رواية العاشق
الفصل العاشر 10 والأخير
بقلم سارة مجدي
فى صباح يوم الجمعه دلف الى الغرفه الخاصه بالتحضير انه يحاول الوصول الى أبريال لكنها لا تستجيب الى ندائه عليه ان ينهي الامر و يصيب نورا بالجنون حتى يضمن تحقيق ما يريد
نظر فى اتجاه الزجاجات السوداء و بدء فى فتح الواحده تلو الاخرى و مع كل زجاجه يفتحها يخرج ضباب اسود كثيف و يتصاعد حتى يهبط على احدى اطراف النجمه الخماسيه و يتجسد على شكل من اشكال البشر و فوقه معطف اسود لا يظهر منه شيء ... حتى وقفوا جميعا على اطراف النجمه ليمر من جوارهم بعد ان اخذ القلاده من صندوقها و وقف في منتصف النجمه
و هو يرتدي ذلك المعطف الاسود الذي يخفيه خلفه تمامًا و لا يظهر منه سوا عينين باللون الاحمر و بين يديه تلك القلاده المحفور عليها ذلك الوحش المقزز
و بدء فى ترديد بعض الكلمات الغير مفهومه ليملىء الدخان جوانب الغرفه وبدأت اجساد هؤلاء الرجال على زوايا النجمه فى الاهتزاز بقوه وحامت حولهم الكثير من الغيوم السوداء
دخان كثيف مليء بالعيون الحمراء
وجسده ينتفض فى المنتصف و لكنه مستمر فى ترديد تلك الكلمات فالهدف يستحق حقًا
~~~~~~~~~~~~~~~
غادرت غرفتها و هى ترسم ابتسامه صغيره فوق شفتيها حتى تطمئن والديها و لكن قلبها يرتعش خوفًا
و لو اردنا الوصف بدقه اكثر هى تموت خوفا و يكاد قلبها يتوقف من كثره دقاته التى تتصارع بخوف
عيونها تنظر الى كل ركن فى منزلها و كأنها تبحث عن شىء ما هى نفسها لا تعرفه
لكن الوقت يقترب و عليها تنقيذ ما اخبرها به رئبال
توجهت الى والديها و قالت بهدوء
- اريد ان اطلب منكم شىء ما
انتبه والديها اليها بكامل تركيزهم يبتسمون بسعاده للهدوء الواضح على ملامحها لا يفهمون و لا يشعرون بما داخلها و بقلبها الذي يرتجف كطفل صغير فى ليله شتاء بارده وحيد فى طرقات مهجوره بمفرده
جلست على الكرسي الخالي و الذي يتوسط جلستهم و قالت
- اليوم اريد ان اقوم بشىء مختلف و مميز ... اريد ان اشعر ببعض الهدوء و الراحه
ليضع والدها يديه فوق يديها و قال بحب
- و هذا ما نتمناه يا حبيبتي
ابتسمت ابتسامه صغيره و قالت
- اذا انتم موافقون ... الان سأخبركم بما اريد بالتحديد
انتبهت كل حواسهم لها و هم يستمعون الى كلماتها
- سوف تغادران المنزل و تذهبان الى الحديقه العامه و تطلبون من المطعم الذي اعتدنا عليه طعام و بالتحديد وجبتنا المميزه .. و انا سوف اقوم بالاتصال ببعض أصدقائي لآمر هام يخص الدراسه و الحق بكم
شعر والديها بالاندهاش من كلماتها و لماذا يغادرون اولا و تلحق بهم اسم المشكله فى انتظارها و يذهبوا سويًا
لكنهم لم يتحدثوا باي شىء و قاموا لينفذوا ما طلبت
رغم ذلك الشعور الذي يسكن قلبهم من قلق و خوف بلا سبب واضح و محدد
~~~~~~~~~~~~~~
كان رئبال يقف فى نافذه شرفه أبريال الذي اصبح تلك الايام كثير التردد اليها بسبب خطته التي تحتم عليه اظهار الحب لها
حتى يستطيع السيطره و احكام الامور ... كان يتذكر اخر حديث مع والده الليله الماضيه و الذي كان مطمئن جدا و يؤكد له انه يسير على الطريق الصحيح
- ارى انك تتقرب الى أبريال ... هل هذا رجوع الى عقلك ... ام انك تفكر فى خداعنا
ليقترب منه رئبال و هو يقول باندهاش و صدمه استطاع رسمهم ببراعه صادقه
- خداع اي خداع هذا فى كل ما يحدث بيني و بينها و هل هذه الامور بها خداع يا سيدي
تحرك أرغد ليجلس على تلك الاريكه الكبيره بغروره المعتاد و قال
- اذا متى نعلن عن زواجكم و اتحاد القبيلتين اخشى ان نعلن عن ولي العهد قبل ذلك
ليبتسم رئبال و قال بهدوء
- غدا يوم الجمعه و انت تعلم جيدا اننا غير قادرين على القيام باي شيء في هذا اليوم ... يوم السبت سوف اخبرك عن الموعد
ليومىء أرغد بنعم و هو يبتسم بغرور و ثقه و احساس بالانتصار جعل رئبال يزداد يقينا ان والده و كل من على شاكلته يسحقون ما سيحدث
عاد رئبال من افكاره و هو يبتسم
الان سيعلمون جميعا من الذي انتصر ... سيعلمون انهم لم يأخذوا منه سوا جسده فى علاقه كان يرفضها بشده و يبغضها لكن قلبه ظل مع من احبها و سيظل
اغمض عينيه و هو يهمس
- لتقومي بالامر و لا تخشي شيئا حبيبتي انا معك و سأظل معك الي الأبد
~~~~~~~~~
وقفت نورا فى منتصف صاله منزلها ترتدي ملابسها بالكامل بعد ان توضئت و صلت فرضها و طلبت العون من الله
احضرت جهاز الحاسوب الخاص بها و جهزت كل شىء كما اخبرها رئبال
ارتدت السلسال و هى تقول بعض كلمات و تتذكر كلمات رئبال لها اخر مره زارها
- هذه الكلمات قويه تحتاج الى قلب مؤمن بصدق ... قلب سكنه حب الله و الايمان به دون شك او خوف ... يقين بان الله سيحميكي من كل شىء تحتاجين قوه قلبك و ايمانك و جسدك و لتعلمي جيدا ان ما سيحدث مهما كان صعب او طال سينتهي و انت الاقوى و مع كلمات الله التامات لن يستطيع احد الاقتراب منك
عادت من افكارها و هي تكمل تلك التعويذه التى جعلت جسدها يهتز بقوه و يرتجف و بدء انفها ينزف لكنها و رغم ذلك الالم الذي يخترق جسدها كسهام ناريه و عظامها كانها تتكسر و الخوف الذي بدء يرتسم فى عيونها بسبب ما بدء يظهر امامها من خيالات و صور مخيفه لكائنات بشعه المظهر ... لكنها ظلت مستمره فيما تفعله حتى ظهر امامها وجه رئبال لتشتت للحظات حتى وصلها همسه و هو يقول
- استمري لا تتوقفي
عادت تكمل كلماتها و تلك الاشباح حولها يزداد عددها و يتصاعد و جسدها ينتفض بشدة لكن عقلها كان واعي لكل ما يحدث حولها
و فى نفس الوقت كان ذلك الجسد فى منتصف النجمه الخماسيه ينتفض بقوه و تلك الاجساد من حوله يتحولون الى هيئتهم الحقيقيه ... و يتصاعد الدخان من حوله حتى سقط ارضا ينتفض كمن ضربته صاعقه كهربائيه
وفى تلك الحظه ببيت نورا ارتفع صوت المقرىء بأيات الله
الفاتحة تاليها المعوذتين و آيه الكرسي و حين ينتهى من قرئتهم يعيد من جديد حتي قرأهم ثلاث مرات لتبدء هي فى المهمه الاصعب .... خاصه و هي تراهم الان فى ابشع صورهم
لكنها اغمضت عيونها و بدأت فى ترديد بصوت عالي و قوي
بسم الله الرحمن الرحيم عن يميني، بسم الله الرحمن الرحيم عن شمالي، بسم الله الرحمن الرحيم بين يدي، بسم الله الرحمن الرحيم من خلفي، بسم الله الرحمن الرحيم من فوقي، بسم الله الرحمن الرحيم من جميع جوانبي، بسم الله الرحمن الرحيم. قابض على ناصيتك.
أعوذ بعزة الله وعظمته، وبعزة الله وقدرته، وبعزة الله وسلطانه، وبعز جلال الله، وبعز عز الله من شر ما خلق. وذرأ وبرأ، ومن شر ما تحت الثرى، ومن شر كل دابة ربي آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم.
لا حول ولا قوة إلا بالله أكف بها عدوان من اعتدى عليّ من جميع خلق الله، لا حول ولا قوة إلا بالله أضعف بها كيد من كادني من جميع خلق الله، لا حول ولا قوة إلا بالله أزيل بها مكر من مكر بي من جميع خلق الله، لا حول ولا قوة إلا بالله أبطل بها سعي من سعى عليّ من جميع خلق الله، لا حول ولا قوة إلا بالله أذل بها جميع من تعزز عليّ من جميع خلق الله.
لا حول ولا قوة إلا بالله أوهن بها من أهانني من جميع خلق الله، لا حول ولا قوة إلا بالله أقسم بها ظالمي من جميع خلق الله، لا حول ولا قوة إلا بالله أقدر بها على ذوي القدرة عليّ من جميع خلق الله، لا حول ولا قوة إلا بالله استدفع بها شر من أرادني من جميع خلق الله، لا حول. ولا قوة إلا بالله استعانة بعزة الله، لا حول ولا قوة إلا بالله استغاثة بقوة الله، لا حول ولا قوة إلا بالله استجارة بقدرة الله، لا حول. ولا قوة إلا بالله أستعين بها. على محياي ومماتي وعند نزول الموت ومعالجة سكراته وغمراته.
اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، ومن كل سلطان شديد، ومن كل شيطان مريد، ومن شر كل جبار عنيد، ومن شر قضاء السوء، ومن شر كل دابة هو آخذ بناصيتها، إنك على صراط مستقيم، وأنت على كل شيء حفيظ، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت، وهو رب العرش العظيم،
ليعود صوت المقرىء يعلو من جديد بسورة البقرة و اصواتهم المتألمة الصارخه ترتفع من حولها و جسدها ينتفض بقوة
انفها تنزف و عيونها شديده الحمرة و بداخل عقلها شىء واحد يتكرر
- انهم ضعاف و الله اقوى ... انهم ضعاف و الله اكبر .... انهم ضعاف و هي بالله اقوى
وسط كل هذا و وسط كل تلك الاصوات الصارخه ظهر وجه رئبال امامها يهمس بصوت متألم
- تحصني دائما بكلمات الله .. ابتعدي عن المرآه و احظري من اولاد عمومتك
و اختفى وجهه و اختفت الاصوات و بدء ذلك الدخان فى الانقشاع عن مرمى بصرها ليخور جسدها ارضا بارهاق فاقده للوعي انفها ينزف بغزاره و جسدها ينتفض بقوه
و بعد القليل من الوقت هدء جسدها و لم يتبقى سوا صوت المقرىء يصدح بكلمات الله
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿ ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّن رُّسُلِهِۦۚ وَقَالُواْ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۖ غُفۡرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيۡكَ ٱلۡمَصِيرُ (*) لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا ٱكۡتَسَبَتۡۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَآ إِصۡرٗا كَمَا حَمَلۡتَهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦۖ وَٱعۡفُ عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَآۚ أَنتَ مَوۡلَىٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾
[ البقرة: 285 - 286]
كانت هى فى تلك الحظه تنظر الى سقف صاله منزلهم و عيونها تمتلىء بالدموع و على فمها ابتسامه واسعه براحه و سعاده
طرقات على باب منزلها جعلتها تحاول النهوض رغم ذلك الالم القوى بجسدها و اخذت بعض من المناديل تمسح بها تلك الدماء التى تغرق وجهها و توجهت الى الباب تفتحه لتكون الصدمه و هى ترى امامها زينه و لمى ينظرون اليها بقلق و خوف و هم يقولون
- نورا حبيبتى ماذا بكي هل أنتِ بخير
لتقول لمى
- يا اللهى انها تنزف ... اسرعي زينه و لتحضري بعض الثلج
ساعدت لمى نورا فى الدخول الي البيت من جديد و اجلستها على الاريكه و اخفضت راسها الى الاسفل و هى تضغط على انفها باصبعها و هي تسأل بخوف حقيقي
- اين والديك ؟ و ماذا حدث لتزفين بهذا الشكل ؟
عادت زينه و بين يديها قطعه من القماش تحتوي على الثلج وضعوها على انف نورا التي تنظر اليهم بعدم تصديق و تشتت
لتقول زينه من جديد
- ماذا بك نورا ؟ هل مازلتي تخاصميننا ؟ على الاقل اخبرينا بماذا اخطئنا معك ؟
فتحت نورا فمها بصدمه و هي تردد كلمات زينه باندهاش لتقول لمى ببعض الحزن
- ماذا حدث يا صديقتي ؟ لماذا تبتعدين عنى ؟ لقد اشتقنا لكِ بشده
- اشتقتم لي ؟
قالتها نورا بصدمه كبيره لتنظر كل من زينه و لمى لبعضهم بعضا بأندهاش و قالا معا
- مؤكد نورا الاصدقاء دائما يشتاقون لبعضهم بعضا
لتكمل لمى قائله
- و نحن لسنا مجرد زملاء دراسه نورا ... نحن اصدقاء منذ صغرنا فكم جلسنا فى غرفتك و لعبنا و ذاكرنا و كم من مره رقصنا ... ماذا بكِ لماذا تبتعدين عنا
ظلت نورا تنظر اليهم بصدمه و عدم تصديق ثم وقفت و هي تترنح قليلا و تشير لهم باصبعها
- دائما كنتم تسخرون مني .. لا تحبونني .. تقولن عني قبيحه و دوده كتب .. تقتربون مني فقط حين تريدون ان اساعدكم فى المذاكره أليس كذلك
نظرت كل من لمى و زينه الي بعضهم البعض باندهاش و قالت زينه بحزن
- متى قلنا هذا الكلام ... و من هي تلك القبيحه انت جميله جده و مميزه الا توجد لديك مرآه يا فتاه
غادرتهم و هى تشعر ان ما يحدث معها ما هو الا حلم ... ضرب من الخيال لا حقيقه له
لكن الصدمه حين وقفت امام المرآه لتجد امامها فتاه جميله بيضاء البشره بعيون عسليه مميزه
لكنها تذكرت كلمات رئبال فابتعدت سريعا ... لتجدهم يقفون عند الباب ينظرون لها بقلق و خوف واضح لتقول هى ببعض التشتت حين جلست على سريرها
- كيف اذا كنت ارى نفسي قبيحه ... و كيف كنت اراكم بهذا الشكل
دلفوا الى الغرفه و جلسوا بجانبها و قالت لمى
- اهدئي حبيبتي أنتِ الان مريضه فلترتاحي قليلا و نتحدث فى الامر لاحقا
فى تلك اللحظه شعر والديها بالقلق بسبب تأخرها فقررا العوده الي البيت
و حين وصلوا و وجدوا الفتيات زاد خوفهم خاصه و اثار الدماء واضحه على وجهه نورا
لتقص عليهم لمى ما حدث ليطمئنوا قليلا لكن الحيره كانت ظاهره فى عيونهم .... من اذا ابنتهم بتلك الطريقه حتى تفكر فى اصدقاء عمرها بذلك الشكل
~~~~~~~~~~~~~~~
فى المساء حضر بلال الى بيت نورا و القلق يعتصره ... انه لم يستطع رؤيتها فى احلامه ... و لم يشعر باي شىء يخصها ... تذكر اليوم الذي ذهب فيه الي شيخه و قص عليه كل ما حدث لها و رائه منها و طلب العون و المشوره و في الحقيقه هو لم يبخل بهما عليه ... و اكثر ما اراحه و طمئنن انه استطاع ان يسقيها الماء بعد ان وضع بها تلك الورقه الصغيره التي كتب عليها بعض ايات التحصين و الحمايه
يعلم ان من كان خلف اذيتها اولاد عمومتها يريدون ان يتخلصون منها حتى لا يكون لهم شريك فى مال عمهم و الذي ينتظرون موته على نار
ايضا لم يمر يوم لم يلقي امام منزلها ذلك الماء الذي قرأ عليه كلمات الله حتي يحميها من اي شر جديد
عاد من افكاره و هو يقف امام منزلها ... ينظر اليه باندهاش و كانه يراه لاول مره ..... يوجود راحه كبيره و هدوء و كأن كل الامور عادت الى طبيعتها
طرق الباب ليفتح له الاستاذ سلام الذي نظر اليه بابتسامه مرحبه و دعاه الى الداخل ليزداد داخله هذا الاحساس الكبير بالراحه ليحمد الله بداخله ان الامور عادت الى طبيعتها
حين وقعت عيونه عليها تأكد من كل يفكر فيه .. انها عادت كما كانت لطبيعتها ... ابتسامتها التي عادت الى وجهها تنيره كما اعتاد عليها
و لمعه عيونها التي تخطف قلبه و تجعله يتوسل قربها و حبها و ان يكون جزء من حياتها
جلس معهم لبعض الوقت ثم غادر و هو يقرر ان الزياره القادمه ستكون مختلفه عن كل مره و الحاسمه
~~~~~~~~~~~~~~~
بعد مرور اسبوع
عادت نورا من الجامعه سعيده فكل ما كانت تتمناه كان حقيقه امامها لكن الغل الحقد كان يعميها عنه
كانت طوال الاسبوع الماضي تفكر
لما كل هذا الحقد و الغضب و الغل الذي يصل لهذا النوع من الاذا الذي يدمر الحياه و الروح
يقتل الانسان يأسًا و خوفًا و يقتل من حوله من الحزن
اخذت نفس عميق و هي تفتح باب البيت لتجد بلال يجلس فى صاله منزلها بمفرده بين يديه باقه رائعه من الورد
ظلت واقفه فى مكانها تنظر اليه باندهاش ليقترب منها بهدوء و هو يقول
- منذ رأيتك اول مره سقط قلبي غريق فى شهد عينيك .. لم اتمني شىء فى حياتي سواك و لم يطرق باب قلبي سوا حبك أنتِ فقط و اليوم ... اليوم فقط قادر ان اقف امامك اقول لك بكل ما بداخلي من حب و غرام يصل الى عنان السماء اعترف امام عينيك و قلبك اننى سأكون بجانبك و لن اسمح ابدا ان يقترب احدا منك او يفكر فى ايذائك
كانت الدموع تتجمع فى عيونها و هي تستمع الي تلك الكلمات التي تمنت ان تستمع اليها منذ سنوات و كانت تحلم بها و تشهد عليها وسادتها
مد يده لها بباقه الزهور لتمسكها برفق و كأنها شىء ثمين و غالي ليقول بابتسامه صغيره تقلب حياتها و تبونها بالوان السعاده
- تزوجيني ؟
جحظت عينيها بصدمه و اتفرج فمها بابتسامه مندهشه ليقول من جديد
- هل تقبلين الزواج مني نورا ؟ هل تقبلين حبي و قلبي ؟ هل تقبلين ان تظلي معي الباقي من حياتي ؟
اومئت بنعم ليخرج ذلك الخاتم من جيب بنطاله و وضعه فى اصبعها
لتستمع الى صوت الزغاريط من والدتها و اصدقائها يخرجون من ممر الغرف مع والدها الذي ينظر اليها بسعاده و راحه
كانت تشعر براحه كبيره خاصه بعد ان علمت ان والدها قد طرد ابن عمها الكبير الذي كان يسكن الشقه العفويه بعد ان اكتشف انه من كان يقوم بأمور السحر و هو من قام بأيذائها
و انه كان وراء كل ذلك العذاب الذي مرت به و شاهده و عاشوه معها
~~~~~~~~~~~~
حين انتهى كل شىء و غادر بلال بعد ان اتفق مع والدها على كل التفاصيل موعد الزفاف و كافه الاشياء
اغلقت باب غرفتها و نظرت الى المرآه المغطاه بشرشف ابيض كبير و ابتسمت و هي تهمس
- اطمئن رئبال انا على العهد
و فى هذا المكان الذي اصبح خالي تماما من اهله تردد صوتها بين الفراغ دون ان يسمعه احد
تمت بحمد الله
بكل ما هوه جديد من اللينك الظاهر امامك
🌹🌹🌹🌹 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
