رواية لن تحبني الفصل الواحد والعشرون والثاني والعشرون بقلم ميرال مراد

      

رواية لن تحبني 

الفصل الواحد والعشرون والثاني والعشرون 

بقلم ميرال مراد


في فيلا عائلة مروة 

في وقت متأخر من الليل 

تستلقي مروة على صدر فؤاد العاري يدخنان سيجارتين من الممنو'عات و هي شاردة  الذهن

فؤاد : مالك يا ميرو مش على بعضك اليومين دول يعني ؟

- خايفة اوي ... كل ما معاد المحكمة بيقرب بحس بمغص في بطني اكثر ...حاسة بإحساس فظيع 

فؤاد: احساس ايه ده  يا حنينة؟؟ يكونش الواد المدرس ده صعبان عليكي ؟؟ 

مروة بضيق : انا مكنتش عايزاه يقضي بقية حياته في السجن 

فؤاد بغضب جحيمي : اومال كنتي عايزة ايه ؟؟ يتجوزك !! ده انا كنت اقتلك انتي و هو ! انا ما دبرتش الحكاية دي كلها عشان تتجوزيه ! ده انا كنت امسح من الدنيا  اي حد  يفكر يقرب منك  او يلمس شعرة واحدة حتى  من شعرك !! 

اعتدلت مروة  في جلستها و نظرت إليه بقلق  : اومال انت دبرت حكاية الاستاذ دي ليه ؟؟

- عشان متاكد ان محدش بعد كدة هيكون ليه جرأة يتقدم لوحدة مغت'صبة و حكايتها اتشهرت بالشكل ده حتى لو  كانت ضحية 

ابتلعت غصة ألم من كلماته ثم اردفت 

- بس احنا هنفضل كدة لحد امتى ؟ 

- هانت يا قلبي ...انتي خلاص كلها ثلاث شهور و تتمي السن القانوني و ساعتها انا هاخلص كل شغلي هنا  و اخذك و نهرب بعيد عن الناس كلها 

- نهرب فين يعني ؟

-  نسافر امريكا و نعيش انا و  انتي و بس و محدش هيعرف يوصل لنا خالص و طبعا  حكاية الاغت'صاب  دي انسب رواية عشان نفسر  سبب هروبك من البلد 

مروة : بس الشركة و الحسابات كلها بإسم ماما هنعيش منين؟

- هاصفي كل حسابات الشركة بالتوكيل اللي ابتسام عاملاهولي و هاحول كل الفلوس بإسمي طبعا ...ما تشغليش انتي بالك بالحاجات دي يا قمري .. انتي   كل اللي عليكي تتدلعي و تصرفي و تبسطيني و بس 

- يعني  هتفضل تحبني يا فؤاد ؟؟

-  عمري ما حبيت ولا هاحب غيرك يا قمري 😘

(استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم )


كان سيف يجلس في المنزل بملل يمسك بهاتفه و هو شارد في اللاشيء ..فجأة رن هاتفه و كان المتصل طارق

سيف : الو يا طارق ...مادمت اتنازلت و اتصلت يبقى أكيد فيه اخبار ..

خرج مصطفى من المطبخ على صوت الهاتف  ينتظر  الاخبار حين سمع اسم طارق 

طارق : للأسف انا كنت مستني انكم انتم اللي تدوني الجديد مش انت اللي  اخوك ضابط برضو ؟ 

سيف : ايوة صحيح ... اخوي ضابط مش عراف .. أكيد مش هنقدر نعرف هي فين في بلد فيه مئة مليون نسمة 

طارق : طب مصطفى ما عندوش تفسير  لإختفائها مرة وحدة ده !! 

سيف و هو ينظر الى مصطفى : أكيد  عنده تفسير ...بيقول محتمل انها عايشة بإسم تاني عشان كدة محدش قدر يلاقيها 

طارق : و الله احتمال وارد جدا . 

سيف بملل : طب لو ما عندكش اخبار انا عايز أنام 

طارق : لا طبعا انا اتصلت عشان اقولكم ان انا عرفت مكان مروان 

سيف بإهتمام : بجد !!! هو فين ؟؟

طارق : في اليونان ...و مش بس كدة ..انا كمان عرفت أنه  هيموت و يعرف مكانها و مش عارف يتحرك خالص رغم كل شبكة اتصالاته الواسعة و معارفه 

سيف : طب عرفت كل ده ازاي ؟؟

طارق : مش مروان بس اللي عنده جواسيس. 😁🙂 

اقفل سيف الخط و تنهد براحة و هو ينظر الى مصطفى 

- الحمد لله انا كدة اتطمنت على روز .. مادام مروان كمان بكل نفوذه مش عارف يوصلها يبقى هي أكيد بأمان ..


يوم المحكمة 

كان الجميع في القاعة ينتظر المحاكمة المصيرية للاستاذ ياسين ..تحت تغطية واسعة من وسائل الاعلام بسبب اسم مروة المثير للإهتمام ...فوالدتها جراحة عظام  مشهورة جدا في البلد   و المرحوم والدها  كان صاحب  اشهر شركة مقاولات  و هي "شركة الكيلاني " التي بدأت كمكتب عقارات فتحه المهندس المبتديء  سليم الكيلاني بأموال زوجته و تطورت الى ان اصبحت ما هي عليه الآن  .

حضر كل  من محامي ياسين الاستاذ حازم السيوفي 

و محامية مروة الاستاذة نجوى فايد واحدة من  اشهر المحامين الشباب في مصر  و كانت المحكمة تعج على آخرها بالناس الذين حضروا من كل مكان لمتايعة القضية التي انتشر خبرها و ذاع صيتها منذ مدة عبر وسائل الاعلام و مواقع التواصل الاجتماعي..و خاصة اقارب ياسين و جيرانه و معارفه  و كل من يعرفه من قريب او بعيد . فهو كان معروفا بالادب العالي و الأخلاق الحميدة مع الناس كلها

جلست شيماء بجانبها روز الخائفة و امامهما مباشرة سناء و سعدية و جلال الذي اوصاه ياسين بالجلوس امامها لمنع اي احد من التقاط صور لها بسبب فارق الطول بينهما 

كان ياسين يجلس في قفص الاتهام و هو ينظر إليها بإنكسار

لم يكن  يريدها ان تراه منكسرا و في هذا الموضع لكنها أصرت على الحضور و رفضت بشدة البقاء  وحدها في المنزل .

جلست في الجهة المقابلة مروة و زوج والدتها و خلفهما  الدكتورة سلمى رشاد التي استدعيت للشهادة إضافة الىصديقات مروة : شاهي و سوزان و لبنى  

و خلقهم  الناس الذين عاينوا الحادثة .

فؤاد : مش عارف والدتك فين لحد دلوقت !! معقولة تفوت حاجة مهمة زي دي عشان شغلها ؟؟

مروة : ما تتصل عليها 

- مقفول 

بدأت المحاكمة و  تبادل الاسئلة و الاجوبة و سماع كل من مروة  و ياسين و كذلك الشهود و تواصلت لمدة ساعتين و كانت كل الأدلة ضده ..لم يجد محاميه ما يسأله أو يقدمه 

القاضي - بعد سماع أقوال المتهم و الشهود و المجني عليها ناخذ فترة المداولات ثم نعود للنطق بالحكم.


في فترة الإستراحة  وصلت ابتسام والدة مروة و برفقتها فوزية و من خلفها الدكتورة نهلة عبد السلام 

في هذه الأثناء كانت والدة  ياسين متوترة جدا و لم تكن الفتيات أحسن حالا منها فالتهمة ثبتت على ياسين من كل الجهات و كان النطق باقصى العقوبة مسألة وقت فقط و لم تفصلهم عنه سوى دقائق فقط ..

مروة متوترة جدا و فؤاد يهمس في أذنها : ما تخافيش يا حبيبتي خلاص  الجلسة قربت تخلص و الكابوس ده ينتهي .

كان الاستاذ حازم يقف مع ياسين عاجزا لا يعرف ماذا يفعل 

بقي القليل فقط و المحامية بما معها من ادلة التمست المؤبد

لكن ياسين كان هادئا جدااا يستغفر بإستمرار و يذكر الله  بدون توقف .. ويتجنب النظر إلى روز المنهارة  من البكاء كي لا يضعف .

ياسين : استاذ حازم عندي  طلب او بالاحرى رچاء منك

أستاذ حازم :اتفضل 

ياسين : ارچوك تجول لجلال يستنى مع ندى برة لحظة النطج بالحكم  .. ارجوووك .. اني اجدر اتحمل المؤبد حتى بس ماجادرش اتحمل دموعها ..ولا صدمتها لحظة نطج الخبر 


نظر اليه المحامي بحزن ..فهو على وشك الإفتضاح في مصر بأسرها و قضاء حياته بأكملها في السجن و  كل ما كان يهمه هو عدم رؤيتها تبكي !!! 

حازم : حاضر يا استاذ 

في هذه اللحظة توجهت الى ابتسام مباشرة الى الاستاذ حازم المحامي اعطته ظرفا صغيرا ...و همست في أذنه بشيء .


كان الحشد كبيرا و لم يرهم فؤاد حين وصلوا 

- محكمة !!!! 

عاد الجميع إلى اماكنهم و جلست ابتسام و نهلة و فوزية في آخر الصف .

- اذا لم يكن هناك احد لديه اي أقوال اخرى ننتقل مباشرة الى النطق بالحكم .

فجأة تقدم المحامي حازم  بهدوء : انا عندي يا سيادة القاضي 

- اتفضل يا أستاذ حازم عندك ايه ؟ 

اعطاه الظرف و قال 

- اتفضل الظرف ده و بأطلب استدعاء الدكتورة نهلة عبد السلام  للشهادة .

نظر القاضي الى محتويات الظرف و راح يتفحصها بينما بقي  الناس يتسائلون و علامات الدهشة تعلو وجوه الجميع !!


بهتت مروة و همست لفؤاد: يا ترى هيطلب منها ايه انا خايفة ؟ 

طمئنها ببرود : ما تخافيش ياقلبي دي لاهفة مليون و نص .

نظرت ابتسام بمزاح لنهلة قائلة : جاهزة يا نيها ؟ 

ضحكت نهلة قائلة : جاهزة يا شاويش  ابتسام 😉 


فلاش

في منزل الدكتورة نهلة 

الخادمة- دكتورة فيه واحدة عايزة حضرتك تحت بتقول صاحبتك 

- ما قالتش مين ؟ 

- لا يا دكتورة قالت عايزاها مفاجأة

نهلة بإستغراب : طب انا نازلة روحي اعمليلها شاي


تقدمت  نهلة و هي مندهشة : شاويش ابتسام !!  ايه المفاجأة اللذيذة دي  !! 

اخذتا بعض بالاحضان طويلا ثم جلستا 

- بعد كل السنين دي لسة لقب الشاويش لازق معاي ! ..يا بت احترميني ده  انا  حتى بقيت جراحة قد الدنيا !

- حتى لو كنتي رئيسة الجمهورية هتفضلي برضو انتيمتي الشويش ابتسام 

- على فكرة لولا التعليمات و القوانين  الصارمة  بتاعتي مكنتيش بقيتي دكتورة قد الدنيا كدة

- ما قلناش حاجة يا بيسا يا  قموصة  انتي..المهم  انتي عاملة ايه  طمنيني عليكي 

- الحمد لله كويسة بس ايه الغيبة دي كلها !!

- معلش يا روحي مشاغل الدنيا كثير و انتي عارفة من لما سافرت امريكا مابقاش عندي وقت فراغ ثانية  واحدة  

و حتى لما رجعت و استقريت هنا و الشغل واقع فوق دماغي من الصبح لحد نص الليل 

- عاذراكي  طبعا ما انا زيك  ... بس بسم الله ماشاء الله عاملة شغل جامد و اسمك بيلمع في كل المجلات العلمية و المؤتمرات 

- ايوة ابتدينا قر بقى ههه

- لا و الله بالعكس يا عبيطة انا فرحتلك اوي .. المهم اخبار الشغل معاكي ايه ! أصل سألت عليكي في العيادة قالولي اتقفلت ...خير ؟! 

-- لا  أنا غيرت مقر عيادتي القديمة لانها بقت ضيقة 

و عيادتي الجديدة لسة في آخر لمساتها  و الافتتاح بعد عشر ايام فقلت استغل الفرصة و اخذ أجازة بقى ! 

- طب مش عايزة اخذ من وقتك كثير انا محتاجاكي ف خدمة شخصية

- عينيا ليكي يا بيسا اؤمري 

- انا عايزاكي  تكشفي على بنتي.. 

- بس كدة ! هاتيها هنا مش هنستنى لحد ما العيادة تفتح 


-لا الموضوع معقد شوية و انا معنديش الوقت ده كله ...انا اخترتك لسببين ..الاول انك انتيمتي و تقدري تخلصي الموضوع بكل سرية و ثانيا لأن جوزي و بنتي ما يعرفوكيش

- ازاي مش فاهمة 

- انا عايزاكي تكشفي عليها بس من غير ما تعرفيها حتى 

نهلة بإستغراب - و دي اعملها ازاي بقى ! 

- يا ستي .... شغلي دماغك الالماظ ده شوية  ..مش انتي دحيحة الدفعة ! 😂🙄


پاااك 

نظر القاضي بتمعن  الى الورقة الموضوعة امامه ثم قال 

- نظرا لحساسية  القضية نستطيع جعل الجلسة سرية تحت طلب من مقدم هذه الدعوة .

اندهش الجميع و اولهم فؤاد و ركزت وسائل الاعلام كل عدساتها و ميكروفوناتها  للهذا الطلب الغريب !! 

في هذه اللحظة وقفت ابتسام بشموخ : لا يا سيادة القاضي 


تقدمت الى الأمام بإعتزاز : انا الدكتورة ابتسام سعيد القاضي 46 سنة  والدة المجني عليها مروة سليم الكيلاني  المهنة  جراحة عظام .

ثم التفتت الى زوجها و ابنتها و اكملت

- انا مقدمة هذه الدعوة و عايزة الجلسة علنية و طالبة تغطية اعلانية كاملة لانها من البداية كانت قضية رأي عام ما اقدرش احرم الراي العام من معرفة الحقيقة .

نظر القاضي الى هيئة المحكمة ثم نظر مجددا الى الاستاذ حازم 

- طلبك مقبول .. تُطلب الدكتورة نهلة عبد السلام للشهادة 

تقدم نهلة بثبات و الكل يطالعها 

- اسمك الثلاثي و سنك و مركزك 

- نهلة عبد السلام  المنصور 46 سنة طبيبة نساء و توليد .

- قولي و الله العظيم أقول الحق و لا شيء غير الحق .

رددت جملته وسط استغراب و تساؤل البعض  و توتر البعض الاخر 

في هذه الأثناء نظر حازم الى ياسين بلمعة أمل ثم اكمل

استاذ حازم - اتفضلي  يا دكتورة عايزين شرح  مفصل منك بخصوص حالة القاصر مروة  سليم الكيلاني حسب التقرير المقدم من طرف حضرتك .

نهلة : حسب التقرير  المقدم لهيئة المحكمة الموقرة ..انا  اكتشفت من معاينة الحالة ما يلي

- أولا  الآنسة صحيح فاقدة عذريتها لكن  ليس بسبب الاغتصا'ب بل عن طريق علاقة جنسية  بمحض  رضا .


فوضى عارمة اجتاحت القاعة ما بين صدمة و دهشة 

نظرت روز الى شيماء و سعدية بأمل ثم نظرت الى ياسين بفرحة بادلها إياها 

- سكووووووت !!! 

صمت الجميع و راحوا يتبادلون نظرات الصدمة و كانت مروة في حالة يرثى عليها يكاد يغمى عليها من وقع الخبر

سأل حازم : ممكن توضحي النقطة دي اكثر يا دكتورة ؟

همس فؤاد  بحدة الى محاميته 

قامت المحامية نجوى الفايد بسرعة : اعترض يا سيادة القاضي

القاضي : على ايه ؟؟ 

نظرت المحامية بإحراج الى فؤاد الذي كان يشتعل غضبا 

فكيف تقول ان موكلتها لم يتم الكشف عليها اطلاقا من طرف الطبيبة!! فضلت الصمت لحفظ ماء وجهها و ابتسمت نهلة في وجه فؤاد بخبث و هي تتذكر ما حدث 

فلاش آخر 

نهلة  : الو يا بيسا انا جاهزة للتنفيذ محتاجة بس تلهي جوزك مدة لحد ما نخدرها و نكشف  عليها ..

- محتاجة وقت قد ايه ؟ 

- مش اكثر من نص ساعة .

- خلاص  دي عندي انا ..بقولك ايه يا نيها !! انا متأكدة أنه هيعرض عليك مبلغ كبير ..اوعي تبيني انك سهلة و كدة ! 

- ما تخافيش يا بيسا ..انا اعجبك اوي  في الحكايات دي


كان كل من في العيادة من جماعة نهلة و  كانت مروة هي المريضة الوحيدة ..فور تلقيه الاتصال و خروجه  جلست بجانبها سيدة فتحت قارورة صغيرة و وضعت القليل من السائل على اصبعها 

- ممكن يا آنسة تديني رأيك في البرفان ده  !  عايزة اطلبه عالنت بس مش قادرة احدد اذا كان حلو بسبب الزكام

و سرعان ما وجهت اصبعيها  الى انف مروة و فركتهما


مروة بغضب : ايه القرف ده ابعدي عني انتي مجنونة ولا ايه !

تراجعت السيدة : آسفة.. مالك اتعصبتي كدة ده برفان بس !

سرعان ما اخذ المخدر مفعوله و غطت في نوم عميق

 ادخلوها الى الداخل حيث قامت نهلة بمعاينتها و اخذ عينة من الدماء و كذا من رحمها

اخرجوها و وضعوها مكانها ..فور وصول فؤاد و رشت نفس السيدة على انفها بخاخا مضادا  للمخدر و دخلت الى الطبيبة 

باك 

القاضي : اعتراض مرفوض ...اتفضلي يا دكتورة جاوبي 

الدكتورة نهلة: غشاء البكارة لما يتعرض لضغط زي ضغط الاغتصا'ب بيتفض  بشكل عشوائي .. و مع الوقت بتتشكل نتوءات لحمية مكان التمزق 

بس في حالة فض البكارة برضا البنت العضلات المحيطة بالغشاء بتكون في وضع ارتخاء و بالتالي يتم فض الغشاء بكل سلاسة و مش بيسيب التمزق  أثر أبدا ..و ده اللي عاينته في حالة الآنسة مروة .

عم الهمس و كانت القاعة اشبه ببركان خامد على وشك الانفجار 

القاضي : كملي يا دكتورة 

-ثانيا .. الآنسة  فاقدة للعذرية منذ ثلاث سنوات على أقل تقدير  و ليس حديثا .

اصوات همهمة في المحكمة و اناس مندهشين  ينظرون الى بعضهم البعض !!! 

- سكووووووت.. اي واحد يتكلم من غير اذن هيتسجن


كان ذلك الخبر الذي قصم ظهر  فؤاد ....

اختبئت مروة خلفه تخفي وجهها بين يديها بخزي منعا لصور عدسات الفضوليين.

نظرت نهلة الى الجميع ثم اكملت 

- ثالثا ..المعاينة الي عملتها  و تحليل الحيوانات المنوية يؤكدوا أن الآنسة تمارس علاقة  جنسية عادية مثل أي امراة متزوجة  بمعدل ثلاث مرات اسبوعيا على الأقل . .و تحليل الدم يؤكد وجود حبوب منع حمل تؤخذ بشكل منتظم و يومي

همهمات في القاعة :

- يا ساتر عالجبروت !! 

- حصل ايه في الدنيا يا اخواتي 

- يا نهار اسود !! كانت عايزة تشيل الراجل الغلبان ليلة غيره !! 

-قال  قاصر قال!!  دي واحدة قادرة . .. !! 

تعالت الهمسات الغاضبة و التذمر وسط القاعة و كانت الصدمة  سيدة الموقف .

لم تتحمل مروة الصدمة و اغمي عليها بعد سماع  الناس الخبر

اخذت وقتا على ما افاقتها الدكتورة سلمى المرتعشة بدورها


نهلة: و أخيرا و لو ان ده مش من تخصصي لكني بناء على طلب الوالدة عملت تحليل سُمٌِيات و اكتشفت كمية مخد'رات  و حبوب هلو'سة بتدخل جسمها بشكل منتظم و  على جرعات محددة.

تدخلات مختلفة .. فالصدمات المتلاحقة كانت كثيرة !!

- يا ترى مين اللي ضحك عليها و عملت فيها كدة !! 

- ازاي  كانت عايزة تلبس الاستاذ تهمة فظيعة زي دي !! 

- مش ممكن يكون فيه ناس بالحق'ارة دي .!! 

- سكووووووت!!! 

القاضي : عندك كلام تاني تقوليه يا دكتورة !؟

نهلة : ايوة .. الآنسة  و زوج امها كانوا جايين عشان يطلبوا مني ازور التقرير و اقول انها مغت'صبة و سيادتك قدامك الشيك الممضي بخط ايده : مليون و نص جنيه ثمن للتقرير المزور.

- يا فضيحتي !! جوز امها كان عارف بالمصيبة !! 

القاضي - شكرا يا دكتورة اتفضلي  مكانك ...


نظر القاضي الى الدليل الموالي ثم رفع نظره قائلا 

- قبل أن نستمع الى دعوى الدكتورة ابتسام سعيد القاضي

اشار القاضي الى احد العساكر و اكمل 

- يؤخذ السيد فؤاد صالح عبد الرحمن الى قفص الإتهام 

وقف فؤاد بدهشة ممزوجة بالغضب : قفص ايه و اتهام ايه !! و انا مالي !!! 

القاضي - أحسنلك تلتزم الصمت و الهدوء و ما تتكلمش الا لما يتوجهلك الكلام و الا الحكم هيكون مضاعف !! 

فؤاد - حكم ايه انا مش فاهم ايه علاقتي بالموضوع  !! 

القاضي - كلمة زيادة و هتتسجن شهر عقوبة اثارة الفوضى في المحكمة 

مشى خلف العسكري و هو يكاد يشتعل من الغضب و وضع في قفص مجاور لقفص ياسين 

القاضي : اتفضلي يا دكتورة ابتسام قولي اللي عندك 

ابتسام و هي تنظر الى فؤاد بإحتقار و تتذكر ما جرى


فلاش 

ابتسام :ايوة يا مجدي ...فؤاد  و مروة وصلوا  العيادة تقدروا تدخلوا....  فوزية لكم سايبة باب الجنينة مفتوح ..مش عايزة  حد يكتشف ان فيه كاميرات ولا حتى الجن الازرق 

- عيب يا مادام دي شغلتي  ما تقلقيش انتي .


باك 

 ابتسام : انا عايزة ارفع قضايا  :  خلع،  خيانة زوجية ،  زنا محارم و التغرير بقاصر على  المدعو فؤاد صالح عبد الرحمن و الفيديو اللي في التسجيل عند سيادتك يثبت صحة كلامي و  معاه نتيجة تحليل السائل المنوي للمعني  و الذي كان مطابقا لنتيجة تحليل السائل المستخلص من رحم مروة سليم الذي اجرته الدكتورة نهلة عبد السلام 

شهق الجميع من هول الصدمة ... الفضيحة كانت كبيرة  جلجلت لها اصداء القاعة باكملها لدرجة أنه بات من المستحيل تهدئة الاوضاع و إعادة النظام داخل المحكمة .

صاح فؤاد بغضب : تغرير ايه و قاصر ايه !!! بنتك المحترمة هي اللي كانت بتحاول توقعني من و هي عندها 13 سنة 

 كل ده و الهانم فين ؟؟ طبعا مع شغلها و عملياتها و مؤتمراتها ! انتي السبب يا ابتسام .. ايوة انتي السبب في اني بصيت لعيلة ..هي ادتني الاهتمام اللي انتي حرمتيني منه .


توترت الأجواء كثيرا و خاصة الشهود الذين شهدوا زورا على ياسين و الدكتورة سلمى التي اصبح لون وجهها كلون الموتى

اما صديقات مروة فأغمى عليهن واحدة تلو الاخرى 

أما المحامية نجوى الفايد فكانت تستشيط غضبا فهي لاول مرة تخفق إخفاقا كهذا و تتعرض قضية من قضاياها لهذه الفضيحة الواسعة 


الفرحة التي كانت على وجوه سعدية و البنات كانت لا توصف راحت كل منهما تحتضن الاخرى بفرحة عارمة لظهور الحقيقة 

كان ياسين يرفع نظره الى السماء و لا يكف عن الشكر و الحمد


استغرق اعادة القاعة الى وضعها السابق و و فرض النظام و الانضباط وقتا طويلا

 أخيرا عم بعض الهدوء و اكملت ابتسام 

- و كمان عايزة ارفع قضية اسقاط نسب  على المدعوة مروة سليم ....و اوكل المحامي حازم السيوفي لمسك هذه الدعوة و الدعوات السابقة 

توجهت عدسات الكاميرات اليه و كم  كانت دهشته كبيرة 

فهذه فرصة ذهبية بالنسبة الى محامي  مبتديء مثله و التي من شأنها  نقله نقلة نوعية الى طبقة الكبار المشاهير 

اكملت ابتسام : عايزة الناس كلها تشهد  ان انا معنديش بنات ..بنتي الوحيدة ماتت ..و كل فلوسي و ممتلكاتي هتروح تبرعات لبناء مستشفيات خيرية.

صرخت مروة بهستيرية : لااااااااااا !! مش ممكن تعملي فيا كدة 

انتي اللي خليتيني بقيت كدة  ..مش هتتخلي عني دلوقت ! لالا ...طول عمرك سايباني معاه . عمرك ما وريتيني الصح من الغلط .. مش من حقك تحاسبيني على غلطتك !! 

ظلت تصرخ بهستيرية و الحشد يحاول امساكها ثم فجأة سقطت في الارض و راحت تضحك بشكل هستيري و تهتهم بكلام غير مفهوم 

أتصلت المحامية بالإسعاف و اخرجها العساكر من القاعة على مستشفى الامراض النفسية .


شيماء : ايه اللي بيوحصل دي يمة !! الدنيا بجت وحشة جوي

سعدية : أهم حاچة ان اخوكي ظهرت برائته يا شيماء 


القاضي :  دقائق و نعود للنطق بالحكم 

في هذه الاثناء  تم إلقاء القبض على كل من الدكتورة سلمى  رشاد و الشهود  و الفتيات  تحت ذمة التحقيق في شهادة الزور.

تهللت اسارير الصعايدة الذين كانوا ينتظرون على احر من الجمر في داخل المحكمة و خارجها  تبرئة ابنهم البار .


بعد مدة وجيزة  خرج القاضي و هيئة المحلفين  و اشار الساعي - محكمة !! 

القاضي: بعد النظر إلى الأدلة و المعطيات الجديدة 

و  استنادا  إلى التقرير المقدم من طرف الطبيبة المختصة و كذا شهادتها

 و بناءا على تسجيل الفيديو الذي يؤكد واقعة الزنا و  كذا اعتراف السيد فؤاد صالح عبد الرحمن  بتلفيق التهمة للمدعو ياسين محمود علي .

قررت المحكمة مايلي

أولا - يتم تحديد جلسة بتاريخ 30 مايو  للنظر في الدعوة المقدمة من طرف السيدة ابتسام سعيد القاضي ضد السيد فؤاد صالح عبد الرحمن 

ثانيا - يحبس كل من  السيد فؤاد صالح عبد الرحمن و الدكتورة سلمى رشاد و الشهود : ....     .......  ........ 

كما تحجز المدعوة مروة سليم في مصحة لمعالجة الإدمان الى حين موعد الجلسة المقررة للنظر في التهم الموجهة إليهم .

ثالثا :  تبرئة المدعو ياسين محمود علي من التهمة المنسوبة  اليه و يتم اخلاء سبيله  فورا ...

دوت زغاريد  سعدية و سناء فورا و سجد ياسين سجدة شكر لله  

و اكمل القاضي : 

- يتحمل الطرف الآخر كافة أتعاب و مصاريف القضية إضافة الى دفع  مبلغ غرامة  قدره  مئة ألف جنيه مصري كتعويض عن الضرر النفسي و التشهير في حق السيد ياسين محمود علي.....   رفعت الجلسة 

لولولولولولوووووووووووووييييييييي ....يحياااا العدل  يحياااا العدل....الحمد و الشكر ليك ياااا رب 

الف مبرووووك يا أم ياسين براءة ولدك عقبال ما تفرحي بيه

تعالت الزغاريد و الهتافات و التهاني و  دوت القاعة بأكملها بالافراح من جهة عائلة ياسين و جيرانه و أحبابه 

و راحت وسائل الاعلام كلها تصور بالتفصيل تلك اللحظات الاسطورية فقد كانت قضية إغتصا'ب مروة سليم حديث مصر طيلة الفترة السابقة .. الآن و بعد أن تمت تبرئته فإن كل وسائل الاعلام توجهت بعدساتها نحوه ...لرفع وصمة العار عن جبينه و إعادة رد الاعتبار لإسمه و سمعته اللتان طالتهما الألسن طيلة الفترة السابقة ...

اول من ركض نحوه حين فتح القفص كانت روز التي انهارت من عظم اللحظة  فور وصولها اليه.... تشبثت بثيابه ترفض تركه و دموعها كالسيول تلتها والدته و اخته و معهما جلال و والدته 

- الحمد لله على سلامتك يا ولدي الف مبرووووك البراءة 

- مبروووك يا صاحبي كنت متأكد ان ربنا هيظهر برائتك


احتضنهم بلهفة و شوق و لكن هناك ما ينغص تلك الفرحة عليه 

و هي تلك الصور التي كان يلتقطها الجميع لهم و جل ما كان يجول في تفكيره  هو فكرة واحدة : قد يتعرف أحدهم عليها و يأتي للبحث عنها !! و قد كان محقا في تخوفه  فالجلسة كانت تحظى بتغطية اعلامية واسعة  لكل القنوات و الجرائد ..


قبل خروجه برفقة عائلته كان هناك حشدا عظيما من الناس تنتظره من بعيد  أمام باب المحكمة لإلقاء التهاني و اخذ الصور معه

أراد ابعاد روز عنه و اومأ بذلك الى جلال الذي فهم الموضوع 

ألح جلال عليها مرارا لتبتعد معه لكنها رفضت بشدة 


فوقف و هو يتوجس خوفا و همس في اذن والدته  قبل الخروج إلى الباب الرئيسي للمحكمة

  - امة اني خايف على البنية الناس كلاتها جاعدة برة تصور  .. اخذيها من اهني و هملوني اني  عندي كام شغلة اخلصها و راچع وراكم 

- عتروح فين يا ولدي احنا ما صدجنا انك طلعت لنا بالسلامة 

- عاوز اخلص كل معاملاتي هني يمة مش راجع البلد ديه تاني 

عاوز اجعد في بلدنا على طول و اهتم بارضنا ...انتي  ماجادراش على المشاكل مع عيلة المنوفي   بسبب جطعة الارض اللي بيننا و بينهم و طاهر لوحده مش معبرينه واصل ..محدش يجدر يصد چبروتهم غيري .

- معاك حج  المنوفية اتچبروا علينا كثير  يا ولدي .. فكرت صوح ...تسلم يا ولدي طول عمرك  راجل من ظهر راچل .

طب و البنية ؟

- اهي معاكم يمة لحد ما اني نعاود البلد ... مش عنغيب اكثر من يومين اصلا ....و اياكي تطلعي مع طاهر اني شفت نظراته للبت شكلها كيف .... ابجي خبريه حسابه معاي لما اعاود البلد .


امسك يدها و هو يقول بحب : روحي مع امك دلوك و اني أوعدك اني احصلكم في اجرب وجت ...عشان خاطري يا ندى تروحي معاهم و الله العظيم ثلاثة راچع 

افلتت يده على مضض 


هم بأن يخرج بمفرده  تاركا خلفه  شيماء و والدته التي تمسك بروز  الباكية و الرافضة لذهابه .

ابتعد بضع خطوات فقط في الممر  فسمع صوتا مألوفا 

- ياسين !! 

التفت ليجد احدهم قادما اليه بحب : 

- الف مبرووووك البراءة يا ابني 

- الله يسلمك يا عم چابر 

- جبتلك حاجتك معايا ..قلت أكيد مش هتلحق تاخذه 

ناوله الدفتر و هو ينظر الى روز الواقفة  تبكي  بالقرب منهم 

ثم همس في اذنه : 

صارحها بالحقيقة يا ابني ..قولها انك بتحبها احسن ما تخسرها بعدين واضح اوي انها متعلقة بيك ...  مش كأخ .

تنهد ياسين بعمق ثم قال : ربنا يجدم اللي فيه الخير 

و همس لنفسه ما إن ابتعد جابر: اعترفلها بحبي ازاي و اني منعرفش وضعها حتى.    و هي معتبراني اخوها ! 


كان يريد الإنصراف حين سمع صوتا آخر قادما نحوهما 

كانت الدكتورة  ابتسام و معها  الدكتورة نهلة التي راحت تطالع روز من بعيد بإستغراب كأنما تتذكرها 

ابتسام : انا آسفة بجد على الموقف اللي اتحطيت فيه بسببنا يا استاذ ياسين ..عارفة ان كل عبارات الاسف مش هتكفي على اللي حصل لك بس ارجوك تقبل اعتذاري.

- العفو يا دكتورة المسامح كريم اهم حاجة ان الحج ظهر.

اقتربت والدة ياسين قليلا رفقة البنات : ربنا يصبر جلبك على الوچع اللي چواه يا دكتورة . .. مصيبتك مش چليلة ي بتي

- تسلمي  يا حاجة ...و الف مبروك براءة ياسين .


فجأة نطقت الدكتورة نهلة بما صدم الجميع : 

اااه انا افتكرتك ...مدام روز مش كدة !!  

دهش الجميع و اولهم ياسين !!


              الفصل الثالث والعشرون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>