رواية شغف رحيم الفصل العشرون 20بقلم أسماء محمد

           

رواية شغف رحيم

الفصل العشرون 20 

بقلم أسماء محمد



- يا زين، يا قرة عيني المستقبلي، استنى.

في ذلك الوقت، جاء احمد من الشركه ليذهب إلى منزله بغضب شديد حتى صرخ وهو يدلف قائلاً:

- فارس... فارس.

التف إليه زين الذي كان في الخارج يحاول أن يوقفه قائلاً:

- مالك يا احمد في اي؟

تركه احمد ليذهب إلى الداخل ومعه زين وايضا ريماس التي وقفت خائفة من دخول احمد بتلك الطريقه.

وقف الجميع على صوت احمد قائلاً الذي جاء وهو يركض نحو فارس يحاول لكمه:

- بقا انت اللي ورا كل ده، ليه.. قصرنا معاك في اي. 

كان كلا من رحيم وزين يحاولن منع احمد من ضرب فارس، حتى تحدثت نور بقلق قائله:

- ممكن نفهم في اي، وفارس عمل اي خلاك بالشكل ده. 

هتف احمد بغضب قائلاً:

- ماتقول عملت اي.

ثم ضحك مستهزأً قائلاً:

- طبعا، هو انت هتقول انك السبب في دخول ابويا السجن، وانك ورا عدي اللي جه وخلى ابويا يمضى على الورق. 

هنا شعر فارس بما يحدث، فكل شيء حدث خلال ثوان لم يستطيع أن يستوعب ما حدث، حتى هتف فارس قائلاً:

- ورق اي، وبعدين انت ازاي ممكن تشك اني اعمل حاجه زي كده. 

كان احمد يود لكمه ولكن استوقفه صوت الجد بحده قائلاً:

- أحمد، ايه مش عامل احترام لأي حد، خلاص مبقاش ليك كبير.

هتف احمد بأسف:

- اسف يا جدي بس من الصدمه مابقتش عارف انا بعمل اي، واخر حاجه ممكن أتوقعها إن فارس يبقى هو السبب في اللي بيحصل. 

هتف الجد بحده قائلا:

- معاك دليل على اللي بتقوله ده.

تحدث احمد قائلا:

- الوحيد اللي مختفي من يوم الحادثه هو عدي، والوحيد اللي جه هنا وخلي ابويا يمضي الورق اللي هو ملحقش يراجعه بحجة أن فارس هو اللي بعته، فأكيد مش هنشك فيه، حقيقي خطتك مشيت زي ما انت عايز يا فارس. 

تحدث الجد بغضب قائلاً:

- كل اللي انت قولته ده مش دليل كافي، ما يمكن غير الورق اللي فارس ادهوله، أو مش عدي اصلا وحد تاني، اوعي مره تانيه اشوفك بتشك فيه، سامع ولا.

ظل فارس واقفاً، الذي شعر بالانهزام، فهو لم يتوقع بعد معاشرتهم تلك السنين، يأتي أحد الان بتلك التهم السخيفه تحدث فارس قبل أن يخرج ولم يعر اهتمام لأحد قائلا:

- أنا ماشي لحد أما الحقيقه تظهر، وقتها هبقى افكر ادخل البيت ده تاني ولا، سلام. 

القي فارس تلك الجمله، وسط ذهول الجميع، للتحدث سعاد بأعين مليئه بالدموع قائلة:

- اي المصايب دي كلها بس يارب، اللهم أرفع غضبك عنا يارب. 

تحدث رحيم بغضب قائلاً:

- أنا مش فاهم امتي هتبطل تسرعك ده، امتى تبقى شخص عاقل، ازاي عقلك يصورلك انك تشك في فارس، انت اتجننت. 

تحدث احمد بغضب هو الآخر قائلا:

- اتجننت..!، انت عارف ان انهارده قبل ما امشي جالي عمر المالكي وطلب مني سحب جميع الاسهم الخاصه بيه هو ومعتز الدمرداش، يعني حتى لو ابوك هيطلع بكفاله مش هنعرف ندفع الفلوس. 

هنا حينما سمعت ريماس باسم أخيها عمر المالكي، شعرت بالصدمة تشل حركة قدميها، لتنسحب دون أن يراها احد، ثم ذهبت مسرعه إلى منزلها، وهي على وشك البكاء، فكيف يوجد بينهما علاقه على الرغم من سؤالها لأخيها، وأخبارها بأنه لم يعرف عنهم شيء، بالتأكيد هناك شيء في ذلك الموضوع، تلك هي الأفكار التي كانت تدار في رأسها، بينما اثناء ذلك الحديث، وجدوا امير يدخل من باب الفيلا، ليتحدث امير قائلاً:

- مين اللي كان بيزعق، واي اللي حصل...!

تحدث رحيم بغضب قائلاً:

- البيه اللي قدامك ده، بيشك في فارس أنه السبب في اللي حصل لابويا. 

صمت امير، مما جعل الجميع يستغرب بذلك الصمت الرهيب ليتحدث زين قائلاً:

- ساكت ليه يا بابا؟

تحدث امير وهو عاقد يده قائلاً:

- لان فارس هو أول خيط اللي ورا الحقيقه. 

تحدث رحيم قائلاً:

- يعني اي مش فاهم؟

- يعني المفروض نعرف اي اللي حصل بعد اما فارس ادى الورق لعدي. 

تحدث زين قائلاً:

- ودي هنعرفها ازاي بقا إن شاء الله. 

أجاب امير قائلاً:

- مافيش حل غير إننا ندور على عدي، هو الخيط الأساسي،الا اذااا......

تحدث رحيم قائلاً هو الآخر:

- الا إذا اي؟

هتف امير مره اخرى قائلاً:

- الا إذا كل الخيوط اللي احنا ماشين وراها دي مش حقيقه، وفي حد تاني ورا الموضوع ده. 

نظر الجميع إلي بعضهم البعض، بينما لاحظ زين اختفاء ريماس، حتى عقد حاجبه باستغراب. 


                                              ****

     (على الجانب الآخر داخل فيلا عمر المالكي)


كان عمر ومعه معتز يتحدثون حول أمر عائلة الجوهري، ليتحدث عمر قائلاً:

- عملت زي ما قلت وروحت ليهم وطلبت سحب الاسهم بتاعتنا كلنا.

تحدث معتز وهو يبتسم قائلا:

- خلاص، هي خطوه كمان ومش هيبقى فيه عيله الجوهري تاني اصلا. 

ضحك عمر ومعتز أيضا، ليتحدث عمر قائلاً:

- ناوي على ايه بعد كده؟

تحدث معتز وهو يرتشف من القهوه الخاصه بيه قائلا:

- مش انا اللي هعمل، مصلحة الضرائب هي اللي هتعمل.

ضحك الاثنان معاً، بينما كانت ريماس تقف خارجاً، تسمع ما دار بينهم الآن، لتسقط دموعها وسط صدمتها، فذهبت إليهم بتلك الدموع حتى تحدثت قائله:

- هو اي اللي أنا سمعته ده. 

نظر كلا من معتز وعمر الى بعضهم البعض ليتحدث معتز قائلاً وهو يهم بالنهوض:

- اسيبكوا أنا بقا.. ابقى عقل اختك ها. 

ذهب معتز ليقترب عمر من اخته قائلاً:

- سمعتي اي؟!

هتفت ريماس بغضب قائله:

- انت هتستعبط عليا ولا اي... أنا بقولك اي اللي سمعته ده. 

- اهدي بس وانا افهمك.

هتفت ريماس بدموع وغضب قائله:

- اهدى، اهدي ازاي وانا عارفه ان اخويا ورا أذية ناس، اهدى ازاي قولي، اهدى ازاي وانا دلوقتي بقيت شاكه، لا بقيت متاكده انك في اي وقت ممكن تدخل السجن، الشخص اللي فاضلي في حياتي يدخل السجن، قولي استفادت اي من اللي بتعمله ده. 

تحدث عمر وهو يتقرب من اخته قليلا قائلاً:

- أنا عملت ده كله علشانك و علشاني، عملت كل ده علشان اخد حق بابا، انتي نسيتي بابا مات ازاي. 

قطاعته ريماس بغضب قائله:

- بابا مات موتة ربنا، وبعدين اين كان السبب ده مش مبرر انك تاذي الناس بالشكل ده، مش مبرر انك تودي نفسك في ستين داهيه. 

تحدث عمر هو الآخر بغضب قائلاً:

- مش مبرر، انت عارفه انهم السبب في الازمه اللي حصلت لابوكي، عارفه انهم السبب في أننا نفلس ولولا ورثنا من امك مكناش هنلاقي ناكل، عارفه إن من وقت أما بابا عرف أنه خسر اكبر صفقه في حياته واللي حط فيها فلوسه كلها، من وقتها وهو جاله جلطه. 

تحدثت ريماس ومازالت مستمرة في البكاء قائله:

- تقوم عايز تخلي الناس تجرب اللي انت جربته، قولي دلوقتي لما يحصلك حاجه هعيش ازاي، وهعمل اي في حياتي، فكرت في ده.

تحدث عمر وهو يضع يده الاثنان على وجهها قائلاً:

- والله مافيش حاجه وحشه هتحصل صدقيني. 

اومئت ريماس رأسها بالنفي على ما قاله لتهتف قائلة:

- وانا مش هستنى لحد اليوم ده أما يجي، أنا هروح وهقولهم على اللي انت بتعمله ده. 

هتف عمر بغضب قائلاً:

- انتي اتجننتي، انتي عايزه تودينا في داهيه. 

- لا أنا خايفه عليك، خايفه تغرق اكتر من كده، خايفه بكره يعرفوا الحقيقه ويحبسوك انت. 

تحدث عمر وهو يتركها ويذهب خارج الفيلا قائلا:

- خطوه واحده بره البيت ده مش هيحصل. 

حينما خرج عمر قام بمهاتفة شخص ما قائلا:

- الحراسه على الفيلا تزيد، ومن الباب الخلفي كمان، وممنوع ريماس هانم تخرج من الفيلا مفهوم.

ثم قام بإغلاق هاتفه ليذهب حتى يفعل ما أمر بيه معتز. 


                                              ****


       ( على الجانب الآخر في إحدى الكافيهات)


يجلس عدي شارد الذهن، فحينما عرف من أهله، جعل الوضع أكثر تعقيداً مما ظن، فهو لم يعرف ماذا سيفعل الآن في ذلك الاختيار الصعب، هل سيقف مع رئيسه معتز الذي دائما عامله بلطف، ولم يبخل عنه باي شيء وخاصة أنه لديه مشاعر تجاه ابنة معتز التي تبلغ من العمر 19 عاما، أم يقف مع أهله عائلة الجوهري، نعم فعدى اكتشف الآن أنه من نسل الجوهري وهو إبن ساره وجاسر، وايضا اخو نادين التوأم، فعدي يبلغ من العمر واحد وعشرون عاما كعمر نادين والاء أيضا، ولكن هيئته تدل على أنه في الخامس والعشرين، فنادين حينما توفت كانت تبلغ من العمر عشرون عاما، ومر سنه على وفاتها والان اصبح كلا من عمر الاء ونادين وايضا عدي واحد وعشرون عاماً. 

ظل عدي عدة ساعات لم يعرف ماذا يفعل، أم أنه يخبر عائلة الجوهري بحقيقة الأمر، أم يظل من معتز كما هو،وينسى أمر عائلة الجوهري وكأنه لم يعلم اي شيء


                                            ****

مر اسبوع دون حدث جديد لم يستطيع أحد العثور على أدلة تثبت براءة خالد وايضا لم يتبقى سوا يومان فقط على انتهاء الاربعة عشر يوماً ثم يعيد الحكم عليه مرة أخرى، والأمر الذي ذاد تعقيدا هو اختفاء فارس.

يجلس خالد يضم ركبته كالاطفال، الذي أصبح شاحب اللون، ولديه الكثير من الدقن، جعل شكله قذر وايضا تلك الملابس المتسخة وعليها الكثير من الغبار، فهذا سجن وليس فندق خمس نجوم بالطبع سيكون هكذا، فقط ما يؤلم خالد، هو أنه لم يفعل شيء خاطئ ولكن انتهى بيه الحال بتلك الحاله السيئه. 

كان يجلس وكيل النيابه حتى دلف إليه العسكري قائلا:

- في واحد بره عايز حضرتك يا فندم. 

هتف الظابط قائلاً:

-دخله. 

اومئ العسكري رأسه إيجابا ليدلف ذلك الشخص إلى الداخل حتى تحدث الظابط قائلا:

- خير، اتفضل.

تحدث فارس قائلاً: 

- جاي اقدم اعتراف بخصوص قضية الجوهري يا فندم. 

عندما سمع وكيل النيابه اسم عائلة الجوهري حتى هتف مسرعا قائلاً:

- لا أقعد كده، وواحده واحده، فهمني اعتراف اي. 

حتي فارس قائلاً:

- بخصوص قضية خالد الجوهري. 

تحدث وكيل النيابه قائلاً:

- واشمعنا جاي بعد المده دي كلها تقدم اعترافك. 

تحدث فارس وعلى ملامحه الحزن قائلاً:

- تأنيب الضمير بقا يا باشا، ومهما كان في بينا عيش وملح. 

اومئ الظابط رأسه إيجابيا قائلاً:

- اممم، تأنيب الضمير، تمام.. قولي اي الاعتراف اللي جاي تقوله. 

تحدث فارس ويدور حول رأسه حديث احمد عنه قائلاً:

- أنا اللي خليت خالد الجوهري يمضي الورق من غير ما ياخد باله....!


            الفصل الواحد والعشرون من هنا     

  لقراءة باقي الفصول من هنا     


تعليقات



<>