أخر الاخبار

رواية العاصفة (الجزء الثاني) الفصل الخامس 5بقلم الشيماء محمد

         

رواية العاصفة (الجزء الثاني)

الفصل الخامس 5

بقلم الشيماء محمد


كريم وأمل خرجوا قعدوا مع باقي العيلة في جو عائلي ظريف

كريم بإرهاق : الواحد نفسه ينام في الجو ده ..

طه ابتسم : الخضرة والمياه والهوا المفتوح فعلا بيحسسوا الواحد بالراحة والنعاس .

شوية وكريم وقف : لا بجد هنام لو قعدت أكتر من كده ! هو الرمل اللي هناك ده مش نعرف نوصله ؟

أمل بصتله فوقها وهو واقف : اه تعرف .

كريم بصلها بغيظ : بقول نعرف جمع مش أعرف !

أمل كشرت : طلوعها صعب يا كريم جدا اقعد الله يهديك .

كريم بص لأخوها : ما تيجي نطلع .

طه وقف وشد مراته معاه وابتسم : يلا بينا .

كريم اتحرك وأمل كشرت إنه سابها وسميرة بصتلها : ما تقومي يا كسولة تطلعي معاهم .

أمل كشرت ودورت وشها بعيد : لا خليهم يطلعوا مش طالعة ..

أمل اتضايقت إنه سابها ومشي ودورت وشها بعيد بغيظ منه وبعدها لقت حد وراها في مستواها بيقول مره واحدة : ما تقومي .

قالها في ودنها لدرجة إنها صرخت من الخضة وكلهم ضحكوا عليها وهي بصت لكريم بغيظ وهو ضحك : ما أنتي باردة ومش عايزة تقومي أعملك ايه ! قومي يلا .

أمل بغيظ : مش قايمة روح أنت .. مش رايحة معاك .

كريم بص لساعته وكشر : يعني كلها كام ساعة وهسيبك وأسافر .. كمان هنا مش عايزة تروحي معايا ! مش كفاية السفر !

أمل اتنهدت بزعل وهو ندم إنه اتكلم في الموضوع ده وخصوصا إنها قامت بدون ما تنطق أي كلمة وهو وقف معاها ومشيوا بصمت يلحقوا غادة وطه اللي سبقوهم !

حسن بص لعبدالله : هو أنت ليه يا أبو طه مش موافق إن أمل تيجي معانا ! أولا صعب عليهم يفترقوا ونكسر قلبهم بعد ما أخيرا اتجمعوا وثانيا أمل شغلها مهم في الشركة فمحتاجينها .

عبدالله بضيق : أنا مش قاصد أجرح قلبهم ولا أزعلهم .. بس احنا هنا في قرية والناس بتتكلم عمال على بطال ! أنتوا متخيلين إن أمل تيجي من القاهرة وتاني يوم واحد يجي وراها يتجوزها في يوم وبعدها المفروض ياخدها ويمشي .. الناس هترغي وهتتكلم .. لكن شوية الجو يهدا وبعدها تسافر حتى والدتها تسافر معاها لبيت خالها ويبقوا بيستعدوا للفرح .. لكن تاني يوم دي صعبة .. فاعذروني والله ما عايز أبعدهم عن بعض ولا أزعلهم ..

ناهد وحسن نوعا ما اقتنعوا بوجهة نظره بس ناهد مش هاين عليها ابنها أو أمل فبصتله : بس عمر ما كلام الناس بيقل ولا بيسكت وبيتكلموا في كل الحالات .. فلو هنعمل اعتبار لكل كلامهم مش هنتحرك أبدا خطوة واحدة .

سميرة بزعل : عمر ما في يوم اهتمينا بكلام الناس وربينا عيالنا على الصح والغلط .. بس الدنيا اتغيرت والحال اتغير .

حسن : بس طالما مربياهم صح يبقى خليكي واثقة فيهم إنهم مش هيغلطوا ولو حصل وغلطوا بيعرفوا يصلحوا غلطاتهم دي .. وبيتحملوا نتايجها .

عبدالله بيؤيد كلام حسن جدا وواثق من صحته بس غصب عنه بقى بيخاف على أمل من أي حاجة وخوفه بدأ ياخد شكل مرضي ..

سميرة حبت تغير الموضوع والكلام : إلا صح قوليلي يا أم كريم .. هو ازاي مؤمن وكريم أصحاب أوي كده ! يعني بعيد عن قرابتهم وإنه ابن خاله بس حاساهم أصحاب أوي وأخوات أوي يمكن بحسهم أكتر من الأخوات ..

ناهد ابتسمت : هما فعلا أكتر من الأخوات ..

سميرة بفضول : يعني اتصاحبوا على كبر كده ! يعني اللي فهمته إن مؤمن أهله كلهم في المنيا وعايش معاكم في القاهرة فهو جه عندك كبير يشتغل ولا ايه ! وازاي بقوا أصحاب أوي كده ؟

عبدالله بهزار : أنتي هتحسدي العيال ولا ايه ! واحد وابن خاله قريبين من بعض عادي يعني !

سميرة كشرت : ما شاء الله عليهم وربنا يحرسهم بس هما مش مجرد قرايب في صلة بينهم غريبة حسيتها .. من وقفته معاه في المستشفى زمان .. حضورهم مع بعض فرح طه .. دلوقتي ووقفتهم مع بعض .. يعني في علاقة غريبة بينهم .

ناهد ابتسمت : هو فعلا في بينهم علاقة غريبة وقوية ومتينة .. أنا بعتبر مؤمن وكريم أولادي وعاصم أخويا بيعتبر مؤمن وكريم برضه عياله .. والوضع ده هما اللي أجبرونا عليه .

سميرة بفضول : ازاي !

ناهد حكتلها : أنا ربنا ما رزقنيش غير بكريم واتمنيت يكون عنده أخوات بس ربنا ما أرادش .. وهو عنده حوالي ١٢ أو ١٣ سنة تعب جامد بدون أي مقدمات بدون سبب ولما أخدناه المستشفى قالوا إن الكليتين بتوعه بيفشلوا ودخلنا في دوامة كبيرة كنت خايفة إني أخسر كريم فيها وفضل في المستشفى كتير جدا ساعتها هو ومؤمن كانوا مجرد أولاد خال وصحاب عادي بيتقابلوا في الإجازات وبيلعبوا ولما جه مؤمن زيارة مع أخويا ساعتها نفسية كريم اتحسنت جدا ومؤمن طلب من أبوه يفضل مع كريم الإجازة وفضل معاه في المستشفى يخفف عنه بعدها جت الدراسة وكريم حالته بتتدهور وساعتها مؤمن قرر إنه يفضل مع كريم ونقلته في مدرسة عندي كان بيروح المدرسة ويرجع يشرح لكريم كل اللي أخده بالتفصيل وبقى هو همزة الوصل بينه وبين العالم الخارجي .. عاصم أخويا شاف قد ايه مؤمن مهم في حياة كريم وقد ايه الاتنين اتعلقوا ببعض .. فماكانش قدامه أي حلول غير إنه يسمح لابنه يكون سند لابن أخته .. ربنا رزقنا بعدها بدكتور اقترح علينا نسفره برا عند أستاذه وبعتله حالة كريم وطلب منه يبلغنا نسافرله .. كريم رفض يسافر من غير مؤمن ومؤمن رفض يسيب كريم فسافرنا كلنا مع بعض وساعتها اتبرعتله أنا بكليتي وعدينا الأزمة دي على خير بس طلعت منها بابن تاني لأن مؤمن بقى ابني ويمكن هو اللي كان السبب الأساسي بعد ربنا إن كريم يتخطى الأزمة دي .. معرفناش نرجعهم لطبيعتهم وماهانش علينا نفصلهم فعملنا اتفاق أنا وأخويا إن الدراسة عندي والصيف عنده واستمر الوضع ده لحد ما اتخرجوا مع بعض واشتغلوا مع بعض وبقوا ايد واحدة ودماغ واحدة وعقل واحد .. اللي مروا بيه خلاهم كده .

سميرة بتأثر : مؤمن ده شخصية جميلة جدا .

ناهد ابتسمت : فوق ما تتخيلي .. عسل ومرح ودمه خفيف هو وكريم أصلا بيكملوا بعض ..

سميرة : ربنا يحميهم لبعض .. ويديم الحب بينهم يارب .


أمل وكريم بيتمشوا وقدامهم غادة وطه

كريم بهدوء : أمل خلينا نتبسط وبلاش تفكري في اللي جاي ! حاولي .

أمل باصة قدامها ومش عارفة ازاي تقوله إنها بمجرد ما تفكر إنه هيبعد بتكون عايزة تعيط أو قلبها بيوجعها لدرجة إنها بتتخنق مش عارفة تتكلم أصلا ولا عارفة تفهمه والمشكلة إن هو كمان حاسس بنفس إحساسها ده فبالتالي مش عارف ازاي يطمنها

أمل حاولت تغير الموضوع وتهزر : بقى كنت هتطلع معاهم وتسيبني !

كريم ابتسم لمحاولتها : بقولك نعرف بتقوليلي تعرف .. أنتي بدأتي .

أمل بغيظ : وأنت ما صدقت .

كريم ضحك : بذمتك أنا طلعت من غيرك ! ولا رجعت بوست الأيادي ؟

أمل بتبرطم : والله لو كنت طلعت .

كريم بصلها : كنتي هتعملي ايه بقى سيادتك !

أمل بصتله بتذمر: كنت هتشوف هعمل ايه !

وصلوا لأول الرملة وبصوا لفوق كانت عالية جدا .. غادة قعدت عليها وبصتلهم : اللي فيه صحة يطلع .

طه ضحك : أنتي قعدتي هنا يعني ؟

غادة بضحك : حبيبي أنا لو حاولت أطلع ممكن أولد في نص الطريق .. أنا بكامل صحتي مابقدرش أطلعه فما بالك دلوقتي ! انساني هنا واطلعوا أنتوا .

طه قعد جنب مراته وبصلهم : فيكوا صحة اطلعوا .

كريم كشر : ايه ده ؟ ده أنتوا في العشرينات امال لما توصلوا الخمسينات هتعملوا ايه !

طه بضحك : هنقعد زي الجماعة كده هناك ونبعت عيالنا يطلعوا .

كلهم ضحكوا وكريم بص لأمل : هتطلعي أنتي ولا هتقعدي جنبهم ؟

أمل بتفكير : المنظر من فوق بيكون خرافي صراحة .. هحاول بس ما أوعدكش .

طلعوا مع بعض وأمل في النص وقفت وبتنهج : أنا غلطانة .. المصيبة إن النزول في لحظة بتبقى تحت .

بتتكلم وبتنهج وكريم واقف جنبها عادي جدا وهي استغربت : أنت مش بتنهج ليه !

كريم ضحك : علشان عندي لياقة بس .

أمل اتعدلت وبتريقة : جتلك منين اللياقة دي إن شاء الله .

كريم بصلها باهتمام : من الچيم والجري كل يوم .

أمل باستغراب تام: أنت بتجري كل يوم وبتروح چيم ؟

كريم بضحك : مالك مستغربة أوي كده ليه ! اه الصبح معظم الأيام باخد نص ساعة جري والچيم بروح ٣ أو ٤ مرات أسبوعيا ..

أمل مش مصدقة أبدا بس اهو مش بينهج وهي قلبها اتقطع وفجأة سألته : مؤمن بيروح معاك؟

كريم : مؤمن بيجي معايا الچيم أيوة لكن جري الصبح مالهوش فيه بيفضل النوم النصاية دي .

أمل باستغراب : بيفهم .

كريم قرب منها بتهديد : بيعمل ايه ؟

أمل بتردد : بيفهم محدش يصحى بدري علشان يجري أبدا .

كريم هز دماغه : اه قلتيلي .. طيب يا حلوة سيادتك هتصحي معايا بدري وهتنزلي تجري معايا .

أمل شهقت : انسى .. عارف أنا مابحبش أتآخر على محاضراتي أو شغلي بس المحاضرة ٨ بصحى ٧:٣٠ بحسب وقتي بحيث أوصل الكلية إلا خمسة اللي هو بالظبط فلا يمكن أصحى بدري أجري دي انساها .

كريم بإصرار : هنشوف .. المهم يلا نكمل .

مسك ايدها وبيشدها وهي مش قادرة لحد ما طلعوا فوق كان الهوا خرافي والمنظر رائع وخصوصا الشمس وهي قربت تغيب .. منظر الجبال في ناحية والزرع في ناحية تانية ..

كريم أخد نفس طويل جدا ومش ملاحظ أمل اللي مراقباه ومبسوطة لمجرد إحساسه هو بالراحة .. طلع موبايله وبدأ يصور المنظر حواليه

وبعدها شد أمل : ينفع ؟

أمل بمشاكسة : أنت عايز تصورني معاك ؟

كريم ضحك : اه عايز أصورك معايا ! عندك مانع حضرتك ؟

أمل بمرح : ونيجي ننفصل وتهددني بالصور دي؟

كريم كشر : فال الله يا شيخة ولا فالك في واحدة متجوزة امبارح تقول لجوزها تاني يوم ننفصل ! يا بت الملافظ سعد بعدين هو أنا بصورك في أوضة النوم ! ايه يا أمل ما تفوقي كده وتعالي ربنا يهديكي .

بدأت تتصور معاه وكل ما يجي ياخد لقطة بتعمل حركة مجنونة وهو بيلمحها في الكاميرا بس مش بيلحق يوقفها بصلها : يا بت اعقلي مفيش صورة واحدة هناخدها عاقلة ! كلهم مجانين كده !

أمل بتضحك : طيب أنا أصور بموبايلي شوية .

طلعت أمل موبايلها وفتحت السناب شات وقربت من كريم وقبل ما تصور مسك ايدها بالموبايل : ايه ؟

أمل باستغراب : ايه ؟

كريم بصلها : أنتي اللي ايه ؟ بتصوري ايه ؟ أنتي عامله في الصورة ايه ؟

أمل ضحكت : ده السناب ! ايموچي !

كريم بذهول : ايه الكلاب اللي لمحتها في الصورة دي ! وايه اللسان الي بيطلعه أنتي متخيله إني ممكن أتصور صورة زي دي ! أنتي عبيطة؟

أمل بتذمر : خطيبي وأتصور معاه براحتي بتليفوني .

كريم بذهول : أولا مش خطيبك جوزك ها وثانيا مش هتصور أنا بايموچي كلب لما تتنططي للصبح .. أنتي متخيلة كريم المرشدي يتصور صورة بايموچي كلب يا أمل ؟ أنتي تعقليها ! غيري الايموچي ده .

أمل بضيق طفولي : يوووه أنت رخم وبعدين الكلب كيوت .

كريم بتريقة : معلش أنا مفتري .. شوفي غيره .

أمل حركت وجابتله صورة تانية وضحكت وهو بغيظ : والله ما هرد عليكي بالروچ ده .. مش هرد .

حركت غيره وكل واحد مش بيعجبه

كريم آخر ما زهق : مش هتصور بالسناب يا أمل .

أمل قلبت فيهم كلهم وبعدها : شوف ده مافيهوش أي حاجة بس حاطط إطار للصورة .

كريم بصله : ماشي ده .

اتصوروا مع بعض كذا صورة وبعدها أمل بدون ما ياخد باله أخدت لقطة بايموچي الكلب وهو لمحها بس قامت جريت وهو بيجري وراها ومُصر يمسحها وهي رافضة تماما

جريوا ورا بعض شوية لحد ماهو مسكها بس مش عارف ياخد من ايدها الموبايل لحد ما هي وقعت على الأرض ساعتها أخد الموبايل

أمل : والله يا كريم لو مسحتها هزعل منك جدا .. فوق ما تتخيل !

كريم بصلها وساكت وهي اتعدلت : أنت متخيل إني مثلا هنزل الصور فيس أو هفرجهم للموظفين في الشركة وأقولهم مديركم اهو ! يا حبيبي الصور ليا أنا .. ذكرى ليوم زي ده ! إن كريم المرشدي مدير أكبر شركة برمجيات اتنازل واتصور مع خطيبته صورة زي دي .

كريم أخد نفس طويل وقعد جنبها بهدوء وبيفكر يمسحها ولا .. وبعدها انتبه فبصلها فجأة : أنتي قلتي ايه ؟

أمل باستغراب : أنا قلت كتير أوي ومش هعرف أعيد الجملة الطويلة دي تاني .

كريم بصلها : قلتي يا ايه ؟ أنتي ما قلتيش يا كريم قلتي حاجة تانية .

أمل افتكرت إنها قالت يا حبيبي بس ما تخيلتش إنه هيركز أوي كده اتكسفت وبصتله ببراءة : قلت يا كريم .

كريم كشر : ما قلتيش يا كريم وقولي قلتي ايه وإلا همسح الصور كلها .

أمل بغيظ : أنت بتهددني !

كريم بصلها واتراجع عن هجومه : طيب بطلي رخامة وقولي قلتي ايه ؟

أمل فضلت ساكتة وباصة لقدامها بإحراج وهو مرة واحدة : تصدقي أنتي بجد رخمة ما تنطقي يا أمل ! ما تقولي قلت يا حبيبي ! ما تقوليها !

أمل بغيظ وهي محرجة : ما أنا قلتها وأنت سمعتها يبقى خلاص مش لازم تقف عندها .. خليها تطلع طبيعية لكن مش بالأمر يا كريم .. مش هعرف أقولها بالأمر .

كريم باستغراب : مش بالأمر طبعا ده بالإحساس .

أمل بصت لقدام وهمست بخجل : وأنا قلتها بالإحساس بس أنت واقف ومصر أعيدها مش هعرف أعيدها بالشكل ده !

كريم أخد نفس طويل : اللهم طولك يا روح .. ماشي يا ستي عندي دي .. بس تعالي بقى نتصور زي المتجوزين .

أمل باستغراب : ازاي دي ؟

كريم شدها لحضنه وفتح الكاميرا : كدا اهو . باسها من خدها بسرعة ولقط الصورة وهي وشها اتقلب أحمر من الكسوف حاولت تبعد معرفتش وفضل يصورها وهي محروجة بعد ماخلص بعتهم على موبايله على الواتس وبعدها فتح الفيس بتاعها وبعت لنفسه ادد وفتح موبايله وقبلها واداها موبايلها

أمل مسكت موبايلها : أنت عملت ايه !

كريم بصلها : بعت الصور ليا على الواتس وضفت الفيس عندي وعندك وأنتي كمان حطي إنك مخطوبة امبارح كنا بنتكلم ونسينا .

أمل بمرح : تدفع كام؟

كريم بغيظ: حطي بدل مااخده أنا وأكتبها متجوزة .

أمل ودت وشها بعيد وبابتسامة فخر: عنيف أوي .

ضحك عليها وفعلا خلت حالتها إنها مخطوبة

كريم : قوليلي بتحطي صورك على الفيس ؟

أمل : لا طبعا وبعدين امبارح قلتلك مش بحب أحط صوري بس ليه بتسأل ؟

كريم ابتسم : مش بحب البنات اللي بتحط صورها الشخصية على الفيس .. الفيس ده شيء متاح للعام ما ينفعش للخصوصيات بس للأسف الناس فاهماه غلط .. ده مجرد وسيلة اتصال وتعارف وأصحاب يتلاقوا بعد غيبة لكن مش علشان ننشر حياتنا الخاصة وبعدها الناس بتستغرب ليه المصايب بترف عليهم ؟ وليه محسودين ؟ وليه البركة منزوعة ؟ وهم ناشرين حياتهم كلها في الفيس .. أكلوا، شربوا ، خرجوا ، عيالهم أزواجهم ، فطبيعي كل حاجة بتكون منظورة ..

أمل ابتسمت : فعلا البركة انتزعت من كل حاجة حوالينا .. يمكن فعلا لأننا حياتنا الخاصة بقت متاحة .. بس أنت اهو سيادتك نشرت صورتنا على الفيس.

كريم بصلها بذهول : أنا بس أعلنت عن ارتباطنا .. الجواز إشهار وأنا أشهرت .. بعدين أنا ماليش في الفيس والجو ده أصلا .

أمل بهزار : ماشي هعديهالك .

كريم بصلها : تصدقي إنك رخمة .

أمل بصتله وضحكت ببراءة مصطنعة : يعني حبك ليا هيقل شوية وأنا رخمة !؟( كريم كشر وهي كملت ) يبقى أرخم براحتي .

غصب عنه ضحك وهي كمان بس مرة واحدة بصتله بفضول : ماقلتليش مين اللي مؤمن عايز يتجوزها وأنا أعرفها ؟ وايه الموضوع ده ! ينفع تقولي ولا سر بينكم ؟

كريم ابتسم بمشاكسة : لو قلتلك سر ؟

أمل ابتسمت : يبقى خلاص سر .. يعني أكيد مش هقولك تخون أمانة صاحبك اللي مأمنهالك .. أنتوا أكتر من الأخوات وطبيعي أسراركم مع بعض .

كريم حط ايده على كتفها وشدها : أنا بحبك بجد كل ما بتتكلمي بحبك أكتر .

أمل اتحرجت : دي حاجة كويسة بس ليه !

كريم ابتسم وبص لقدامه : تخيلت هتقوليلي مراتك ولازم أعرف كل حاجة عنك و و و .

أمل علقت : مراتك ولازم أعرف كل حاجة عنك ده شيء مفروغ منه على فكرة أنا ده مش ضده بس اللي بنتكلم فيه ده مؤمن وده شيء يخصه هو .. فما تخلطش الأمور ببعض ! حبيت بس أوضحلك .

كريم ضحك : لا ما تقلقيش واضحة .. بس لا الموضوع مش سر عنك .. لأننا حابين أنتي وهي تقربوا من بعض .. هي نور على فكرة .

أمل كشرت : نور ! أيوة حسيت فعلا إن في اهتمام بينهم .. بس حلوة ! لكن ليه ما ارتبطوش ايه المانع ! أكيد مؤمن جاهز ويقدر يرتبط فليه ؟

كريم أخد نفس طويل : ده موضوع طويل ومليان كلاكيع كتير .

أمل باستغراب : كلاكيع ازاي !

كريم بصلها : هصدمك .. أولا نور أخت ملك .

أمل شهقت وبصتله : ملك مين ؟ ملك خطيبتك ؟

كريم كشر : يعني تبقي مراتي وتقولي ملك خطيبتي ازاي !

أمل كشرت : السابقه ما تزعلش .

كريم بصلها : اسمها ملك وبس .. بقت مجرد شريكة في الشغل .

أمل اتراجعت : المهم ازاي نور أخت ملك .

كريم حكالها كل التفاصيل وفعلا كانت كلها صدمات بتشهق وتنفعل معاهم

كريم : بس يا ستي ..

أمل بحزن : يا عيني عليك يا مؤمن .. يعني حب مع إيقاف التنفيذ .. بس ٦ شهور هيعدوا بسرعة إن شاء الله .. بس لازم يركزوا بقى .. بس هل ممكن خالك عاصم يرفض ؟ حسيته جامد .

كريم بتفكير : هو مش جامد ده لما تعرفيه هتحبيه جدا .. هو جد شوية لكن مش جامد لا وبعدين لو عرف نور وعرف أخلاقها هيوافق ..

فضلوا يتكلموا ويتناقشوا وبعدها سكتوا يستمتعوا بالغروب مع بعض وبصلها : لما نتجوز وننزل إجازة هنا بإذن الله فكريني نيجي هنا تاني .

أمل ابتسمت : إن شاء الله بس ليه ؟

كريم بابتسامة : المكان له سحر خاص وجو خاص .. عايز اجي تاني وأعيشه معاكي بشكل مختلف .

أمل ابتسمت وبصت لقدام لحد ما الشمس اختفت وطه ناداهم فقاموا ونزلوا الاتنين وانضموا للجماعة وبعدها حسن بصلهم : الأوقات الحلوة للأسف بتخلص بسرعة .. يلا بقى يدوب نلحق نروح علشان نتحرك .

طه باستغراب : تتحركوا فين ؟

حسن بحذر وهو بيبص لأمل اللي عينيها اتعلقت بيه هي وكريم : نمشي على القاهرة اسأل والدك كمية التليفونات اللي جتلي النهاردة قد ايه وخصوصا إن كريم مش بيرد على حد ..

طه بص لأخته اللي بصت للأرض وهربت بعينيها من الكل وبصله تاني : طيب مالحقناش نشبع منكم ولا دي تعتبر زيارة .. ده يدوب يعتبر النهاردة أول يوم لينا ! الأيام اللي فاتت كلها كانت طحن .

حسن بأسف : معلش بس والله ما هينفع عايز الصبح بعون الله أكون في الشركة وسيادتك ( بص لكريم ) الوفد اللي أنت مواعده جاي من اليابان .. وهيبدأوا الشغل بجد .. أمل أنتي عارفة المشروع ده اللي عملتيله البرزنتيشن بتاعته .. أنتي عارفة قد ايه ضخم ومحتاج شغل قد ايه .

أمل هزت دماغها بتقبل وساكتة وعيونها بتلمع بالدموع وكريم كمان ساكت مش عارف يقول ايه !

طه وكريم بيلموا حاجتهم وبيحطوها في العربيات وعبدالله واقف معاهم بيلقي نظرة أخيرة على المكان لينسوا أي حاجة

طه راح لعربيته وكريم وقف مع عبدالله : يا عمي ما تغير رأيك وتوافق أمل تمشي معايا !

عبدالله بصله : كريم ده أسبوع بالكتير يا ابني وهتحصلك بإذن الله ! بعدين ده أنت رجل أعمال كبير وأكيد بتسافر في شغلك ! مش بتروح أي سفريات ؟

كريم بصله بحزن : لا مش هسافر وأسيبها في شغلي أنا بقولك اهو مش هسيبها وأسافر .. أمل بتشتغل معايا .. يعني وقت ما هسافر شغل هاخدها معايا .. وقت ما هسافر فسحة هتكون معايا فليه هنتفرق عن بعض ! أمل مراتي وهتسافر معايا وهتروح عند خالها ولو حضرتك عايز وعد مني بأي حاجة هوعدك بيها وأنا قد كلمتي وأكيد حضرتك عرفت ده عني ! كل اللي هطلبه منك إنك توافق بس أوصلها الشغل وأرجعها منه مش عايز صلاحيات أكتر من كده ! فقل لي دلوقتي ليه مش عايزها تسافر معايا لأني مش هقدر أسافر وأسيبها هي تقعد تعيط بالشكل ده .. قلبي مش مطاوعني أعمل ايه فيه ؟

عبدالله حط ايده على كتف كريم : أسبوع يا كريم وهخليها تحصلك بإذن الله .. اديني بس أسبوع ! هي كمان تلم حاجتها وتشوف ايه اللي محتاجاه تاخده معاها كده يعني ! ما تزعلش مني يا ابني بس اعذرني ..

كريم هز دماغه بتفهم وراحوا لعربياتهم

وهم بيركبوا العربيات حسن بص لأمل : اركبي أنتي جنب كريم أنا عايز أقعد جنب نونتي شوية .

حسن ركب وماعطاش فرصة أصلا لأمل ترد عليه وأمل ركبت قدام جنب كريم بحرج وهو اتحرك بالعربية والجو ظلم جدا عليهم وصمت مسيطر على المكان .. كريم وهو سايق بص لأمل كانت مسهمة وساكتة ومنظرها ده بيضايقه جدا : أمولة .

أمل بصتله وحاولت تبتسم بس معرفتش فمد ايده لها وهي بصتله بتردد : حطي ايدك في ايدي .

مدت ايدها بهدوء وخجل وحطتها في ايده فضغط عليها أوي .. ومسكها حطها على قلبه وهو سايق وهي كانت محرجة منه ومن أبوه وأمه بس محدش فيهم علق أو اتكلم ومشغولين ببعض ..

حاولت تسحب ايدها بس كريم مسكها جامد ورفعها لشفايفه باسها وبصلها : قلتلك قبل كده ما تسحبيش ايدك من ايدي أبدا .. اتعودي بقى !

أول ما دخلوا للبلد والنور سحبت ايدها والمرة دي سمحلها .. وصلوا بيتهم وقفوا كلهم في المدخل ..

حسن بص لمراته : ادخلي لمي حاجتنا خلينا نتوكل على الله .

عبدالله باستغراب : طيب ندخل ونريح ونتعشى .

حسن ابتسم : لا لا .. هناكل على الطريق أي حاجة احنا يدوب نتحرك .. كريم يسوق شوية ولما يتعب أبدل أنا معاه .. خلينا نوصل عندي فعلا شغل مهم الصبح وهو عنده ميتنج لازم يحضره فمفيش وقت والله لولا عملت خاطر لأمل تزعل كنت أصريت نمشي امبارح بس قلت خليهم يقضوا اليوم ده مع بعض ..

كريم كان واصل لآخره فاعتذر منهم : بعد اذنكم أنا هدخل أجهز شنطتي ويدوب أغير هدومي وأصلي .. هسبقكم .

سابهم ودخل وأمل جامدة مكانها ..

ناهد وهي داخلة بصت لأمل : تيجي يا أمل معايا تساعديني في لم الحاجة ؟ بعد اذنك يا سميرة طبعا .

سميرة بسرعة : يا خبر طبعا .

سميرة دخلت تجهزلهم عشا وحاجات ياخدوها للطريق معاهم ..

ناهد شدت أمل معاها لشقة طه علشان تكون مع كريم .. بس أمل دخلت معاها وبتساعدها لكن ناهد وقفتها ومسكت ايديها الاتنين : أنا ماجيبتكيش تساعديني يا أمل .

أمل بصتلها بعينين مليانة دموع وناهد بحب : كريم من النوع اللي مش بيظهر مشاعره بسهولة بس هو هرب من وسطنا علشان يداري إحساسه .. روحي اقعدي معاه الشوية دول .

أمل بصتلها بتردد وهي شجعتها تروحله خبطت على بابه وكريم قال ادخل على أساس أمه أو أبوه

أمل فتحت الباب واتفاجئت بيه بيلبس وقميصه في ايده فقفلت الباب بسرعة تاني واتحرجت ابتسم ولبس بسرعة وفتحلها : ادخلي تعالي لبست ، سوري كنت متخيل إنك نونا أو بابا .

أمل بصتله بتردد بس فعلا كان لبس وهو

دخل يكمل شنطته

أمل بهدوء : أساعدك؟

كريم بصلها وهي بتهرب من عينيه مش عايزة تواجهه .. مدت ايدها مسكت هدومه على السرير وبتطبقهم وبترصهم في الشنطة وهو عينيه عليها لحد ما مسك ايدها : بتهربي من عينيا ليه ! عايز أشبع منك شوية .

أمل رفعت عينين مليانين دموع له وهمست : تشبع !

وغصبا عنها دموعها نزلت فهو ضمها لحضنه أوي : والله لو بايدي ما أسيبك تبعدي عن عيني لحظة ياحبيبتي .

أمل عيطت لأول مرة بصوتها في حضنه ونسيت كسوفها وحست إن روحها هتروح منها لو هو سابها وسافر ..

حسن دخل من برا وكان داخل عند كريم يستعجله بس سمع صوت عياط أمل وشاف كريم بيحاول يهديها .. سابهم ودخل عند مراته : أمل بتعيط .

ناهد بزعل : أنا مش عارفة ليه أبوها نشف دماغه كده ! خايف عليها من كريم معقولة !

حسن بتقدير : اعذريه .. والله أنا الاتنين صعبانين عليا .

ناهد كشرت : سيب كريم هنا ! وخلينا ناخد سواق ونطلع بعربيتنا .

حسن بصلها باستغراب : والشغل والميتنج .

ناهد زعقت : يولع الشغل يا حسن اللي يزعلهم بالشكل ده ويفرقهم عن بعض كده ! سيب كريم هنا .. خليهم يجوا مع بعض بعد الأسبوع اللي أبوها قال عليه .

حسن بتفكير : كريم هيوافق ؟!

ناهد بتريقة : لا هيرفض يقعد في حضن حبيبته .

حسن بص لمراته بغيظ : أنتي متخيلة يا ناهد إني بجبر كريم على الشغل ! ده شغله ودي تعتبر بقت شركته هو ومؤمن هو نفسه عارف إنه ما ينفعش يفضل هنا بس لو أنتي شايفة إنه عايز يقعد قوليله وشوفي هيقولك ايه !

ناهد سابته وراحتلهم وأول ما خبطت أمل حاولت تتماسك وبعدت عن كريم وبتمسح دموعها وهو كمان بيمسح دموعها .. ناهد دخلت بتردد تطمن عليهم

بصت لابنها : ما تخليك هنا جنبها الكام يوم دول .. سيب الشغل لمؤمن .

كريم بصلها : مش هينفع يا أمي المشروع ده بتاعي أنا مش بتاع مؤمن .. أنا اللي عملته من الألف للياء .. خلي الكام يوم دول يعدوا على خير وهرجع اخدها باذن الله .

شال شنطته وبصلها : هطلع الشنط برا .

هرب منهم بحجة الشنط يحطها في العربية وفعلا شغل نفسه بيهم

عبدالله مخنوق وطه جنبه بيحاول يقنعه يسيب أمل تسافر معاه بس رافض وسميرة بصتله بغيظ : أنت رافض ليه ؟

أقولك أنا ليه ! علشان عامل حساب لبدرية الكلب هي وبنتها ليتكلموا .. صح ! هتخلي جوز النسانيس دول يتحكموا في حياتنا علشان تسلم من ألسنتهم صح !

عبدالله كشر : لا طبعا .

سميرة بنرفزة : امال ناس مين تاني ممكن يتكلموا على أمل ؟ أبو كريم قالك الفرح خلال شهر .. يدوب هيجهزوا الدنيا والقاعة والجناح بتاعهم ويحددوا الميعاد خلال الشهر ده عامل حساب أنت لمين غير لبوز الاخص دول !

عبدالله بنرفزة بص لمراته : اسكتي يا سميرة وكفاية كلام .

سميرة بضيق : حاضر هسكت بس لما أمل تطلع ابقى افتكر فرحتها وضحكتها يوم كتب كتابها وبص لشكلها دلوقتي وبعدها فكر في كلام الناس ماشي .

سميرة باص


                الفصل السادس من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close