أخر الاخبار

رواية عهد الأخوة الفصل التاسع عشر 19بقلم رانبا البحراوي

       

رواية عهد الأخوة

الفصل التاسع عشر 19

بقلم رانبا البحراوي


لاحظ عمر أن ثياب زينة تمزقت أثر الشجار فاسرع وجلب سيارته، بالسيارة خلع جاكته الخاص ووضعه على قدمها.


عمر :من ذلك الرجل وماذا يريد منكُ؟


ظلت زينة تبكي بشدة ولم تجيبه.

عمر :زينة هل يقربك؟

لم تتوقف زينة عن البكاء، بحث عمر عن زجاجة المياه ولم يجدها فأوقف السيارة كي يشتري لها ماء


لاحظ عمر انها انهارت بالبكاء فور مغادرته السيارة فظل خارجا يبدو أنها كانت تريد البقاء وحيدة.


فتح باب السيارة من جانبها وقال :اغسلي وجهك.


بينما تغسل وجهها لاحظ بعض الجروح في يدها واثار لصفعة على وجهها، اشتد غضبه من ذلك الرجل

وسألها بغضب :من هذا الرجل دعينا نبلغ الشرطة عنه.


زينة :زوجي السابق.

عمر :وماذا يريد منكِ؟

زينة :حقا لا استطيع الحديث عنه الان من فضلك خذني إلى اقرب محطة.

عمر :لن اتركك بهذه الحالة سأقلك حتى باب المنزل واتصلي بي اذا حاول الاقتراب منكِ مرة أخرى.

زينة :لا أريد ازعاجك، سأتحدث مع اختي كي ابقى معها هذه الليلة، أخشى أن يقتحم علي المنزل وأنا بمفردي.


اتصلت زينة باختها وطلبت منها الأذن في البقاء لديها، وحكت لها ماحدث معها بالتفصيل. 


الأخت :لن استطيع استقبالك، اعذريني يااختي تعلمين جيدا رأي زوجي بهذا الأمر.


زينة :تعالي انتِ أنا خائفة جدا.

الأخت :لن يوافق وسيفعل بي مثلما فعل زوجك بكِ.


عمر يستمع لحديثهما.


اغلقت زينة الهاتف وظلت تبكي.

عمر :لم توافق على استقبالك بمنزلها وتتوسلين اليها ولم تقبل؟ هل هذه اختك حقا؟


زينة :نعم اختي ولكن منعها زوجها من مقابلتي.

عمر :لماذا؟

زينة :إنه لأمرا مخجل لا اريد تذكره.

عمر :هيا كي اخذك إلى فرحة اختي وابقي معها هذه الليلة.

زينة :فرحة لا لا، لن استطيع مواجهتها بعد كل مافعله ابي معها، مستر عمر دعني اذهب الى منزلي وأغلق بابي جيدا لن يحدث شيئا.


عمر :هل أنت متأكدة انه لن يحدث شيئا.

زينة :وماذا سيحدث أكثر من ذلك، ليتنه يقضي علي بضربة قوية من يده فلم اعد احتمل الحياة بعد ظهوره مرة أخرى.


عمر :واين كان من قبل؟

زينة :بالسجن لا اعلم كيف تم اطلاق سراحه.


اخذها عمر إلى الحي، ذلك الحي القديم الذي ولد وكبر فيه، ارتجفت يداه حين تذكر منزله والدته وابيه

طفولته التي لم يعيشها وشبابه الذي فني فيه، نظرات الناس بعد هروب اخته وتساؤلاتهم وكلمات الجارحة القاسية، فتحي بخبثه وظلمه وأذيته لاخته.


الحي صغير ولكن ترك جرح كبير بقلبه لايمكن نسيانه.


عمر :لم يتغير الحي كثيرا، مازال وكأنني تركته بالأمس، لاينقصه سوى......... وسكت عمر هنا ومنع نفسه من الخطأ بذكر والدها بالسوء مرة أخرى.


ظل عمر بسيارته وحين مدت لتعطيه الجاكت طلب منها أن تعيده في وقت لاحق.


عمر :لن اتحرك من هنا حتى ترسلين لي رسالة بأنك داخل شقتك بأمان واغلقتي الباب جيدا.


زينة :اشكر حضرتك على مساعدتك لي اليوم واعتذر لما سببته لك من ازعاج.


عمر :لاداعي للشكر او الاسف هيا اصعدي إلى منزلك.

قبل أن يغادر عمر الحي ألقي نظرة خاطفة على شقتهم القديمة وظل شاردا الذهن وكأنه يسمع صوت والده خارج من عبر النافذة يطلب منه أن ينتبه على أخته بطريقهم إلى المدرسة ولا يتأخر.


ايقظت زيارته للحي ذكريات كان يظن انها خمدت وسكنت ولكن سرعان ماانفجرت بداخله كالبركان.


انتبه عمر على صوت رسالة صوتية منها فكانت ترتجف ولا تقوى على الكتابة. بصوت خافت حزين

زينة :دخلت وأغلقت الباب شكرا لك يامستر مرة أخرى.


عاد عمر إلى منزله بمجرد دخوله جلس بجانب فرحة ووضع رأسه على كتفها، سمعت علا صوته واسرعت اليه وقفزت بين ذراعيه، عانقها ثم عاد ووضع راسه على كتف فرحة وطلب منها أن تبقي هكذا قليلا

وكأن الافكار اثقلت رأسه ولم يقوى على رفعها.


شعرت فرحة بأن هناك شيئا غريبا به، لم تتحرك ولكنها سألته بحنان :مابك، مر وقت طويل على وضع رأسك هكذا.


لم يجيبها ولكنها شعرت بأن دموعه تتساقط.

التفتت له وسالته بلهفة مابك؟


عمر :رأيت اليوم منزلنا القديم وكأنني سمعت صوت ابي يخرج من النافذة.


تأثرت فرحة بحديثه وتساقطت دموعها

وقالت بحزن :لماذا ذهبت إلى هنااك؟


حكي لها عمر كل ماحدث بالتفصيل.


فرحت فرحة كثيرا لانه تخلى عن قسوته وانتقامه من زينة وساعدها حين احتاجت إلى المساعدة.


عمر :انتِ صاحبة الفضل في ذلك، لولاك لم أكن لاتخلي عن غضبي الذي كان يعميني عن رؤية الحق.


فرحة :كم فخورة بك الآن، ولكن يحزني ماحدث لزينة كيف كانت بالماضي وكيف اصبحت الآن.


عمر :الغريب كيف تزوجت بهذا الشاب البلطجي لا أفهم شيئا.

فرحة :والدها كان يعشق المال، قد يكون اجبرها على زواجها من ابن احد التجار بالسوق مثلما فعل مع اختها الكبيرة ونحن صغار.


عمر :نعم يبدو الأمر كذلك.

علا:حمزة تأخر وعدني ان يتناول معي الغداء اليوم.

فرحة :ولماذا لم تخبريني بهذا الأتفاق.


علا:نسيت.

فرحة :لن اتناول الغداء معكم لانني تناولته بالفعل.

علا :تكذبين يافرحة، اخبرتيني ان الكذب حرام لم تتناولين شيئا، هو لايحب المجيئ إلى هنا لأنك تحبسين نفسك بالغرفة عندما يأتي.


فرحة :هو الذي اخبرك بذلك؟

علا :نعم كلما طلبت منه المجيئ رفض ولكنني بالامس حدثته من هاتف ابي وطلبت منه أن يأتي اليوم.


عمر :أرى أن الأمر مر عليه الكثير من الوقت لماذا لا تعودين للتكلم معه بتلقائية وكأن شيئا لم يحدث.


فرحة :اشعر كأنه لايريد ان يراني، أرى انه يتجنب النظر إلى او الحديث معي.


عمر :لا بالعكس، تظلمينه بقولك هذا، هو دائما يظل يبحث عنكِ وأنت بالغرفة.


فرحة :ولكن فور خروجي وكأنه لايريد ان يراني.

عمر :يخفي مشاعره، ادعمه معه الحق في كل تصرفاته من هذا الذي يحتمل مافعلتيه وكيف مازال يحبك رغم مرور كل هذه السنوات.


فرحة :عليه ان ينساني لانني لا أفكر في الزواج.

عمر :تغضبيني كثيرا بكلامك هذا، لا تتحدثي معي بهذا الأمر مرة أخرى.


علا :اذا لم تتناولي الغداء معنا لن اتحدث معك مرة أخرى 


قبلتها فرحة وقالت :لا اتحمل غضبك مني سأفعل ذلك من أجلك. 


طرق حمزة الباب اسرعت علا نحو الباب وذهبت فرحة لغرفتها كي ترتدي حجابها.


عانق حمزة علا كثيرا وكانت سعيدة جدا بمجيئه، سلم على عمر ونظر نحو باب غرفة فرحة وفهم أنها لن تخرج للقائه مثل كل مرة.


فتح الباب وخرجت فرحة وألقت السلام عليه وتوجهت نحو المطبخ. 


قامت فرحة بتجهيز الطاولة وطلبت منهم الجلوس من بين الاطباق التي عدتها فرحة اليوم طبق حمزة المفضل والذي اعدته بالصدفة دون أن تعلم بمجيئه. 


فرح حمزة كثيرا برؤية الطبق وشكرها. 

فرحة :لم اعده خصيصا لك لم أعلم بمجيئك سوي من لحظات. 


حمزة :ومع ذلك تستحقين الشكر حتى لو لم تعديه من أجلي. 


خجلت فرحة وجلست تطعم فرحة وفرحة تطعمها. 


حمزة لعلا :فستانك جميل جدا. 

علا :فستان فرحة ايضا جميل مثله نحن نرتدي اشياء متشابهة دائما. 


حمزة :فستان فرحة ايضا جميل جدا، انظري ماذا اشتريت من أجلك. 


اخرج حمزة قلادة على شكل قلب وقدمها لعلا. 


علا :لن ارتديها الا عندما تشتري فرحة قلادة مثلها كي نرتدي مثل بعض. 


اخرج حمزة قلادة تشبهها وقال :علمت ان ذلك سيحدث ولذلك اشتريت منها اثنان. 


قفزت علا من سعادتها اما فرحة فلم تقبل الهدية. 

حمزة :اعلم انك لن تقبليها ومع ذلك اشتريتها حتى لاتنزعج علا مثلما حدث بالاسبوع الماضي حين جلبت لها حذاء ورفضت ان ترتديه لانكِ لا تملكين مثله أو نفس لونه. 


تفهمت فرحة الأمر وقبلت منه القلادة وهنا شكرتها علا كثيرا وصعدت فوق المقعد كي تقبلها وقالت :شكرا فرحة. 


علا لحمزة :هل ترى البرنامج على اليوتيوب؟ 

حمزة :احيانا. 


علا بحزن :ألم ترى فديو الأمس ونحن نصنع الخبز وكل ملابسنا متسخة بالدقيق. 


سكت حمزة ولم يجيبها الحقيقة ان حمزة يشاهد جميع الفديوهات بل يشاهد الفديو الواحد لأكثر من مرة كلما شعر بالضيق فتح فديو خاص بهما واستمتع بمشهدتهم وهم يطبخون سويا، مزاحهم وضحاتهم


كلما ذهب لزيارتهم تمنى ان يتوقف الوقت ولا يمضي سريعا هكذا، حتي بالاوقات التي تغلق فرحة الباب على نفسها كان يفضل البقاء على أمل ان تخرج لاي سبب فيراها حتى وإن لم تتحدث معه أو تنظر إليه يكفيه ان يشعر أنهما بنفس المكان. 


فرحة تنشغل بالهاتف لترى ردورد فعل حلقة الأمس وتقرأ تعليقات متابعي القناة من بين التعليقات 

كان هناك سيدة بسيطة كتبت اتمنى لو ازوجك من ابني، ضحكت فرحة وظلت علا تسألها عن سبب ضحكها فلم تجيبها، خطفت علا الهاتف من يدها وطلبت من حمزة ان يقرأ لها المكتوب كي تعلم بسبب ضحك فرحة. 


قرأ حمزة كل التعليقات واخبر علا بكم المدح بجمالها 

في التعليقات ولم يقرأ ذلك التعليق الخاص بهذه السيدة لأنه انزعج وقت قرأته. 


فهمت فرحة انه تجنب التعليق عمدا، اصبحت تفهمه واحيانا تشفق عليه ولكنها حقا تخشى الارتباط تظن ان الحب سيضعفها ويعيق مسيرتها نحو النجاح فلا تجرؤ على فتح قلبها له، جعلت لقلبها جدران حديدية 

تحتمي خلفها كي تكمل سعيها نحو النجاح. 


قررت فرحة ان تقنعه بذلك اليوم التخلي عن حبها. 

اعطت فرحة الهاتف لعلا كي تنشغل به وبالفعل جلست الطفلة بجانبها تشاهد الكرتون. 

فرحة :مر وقت طويل جدا على جلوسنا سويا وتبادل الحديث، اتذكر الأوقات التي كنت تأتي فيها لزيارة والدتك وتتحدث معي وكأنك تعرفني منذ سنوات. 


حمزة :حقا كنت كذلك جمعنا الحزن سويا بالماضي وفرقنا العناد. 


فرحة :لا لم يفرقنا العناد، هذا مااردت التحدث به معك، اشعر ان الامر بيننا كان يجب أن ينتهي عاجلا ام آجلا لأنني لم اخلق للارتباط، لانني لن امنح قلبي كاملا لشريك حياتي مهما كان يحبني، وحمدلله ان الأمر لم يستمر كثيرا وكأنني كنت ابحث عن باب للفرار منه بمجرد دخولي دنيا الأرتباط. 


حمزة :لا اصدق مااسمعه الآن، افهم من ذلك انك لم تحبيني بالسابق بنفس القدر الذي احببتك به؟ 


فرحة :وكيف أفعل ذلك وانا لا أجرؤ على الحب، اتمنى ان تتفهم مشاعري انا فرحت بحبك لي وشعرت انني احبك ولكن حين قيدت اصابعنا بخواتم الخطبة 

استيقظت لدي كل مخاوف الارتباط. 


حمزة :تقيدت! تتحدثين عن الخواتم وكأنها اغلال قبضت على يدك لتسجنك. 


فرحة :حقا هي كذلك بالنسبة لي، شعرت بأن من واجبي ان امنحك قلبي كاملا وهذا ماعجزت عنه 


حمزة بحزن :افهم من ذلك انني لم استحق حبك. 

فرحة:الأمر ليس له علاقة بك مطلقا، السبب الوحيد

هو أنا لا أملك الجرأة على الأرتباط. 


حمزة :طوال هذه السنوات وأنا اظن ان الامر له علاقة بحلمك وتحقيق هدفك ولكن اكتشفت الآن ان الأمر له أبعاد أخرى اريد ان اسألك الان هل سيستمر هذا الأمر طويلا ام سيأتي اليوم الذي تستسلمين فيه للحب وتنسي مخاوفك. 


فرحة :هذا مااردت التحدث به معك اليوم، فكرت كثيرا كيف استطيع الهروب من مخاوفي وفتح قلبي للحب ولكن مع مرور الايام يزداد الأمر سوءا يبدو أن الأمر سيدوم طويلا ولذلك......... 


سكتت فرحة قليلا 

حمزة :ولذلك ماذا؟ 

فرحة :أرى أنه يجب عليك التخلي عن هذا الحب الذي لا يجلب لك سوى الألم وتبحث عن شريكة لحياتك. 


صدم حمزة لسماع هذه الكلمات منها. 


حمزة:حقا؟ هذا ماتريديه الآن؟ نظر لها بغضب وقال لم اتألم بالماضي يوم انفصالنا بقدر ماتألمت الان بسماع هذه الكلمات منك، افهم من ذلك انك تخليتي عني تماما ولذلك اريد ان اطمنك من يومنا هذا قررت التخلي عن هذا الحب ليس لانكِ تريدين ذلك أو لكي ابحث عن غيرك لا، لانني سأمت انتظار يوما لا يأتي وكرهت ان اعيش على أمل لن يتحقق. 


وقف حمزة يبحث عن هاتفه غاضبا، سمع عمر مايحدث وخرج مسرعا حين رأى حالته عنف اخته وسألها :ماذا حدث؟ ماذا فعلتي له؟


حمزة :لم يحدث شيئا ولن يحدث حتى وإن ارادت ذلك واتت الي تبحث عني لن تجدني. 


ظل عمر يعنف فرحة 

فرحة ببكاء :لا تتحدث معي مادمت لاتفهمني، لا أحد يفهمني. 


علا :لماذا تبكي فرحة يابابا، لا اريدها أن تبكي. 


منذ ذلك اليوم تبدلت اشياء كثيرة قرر حمزة عدم الذهاب اليهم وكلما أراد رؤية عمر وعلا دعاهم لمنزله وعندما يكون عمر منشغلا يذهب وينتظر علا بسيارته اسفل المنزل كي يأخذها في نزهة أو يتناول معها الطعام بالخارج ويعيدها إلى منزلها يرسلها مع حارس العقار لشقتها ولا يصعد مطلقا. 


مع بداية الاسبوع 

عادت زينة للعمل بعد أن تغيبت ثلاث ايام. 

عمر :كيف حالك؟ 

زينة :بخير، جلبت لك الجاكت بعد تنظيفه ووضعته على مكتبك. 


عمر :هل صادفتي ذلك المجرم مرة أخرى؟ 

زينة :لم يجرؤ على الظهور امامي بعد ضربته ولقنته درسه، لا اعلم كيف اشكرك. 


عمر :لا داعي للشكر، انتبهي على نفسك ولا تتردي في طلب المساعدة مني بأي وقت. 


ظن عمر أن زينة ستتأثر بما حدث ولن تنتبه للعمل 

ولكنها فجأته بأنها أنهت كل عملها الذي تعطل اثناء غيابها وكأنها ارادت ان تشكره بطريقة أخرى. 


كانت تجلب له القهوة قبل أن يطلبها وتضع أمامه التقارير التي يجب عليه فحصها قبل أن يطلبها منها. 


اعجب عمر بنشاطها واشاد بها أمام جميع الموظفين 


ابتسمت زينة بشدة حين سمعت كلمات المدح من عمر وازدادت ثقتها بنفسها التي اهتزت كثيرا بسبب مااصابها. 


ماحدث مع زينة انها تزوجت ابن احد التجار، مدمن للمخدرات لم تكتشف ذلك الا بعد الزواج منذ اليوم الأول وهو يضربها ويهينها وكلما اشتكت إلى والدها لم 

يتخذ موقفا منه، بعد شهر تقريبا من زواجها اكتشف والد زوجها انه يسرق اموال من تجارة والده فقام بطرده من العمل واصبح عاطلا وظل يطلب من زينة ان تطلب نفقات من والدها ولأن فتحي حريص جدا في انفاق المال رفض ان يمنحها اي شئ. 


قام زوجها ذات يوم بتصويرها من هاتفها وهي بملابس النوم وابتز والدها فتحي بأنه سينشر هذه الصورة ويطلقها وسيشاع اسم ابنته بعد انتشار هذه الصورة وسيطلقها بعد شهرين من زواجها مما يجعل الناس تصدق سوء اخلاقها. 


اصيب فتحي في ذلك اليوم بازمة قلبية وبدأ ينفق امواله على زوج ابنته كي لا يفضحها ومن جهة أخرى مرضه الذي لا ينتهي. 


تركت زينة منزلها بعد شهرين من زواجها وعادت إلى منزل ابيها وكل فترة قصيرة يمر زوجها ويأخذ الاموال من والدها واذا لم يحصل على الاموال يضربها أمام والدها ويهددها بالصور. 


ظل هذا الأمر عدة اشهر حتى ساءت صحة فتحي وأمر الطبيب بحجزه كي يخضع لعملية بالقلب اضطر فتحي لبيع منزله كي يوفر نفقات العملية. 


حين انتهت اموال فتحي لم يعد يستطع حماية ابنته من زوجها فقرر ابلاغ الشرطة عنه. 


بينما كانت الشرطة تبحث عنه قام زوج زينة بنشر صور وفديوهات مسيئة جدا لها شاع اسمها جدا بهذه الفترة لان الصور نشرت من حسابتها على مواقع التواصل الإجتماعي والسبب في ذلك ان الصور التقطت ونشرت من هاتفها والذي كان بحوزته. 


ألقت الشرطة القبض عليه بسبب ضربها وبسبب نشره للصور ولكن الناس لم تفهم ماحدث معها بسبب مانشر عنها. 


فكرت في هذه الفترة إنهاء حياتها ولكنها تراجعت بسبب حاجة والدها إليها مرت زينة بقترات صعبة وأيام قاسية جدا، كانت تتهرب من نظرات الناس فكانت تخرج إلى المستشفى بصحبة والدها مبكرا جدا حتى لايراها احد، كانت لا تنظر من نافذة أو شرفة حتى لاتتاذي من نظرات الناس الغاضبة وكلماتهم، ابتعد عنها الجميع حتى اختها اقرب الناس إليها. 


كان والدها يعتذر لها في اليوم مائة مرة اسفا على مااصابها بسببه حين ارغمها على عدم تكملة دراستها واجبرها على الزواج، حتى أنه اخبرها بفعلته مع فرحة وقت شدتها واخبرها انه سبب فيما اصابها بسبب اذيته لفرحة حيث اصابه نفس الألم الذي سببه لفرحة بل أشد ألما. 


يبدو أن زينة تحملت مالا يتحمله احد ومازالت تعاني ولكنها تتحمل بمفردها في صمت فبعد وفاة ابيها

لم يعد لديها أحد.


أراد عمر كثيرا معرفة مااصابها ولكنها في كل مرة كانت تتهرب من الاجابة.


ذات يوم بينما فرحة في النادي بصحبة علا في تدريب السباحة اصيبت الطفلة برأسها وفزعت فرحة فور رؤية الدم اتصلت بعمر ولكنه لم يجيب اتصالها. 


تفاجئت فرحة بأن هناك شاب حمل الطفلة وجرى بها وذهبت تجري خلفه ولحقت به وركبت معه سيارته دون أن تنظر بوجهه. 


فرحة كانت تجلس بالخلف تعانق علا وتبكي. 


الشاب :لا تفزعي ستكون بخير. 

فرحة :يارب


مد الشاب يده واعطاها عبوة مناديل وطلب منها أن تضغط على رأسها لتحاول وقف النزيف. 


اكتشفت فرحة بذلك الوقت ان هذا الشاب هو كريم ذلك الاعب المشهور. 


شكرته فرحة لانها حقا كانت ترتجف وتوقف عقلها عن التفكير لولا حمله للطفلة لعجزت عن التفكير. 


بذلك اليوم كان هناك جرد بالماركت وطلب عمر من زينة ان تذهب مبكرا ولا تظل مع عمال الجرد لانهم قد يستمروا لوقت متأخر من الليل وقد يقضون الليلة هنا واخبرها انه سيبقي معهم بدلا منها.


بعد وقف النزيف بالمستشفى وتضميد الجرح احتجز الاطباء الطفلة بالمستشفى لعمل فحص بالاشعة للاطمئنان عليها. 


شكرت فرحة كريم وطلبت منه الذهاب ولكنه أصر ان يبقى معها حتى يطمئن على الطفلة. 


حاولت فرحة الاتصال بعمر ولكن هاتفه كان بالمكتب بينما هو منشغل مع العمال بالجرد. 


حاول حمزة الاتصال بعمر كي يذهب ويأخذ علا للبقاء معه هذه الليلة ولكنه لم يجيب. 


اتصل حمزة بفرحة ودون أن يتحدث معها طلب منها أن تعطي الهاتف لعلا. 


فرحة ببكاء :نحن بالمستشفى ولن تستطيع الرد عليك. 


فزع حمزة وطلب منها أن ترسل له موقع المستشفى. 


قبل أن يصل حمزة اطمئنت فرحة على علا وخرجت كي تطمئن كريم وتطلب منه الذهاب لان احد أقاربها سيقلها إلى المنزل. 


فرحة :اشكرك جدا على مساعدتك لولاك لم أكن اجلبها بهذه السرعة. 


كريم :عفوا لا شكر على واجب اي شخص بمكاني كان سيتصرف على هذا النحو. 


فرحة :كان هناك الكثير وقتما كنت ابكي ولكن لم يحملها غيرك شكرا مرة أخرى كانت يدي ترتجف بشدة كنت سأعجز عن القيادة بهذه الحالة. 


كريم :وهل تستطيعين القيادة في الاوقات العادية مازلت اثر قيادتك إلى الآن على سيارتي. 


ضحكت فرحة بشدة وهنا وصل حمزة وسمع صوت ضحكتها بممر المستشفى. 


               الفصل العشرون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close