أخر الاخبار

رواية العاصفة (الجزء الثاني) الفصل الحادي عشر 11بقلم الشيماء محمد

          

رواية العاصفة (الجزء الثاني)

الفصل الحادي عشر 11

بقلم الشيماء محمد



أمل حاولت تكون طبيعية بس كريم وقف وبصلها : ممكن علشان خاطري تبطلي تحاولى تكوني طبيعية لو أنتي من جواكي مش حاسة بده ! خايفة ؟ اظهري خوفك ده ! ولا هو عيب ولا هو ممنوع .. اللي جواكي اظهريه يا أمل .

أمل بصتله كتير وأخدت نفس طويل وابتسمت : طيب يلا .

مشيوا مع بعض وكريم هيمد ايده يفتح الباب بس لاحظ توترها فبصلها ومنتظرها تهدا وتخطي معاه .. مسكت دراعه أوي وضمته وهو متفهم إحساسها لحد ما بصتله وشاورتله يفتح وبالفعل فتح الباب ودخلوا مع بعض

كريم بهدوء : المكان مختلف والجو مختلف وكل حاجة مختلفة .

أمل ابتسمت : فعلا الجو حلو أوي هنا .

أخدها ركن هادي وشاورلها تقعد ومسك الكرسي لحد ما قعدت وبعدها بيقلع چاكيت البدلة بتاعته وبيقعد وهي مراقباه ومبتسمة لحد ما قعد استغرب ابتسامتها : مالك ؟ بتبصيلي كده ليه !

أمل ابتسمت أوي وردت بخجل : لا .. أصلك جنتل أوي .

كريم ابتسم باستغراب : جنتل ازاي يعني ! 

أمل مسكت الوردة في الفاظة الصغيرة قدامها بتلعب بيها وبخفوت: موضوع تفتحلي باب العربية وتعدل هدومي قبل ما تقفل الباب وتنزل تفتحلي وتمسكلي الكرسي ! يعني الحاجات اللي زي دي .

كريم مبتسم : الحاجات دي عادية على فكرة .

أمل كشرت : لا طبعا الحاجات دي الواحد كان بيشوفها في التليفزيون لكن مش أي حد بيعملها .. يعني الوسط بتاعك اه عادية فيه لكن العادي لا .

كريم ضحك عليها : هي وصلت للوسط بتاعي ! المهم طيب الجنتلة دي عاجباكي ولا مش عايزاها .

أمل بغيظ : ايه عاجباني ولا ! مش هتعجبني ليه يعني ! 

كريم بتريقة : تكوني من أنصار تحرير المرأة من سيطرة الرجل .. هو بيفتح الباب ليه ما أنا بعرف أفتحه وهكذا .

أمل بتذمر : أنت تعرف عني كده ! أنا اه من أنصار تحرير المرأة بس مش من الحاجات دي .. تحريرها من تحكمات أهل مش عايزين يعلموها أو يجبروها على جواز .. أو تحريرها من زوج متسلط لكن مش أبدا تحريرها من اهتمام زوج .. أبدا .

جه الجرسون وجابلهم المنيو يطلبوا الغدا وأمل قالت لكريم يختار على ذوقه وبالفعل طلب ليهم وقعدوا منتظرين الأكل .. 

أمل شافت نافورة صغيرة وبصتله بحماس : ينفع نقرب منها ؟

كريم وقف وابتسم : طبعا يلا .

أخدها وراحوا عندها كانت ظريفة أوي وخصوصا إن عليها زي أفرع زرع صناعية واقف عليهم كذا بغبغان .. 

كريم ملاحظ ابتسامتها المعدية جدا وبعدها بصت لمرجيحة تشبه البيضة متعلقة وبصت لكريم : أنتوا عندكم واحدة زيها في الجنينة ؟

كريم ابتسم : اهممم .

أمل : ينفع نقعد عليها ؟

بتتكلم وهي رايحة ناحيتها وقعدت وبصتله : هتقعد جنبي ولا هتمرجحني ؟

كريم ضحك وقعد جنبها ولأنها صغيرة شوية فكانوا قريبين من بعض وهي بصتله : عايزة واحدة زيها بس في أوضة النوم .. مش في الجنينة .

كريم بصلها بعشق وشاور على عينيه الاتنين وهي ابتسمت وسكتوا الاتنين 

كريم بعد فترة : أمل ! ( بصتله ) ليه انهارتي بالشكل ده ! كنتي بتفكري ازاي !

أمل كشرت وهو مسك ايدها : كلميني يا أمل .. كلميني يا حبيبي .

أمل أخدت نفس طويل وبحزن : من ساعة الحادثة وأنا على طول بحلم بكوابيس من فترة للتانية بس أنت مش بتكون فيهم  معرفش أصلا يا كريم ليه انهرت ! وليه دلوقتي ! معرفش .. 

كريم بصلها كتير : كنتي حاسة بايه ! الأيام اللي فاتت ولا مش فاكرة ؟

أمل فضلت ساكتة شوية : بالخوف .. الرعب .. الاحتياج .

سكتت وهو متابعها ولما سكوتها طال سألها : الاحتياج لايه !

أمل بصتله ببساطة : لوجودك .. أحلامي كلها كانت كوابيس لأنك مش بتكون فيها يا كريم .. فالاحتياج كان لوجودك معايا .

كريم حط ايده على كتفها وضمها لقلبه : أوعدك إني طول ما أنا عايش هكون موجود في حياتك يا أمل .

أمل بصتله بعمق : احكيلي عنك أنت عملت ايه ! كنت حاسس بايه ! احكيلي عن الجحيم اللي قلتلي إنك عايش فيه !

كريم بصلها كتير وحد ايده على خدها بحب : أحكيلك ايه يا أمل ! ازاي كنت بموت في كل لحظة أنتي قدامي بتتألمي كده ! أمل أنتي كنتي جوا العاصفة عايشاها من تاني وأنا ( كان باصص لقدامه وبيتكمل بوجع ظاهر جدا ) وأنا بتفرج ( اتنهد) ماكنتش عارف أعمل ايه ولا أخرجك ازاي ! كل ما بتصحي بتحطي ايدك على جنبي وتقوليلي أنا بنزف وبتحاولي توقفي النزيف .. كان نفسي أصرخ بصوتي كله علشان تصحي وتشوفيني كويس .. كان نفسي تفوقي بأي شكل المهم تفوقي .. منتهى العجز .. قلة الحيلة .. متربط .. مش عارف أعمل ايه ! يعني أنتي محاصرة جوا كابوس وأنا عايش في كابوس ألعن منه الف مرة .. في أي كابوس بيكون الإنسان متربط مش قادر يتحرك ولا قادر يصرخ ولا قادر يفوق فأنا كنت كده .. متربط بمسكك وأقولك فوقي يا أمل اسمعيني .. بس أنتي بتصرخي وبس .. كان عندي استعداد أدفع عمري كله بس تفتحي عينيكي وتصحي .. والمشكلة الكل بيبصلي وكأن أنا في ايدي الحل .. في ايدي عصاية سحرية هتفوقك .. مامتك بتبصلي وتقولي كريم هنعمل ايه ! باباكي وطه ! وأنا عاجز .. هربت منهم .. طلعت للشارع لدرجة مؤمن وقفني وقالي هتطلع حافي !  بصيت لنفسي واكتشفت إني فعلا حافي ! دخلت شديت موبايلي ولبست أقرب حاجة قابلتني ونزلت ألف في الشوارع ..البنزين خلص مني وافتكرتك لما مونتي العربية وازاي كنتي مصابة وما اتكلمتيش لحد ما انهارتي .. وقفت أمون العربية والعامل بيقولي الحساب .. طيب أنا بلبس البيت هدفع منين ! افتكرت إن دايما في فلوس في التابلوه وفجأة رن في دماغي (( داووا مرضاكم بالصدقة )) لقيت نفسي بديله كتير وقلتله ادعي لمراتي تقوم .. اوووف يا أمل كانت أوقات صعبة أوي 

بعدها الدكتور اقترح نعيد اللعبة دي من تاني وقالي أنت ممكن تخسرها 

أمل بتآثر مسكت ايده : وازاي وافقت تخسرني ! 

كريم بصلها : لأني بحبك أوي وافقت أخسرك يا أمل .. كان يهمني أنتي وبس وأنتي في كلتا الحالتين كسبانة 

أمل باستغراب : ازاي أكون كسبانة وأنا بعيد عنك ! 

كريم ابتسم : لأنك ساعتها مش هتكوني بتحبيني .. حابة بس إني بنقذك في كل مرة تقعي فيها .. ( بص لقدامه ) الدكتور قالي مش يمكن تكون ما بتحبكش واللي عملته جميل ورده مجرد كلمة شكرا مش إنها تتجوزك ! يا إما هتكون بتحبك بجد وساعتها هتكمل معاك .. فأنت اعتبر ده اختبار هيوضح أمل بتحبك ولا بتحب إنقاذك لها .. خليها تتخلص من سيطرة عقلها وتشيل كريم من خانة المنقذ .. خليها تختار كريم منقذ ولا حبيب .. كان لازم أوافق وأخاطر بحبي علشان تفوقي .. 

أمل حاسة بيه وبكل كلمة هو بينطقها : وازاي اتقبلت اختيارك ده ! ازاي اتعاملت معاه ؟ 

كريم بصلها بحب وخوف وقلق : دخلت قعدت جنبك مسكت ايدك وفضلت أترجاكي تكوني بتحبيني زي ما بحبك ،فضلت أدعي إني ما أكونش مجرد منقذ وآخري كلمة شكر وبس .. كنت مرعوب إن حياتي ممكن تنتهي وعزائي الوحيد إن مهما تكون النتيجة أنتي هتفوقي وتكوني كويسة .. بيا أو من غيري 

أمل دموعها لمعت : ولو قلتلك شكرا ! 

كريم بصلها بعشق : كنت هدعي من قلبي تكوني سعيدة مع أي حد قلبك يحبه 

أمل بإصرار : وأنت ! 

كريم أخد نفس طويل وبصلها : هعيش ، بدون روح بس هعيش .. للأسف يا أمل إن موت القلب ما بيقتلش .. هعيش بس من غير قلب .. قلبي سبق واديتهولك .. فلو مشيتي هتاخديه معاكي .. 

أمل بصاله أوي ودمعة نزلت منها بس هو مسحها وهز دماغه : مش عايز أشوف دموعك علشان خاطري .. كفاية وجع .. كفاية 

أمل سندت على كتفه بحب وقربت منه أوي تستمد الطاقة والأمان والحب من قربه منها .. 

فضلوا يتكلموا كتير عن الحادثة وهو بيحاول يخليها تتكلم على قد ما يقدر وهي شوية بتسكت وشوية بتتكلم لحد ما الجرسون وصل بالغدا فقامت بسرعة وبصتله : الغدا جه أنا جعانة .

كريم ابتسملها بس بعد ما لفت وشها ابتسامته اختفت لأن فعلا هي ما رجعتش لطبيعتها .. 

اتغدوا مع بعض وهي ماسكة الشوكة والسكينة ومش متعودة على الأكل بيهم فمش عارفة تقطع الاستيك فكريم ابتسم وقطعهم هو وهي ابتسمت بمشاكسة : طيب قطعتهم المفروض تأكلني ! 

كريم ابتسم : أنا ماعنديش مانع أبدا إني آكلك بايدي أو بأي طريقة تانية .

أمل بصتله باستغراب : هو في طرق للأكل غير الايد ؟ 

كريم ضحك : طبعا في طرق كتير وفي حاجات كتير بتتاكل .

أمل باصاله بعدم فهم وهو بيضحك على نظرتها دي وشاور للأكل : كلي يا حبيبي بعدين هعرفك بالتفصيل الممل أقصد ايه .

أمل كشرت وبصت لطبقها وبتاكل بس عقلها مشغول يقصد ايه هو ومن وقت للتاني بتبصله باستفهام وهو يضحك عليها 

موبايلها رن وطلعته واستغربت 

كريم باهتمام : ايه ؟ ليه الاستغراب ده ؟

أمل بصتله : رقم غريب اللي بيرن عليا !

كريم ابتسم : طيب هاتي أرد عليه .. 

أمل كشرت : افرض طلعت بنت؟

كريم اتنهد : طيب افتحي الاسبيكر نشوف مين لو واحد أنا هتعامل .

أمل فتحت المكالمة والاسبيكر: السلام عليكم .

مؤمن رد : وعليكم السلام يا أمل ! ازيك أخبارك ايه ؟

كريم ابتسم لأنه عرف إنه مؤمن

أمل باستغراب : بخير الحمد لله مين ؟

مؤمن كشر باستغراب : مؤمن يا أمل هيكون مين ؟ 

أمل ابتسمت : سوري يا مؤمن معرفتش صوتك في الفون .

مؤمن ابتسم : ولا يهمك .. كريم معاكي صح ؟ 

أمل بصتله قدامها وابتسمت : اه قدامي لحظة بس ليه ماكلمتوش على موبايله ؟

مؤمن بغيظ : سيادته دشدش موبايله قبل ما يخرج .

أمل باستغراب : دشدشه ؟ ليه ؟

مؤمن : لا هو يقولك .

أمل ابتسمت : طيب هو معاك اتفضل .

أمل مدت ايدها بالموبايل لكريم وحطته قدامه وهو ابتسم واتكلم : أيوة يا مؤمن ! 

مؤمن بغيظ : تصدق إنك تنح ! والله تنح .

كريم بضحك : ليه بس ! 

مؤمن بنرفزة : علشان أنا قلقان عليك ومش عارف أوصلك وقلت لما توصل لأمل وتطمن عليها هتكلمني بس سيادتك طنشت وأنا مش عارف أكلمك .

كريم بضحك : طيب أنا كويس وأمل معايا اوك 

مؤمن بغيظ : يا برودك يا أخي .. أنت هناك مع مراتك ومهيص وأنا هنا قلقان وبضرب أخماس في أسداس .. ثم تعالى هنا هو مين المرفود يا بني آدم .. هو الدكتور شغال عندك مثلا .

كريم ضحك بصوته كله : طب والله فكرتني بالمتخلف ده.. ربنا رحمه إنه ماكانش قدامي واكتفيت بكلمة مرفود ، صحيح هو أنا هرفده ازاي ده؟

مؤمن ابتسم بس رد عليه بتهكم: قول لنفسك يا باشا .

كريم بضحك : ما أنا بقول اهو الله .. ( أمل بتشاورله جاب رقمها ازاي فكريم سأل مؤمن ) جيبت رقم أمل ازاي ! 

مؤمن بتريقة : من أمك هجيبه منين يعني !

كريم بتريقة : أمك ! ايه أمك دي ! ما علينا أنت عايز حاجة ولا بترخم بس ؟

مؤمن كان هيرد بس بعدها قفل في وشه

أمل ضحكت : مش أنا بس اللي بقفل السكة لما بتضايق .. مؤمن زيي اهو .

كريم كشر بهزار : أنتوا الاتنين فيكم الحركة الرخمة دي .

أمل ضحكت : أنت عرفت صوته علشان كدا سيبتني أرد؟

كريم : طبعا ياحبيبتي اومال هسيبك تردي على حد غريب؟

أمل ضحكت وبعدها باستغراب : موبايلك اتكسر ازاي قولي !

كريم أخد نفس طويل وبصلها : بعد ما سمعت رسالتك اتصلت بعماد اتخانقت معاه وبعدها حاولت أتصل بيكي بس كنتي قافلة موبايلك وأنا كنت على آخري فكسرته .. 

أمل بضحك : كسرته ازاي يعني ؟

كريم : حدفته على الحيطة بأقصى قوة عندي اتكسر .

أمل ضحكت جامد وبتحط ايدها على بوقها عشان ماتطلعش صوت وهو مبتسم وهي بتقول : مجنون .

كريم بصلها وبص لساعته : تقومي نمشي يلا .

أمل هزت دماغها وهو حاسب وطلعوا ركبوا عربيته واتحرك بيها كان الجو بدأ يظلم بصلها : ايه رأيك لو تسوقي شوية الطريق هادي خالص .

أمل كشرت : كريم اذا سمحت ما تضغطش عليا بالشكل ده ! قلتلك العربية دي مش هقدر أسوقها تاني .

كريم هدئ السرعة وبعدها وقف العربية على جنب الطريق وبصلها : ولو أنا أصريت تسوقيها ؟

أمل كشرت ودورت وشها بعيد عنه : مش هقدر .

كريم فك حزامها وشدها عليه قربها منه أوي وهي مستغربة واتكسفت : في ايه ! مش هسوق . 

كريم همس : مش هتسوقي بس ..... ( سكت شوية وبعدها بصوت مبحوح )  وحشتيني يا أمل .

أمل بصت لبعيد بحرج وهو رجع وشها تواجهه : وحشتيني بجد ! كام يوم بعيدة عني وبعدها رجعتي بالشكل ده .

ايده على وشها وعلى شفايفها تحديدا 

أمل رفعت وشها له وماقدرتش تنطق بس ايدها بتلعب في زراير قميصه بتوتر وخجل ملخبطها 

كريم مسك ايدها حطها على قلبه اللي بيدق بسرعة وهي بصتله فهمس : شايفة قلبي بيتوتر وبينبض ازاي وأنتي قريبة منه ! 

أمل ابتسمت وبصت للأرض فهو رفع وشها له وقرب من شفايفها وبص لعينيها يشوف هتعمل ايه وهمس : أنا بحبك .. بحبك فوق ما عقلك ممكن يتخيل يا أمل .

أمل عينيها متعلقة بعينيه وهي حاسة ولامسة حبه ليها وهو ايده على وشها ولمس شفايفها برقة وكأنه بيستأذنها بصمت وهمس : ما تبعديش عني لأني محتاجك فوق ما تتخيلي يا أمل .

قرب منها بحذر وهي غمضت عينيها لأنها هي كمان بشر وبتعشقه مش بس بتحبه ومن جواها بتتمنى لو تقدر تعبر عن إحساسها وحبها زي ما هو بيعرف يتكلم بس خجلها بيمنعها .. 

ضمها بشوق وحب ولهفة لا بتقل ولا بتخلص .. بعدها بشوية بعد عنها ورفع وشها يشوف عينيها ويدور على اللهفة فيهم لقي عينيها مش فيهم اللهفة اللي كان منتظرها بس لقاهم بينطقوا بالعشق زيه وبالشوق زيه فشدها تاني لحضنه وكانت ضمته ليها قوية لدرجة وجعتها فهمست باسمه : كريم .

كريم بصوت ضايع : عيونه .

أمل لجمتها الكلمة واتمنت لو تقدر تقوله إنه عيونها ، لا مش بس عيونها هو روحها والنفس اللي بتتنفسه كمان وهو حاليا مانع عنها النفس بقوة ضمته ليها فهمست تاني : وجعتني .

كريم اتنفض عنها بسرعة وبصلها بخوف : وجعتك ايه ؟ ايه اللي بيوجعك ؟

أمل مسكت ايده تهديه : مفيش ، متقلقش ، بس ضمتك قوية ( وحاولت تقلب الجو هزار عشان تطلع من الهالة اللي سيطرت عليها بوجوده وبكمية المشاعر اللي بينهم ) ووجعتني حبة صغيرة .

كريم اتنهد براحة وابتسم : حاجة جديدة منك أتعود عليها غير الشهقة عشان ماتخضش .

أمل خبطته في صدره وخبت وشها في صدره بحرج .. 

رفعت وشها له وبصوت متحشرج : كريم اوعى تصدق كلام الدكتور ده .. أنا أيوة بحس معاك بالأمان بس مش ده سبب ارتباطي بيك أبدا .

كريم همس وايده على خدها بتتحرك عليه بنعومة : ارتبطتي بيا ليه يا أمل ؟

أمل بصتله بحب وكملت : ارتبطت بيك علشان .......

كريم بص لعينيها بتطلب لأنه محتاج يسمع ده منها وهمس : علشان ايه يا أمل قولي ! 

أمل اترددت وهو قرب منها باسها جنب شفايفها برقة : قولي علشان ايه ! 

أمل ابتسمت بخجل باصة للأرض وهمست بصوت يكاد يكون مسموع : علشان بحبك .. ( اتقابلت عينيهم في نظرة مليانة حب وابتسامة من القلب وهي كررتها بخجل) أيوة بحبك وعايزة أعيش معاك عمري كله .. عايزة أفضل في حضنك العمر كله يا كريم .. 

كريم ابتسم وسند راسه على راسها بارتياح : وأنا بعشقك يا أمل .. بعشقك .

الاتنين بصوا لبعض بحب وبدون أي مقدمات أو حد فيهم يفكر هيعمل ايه الاتنين ضموا بعض باشتياق .. أخدها في حضنه وكأنها غايبة من سنين وهي اترمت في حضنه وكأنها عيلة تايهة وأخيرا لقت بيتها وسكنها .. 

قاطع لحظاتهم دي موبايلها فبعدت وهو اتعدل وطلعت موبايلها من جيبها وشافت الاسم المكتوب وبصت لكريم وبصوت مبحوح : ده بابا .. رد عليه أنت .

كريم أخد نفس طويل وأخد منها الموبايل وحمحم علشان يستعيد صوته وهي ضحكت .. بصلها ورد : أيوة يا عمي !

عبدالله كشر : يا كريم قلتلك ما تآخرهاش يا ابني هي لسة تعبانة .

كريم ابتسم : أكيد لو حسيت إنها تعبانة كنت جيبتها من بدري يا عمي بس على العموم احنا في الطريق راجعين .

قفل معاه وبصلها : بتصدريني أنا لأبوكي ! ماشي يا أمل .

أمل مسكت دراعه وسندت عليه وبتلقائية: أيوة بصدرك أنت ولعلمك مش هصدرك في دي بس هصدرك في كل حاجة بعد كده أي حاجة عايزاها هقول كريم وأي حاجة مش عايزاها هقول كريم رفض علشان بس يكون عندك علم .

كريم بصلها بمنتهى الحب وهي بصتله : عندك اعتراض؟

كريم بضحك : وهو أنا أقدر أعترض ! 

ابتسمت وهو دور العربية واتحرك يوصلها 

وصلها لبيت خالها وطالع معاها والدنيا كانت ظلمة جدا فهي ماسكة فيه : النور قاطع ولا ايه !

كريم : طلعي موبايلك نوريه يا أمل .

طلعت موبايلها وعطتهوله لحد ما وصلوا دور خالها مسكها من ايدها وشدها عليه وهي استغربت : في ايه ! 

كريم ابتسم : ما تقربي مني قبل ما ندخل .

كريم شدها أوي عليه لحضنه ورفع وشها ليه ويدوب قرب من شفايفها والجو كان ظلمة جدا وخصوصا بعد ما قفل الموبايل بس نور داخل خفيف جدا من السلم وعينيهم في عينين بعض فهي همست بخجل : أنا أكبر من إنك تخطف مني بوسة على السلم .

كريم شدها عليه أوي وضمها وبتوضيح : أنتي أكبر فعلا من كده بكتير بس أنتي برضه مراتي يا أمل ! 

أمل بعدت عنه شوية : مراتك أيوة بس مش في الظلمة يا كريم .. مراتك في النور .. تخيل منظرنا لو حد طلع فجأة وشافنا كده هيقول ايه عليا !

كريم كشر بغيظ : مش هيقول حاجة واحد ومراته .

شدها على بيت خالها مكشر وهي مبتسمة جدا وخبط على الباب ولحظة وسميرة فتحت وماسكة شمعة في ايدها وأول ما شافت أمل ضمتها أوي 

كريم باستغراب : محسساني إنها كانت مسافرة يا ست الكل ! ده يدوب كام ساعة .

سميرة كشرت : بس برضه كانت تعبانة يا كريم .

كريم بحب : ما تقلقيش عليها طول ما هي معايا .

سميرة حاولت تخليه يدخل بس هو رفض وهو هينزل أمل وراه : الجو ظلمة هتنزل ازاي ! تاخد شمعة ماما !

كريم ابتسم : لا يا حبيبي ده يدوب السلم ادخلي ارتاحي بقى .

أمل مبتسمة : هتكلمني لما تروح ! ولا صح مش معاك موبايل .

كريم ابتسم : هعرف أتصرف ما تقلقيش أكيد هلاقي موبايل في بيتنا أعرف أكلمك منه .

كريم مشي وهي دخلت متبسمة وأبوها أول ما شافها ابتسم بتلقائية : بقيتي بخير يعني !

أمل ضمت أبوها : الحمد لله يا بابا ..

دخلت لأوضتها ترتاح ومعاها بنات خالها بيكلموها بس هي سرحانة مع كريم وبس .. 

كريم أول ما وصل البيت كان الكل منتبه ووقفوا يستقبلوه وهو استغرب : مالكم واقفين كده ليه ! 

حسن بتوتر : مش تطمنا عليك يا كريم !

كريم شاور على مؤمن : ما أنا طمنت البأف ده لما كلمني وهو عارف إني موبايلي اتكسر .

ناهد كشرت : والبأف ده طمنا ماشي بس برضه .

كريم قرب باس ايدها وايد أبوه وابتسم : المهم أنا كويس .. وأمل كويسة .. وياريت تبدأوا تجهزوا للفرح علشان ننجز بقى مش عايز أي تعطيل تاني وربنا ما يجيب أي تعطيل .

سابهم وطلع لأوضته مبسوط وأول ما دخل الأوضة كل ملامحها كانت اتغيرت غير ما سابها الصبح .. نوعا ما اتضايق لأن أمل كانت في الأوضة دي وهو كان حابب الإحساس ده إن ريحتها في المكان .. أخد نفس بضيق بس صبر نفسه إنها قريب أوي مش هتفارقه ..

مؤمن كان في أوضته قاعد على اللاب بتاعه وموبايله رن كانت نور فرد عليها بجمود : أيوة يا نور خير !

نور كشرت : وبعدين يا مؤمن لحد امتى ! 

مؤمن بيحاول يكون لا مبالي : أنا عادي يا نور ! 

نور بضيق : لا أنت مش عادي .. خلاص يا مؤمن أنا غلطت ومعترفة بغلطي ده فأرجوك ما تفضلش تعاقبني عليه ! عرفت عمق العلاقة بينك وبين كريم .

مؤمن مبسوط من جواه إنها بدأت تفهم بس برضه مكشر وكأنها شايفاه : المهم يا نور .. أنتي كنتي متصلة بيا عايزة حاجة ولا بس بتكلميني عادي .

نور كشرت بضيق : كنت عايزة أطمن على ماما ! وعايزة أشوفها .

مؤمن كشر : لا طبعا تشوفيها ايه ! مش ناقصين مشاكل .

نور بحزن : بس وحشتني أوي .. مش عارفة أخبارها ايه ؟ مش عارفة مبسوطة ولا لا ! مش عارفة مرتاحة ولا لا !

مؤمن بتعاطف : بيتنا مافيهوش غير أمي وأختي وأمي ست طيبة ما تقلقيش مش من النوع المتكلف .. هتندمج هي ووالدتك ما تقلقيش وبعدين هي معاها موبايلها كلميها .

نور بخنقة : ما أنا بكلمها بس ماما مش من النوع اللي يحكي ويقول لو متضايق .. 

مؤمن سكت شوية بيفكر وبعدها : هكلم ماما الصبح وأطمن عليها وأطمنك .

الباب خبط عنده ودخل كريم فمؤمن ابتسم : خير يا كريم ! في حاجة ؟

كريم هز دماغه : بتكلم مين ؟ 

فمؤمن باستغراب : بكلم نور في حاجة ! 

خير ؟ 

كريم قرب منه مبتسم : خير يا ابن خالي بس عايز منك حاجة واحدة .

مؤمن باستغراب : ايه هي ؟ 

كريم مبتسم وشد من ايده الموبايل : بس عايز ده ( كلم نور ) سوري يا نور موبايلي مكسور وأنا ضروري عايز أعمل تليفون مهم .

نور ابتسمت بضيق : اوك يا كريم ولا يهمك يلا باي .

قفلت وهو قفل وبص لمؤمن : هجيبهولك بعد ما أخلص .

كريم خارج بس لاحظ إن مؤمن ما اعترضش ولا اتكلم ودي مش طبيعته أبدا فوقف وبصله : أنت ما قمتش تجري ورايا ولا تاخد الموبايل مع إنك بتكلم نور ! خير ! 

مؤمن مط شفايفه : عادي يعني أنت أكيد هتكلم أمل .. كلمها براحتك .

كريم رجع وقف قدامه : مالك ياض أنت ايه البرود ده ! مش عوايدك دي نور ! أنتوا متخانقين ؟ 

مؤمن كشر وسكت وكريم قرب منه : يا بارد رد عليا ! متخانقين ؟ 

مؤمن بضيق : مش عارف أسامحها إنها كانت السبب في خناقتنا بالشكل ده ! احنا أول مرة نقف قصاد بعض كده وأنا مش عارف أصلا أسامح نفسي على اتهامي ليك ! 

كريم قعد قصاد مؤمن بحب وتفهم : مؤمن مفيش أي حد في الكون ده كله مش بيختلفوا ! احنا غلطنا واختلفنا عادي يعني .. وارد يحصل .. ونور غلطت ماشي بس ما تطولش في الزعل مالوش لازمة صدقني .. بص أنا هكلم أمل طبعا الأول وبعدها هديلك موبايلك تكلمها وكفاية زعل اوك بعدين هي بتحبك وأنت عارف ده كويس .

كريم خرج يكلم أمل وفضل يرغي معاها شوية وبعدها : أمل بكرا هتيجي معايا الشركة صح ؟

أمل باستغراب : مش عارفة بابا هيوافق !

كريم كشر : أعتقد لو قلتيله هيوافق هيعترض ليه يعني ! 

أمل قامت : طيب استنى لحظة .

قامت وخرجت عند أبوها وكلهم كانوا سهرانين مع بعض : بابا بكرا الصبح إن شاء الله كريم هيعدي عليا بدري علشان هنزل معاه الشركة ؟ 

كلهم بصوا لبعض وكريم وأمل منتظرين بترقب رده وعبدالله بقلق : أنتي كويسة يعني يا أمل !

أمل كشرت : طبعا يا بابا .. خلاص هيعدي عليا يلا أنا داخلة الأوضة بقى

مشيت قبل ما يرد وكريم ضحك : ايه شغل الأونطة ده يا أمول .. أنتي قلبتي باباكي .

أمل ضحكت : هو أصلا لو معترض كان هيرفض بس هو متردد فأنا استغليت تردده مش أكتر .. 

فضلوا يتكلموا وبعدها كريم راح لمؤمن يديله الموبايل ومارضاش يكلم نور 


كريم في أوضته لقى أمه بتخبط ودخلت 

ناهد بصتله بحب  : احنا هنروح نشوف أمل علشان عايزة اذمن عليها يا حبيبي  

كريم قام من على السرير بسرعة : ايه دلوقتي ده احنا العشا ؟

ناهد ابتسمت : عادي أنا اتصلت بسميرة وقالت قاعدين تحب تيجي معانا ؟

مؤمن هنا دخل وبمرح : يحب ؟ ده هتلاقيه سابقنا

كريم بغيظ : مالكش دعوة يالا وبص لأمه : اديني ثواني وأكون لبست 

ناهد ضحكت وخرجت وبعدها مؤمن بصله باستفزاز راح كريم راميه بالمخدة ضحك وجري على برا وكريم راح يلبس


خرجوا وفي الطريق كريم وقف العربية وراح يجيب علبتين شوكولاتة ورجعلهم 

ناهد باستغراب : ليه اتنين ياحبيبي ؟

كريم ابتسم : علشان أمل بتحبها فعلبة ليها وعلبة لأهلها 

ضحكوا عليه وطول الطريق مؤمن بيتريق على كريم وينكشوا في بعض 

وصلوا وسميرة استقبلتهم وقعدوا كلهم وأمل خرجت ناهد حضنتها : حمدلله على سلامتك ياحبيبتي 

أمل بخجل : الله يسلمك 

راحت تسلم على حسن واتفاجئت بيه بيمسك ايدها بحب وخوف زي أبوها بالظبط : خوفتينا عليكي يا أمل ! حمدلله على سلامتك يا بنتي وقعتي قلوبنا بس الحمد لله قمتيلنا بالسلامة 

أمل ابتسمت بحب : تسلم يا عمي أنا الحمد لله بخير 

حسن ابتسم : يارب دايما يا بنتي ربنا يحفظك يارب 

بصت لمؤمن وابتسمتله : ازيك يا مؤمن 

مؤمن ابتسم : الحمد لله بخير المهم أنتي بقيتي بخير صح؟ خُفنا كلنا عليكي 

أمل ابتسمت : الحمد لله أزمة وعدت .. طمني على نور بخير ؟والأمور اتعدلت ؟

مؤمن ابتسم : اه الحمد لله .. أزمة برضه وعدت .. يلا الحمد لله على كل حال 

كريم بمرح وقف قدام مؤمن : هو الدور مش هيوصلي ولا ايه ؟ مش هتسلمي عليا ؟

كلهم ضحكوا و أمل كشرت بهزار  : ما أنا لسة شايفاك من شوية 

كريم بتريقة : عليكي رومانسية فظيعة 

كلهم ضحكوا وشوية وطه جه وسلم عليهم وباصص لأمل بإحراج علشان فاكرها لسة زعلانة وهي أخدت بالها وكريم كمان فحب يلطف الجو : ايه ياطه مالك اوعى تقولي أمل مقموصة ؟

أمل بابتسامة : أيوة مقموصة كان المفروض يجيبلي وجبة ماكدونالدز ولا حاجة علشان أفك

طه بحب : مستعد أجيبلك بس ماتكونيش زعلانة أنا والله مش قصدي 

أمل بتفهم : وأنا مش زعلانة ومقدرش أزعل منك

كريم بغيظ : ماتقدريش اشمعنى هو ؟

أمل بتذمر : على الأساس إني زعلت منك ولا عرفت اخد موقف ؟

كريم باستفزاز: ماتقدريش أصلا 

ناهد بضحك : ماخلاص بقى بطلوا تناقروا في بعض محدش زعلان من التاني خلونا ننسى 

عبدالله بابتسامة : لازم يجروا شكل بعض

حسن : عندك حق 

طه بمرح : طب حيث كدا بقى هاتي حضن ياأمل علشان أتأكد إنك مش زعلانة وقام حضنها وهي ابتسمت في حضنه 

كريم بذهول وغيرة قام : نزل ايدك ياعم دي مراتي روح احضن مراتك 

مؤمن باستفزاز : أخته ياكيمو أنت مالك


               الفصل الثاني عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close