رواية شغف رحيم
الفصل الخامس عشر 15
بقلم أسماء محمد
نظر لها خالد قليلا، ولكن بدون سابق إنذار أخذ شغف إلى أحضانه بقوه، وسط صدمه رحيم وذهول شغف...!
تحدث رحيم باستغراب قائلاً:
- بابا.
ابتعد خالد عنها قليلا، ثم نظر إليها والي رحيم، حتى هتف بتوتر قائلا:
- أنا آسف على اللي حصل ده، بس مقدرتش امنع مشاعري ناحيتك.
تحدث رحيم بصوت خافض قليلا لم يسمعه احد قائلا:
- احيه يا بابا، انت هتقع في حب البت بتاعتي ولا اي، مشاعر اي دي اللي مش عارف تمنعها.
تحدثت شغف بذهول وقلق قائله:
- في اي يا أستاذ خالد، واي اللي انت عملته ده؟
تحدث خالد بتثعلم قائلاً:
- هتعرفي، هتعرفي اي اللي عملته ده، بس الحج يقوم بالسلامه.
نظرت شغف إليه والي رحيم ثم هتفت بضيق قائله:
- بعد اذنكوا.
ذهبت شغف من أمامهم ثم خرجت من المستشفى بأكملها.
تحدث رحيم بعد مغادرة شغف لوالده وهو يقول:
- ممكن افهم، اي اللي حضرتك عملته ده، زمانها خدت عننا فكره غلط.
- غصب عني يا رحيم، أنا لحد دلوقتي مش مصدق انها بنت نجلاء.
تحدث رحيم باستغراب وهو يقول:
- نجلاء... نجلاء مين.
صمت رحيم قليلا ليتحدث باندهاش وتعجب قائلاً:
- قصدك، عمتي نجلاء.
اومئ خالد رأسه إيجابا على ما قاله رحيم ليتحدث رحيم قائلاً:
- شغف تبقى بنت عمتي... ازاي.. وعرفت منين؟
- من اول يوم شوفتها في لما كانت بتنظم حفلة خطوبتك، وقتها قلت يمكن شبه وبس، تاني يوم روحنا شقتها، أو ما شوفت ابوها حسيت اني شوفته قبل كده ولما شوفت مراته عرفت انها سمر صاحبة نجلاء اختي الله يرحمها، وقتها قلت اكيد اتجوزت، مجاش في بالي انها اتجوزت محمد جوز نجلاء، ولما طلبنا حد نفس فصيله دم جدك، مكانش في غير شغف، اللي هي نفس فصيله نجلاء، طلبت من المستشفى هنا وهي تاخد دو شغف، تعمل تحليل نسب بينها وبين جدك، وقتها جالي الخبر أن في تقارب نسب، علشان اتاكد من ده كله، روحت ليهم البيت وقبل ما اتكلم هما وقعوا بلسانهم، بعد اما اتاكدت حسيت أن الدنيا مش سيعاني، حسيت أني عايز اخد شغف في حضني واخبيها من العالم كله، واقول لنجلاء بنتك في حمايتي زي ما طلبتي زمان.
تعالت علامات الضحك والإبتسامة على وجه رحيم ليتحدث بصوت خافض لم يسمعه أحد قائلاً:
- يا احلى خبر في عمري.
ثم حمحم ليتحدث بمزاح وهو يبتسم قائلا:
- حيث كده بقا يا خالوده بيه انا عايزك في موضوع.......
******
- امسك الورق ده، وخلي خالد أو امير الجوهري يمضوه من غير ما ياخدوا بالهم مفهوم.
تحدث ذلك الشخص قائلا:
- اعتبره حصل يا بوص.
- عارف يا عُدي لو مهمتك دي خلصت على خير من غير مشاكل، هخليك تاكل الشهد.
تحدث عدي قائلاً:
- عيب يا معتز بيه، ده انا تلميذك، ولحم كتافي من خيرك، ده كفايه مساعدتك فيي عملية امي.
تحدث معتز بحب لعدي قائلاً:
- انت زي ابني اللي مخلفتوش، يلا روح خلص مهمتك وقتها هقولك تختفي امتى.
- علم يا بوص.
****
- امير... خالد.
هتفت بها نجلاء، التي كانت تنتظرهم أمام الشركه لمنع والدها من دخول المنزل، ليركض كلا من امير وخالد نحوها، حتى أخذوها في أحضانهم ليتحدث امير قائلاً:
- وحشتيني اوي يا نجلاء.
تحدث خالد أيضاً:
- ليه عملتي كده، انتي عارفه إن بابا بيبقى عصبي، وقت أما بيهدى بيعمل اللي احنا عايزينه.
تحدث نجلاء بحزن واستهزاء قائله:
- بيعمل اي، ابوك لو كان هيوافق على جوازي، مكنتش تاني يوم الاقي ماما بتقولي ابوكي جابلك عريس ووافق عليه وحددوا معاد كتب الكتاب.
- بإذن الله ربنا يحنن قلبه عليكي وترجعي وسطنا تاني.
- المهم، جايه اطلب منكوا طلب.
تحدث امير قائلا:
- أنتِ تؤمري.
وضعت نجلاء يدها على بطنها الممتلئة بعض الشيء لتتحدث قائله بابتسامه:
- عايزاكوا لما أولد تخلوا بالكوا من ابني أو بنتي، ممكن؟
نظر خالد الي أمير الذي نظر إليه هو الآخر بفرح قائلاً:
- اي ده أنتِ حامل.
اومئت نجلاء رأسها موافقه لتهتف مره اخرى قائله:
- متخلوش حد يأذي ابني مهما كان حتى لو...
صمتت قليلاً ثم تحدث قائله:
- حتى لو بابا.
تحدث امير مسرعا:
- متقلقيش يا حبيبتي ولادك في عنينا وباذن الله قبل ما تولدي حتى هتكوني عايشه معانا في نفس البيت وبابا هيسامحك.
نظرت إليهم نجلاء بابتسامه وحب.
*****
(في صباح يوم جديد خاصة داخل شركة الجوهري)
- عدي... عدي.
هتف بها فارس ليأتي إليهم عدي قائلا:
- نعم يا استاذ فارس.
اعطي له فارس بعض الأوراق قائلا:
- خد الورق ده لبيت الجوهري وخلي خالد بيه يمضي عليه علشان مستعجل على الورق.
نظر له عدي بابتسامه متصنعه قائلاً:
- عيني يا باشا.
ذهب عدي اولا إلى مكتبه ليقوم بوضع تلك الاوراق وسط الاوراق الذي أعطاها له فارس مسرعا دون أن يلاحظه أحد ثم أبتسم ابتسامة نصر، و ذهب إلى منزل الجوهري.
*****
(داخل منزل الجوهري)
كان الجميع يجلس على طاولة الفطار، بعد خروج الجد أمس مساء، حتى تحدث الجد قائلاً:
- اومال فين فارس؟
تحدث امير قائلا:
- في شوية شغل في الشركه هيخلصه ويجي.
اومئ الجد رأسه ثم عاد لتناول الطعام مره اخرى.
ينظر رحيم إلى والده خالد ويقوم بفعل اشياء غريبه بوجه مثل ( الغمز، تحريك الحاجب، تحريك العين إلى الجد ثم إلى والده)، يقابله أيضا ذات النظرات ولكن من والده خالد، لتلاحظ سعاد ذلك حتى هتفت قائله:
- مالكوا انتو الاتنين؟
حمحم خالد قائلاً:
- ولا حاجه.. بقولك يا حج، في موضوع كده حصل امبارح وكنت عايزك فيه.
تحدث عثمان بتعب قائلاً:
- قول يا خالد، موضوع اي.
كان خالد على وشك الحديث، لكن قاطعه دخول العم سيد قائلاً:
- في واحد بره بيقول أنه عايز حضرتك يا خالد بيه.
تحدث خالد قائلاً:
- واحد مين ده؟
- بيقول إن اسمه عدي وجاي من الشركه.
- طب دخله.
اوميء العم سيد رأسه إيجابا، ما هي إلى ثواني حتى جاء عدي قائلاً:
- سلام عليكم.
تحدث الجميع في أن واحد:
- عليكم السلام ورحمه الله وبركاته.
- خير يا عدي.
- ده ورق يا خالد بيه، الاستاذ فارس بعتني علشان حضرتك تمضيه لانه مستعجل عليه.
- ورق اي ده.
هنا شعر عدي بخوف شديد ليهتف قائلاً:
- مش عارف حضرتك ممكن تتصل بيه تسأله.
- طب هات الورق امضيه، وانا هبقى افهم منه بعدين.
اعطي عدي له الورق والقلم حتى قام بالامضاء عليه، ليتحدث عدي بابتسامه عريضه.
خرج عدي من المنزل، ليقوم بإخراج تلك الاوراق من وسط الاوراق الأخرى لينظر أمامه بانتصار.
- قول يا خالد كنت عايز اي؟
- هو الموضوع ده يخصنا كلنا مش حضرتك بس.
ترك الجميع الطعام لينتبهوا إلى حديث خالد قائلا:
- شغف؟
تحدث امير قائلا:
- مالها؟!
- تبقى بنت نجلاء.
كان الجد يمسك بكوب المياه لكي يشرب، حتى سمع تلك الجمله، سقط من يده كوب الماء، بينما الجميع وايضا ساره وضعوا يديهم على فمهم بصدمه، ليتحدث الجد بتثلعم قائلاً:
- ا.. انت بتقول اي.
- أنا هفهمك كل حاجه يا حج، بس قبل ما اقول حاجه رحيم طالب منك ايد شغف.......!
*****
( داخل المستشفى)
تعالت علامات الضحك والإبتسامة على وجه رحيم ليتحدث بصوت خافض لم يسمعه أحد قائلاً:
- يا احلى خبر في عمري.
ثم حمحم ليتحدث بمزاح وهو يبتسم قائلا:
- حيث كده بقا يا خالوده بيه انا عايزك في موضوع.
تحدث خالد قائلاً:
- خالوده؟
- اه طبعا خالوده ونور عيني كمان.
نظر له خالد بشك ليتحدث قائلاً:
- عايز اي يلا.
تحدث رحيم قائلاً:
- انت مش كده كده هتقول ليهم على أن شغف تبقى بنت عمتي.
- اه
- طب وانت تضمن منين أن جدي مايأذيش شغف.
- جدك مهما يكون شديد مستحيل يأذي أحفاده.
- طب ما هو اذي بنته.
نظر له خالد بتوتر قائلا:
- عندك حل؟
ابتسم رحيم قائلاً:
- اه طبعا.
-ايه؟
تحدث رحيم بحزن مصطنع قائلاً:
- والله انا بس علشان مستقبل البنت دي ومحدش ياذيها هضحي بنفسي وبساعدتي واتجوزها.
نظر له خالد بطرف عينه ليتحدث بجديه مصطنعه هو الآخر قائلاً:
- وانا يا ابني ميرضنيش انك تضحي بساعدتك.
ليتركه ويذهب، ولكن استوقفه رحيم قائلا وهو يمسك يده:
- تعالى بس يا خالوده، انت بتقفش كده ليه، أنا قصدي يعني اني اتجوزها علشان ايه.....
تحدث خالد قائلاً وهو ينظر إليه بضحك:
- علشان اي يا ابن خالد.
تحدث رحيم بإحراج وهو يملس على شعره قائلاً:
- بحبها.
ضحك خالد وايضا رحيم ليتحدث خالد بمزاح وكأنه صغير عشرين سنه قائلا:
- يا اختي كميله بتحبي يا بيضه.
كان رحيم يضحك ولكن عندما سمع هزار والده هتف بعض قائلا:
- تصدق يا خالد أنا غلطان اني اتكلمت معاك اصلا، سلام.
ذهب رحيم ليضحك خالد على ابنه.
*****
(العوده مره اخري إلى الواقع خاصة داخل الفيلا)
حكي خالد كيف علم بأن شغف ابنه نجلاء ليتحدث الجد قائلاً وهو ينهض:
- تعالى معايا.
وقف الجميع ليتحدث امير قائلا:
- رايح فين يا حج.
- هروح اتاكد بنفسي.
ذهب خالد وامير وعثمان الجوهري إلى منزل شغف....
*****
( داخل منزل ما وهو منزل عدي يظهر عليه الحال المتوسط)
يدلف عدي إلى منزله لم يجد والدته ليه ليهتف قائلاً وهو يتجه نحو غرفتها:
- ماما... يا ماما.
فتح عدي غرفة والدته ليجدها تقع أرضا مغشيا عليها، ليركض إليها مسرعا قائلا بفرع:
- ماما... ماما.
قام بأخذ والدته ليضعها على الفراش، ثم ذهب إلى المطبخ ليأتي بكوب ماء الي والدته، لتستقيظ والدته قليلا قائله بتعب:
- عدي حبيبي، كنت فاكره اني مش هشوفك تاني.
- بعد الشر عنك يا حبيبتي، انتي كويسه وزي الفل.
تحدث والدته قائله:
- سامحني يا ابني، سامحني اني حرمتك من ابسط حقوقك، بس والله أنا ماكنتش اعرف غير من سنتين قبل موت ابوك، وانا دلوقتي هقابل رب كريم.
تحدث عدي وهو على وشك البكاء:
- بعد الشر عنك، متقوليش حاجه، تعالى اوديكي المستشفى.
رفضت والدته بشده لتهتف قائلة:
- لا يا ابني، مافيش وقت، خليني اقولك الكلمتين دول، وحياتي عندك لتسامحني.
كان عدي يتحدث ولكن استوقفته والدته قائله:
- اسمعني لآخر يا ابني مافيش وقت.
ثم أكملت حديثها قائلة:
- لما كنت حامل كنت خلاص في الشهر الأخير وقعت من على السلم، ابوك وداني المستشفي، لاني كنت بولد، بس لاسف الطفل نزل ميت، والدكتور قال لابوك الله يسامحه أنه شال الرحم علشان خطر عليا، وانا مش هقدر اخلف تاني، وقتها ابوك بدلك بابني اللي المفروض ميت، كانت في الوقت ده كذا حاله في المستشفى ولدت تؤام، أبوك غيرك وحط ابني بدالك، ابوك اختار واحده كانت والده تؤام ولد وبنت، لان لو اختار الولدين، اكيد هتبقى شبه، بدلكوا مع بعض، والست فاكره أنها خلفت بنت والولد مات، اول ما صحيت خدتك في حضني، كانت الدنيا مش سيعاني، قبل ما ابوك يموت بسنتين، قالي على السر ده، سامحني يا ابني، حرمتك من اقل حقوقك أن يكون عندك ام واب وعيله لهدف اناني.
تحدث عدي وهو في حال من الصدمه قائلاً:
- ماتتكلميش تاني هتتعبي، تعالى معايا اوديكي المستشفى.
هتفت والدته وهي على وشك الموت قائله:
- دور على أهلك يا ابني، دور عليهم.
ما إن أنهت تلك الجمله حتى ذهبت روحها الى ربها. نظر لها معتز حتى تحدث قائلاً ببكاء:
- ماما.. ماما.
وضع معتز رأسه على صدر والدته حتى ذهب في نوبة بكاء شديده.
****
( داخل منزل محمد عبد الرحمن)
كان الجميع يجلس أمام التلفاز ليتحدث محمد علي شغف قائلا:
- رجعتي امبارح بدري ليه يا شغف ومروحتيش الشغل ليه انهارده؟
تنهدت شغف حتى هتفت قائله:
- مافيش، عثمان بيه وقع من طوله ووده المستشفى، وكانوا طالبين حد يتبرع بدمه، ومن حسن حظه أنه نفس فصيلة دمه، روحت معاهم المستشفى واتبرعت ليهم، وهما ادوني اجازه انهارده.
نظرت سمر الي محمد ليتحدث محمد بتوتر قائلاً:
- شغف، عايز اقولك حاجه.
- خير يا بابا اتفضل.
كان محمد على وشك الحديث حتى قاطعه صوت طرقات الباب، لتأخذ شغف الحجاب الخاص بيها لترتديه، لتقوم بفتح الباب وفعلت ذلك سمر أيضا.
قامت شغف بفتح الباب حتى هتفت باندهاش وتعجب قائلة:
- عثمان بيه.....؟!
