رواية ليتك لي من البداية الفصل الثالث3بقلم الاء اسماعيل البشري وهديرمحمد


رواية ليتك لي من البداية 
الفصل الثالث3
بقلم الاء اسماعيل البشري وهديرمحمد



 

- يوسف... رد عليا و قولي... كنت فين لغاية دلوقتي ؟
" كنت بخو*نك يا اسراء 
- نعممم ؟؟ 
" مش انتي مستنية الإجابة دي... مستغربة ليه ؟ 
- يوسف متهزرش معايا و قول كنت فين 
- هتنطش كالعادة و مش هترد برضو ؟ 
" عيزاني اعمل ايه يا اسراء... انتي كل يوم بتسأليني السؤال المستفز ده... كنت زف*ت متن*يل على دماغي قاعد في الشركة بخلص شغل... ارتحتي كده ولا لسه هتدوري على سبب تتخانقي بيه معايا و تخلي الجيران يتفرجوا علينا زي كل مرة ؟ 
- هتجيب السبب عليا  انا دلوقت ؟ 
- اوماال السبب عليا انا ولا ايه... اسراء... أنا مش قادر استحمل طبع الشَك اللي فيكي ده... اهم حاجة عندي الثقة... و انتي عمرك ما وثقتي فيا كنت كل يوم بتقفشيني مع وحدة في الشقة... مش واثقة فيا يبقى نطلق احسن 
- أنا خايفة عليك مش اكتر !! 
" اسراااء... أنا زهقت بجد من العيشة... كل يوم خناق خناق... ايه مبتزهقيش ؟ لازم تنكدي عليا كل يوم ! 
- دلوقتي انا بقيت نكدية ؟ 
" اه نكدية و مش سيباني في حالي... عدم ثقتك فيا ده بيكر*هني فيكي... ف ياريت تبطلي جو الشكوك و الخناقات دي... شاكة فيا يبقى نطلق 
- ده آخر كلامك يعني ؟ 
" اه آخر كلامي... لاني مش قادر استحمل العيشة دي بجد... ارجوكي غيري من نفسك و من طبعك ده لاني اتخنقت بجد 
- أنا هتصل على دادي و هقوله كل اللي قولته ده... 
" مش معاكي غير الكلمتين دول ؟ اتصلي عليه و عيطيله... بالمرة قوليله اني ضر*بتك زي ساعتها و افتري عليا كمان 
- أنا هوريك أنا ابقى مين... اوعى تنسى نفسك يا يوسف... لو نسيت افكرك... 
" يا عم غوري... 
دخل يوسف اوضته و نام على السرير... نفخ بضيق و قال 
" أنا عملت في نفسي كده... بقيت تحت رحمة ابوها... من اول ما مشروعي خسر ابوها شرط عليا اتجوزها... و لما اتجوزتها فهمت ليه محدش كان طايقها ولا راضي يتجوزها... بنت مستفزة ولا تُطاق بالمرة... دماغي كانت فين لما اخدت فلوس من ابوها... اهو بقيت تحت امرهم هم الاتنين دلوقتي !! 

كان واقف قدام المراية بيقفل زراير قميصه... شافني من انعكاس المراية و أنا بعيط و بتو*جع
• خلاص يا رنون... اللي حصل ده عادي... احنا متجوزين و طبيعي يحصل ما بينا كده...  
 متعصبة حبتين... هتتعودي و هتيجي بنفسك تتطلبي مني إن ده يحصل تاني... ساعتها مش هكسفك و هعرف احتويكي كويس...( لمس شفايفي بإيده و كمل ) بس بجد انتي طلعتي جامدة أوي 
' ابعد عني لاني مش طايقة ابص في وشك... اطلع بره بقولك... 
• طب هاتي بو*سة و هطلع... 
' انسى !! 
ضحك بخبث شدني لحضنه و با*سني... حاولت ابعده بس كان اقوى مني...بعد عني و قال 
• أنا نازل... عايزة حاجة اجبهالك و انا راجع ؟ 
مش عايزة حاجة منك !! 

• اممم اوك ( غمزلي و قال ) مش هطول أوي... ساعتين و هجيلك تاني... سلام يا روحي 

خرج من الأوضة... كنت تعبانة اوي... قدرت اقف اخيرا... بصيت على شكلي في المراية... شوفت العلامات اللي في جسمي... قعدت على الارض و ضميت نفسي و عيطت 

' بكر*هك يا محمد... بكر*هك أوي !! 

" بقولك يا اسراء... 
- نعم ؟ 
" أنا عايز نخلف... عايز اخلف عشان الحق اربي ابني أو بنتي قبل ما اكبر... 
- بس أنا مش عايزة... 
" ليه ؟ 
- يعني الحاجات دي مقر*فة... 
" مقر*فة إزاي مش فاهم 
- يعني الحمل نفسه حاجة مقر*فة... بعدين أنا مفضلتش اصرف فلوس دادي بالملايين عشان في الآخر ابوظ جسمي بسبب حته عيل مش هيقدملي حاجة ولا هستفيد منه بحاجة غير بالصداع و وجع الدماغ... 
" اه... يعني هنفضل متجوزين من غير ما نخلف ؟ 
هنخلف طبعا 
" امتى ؟ 
- بُص يا يوسف... الزمن اتطور و الطب اتقدم و بقا فيه حاجة اسمها استجئار أرحام 
" بمعنى ؟ 
- يعني دي حاجة طبية و هي إن انا اقدر اخلف منك بس من غير ما احمل 
" اللي هو ازاي يعني ؟ 
- هنجمع كده بنوتة و نديها مبلغ حلو... ناخدها عند الدكتور و نزرع فيها الحنين في الرحم بتاعها و تحمل... و بعد ما تولد ناخده منها... 
" و انتي ايه اللي يمعنك إنك تحملي ؟ طب الكلام ده الناس تلجأ له في حالة إن الست عندها مشكلة في الحمل... انتي ايه المشكلة اللي عندك ؟ ما انتي زي الفل اهو... 
- الحمل و الولادة هيبوظوا جسمي... 
" اممم... طب لو نفترض إني وافقت على كلامك ده و أجرنا رحم ست تانية تشيل الجنين و كملت فترة الحمل على خير و ولدته و اخدناه منها... انتي دورك فين على كده ؟ 
- هربيه... 
" والله ؟؟!! هتربيه ازاي اساسا و انتي مشلتهوش جواكي و حسيتي بأمومتك ناحيته ؟؟ هتحبيه ازاي اصلا و انتي هتعتبريه ضيف مش ابنك ؟ هل هتستاهلي لقب " الأم " و اساسا وحدة تاني هي اللي شالته في بطنها ؟ 
- يعني ابوظ جسمي انا يا يوسف ؟ 
" ليه هو انتي داخلة مسابقة ملكة جمال و أنا معرفش ؟
- لا بس انا حابة احافظ على شكلي و مش هسمح لأي حد يبوظلي جسمي و شكلي 
" ربنا يكملك بعقلك ده !!  
- استنى رايح فين ؟ النهاردة الخميس ولا مش واخد بالك ؟ 
"لا واخد بالي إن النهاردة الخميس يا اسراء 
- يبقى تعالى نقعد سوا عايزاك 
" معلش بس اصل مخنوق شوية النهاردة 
- على فكرة... انت بقالك فترة مقربتش مني ولا طايقني..
" عارف... ولا طايق نفسي حتى 
- يبقى ايه ؟
" بقولك مخنوق و مش طايق نفسي... سبيني لوحدي بقى

خرج يوسف و قعد في البلكونة... بص عليها وهي بتحط مناكير و بتغني.
" اووف... دي مبقيتش عيشة بجد... عيزاني اقرب منها و هي لسه قيلالي لما نخلف نزرع الجنين في بنت تانية... و هي اهي زي الفل بس نقول ايه... دايما الانانية عندها موجودة أول السطر... عمرها ما فكرت فيا و لا في مشاعري و هي بتقول القر*ف ده قدامي...بس ده ما يهمهاش، المهم إن شكلها يفضل زي ما هو... ده على اساس انها حلوة اصلا !! 
" لو كنت متجوز أي وحدة تانية... كنت هبقى مبسوط زي العالم و الخلق ... كان نفسي اتجوز وحدة زي رنا مؤمن... بنت جميلة و هادية و متربية... كانت هتعرف تخليني احبها... مش زي اللي ليل نهار في الكوافير و في المحلات... 
تنهد بحزن و ابتسم ابتسامة مكسورة : كان احلى يوم عشته في حياتي لما باتت في شقتي... أي نعم كلامها قليل بس دخلت قلبي و مش قادر انساها من ساعتها... اصلا من ساعة اليوم ده و أنا حياتي اتقلبت... اتنصب عليا و اضطريت اتجوز وحدة مش عايزها بسبب الشيكات اللي عليا...
مش فاكر امتى ضحكت آخر مرة ...لا فاكر  آخر مرة ضحكت من قلبي فيها لما كانت رنا موجودة عندي .. ياريتني كنت اتجوزتها هي كان زماني في حضنها و بتلعب بشعري و تضحك معاي ..مش قادر انسى ضحكتها ابدا و لسه  بتخيلها قدامي.... ولو كنت قولتلها نخلف مش هتقولي هنزرع الجنين في بطن وحدة تانية زي ما الهانم بنت الباشا قالت من شوية... 

' يااااه لو كنت اتجوزت يوسف... كنت هبقى في حتة تانية خالص... كان زماني في حضنه دلوقتي و بيحكي معايا و بسمع صوته الحلو... بدل ما أنا متجوزة واحد شايفني مجرد جسم و بس... واحد عديم الإحساس و المسؤولية و معلوماته عن الجواز تحت الصفر... شايف أنه عدى ليڤيل الرجولة و أثبت رجولته لما اغتص*بني !! 

تاني يوم محمد اخدني المول نشتري هدوم ليا... ده على أساس ان كده بيصالحني و بيصلح اللي عمله امبارح... 

فضل يزن عليا نخرج و خرجت معاه... كان المول زحمة كالعادة... اخدت الأكياس و طلعت بره المحل عشان مش بحب الزحمة و سيبت محمد يحاسب... و أنا واقفة لوحدي... لمحته... ده يوسف !! 
كان بيتكلم في تليفونه... ضربات قلبي زادت أوي... كنت هروحله بس اترددت... قولت ممكن ميفتكرنيش اساسا و يقولي انتي مين... كنت واقفة مترددة اروح اسلم عليه ولا لا..

 فجأة نظره وقع عليا... كأنه افتكرني... قفل تليفونه فورا و بدأ يمشي ناحيتي و أنا كمان مش عارفة ازاي رجليا اخذتني و مشيت ناحيته... قربنا  و وقفنا قدام بعض و ساكتين بس مبتسمين لبعض... كنت متفاجئة و مبسوطة في نفس الوقت..

 أي نعم مستحيل يوسف يكون ليا بس مجرد ما شوفته كأن كل القر*ف اللي عيشته مع محمد اتمسح من ذاكرتي في لحظة... معقولة لسه بحبه ؟؟ 

يوسف كان باصصلي بنظرته الجميلة دي... كأنه مشتاق ليا... بس ده مش حقيقة أكيد باتخيل في احلام يقظة زي عادتي... هو مبيحبنيش اساسا هيبصلي بشوق ليه ؟ المهم ان نظرته دي بتأكدلي أنه عارفني... و لو انها غريبة حبتين و بتدل على أكثر من مجرد معرفة بس انا مش هسمح لخيالي يوديني بعيد زي ما كنت متعودة ...انا دلوقت متجوزة .

" رنا مؤمن محمد  ؟ 
' اها  
" ياااه... عدت سنين كتير... بس متغيرتيش أوي..!!
' و أنت كمان... متغيرتش... 
ضحك بخفة " يعني مكبرتش شوية ؟ 
' حتى لو كبرت... هتفضل دايما في نظري صغير... 
" مش فاهم في نظرك ازاي !
اتلبكت و ما عرفتش أقول ايه ...قطع لساني الغبي  دايما فاضحني قدامك ..يخربيتك انت كمان  بحلاوتك دي و انت كل سنة بتحلو اكثر من اللي قبليها  !! 
'احم ...قصدي لسة شباب زي ما انت
' اممم كده اروح ابص لنفسي في المراية و أنا مرتاح بقى! . 

ضحكنا سوا... ضحكتنا دي نستنا كل الو*جع اللي مرينا بيه احنا الاتنين... كأن ربنا كاتبلنا إننا نلتقي تاني عشان نشوف ضحكتنا دي بس و نفرح من قلبنا و لو دقائق ... كأنه عارف اننا كنا محتاجين نشوف بعض مرة كمان !!

أول مرة اضحك من قلبي بالطريقة دي.. اتكسفت منه و نزلت عيني... فجأة لاحظت انه لابس دبلة في ايده الشمال !!
قلبي : يارب لا ده انا ما صدقت لما ظهر قدامي !!
عقلي :ايه الكلام اللي بتقوليه ده ي بنت المجنونة قال يعني لو مكانش متجوز كنتي هتتجوزيه !! ما انتي متنيلة متجوزة كمان ولا انت نسيتي !! 
   كنت متنحة و باصة على ايده اللي فيها الدبلة كأني مستنية توضيح منه و غرقت في افكاري ..

 لاحظ إني بصاله كده و متفاجئة و هو كمان لمح الدبلة اللي في ايدي الشمال قطعني من شرودي لما بصلي نفس البصة اللي أنا بصهاله... فجأة قولنا في صوت واحد :
' هو أنت متجوز ؟ 
" هو انتي متجوزة ؟ 

في نفس اللحظة شوفت واحدة جات وقفت جمبه و مسكت ايده... فجأة لقيت كمان  محمد وقف جمبي و مسك ايدي... و قالت هي و محمد في صوت واحد 
• مين ده يا رنا ؟؟ 
- مين دي يا يوسف ؟؟ 




تعليقات



<>