أخر الاخبار

رواية قلوب حائره (الجزء الثاني من عشقتكِ قبل رؤياكِ) الفصل الثامن والثلاثون 38بقلم فاطمه الألفي

         

رواية قلوب حائره (الجزء الثاني من عشقتكِ قبل رؤياكِ)

الفصل الثامن والثلاثون 38

بقلم فاطمه الألفي


طالت النظرات بينهم ، اكتفى بالتطلع إليها بحب .


عندما طال الصمت تحدثت هى :


- زفرت هى أنفاسها بقوه ونظرت لبحور عيناه وتفوهت بصوت مبحوح (أنت مين )


ابتلع ياسين ريقه بتوتر وابتسم رغما عنه وهو يجيبها بهدوء : اكيد تعرفي انا مين ، ياسين صاحب حازم


هزت راسها بالنفي وتحدثت بصدق : عمر مااصحاب حازم كانو موجودين في حياتي ، ولا كان فى علاقه ولو من بعيد ، محتاجه تفسير ممكن


تصنع البرود واجابها بفتور : تفسير لايه بالظبط ، كل الحكايه حبت اطمن عليكي بس وكمان مش حضرتك المعالجه النفسيه ليه ولا ايه وانا كنت محتاج اتكلم معاكي ، ده غير طبعا صلتك بحازم وانا بثق فيكي وبتفكيرك


نظرت له بغموض وهزت رأسها بالايجاب : هحاول اصدقك ، بس اسفه مضطره امشي دلوقتي


اوقفها ياسين ووقف حاجزا أمامها : ممكن اساعدك


نظرت له بعدم فهم : تساعدني فى ايه


صمت للحظات ثم بتر عبارته دون ترتيب : فى موضوع شروق ممكن ادخل فيه


نظرت له بصدمه : كمان تعرف موضوع شروق


هز رأسه بالايجاب وتحدث بحزن : شروق تخصني جدا ولازم ادخل واجبلها حقها ومن فضلك ماترفضيش وماتسالنيش عرفت ازاى


شردت قليلا فهى حقا بحاجه لشخص قوي يكون جانبها أثناء حديثها مع ذلك الشخص الذى يدعى كريم .


تنهدت بضيق ثم نظرت له بثبات : ممكن بس هتفضل بعيد وماتدخلش غير لو طلبت منك ، غير كده ماتدخلش


اكتفى بهزه خفيفه من رأسه بالموافقه على حديثها فهو يكفيه أن يكون جانبها ويتابعها بنفسه ليطمئن قلبه ..


استقلت سيارته وخطى ياسين طريقه للوصول للنادي كما أخبرته بأنها سوف تلتقى به بالنادى .


***********


داخل شقه الجده زينب .


بعد أن أغلقت الهاتف مع سيف اقتربت من جدتها وجلست جانبها وهى تتصنع الحزن .


نظرت لها الجده بقلق : مالك يا بت ماكنتي كويسه هو الواد سيف زعلك


هزت راسها نافيه : لا يا تيته بس انا ماليش حد ينزل معايا محتاجه اشتري حاجات وماينفعش سيف يبقى معايا وفرحى بعد اسبوعين بس ، اعمل أنا ايه دلوقتي


تنهدت زينب ونظرت لها بحيره ، اشفقت على حالتها عندما رأت دموعها تنساب


ربتت على كتفها بحنان : قومي يا اميره غيري هدومك وانا هنزل معاكي ياقلب ستك


اميره بفرحه : بجد يا تيته


زينب بابتسامه : طبعا يا روح تيته هو انا ليه مين غيرك ياقلبي ومااقدرش اشوفك زعلانه ابدا ، قومي يلا


أسرعت اميره لغرفتها تبدل ثيابها وارسلت رساله الى سيف مدون بها جمله واحده (تمت المهمه بنجاح )


*******


كان يجلس بمكتبه داخل شركته وعندما استمع لصوت تبيه الرسائل ونظر لمحتويات الرساله ابتسم برضا ، ثم نهض من مجلسه وهو يلتقط مفاتيح سيارته ليغادر مكتبه في عُجاله ، ليتوجه إلى بيت الجده لتنفيذ مهمته التى خطط من أجلها لكى تذهب معهم الجده لشرم الشيخ وتحضر مراسم زفاف حفيدتها ، عندما أخبرته اميره برفض جدتها الحضور وكانت تبكي بحرقه لأنها هى كل عائلتها ولم تستطيع أن تشعر بالسعاده بدونها ، لذلك خطط سيف بخروجها من المنزل لكى يبدء هو ما نوى عليه ...


*""*""***""*


داخل النادي


كانت تجلس بانتظار كريم ، ومازال ياسين جانبها


نظرت له بتردد : اكيد كريم قرب يوصل وماينفعش يلاقي معايا حد ، أنا طلبت أقابله اتكلم معاه وجودك مالوش داعي


نهض ياسين من مقعده بنفاذ صبر : أنا هفضل جنبك ولو احتاجت ادخل هدخل


حبيبه : صدقني ماينفعش ممكن الأمور تتاذم احنا في مكان عام وماينفعش خناق مش ده الحل ،ارجوك توعدني ماتدخلش الا لو انا طلبت


- اوعدك يا حبيبه مش هدخل الا إذا طلبتي مني ، بس هكون جنبك هنا تمام


تركها تجلس وحدها وجلس بالطاوله المجاوره لها ، ينظر لها ويتابعها بقلق ..


في ذلك الوقت دلف كريم من بوابه النادى وسار يبحث عنها فهو رءها مره من قبل تجلس مع ابنه عمه ، كما أنها أخبرته أنها صديقه لملاك وأخذت رقم هاتفه منها .


بحث بعيناه عنها وجدها تجلس بانتظاره ، اقترب منها بثبات .


وقف أمامها بتسأل : دكتوره حبيبه


رفعت عيناها تنظر إليه وهى تهز راسها بالايجاب : كريم


ابتلع ريقه وجلس مقابل لها : ايوه انا كريم


نظرت له بغضب وظلت صامته تريد منه التحدث اخبارها عن ما حدث مع تلك الطفله الضائعه


تنحنح بتوتر ثم حدثها بقلق : شروق عامله ايه


ابتسمت بسخريه : تفتكر هتكون مبسوطه بعد اللى حصلها ، للاسف مش كويسه خالص وعندها مشاكل نفسيه كتير مش مشكله واحده وعلاجها هيطول ممكن سنين عشان ترجع طبيعيه وتعيش حياتها زى الناس ، حقها تتخطى التجربه البشعه دي ، طبعا مش سهل عليها بس ربنا موجود ويمهل ولا يهمل


تحدث بندم : أنا ندمان على اللى حصل وحاولت ادور عليها بس لاقيتهم سابو بيتهم القديم ، أنا مستعد اصلح غلطتى واتجوزها حالا صدقيني


حبيبه باستنكار : تتجوزها بعد ايه ، بعد ما دبحتها وكسرتها وخليتها ضايعه وتايهه ومش عارفه تلاقي نفسها ، دى حاولت تنهى حياتها عارف يعنى تنهى حياتها ،ايه دافعك ايه يخليك تعمل كده فى طفله ماتعرفش اى حاجه عن الحياه ، مجرد أنها حبت انسان ووثقت فيه وهو مايستهلش حبها يعمل كده فيها باي حق تحكم عليها وتصدق اى كلام يتقالك ، انت اكتر حد تعرف انها وحيده واختها منوفيه ووالدتها بعيده عنها ومافيش حد جنبها ينصحها ، لو كنت خدت بايدها وعلمتها الصح من الغلط تعلمتها ازاى تحافظ على نفسها وان ماتسمحش بأى تجاوز بينكم ،كنت وقتها فهمت وعرفت أن مجرد لمسه ايدها حرام ، لكن هى ماتعرفش حاجه عن دينها ماحدش خد بايدها ، وانت للاسف قضيت عليها ودمرتها باي حق تعمل كده ها ايه مبررك ، ايه دافعك ، انت الشيطان لدرجه دي عاميك عن حاجات كتير ، انت متعرفش ربنا ، كنت فاكره خلاص عملت اللى انت عايزه ومفيش عقاب من ربنا ، متعرفش أن ربنا مطلع ورقيب


كريم بحزن : صدقيني أنا بحبها وفوق بصدمه بس عايزها تسامحني وهصلح غلطي واتجوزها وهعوضها عن اللي فات


حبيبه بضيق : بسهوله دي تتجوزها وهى هتقبل تكمل حياتها مع انسان زيك مغتصب هتتقبلك فى حياتها ازاى


كريم بحده : ايه الصعب فيها ، نتجوز الاول وهى تحدد تكمل معايا ولا لا ، بس عشان يبق عندها فرصه تكمل حياتها بعد كده عادي ، اقابلها وهى تقرر بنفسها


حبيبه بانفعال : انت متخيل أنها هتقدر تشوفك كده تاني عادي ، اول مره قابلتك حاولت تنتحر مش ضامنه ايه ممكن يحصلك لوشافتك ممكن تقتلك


كريم بحزن : ياريت يكون احسن ، عشان من وقت اللى حصل وانا فعلا ندمان ومابنمش وبطلب من ربنا يسامحني ويغفرلي ويقبل توبتي ، عارف ان غلطتي لا تغتفر بس مافيش شئ بعيد عن ربنا


حبيبه : فعلا غلطتك لا تغتفر ، انت شاب وناضج وعارف الصح من الغلط ، لكن هى طفله واضحك عليها باسم الحب وانت استغليت ضعفها ووحدتها وأنها متعرفش ايه الصح وايه الغلط ، جاى دلوقتي بكل بساطه طالب تتجوزها وتطلب السماح من ربنا ومنها مش كده


كريم بجديه : قابليني بيها مره واحده وهى تقرر بنفسها ، دي حياتها هي


حبيبه بغضب : انت لازم تتعاقب على اللى عملته لازم تتحاسب ، أنا هطلب منها تعمل بلاغ ونثب حاله


كريم بحده : بس حضرتك عارفه كويس اوى أن الموضوع ده حصل من اكتر من تلات شهور وماعندش فى إثبات باللى حصل ، شروق مابلغتش من وقتها


حبيبه بضيق : وانت بقى مطمن عشان مابلغتش


- وانا عمال اقولك من لحظه ما قعدت وانا مستعد اتجوزها واصلح غلطتي ومعترف بيها اعمل ايه تاني ، بصي يا دكتوره قابليني بشروق ومالكيش فيه بقى وماتدخليش بينا وانا وهى هنحل المشكله دي تنام


نهض من مجلسه وقبل أن يغادر نظر لها بجديه : معاكي رقمي بلغيني لم تتكلمي معاها ، سلام


نهض ياسين من مقعده وتوجهه إليها بغضب بسبب ما تفوه به كريم .


- أنا مسكت نفسي بالعافيه عشان وعدتك بس ، اللى زي ده ماينفعش معاه ذؤق ولا كلام


نظرت له بتنهيده : وتفتكر لو ضربت كان هيبقى حل ولا تعقيد الأمور اكتر


ياسين بتسأل : هتعمل ايه ، هتخلى شروق تقابل البنى ادم ده


هزت راسها باسي : مش من حقي أقرر عنها ، حقها تختار مصيرها بنفسها ، مش عارفه ايه المفروض اعمله دلوقتي ، حاله شروق ماتسمحش أنها تقابل كريم ، هى مضطربه ومشوشه غير الاكتئاب ، كمان ممكن تاذي نفسها تاني وانا ماينفعش اعرض مريضه لضغط ده ، ضغط نفسي وذهني وبدني كمان هى حالتها الصحية مش تمام ،عايزه حد يقولي اعمل ايه ، حقها تعرف باللى حصل وفى نفس الوقت خايفه من رد فعلها .


ربت على كفها بحنان : أنا معاكي اطمني


أبعدت يدها باحراج ونظرت له بحيره , ابتسم بمشاكسه


- ماكنش قصدي حاجه ، أنا بحاول اطمنك واقولك انك مش لوحدك


نظرت له برجاء : ليه مهتم بيه اوى كده ، ليه ،عايزه تفسير لكل اللى بيحصل ، عاوزه اعرف ، لاخر مره هسالك انت مخبي عني ايه ، قولي فى ايه ليه دايما قدامي وجنبي ومعايا فى كل مكان ، وماتقولش عشان خاطر حازم عشان مش هصدقك


ابتلع ريقه بصعوبه ونظر لها بحب : بلاش النظره دي ، كل اللى اقدر اقولهولك أن أقرب ليكي من نفسك ، ومجرد لم ابص في عينيك بعرف جواها ايه


تحدثت بحده : ودلوقتي عنيه بتقولك ايه


ياسين بالم :بتقولي انك تايهه وجواكي حيره وكل لم اعمل شى منتظره يكون ليه تفسير


مش راضيه باللى تعرفيه دايما عايزه اكتر وده ممكن يتعبك


نظرت له برجاء : أيه حقيقه علاقتك بيه


تنهد بحزن وتصنع الابتسامه : فعلا فى علاقه قويه بينا ومش بسبب حازم ، لا انا معرفتي بيكي انتى هى اللى عرفتني على حازم وحصل بينا شغل وكمان شراكه فى القريه السياحيه ، وانا هريحك واقولك عشان مااقدرش اشوفك تايهه كده واقف ساكت


نظرت له باهتمام ليتحدث هو


- أنا كنت اول مريض تعالجيه بعد التخرج ، اتعرضت لحادث وفقدت بصري وكنت رافض الحياه ورافض الكلام وحبيت انعزل عن العالم كله ودخلت دار المكفوفين عشان ده كان اختياري وقبلتك هناك ، كنت رافض العلاج لكن مع إصرارك وعنادك انك هتعالجيني قربتي مني فعلا وكونتي علاقه بينا مش علاقه مريض بطيبه لا علاقه صداقه وبدءتي تعرفيني عن نفسك وعن حياتك ماشيه ازاى ومع الوقت أنا بدءت افتحلك قلبي وبقينا اصدقاء ومايعديش يوم من غير ما نتكلم فى كل حاجه وانتى كان ليكي سبب وفضل بعد ربنا فى علاجي النفسي وكمان أن أعمل العمليه وأشوف الدنيا من جديد وكل حاجه جوايا تتغير ، وعشان كده انا دايما جنبك عشان اللى بينا يخلي ليا حق اخاف عليكى واكون جنبك دايما ومعاكي وقت ما تحتاجيني تلاقيني جنبك وسندك وامانك ..


نظرت له بجديه : وليه ماقولتش قبل كده


ياسين بابتسامه : قولت اسيبك لم تفتكري براحتك وبلاش اضغط عليكي زى ماالدكتور طلب


سالته بهدوء : وانت احسن دلوقتي


ابتسم برضا : الحمد لله ، ها يلا بينا اوصلك


ابتسمت بود وسارت جانبه بهدوء ..


******


كانت تقف بالمشفي أمام غرفه الطبيب الذى يتابع حاله شقيقتها ،، تنتظر بقلق خروج صغيرتها التى تركتها برفقه يوسف داخل غرفه الطبيب الذى سيتولى العلاج الطبيعي ، لم تتحمل رؤيه صغيرتها تتالم فطلب منها يوسف أن تنتظرهم بالخارج وهو سيظل بجانب الصغيره ..


عندما وجدها تقف أمامه اقترب منها ووقف فى مواجهتها ينظر لها باستغراب


- فرح ، خير بتعملي ايه هنا ، محتاجه مساعده


تحدثت بجديه : شكرا يا دكتور ، معايا خطيبي


فى ذلك الوقت كان يغادر غرفه الطبيب وهو يدافع بالمقعد المتحرك الخاص بدنيا و يبتسم بحب لفرحته ولكن تلاشت ابتسامته عندما رفع أنظاره لتلك الشاب الذى يقف بالقرب من محبوبته ، شعر بالضيق عندما علم بهويته .


حدثه يوسف ببرود - اهلا يا دكتور


خالد برسميه : اهلا يا باشمهندس


اقتربت فرح بقلق من شقيقتها وهى تنظر لوجهها البرئ بلهفه


طمئنها يوسف بهدوء : اطمني يا حبيبتي دنيا بخير مافيش داعي لخوفك ده وخصوصا وهى معايا


وقف خالد ينظر لهم برفعه حاجب ، ابتسم يوسف ونظر له بحده


- ايه يا دكتور مش هتباركلنا ، فرح تبقى خطيبتي والفرح بعد اسبوعين ياريت تشرفنا


هز رأسه بتفهم وهو يبارك لها باقتضاب : مبروك


يوسف لفرح : ايه ياقلبي طلعى دعوه الفرح مش معاكي الدعوات


فرح بابتسامه : ايوه معايا


يوسف بجديه : مش تسلمي دكتور خالد دعوه عشان يسعدنا بوجوده


الفرح فى شرم الشيخ واتمنى تحضر يا دوك وتغير جو كمان ، الجو فى شرم تحفه هيعجبك اوى


خالد بابتسامه صفراء : للاسف مشغول جدا ، بس اوعدك هشوف مواعيدي الاول ،


ثم نظر لفرح ومد يده ليصافحها : مبروك يا فرح


اقترب يوسف منه وهو الذي صافحه بدلا عن محبوبته ونظر له


يوسف بسعاده ' الله يبارك فيك وعبقالك


اقترب خالد من الصغيره يحاول تقبيلها ولكن أبعدها يوسف وحرك مقعدها خلفه وهو يرمقه بنظراته الحاده ويبتسم له بتصنع ( كأنه يخبره هذا ليس من حقك ان تقترب إليها ، فهى تخصه هو وحده ومن ممتلكاته الثمينه الغاليه ولن يسمح لأحد بالتقرب إليهم ، ملاكه الصغيره وزوجته الحبيبه فتلك هم حياته )


تحدث خالد وهى يضغط على أسنانه بغيظ : سعيد أن شوفتكم


عندما تركهم خالد ، نظر لمحبوبته بابتسامه جذابه وضمها لصدره بحب : ثقيل اوى الراجل ده


- ابتسمت هى بسعاده ونظر لعيناه بحب : يوسف أنا بحبك اوى


ابتعد عنها وهو يغمز لها بعيناه : حبيبي انا بعشقك وبعيش فيكي وبحبك بجنون وفي هواكي مفتون


نظرت له برفعه حاجب : انت مابقتش تبعت شوكولاته ولا رسايل حب وغرام زي الاول


يوسف بهيام : بس كده ياقلبي ده انا هغرقك رسايل حب وعشق وغرام لم تزهقي ههه


فرح بحب : عمرى ماازهق منك ، انت نعمه ربنا بعتهالي فى عز وحدتي عشان حياتي تكمل بيك


يوسف بحب ..


(أكثر مايجعلنيّ سعيد هو أن أحتل جُزء صغير من يومك' و تخبريني بّ أمر لا يعلمه أحد سواي، احبك واصبح حبك لي ادمان ، يامن سكنت القلب وغزت الروح )


***********


أما عن سيف استعان باحدي الشباب فى نقل اغراض المنزل وخليها تماما من الاثاث ، ونثر بعض الألوان من الدهان الذى مزج ألوانه بجميع جدران المنزل ..


دلفت الجده بصحبته حفيدتها بعد أن عادو من الخارج لتنصدم برؤيه منزلها على هذا الوضع ..


فارغ تماما من أي اثاث .


اقترب سيف بابتسامه جذابه عندما وجدهم يدلفوا من باب المنزل


امسك بيد الجده يقبلها بحب : حبيبتي يا زوزو ، ايه رايك بقى فى المفاجاه دي


نظرت حولها بصدمه ثم عادت تنظر إليه بضيق : مفاجاه منيله بنيله على دماغك ، ايه اللى انت عامله فى الشقه دي


مازالت الابتسامه تعلو ثغره وأرسل غمزه لاميرته ثم نظر لجدته ببراءه : ليه كده بس يا زوزو ، مش حضرتك كنتي حابه ندهن الشقه وانا اهو بنفذ طلبك


تنهدت باسي : وانت لسه فاكر يا سيف ، وبعدين احنا دلوقتي بنحضر لفرحكم عشان اخلص منكم ، تقوم تفضي البيت اللى عايشين فيه بالشكل ده


سيف : امال هنغير الوان الشقه ازاى والعفش موجود يا زوزو


تحدثت اميره وهى تخفي ابتسامتها : وديت فين العفش يا سيف


سيف بجديه : نقلته الاوضه اللى فى البدروم اللى كنت عايش فيها


لطمت الجده صدرها : كمان ، امال هنقعد فين يا فصيح


سيف بهدوء : عندى يا زوزو فى شقه اميره ، الشقه خلاص بقت جاهزه مش ناقصها غير اميره وحضرتك تنورها


زينب بجديه : ولا انت قاصد تعمل كده عشان رفضت اعيش معاكم واسيب بيتي مش كده


قبل وجنتها برقه : بصراحه ايوه يا زوزو ، اميره مش هتقدر تبعد عنك ولا حضرتك كمان وانا مش اقدر افرقكم عن بعض ومافيش حل غير انك توافقي


زينب : عايزيني اسيب بيته بعد العمر ده كله


اقتربت اميره من جدتها تضمها بقوه : أنا ماليش غيرك وعشان خاطرى توافقي ، أو ألغى الجواز مش هتجوز ها


سيف يقبل يد الجده : ابوس ايدك يا زوزو دي مجنونه وتعملها


ربتت على كتفه بحنان : ربنا يسعدكم يا حبيبي ، بس مش عايزه ابقى عزول كده وسطكم


سيف بابتسامه : أنا بجد مابقتش اقدر استغني عنك يا قمر ووجودك فى حياتي نعمه كبيره قبل وجود اميرتي كمان


زينب بتعب : ربنا يخليكم لبعض ويسعد قلبك وأيامك يارب يا بني


سيف بجديه : يلا هوصلكم الشقه ترتاحو عشان بكره عندنا طياره


زينب بجديه : طياره


ضمها من كتفها إليه بحنان وهمس بالقرب من اذنها : طبعا يا زوزو طياره عشان نجهز ترتيبات الفرح ولازم تكوني معانا طبعا يا قمر


ابتعدت عنه وهى تنظر له بوعيد : عايز تسافر انت واميره سافرو لكن أنا لا ، أنا كبرت ومش حمل شحططه يا بني


اميره بحزن : مش هتكوني جنبي يا تيته ولا تحضري فرحي ، هو انا ليا مين غيرك انتى كل عيلتي تسبيني فى يوم زى ده


انسابت دموعها وضمتها لصدرها بحنان : غصب عني يا نور عيني


ضمهم سيف بذراعيه وهو يحتوى الاثنتين معا : ومافيش فرح ولا سفر غير واحنا التلاته مع بعض


لم تستطيع الرفض فحفيدتها بحاجتها وانصاغت لأوامرهم فسوف تتحامل من أجل إسعاد صغيرتها .


"**********""**


طلب يوسف من حبيبه إقناع والدته مره اخيره قبل أن يغادر القاهره ويتوجه الى مدينه شرم الشيخ لكى يستعد لحفل الزفاف .


نظرت له بابتسامه : بتحبه اوى كده


يوسف بهيام : بعشقها


- أنا فرحانه بيك اوى


يوسف بابتسامه : هتكلمي ماما مش كده


نظرت له بتوتر: يوسف أنا اخر حد ممكن يقنع طنط ، خصوصا بعد الكلام اللى قالتهولي صعب اقدر أقنعها وكمان انت عارف فيري بتحبني قد ايه هههه


يوسف بأسف : أنا عارف طبعا أن ماما دايما بعيده عنك ، أنا آسف أن بحطك فى موقف زي ده ، بس عشان انتى ليكي دخله كده ممكن تخليها توافق انتى معالجه نفسيه مافيش اشطر منك


حبيبه بتزكر : صحيح يا يوسف هو احنا بقينا ازاى كده


رفع حاجبه ونظر لها بغرابه : كده اللى هو ازاى


حبيبه بابتسامه : احنا امته بقينا اخوات وانت بقيت شخص تاني غير يوسف بتاع زمان وعلى الرغم انك كنت كلك عيوب بس مااعرفش ازاى كنت بحبك هههه


يوسف بجديه : فعلا أنا بقيت شخص تاني خالص وكمان اللى ليه فضل فى تغيري بعد ربنا هو انتي يا حبيبه


حبيبه بجديه : أنا ، طب ازاى


قص عليها باختصار حقيقه مشاعره كان يستغلها لصالحه وهى من عالجتها ليتخطى اذمات عديده مر بها ولكن هو يراها شقيقته الآن وأن حبها له كان حب اشقاء وهى التى أخبرته بذلك وهو يندم الآن بسبب بعده عنها وأنه لم يكن الشقيق الساند لها ولكن بالفتره الاخيره أصبحت علاقتهم اقوى وهى من ساعدته وشجعته ليصارح فرح بحبه والتمسك بها .


انصدمت من حديثه وحدث نفسها (عالجت ياسين وكان فاقد بصره وكمان يوسف وكان بردو فاقد بصره ، دي بقى صدف ولا ايه مش فاهمه )


عندما طال صمتها ربت برفق على كتفها


- ها روحتي فين


- معاك بس بصراحه فيري قالتلي غير كده خالص


يوسف باهتمام : ماما قالتلك ايه يا حبيبه اتكلمي


حبيبه بابتسامه : بتقول أنا وانت بنحب بعض ومتفقين على الجواز لولا اللى حصل ، بس بجد كنت مستغربه كلامها خصوصا أن حاسه ان بحبك زي حازم بالظبط وانك اخويا وفرحانه ليك والله انك بتحب وبتجوز


يوسف بانفعال : ماما قالتلك كده ازاى ، هى مافيش فايده فيها ، خلاص يا حبيبه ماتتكلميش معاها تاني وبابا هيحاول معاها ، خليكي انتي بعيد عشان خاطري


حبيبه : طب اهدى انت ليه زعلت دلوقتي


يوسف بضيق : ماتشغليش بالك ، أنا اسف بجد أن بحطك فى مواقف بايخه


حبيبه بعدم فهم : ماحصلش حاجه يا يوسف أنا بجد مش زعلانه أنا بس استغربت تغير طنط وطريقتها الجديده معايا بس مش اكتر


يوسف بابتسامه : سيبك من الموضوع ده انسي ، المهم فرح


حبيبه بابتسامه ' اطمن هكون معاها باستمرار ماتقلقش ودنيا كمان هتولي أنا رعايتها عشان تكون فاضي لعروستك


ابتسم بحب وقبل جبينها بامتنان : ربنا يخليكي ليا يا اجدع اخت فى الدنيا


********


فى اليوم التالي


سافر سيف واميره والجده زينب لأجل تحضيرات العرس ، وتولي سيف الديكور الخاص بقاعه الزفاف .


..


ولاحق بهم يوسف وفرح والصغيره دنيا لكى يشرف بنفسه على حفل الزفاف وان يظل بجانب سيف ويساعده فى التحضيرات .


وحاولت حبيبه إقناع والده شروق أن تسافر معها لتحاول خارجها من حاله الاكتئاب والعزله التى حبست نفسها داخلها ، حاولت إقناعها بشتا الطرق إلا أن وفاه تواصلت مع ابنها ووافق على طلب حبيبه لاصطحاب شقيقته وأنه سوف يعود ويحاول أن يظل جانبها ، وافقت وفاه وودعت ابنتها لتذهب مع حبيبه ، فهى الان مسئوله عنها .


قررت حبيبه أن تتحدث مع شروق بحقيقه مقابلتها لكريم ولكن بالوقت المناسب عندما ترا تحسن حالتها سوف تخبرها الأمر ..


"*****


بعد مرور أسبوع


كانت جميع العائلات تجمعت بالقريه ، عائله ياسين وسيف وعائله يوسف وشقيقه حازم وايضا والده حبيبه وزوجها ، وأصدقاءهم عمار وزوجته ، وهشام الذى اتي من أجل اميره ليظل جانبها ويسلمها بنفسه إلى زوجها فهو مثابه شقيقها .


وتعرفت العائلات بعضهم البعض .


وأطلق ياسين على القريه باسم ( الماسه الزرقاء ) فقد تحدث عن الاسم من قبل مع زوجته وهى صاحبه هذا الاسم ويحاول أن يذكرها بشى ..


""""""""


كان ياسين يتلهف شوقا لرؤيتها ولكن لم يستطيع أن يختلي بها بسبب تلك الطفله التى تقربت إليها وأصبحت مسئوله عنها ، الملاك البرئ (دنيا ) وايضا شروق كانت معها طوال الوقت


تنهد بضيق ونظر ليوسف بحده : بقالنا اسبوع فى شرم ومش عارف اشوف مراتي بسببك يا اخي اتصرف


يوسف بضحكه قويه : انا مالي هى اللى لازقه لدنيا وحبتها من اول نظره


ياسين بغيظ : انت بتغيظني ، طب اتصرف عايز اتكلم معاها شويا واحشاني


نهض يوسف من مجلسه : خلاص صعبت عليا ، هشوف أنا دنيا وشوف حد يبعد شروق بقى يا معلم .


....... ........


بحث بعيناه بالمكان إلا أن وجد ريم وعمار ، اقبل عليهم يصافحهم ثم نظر لريم برجاء


- ريم من فضلك تبعدي شروق شويا عن حبيبه ، عايز اتكلم معاها


عمار بمرح : يا عيني عليك يا سينو، انت بقيت حالتك صعبه اوى


زفر بضيق : هعمل ايه يا عمار حقي اقعد مع مراتي شويا بدون عزول


ربت على كتفه : اكيد حقك طبعا ، روحي يا ريم انقظي الموقف


ريم بابتسامه : حاضر ثواني بس والمكان يبقى خالي من البشر


سارت ريم باتجاه صديقتها التى تجلس أعلى الرمال وتبتسم لتلك الصغيره الرقيقه التى تعشقها وهى تمسك بيدها تحاول تحريك أناملها برقه وكأنها تفعل لها تدريبات لتحريك الأطراف كعلاج طبيعي ، وشروق تجلس جانبها تبحث فى الرمال وتخرج الصدف وتحاول الرسم أعلى الرمال ...


اقترب يوسف اولا وسحب المقعد المتحرك الخاص بدنيا وهو يبتسم لهم ويقبل جبين الصغيره


- الملاك الجميل ميعاد نومه يلا


حاولت تنهض من جلستها ولكن منعها يوسف بشده : خليكي انتي يا حبيبه زى ما انتي أنا راجلعك تاني عايزك فى موضوع مهم ، اوعى تمشي


سحب الكرسي المتحرك وسار أعلى الرمال متوجهه إلى القريه وأثناء مروره من أمام ياسين ارسل إليه غمزه مشاكسه وهو يبتسم له ..


أما عن ريم كانت تجلس بجانب شروق وهى تتحدث معها وطلبت منها أن تنهض معها بهدوء لأنها تشعر بالارهاق ولا تريد اقلاق صديقتها ، نهضت معها شروق بقلق وهى تمسك بيدها


- انتى كويسه


تصنعت التعب : مش عارفه فجاه كده دوخت ، معلش توصليني غرفتي


شروق : اكيد طبعا ، اتفضلي


غادرت ريم بصحبه شروق أثناء انشغال حبيبه بالحديث مع يوسف .


نظرت حبيبه حولها فلم تجد احد ، نهضت من أعلى الرمال وهى تسير باتجاه البحر وتنظر للموج الثائر أمامها وهى تبتسم تارة وتغمض عيناها تاره أخري .


كان يقف خلفها ويتطلع إليها بحب .


"*******""


وجدت نفسها تبحر داخل البحر على قارب صغير يراقصه الموج ليهتز بعنف وتصرخ هى بقوه وتتشبث بشخصا اخر


هنموت يا ياسين صح


هز رأسه بعنف : لا ياقلبي ماتخفيش أنا معاكي اهدي ، دي مجرد عاصفه ماتخفيش أنا معاكي


أغمضت عيناها بقوه واتاها صوته بصراخ : حبيبه .. حبيبه. .


فتحت عيناها بصدمه ونظرت للبحر بقوه وهى تلهث أنفاسها وكأنها كانت حقا تصارع الغرق ونظرت للبحر بخوف وهمت لتركض من أمامه وهى تحاول أن تسترد أنفاسها .


تفاجىت بوقوفه خلفها ، نظرت له بزعر .


اقترب منها بقلق وأمسك بساعديها: حبيبه مالك ، حاسه بايه


كانت تتنفس بصعوبه وقبل أن تستسلم لدوار رأسها نظرت له بضياع وانسابت دمعه هاربه


قولي انت مين وريحني


ضمها لصدره بقوه قبل أن يستسلم للظلام وتغلق عيناها .


اجلسها على الرمال برفق وهى مازالت داخل أحضانه وهو يربت على وجنتيها برفق لكي تسترد وعيها ، ولكن ثارت الأمواج وضربت بهم بقوه .


عندما ابتل جسدها شهقت بقوه وفتحت عيناها بوهن


عاد يضمها لصدره بقوه وهى كالمغيبه تشعر بالأمان داخل أحضانه ولكن عقلها شاردا يريد تفسير


تحدث وهو يضمها بشده ولا يريد إخراجها من أحضانه يريد أن يسكنها داخل اضلعه ويخفيها عن البشر بأكمله ، تحدث بصوته الهامس الرقيق بجانب أذنها


- عايزه تعرفي انا مين ، أنا ياسين جوزك وحبيبك وصاحبك وابنك كمان


وانتى مش بس مراتي وحبيبتي ، انتي روحي ونبض قلبي ، انتي بنت قلبي ، طفلتي ..


‏أنا عمري ما حبيت حد قدك ،، ولا عمري أتمنيت أكون مع حد غيرك يانبض قلبي ،،،‎


          الفصل التاسع والثلاثون من هنا

لقراءة باقي الفصول الجزء الثاني من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close