رواية الشيخ والمراهقه الفصل السابع 7بقلم ساره علي

 


رواية الشيخ والمراهقه

الفصل السابع 7

 بقلم ساره علي


دلف فارس الى غرفته ليجد لمار ما زالت مستيقظة ...

اقترب منها متسائلا بتعجب : " لماذا لم تنامي بعد ...؟!"

اجابته : " لا اشعر بالنعاس ..."

اومأ برأسه متفهما ثم جلس بجانبها على الكنبة يفكر في ما قالته ريم ...

لاول مرة يشعر بالشفقة اتجاهها ... هو يفهم جيدا معاناة من تمر بنفس وضع ريم وكيف يتعامل معها الجميع ... لكن ماذا عن لمار ...؟! كيف ستتقبل شيء كهذا ...؟! بالتاكيد لن تتفهم موقفه ...

استغرب من الإتجاه الذي اتجهت اليها افكاره ... هل يعقل انه بات يفكر بلمار وردة فعلها ...؟! منذ متى وهو بهتم بزوجته ...؟! كيف يفكر بها وبردة فعلها ...؟! لم يكن هكذا ... لطالما تعامل مع نشوى وكأنها شيء غير مرئي ... لم يمنحها اي اهمية في حياته ... ولم يفكر يوما في مشاعرها ... لماذا اذا يفكر بلمار وردة فعلها ومشاعرها ...؟!

افاق من افكاره على صوت لمار تسأله بإلحاح :

" هل فكرت بامر المدرسة ...؟!"

زفر انفاسه بملل من إلحاحها :

" يا لمار لقد اخبرتك بأنني سأفكر في هذا الامر ..."

اشاحت وجهها بعيدا عنه بضيق ليزفر انفاسه بقوة مرة اخرى ويقول :

" حسنا اذهبي الى المدرسة ... طالما هذا الامر يهمك الى هذا الحد ..."

" حقا ...؟!"

سألته بعدم تصديق ليومأ برأسه لتقفز من مكانها ببهجة غير مصدقة لما قاله قبل ان تحتضنه بقوة وتقبله من وجنته وهي تصرخ بسعادة : " شكرا ... انت رائع ..."

ولا اراديا ابتسم فارس وهو يتابعها ...

🤍🤍🤍

مرت الايام وبدأت لمار بالذهاب الى المدرسة ...

كانت تلك اسعد اوقاتها التي تقضي بين اسوار المدرسة فهي تحب الدراسة كثيرا وتتفانى بها دائما ...

في احد الايام كانت لمار تجلس في غرفتها تذاكر دروسها حينما شعرت برغبة كبيرة بالتقيؤ ...

ركضت بسرعة نحو الحمام الملحق بغرفتها واخذت تتقيء وتفرغ ما يوجد بجوف معدتها ...

دلف فارس الى داخل غرفته ليجدها تخرج من الحمام وهي تستند على الحائط بيدها بينما تضع يدها الاخرى على بطنها ... ركض فارس بسرعة نحوها واسندها واجلسها على السرير قبل ان يسألها بقلق :

" ما بك لمار ...؟! هل انت بخير ...؟!"

هزت برأسها نفيا قبل ان تجيب :

" كلا ... لست بخير ..."

" بماذا تشعرين ...؟!"

سألها بحيرة وخوف لتجيبه بألم :

" ألم قوي في معدتي ... "

ثم اكملت ببكاء : " خذني الى الطبيب ارجوك ..."

وبالفعل اخذها فارس الى الطبيب الذي فحصها بحذر قبل ان يقول : " اظن ان المدام حامل ... لنقم بتحليل الدم ونتأكد من حملها ... "

جحظت عينا لمار بصدمة ووضعت كف يدها على بطنها لا اراديا بينما اتسعت ابتسامة فارس فرحا ...

" طبعا ... سنقوم بالتحليل فورا ..."

قالها فارس وهو يتجه بلمار المصدومة الى مركز تحليل الدم ...

جلست لمار بعدها بجانب فارس دون ان تنطق بكلمة واحدة ... كانت تنتظر النتيجة برعب .... فكرة ان تكون حامل ترعبها بشدة ... لماذا لم تأخذ احتياطاتها ...؟! كيف نسيت شيء كهذا ...؟!

بعد فترة ليست قصيرة ظهرت التحاليل التي تؤكد حمل لمار ...

كانت فرحة فارس كبيرة بهذا الخبر السعيد ... عكس لمار التي كادت ان تبكي من شدة الصدمة ...

🤍🤍🤍

عادا الى المنزل ليجدا صفية تستقبلهما بالزغاريط ... 

احتضنت صفية لمار وهي تهتف بحب :

" مبارك ... مبارك لك حبيبتي ..."

كما انها احتضنت فارس وباركت له ...

باركت لهما رؤية ايضا والتي لاحظت وجوم ملامح لمار ولكنها لم تعلق بشيء ...

استاذنت لمار منهم وذهبت الى غرفتها ...

بينما جلس فارس بجانب والدته السعيدة بهذا الخبر لتهمس لها رؤية : " هل رضيت على الفتاة الان يا امي ...؟!"

ابتسمت الام وقالت براحة :

" الحمد لله ....لقد انتظرت هذا الخبر طويلا ..."

ربتت رؤية على كف يدها قبل ان تحتضنها بسعادة ...

🤍🤍🤍

دلفت لمار الى غرفتها لتنهار على سريرها باكية ...

ظلت تبكي كثيرا ... تبكي حظها العاثر الذي اودى بها الى هنا ... لم تتخيل يوما ان تحمل وتصبح اما في سن كهذا ... هي ما زالت صغيرة على شيء كهذا ...

شعرت بشخص ما يقترب منها فرفعت بصرها لتجد فارس يطالعها بنظرات مستغربة قبل ان يسألها بقلق :

" لماذا تبكين ...؟! هل حدث شيء ما ...؟!"

اومات برأسها دون ان ترد ليجلس بجانبها ويسألها بلهفة :

" لماذا البكاء صغيرتي...؟! اخبريني ..."

ابتلعت ريقها وهي تجيبه بتردد :

" لا اريده ... لا اريد هذا الطفل ..."

" ماذا يعني لا تريدنه ...؟!"

سألها مدهوشا قبل ان ينفعل غاضبا :

" ماذا يعني لا تريدنه ...؟! هل جننت ...؟! "

نهضت من مكانها وقالت :

" انا لم اجن ... انا ما زلت صغيرة ... ألا تفهم ...؟! 

كيف سأنجب واصبح ام في سن كهذا ...؟! اخبرني بالله عليك ..."

نهض فارس بدوره واقترب منها قائلا :

" انت امرأة متزوجة يا لمار ... ومن الطبيعي ان تنجبي وتصبحي ام ..."

هزت رأسها نفيا بعنف وقالت :

" انا لا اريده ... افهم هذا ..."

" لقد بات أمرا واقعا ... لا مهرب منه ... "

" سأجهضه ...."

قالتها بجنون ليقبض بكف يده على ذراعها ويهزها بعنف قائلا بملامح غاضبة :

" اخرسي ... اذا كررت ما قلته فسوف اقتلك ... هل فهمت ...؟!"

" اقتلني ... اقتلني فهذا افضل من أن اعيش هكذا ..."

رددتها بحزن كبير ليبتعد فارس عنها وهو يقول بعدم تصديق :

" يبدو ان الحمل قد اصابك بالجنون ... ساتركك قليلا علك تعودين الى رشدك ..."

ثم تحرك خارج المكان تاركا اياها تسقط على الارض وهي تبكي بعنف ...

🤍🤍🤍

مرت الايام ولمار تلتزم الصمت والبقاء في غرفتها ... 

لا تخرج منها نهائيا ... حتى المدرسة امتنعت من الذهاب اليها ... كانت تشعر بكآبة شديدة لما يحدث معها ...

تشعر بأنها محطمة ...

تطلعت لمار الى باب الغرفة الذي فُتح لتجد ريم تدلف الى الداخل وهي تبتسم لها ... " ماذا تريدين ...؟!"

اختفت ابتسامة ريم وهي تسمع سؤالها الجاف لتجيبها ببرود :

" جئت لاطمئن عليك ... "

" انا بخير ... بإمكانك الذهاب الان ..."

تعجبت ريم من اسلوبها البارد والقاسي معها لتقول بحزن واضح : " لمار لماذا تعامليني بهذا الشكل ...؟! اذا كان هذا بسبب امر زواجي من فارس ....فأنا لا ذنب لي به ..."

" ماذا تقولين انت ...؟! اي زواج ...؟!"

ابتلعت ريم ريقها وشعرت بأنها اخطأت بما قالته فردت بسرعة : " لا شيء ... انا لم اقصد شيء ..."

وهمت بالتحرك بعيدا عنها قبل ان تقف لمار في وجهها وتقول : " انتظريني هنا ... ماذا كنت تقصدين بحديثك....؟! زواج من الذي تتحدثين عنه ...؟!"

" لم يتم بعد ... "

لمار بعدم تصديق :

" هل ستتزوجين من فارس ...؟!"

" لمار اسمعيني اولا ... انت يجب ان تفهميني ..."

صرخت لمار بها :

" افهم ماذا ...؟! انك ستتزوجين من زوجي ...؟!"

" انا مجبرة اقسم لك ..."

" اخرسي ..."

هدرت لمار بها قبل ان تهتف بجمود وهي تضع يدها على بطنها :

" اخرجي لا اريد ان اراكي ..."

" لمار هل انت بخير ...؟!"

سألتها ريم بقلق وهي تحاول لمسها لتدفعها لمار بعيدة عنها وهي تقول : " لا تقتربي مني ... اغربي عن وجههي ..."

شعرت لمار بنفس الالم يعود اليها لتصرخ اخيرا بوجع قبل ان تنهار على ارضية الغرفة......


                       الفصل الثامن من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات