
رواية انت الترياق والسم الفصل الحادي والعشرون21الاخير بقلم امل احمد
في المستشفى
نهضت " فاطمة" بقلق كبير اتجهت نحو زوجها أردفت
_ هي أتأخرت كده ليه ؟
زاهر
_ اهدي يا فاطمة هتكون بخير ده طبيعي
فاطمة
_ لا قلبي مش مطمن دي قربت تكمل ساعة ! ......
قاطع حديثها خروج الطبيب من غرفة العمليات
ركض زاهر نحوه وأردف
_ طمنا يا دكتور
الطبيب
_ هي بخير مبروك جابت بنوته بس محتاجة تقعد في الحضانة شوية بكرة باذن الله تقدر تخرج هي وبنتها حمدالله على سلامتهم
فاطمة
_ الحمدلله يارب أنهم بخير
حاوط " زاهر " فاطمة بذراعه وأردف بابتسامة
_ مبروك لينا البت كبرتنا وبقينا جدود بدري أوي
فاطمة
_ أحلى شعور والله مش قادرة أوصفه مش قادرة أقولك بنت رحيق دي هعمل معاها ايه ؟ زي ما ربنا كرمنا وربينا رحيق هنربيها زيها وأحسن وكمان ده مفيش أعز من ولد الولد
بعد نصف ساعة بدأت رحيق تستعيد وعيها وجدت أمامها ضياء ووالديها
أردف ضياء
_ حمد لله على السلامة
ردت عليه
_ الله يسلمك ، هو أنا جبت ايه ؟
ابتسم والدها لها وأردف
_ بنوته زي القمر ذيك
رحيق
_ عايزة أشوفها يا بابا دي اللحظة اللي مستنياها من شهور
زاهر
_ مامتك ....... ولم يكمل حديثة بسبب صوت فاطمة المرتفع في الخارج
رحيق بقلق
_ ماما مالها هو في ايه ؟!
ركض زاهر للخارج وخلفه ضياء ليروا ماذا يحدث
وجدوا فاطمة تجلس على الأرض تلطم على وجنتيها وبعض الناس يحاوطونها
وصل زاهر لها وأردف
_ مالك يا فاطمة ايه اللي حصل ؟
ردت عليه
_ بنت رحيق يا زاهر اتخطفت من الحضانة ومش عارفين هي فين
داخل الغرفة لم تستطيع الانتظار أكثر من ذلك حاولت النهوض بصعوبة تضع يدها أسفل خصرها تسير بخطوات بطيئة للخارج
وصلت للخارج سمعت والدها يقول
_ هنلاقيها يا فاطمة أكيد
ابتلعت غصتها وأردفت
_ تلاقوا مين ؟ هو في ايه ؟
في منطقة السيدة زينب
يجلس " الذئب في غرفتة ومعه ابنه رحيق
أخرج هاتفه وأتصل على أحد الأشخاص أردف
_ عايزك توفري حضانة زي اللي موجودة في المستشفيات بالظبط في أسرع وقت وتجيب معاك ممرضة ودكتور اطفال
وأغلق الخط
رمى هاتفه على فراشه واتجه نحو الطفلة الصغيرة وحملها على ذراعيه وأردف
_ أنتي السلاح القوي بالنسبة ليا ونقطة ضعف رحيق اللي أقدر ألعب بيها .
في المستشفى
جلست أمام والدتها وأردفت
_ يلاقوا مين يا ماما ؟! أوعي يكون .....
قاطعت حديثها بصوت باكي
_ بنتك اتخطفت يا رحيق
أزالت دمعتها التي سقطت من وجنتيها وأردفت بتيه
_ أكيد مش بنتي أنا ممكن تكون حد تاني وأنتي فاهمة الموضوع غلط ليه بنتي بالذات اللي تتخطف من وسط الأطفال اللي موجودة ؟ بلاش يا ماما بالله عليكي تلعبي بأعصابي أكتر من كده
ربت والدها على كتفيها وأردف
_ هنلاقيها يا رحيق أكيد اللي خدها لسه قريب من المستشفى
نهضت بتعب والتفت لوالدها وأردفت بصوت مرتفع
_ هي لعبة وضاعت وهتلاقوها بالسهولة دي انفجرت في بكاء هستيري تحدثت وسط شهقاتها عندما أدركت الموقف
_ هو أنا ليه يا بابا بيحصل معايا كده ليه يوم ما أبقى أم أتحرم من طيف بنتي
أذيتي أنا أرحم من أذية بنتي اللي لسه ما شفتش نور الدنيا أنا اللي أمها لسه مشوفتش ملامحها هو ليه القدر قاسي معايا كده ليه يوجع قلبي مرتين مرة على بلال ومرة على الذكرى واللي منه
تتشبث في كفه وأكملت حديثها
_ من وأنا صغيرة طول عمري طلباتي مجابة فاكر يا بابا لم كنت تقولي كل اللي نفسك يا رحيق شاوري عليه لو طولت نجمة من السما هطلع واجبها وأنا متنازلة عن كل حاجة عن حياتي وشغلي وطموحي وأهدافي مش عايزة نجوم السما أنا عايزة بنتي يابابا واخدها في حضني بس ووعد مني مش هطلب منك أي حاجة تاني
لم يستطيع زاهر السيطرة على دموعه تركها تسقط على وجنتيه بسبب حديث ابنته يشعر بالعجز والضعف لأنه لم يستطيع تنفيذ طلبها .
لأول مرة تستطيع رحيق تحريك مشاعر ضياء من حديثها
صرخت رحيق بصوت مرتفع تكمل حديثها بتهديد
_ أنا هوديكم في داهية المستشفى دي بالدكاترة والممرضين وهرفع عليكم قضية بالاهمال
في منطقة السيدة زينب
يدوي صراخ الطفلة الغرفة تحدث الذئب
_ هي مالها بتصرخ كده ليه ؟
الطبيب
_ البنوتة دي لسه حديثة الولادة محتاجة أمها في الوقت ده
الذئب بجهل
_ أمها ؟ هتعملها ايه هو عشان تسكت لازم أمها تكون معاها
الطبيب
_ يا أستاذ الطفلة محتاجة ترضع
فهم الذئب حديث الطبيب أردف بكذب
_ بس أم الطفلة دي اتوفت أثناء ولادتها
الطبيب
_ حضرتك لازم تكون معاها ممرضة طول الوقت أو بيبي سيتر تهتم بيها لأن حضرتك للأسف مش هتعرف تهتم بيها دي محتاجة رعاية خاصة خصوصا أنها مولودة بدري عن ميعادها
في المستشفى
لم تجف دموعها من مقلتيها
أردفت داخل أحضان والدتها بصوت مبحوح من البكاء
_ هو أنا لدرجة دي مستاهلش أكون أم عشان يحصل معايا كده ليه حظي في الأمومة قاسي معايا إني ملمحش طيف بنتي ولا اشم ريحتها حتى
ليه كل اللي كنت مستنياه من شهور يتبخر في ثانية ويدمر وأنا مش بايدي اعمل حاجة ليه قلبي دائماً محروق بنار الفراق
فاطمة
_ ابتلاء من ربنا واختبار هيعدي وبنتك هترجع لحضنك تاني وأبوكي وضياء أكيد مش هيرجعوا إلا بيها هم راحوا القسم يعملوا بلاغ بمواصفتها ربك كريم يا بنتي وبنتك ملهاش ذنب تتحرم منك هترجع اطمني قولي يارب
في المساء
تحديداً في غرفة الذئب لأول مره يخلع قناعة ويظهر بملامحة الحقيقية
اتجه نحو ابنه رحيق التي تغط في نوم عميق حملها بين ذراعية وقبل وجنتيها وأردف
_ قررت اسميكي اسم مميز هاخد أول حرف من اسم أمك وأبوكي
رحيق راء
بلال باء
لأنهم هدفي في مهمتي عارفة اسمك هيكون ايه ؟
" رباب" اليوم اللي أمك هتعرف فيه حقيقتي هتعرف أنك بنتها . عارفة ليه لأنك الوحيدة اللي قدرت اكشف فيها عن وشي الحقيقي .