أخر الاخبار

رواية لقد عادت من اجل الانتقام (الجزء الثاني) الفصل الثامن والعشرون 28بقلم شيماء عبد الله

 

رواية لقد عادت من اجل الانتقام (الجزء الثاني)

الفصل الثامن والعشرون 28 

بقلم شيماء عبد الله

 


نظر لها بدر وقال: أنت حاولت قتلها. 


لم تتردد جميلة هذه المرة في الاعتراف وقالت :أجل فعلتها، و أستطيع فعلها مجددا دون تردد. 


لقد أكدت لهم للتو فعلتها وهي في كامل قواها العقلية، وهذا جرح أبناءها مجددا، فهتف بدر :ما الذي فعلتيه يا أمي؟ لقد أصبحت مجرمة. 


جميلة :لست أنا المجرمة إنما وعد، أنا أردت إسترجاع حقي فقط. 


تسنيم :عن أي حق تتحدثين؟ هل تتحدثين عن أخاك المجرم الذي دمر حياة أكثر من شخص؟ وهو في الأساس قتل بسبب عمله المشبوه. 


نظرت لها جميلة بغضب هاتفة :لا تتحدثي عن أخي بالسوء، هو بريئ لم يفعل شيئا.. وعد من كذبت والجميع صدقها، وأنت لو صمتت وتركت أخاك يساعدني كنت سأتخلص من هذا الموضوع منذ فترة طويلة. 


بدر :هي أيقظتني، وجعلتني أستوعب أنك كنت مخطئة وصدقت كذبة لا وجود لها، و تريديني أنا أيضا أن أصدقها.. أخاك كان مجرم يتاجر في السلاح والمخدرات والبنات، هل شخص مثله يستحق أن تدمري نفسك من أجله؟ 


جميلة :أنا أعرف أخي جيدا، من المستحيل أن يفعل كل هذا. 


لم تعد تسنيم تستطيع التحمل، فقد كانت دموعها تسيل على خديها بدون توقف، فقالت :أخاك الذي تتباهين به طمع فيني، وقبل وفاته سمعته يحادث شخصا ليبيعني له، ولولا الله الذي أخذه ذلك اليوم لم أكن أمامك الان.. إضافة لهذا كان يتحرش بي كل مرة أراه، أخاك أوسخ وأحقر شخص رأيته في حياتي. 


صعدت تسنيم بسرعة للأعلى، بينما ذكريات الماضي تتكرر أمامها، وفرحتها بخطوبتها من ريان لم تكتمل، ترى نفسها الآن وسط مأزق كبير بين قلبها والحقيقة المرة، وقد أصبحت شبه متأكدة أن ريان سيتخلى عنها بعد أن يكتشف حقيقة والدتها. 


في الأسفل نظر بدر لوالدته بحدة وقال :لن أسمح لك بتدمير حياة أختي مجددا، لقد رأيتها سعيدة ومرتاحة مع شخص أخيرا، فلن أسمح لك أن تحطمي أحلامها، وانتقامك ستنسيه وسنحاول إيجاد حل ما مع وعد، وإلا ستواجهيني أنا هذه المرة. 


صعد هو الآخر لغرفته غاضبا، وتركها هي الأخرى تكاد تنفجر من شدة الغضب، وكعادتها ألقت اللوم على وعد البعيدة كل البعد عنها وقالت : سأدمرك يا وعد.. سأدمرك. 


عند وعد أوصلوا ريان لمنزله، ثم تحركوا بسيارتهم وفور ابتعادهم نظر رعد لزوجته التي تعبث في هاتفها وقال :هل لديك شيء لتقولينه يا وعد؟ 


كانوا قد أصبحوا في الطريق المؤدي للقصر، فقالت :توقف على جنب. 


أوقف رعد السيارة، لتقترب منه تتكئ على صدره، ليحاوطها بيده وتركها ترتاح، وبعد ثواني هتفت :جميلة هي عودتي. 


رعد: شككت فيها لكن اعتقدت أنني قد أكون مخطئا. 


وعد: كيف علمت؟ 


رعد: نظراتها لك كانت كلها عبارة عن حقد وكره، وحتى نظراتك لها كانت غريبة، إضافة لوجهها الذي شحب حينما ذكرت إنقاذ بدر لك، ورغم ذلك لم تتحدث عن تصرفه، بينما في الحالة الطبيعية لأي شخص أخر كان يعبر عن صدمته، وهي في الأساس لم تصدم حينما علمت أنك حية. 


وعد :لقد سبق لي أن ظهرت أمامها وكادت تصاب بالجنون. 


رعد: أخبريني كل شيء بالتفاصيل. 


بدأت وعد تسرد عليه كل شيء بدأ أن تقدم له نصف الحقيقة كما اعتادت، وأخبرته بخطط جميلة كاملة، وكيف كانت تخدره بسبب قهوته التي يحتسيها دوما في الشركة، وفي كل مرة تدخل فتاة لغرفته في الشركة كي تصورها معه، ثم أرسلت لها تلك الصور، وكذلك فضحت تانيا أمامه وجعلته يعلم أنها السبب وراء حادث أباه. 


رعد :لكن كيف فعلتها تانيا؟ لقد تأكدنا أنها كانت في المستشفى مع مايكل. 


وعد: لم تكن معه، تانيا كانت هنا والفتاة التي كانت مع مايكل تشبه تانيا في طولها وشعرها، بينما ملامحها فقد قاموا بتعديل قناع يشبه تانيا، وتلك الفتاة استمرت في زيارة مايكل كأنها تانيا، وكذلك فعلت أنا، لقد استخدمت نفس الحيلة لأجعل جميلة تكاد تجن، وجعلتها تراني أينما ذهبت رغم أنني كنت في أمريكا وقتها، وجعلتها ترى أخاها الميت كذلك. 


رعد: كل هذا حدث وأنا لا أعلم شيئا، لكن ما أريد فهمه لما فعلت تانيا كل هذا؟ 


صمتت وعد لثواني تبلع ريقها وقالت :الغيرة والحقد أعموا بصيرتها، هي رأتني أصبحت أما لثلاثة أطفال بينما هي حرمت من الإنجاب بسبب الماضي.. هي لن تلد بسبب حادث تعرضت له أثناء خطف إسماعيل لها، والآن تلومني على كل ما حدث. 


مسح رعد على ظهرها قائلا :لا تزعجي نفسك كل شيء سيتصلح، وحقك سيعود من أي شخص أذاك. 


وعد :كل ما يهمني الأن أن أبقى معك أنت وأبناءنا، ومستعدة لأواجه كل شيء من أجلكم. 


رعد :دعينا نعود الان، الأطفال في إنتظارنا.


ابتعدت وعد عنه كي تسمح له بالسياقة، وفور وصولهم للباب الخارجي للقصر ظهرت أمامهم رحمة التي منعوها الحرس من الدخول، فوقفت أمام سيارة رعد تمنعه من الدخول، فقال :ما بها هذه؟ 


وعد :أنا أعلم جيدا ما الذي أحضرها هنا. 


نزلوا من السيارة، وفور رؤية رحمة لوعد تأكدت شكوكها، فاقتربت منها بعيون ذابلة من شدة الحزن وقالت :رجاءا يا سيدتي أعيدي لي ابني، لا ذنب له فيما حدث رجاءا أعيديه. 


عقد وعد حاجبيها قائلة :عن ماذا تتحدثين؟ ما الذي سأفعله بإبنك. 


رحمة :أنا من خنتك لا ذنب له هو، أعيديه رجاءا وأفعل كل ما تريدينه، أنا جاهزة لأي عقاب لكن لا تؤذي ابني. 


التفتت وعد نحو رعد هاتفة: رعد هل تعلم عن ماذا تتحدث هذه المرأة؟ ما دخلي بإبنها. 


هتف رعد ببرود :ما بك يا رحمة؟ ما الذي ستفعله وعد بإبنك؟ ابحثي عنه في مكان أخر ودعينا ندخل. 


أمسكت رحمة بذراع وعد وقالت :ارحميني رجاءا، لا أملك سوى ابني لا تحرميني منه، أعيدي ابني رجاءا، أنت أم ولا تريدين فراق أطفالك، دعي نفسك مكاني. 


أبعدتها وعد عنها هاتفة بصوت بارد :لأخر مرة سأقولها، أنا لا علاقة لي بإبنك، ولا أعلم شيئا عنه، وإذا كنت خنتني حقا وقتها سأحاسبك، والان إذهبي للشخص الذي خنتني معه لعله هو من يتلاعب بك. 


استقلت وعد ورعد السيارة، وتكلف الحراس بإبعاد رحمة، فدخلوا وتركوها تصرخ وتترجاها، فقالت وعد: دعك تتعذبين أنت الأخرى كما تعذبت بسببكم. 


رعد: هل إبنها لديك؟


وعد :أجل ولن أدعها تراه حتى أرغب أنا في ذلك، سأجعلها تندم على اليوم الذي فكرت فيه خيانتي، وكما تسببت في كره أطفالي وعائلتي يكرهوني، سأجعل إبنها هو الآخر يكرهها. 


أوقف رعد السيارة ثم نظر لها وقال :أنا بجانبك. 


وعد: وهذا كاف بالنسبة لي.. وجودك معي هو ما يقويني وسيجعلني أحارب أي شخص من أجلك. 


رعد :دعيني أتكلف أنا بهم ودعك أنت مرتاحة. 


وعد :هذا مستحيل، أنت تعلم جيدا أنني لن أرتاح إن لم أسترجع حقي بنفسي، دعني سأتكلف أنا بكل شيء. 


رعد:كما تشائين. 


نزلوا معا يدخلون ليجدوا أفراد العائلة مجتمعين مع تانيا ومايكل فقالا: مساء الخير. 


الجميع :مساء النور.


نسرين :كنا نعتقد أنكم ستتأخرون وتتناولون العشاء في الخارج. 


جلس رعد بجانب زوجته وقال :نحن ذهبنا لنطلب يد الفتاة التي يحبها ريان ثم عدنا. 


عمر: خطب ريان؟ لما لم تخبرونا كي نرافقكم. 


وعد :لقد طلبنا يدها فقط، وتحدثنا مع عائلتها، حينما يصل موعد الخطوبة تستطيع الذهاب جميعا. 


رعد: أين الأطفال ؟


جنة :تركتهم يلعبون حتى يجهز العشاء. 


دارت عيون وعد على الجميع ولم ترى جودي ونور، فعلمت أنه دورهما في تحضير العشاء، ثم نظرت لأحمد الذي كان ينظر لها، قبل أن يقوم ويخرج للحديقة، لتلاحقه عيون وعد حتى اختفى، فاقترب منها رعد وهمس لها قائلا : الحقي به وتحدثي معه. 


قامت وعد فورا فهي كانت تفكر الحديث مع والدها منذ مدة، والان وجدت الفرصة المناسبة، فخرجت لتجده جالسا على أريكة فجلست بجانبه وعم الصمت بينهما لدقائق. 


أحمد :هل أتيت لتصمتي. 


وعد :أتيت لأسمعك. 


أحمد :ما الذي ستسمعينه؟ لا يوجد شيء لأقوله. 


وعد :يوجد الكثير من الحديث الذي تريد قوله، لكنك في الوقت ذاته لا تستطيع الحديث.. أنا أفهم هذا جيدا. 


أحمد :ما الذي تريدينه يا وعد؟ 


وعد: أريد أن يبوح لي أبي بمكونات صدره كما كان يفعل في الماضي. 


هتف أحمد ساخرا: أبي.. أين هو هذا الأب؟ أنت لم تعودي تعتبريني أباك، أنت تحدثت وأفرغت مكنونات صدرك وتعاقبينا، وفي المقابل يجب أن نصمت نحن، في الأساس أكثر ما أتقنه هو الصمت، لقد أخبرتني والدتك لهذا مسبقا ولم أصدقها لكنني تأكدت الان، تفعلين أي شيء وأصمت، حتى حينما حدث ما حدث قبل سنة بقيت صامتا. 


نظرت له وعد هاتفة :فمك صامت لكن نظراتك وتصرفاتك لم يصمتوا يوما.. أنا أعلم كل شيء يا أبي، أنت لم تصدق أي شيء مما حدث، وحاولت إيجاد دليل ليبرأني، لكنك لم تستطع التوصل لشيء، رغم ذلك لم تستسلم حتى تلقيت خبر موتي.. في الوقت الذي كانت أمي تلومني على أشياء لم أفعلها، كنت أنت واقفا في النصف بيننا لا تعلم كيف تتصرف.. أنت لم تختر الصمت برضاك، لكنك لم تكن تعلم ما ستقوله. 


أحمد :وما دمت تعلمين كل هذا لما تعاقبيني. 


وعد: متى عاقبتك. 


أحمد :ماذا نسمي ما تفعليه لنا؟ سجنتنا وسط القصر ومنعتنا من العمل في الشركة، إضافة لذلك جعلتنا نطبخ وننظف ونفعل كل شيء بنفسنا. 


وعد :أنت رأيت الأمور من جانب واحد، لكنك لم تنظر لها من الجانب الثاني. 


أحمد :أي جانب؟ 


وعد :حينما تعب عمي كريم ولم يستطع تحريك الأريكة ماذا حدث. 


أحمد :تدخل مراد وفهد وساعدوه. 


وعد :وحينما وقعت ريم وهي تنظف الأرضية ماذا حدث. 


ضحك أحمد دون أن يشعر وقال: حاولت الفتيات مساعدتها ليقع الجميع. 


وعد :حسنا وحينما كنت مختفية ماذا كنتم تفعلون. 


أحمد :نحن نذهب للشركة، والنساء أحيانا يتسوقن، وأحيانا يذهين لحفل ما، أو يجتمعوا للحديث عنك. 


قال كلماته الأخيرة يتردد واضح، فإبتسمت وعد وقالت: ولم تلاحظ الفرق الان.. فيما قبل كان كل واحد تائها في عالمه الخاص، كنتم مجتمعين في القصر، لكن لا أحد يعلم شيئا عن الآخر، حتى الأكل لم تكونوا تجتمعوا عليه إلا في بعض الأحيان، وحينما تجتمعوا يتحدث أحد عني فيتوتر الجو، لكن الآن أصبحتم تتعاونون مع بعضكم، وأكبر دليل على ذلك هي النقود التي قدمتموها لعمي عمر كي ينقذ نفسه، ولم يتكلم أي شخص منكم أمام زوجته أو أبنائه كي لا يفضح. 


سكت أحمد يراجع الأحداث الأخيرة، فقالت وعد: كم سنة مضت منذ أخر مرة تناولت من طبخ أمي؟ بل متى آخر مرة قامت امرأة من العائلة بالدخول للمطبخ؟ في كل مرة تتحججن بشيء مختلف وأنا أصمت، كنت أعتقد أن العائلة مجتمعة لذا لا داعي لأضغط عليهم لكنني أخطأت، كان علي أن أركز على التفاصيل الصغيرة كي أنظم كل شيء، ولا أدع الجميع يصبح أنانيا. 


أحمد :هذا يعني أن كل ما فعلتيه من أجل إعادة شمل العائلة مجتمعا كما كان، ليس لمعاقبتنا. 


وعد :العقاب مجرد مبرر لما أفعله كي لا يعلمون نيتي، لكن الهدف الأساسي هو توحيد عائلتنا من جديد، أريد حينما يقع أحد من يساعده الجميع، حينما يخطأ أحد ويستمر في خطئه يجد أن يعيده للطريق الصحيح، أريد تحقيق وصية جدي وأحافظ على العائلة متماسكة. 


أمسك أحمد بيدها هاتفا: أعتذر منك يا إبنتي لأنني ظننت السوء بك. 


ارتمت وعد في حضنه تضمه بقوة وقالت :أنت أبي ومن حقك فعل أي شيء معي وأنا لن أنزعج، يكفي أنك بجانبي. 


ضمها أحمد يروي شوقه، لتراهم لتانيا من الجدار الزجاجي للقاعة حيث يجلسون، فضغطت على يديها وقالت في نفسها: لما أنت تملكين عائلة ووالدين وأنا حرمت منهم؟ يجب أن تحرمي منهم أنت أيضا. 


نظرت لجودي اللي تجلس معهم لكنها شاردة، ثم نظرت للخارج قبل أن ترتسم بسمة لا تنم عن الخير، فتوجهت لغرفتها وبحثت في حقيبتها إلى أن وجدت قنينة دواء فقالت :هذه كانت ستكون سبب نهايتك، لكن لا مانع إن شربته والدتك بدلا عنك.


دخلت وعد مع أحمد، وتركته يعود للقاعة يجلس رفقة العائلة وهو سعيد، بينما هي مرت من جانب غرفة الأكل، لتجد تانيا تضع الدواء في كأس عصير، فعقدت حاجبيها حينما رأتها تخفي تلك القنينة عن أنظار رنا التي كانت تضع الأطباق في الطاولة. 


رنا :هل تحتاجين شيئا. 


ابتسمت لها تانيا هاتفة: لا، لقد أتيت لأرى إن كنت في حاجة لمساعدة. 


رنا: لا شكرا لك، كل شيء جاهز تقريبا. 


تانيا :إذن سأذهب لأغسل يدي ريثما يجتمع الجميع. 


اختبأت وعد حتى رأت تانيا تدخل لغرفتها، فأسرعت لغرفة الأكل تحمل ذلك الكأس وتضع كأسها مكانه، ثم نظرت لرنا التي دخلت مجددا وقالت :وعد تريدين شيئا. 


وعد :أتيت لأرى إن كان العشاء جاهز، فرأيت ذبابة وقعت في الكأس، سأذهب لأغيره.


رنا: دعيني أغيره. 


وعد :أنت نادي على العائلة وأنا سأتكلف. 


ذهبت وعد للمطبخ حيث أفرغت ذلك الكأس، وملأت كأسا آخر لها، ثم توجهت للطاولة ليجتمع الجميع، بينما ركزت نظراتها على تانيا التي تنتظر اللحظة التي سيظهر فيها مفعول الدواء على والدتها. 


قامت وعد فجأة لينظر لها رعد مستغربا وقال :إلى أين يا وعد. 


وعد :نسيت دوائي في الأعلى سأذهب لأحضره. 


رعد: دعي ياسمين تحضره. 


وعد :سأحضره بنفسي وأرى بهاء إن كان مرتاحا. 


رعد: حسنا. 


صعدت وعد لغرفتها سريعا، فشغلت هاتفها وتوجهت لتسجيلات كاميرا غرفة تانيا، فسرعتهم حتى وصلت للقطة التي دخلت فيها تانيا لغرفتها وأخذت تلك القنينة، لتسمع كلامها فعقدت حاجبيها وقالت : سأجعلك تندمين يا تانيا فقط انتظري قليلا. 


أخذت دواءها وأطلت على بهاء النائم ومعه المربية، ثم نزلت للأسفل تتصرف بشكل طبيعي، لتلاحظ انعقاد حاجبي تانيا حينما لم تنجح خطتها فهتفت: هل أنت بخير يا تانيا. 


تانيا :أجل أنا بخير. 


وعد: لما لا تتناولين أكلك إذن، ألم يعجبك. 


تانيا :فقط لا شهية لي للأكل. 


نسرين :إذا كنت تريدين شيئا آخر يا إبنتي أخبرينا. 


تانيا :لا شكرا لك.


استمرت رعد في الأكل وأيضا تطعم إبنتها عهد وتضحك معها، وبين الفينة والأخرى تنظر لتانيا لتجد نظراتها كلها حقد، وفور أن أنهى رعد أكله قام، لتعطيه وعد عهد وقالت :خذها معك يا رعد، يبدو أنها ستنام. 


رعد :حسنا تناولي الطعام على مهلك ثم اصعدي. 


بدأ كل واحد يقوم فور أن ينهي أكله، ولم يتبقى عليها سوى وعد وماسة وعمر الذي ينظر لهاتفه، وسيف وفهد الذي كان دورهما في لم الأطباق، فقالت ماسة :ما بك يا عمي؟ ألم يحب ذلك المشكل بعد. 


عمر :ينقصني مئة ألف درهم، وذلك الشخص هددني إن لم يكن المبلغ كاملا قبل ساعتين سيفضحني. 


ماسة :ألم تكفيك تلك النقود. 


عمر: للأسف لا.


فهد: إذن سنرسل لك الباقي من نقودنا. 


عمر: لا يا ابني دعهم عندك قد تحتاجهم. 


سيف :وماذا ستفعل أنت يا عمي. 


عمر: سأرى حلا أخر. 


تدخلت وعد هاتفة ببرود: أعد لهم نقودهم. 


نظروا لها جميعا وقال فهد: ما الذي تقولينه يا وعد. 


وعد :أخبرته أن يعيد لكم نقودكم، هل أخطأت في شيء؟ 


          الفصل التاسع والعشرون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا 

لقراءة الجزء الاول جميع الفصول كاملة من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close