رواية شغف رحيم الفصل التاسع 9بقلم أسماء محمد

          

رواية شغف رحيم

الفصل التاسع 9

بقلم أسماء محمد



- سلام عليكم. 

نظر الجميع الى شغف حتى ساد الصمت على ذلك المكان خاصةً رحيم......!

قام الجد من مجلسه ليذهب نحو شغف، وهو يمسك بتلك العصا التي يستند عليها، بينما نظر الجالسون على الجد وهو يتحدث الي شغف قائلا وهو يضع يده الاثنان على وجهها:

- ن...نجلاء..؟!

نظرت شغف الي خالد وايضا امير، ثم نظرت مره اخري إلى الجد لتتحدث قائله بابتسامه:

- حضرتك أنا اسمي شغف.. شغف محمد عبد الرحمن مش نجلاء. 

اثناء ذلك الحديث قامت نور بالانسحاب دون أن يراها احد لتذهب إلى المطبخ حتى قامت بمهاتفة صديقتها حبيبه، لتجيب قائله:

- اي اللي انتي قولتيه في المسج ده. 

هتفت حبيبه قائله:

- زي ما قراتي كده، عرفتي منين انك حامل. 

- روحت لدكتوره لما حسيت اني تعبانه من كام يوم، وهي اللي قالت ليا. 

- قالت ليكي انك حامل..؟

هتفت نور بصوت عالى الي حد ما وعصبيه قائله:

- اه قالت اني زفت حامل اي الاسئله الغريبه دي، حبيبه اقفلي دلوقتي علشان محدش يشك فيها اني قومت وخصوصاً إن في واحده شبه عمتو بره.

أغلقت نور مع حبيبه ثم همت بالخروج لتلف خلفها حتى تخرج من المطبخ وجدت فارس ينظر إليها والصدمه تعلو وجه الاثنان....!


                                       *****


بينما خارجاً تحدث خالد قائلاً: 

- دي البنت اللي قلت انك عايزها يا بابا، اللي عملت مشكله. 

نظر الجد عثمان الي شغف قائلا:

- عندك كام سنه يا شغف..؟

- 22 سنه..وبعدين حضرتك أنا مش هي، ثم نظرت الى خالد وامير قائله: 

- أنا كده عملت اللي عليا، ممكن امشي. 

تحدث الجد مسرعا فهو لا يريد أن يخسر تلك الفتاه التي تشبه ابنته كثيرا والتي ماتت زوجته حزنا على وفاة ابنتها الصغرى، ليهتف وهو أمسك بيدها قائلاً بترجي: 

- اقعدي شويه، عايز أسألك شويه حاجات ده بعد اذنك.

نظرت شغف إليه بخوف لتنظر الي خالد، حتى اومئ برأسه يحاول أن يجعلها مطمئنه لتهتف شغف بتوتر قائله:

- اتفضل حضرتك. 

- تعالى معايا المكتب، ليهتف بحزم قائلاً:

- محدش يقاطعنا. 

ذهب الجد وشغف الى المكتب، بينما كان الجميع يجلس في صمت، ليقطع الصمت حديث احمد الى زين قائلاً: 

- هي مش دي اللي شفناها في المطعم..؟ 

- اه هي، انت فاهم حاجه..؟ 

كاد احمد أن يجاوب ولكن قاطع حديثهم صوت سوسن قائله وهي تلتف حولها يمين ويسار: 

- اومال نور فين..؟ 

ليتحدث رحيم الذي لاحظ عدم وجود فارس أيضا قائلاً قبل ان يكتشف أحد ذلك: 

- أنا هقوم اشوفها. 


                                         *****

تحدثت نور بتثعلم إلى فارس قائله بخوف: 

- هو.. هو انت هنا من امتى..؟ 

كان فارس لاحظ بأن نور تنسحب دون أن يراها احد، فأخذه الفضول وقام ورائها على الفور، إلى أنه سمع الحديث بينها وبين حبيبه، ليشعر وكان أحد دس السكين داخل اعماق قلبه، فكيف لفتاته أن تفعل بيه وبعائلتها هكذا، اين كان هذا العقل وهي تفعل ما فعلته، نظر لها غاضباً ليتحدث قائلاً وهو ممسك بيدها بقوه: 

- هو مين..؟ 

تحدثت نور بخوف وعلى وشك أن تبكي: 

- مش فاهمه..؟ 

تحدث فارس بصوت عال، حتى سمعه رحيم قائلاً: 

نور، مش عايز هبل انتي عارفه أنا بتكلم على ايه..؟ 

جاء رحيم من خلفه قائلاً: 

- في اي.. وبتعملوا اي هنا..؟ 

تحدثت نور ببكاء: 

- فارس سيب ايدي بتوجعني.

لاحظ فارس وجود رحيم وبكاء نور، فكانت نور خائفه من أن يهتف فارس ما سمعه الي الجميع لتنظر له بأعين راجيه، ليتحدث قائلاً:

- مافيش، سمعتها بنتخانق مع صحبتها في التليفون.

تحدث رحيم بجديه وغضب وهو غير راضيا قائلا: 

- بتتخانق مع صحبتها، وماسك ايدها، فارس أنا مش أهبل. 

- هبقى اقولك بعدين يا رحيم مش هنا لان مينفعش حد يعرف.

نظر رحيم إليهما ليتحدث قائلاً:

- ساعه بالظبط وتكونوا في الكافيه اللي جمب الفيلا.

اومئ الاثنان رأسهم موافقين على ما قاله رحيم،

لتذهب نور خارجا وهي تزيل دموعها حتى لا يلاحظ أحد، في ذلك الوقت كانت قد أرسلت رساله عبر الواتساب إلى صديقتها. 


                                          *****

(على الجانب الآخر في إحدى المطاعم الكبري في مدينه نصر)


يجلس عمر يحتسي كوبا من القهوه ينتظر مجئ شخص ما إليه، لينظر إلى ساعته، ليرى كم الوقت المتبقي لمجيء الشخص الذي ينتظره. 

افاق من شروده على صوت شخص ما قائلاً: 

- استاذ عمر..؟ 

نظر له عمر قائلا بابتسامه: 

- معتز بيه. 

هتف معتز الى عمر قائلاً: 

- اسف لو اتاخرت عليك. 

- لا حضرتك مش مشكله، أنا اصلا ماكنتش متوقع انك تقابلني، وكمان تحط ايدي في ايدك. 

جلس معتز مقابل عمر، وطلب أيضا كوبا من القهوه الفرنسيه، حتى تحدث بابتسامه قائلاً: 

- على راي المثل يا عمر بيه، عدوي عدوك يبقى صديقك، واحنا الاتنين عدونا واحد، والعدو يبقى عائلة الجوهري. 

لينظروا الاثنان إلى بعضهم البعض، وتعلو على شفتيهم ابتسامه لا يأتي من ورائها خير..! 


                                            *****

كانت تجلس تلك الفتاه التي تشبه شغف إلى حد كبير، وتجلس بجانبها صديقتها سمر التي هتفت بمزاح قائله:

- سرحانه في اي يا ست جوليت. 

ضحكت نجلاء على حديث صديقتها لتتحدث بسعاده قائله:

- بكره محمد جاي وهيطلب ايدي من بابا، واخيرا بعد حب 3 سنين، هنبقى مع بعض.

هتفت سمر بقلق قائله:

- انتي متاكده أن عمو هيوافق عليه. 

- اه ليه لا؟ 

- يعني هو رجل صعيدي ومن سوهاج، اينعم غني زيك ويعتبر في نفس الطبقه بس مع طبيعة والدك وشخصيته، مش هيوافق عليه، ده غير طبيعة أهله أن مينفعش حد يتجوز من بره العيله والبلد بتاعتهم.

هنا فقط شعرت نجلاء بالخوف لعدم اكمال هذا الحب العميق بينهم لتهتف بمزاح قائله: 

- يا ستي لو محدش وافق هتجوزه من وراهم. 

ضحك الاثنان معاً على تلك المزحة ولكنهم لا يعلموا بأنها ستجلب لهم كوارث لا حل لها.


                                            *****

استيقظت سمر من شرودها على صوت محمد قائلاً: 

- سمر.. سمر.

نظرت له سمر وكانت هناك دمعه هاربه لتزيلها مسرعة قائله: 

- نعم يا محمد في حاجه؟

- سرحانه في ايه؟

تنهدت سمر بحزن قائله:

- هيكون في مين غيرها، انت فعلا ناوي تخلي شغف ترجعلهم. 

- كده او كده يا سمر كانت هتعرف أن ليها أهل اب وأهل ام. 

لتتحدث سمر ببكاء مرير قائله:

- بس هتعرف اني مش امها، ومش هتحبني زي الأول تاني. 

تقدم محمد نحوها بالكرسي المتحرك، ليمسك بيدها قائلاً: 

- حبك في قلب شغف هيفضل زي ما هو ومش هيقل، انتي ربتيها زي بنتك ويمكن اكتر كمان. 

تحدثت سمر ومازالت تبكي قائله: 

- بالله عليك متخليها تعرف حاجه دلوقتي، هما اصلا فاكرين أنها خلفت ولد مش بنت وكمان مات، يعني محدش هيعرف حاجه. 

- ربنا يسهل يا سمر، ادعي انتي بس. 

- يارب.. يارب.


                                           *****

                               (داخل فيلا الجوهري)


خرج الجد وشغف أيضا من المكتب ليهتف الجد بحزم قائلاً موجها حديثه إلى الجميع خاصة رحيم:

- شغف، من بكره هتبقى سكرتيره خاصه للشركه، وبما إن رحيم هو المسؤول العام لو حد غاب عن الشركه سواء أنا أو ابوه، ف شغف هتبقى مساعدته، مفهوم. 

نظر له رحيم والجميع أيضا، فكيف يعطي لتلك الفتاه لا يعلموا عنها شيئا منصب كهذا، فشغف هي أيضا تنظر إلى الجد قائله باستغراب:

- بس حضرتك اسمحلي، انت لا تعرفني ولا انا اعرفك، ومش معنى اني شبه بنت حضرتك، يبقى تثق فيا كده. 

نظر لها الجد بحنان قائلا: 

- انتي مش قلتي جوه انك نفسك تبقى مرشده سياحيه، شغلك كمساعده معانا في الشركه هيوفر ليكي ده، صدقيني مش هتندمي. 

نظرت له شغف ولم تتحدث بينما هتف الجد مره اخرى قائلاً: 

- مفهوم ولا..؟ 

تحدث رحيم قائلاً: 

- حاضر يا جدي، تحت أمرك.

تحدثت شغف وهي تهم بالذهاب قائله:

- بعد اذنكوا علشان اتاخرت اوي. 

سمح لها الجد بالذهاب، ليذهب هو الآخر إلى غرفته، بينما تختلس نور النظر بين رحيم وفارس، لينظر لها رحيم، لتفهم ما يعني ذلك وايضا فارس، لتنهض من مجلسها قائلاً: 

- أنا راحه النادي؟ 

وقف رحيم قائلاً: 

- هوصلك..! 

نظرت له نور ولم تتحدث بينما قام فارس أيضا بالاستاذان ليذهب خلفهم، إلى ذلك الكافيه. 


                                       *****

كانت حبيبه تجلس في غرفتها، ممسكه بتلك التفاحه لتأكلها، ثم أمسكت هاتفها عندما أعلن عن وجود رساله من نور، لتفتقدها لترى ما جعلها صادمه: 

- حبيبه أنا اتكشفت، تعالى بسرعه للكافيه إلى جمب البيت بتاعي. 

أسرعت حبيبها بتغير ملابسها، حتى ذهبت لإنقاذ صديقتها، وايضا من حسن حظها، أنه لا يوجد احد بالمنزل سواها.


                                        *****

                                  (في سوهاج)


كان نادر يقف أمام باب منزله، ويتحدث بهاتفه قائلاً: 

- انت متأكد من اللي بتقوله ده؟...

- طب اقفل دلوقتي. 

اغلق نادر هاتفه ليذهب إلى غرفة أخته دموع، وطرق الباب عدة مرات حتى سمحت له بالدخول، ليهتف قائلاً: 

- حبيبتي، اخبار مذاكرتك اي؟ 

- اهو قاعده بذاكر. 

- طب يلا خليكي جدعه كده، علشان بعد امتحاناتك، هاخدك معايا مصر. 

قفزت دموع من على الفراش قائلة بفرحه عارمه:

- صوح؟ 

- صوح، يا قلب اخوكي. 

قامت دموع باحتضان أخيها قائله:

- وهشوف بت عمي اللى بتقول عليها. 

- انتي اصلا رايحه علشان تشوفيها. 

هتفت دموع بفرحه:

- ربنا يخليك ليا يا ابيه. 

تحدث نادر قائلاً:

- يلا ارجعي على مذاكرتك يا دكتوره. 

تركها نادر وذهب ليرى والده ليتحدث معه في شيء هام..!


                                          *****

ذهبت شغف إلى منزلها، حتى استلمتها سمر بالتساؤلات، ماذا فعلت هناك، وهل قام احد بمضايقتها، ولم تهرب من تلك الأسئلة، عندما طلب محمد من سمر، ترك شغف لتنال قسط من الراحه.


                                                 ***

داخل الكافيه كانت تجلس نور وسط رحيم وفارس، وهي تفرك بيدها ليهتف رحيم قائلاً: 

- اتفضلوا انتو الاتنين قولوا في اي..؟ 


                  الفصل العاشر من هنا       

      لقراءة باقي الفصول من هنا                             

تعليقات



<>