ابوك اناني و قاسي... سابني ف أكثر وقت أنا محتاجاه فيه و دلوقت مستني اسامحه عشان يرجع ولا كإن حصل حاجة !! ابوك اكثر حد اذاني  باحاول اسامحه مش عارفة ازاي .. كل ما افكر ابعثله و نبتدي من جديد افتكر يوم الصباحية ، كلامه اللي زي اسياخ الحديد الساخن فضل معلم في قلبي و حرقته مش راضية  تخف 😓

رن هاتفها و كانت المتصلة ريم
-  الووو  رنون ... اخبارك ايه
- ايوة يا ريم  ...كويسة الحمد لله
- مش باين !! هو انتي كنتي بتعيطي تاني !!! 
- لا طبعا ...انا بس كنت ..
- كنتي بتقري المنشور اللي حاطه قبل شوية مش كدة ؟؟؟
رنا بحزن -  مش عارفة اذا كنت صح فقراري  ولا لا يا ريم 😔

- بقولك ايه ؟؟ بدل ما انتي متلخبطة و افكارك مشوشة ما تجربي تصلي ركعتين و تقري آيات السكينة اللي علمتهملك  و تطلبي من ربنا يوجهك ... أكيد نفسيتك هترتاح بعدها .
-معاكي حق يا ريم ...طب انا اقفل و اطلع اتوضأ ...ما تنسيش معاد بكرة  مش عايزة اروح لوحدي 
- حاضر من عيوني ... و على فكرة مراد بكرة عنده اجازة ايه رأيك يوصلنا هو الدكتورة  بدل التاكسي ؟؟
- لا يا ريم ارجوكي بلاش ... هنروح بتاكسي
- خلاص براحتك هجيلك بكرة الساعة 8 و نص تكوني جهزتي 
- ماشي ..اتفقنا 

بالفعل قامت اتوضت و لبست الاسدال و هي بتفتكر 
- هي قالت لي آيات السكينة ايه ؟؟ اااه افتكرت 
“الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ* فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ” سورة آل عمران 173:175

هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ ۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا” سورة الفتح

فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ” سورة الأنعام125.
 “أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ ۚ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ” سورة الزمر22.

 أواخر ابراهيم من ٤٦ ل ٥٢ 
تمام كدة ... يا رب تهديني للي فيه خير ليا بعد كدة 
و قامت للصلاة و دعت بعدها كثيرا و قد بللت دموعها السجادة بالكامل 
فور ان فرغت من الصلاة و الدعاء  شعرت بهدوء و راحة نفسية كبيرة و كأنها اصبحت اخف من الريشة 
توجهت الى سريرها و نامت فورا 

سليم : على فكرة يا بابا عايز مفاتيح عربيتك عشان محتاجها 
- خير ؟؟ رايح فين ؟؟
- سيف أتصل بيقول راجع الصبح في طيارة الساعة 5
- لا و الله ؟؟ ماقالش ايه اللي خلاه يرجع ؟؟
- و الله شكله كان مخنوق أوي محبتش اطول في الكلام 
قلت لما يوصل هأبقى افهم منه ايه الحكاية 
عبد الله بحزن - بس انا عارف الحكاية 
سليم بتعجب : عارف ايه يا بابا ؟؟ 
عبد الله -فاكر لما قلتلك اني موصي صاحبي رأفت  المحامي يبلغني بأي خبر  بخصوصه؟  
- أيوة فاكر ..ليه ؟؟
- أتصل بيا و  قال ان سيف  طلب منه يجهز اوراق الطلاق 
سليم - طلاق ايه ؟؟! هو اتجنن !!
-  النهاردة آخر يوم في عدتها ... أكيد راجع يطلقها .
سليم بصدمة : انت بتقول ايه ؟؟؟؟ 

 
كانت تطرق ابوابا كثيرة و تنتقل من بيت لبيت 
فتح الباب الاول وجدت امها و ابوها الذين ربوها كانت تهم بان تكلمهم لكنهم رفضوا أن ينظروا إليها
طرقت الباب الاخر فوجدت عبد الله و سليم 
قبل أن تنطق بكلمة اغلقا الباب و هما يشيحان برأسيهما عنها 

ظلت تطرق ابوابا و في كل مرة لا أحد يكلمها و الكل يخاصمها 
انهكها الجري فدخلت بيتها  و اغلقت الابواب واحدة تلو الآخر 
اندست في سريرها  تحاول أن تنام و هي ترتدي فستانا ابيض فجأة وجدت احدهم يحتضنها من الخلف  انتفضت من مكانها لتجد احدهم يلبس كنزة برداء للرأس لم تتعرف عليه وسط الظلام 
- انت  مين !! 
ازاح الرداء و هو يقول بحب : ششششش أهدي ده انا 
احتضنته بشوق كبير و هي تبكي : اتأخرت ليه ؟؟
- ما اتاخرتش ولا حاجة .. كنت مستني بس الوقت المناسب 
بص للباب و قالها : قافلة الباب ليه!!  الدنيا حر .. 

كان هيقوم يفتحه مسكت فيه و منعته و هي تنكمش بداخل احضانه : لا خليه مقفول.. بردانة اوي 😣😓
اخذها في حضنه : مش هتحسي بالبرد طول ما انا معاكي 
اخذه بين احضانه و راحت في النوم و هي تشعر بفرحة طفولية 

في اليوم الموالي 
 استيقظت و هي تتقلب يمنة و يسرة تبحث عنه 
تفقدت ملابسها فوجدت انها ترتدي بيجامة قطنية نظرت الى الباب فوجدته كما تركته مقفلا 
رنا : يعني كل ده كان حلم بس !!! 😥

في المطار 
سليم : أهلا يا اخوي نورت بلدك 
- ازيك يا اخوي وحشتني اوي 
احتضنا البعض : و انت كمان يا سليم ليك وحشة كبيرة أوي
- أكيد مش انا بس اللي واحشك 🙄
- مش وقت الكلام ده يا سليم ...أنا تعبان عايز ارتاح امشي بينا يالا 
- حاضر يا سيف ....يالا بينا 

امسكت هاتفها فوجدت الساعة 6 و النصف 
- يااااه ده انا اتأخرت اوي في النوم و ما صحيتش للفجر !!
قامت اتوضت و صلت فرضها و رجعت اتمددت و هي بتفتكر في الحلم الغريب ده و في الإحساس اللذيذ اللي حسته و هي في حضنه ...و الأغرب إنها كانت حاسة نفسها مرتاحة و مبسوطة اوي كأنه بجد مش مجرد حلم .

وصلت ريم بعد مدة لقتها جاهزة و لابسة و مستنياها 
حكت لها الحلم الغريب اللي شافته
رنا : مش انتي بتعرفي تفسري احلام يا ريم ؟! ايه رأيك 
ريم بأمل : مادام شفتي نفسك انتي و هو في بيت واحد و الباب مقفول يبقى ده معناه الستر 
- يعني ايه ؟!
- يعني هترجعو لبعض ..دي بشرة خير يا رنا ☺️
رنا بتوجس - ربنا يسهلها يا ريم . .. يالا عشان ما نتأخرش .

في منزل عبد الله 
عبد الله - انت اتجننت يا سيف ؟؟ 
سيف : اتجننت ليه ؟؟ رنا اخذت قرارها ... مش عايزانا نكمل مع بعض ...عايزني اعمل ايه بعد كدة ؟؟؟
عبد الله : تستنى  كمان يا طو'ر...مش انت اللي رحت هببت العلاقة ما بينكم ؟؟! يبقى تستنى كمان و كمان  !!
- بس العدة خلصت اصلا استنى ايه تاني ؟؟ الطلاق بقى بائن 
 ما اعتقدش هتتغير اي حاجة يا بابا ...و انا مبقاش ليا طاقة خلاص ...تعبان اوي و عايز أخلص  من الموضوع ده بقى 😓

في هذه اللحظة وصل سليم 
سليم - طب صبرك اسبوع كمان و انا هأكلم ريم يمكن تحاول تقنعها 
- ريم مين اللي تقنعها ...الظاهر محدش يعرف رنا زي ما انا اعرفها ...لو كانت هتقتنع كانت اقتنعت طول الثلاثة اشهر اللي فاتت مش هتستنى لحد دلوقت يا سليم .
عبد الله: سليم معاه حق ...لو تستنى كمان اسبوع على الله تحصل حاجة تحنن القلوب .
تنهد سيف بتعب : حاضر يا بابا ...هأستنى كمان 

بعد اسبوع 
أخيرا بعد تفكير كثير و افكار متصارعة بداخلها قررت انها تسامحه و تبعثله رسالة فهي تشتاق اليه كثيرا ولا تطيق البقاء بعيدة عنه اكثر .
نازلة السلم رايحة المطبخ  متحمسة و يا دوب هتمسك التلفون
سمعت جرس الباب
- مين ؟؟
- جواب 
- لحظة بس 
لبست طرحتها بسرعة و طلعت تفتح الباب 
- عندك جواب اتفضلي امضي هنا من فضلك .

امضت و استلمت الظرف و هي مستغربة 
اقفلت الباب و فتحته 
شهقت من الصدمة : ط...ط... طلقني !!!! 
امسكت هاتفها و هي ترتعش و اتصلت بريم
رنا بصوت مهزوز : ريييم ...  س ..س  سيف.   ط ..ط..طلقني رس....
قبل أن تكمل الجملة كانت قد وقعت ارضا مغمى عليها 
- رنا ....رنااااا .....يا خبر مالها دي !! إلحقني يا مراد !

عند سيف 
كان محبطا و مدمرا بالكامل و هو يقود سيارته بدون  وجهة محددة و يفكر بصوت عال
- مش عدل اللي بيحصل ده ... اعمل ايه اكثر من كدة طيب ؟؟
ما انا اعتذرت بدل المرة ألف و بكيت بدل الدموع د'م ! عايزة مني ايه عشان تسامحيني !! انا غلطت صحيح بس ما استاهلش كل القسوة دي ... على الأقل قوليلي ليه ...اقنعيني بس و انا هبعد عنك للأبد 😓.... 
ضرب الدركسيون و هو بيقول 
- لازم اشوفها ... و لو هتبقى آخر مرة بس من حقي اعرف سبب سكوتها ده !!  ايوة هشوفها...لازم اشوفها 
انطلق بحماس نحو منزلها 

وصلت ريم و مراد الى البيت و كالعادة تعرف ريم مكان المفتاح 
توجهت الى احدى اواني الزهور و رفعتها و اخذت المفتاح مسرعة
فتحت و دخلت أولا حين  وجدتها ترتدي طرحتها نادت مراد بصوت عال ...دخل مسرعا و ساعدها على وضعها فوق الكنبة
قاس نبضها و ضغطها و فحصها 
- شكلها ضعيفة اوي الظاهر بتعاني انيميا و كمان اتعرضت لصدمة
- طب اعمل حاجة ..فوقها  يا مراد ... ارجووووك

بعد شوية كانت رنا فاقت لكنها تشعر بألم في بطنها 
- حاسة ب ايه يا رنا 
رنا بألم : وجع...وجع كبير ....الحقني يا مراد ....ابني 😓
تفقدت ريم ملابسها و شهقت : إلحق يا مراد دي بتنزف !!
مراد : لا انا مش هاعرف اعملها حاجة هنا ...احنا لازم ناخذها عالمستشفى !
ريم : طب انا هأغيرلها هدومها بسرعة اطلع انت استنانا لما نجهز نطلع .
- ماشي 
دخلت ريم و هي تسند رنا نحو الغرفة و في هذه الآثناء سمع مراد خبط على الباب 

وصل سيف الى المنزل تردد قليلا. قبل أن يدخل ...تعجب حين رأى السيارة أمام المنزل لكنه طرق الباب على كل حال 
تفاجأ برجل يفتح الباب 
مراد :  افندم  !!  
سيف بإختناق : مش .. ده    بيت ..رنا ؟
- ايوة حضرتك  مين ؟؟
سيف بغصة: انا ...انا  ... سيف طليقها
مراد : ااااه ...انت  سيف ! تشرفنا بس رنا ما تقدرش تقابلك دلوقت
سيف : فهمت ... آسف 
مشي سيف من غير ان ينطق كلمة اخرى 
لم يعرف ما الذي اصابه حتى !! كأن داخله تعرض لزلزال عميق 

انطلق نحو سيارته بتثاقل و ركب و هو كالمغيب
- يعني نسيتني بالسرعة دي و رجعت لحبيبها الاولاني !! كل ده و انا قاعد مستنيها !! عشان كدة مستنية العدة تخلص بفارغ الصبر !! و أنا زي العبي'ط مديها فرصة ورا التانية !
عشان كدة كانت بتتهرب من بابا و سليم !! 

فلاش  لما سابت رنا البيت 
سيف في بيت والدا رنا
- آسف يا عمي بس انا كنت بادور على رنا طلعت من البيت و ما قالتش رايحة فين
الرجل - ماجاتش هنا يا ابني ..هو انتو متخانقين لا سمح الله ؟؟
- لا طبعا يا عمي ...هي بس نسيت تلفونها و مش عارف اوصلها
المرأة : طب شوفها عند صاحبتها ريم هي ما تعرفش حد غيرها بعدنا
سيف - طب بعد إذنك  يا طنط اديني العنوان 
- طبعا يا ابني ... اتفضل ..
راح للعنوان اللي كتبته والدتها وصل و سأل و انتظر حتى شافها نازلة هي و ريم و شاف معاهم واحد واقف بيكلمهم 
سيف في سره:  بقى انت مراد اخو ريم صح ؟؟ انت اللي كنت بتحبها من زمان ! تشرفنا يا سي مراد 
عودة من الفلاش

- ايوة هو ...عرفته ....هو مراد الگلب !! انا هوريكم 😤

انطلق و بداخله بركان يغلي ... يكاد يحرقه من الداخل الى الخارج ... كان ينطلق بسرعة جنونية و غضب جحيمي لا يكاد يرى أي شيء امامه  فجأة خرجت شاحنة بإتجاهه لم يستطع السيطرة على سيارته و انقلب خارج الطريق ليقع أسفل الجسر 
و سرعان ما تجمع حاوله حشد من الناس و  اخرجه اثنين منهم  من السيارة و الدماء تنزف من رأسه بشدة و أتصل احدهما بالإسعاف فورا بينما بحث الاخر عن هاتفه و اول رقم وجده مكتوب سليم 
- الو فينك من الصبح  يا سيف ؟؟
- تعرف صاحب التلفون ده حضرتك ؟؟
سليم بتعجب : ده رقم اخوي انت مين ؟؟
- اخوك عامل حادثة خطيرة على الطريق .... يا ريت تلحقوه


تعليقات



<>