رواية سارقة الهوي
الفصل الاربعون 40 والاخير
بقلم مني السيد
بعد مرور ثلاثة أشهر
كانت مارية(مريم في ثوبها الجديد) تنعم حقا بحنان الأم وتتدلل كطفلة صغيرة ولم تكتفي شهيرة بذلك بل وكانت تجعلها تنام في حضنها كالاطفال ومن ثم تعود لغرفتها حين تطمئن أنها غطت في نوم عميق. كانتا تذهبا معا للتسوق والترفية شعرت مارية حقا بالأمومة والصداقة في نفس الوقت. لم يكن يقض صفو حياتها إلا عدم رؤيتها ليوسف فمنذ ذاك اليوم لم تره عيناها قط. كانت تشتاق إليه وتبكي كثيرا ثم تهدأ وتقنع نفسها أنها فعلت ما كان يتحتم عليها خاصة وقد اقترب موعد شهادتها في المحكمة ترى هل ستراه يومها أو بمعنى أدق هل سيراها وهي تشهد على والدها أمام كل من في قاعة المحاكمة !!!
تنهدت عميقا ووجدت والدتها تدلف إلى الغرفة بعد أن طرقت طرقات خفيفة
وتمسك بيدها خطاب صغير سألتها مارية :
-" ايه دا دا جواب غرامي ولا ايه"
ابتسمت شهيرة ابتسامة شاحبة:
-" حاجة زي كده"
اضطرب قلب مارية وهي تأخذ الجواب بحذر من والدتها التي بدأت تتكلم بحذر هي الأخرى:
-" الجواب دا من باباكي كان موجود مع جواب تاني ليا بيعتذر فيه عن اللي عمله وأصر انك لازم تقري الجواب بتاعك لانه عارف انك ممكن ترميه قبل حتى ما تبصي فيه"
اغمضت مارية عينيها فهي حقًا غاضبة من والدها من كل الاتجاهات وكانت بالفعل تفكر أن تلقي بالخطاب إلا أن والدتها أردفت:
-" بصي يا ريمو انا عارفة انك زعلانة منه اوي بس هو قال انك لازم تقري الجواب دا قبل ما تروحي المحكمة وخلاص مفيش وقت المحاكمة بعد بكرة !! لو محتاجاني جنبك انا هنا لو حابة تبقي لوحدك انا هاقعد برا وأول ما تناديني هتلاقيني ادامك على طول اتفقنا"
ازدردت مارية وهي تهز رأسها بالإيجاب وقالت:
-" خليكي معايا انتي من هنا ورايح هتكوني معايا في كل حاجة وكل خطوة ف حياتي "
وبدأت في فض الخطاب الذي كان يقول :
( مريم حبيبتي... ايوة مريم، وايوة حبيبتي! دا اسمك اللي انا غيرته ودي صفتك اللي عمري ما ناديتك بيها انا عارف اني كنت طول عمري قاسي عليكي بس دا مش عشان عيب فيكي دا عشان كنت دايما بتفكريني اني اخدت قرار غلط بالبعد عن امك اللي كانت فعلا حب حياتي كل حاجة فيكي كانت بتفكرني بيها غير شكلك اللي شبهها، شخصيتك كمان كانت شبهها كنتي بنت ليها شخصية وبتاخد قراراتها بنفسها زيها بالظبط ودا كان بيخوفني منك وكمان كنتي قوية وانا عاوزك دايما تفضلي كده مارية القوية.
انا عارف ان موضوع المحكمة دا صعب عليكي وعشان كده مش هعرضك ليه انتي وانتي بتقري الجواب دا هكون انا ف مكان تاني في العالم باسم جديد وحال جديد انتي عارفة دي حاجة مش صعبة عليا وكأني دايما مكتوب عليا اهرب بس المرة دي انا ههرب من نفسي نفسي اللي أذت كل اللي حواليها حتى نهال اللي غويتها وخليتها تبعد عن ابنها وحياتها بس حقيقي يابنتي المرة دي انا توبت وهحاول اصلح اي حاجة انا عملتها زمان، انا في الكام شهر دول الحمد لله التزمت بالصلاة وانا عمري ما كنت بركعها وكمان حفظت جزء عمّ شوفتي ابوكي بقا شاطر ازاي اتمنى لما تفتكريني تفتكريني دايما بالخير وانا هحاول اكون خير ليكي وليا ولكل اللي حواليا ببعدي عنكم.
ابوكي اللي بيحبك
ملحوظة : لو تقدري تسألي على نهال أكون ممنونك يابنتي انا معرفش حاجة عنها غير انها لسه في مصر. )
انتهى الخطاب وطوته مارية بعناية وهي تندس في حضن والدتها قائلة:
-" بابا هرب"
انتفضت الأخيرة :
-" ايه بتقولي ايه هرب فين المجنون دا هيمسكوه"
-" لا متقلقيش هو شاطر في الحتة دي وعنده معارف وفلوس كتير يقدر يعملها بسهولة"
واستطردت :
-" بيقول انه هرب عشاني عشان ميواجهنيش في المحكمة مش عارفة اقول حاجة غير ربنا يوفقه انا مش عارفة اقول ايه بجد"
ربتت شهيرة على كتفيها :
-" انا مش عارفة اللي عمله دا صح ولا غلط هو هيعرف يتصرف في حياته بس المهم ان انتي تكوني كويسة يا حبيبتي تمام!"
هزت رأسها :
-" انا كويسة يا ماما متقلقيش "
احتضنتها شهيرة بقوة :
" يارب دايما يا قلب ماما"
*********************
كانت مارية في طريقها لدار القضاء العالي وكل من شهيرة وحامد وخالد بجانبها.
منذ أن دخلت هذا المنزل وهي تشعر بالعزوة فخالد كان لها أكثر من أخ كما حامد الذي يحاول بطيبته ورزانة عقله أن يكون دائما الطيب في رواية أحدهم.
كانت فرائصها ترتعد ستراه ... حتما ستراه اليوم!
كانت الجلسة مغلقة وكل شاهد يدخل وحده يدلي بشهادته ثم يخرج وفاجئها أن ترى نادين وهي تخرج من باب قاعة المحكمة :
-" نادين ؟؟! انتي ايه اللي جابك هنا؟! وفين يوسف "
لم تستطع منع نفسها من السؤال عنه فقد انفلتت الكلمات دون إرادتها. ارتبكت نادين قليلا ثم قالت:
-" يوسف مشي من بدري اصلا خلص شهادته وروح دا حتى عزل من عندنا"
انصدمت من كلماتها وحاولت التماسك فسألتها لتغير الموضوع:
-" بردو مقولتليش كنتي بتعملي ايه هنا؟!"
-"أص... أصل انا المفروض كنت براقبكم لصالح الظابط دا اللي اتقبض عليه بس اقسم بالله العظيم انتي بالنسبة لي زي اختي بالظبط ومن ساعة ما انقطعت اخبار الظابط وانا بطلت اراقبكم وبقيتو بالنسبة لي اهل والله العظيم"
ازدردت مارية وربتت على كتف صديقتها :
-" خلاص يا نادين مصدقاكي محصلش حاجة بس انا اصلا زعلانة منك اوي"
-" ليه بس كده اخص عليكي"
-" عشان مسألتيش عليا خالص ولا جيتي تزوريني ولا حتى اتصلتي بيا"
-" طب راجعي نفسك كده انا حاولت اتصل بيكي كذا مرة وبلاقي تيلفونك مقفول وكمان انا معرفش عنوانك الجديد دا غير ان يوسف ومامته فجأة اتبخروا صحيت الصبح ملقتهمش ملحقتش حتى اسأله عن عنوانك"
اضطربت مرة أخرى لسماع هذه الأخبار وشردت يبدو أنه بالفعل لا يريد أن يراها مرة أخرى!
يبدو أنه مضى في طريقه!!
التفتت نادين على ذاك المتملق المبتسم في وجهها منذ بدأت حديثها مع مارية
-" ايييييه دااااا مش انت اللي جيت سألت على يوسف ومريم وقولتللي انتي متعرفيش انتي بتكلمي مين!!!!"
ضحك خالد ببردو قائلا:
-" اه هو انا "
-" هو انت طلعت قريبها يعني"
-" بالظبط كده"
-" امممم طيب"
ثم التفتت إلى مارية قائلة :
-" طيب انا هاروّح بقا"
منعها خالد قبل أن تتكلم مارية:
-" لأ تروحي فين انتي تستني وتيجي معانا عشان تعرفي العنوان وتبقي تيجي تقعدي مع مريم براحتكم"
ابتسمت مارية وهي معجبة بما يحدث أمامها فتحدثت نادين بجدية:
-" بقولك ايه يا عم المهم انت انا بحب مريم وبموت فيها ومش عاوزة حاجة تعكر صفو صحوبيتي ليها فاهم ولا نوضح اكتر"
-" لا فاهم فاهم متقلقيش يا بطة"
-" ايه بطة دي بقولك اتلم"
قطع حديثها نداء جهوري باسم مارية فانخلعت الأخيرة من مكانها لتؤدي شهادتها بما حدث وبما تعلم!
********************
بعد مرور يومان ذهبت مارية لخالد الذي كان يعمل في حجرة المكتب بالمنزل
-" خلووود فاضي اسألك على حاجة ؟!"
-" اه طبعا يا حبيبتي اتفضلي "
-" انا كنت عاوزة منك خدمة انا عارفة انها خدمة تقيلة عليك اوي بس بجد معنديش غيرك اطلب منه كده"
-" قولي يا ريمو من غير مقدمات عاوزة ايه ؟ عاوزة تزوغي من شوشو ولا تعملي اي مصيبة انا فيها لاخفيها بقولك اهو"
-" لأ يا ناصح انا مش بتاعت مصايب انا بس ... عاوزاك يعني..."
-" ما تخلصي يابنتي عاوزة ايه"
-" عاوزاك تجيبلي عنوان نهال"
توقعت أن يهب ويصول ويجول ولكنه أجاب بكل هدوء:
-" والله انا بقالي فترة بدور عليه بس مش عارف اجيبه حتى يوسف ميع...."
-" يوسف ايه دا انت بتقابل يوسف؟!"
-" لا لا مش بقابله ولا بشوفع انا اقصد اني طلبته منه من زمان يعني من ساعة ما عرفت انها جت مصر يعني بس هو كمان مكانش يعرف"
تنهدت بخيبة وهي تنهض نحو الباب:
-" طيب خلاص "
-" بس انا معايا نمرة تيلفونها "
عادت ادراجها :
-" مانت ممكن تعرف عنوانها من نمرة تيلفونها يا ذكي"
-" منا عارف بس بصراحة مش عايز"
-" انت هاتجنني يابني مش لسه بتقول كنت عاوز تعرف عنوانها؟!"
-" منا خايف بصراحة"
تفهمت مارية احساسه فقد شعرته من قبل بحذافيره
-" طب ايه تيجي نروحلها سوا"
قهقة خالد بما لا يتناسب مع الموقف:
-" دي هتبقا ضربة قاضية كده الست هاتجيلها سكتة قلبية"
قطبت مارية حاجبيها
-" انتي عارفة يا ريمو انا باخد كل حاجة بهزار عشان كده مش عارف هاقابلها ازاي ولا اقولها ايه"
-" طيب انا معاك وقت ما تحس ان انت مستعد نروحلها سوا ايه رأيك ؟!"
-" خلاص اتفقنا "
ثم استطرد :
-" بس هنقول لشوشو؟!"
-" مش عارفة انت ايه رأيك؟"
-" انا بقول منقولهاش عشان تجربي احساس انك بتعملي حاجة من ورا أمك وكمان عشان تشوفي عقاب شوشو لما تعرف😂😂😂😂"
-" ايه دا هي هتعرف ؟!"
أخذ يلهو بالقلم على المكتب وتوارت ضحكته شيئا فشيئا:
-" هتعرف "
ارتبكت مارية وهي تفكر فيما يقول ففاجئها:
-" صحيح ما تعزمي صحبتك الأمورة أم ضفيرة حلوة دي هنا مشوفنهاش من يوم المحكمة"
-" يوم المحكمة دا اللي هو من كام يوم صح"
ضحك غامزا :
-" اه هو كده"
-" طب بص بقا عشان عارزة اكلمك ف الموضوع دا بجد"
وضع يده على خده يسندها على المكتب وهو يقول بخفة دمه المعهودة:
-" كلي آذان صاغية"
-" نادين دي بنت طيبة وغلبانة وملهاش حد حرفيا ومش حمل كسرة قلب ولا ان حد يتسلى بيها"
-" خلصتي كلامك؟!"
أومأت أي نعم
-" طيب انا بجد مش بتسلى ولا حاجة البنت عاجباني بجد وانا مش بتاع تسلية وتنطيط بين البنات انتي عارفة انا تربية شوشو بس انا عاوزة اشوفها اكتر اتعرف عليها اكتر بتيجي على بالي كتير حتى من قبل يوم المحكمة"
-" هو صحيح ايه حكاية انت مش عارف انتي بتكلمي مين دي"
-" لا دي بقا هبقا احكيهالك بعدين عشان بجد عندي شغل مهم وفاضل على افتتاح الشركة الجد.."
-" ايه سكت ليه ؟ بتفتتحوا شركة جديدة وايه يعني؟"
-" لأ ميعنيش ويالا بقا من غير مطرود روحي شوفيلك حاجة من بتاعت البنات دي اعمليها انتي وامك"
-" ايه امك دي يا بيئة"
-" يالا يابت امشي من هنا والله وعرفنا نشتم ونقول بيئة كنتي جايلنا بعربي مكسر"
ودفعها لتخرج من حجرة المكتب لتجد والدتها أمامها :
-" هي ايه حكاية الشركة الجديدة ومكتمين عليها كده ليه ياست ماما"
استغربت شهيرة:
-" شركة ايه ومين اللي قالك عليها دي؟"
-" هي شركة ايه ولا مين اللي قالي عليها يعني فيه شركة اهو؟"
-" لا انا قصدي انهي شركة ما حنا بنفتح شركات كتير اليومين دول"
-"الشركة اللي بتحضروا لافتتاحها"
ابتلعت شهيرة لعابها وهي تقول باستهتار:
-" ااااه دي شركة كدا احنا شركاء فيها مش اصحابها الاصليين أصلا"
-" اممم شكلك مش مطمني بس بما اني مبفهمش في مجال المال والأعمال فسلامو عليكو عندي شغل الصبح بدري"
-" بقولك ايه ما تيجي افتحلك مستشفى وتروحي الشغل دا على مزاجك ايه رأيك"
-" عيب يا ماما دا انا بنت شوشو عاوزة الناس يقولوا امها فتحتلها مستشفى بس بجد لو في نيتك تعملي مشروع انا ممكن اشاركك في مشروع بجد"
-" مشروع ايه دا ياللي مبتفهميش في عالم المال والاعمال؟!"
-" دار أيتام"
استحسنت شهيرة الفكرة:
-" طب والله فكرة جميلة نخلص بس من افتتاح الشركة دي تكون لقيت حتت أرض نعمل عليها المشروع ونبتدي فيه على طول"
-" هي هتتفتح امتى الشركة دي"
قهقهت شهيرة:
-" اسمه افتتاح مش تتفتح مش دكانه هي، على العموم خلاص احنا بنفتش فيها وتقريبا ممكن يكون بعد شهر. استعدي بقا بفستان يجنن عشان انتي هتخضري الافتتاح دا معانا"
-"ايوة بس انا مبحبش المهرجانات دي "
وتذكرت الحفلة التي قابلت فيها يوسف والتي كانت سببا في كل ما أتى بعدها.
-" المهرجانات دي ممكن تغير حال لحال يا ريمو روحي بس اختاري الفستان من دلوقتي يالا عاوزاكي أميرة "
-" تذكرت نهال يوم قالت لها نفس الكلمات ولكنها قررت انها بالفعل ستكون أميرة في ذلك اليوم لتجرب شعور الأميرات !!
*******************
-" يا روحي الفستان تحفة عليكي انتي ازاي قمر كده"
تمتمت شهيرة بتلك الكلمات وهي تحتضن ابنتها التي تتوهج في فستان ضيق من الستان بلون السماء الفاتح عاري الكتفين ويزينه من عند الصدر جزء آخر من الستان الأبيض وترتدي بذراعيها قفازين طويلين من الستان الأبيض ايضا.
-" دا العرسان من النهاردة مش هتبطل تدق بابي"
شردت مارية وكانت تود أن تقول أن قلبها اختفى مع صاحبه الذي لا تعلم له مكان!!!
أخرجتها والدتها من شرودها قائلة:
-" يالا يالا هنتأخر ع الافتتاح احنا لازم نكون اول ناس هناك مع شريكنا الجديد"
أمسكت بيد والدتها وهرولت نحو السيارة ودلف الجميع إلى مقر الشركة الجديد وجاء وقت إلقاء شهيرة لكلمتها عن الشركة وكانت مارية تقف بين الحضور فخورة بوالدتها التي كانت تكاد تقول شعرًا في شريكهم الجديد وهي تقدمه للجميع ويخرج فارسها والاضواء كلها مسلطة عليه مبتسما أنيقًا كما عهدته وهو يبحث عنها بعيناه إلى أن استقرت تماما عليها وأخذ هو الآخر يتمتم بأشياء لم تسمعها مارية كانت فقط تنظر إليه .. لعينيه التي تعشقها ، وشفتيه اهٍ من شفتيه التي تدير رأسها، وذقنه التي أحبتها، وأصابعه التي تذيب جليدها. لم تشعر بشئ من حولها إلا وهو يتقدم نحوها من بين الحشود الصاخبة والأضواء مازالت مسلطة عليه أينما يذهب لتجده يقف أمامها تماما ويهدأ الجميع وكأن على رؤوسهم الطير لينزل على إحدى ركبتيه ناظرًا في عينيها مباشرة وهو يفتح علبة زرقاء سميكة بداخلها خاتم من الألماس عكس لمعانه في عينيها وهو يقول :
-"تقبلي تشرفيني وتتجوزيني"
فتحت فمها على سعته ونظرت حولها لتجد منى بجانبها وابتسامتها ملء فيها وتحثها على القبول ونظرت لوالدتها المبتسمة برزانة تومئ لها برأسها. اذن فالجميع يعلم إلا هي
أفاقت على صوت يوسف مرة أخرى:
-" يالا يا حبيبتي رجلي وجعتني"
حبيبتي.....
لم تسعها الدنيا لسماعها تلك الكلمة فأومأت برأسها أن نعم وهي تبكي فرحا فقام من فوره ليجعلها ترتدي الخاتم بسرعة ويحتضنها ويلف بها المكان لينزلها أخيرا وسط صخب الجمهور الفرح ويمسك وجهها بكلتا يديه هامسا وهو ينظر داخل عينيها:
-" بحبك"
تمت بحمد الله
بكل ما هوه جديد من اللينك الظاهر امامك
🌹🌹🌹🌹 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
