رواية ليتك تغفرين الفصل التاسع9والعاشر10بقلم هدير محمد والاء اسماعيل البشري


 رواية ليتك تغفرين الفصل التاسع9والعاشر10بقلم هدير محمد والاء اسماعيل البشري

سليم -إنا  بتقول ايه !!! هو فين !!! 
عبد الله بتساؤل : يا ساتر مال لونك اتخطف  يا سليم !!هو مين الي فين ؟؟
قفل سليم  الخط و هو بيرتجف : إلحق  يا بابا !! سييييف!!! 
بهت عبد الله و قال برعب - ماله يا ابني سيبت ركبي ما تنطق 
- عامل حادثة و اخذوه عالمستشفى !!

وصل مراد للمستشفى مع رنا و ريم و اخذوها لدكتورة النساء و التوليد ..
ريم : تفتكر حالتها خطيرة يا مراد !؟
- مش عارف بس شكلها اتضايقت اوي ..هو ايه اللي حصل؟
ريم - سيف بعثلها ورقة الطلاق عشان كدة انهارت 
- مش هي اللي طلبت الطلاق !؟؟
ريم بحزن - شكلها بتحبه بس بتكابر... ربنا يجيب العواقب سليمة
فتحت الدكتورة الباب و خرجت 
دكتورة مها: هي المريضة قريبتك يا  دكتور مراد ؟؟
مراد - تقدري تعتبريها صديقة من زمان ... طمنيني يا دكتورة 
الدكتورة مها : الحمد لله هي بخير مفيش خطر عالبيبي بس انا هأديها حقن ضرورية  في حالتها عشان نتفادى الولادة المبكرة و كمان نفسيتها وحشة لازم تبعد عن اي توتر و ضغط نفسي 
 الممرضة هتحطلها محلول لإنها ضعيفة
مراد : تقدر تطلع امتى ؟ 
- اول ما يخلص المحلول بس انتبهو عليها .
ريم - طب أقدر  ادخل اشوفها يا دكتورة ؟
 الدكتورة : مفيش مشكلة بس أول ما  تطلع ...
خرجت الممرضة 
فقالت ريم لمراد بمقاطعة : اهي طلعت انا داخلة ليها 
مراد :تمام و انا هشوف الحساب

وصلت الاسعاف الى عين المكان بعد ربع ساعة و تم اسعاف سيف و اخذه لأقرب مستشفى 
ادخلوه بسرعة الى قسم الطواريء لإجراء الفحوصات الأولية و الأشعة  
وصل كل من سليم و عبد الله راكضين فوجدا امامهما ممرضة
سليم بسرعة - لو سمحتي صاحب حادثة العربية اللي جيه من شوية  اخذوه فين ؟
- الشاب اللي جيه من نص ساعة  ؟ دخلوه غرفة العمليات 
عبد الله بخوف : عمليات !! ليه هو عنده ايه ؟؟
الممرضة : بصراحة مش عارفة إسألوا الدكتور اللي فحصه.
في هذه اللحظة رأوا مراد ...فركض نحوه سليم 
مراد بتعجب : سليم !! انت بتعمل ايه هنا ؟؟
سليم بخوف: اخوي سيف ...عامل حادثة و جايبينه هنا و مش عارفين نسأل مين ..
مراد بقلق : عامل حادثة !! امتى ؟؟
- من نص ساعة أتصلوا بينا و قالوا انهم جايبينه على هنا

افتكر مراد حين حضر الى المنزل و تعمد اغاظته و زرع الشك و الغيرة في قلبه ...فهو الرجل الذي اخذ حبيبته منه 
حبيبته التي عشقها منذ الصغر لكنها لا تراه سوى اخاها.
شعر بتأنيب الضمير و قال في نفسه 
- كان واضح من لهفته قد ايه بيحبها يا مراد و انت شايف حصلها ايه لما طلقها ...ايه لزمة الحركة البايخة اللي عملتها؟؟ هتستفيد ايه لما تفرقهم ! ماهي ف كل الاحوال مش هترضى بيك ... لا يا مراد انت مش كدة و عمرك  ما كنت...اهو الراجل هيموت بسببك
نظر الى سليم و عبد الله بإشفاق 
- طيب ما تقلقوش أنا هأدخل اسأل و اطمنكم ان شاء الله خير 

في غرفة رنا 
ريم - حاسة ب ايه يا حبيبتي ؟؟
رنا ببعض الألم: الحمد لله احسن دلوقت ...هي الدكتورة قالت ايه يا ريم ارجوكي ما تخبيش عليا !!ابني كويس؟؟
- ما تقلقيش الدكتورة ادتك حقنة توقف النزيف و مقويات ..هسيبك ترتاحي شوية و راجعة 
خرجت من الغرفة خوفا من أن تتذكر رنا موضوع الطلاق فتنهار ثانية 
توجهت الى الردهة  تبحث عن مراد فتفاجأت بسليم و والده 
ارتبكت قليلا  هنا منها أنهما قد سمعا  بحالة رنا و كانت ستعود أدراجها حتى لا يراها احدهما لكن  فات الاوان 
فسليم رآها ... لم تجد بدا من الذهاب اليهما و هي تحاول اخفاء توترها
كان مراد سيدخل لكن توقف حين رآها و قد ارتبك هو الآخر  خوفا من أن تعرف رنا بخبر  حادثة سيف من ريم فعاد اليهم

ريم : سليم ؟ عمي عبد الله ؟؟ خير ايه اللي جابكم المستشفى 
سليم بخوف : اخوي سيف عامل حادثة ...
ريم بدهشة : سيف هنا ؟؟ رجع من السفر امتى ؟؟
- من اسبوع ...  بس انتي ايه اللي جابك يا ريم ؟
ريم بتوتر :هااا ...اه  كنت جاية لمراد ...ها طمنوني  حالته ايه! 
مراد : هنعرف دلوقت أنا  كنت داخل اسأل ..بقولك يا ريم عايزك ف كلمة
ابعدها عنهما و همس في اذنها
- اسمعي يا ريم...رنا لسة تعبانة اوعي تجيبيلها سيرة باللي حصل فاهمة !؟انتي سمعتي الدكتورة 
- حاضر حاضر 😥
مراد بتردد - على فكرة سيف كان في بيت رنا من ساعة ...
ريم بصدمة: انت بتقول ايه ؟؟
مراد بندم : لما دخلتي تساعديها و سمعتو خبط ..ده كان هو و انا كلمته بطريقة مستفزة ... أكيد مشي و هو متعصب اوي 😓
ريم بحدة : ليه بس يا مراد ؟؟ ليه تعمل  كدة ؟؟
- نتكلم بعدين دلوقت هنشوف عنده ايه و ربنا يستر بقى 

 كان يهم بالدخول حين خرج أحدهم من الغرفة ..تعرف عليه مراد و اقترب منه مسرعا و من خلفه كل من عبد الله و سليم 
مراد : دكتور عاصم انت كنت جوة مع المريض سيف عبد الله صح ؟؟
- ايوة يا مراد ..انت تعرفه ؟؟
مراد : ايوة يا عاصم ...ده معرفة قريبة  هاا ايه حالته ؟
عبد الله بقلق  : ربنا يستر عرضك يا دكتور طمننا عليه !! 
نظر الطبيب عاصم  الى والده و اخيه الذين ينتظران بتوجس و رعب و قال  : لا الحمد لله اصاباته في الرأس طفيفة  ربنا ستر و مكانش فيه نزيف داخلي في الدماغ ...و كمان الجرح  سطحي مفيش اي مركز من مراكز الدماغ اتضرر ...بس للأسف اتعرض لكسر شديد في الايد و محتاج  عملية زرع دعامة و كمان نزف د'م كثير و مفيش فصيلته ف بنك الدم 
عبد الله بخوف : يا ساتر !! هي حالته خطيرة للدرجة دي ؟؟!
- لا أبدا العملية بسيطة خالص 
مراد -طب  هو فصيلته ايه ؟؟
عبد الله: فصيلته Aموجب و انا عندي نفس الفصيلة خذو مني اللي انتو عايزين المهم تنقذو ابني 😓
عاصم - مش بتعاني اي مرض ؟! 
- لا يا دكتور 
- تمام اتفضل مع الممرض ... 
دخل عبد الله الى احدى الحجرات للتبرع بالدم و ابتعد الطبيب قليلا و هو يسحب عاصم بعيدا عن ريم و سليم الذين كانا يتابعان الحديث من قريب دون ان ينتبه الطبيبان
عاصم : بقولك ايه يا مراد ايه قرابتك بالمريض بالضبط ؟
- دول نسايبنا اخوه خطيب اختي ليه يا عاصم ؟ 
قال عاصم بهمس - الاشعة كشفت لمفومة هودجكين و شكل المريض عنده خبر لاننا لقينا أثر الريتوكسيماب في الد'م
تغير لون مراد : بتتكلم بجد ؟! أنهي مرحلة ؟؟ 
- في اوله ... هنشخص حالته بالتفصيل بعد العملية 
- طب ممكن أحضر معاك يا دكتور ؟
- اه اوي و اهو بالمرة تفيدنا بما انك مختص في الاورام اتفضل معاي عشان تتعقم 
كانت ريم واقفة مع سليم بتوجس و هي تشعر ان الموضوع غامض يتعدى الكسر الذي قال عنه الطبيب .
فجأة رن هاتفها تغير لون وجهها و ابتعدت عن سليم 
- عن اذنك يا سليم 
سليم بشرود : اه اتفضلي 
ابتعدت قليلا و إجابة بهمس : ايوة يا رنا 
- انتي فين انا زهقت و المحلول خلص عايزة امشي بقى
- طب انا جاية حالا اهو !!
نظرت لسليم و قالت : انا مضطرة امشي ألف سلامة عليه هارجع بعد شوية .
سليم بتيه : تمام و انا رايح اشتري ليا حاجة يعوض بيها الد'م
ابتعدت عنه و غافلته و دخلت الردهة الموالية قسم التوليد
- ايوة يا رنا انا جيت
رنا بملل : كنتي فين كل ده انتي عارفة اني باكره جو المستشفيات
ريم بتوتر : كنت بادور على مراد عشان الحساب 
رنا بحزن : شفتي يا ريم ...شفتي سيف عمل فيا ايه ...سيف ذبحني ياريم ...بعثلي ورقة طلاقي .... بالسهولة دي قدر يوقعها يا رييييم !! 😭😭 يعني خلاص كل شيء انتهى 
و أنا اللي كنت هاتصل بيه و اطلب منه نرجع لبعض 
بدأت في البكاء
 - و بعدين معاكي يا رنا انتي لسة ما طلعتيش من المستشفى و عايزة ترجعي للعياط ...لو مش بتفكري ف نفسك يبقى فكري في اللي ف بطنك !! و بعدين ايه بعثلك ورقة !! ما انتي عارفة انها لاغية...هو بعثها لانه ما يعرفش انك حامل ...بس انتي عارفة...يعني عدتك لسة ما خلصتش و لسة فيه أمل 
رنا بأمل : اااه نسيت الموضوع ده ..
سرعان ما عبست ثانيو و هي تتذكر
- بس تلاقيه نسي الموضوع اصلا ... اومال ليه كان مستعجل عشان يبعث الورقة !! مش يمكن رجع لحبيبة القلب !! أنا سمعت ان جوزها طلقها من شهرين 😣
- حرام عليكي يا رنا ...هتفضلي ظالماه كدة لحد امتى ؟؟ 
- الله الله ! سبحان مغير الاحوال!! مش انتي اللي كنتي دايما بتهاجميه ؟! ايه اللي إتغير ؟؟ ولا ايكمن اخوه طلب ايدك بقى هو الطيب و أنا بنت البطة السودا ؟؟
ريم بتوتر : لا الموضوع مش كدة ...بس انا بقول ..يعني واضح أنه بيحاول يعمل اللي يريحك مش اكثر ..  و بعدين انتي ما تعرفيش ظروفه عشان تحكمي عليه
- انا انتي بقيتي غريبة اطوار بجد !!  طب يالا  شوفيلي ممرضة تشيل عني الكانولا مش الدكتورة قالت اقدر  اطلع لما يخلص ؟؟ اهو خلص 
- حاضر هشوف لك حالا 

وقفت ريم امام الباب لتبحث عن ممرضة فوجدت احداها قادمة إليها على عجل ..
الممرضة : حضرتك مش كنتي واقفة مع عيلة المريض سيف عبد الله اللي عامل حادثة و دخل العمليات !!
ريم بإرتباك و هي تنظر الى الداخل و تبتعد عن الباب حتى لا تسمع رنا: ايوة ..في ايه ؟؟
الممرضة : انا كنت بأدور على عيلته مش لاقية حد برة 
ريم بتوجس: ليه ؟؟
الممرضة :  طالبينهم في الحسابات عشان تكاليف العملية .. يا ريت تبلغيهم يا آنسة 
- حسابات ايه و عملية ايه يا ريم ؟؟؟
التفتت ريم بصدمة لترى تلك الواقفة وراءها متجمدة كالصنم و الدماء تتناثر من يدها بعدما خلعت الكانولا فور ان سمعت اسم سيف 
ريم بخوف - رنا ...انتي ... انتي ايه  اللي قومك من سريرك ؟ 
- جاوبي على سؤالي يا ريم ... عملية اي دي ؟؟!
هبت الممرضة : مدام اتفضلي احطلك ضمادة و اوقفلك النزيف 
كانت ستمسكها لكن رنا سحبت يدها بالقوة و هي تقول بأعلى صوتها : أنا سمعت اسم سيف يا ريم ارجووووكي تتكلمي !! في ايييييه ؟؟؟
ادخلتها ريم مرغمة و هي تقول : هافهمك بس ارجوكي تسيبي الممرضة تشوف شغلها انتي عيانة ...ارجوكي تدخلي 
دخلت مرغمة و اسعفتها الممرضة بسرعة 
- هاااا ....سامعاكي ...سيف فين ؟؟؟
ريم بتردد : سيف جالك قبل شوية  البيت و و كان عايز يقابلك بس  مراد قابله و اتكلم معاه  ...الظاهر كدة اتعصب من وجود مراد عندك ...بيقول  مشي و هو على آخره و في عينيه غضب جحيمي
رنا برعب : سيف حصله ايه يا ريييم !! 
ريم بضيق :  عمل حادثة من شوية و حاليا جوة اوضة العمليا..
لم تنتظر تكلمة الكلمة حتى انطلقت مسرعة و الدموع تنهمر بغزارة منها و هي تصرخ : سيييييف !!!!!  لااااااااا 
ريم خلفها مسرعة : يا مجنونة رايحة فين كدة انتي ناسية انك حامل ؟؟؟ 
كان عبد الله قد خرج للتو من حجرة التمريض و وصل سليم الذي أحضر له عصيرا و علبة شوكولا 
كانا يهمان بالجلوس حين سمعا صوتا مألوفا ينادي بإسم سيف 
التفتا نحو مصدر الصوت فصدم الاثنان حين  رأوها تهرول نحوهما بخطوات متعبة و بطن منتفخة و هي تبكي بإنهيار لا تكاد ترى احد  امامها سوى لافتة غرفة العمليات ...منادية بإسمه بيأس 
نظر عبد الله لإبنه الذي بادله نظرات التعجب و الحيرة
عبد الله  بدهشة: رنااااا !!! 
سليم بصدمة - هي حامل ولا أنا بيتهيئلي !!! 
تجاوزتهما و وصلت امام  مدخل غرفة العمليات و هناك انهارت و سقط قناع القوة و البرود 
سقطت ارضا و هي تبكي و من خلفها ريم التي لحقتها و من خلفهما عبد الله و سليم المصدومان بشدة 
رنا بإنهيار : مش هيسييني يا رييييم .... قوليلي أنه مش هيسيبنا !!! ارجووووكي 😭😭 مش هيروح قبل ما يعرف اني مسامحاه صح !!! مش هيمشي قبل ما يعرف أنه هيبقى اب يا ريييييم !!! مش هاسمحله  يسيبني تااااني 😭😭😭
حاولت ريم ان توقفها لكنها لم  تستطع ....افاق سليم من صدمته و تقدم  إليها و هو يساعد ريم في رفعها من الارض 
ريم بهمس لسليم و هي تنظر لصديقتها بحزن : ارجوك ساعدني نرجعها اوضتها ...انت شايف حالتها 
رفضت الابتعاد عن الباب و هي تصرخ 
- مش متحركة من هنا الا لما اشوفه .. محدش يلمسني !! 
ريم : خلاص أهدي .... محدش هيلمسك ... بس بلاش تتوتري عشان خاطري ...انتي سمعتي الدكتورة.
اومأت لسليم بان يحضر لها كرسيا فأسرع سليم و جلب واحدا
جلست و هي لا تزال منهارة تضع يديها على رأسها بتعب و ألم 
اقترب عبد الله  من سليم و قال  بهمس :دلوقت عرفنا كانت بتهرب مننا ليه ...معقولة تخبي عننا كلنا خبر زي ده ؟؟
نظر سليم بلوم الى ريم : يعني انتي كنتي عارفة  و ما قلتيش
ريم : ما تبصيليش كدة دي حاجة تخصها ...هي كانت مستنية الوقت المناسب و حلفتني ما اقولش 😓
عبد الله بإشفاق على حالها : خلاص  اجلوا كلام في الموضوع ده ..  لما نطلع كلنا و معانا سيف هنبقى نتكلم فيه و نفهم منها الحكاية .
سليم بأمل:  سيف هيفرح اوي بالمفاجأة الحلوة دي ...الولد ده هيغير حاجات كثير انا حاسس بكدة. 
ريم : يسمع منك ربنا يا سليم ...احسن هوما الإثنين بيحبوا بعض و اتعذبوا كثير .. 
بعد ساعتين 
رنا مازالت ترفض الذهاب و تارة تقف و اخرى تجلس كأنها جالسة على الجمر و دموعها لا تتوقف 
اقترب منها عبد الله بإشفاق 
عبد الله : ما تقعدي تستريحي شوية يا بنتي ؟! هو وقوفك هيطلعه قبل الوقت  يعني ؟؟
نهضت ريم وأمسكت بيد رنا وأجلستها بجوارها قائلة:
عمى معاه حق يا رنا  اهدى شوية عشان البيبى ..تعالي اقعدي
بقالك ساعتين عالحال ده مش معقول كدة !! 
تنهدت رنا و جلست و هي تمسح دموعها و تدلك جبهتها بتعب في حين
 مالت ريم على سليم  قائلة بقلق:
رنا معاها حق تقلق بصراحة .... كل ده في اوضة العمليات ليه  ما الاصابة  بسيطة زى ما بتقولوا !!
همس بدوره في حيرة قائلا:
والله ما انا عارف يا ريم  بس كلام مراد اخوكي  مع الدكتور قبل ما يدخلوا اوضة العمليات كان غريب ومش مفهوم
حاسس ان فيه حاجة تانية ... ربنا يستر.

نظرت اليه ريم في حيرة وكادت ان تسأله عما قاله مراد  لولا ان قاطعها خروج الطبيب ومعه مراد  من  غرفة العمليات، اتجهوا اليهم جميعا في قلق 
صدم مراد حين رأى رنا الواقفة بدموع منهمرة و عيون متورمة من أثر البكاء ...نظر الى ريم التي أومأت بمعنى انها تعرف كل شيء 
تنهد الدكتور عاصم قائلا:
حمد الله على سلامته ياجماعة
رنا بخوف - يعني هنقدر نشوفه امتى يا دكتور ؟؟
الدكتور عاصم بتساؤل فهو لم يرها معهم: حضرتك مين ؟
اجابت رنا بدون تفكير : مرااااته
نظر سليم لعبد الله بإبتسامة 
دكتور عاصم : بصي يا مدام هو  تحت تأثير البنج  و هينقلوه العناية المركزة مش هاقدر أقول لكم حاجة دلوقت .... بعد ساعتين من دلوقت  لما يزول أثر البنج هنقدر نقرر .
عبد الله - الف شكر يادكاترة، بس لو تسمحولى أسألكم ليه التأخير ده كله جوة. و بعدين انا مش فاهم إيه معنى الكلام ده هي العملية مش نجحت خلاص ؟؟ تقرر ايه و عناية ايه؟
نظر الطبيب إليه - استاذ عبد الله ممكن تتفضل معايا شوية ؟؟

اومأ مراد الى ريم كي تلهي رنا في حين يذهبون 
كانت  رنا شاردة  تفكر و لم تنتبه لنظرات مراد لريم 
صحيح انه أماتها رعبا عليه بتأخره داخل تلك الغرفة، لكنها زفرت بقوة وهي تبعد شيطانها عن تفكيرها قائلة لنفسها:.
-  المهم دلوقتى انه بخير و ما حصلوش حاجة...  الحمد لله 

في مكتب الطبيب 
عبد الله و سليم يقفان امام مراد و عاصم
عبد الله : خير يا دكتور نظراتك مش مطمناني . .ارجوك ما توجعش قلبي تاني !! العملية نجحت ولا لا !!
نظر عاصم  الى مراد ثم أجاب : لا الحمد لله العملية نجحت بس فيه حاجة لازم تعرفوها 
سليم : ايه يا دكتور ؟؟
عاصم : من التحاليل اكتشفنا إن استاذ سيف للأسف عنده سرطان العقد اللمفاوية ..و الكسر اللي حصله ده للأسف ممكن يسرع من نمو الخلايا السرطانية بعشر مرات من المعدل الطبيعي و يخليها اشرس .
لم يتحمل عبد الله الصدمة و وقع ارضا 


الفصل العاشر

سليم بخوف: بابااااااا!!
أمسكه سليم و تماسك جاهدا حتى وقف ثانية  قائلا بوجع
- ابني سيف !!! ارجوك يا دكتور  طمنني و قل لي أنه هيخف !!
الدكتور -  استاذ عبد الله ابنك عنده سرطان في بدايته  و هو حاليا مهاجم نخاع العظم و  النوع ده اصلا ثمانين في المئة من الناس اللي مصابة بيه بتخف عادي ...و من غير اشاعات كيماوي كمان 
سليم بأمل : بجد يا دكتور ...يعني حالته مش خطيرة صح؟
الدكتور بأسف : أنا كمان ما قلتش كدة ... اخوك محتاج عملية في اقرب وقت و هي اللي هتحدد لنا ده
عبد الله بقلق ؛ عملية ايه دي كمان يا دكتور مش لسة طالع من عملية !؟ 

نظر الى مراد ثم أجاب بتوجس: بص يا أستاذ ...دلوقت احنا عالجنا الكسر و وقفنا النزيف بس ... لكن مش هنقدر نعمل حاجة عشان نوقف  انتشار الخلايا السرطانية ... عشان كدة محتاجين  عملية تانية و جراح مختص يعملها عشان نضمن نجاحها
- ازاي مش فاهم ... جراح مختص ف ايه  ما تتكلم بلغة ابسط !! 
دكتور عاصم - العلاج في الحالات العادية هو اننا ندي المريض جرعات كيماوي منتظمة  بشكل حبوب و ده اللي كان حاصل فعلا .... و اللي اتأكدنا منه بتحليل الدم 
 سليم : يعني سيف كان عارف انه مريض و بياخذ جرعات ؟؟
- ايوة يا استاذ ... بس للأسف بعد الكسر اللي حصله ده الجرعات دي مش هتبقى كافية .. و لو زودنا له الجرعة اكثر من كدة هيبقى فيها خطر كبير على المريض 
عبد الله بقلق  - خطر ايه؟؟
عاصم - الآثار الجانبية هتبقى مزعجة اوي مش هيقدر يتحملها 
سليم بضيق: طب و الحل دلوقت ؟؟
عاصم- الحل الوحيد اللي قدامنا هو زراعة خلايا جذعية .. الخلايا دي تتزرع وسط الخلايا السرطانية و هي اللي هترمم نخاع العظم المتضرر ... 

و اردف مراد : و  انا اعرف دكتور جراح تركي صاحبي شاطر اوي في الموضوع ده ممكن أتصل بيه واشرحله الموضوع و نشوف جدول مواعيده لو يقدر يفضيلنا نفسه هنبعث نجيبه أو نسفر له سيف يعمل العملية هناك في تركيا 
سليم بترقب- طب و الخلايا الجذعية دي ...

فهم مراد قصده فأجاب:  
لا  اتطمن ... احنا هناخذها من الخلايا الجذعية بتاعته هو من منطقة عظم  مش متضررة يعني  نضمن إن عملية الزرع كدة هتكون ناجحة و  كمان  مش مكلفة كثير 
عبد الله - طب مستنيين ايه ؟؟  ما تكلم الدكتور ده  دلوقت؟!
عاصم - لا طبعا ...جسمه  محتاج على الأقل اربع ايام  راحة انت  ناسي أنه طالع من عملية حالا !!!
سليم - اه صح ....حاضر هنستنى ...المهم  هيصحى امتى ؟؟
نظر عاصم الى مراد ليجيب هو لكنه اومأ بتوجس
سليم بشك : ما تفهمونا ايه الموضوع  يا مراد؟؟! في أي تاني ؟

 كانت رنا تنتظر امام غرفة العمليات بشوق و رهبة و خوف شديد ترفض التحرك قبل أن تراه 
فجأة فتح الباب و اخرجته ممرضتين   على نقالة إحداهما تدفعها  للأمام و الاخرى  تمسك بالمحلول المعلق بيده
قد  تغير كثيرا على آخر مرة رأته فيها .. وجهه شاحب و هزيل
انهمرت دموعها بغزارة اكثر و اوقفت الممرضتين و هي تمسك بيده و تميل فوقه 
- سييييييف ....انا هنا يا سيف مش هسيبك تاني .. ما تخافش انا جنبك من هنا و رايح و مستحيل  اتخلى عنك ..😭
الممرضة : لو سمحتي يا مدام احنا لازم ننقله عالعناية المركزة
رنا بإنهيار - عناية ليه ؟؟ هو مش عمل عملية خلاص !! لازمتها ايه العناية !؟؟ 
ريم و هي تمسك يدها لتبعدها عن النقالة
- رنا حبيبتي سيبيها تشوف شغلها أكيد لما يصحى انتي اول وحدة هتكلميه . .ارجوكي ... انتي شفتيه اهو و اتطمنتي يالا عشان آخذك على البيت ترتاحي 😥
رنا بإنهيار - مش رايحة لأي مكان من غير سيف 😭

عبد الله: يعني ابني مش هيصحى دلوقت ولا ايه؟! ما تقول حاجة يا مراد ؟
مراد - بص يا عمي احنا حاولنا نثبط عمل الخلايا السرطانية  على قد ما نقدر لحد ما نشوف الجراح اللي قلتلك عليه .. بس الدوا ده ليه تأثير جانبي قوي على كل الجسم  مش الخلايا السرطانية بس ... بيسبب آلام شديدة في كل الجسم و زغللة قوية فالعينين و صداع رهيب و غثيان على طول 
عبد الله بخوف - يا سااااتر يااا رب ؟؟؟ 
سليم : قصدك ايه يا دكتور ؟؟ 
- يعني هو مش هيقدر يصحى دلوقت ... اول ما يفوق من المخدر مضطرين على طول  نديه جرعات منوم عالية تتوافق مع كميات الدوا المثبط ده عشان ينام و ما يحسش بالألم تقدروا تعتبروها غيبوبة بس هنكون احنا الي متحكمين فيها امتى ينام و امتى يصحى بجرعات دقيقة و على فترات محددة ... لحد طبعا  ما نحدد له معاد مع الدكتور ده 
ادعوله بس انه يقبل يجي في اقرب فرصة
- يسمع منك ربنا يا ابني ...يا رب تحميه و تشفيه لنا ياااا رب 

استسلمت لتوسلات ريم و تركته يذهب و عيناها معلقة به و تلحقه من بعيد الى حيث يأخذونه فجأة رأت  عبد الله و سليم و مراد قادمين نحوهم 
رآها مراد من بعيد فهمس لسليم
مراد  : سليم ارجوك ما تجيبوش سيرة بالموضوع قدام رنا  انتو شايفين وضعها ...الدكتورة بتقول انها مش  متحملة صدمات زيادة و الحمل مهدد و هي لسة مش جاهزة للولادة

أما هي فما إن رأتهم حتى  توجهت   نحوهم بقلق
و تعلقت بملابس عبد الله  قائلة برجاء : عمي ارجوك قل لي أنه كويس .. قل لي أنه هيفوق بعد شوية و نروح كلنا سوا 
ربت عبد الله بإشفاق  على كتفها و هو يقول 
- طبعا يا بنتي ...هيكون بخير انتي بس ادعيله
رنا - طب الدكتور قال ايه ...و ايه لزمتها العناية المركزة ؟؟
عبد الله بكذب- الدكتور  بيقول لازم يفضل عندهم لحد ما يتأكد ان مفيش  اي نزيف داخلي لا سمح الله .
رنا بشك : متأكد يا عمي ؟؟! 
سليم بتوتر : مالك يا بنت مش مصدقانا يعني ؟! اهو الدكتور قدامك اسأليه 

نظرت الى مراد اللي حاول طمئنتها
- عمي عبد الله معاه حق .. هو بخير ماسكينه لزوم احتياط بس.... بص لريم و اكمل
- ارجوكي يا ريم خذيها عالبيت تغير و ترتاح و أول ما يصحى هأبقى اكلمكم
رنا بإصرار و هي متسمرة بالمقعد المعدني 
- لا...قلتلكم  انا مش متحركة من هنا إلا مع سيف !!! 😓
عبد الله : و بعدين معاكي يا رنا !! ما انتي سمعتي الدكتور بيقول ايه ؟ مش هيصحى دلوقت هتقعدي تعملي ايه ؟! 
يالا يالا انا اللي هأوصلك و تبقي تحكيلي عملتي ايه طول الفترة اللي عدت.

ذهب مراد مسرعا الى مكتبه و عاد 
بينما رنا منشغلة مع عبد الله  اعطى مراد شيئا لريم و همس في اذنها دون أن ينتبه أحد 
مع اصرار عبد الله و ريم لم تجد بدا من الانصياع و ذهبت معهما مرغمة على أن ترتاح ساعتين و تعود من جديد .

توجه سليم مع مراد إلى مكتبه يتناقشان 
كان يفتش في الاجندة بينما قال سليم بتساؤل : و بعدين يا مراد ؟؟ هنعمل ايه مع رنا 
مراد بإنشغال:  مش فاهم 
سليم بقلق -  دلوقت قدرنا نقنعها أنه هيصحى بعد ساعتين ! طب و بعدين ؟؟ ما الموضوع أكيد مطول يعني هنفضل نكذب عليها لحد امتى  ؟؟ 🤨
مراد - أكيد هنبقى نلاقي اي حاجة ...هنقولها مثلا أنه دخل في غيبوبة بعد العملية و مش عارفين يصحى امتى المهم محدش يجيب قدامها سيرة السرطان
- غيبوية ايه بس يا مراد هو انت فاكرها عب'يطة ؟ ما هي الاصاية  في دماغه كانت بسيطة و الكسر مستحيل يسبب  له غيبوبة ...و رنا مش النوع اللي يقتنع بأي كلام ما انت تعرفها!
مراد - هابقى اخترعلها اي حاجة من مجالنا هي يعني كانت دكتورة ؟؟ إلا ما ألاقيلها حاجة تقنعها المهم دلوقت خلينا نشوف الدكتور أيوب
- أيوب مين ؟؟؟
- ما تركز معاي يا سليم !! الدكتور أيوب كوتوجو المختص في زراعة الخلايا الجذعية !! 
فجأة تهلل وجهه بحماس : اهوو ...كنت عارف ان معايا رقمه
سليم بحماس - طب يالا مستني ايه !! 

وصلت ريم مع رنا الى المنزل وضعتها في سريرها و احضرت لها ثيابا اخرى مريحة
- استريحي لحد ما احضرلك حمام دافئ تريحي اعصابك بيه و بعدين تنامي لك ساعتين هتبقي زي الفل
رنا بتذمر : مش عايزة أنام يا ريم عايزة ارجع المستشفى !
-  انتي مش بنسمعي الكلام أبدا ليه ؟؟ مستشفى ايه دلوقت انتي من الصبح مش واكلة حاجة و لا مرتاحة نص ساعة على بعضيها .. و لا انتي ناسية انك حامل؟!!

تنهدت رنا بحزن: لا مش ناسية .. بس مليش نفس لحاجة يا ريم....عايزة اتطمن عليه بس 😓😔
ريم بعبث : مكنتش اعرف انك بتحبيه للدرجة دي !
رنا بحزن: ولا أنا كنت أعرف يا ريم... ولا أنا 😓
- طب انا هأطلع احضرلك لقمة بسرعة تاكليها بعد ما تخلصي الحمام و بعدها ترتاحي نص ساعة و نرجع ماشي ؟؟
رنا بإستسلام - ماشي ...
دخلت الى الحمام بينما توجهت ريم الى المطبخ 
تفقدت الثلاجة و احضرت منها  بعض الخضار و شريحة لحم
حضرت طبقا سريعا و اعدت سلطة خفيفة و عصير برتقال 
اخرجت علبة الدواء من جيبها و هي تتذكر 

فلاش 
- بصي يا ريم الدوا ده تحطي منه لرنا حبتين هتنام لحد بكرة الصبح بس ضروري تتعشى قبليه 
ريم بتعجب : و تنام لبكرة ليه ؟! اوعة تكون مش عايزها تشوف سيف  لما يصحى ؟
مراد بحزن : سيف مش هيقدر يصحى .. هابقى افهمك بعدين المهم اعملي اللي قلتلك عليه يالا...عشان خاطر رنا و أول ما تنام اتصلي بيا و انا هاقولك كل حاجة .

عودة من الفلاش 
- آسفة يا رنا بس أكيد ده الصح عشان خاطر صحتك 
وضعت حبتين من المنوم في العصير و اخذت الصينية إليها 

انتهى مراد من مكالمته مع الطبيب بعدما شرح له الحالة بالتفصيل و أخذ منه أهم التوصيات بخصوص وضع سيف و المطلوب منهم يعملوه قبل ما يجي
و في هذه الآثناء وصل عبد الله مسرعا للمكتب  بعد أن أوصل رنا  الى بيتها و عاد 
- ها يا ولاد طمنوني ايه الأخبار ؟
مراد - الحمد لله يا عمي مع أنه مرتبط جدا و جدول مواعيده مليان قدرت اضبط له معاد مع الدكتور  أيوب بعد اسبوع بس اتفقت معاه إن تكاليف السفر هتبقى علينا 
عبد الله : طبعا مش محتاج تقول ...ان شاء الله يقعد شهر حتى هنتكفل بكل حاجة يا ابني و كثر خيركم 
مراد : لا هو مش هيقدر يقعد غير يوم واحد في مصر ...يعني لازم كل حاجة تكون جاهزة قبل ما يوصل بما فيها الخزعة بتاع الخلايا الجذعية و الحمد لله الدكتور اداني كل التعليمات اللي هأعملها عشان تكون كل حاجة زي ما قال عليها بالضبط 
سليم - طب كويس اوي ... يعني كل حاجة هنبقى جاهزة في المعاد 
-ايوة بس  يفضل مشكلة وحدة بس يا عمي 
عبد الله بتساؤل : مشكلة ايه ؟؟
مراد : رنا 
عبد الله - مالها؟؟
 - هنبعدها ازاي عشان ما تشكش في اللي بيحصل ؟؟
سليم - مش فاهم  نبعدها ليه و ايه هو  اللي هيحصل ؟؟
- يا سليم اخذ الخلايا من عظم الورك بتاع سيف عشان الزراعة محتاج من 4 ل 6 جلسات يعني  تقريبا كل يوم لمدة اسبوع  و هيحتاج فيها تخدير كلي و عملية  استخلاص الخلايا لوحدها تاخذ لنا من ساعة لساعتين في كل جلسة ... هنقول لرنا ايه في الوقت ده ؟ 
- يا خبر!!! ليه كل ده ؟؟!
- هو ده الإجراء عشان ناخذ خلايا جذعية كافية  نضمن إنها تقضي على كل الخلايا السرطانية 

عبد الله : مشكلة صح .. رنا دماغها ناشفة ما اعتقدش هترضى تبعد عنه لأي سبب
سليم : ينفع تتعمل  بالليل ؟؟ ماهي لازم تروح البيت تنام !!
مراد : ممكن طبعا ...
سليم : يبقى لقيناها !
عبد الله: على بركة الله
مراد : خلاص يبقى هنبتدي من الليلة ..
- الليلة ازاي مش ممكن رنا ترجع بعد شوية ؟؟
- لا ما تخافش أنا اديت رنا منوم مش هتقوم قبل 10 ساعات 
سليم - اديتها منوم ازاي ؟!
مراد بإبتسامة ماكرة : ريم طبعا ...اومال راحت معاها ليه 
سليم - نهارها اسود دي هتق'تلها لو اكتشفت الموضوع 
- مين هيقولها ؟! أهم حاجة انها تفضل بعيدة لحد ما نخلص كل تحضيراتنا للعملية 

في اليوم الموالي 
افاقت رنا بتثاقل و هي تمسك برأسها و تنظر عبر النافذة الى ضوء الشمس و هي تحاول أن تتذكر 
- اااه يا دماغي !! ايه ده  !! هي الساعة كام ؟؟ 
الساعة 9 الصبح !! يا خبر !!!! سييييييف !!!!!
نادت بأعلى صوتها و فجأة دخلت ريم على أثر صراخها
ريم : صباح الخير...مالك يا روحي ؟؟
- هو انا نمت كل ده ازاي !! سيف ...سيف زمانه صحي و انا مش جنبه يا رييييم
كانت تهم بالقيام و سرعان ما شعرت بالدوار و وقعت ثانية على السرير 
- أهدي مش كدة ...  بالراحة عليكي يا رنون هاساعدك و نروح لسيف انا اتصلت بمراد و قال انه لسة ما فاقش 
رنا بتعجب : لا مستحيل !!! ما يفوقش من امبارح ليه ؟؟!
- قومي اغسلي و تعالي كلي حضرتك الفطار و كمان شوية نروح المستشفى و نعرف كل حاجة 

بعد ساعة في المستشفى 
وصلت رنا بصعوبة مع ريم
كان مراد يهم بالخروج من مكتبه حين رآهم 
ريم : صباح الخير يا مراد ..هو عمي و سليم  لسة ماجومش؟
- صباح النور ...لا لسة لإنهم روحوا متأخر بالليل ...المهم طمنوني عنكم أنتم نمتو كويس؟؟ حاسة نفسك أحسن  يا رنا ؟
رنا بقلق : انا بخير يا مرااااد .... سيف اخباره ايه؟؟!
- طب  اتفضلي جوة في المكتب الأول عشان تستريحي و نحكي
رنا بعصبية: لا انا مش عايزة ادخل المكتب انا عايزة أشوف سيف !! 
مراد بقلة حيلة : مش هنعرف نتفاهم كدة ! 
ريم بتعقل : رنا ادخلي عشان يفهمنا  وضع سيف مش كدة !! 

نظرت إليها ثم دخلت بإستسلام 
- حاضر أديني قعدت...قل لي سيف  ما صحيش لسة ليه ؟؟ 
- سيف للأسف دخل في غيبوبة ...مش عارفين هيصحى امتى
رنا بخوف : غيبووووبة !! غيبوبة ايه دي مش فاهمة ؟؟؟ و هو اصايته ابسط ما يكون زي ما بتقولوا ! 
نظر الى ريم و هو يفكر ثم  قال ؛ 
بصي هو تقريبا كدة دخل في غيبوبة بسبب صدمة نقص حجم الدم اللي بنسميها بالإنجليزية: Hypovolemic Shock

- مش فاهمة ازاي يعني ؟!
مراد بجدية- يعني لما المريض يفقد  كمية كبيرة من الدم خلال العملية  ضغط الدم بيبقى نازل اوي بمعنى إن  الدم مش هيقدر يوصل ل أعضاء الجسم كلها و طبعا لما يحصل كدة يتوقف امداد الجسم بالاكسجين و خصوصا الدماغ ...و ده اللي حصل ل سيف .... و خلى الجسم كله يدخل في حالة غيبوبة ما بعد العملية..
رنا بخوف : يا سااااتر !!!
مراد :  اتطمني احنا بنديله الدوا و متابعين الوضع و اول ما يطلع ضغطه و تتوازن نسبة الاملاح في الجسم  هيتحقق التوازن الأيضي  و يصحى المريض من الغيبوبة 
رنا بتيه - يعني  هيصحى امتى ؟؟ 
- مش عارفين لسة
رنا بحزن: طب اقدر اروح أشوفه ؟!
مراد : اه طبعا ..اتفضلي 
خرج و هو يتنفس الصعداء أن شرحه قد اقنع رنا أو بالأحرى توهها

توجه الثلاثة الى العناية المركزة و سمح مراد لرنا بالدخول
اشفاقا منه على حالتها 
فتحت باب الغرفة فتفاجأت بالجالسة بجانبه 
رنا بدهشة : انتي مين ؟؟!
قامت بتحدي و برودة اعصاب : انا ....سلمى ....حبيبة سيف 


تعليقات



<>