أخر الاخبار

رواية عهد الأخوة الفصل الثامن والعشرون 28 الأخير بقلم رانبا البحراوي

       

رواية عهد الأخوة

الفصل الثامن والعشرون 28 الأخير 

بقلم رانبا البحراوي



ذهب عمر محني الرأس حزين وشاهدته فرحة من النافذة وظلت تبكي خلفه. 


لم يشفق حمزة على دموعها وكأنه يعاقب عمر على فقدانه لأخته وأنه لم يظل يحيي ذكراها واراد ان يحرمه من فرحة كما حرم من علا. 


نظرت فرحة لحمزة وقالت :وماذا لو منعك من رؤية علا؟


ظل حمزة صامتا يبدو أن غضبه منعه من  التفكير في اي شئ. 


عاد عمر الى المنزل حزين جدا استقبلته زينة وكانت ابتسامتها بمثابة الدواء لألم قلبه، استند عمر براسه على كتفها وظل هكذا دون أن ينطق بكلمة واحدة. 


استجمع عمر نفسه قليلا ثم حكي لها ماحدث.


انصتت زينة إليه جيدا وقالت :أنا السبب إذن. 

عمر :اطمأني لست السبب، السبب هو حمزة لا اعلم مالذي حدث له وكيف اصبح قاس القلب هكذا. 


زينة :اذا ذهبت من حياتك. 


قاطع عمر حديثها بصراخ وقال :الا تعلمين شئ سوى الهروب لماذا انت بهذا الجبن، هل تظني إذا ذهبتِ من حياتي سأصبح سعيدا مثلا، مايحزني ليس ابتعاد اختي عني مايحزني انها سمحت لزوجها بأهانتي لو انني عزيز عليها لخرجت بنفسها واخبرتني ان اذهب اليوم لانه حزين وأعود لاحقا لكنها لم تفعل شيئا. 


زينة :لا تحزن قد تكون نفذت اوامره بسبب مرضه. 

عمر :كانت تستطيع فعل ذلك دون أن تجرحني. 


تلك الليلة مرت على كلاهما الاخ واخته لم يناما مطلقا وخاصة فرحة التي لم تجف دموعها حتى الصباح. 


مرت الايام وافترقا الاخوات لم تعد فرحة تراه ولم يعد يراها وكلا من حمزة وفرحة اشتاقا لعلا كثيرا. 


قرر حمزة الذهاب إلى النادي ليرى علا من بعيد اثناء التمرين.


لاحظت زينة أن علا قفزت دون أن ينتبه لها المدرب فأخرجتها من الماء وظلت تصرخ عليها بقوة وتعنفها خوفا من ان يصيبها مكروه وعلا كانت مبللة وترتجف من البرد بيدها وتبكي كانت تظن أن زينة قد تضربها

وظلت تبكي خوفا منها. 


وصل حمزة بهذه الاثناء وأمسك بيد زينة ودفعها وقال :لماذا تصرخين عليها هكذا؟


علا ببكاء :حمزة اشتقت لك اخبرني والدي انك سافرت مرة أخرى ولذلك لم تعد تأتي لزيارتي.


حمزة :اخبريني، هل تقوم هذه السيدة بالاساءة اليكِ دائما كما رأيت اليوم؟


حاولت زينة شرح الأمر له ولكنه لم يستمع اليها، ازداد الأمر سوء بين حمزة وعمر بعد ذلك الموقف بسبب سوء معاملة زينة لعلا. 


لم يفهم حمزة ان غضب زينة ماهو الا خوفا على الصغيرة. 


ذهب حمزة غاضبا وانتظر عمر بالسيارة أمام مسكنه 

عندما وصل عمر خرج حمزة من السيارة واتجه نحوه غاضبا واخبره انه لا يصلح ليكون ابا لأنه سمح لزوجته بتعنيف ابنته بهذه الطريقة. 


احتد النقاش بينهم ودفعه حمزة بقوة وكاد يضربه لولا تدخل حارس العقار الذي حال بينهما. 


حمزة بغضب :اذا قامت زوجتك بأذى علا مرة أخرى ستجدني أمامك. 


غضب عمر كثيرا من تصرف حمزة ولكنه لم يصدق ان زينة تستطيع ان تؤذي علا ولكنه اتصل بزينة كي يفهم ماحدث وبالفعل تفهم عمر الأمر ولكنه ظل غاضبا جدا مما فعله حمزة وخاصة ان بعض الجيران سمعوا ماحدث وقد يسيئوا فهم زوجته. 


فرحة كانت تهتم بحمزة رغم انزعجها منه لم تقصر بعلاجه وطعامه يوما واكثر مايزعجها تلك المكالمات السرية التي كان يجريها دائما بعيدا عنها. 


لم تكن فرحة تعلم أن هذه المكالمات السرية من اجل

والدتها، اراد حمزة ان ينهي مشكلة والدتها وقضية السرقة التي مقامة ضدها حتى يستطيع اعادتها إلى مصر مرة أخرى وأن اختفاء والدة فرحة من المستشفى كان بسبب حمزة الذي دعمها ماديا ووفر لها سكنا بامريكا حتى لاتعمل بهذا العمر. 


اخفي حمزة ذلك عن فرحة لانه يعلم انها قد ترفض مساعدة والدتها ولكنه شعر ان من واجبه مساعدة والدتها. 


مرت الايام 

تحملت فرحة البعد عن اخيها حتى شفي حمزة تماما قررت أن تحدثه كي تصالح اخيها وتتخذ موقفا في حال رفضه ذلك. 


بينما قررت فرحة التحدث معه، اخبرها حمزة انه قام بحجز رحلة لكلاهما بشرم الشيخ كي يعوضها عن ايام زواجهما الأولى التي انقضت بالمستشفى. 


قررت فرحة تأجيل الحديث معه لحين العودة من الرحلة حتى تتحسن حالته النفسية والمزاجية ويسمح لها برؤية اخيها.


سافرا الاثنان وكأنها اول ايام زواجهما بدون مواعيد دواء او طعام صحي او اي شئ من هذا القبيل كلما خرجا كان يظل حمزة ممسكا بيديها وكأنها طفلته التي يخشى عليها من الزحام، كان دائما ينظر لها بأبتسامة وكأنه لايبتسم الا عند النظر بوجهها كانت 

بمثابة الصديقة التي يشعر بالراحة عند الكلام معها والحبيبة التي يطمئن قلبه ويسعد برفقتها، حاولت 

فرحة اخفاء احزانها لحين عودتهم ولكنه في كثير من الاحيان كان يتضح عليها الحزن وسرعان مايتجاهل حمزة حزنها ويريد تعويضها بالهدايا والكثير من الحب والحنان ولكن لم يعوضها كل هذا افتقادها لاخيها وشوقها لرؤيته. 


مرت أيام الرحلة سريعا وبيوم عودتهم قررت فرحة عدم تأجيل الأمر جلست بجانبه ونظرت بعينيه التي لم ترى منهما شيئا سوى الحب. 


فرحة :ألم يأن الوقت لكي تأخذني إلى أخي، ادار حمزة وجهه وقال :كنت اظن اننا اتهينا من الحديث عن هذا الأمر. 


فرحة :هذا الأمر الذي تتحدث عنه هو أخي والذي لم يتبقي لي سواه. 


حمزة :دعينا نتوقف عن هذا الحديث قبل أن ينزعج أحدنا من الاخر، مازلنا لم نفرغ الحقائب بعد وسعادة الرحلة مازالت بقلوبنا. 


فرحة :قمت بتأجيل الأمر كثيرا من أجلك ولكن اظن انني لن استطيع الانتظار اكثر من ذلك فقد اشتقت لاخي كثيرا. 


حمزة :اذهبي له إذن. 


فرحة بابتسامة كبيرة :حقا ستسمح لي بزيارته. 

حمزة بغضب :لا مازالت عند موقفي ولكن اذكرك بما اتفقنا عليه بالبداية انه في حال اختيارك اخيكِ ستخسريني ولك مطلق الحرية في الاختيار. 


فرحة بحزن :ولماذا علي ان اختار بينكما منحني الله كلا من الزوج الصالح والاخ الحنون فلماذا تحرمني من احداهما لن استطيع العيش بدون اي منكما. 


حمزة :لانني اريد ذلك. 

بكت فرحة كثيرا اقترب حمزة منها لكي يهدأها فأزاحت يده عنها وقالت :سأذهب لاخي اليوم. 


حمزة بدون تفكير :لا تنسي اخذ حقيبتك التي مازالت لم تفرغ بعد. 


نظرت له فرحة بعتاب ولوم شديد وسألته :افهم من ذلك انك تطردني؟ 

حمزة :لا لم اطردك ولكن يبدو انني عجزت عن شرح ما اريده اما أنا واما اخيكِ، اذا ذهبتي لرؤيته لا تعودي مرة أخرى. 


بدلت فرحة ملابسها وأخذت حقيبتها وذهبت، بينما تخرج من باب منزله شعر وكأنها تأخذ قلبه معها. 


استقبلها السائق واراد أن ياخذ منها الحقيبة ويفتح لها باب السيارة فرفضت ذلك وقالت :استطيع الذهاب بنفسي. 


استأجرت فرحة سيارة اجرة وذهبت إلى اخيها بوقت متأخر من الليل. 


تركت حقيبتها مع حارس العقار لأنها لم ترد ان تخبر اخيها بأنها تركت المنزل كي تأتي لرؤيته. 


صعدت فرحة وطرقت الباب. 

فتحت لها زينة الباب واستقبلتها بالترحاب وفرحت علا كثيرا برؤيتها وقفزت بين ذراعيها. 


دخلت زينة كي تخبر عمر بمجيئ اخته. 

لم يحرك عمر ساكنا واخبرها بصوت مرتفع انه لايريد مقابلة أحد. 

زينة بغضب:اخفض صوتك. 

عمر :ولماذا اخفض صوتي ألم يحدث وطردت من منزلها على مرئي ومسمع منها ولم تحرك ساكنا لم تخرج ولم تظهر مطلقا، منذ ذلك اليوم وانا لم يعد لي اخت. 


انهارت فرحة بالبكاء وطلبت من علا ان تدخل غرفتها 

وغادرت المنزل على الفور. 


ذهبت فرحة وهي لاتعلم إلى أين ستذهب كانت تظن ان كلاهما يهتم لامرها واكتشفت ان لم يعد لديها كلاهما. 


أخذت حقيبتها واستأجرت سيارة اجرة وظلت تتجول بالشوارع ليلا والسائق يسألها إلى أين وهي تخبره ان يستمر. 


اذن الفجر فطلبت من السائق ان يتركها عند أحد المساجد الكبرى ودخلت تصلي وتدعي ان يصلح الله امورها وإن ينزع الغضب من قلوب اخيها وزوجها. 


ظلت بالمسجد حتى اشرق الصباح واخرجت هاتفها وبحثت عن شقة مفروشة ووجدت شقة بالمعادي 

وذهبت لرؤيتها واستأجرتها بذات اليوم. 


نامت فرحة وهي حزينة جدا ومااحزنها اكثر ان كلاهما لم يتصلا بها ولم يسأل عنها أحد. 


كلاهما ظن انها عند الآخر ولم يسألا عليها. 


استمر هذا الوضع لمدة شهر تقريبا وكل يوم يمر عليها دون أن يسال عليها أي منهما كان يحزنها ويخيفها بشدة باستمرار هذا الوضع وانها لم تعد لديها اي قيمة بقلوب كلاهما. 


شعرت فرحة بتعب شديد ذات يوم وذهبت لأحد الاطباء لتكتشف انها حامل ظلت تبكي بشدة لاتعلم ان كانت هذه الدموع فرحا ام حزنا انهارت بالبكاء لدرجة ظن الطبيب انها غير متزوجة. 


فرحة :متزوجة ولكن على خلاف مع زوجي واخي ايضا. 


اشفق الطبيب عليها من شدة بكائها واخبرها ان الله منحها ذلك الجنين بوقت كادت ان تفقد قيمة الحياة بقلبها لكي يعيدها للحياة وقد يكون سببا في حل كل المشكلات. 


الطبيب :هيا اتصلي بزوجك واخبريه بهذا الخبر السعيد. 


فرحة :مر اكثر من شهر دون أن يعلم شيئا عني ولم يفكر في السؤال مرة واحدة علي، هل يحق له أن اخبره بحملي كي اجعله يهتم لأمري لا لن افعل ذلك. 


ذهبت فرحة وهي تشعر أنها لم تعد بمفردها بهذه الحياة وكلما ضاق صدرها تحدثت مع جنينها وكأنه يسمعها ويفهمها. 


كانت فرحة تنفق من اموالها التي كان يضعها حمزة بحسابها وكانت تظن انها لن تحتاج اليها ابدا. 


قامت فرحة بتغيير رقم هاتفها واخبرت زوجة حارس العقار الذي تقيم به ان تصعد وتطمئن عليها يوميا كانت تخشى ان تفقد وعيها وهي بمفردها. 


بعد مرور شهر اخر 


ذهب حمزة كي يرى علا بالتمرين كم كان يتمنى ان تكون فرحة معها بالتمرين كي يراها من بعيد. 


انتظر حمزة حتى اصبحت علا بمفردها حين ذهبت زينة لشراء لها بعض العصير وذهب اليها وسلم عليها 

وعناقها كثيرا كم كان متشوق لرؤيتها. 


كان يريد حمزة بشدة السؤال عن فرحة ولكن منعه عناده من ذلك. 


علا :أين فرحة ألم تأتي معك؟ 

فزع حمزة بسماع ذلك وسألها :ألم تكن لديكم بالمنزل؟ 


علا :لا لم اراها منذ فترة طويلة، جائت يوما ليلا وذهبت دون أن تودعني. 


حمزة :كيف، كنت أظن أنها معكم. 


انتظر حمزة عودة زينة وسألها عن فرحة فزعت زينة وقالت :يجب أن اسألك انا عليها. 


حمزة :كنت اظن انها لديكم من شهرين تقريبا. 

زينة بغضب :شهرين لاتعلم شيئا عن زوجتك ماذا لو اصابها مكروه وهي تغادر منزلنا وحكت له ماحدث من عمر. 


شعر حمزة بندم شديد وقام بالاتصال بعمر ولكنه لم يجيب اتصاله. 


حمزة بفزع :اطلبيه انتِ من فضلك كي يجيب على اتصالك. 


اجاب عمر علي زينة فخطف حمزة الهاتف من يدها وقال :فرحة مختفية. 

عمر بفزع :كيف مختفية ألم تكن معك. 

حمزة :هذا ماكنت اظنه أنا انها لديك بالمنزل. 


فزع الاثنان وبدأ كلاهما بالبحث في كل الاتجاهات والمستشفيات واقسام الشرطة وقام حمزة بعمل اعلانات بكل الاماكن بحثا عنها.


كل يوم كان يمر كان يشعر كلاهما بالقلق والندم مرت ثلاث ليال لكلاهما خارج المنزل وكلاهما يشعر بالخزي والندم ويخجل من فعلته. 


لم تعلم فرحة بانهما يبحثان عنها مطلقا ولذلك ازداد حزنها من كلاهما. 


مرت الايام والشهور دون أن يتغير شيئا وبينما وصلت فرحة للشهر التاسع كانت سليمة معافاة ولكن تفاجئت  ان الطبيب يخبرها ان حياتها  والجنين بخطر لان وضع الجنين ببطنها غير طبيعي. 


فزعت فرحة بسماع ذلك وبدأت ترتجف وأعطت الطبيب بيانات زوجها في حال ان حدث معها شيئا يتواصل معه ويعطيه الطفل ولكنها اصرت على الطبيب الا يتصل به الا في حالة طارئة. 


حجزها الطبيب بالمستشفى بمنتصف الشهر التاسع كي يجري لها بعض الفحوصات. 


تفاجئ الطبيب أن الحالة اصبحت اكثر خطورة فقام بتحديد موعد الولادة. 


قبل أن يدخلها الطبيب غرفة العمليات قام بالاتصال بحمزة. 


بينما جالسا حمزة يبكي بجانب صورتها كان يشعر انه 

لن يجدها ثانية. 


الطبيب :استاذ حمزة؟ 

حمزة :نعم أنا. 

الطبيب :معك الطبيب علاء الاسيوطي. 

حمزة :ماذا تريد؟ 

الطبيب :اتحدث معك بخصوص حالة زوجتك فرحة. 


وقف حمزة وقال :هل تعلم أين هي، هل هي بخير هل اصابها مكروه، أين أنت كي اتي للتحدث معك. 


الطبيب :دعني اخبرك بما لدي فليس لدي وقت،زوجتك ستلد اليوم. 

حمزة :وهل كانت حامل؟ 

الطبيب :اخبرك انها ستلد اليوم اي حامل بشهرها التاسع ولديها مشاكل خطيرة جدا بصحتها ولابد ان توقع لي على اقرار قبل العملية لأن كلا من الام والجنين بخطر. 


حمزة :اخبرني سريعا بمكانها. 


ذهب حمزة مسرعا للمستشفى ولحق بها قبل أن تنقل لغرفة العمليات. 


عندما رأته فرحة بكت وادارت وجهها. 

حمزة :سامحيني، اذيتك وظلمتك من فضلك سامحيني،بحثت عنكِ كثيرا وعندما اجدك تكونين بهذه الحالة، من فضلك لاتتركيني وجدتك بعد طيلة انتظار لا تتركيني. 


سحبت يدها من يده وطلبت من الممرضة أخذها الي العمليات. 


بينما يسير حمزة خلفها اوقفه الطبيب كي يوقع على اقرار الموافقة بالعملية. 


بينما يقف حمزة عاجزا اتصل بعمر واخبره انه وجد فرحة وكان صوته مختنق بالبكاء. 


عمر بفزع :لماذا تبكي هل اصاب اختي مكروه. 

حمزة :لم يصيبها شيئا ولكن حالتها بخطر وحكى له مااخبره به الطبيب. 


عمر :أين أنت ارسل لي الموقع سريعا. 

بعد قليل ارسل حمزة السائق كي يجلب والدة فرحة 


وهذه  المفاجأة الذي كان يخطط لها حمزة منذ وقت طويل وهي انهاء قضية السرقة لوالدة فرحة كي تستطيع العودة مرة أخرى وهذا سبب انشغاله بالهاتف واستدعائه للمحامي وقتما َ كان بالمستشفى، أنهى حمزة قضيتها منذ اسابيع ولكن كان يبقيها بمكان ولم يخبر عمر حتى لاينزعج ولم يخبر الأم باختفاء ابنتها ولكن حين ساءت حالة فرحة استدعاها على الفور. 


فرحة بغرفة العمليات مخدرة كليا ووالدتها بجانبها  ممسكة بيدها قبلت يدها وخرجت. 


اسرع عمر إلى المستشفى استقبله حمزة بعناق وبكاء شديد،فزع عمر وقال :هل حدث لها شيئا؟ 


حمزة :لا اعلم لا احد يخبرني بشئ. 


فزع عمر وبدأ يبحث عن أحد يخبره بحالة اخته رأى والدته تخرج من الغرفة وتبكي. 


لم ينتبه لها عمر من شدة قلقه على اخته لم يرد تذوق مرارة الفقد مرة أخرى كان جسده يرتجف بالكامل. 


اوقفها وقال :من فضلك اخبريني كيف حال اختي؟ 

الأم :اختك؟  وقالت ببكاء :هل أنت عمر؟ 

عمر :نعم أنا، بينما يدقق عمر النظر بوجهها تعرف عليها واطال النظر بوجهها كثيرا ولم ينطق بكلمة واحدة. 


الأم :الن تسلم علي؟ 

عمر :وهل اعرفك كي اسلم عليكِ؟ 

الأم :أنا أمك. 

عمر :ماتت والدتي باليوم الذي تركتنا جميعا لاجل رجل غريب، لا أعلم سبب رجوعك ولكني متأكد من سبب عودتك للمكان الذي جئتي منه، ارحلي كما جئتي ليس لديكِ مكان بحياتنا. 


أمسك حمزة بيد عمر وقال :لا تحزن والدتك اكثر انت لا تعلم مدى المعاناة التي تعرضت لها طيلة السنوات السابقة. 


عمر :كيف تعرف ذلك؟

اخبره حمزة كيف ألتقى بوالدة عمر هو وفرحة بامريكا وأنه جعل المحامي الخاص يتحرى عنها وعلم أن الرجل الذي سافرت معه خدعها منذ اليوم الأول وهرب بكافة النقود التي سرقها وأنه خدع والدتك فقط من أجل أن تساعده في سرقة الأموال وبالنهابة وصل بها الحال لعاملة نظافة لا تملك الا قوت يومها وتعلمت من اخطائها وارادت تصحيح ذلك  ومامنعها من العودة الا قضية السرقة، واكمل حمزة جعلت المحامي الخاص بي يحل الأمر وانهيت القضية. 


عمر :ولكننا لم نعد بحاجتها الان دعها تعود من حيث أتت. 

حمزة :لا تكون قاسي القلب هكذا عليك مسامحتها. 

عمر :لماذا لم تخبرني فرحة بأنها رأتها بامريكا؟ 

حمزة :لم ترد تجديد احزانك. 

عمر :لا تتحدث معي في أمر هذه السيدة مرة أخرى. 

حمزة : رغم كل مافعلته بفرحة إلا انني اظن انها مازالت تحتاج لها وخاصة بهذا الوقت. 


التفت عمر يبحث عن الطبيب كي يطمأنه على اخته. 

الطبيب :استقرت حالتها كثيرا. 


فرح عمر بسماع ذلك وكاد ان يعانق والدته من سعادته ولكن سرعان ماتراجع عن ذلك. 


نظر حمزة لعمر وقال : تبقى الأم اما ولو كانت مخطئة أو مقصرة، يدها تخفف الألم ولمستها علاج للحزن وعناقها دفئ للبرد، اشياء لن يفهمها إلا من فقد امه مثلي. 


عمر :وهل كانت لي ام من الاساس؟ 

حمزة :ستكون يكفي انها فهمت اخطائها وتريد تصحيحها يكفي ان تمنحها الفرصة. 


بعد فترة من الوقت سماعا الاثنان صوت بكاء طفل عناقا بعضهما فرحا بقدوم الطفل وكلاهما قال لممرضة بصوت واحد كيف حال فرحة؟ 


الممرضة وهي تلتقط انفاسها :حمدلله هي بخير الولادة كانت متعثرة جدا ولكن الآن هي بخير، انجبت طفلا جميلا جدا بعد دقائق سترون كل من الام والطفل. 


عانق عمر حمزة وقال :هنئا لك اصبحت ابا. 


كم ستفرح فرحة اذا رأت عناقهما هذا. 


فرح حمزة كثيرة ودمعت عينيه من شدة الفرحة. 

اشارت لهما الممرضة بالغرفة التي سينتظرون بها لحين تستعيد فرحة وعيها  وذهبا الاثنان وظلا ينظران لبعضهما وكلاهما يشعر بالتوتر والقلق لن تطمئن قلوبهم الا بعد رؤية فرحة سالمة والطفل بخير. 


بعد فترة احضرا العاملات فرحة ونقلوها إلى السرير واخبروهم ان الطفل تحت الملاحظة وسيجلبوه بعد قليل. 

اسرع اليها حمزة وقال :سامحيني ياحبيتي لانني حرمتك من عمر انظري جلبته اليكِ. 


وقف عمر بعيدا يبدو أنه مازال خجلا من فعلته اما فرحة مازالت حزينة من كلاهما وكأن الحزن يكون بقدر محبة الإنسان الذي احزننا كلما كان غالي على قلوبنا كلما كبر مقدار الحزن منه. 


عمر ببكاء :فرحة اختي الغالية واغلى علي من روحي انا سعيد جدا برؤيتك مرة أخرى لن اقترب منكِ قبل أن تسامحيني. 


بكت فرحة كثيرا فأسرع اليها وانحني عند راسها وقال كم كنت سببا في دموع هذه العيون الجميلة انا لا استحق ان اكون اخا كبيرا لكِ فلم اعمل يوما بوصية ابي واذا كان وجودي الان سيكون سببا في دموعك افضل ان اغادر الغرفة فورا. 


فرحة ببكاء :هل تصالحتما؟ 


حمزة :نعم، نعم لم يعد اي خلاف بيننا. 

عمر :كنا نعانق بعض بالخارج منذ لحظات. 

فرحة :اذن سامحتكما، فرح عمر كثيرا وقبل جبينها 

ثم دفعه حمزة بمزاح من جانبها كي يكون هو الاقرب لها وقبل راسها ويديها. 


ضحكت فرحة 


ابتسمت فرحة وقالت :لاتعلمون مدى سعادتي وانتم جميعا حولي، انت وعمر  لاينقصني سوى علا. 


خرج عمر من الغرفة كي يطلب من زينة على الهاتف ان تحضر علا، رأى والدته تراقبهم من خلف النافذة ولا تجرؤ على دخول الغرفة. 


عمر :لماذا لاتدخلين؟ 

الأم :لا اريد ازعاجكم او التشويش على فرحتكم. 

عمر :ادخلي ولا تبقي بالممر هكذا. 


بينما يسير عمر أمامها لاحظ انها تسير ببطئ شديد وتحتاج للمساعدة. 


مد عمر يده لكي تتكئ عليها ولكنها خجلت كثيرا وبكت وقالت :وكيف اتكئ عليك ولم اجلب لك سوى الحزن والمتاعب. 


عمر :وكيف اتركك دون أن أخذ بيدك ألا تعرفين ابنك لابد وانك لا تتذكرين. 


اخذها عمر للداخل، تفاجئت فرحة برؤيتها وقالت :كيف؟ 

عمر :زوجك جلبها من الخارج. 

فرحة :من طلب منك ذلك؟ 

الأم :لا تتشاجرون بسببي، ساغادر الغرفة على الفور. 


غادرت الأم الغرفة ولكنها لم تغادر المستشفى، بقيت على باب الغرفة كأنها حارس على بابها تتابع حالة فرحة من الخارج. 


كلما نظرت فرحة وجدتها تنظر إليها. 


بعد قليل 

جلبت الممرضة الطفل وتشاجر كلا من حمزة وعمر على حمله اولا كالأطفال وفرحة تراقبهما وسعيدة جدا بتقاربهما مرة أخرى لم تكن تظن انها سترى ذلك يوما.


عمر :كما كنت خال ابنتي اصبحت خال ابنك. 

حمزة :لست خال ابني فقط او شقيق زوجتي ان شقيقي الذي لم تلده امي ولكن منحني الله اياه. 


فرحة :لايوجد على وجه الأرض من يمتلك سعادتي اليوم منحني الله طفلا واعاد الي زوجي وأخي. 


حمزة :ووالدتك ايضا. 


الطبيب :سنبقى مدام فرحة بالمستشفى يومان او ثلاثة لن تخرج قبل الاطمئنان على حالتها. 


لاحظت فرحة ان والدتها ظلت بالخارج تتشوق لرؤية الطفل وخاصة عندما جلبت زينة علا واصبح كلا من احفادها داخل الغرفة. 


لم تلتفت الأم المسنة لالم قدمها وظلت تراقب كلا الطفلان من النافذة لم تجلس مطلقا. 


حمزة :دعوها تدخل لرؤية الأطفال، احزن كلما نظرت ورأيت لهفتها عليهما انظرا كيف التصقت بزجاج النافذة منذ عدة ساعات. 


باقي الفصل الثامن والعشرين

سمح لها عمر بالدخول بعد أن استأذن فرحة.


دخلت الأم تنظر للاطفال من بعيد وترتجف لاتجرؤ على الاقتراب منهما.


حمزة لعلا :انظري هذه جدتك.

علا :هل لدي جدة؟

حمزة :نعم هذه هي جدتك.


ذهبت علا نحوها

ارتجفت يد سعاد قريبا وهي تفتحها لكي تعانق علا

وعندما ضمت علا بكت سعاد بشدة وكأنها تحتضن

طفولة ابنائها التي حرمت منها.


وضع حمزة الطفل في حضنها كي تقبله وتعانقه ايضا.

نظرت سعاد لكلا من ابنيها لكي يسمحا لها بالبقاء ولكن لم يفعلا.


بينما تغادر سعاد الغرفة وهي تبكي بشدة.

اوقفتها فرحة وقالت :اذا ذهبتي الان فمن سيقوم بتجهيز اغراض سبوع المولود؟

سعاد :وهل ستاذني لي بذلك؟

فرحة :نعم.


سعاد :اشكرك يابنتي واوعدكما ان امنح احفادي كل الحب الذي لم استطع منحه اليكما يكفي ان تسامحوني.


عمر :المهم الا تتركيهم.

سعاد :لا لن اتركهم مطلقا.


وكما فاجات فرحة حمزة من قبل وقامت بمنح الطفلة اسم علا قرر مفاجأتها وقرر تسمية الطفل بنفس اسم والد فرحة (احمد)


بكت فرحة كثيرا برؤية الاسم ولم تصدق عيناها وشكرت حمزة على ذلك.


بعد خروج فرحة من المستشفى مكثت والدتها معها بالمنزل ترعاها وتطعمها وتهتم بالطفل ولم تتركها لعاملات المنزل وقامت بكتابة كافة مستلزمات السبوع واحضارها السائق.


يوم السبوع

حضر عمر بذلك اليوم برفقة علا فقط لم يستطع جلب زينة، اوقفه حمزة وسأله عن زوجته.


عمر :الحت كثيرا كي تأتي معي ولكنني لم ارد ازعاجك.


حمزة :هيا اتصل بها واخبرها ان تأتي، هي انسانه تستحق كل التقدير جلست بالامس مع علا واخبرتني كيف ترعاها وتهتم بها ولذلك خجلت جدا من سوء تصرفي معها.


قام عمر بالاتصال بزينة واحضرها لحضور الحفل.


قام حمزة بفتح كافة فروع المطعم لتوزيع الاكل مجانا على الفقراء احتفالا بقدوم ابنه.


بالحفل الجميع كان سعيد جدا والفرحة تملأ قلوبهم قبل وجوههم، واجمل ضيف على هذا الاحتفال كان الحب الذي جلب برفقته السعادة واجمل مازين الاحتفال كانت الأخوة التي دائما ماتجمع الاشقاء وحتى واذا نجح الشيطان في النزغ بينهم وتفريقهم

ولكن طالما ظل العهد بينهم سيكون قادرا دوما على جمعهم وذلك العهد هو عهد الاخوة. 


اسأل الله العظيم أن يرزقكم جميعا السعادة والا يفرق اخا عن اخته او اخا عن أخيه وأن تقتدوا بسيدنا يوسف في قصته مع اخوته وكيف سامحهم رغم ماحدث منهم. 

                       تمت بحمد الله 

 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
   💚 مرحبا بكم ضيوفنا الكرام الرواية كامله💚
ولكن يجب إن اترك 5 تعليقات لكي يفتح الفصول
في كرنفال الروايات ستجد كل ما هوا جديد حصري ورومانسى وشيق فقط ابحث من جوجل باسم 
الروايه علي مدوانة كرنفال الروايات وايضاء اشتركو في قناتنا👈علي التليجرام من هنا يصلك اشعار

 بكل ما هوه جديد من اللينك الظاهر امامك        

🌹🌹🌹🌹 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close