رواية الوشم
الفصل العشرون 20
بقلم سارة مجدي
يقف ادولف امامهم وهو يقول
- سنكون جميعا حولها ... انت ركان ستكون معها داخل البيت .
ثم نظر له بتدقيق وهو يقول بتأكيد
- اريدك بكامل تركيزك ركان ارجوا ان تجنب غضبك وتكون بكامل تركيزك اذا أرت الانتقام حقا
كانت نظرات ركان غامضه كعادته ... ولكن بها بريق لا يغفله احد .... بريق اقتراب الانتقام واخذ الحق ..و زادته كلمات ادولف
تحرك ادولف ليقف امام باز قائلا
- اعلم دواخلك يا صديقي ... واعلم بما تشعر ... واعلم ان لك ايضا ثأر عند ذلك المسخ .... ولكن اريد حكمتك وقوتك تركيزك وذكائك .
كانت رهف تنظر الى ادولف بأعجاب حقيقي ... لكلماته التي تبث الشجاعة ولكن ايضا تجعل كل منهم يفكر جيدا قبل التصرف
عادت بتركيزها لكلمات ادولف الذى كان يقول
- مكانك فوق سطح البناية اريد عين الصقر يا باز .
ليهز باز رأسه بنعم
نظر ادولف من مكانه لدلير قائلا
- هل تعلم ما عليك فعله ام تريد تأكيد ؟
ليبتسم دلير وهو حنى رأسه قليلا قائلا
- انا بأمر القائد .
ليبتسم ادولف وهو يقول
- انت درع الحماية دلير .... كن بالقرب دائما وستعلم متى عليك التدخل .
ليحني رأسه مره اخرى بطاعة
نظر لرهف لتقول هي بجديه مصطنعة
- وانت ايها القائد هل تعلم ما عليك فعله ؟
ليضحك الجميع وكائنهم في طريقهم لنزهه وليس حرب ضاريه وموت محقق .
ليتحرك ادولف ويقف خلفها مباشره وهو يقول
- انا في ظهرك مباشره .... انا درعك الاول ..... ولن يصل احد لك ... واذا وصل فعلمي اننى قد قتلت .
ليصمت الجميع وينظروا له بقلق.
ولكنه ابتعد عنها خطوه واحده وقال
- اجعلى تركيزك في قوتك ... وتحلى بالهدوء والذكاء ... وايضا الدهاء .... فأنت بحاجه له مع ذلك المسخ .
عادت من افكارها وهى مازالت واقفه في منتصف صاله منزلها القديم على صوت ادولف وهو يقول
- اجمعي تركيزك وفكري في ان ذلك المسخ يقف امامك واخبريه بانتظارك له هنا .ولكن احظرى من التفكير بنا في ذلك الوقت .
هز رأسها بنعم ثم اغلقت عينيها وهى تفكر ترى ما شكل ذلك المسخ .... ولكنها جنبت تفكريها في ذلك الامر الان ونفذت ما قاله ادولف
……….
كان جالسا على سريره الوثير ممد لقدميه ينظر الى ذلك العبد الجالس اسفل قدميه يلعب برأسه بقدمه وهو يقول له
- هل كان طعم لحم زوجتك جيد ؟
ليقول ذلك العبد الذليل بخضوع وقله حيله
- نعم سيدى ... وشكرا لكرمك سيدى .
ليضرب خده بقدمه وهو يقول له
- هل تعلم ماذا فعلت بها قبل ان يذوب لحمها وعظمها ؟
ليبتلع ذلك العبد ريقه ودموعه وهو يقول
- نعم سيدى .... لقد نالت شرف مضاجعتك لها .
ليضحك ياديكون بقوه وهو يضرب وجه مره اخرى بقدمه وقال
- اذا فلتشكرني على ذلك
تحرك ذلك العبد وجلس على قدميه الخلفية ووضع يديه الأمامية على اطراف السرير وبدء بإخراج لسانه ليلعق قدم ياديكون البشرية وبين دقيقه واخرى يقبلها وهو يقول
- شكرا لك يا سيدى ومولاي
اراح ياديكون رأسه للخلف وهو يقول له
- استمر
ليغمض عينيه وهو يستمتع بملامسه لسان ذلك العبد لجلد اسفل قدميه .... وقبلاته وكلماته التي تشعره كم هو كبير وعظيم والجميع عبيد تحت قدميه
«« لا اله الا الله »»
بعد دقيقه من اغماض عينيه انتفض في مكانه وهو يدفع ذلك العبد بقدمه في وجه ووقف سريعا ليغادر الغرفة
ظل ذلك العبد ينظر اليه بغل وحقد وقرر ان يلحق به فتحرك سريعا خلفه
كاد ان يصل الى البناية التي بها رهف وقلبه يطرق بقوه كان سعيد فأخيرا صاحبه الوشم ستكون بين يديه ... غروره لم يجعله يخبر احد فهو يرى انه قادرا على انهاء الامر بمفرده
كانت كل قوتها مركزه على ايصال الرسالة لذلك المسخ ومن بعدها زاد التركيز اضعاف حتى تستطيع استشعار وجوده
بداخلها تشعر بالخوف حقا تذكرت ذلك اليوم الذى شعرت وكأنها في عالم موازى ولا احد يراها او يشعر بها وفى تلك اللحظة سمعت صوت ادولف يقول
- لا تقلقي ...لست بمفردك .... حتى لو شعرتي بذلك .
مرت دقيقه اخرى ثم بدء نشعر بتغير في الجو من حولها الحرارة عالية .... لا تسمع ضوضاء الشارع ... وفى ثواني كان يقف امامها السيد فاروق بكامل هيئته وجماله .
ظلت تنظر اليه مبهوتة بوسامته التي خطفت قلبها منذ اللحظة الاولى ..... ولكن تذكرت انه ليس سوى مسخ دميم هو ليس حقيقي بهذا الشكل لا يوجد في الحقيقة السيد فاروق هذا ..... عادت لتركيزها وقوتها ...
ظل هو ينظر اليها بابتسامه سمجه ثم قال
- صاحبه الوشم ... يا ملكه القلب .... قدرك ان تكوني بجانبي .... لن يحميكى او يبعدك عنى اى شخص مهما كانت قوته .
ظلت صامته تستمع اليه ... تحاول تمالك خوفها مما هو قادم
ابتسمت ابتسامه قويه وكبيره وهى تقول
- مكانك في الجحيم وانا من سيرسلك الى هناك .
ظلت نظراته معلقه على ذلك الوشم الظاهر من كتفها والتي ولأول مره يراه احد ..... وشم كبير لوجه فتاه جميله شعرها اسود طويل غجري يتطاير حول وجهها ليذيد من جمال عيناها الواسعه والخلابة .... ولكن المميز في ذلك الوشم هو انه في اى وقت كان يظهر شكله ملون شعر احمر عيون خضراء حتى ذلك الجزء الظاهر من الرمح خلف ظهرها لونه بنى وترتدى ثوب فيروزي .
لكنه الان كتله سوداء بشعه مخيفه .
كان يكتشفه بكل شوق ولهفه للمسه لاحظ سبات عينيه على كتفها فقامت بتذكر كل ما حدث مع لين وكيف اصبحت وكلمات ركان عن زوجته وكيف ذلك المسخ اهانها وجعلها ميته تتنفس .... واسترجعت كلمات باز ودامس عن موت والدها ووالد باز لتجد بداخلها نار تشتعل .... وقوه تخرج من جسدها ليصبح الجو من حولها حار جدا ... وبعد قليل اصبح شديد الحرارة ... وبعد ثواني قليله كانت حلقه من نار تلف حولهما ..... كانت عيناها لونها احمر وملامحها يسكنها الغضب وتكلمت بصوت جهوري خشن قائله
- موتك اقترب .
ليستيقظ ذلك الهائم في حب الوشم على صوتها لينظر حوله يرى النار ويلاحظ لون عينيها .... ولأول مره يشعر ذلك المسخ بالخوف استشعرته رهف فزادت من النار حولهم لترتفع حتى لم يعد يظهر منهم اى شيء ... وقالت من جديد
- سوف امذقك لقطع صغيره .... حتى اتشفى منك.
لينظر لها بقوه رغم ان من نقاط ضعفه هي مواجه النار ولكنه حاول التماسك والتفكير بدهاء حتى يخرج من هذه الدائرة خاصه وان ذلك الجسد الذى يسكنه بدء في الذوبان وبدء في ظهور جلده الحقيقي خاصه وان الخوف بداخله يزداد كأي حيوان يخشى النار
اقتربت منه وهى تشعر ان جسدها يتمدد وقالت
- لتستعد للنهاية .
كان ادولف وركان يقفان خارج دائرة النار يستمعان لصوتها الجهوري كان ركان يغلى غضبا ذلك المسخ بين يديه ولكنه لا يستطيع ان يمسك به
بعد عده ثواني استمعى لصوت زئير عالي .....وصارخ بصوت خشن ....واصبحت تلك الدائرة من النار ترتفع وترتفع حتى وصلت الى سقف الغرفة
كان الجميع الان بداخل الشقة الصغيرة الذى يحدث بها حرب كبيره بين قوتي لا يستهان بها ولا احد يسمع او يشعر ....كانت المجموعة بكاملها تقف خارج دائرة النار تستمع الى كل ما يحدث بالداخل من صراخات وكلمات غير مفهومه وفى لحظه خاطفه يفتح دائرة من تلك النار المشتعلة امام باز وركان ويستمعا لصوتها الجهوري تقول
- ادخلوا الان .
ليعبر الاثنان في لحظه خاطفه الى الداخل ... ظل ادولف ينظر الى تلك النار والى ما حدث. وهو يشعر بالقلق حقا لابد ان يكون معها ... لابد من مساندتها ولكنه لا يستطيع اختراق تلك النار الا بإذن منها
حين اصبح ركان وباز داخل الدائرة من تلقاء نفسها بدئت بالاتساع ... ليجدوا ذلك المسخ على هيئته الحقيقية ويا لها من حقيقه مقززه وبشعه .
كانت صرخاتها تعلوا امام صرخاته المتألمة .... ولكنه حين رأى ركان قرر ان يلعب قليلا ليقول له باستفزاز وقح
- كيف حال زوجتك الان
واخرج لسانه ليلعق شفتيه وهو يقول
- كم كانت شهيه وطعم لحمها لذيذ .... كم استمتعت بها .
كادت ثوره ركان بالخروج لكنه تذكر كلمات أوار له عن الانتقام وكلمات ادولف التي جعلت عقله يعمل ليرفع قدمه ويركل وجه بقوه ليرتد الى ذلك الحائط من النار ليحرق جزء كبير من وجه وسط صراخه العالي .
صمت لعده دقائق كان فيهم قلب رهف يطرق بشده حين تضخم حجمه وزئر بصوت عالي ليضربه باز من الخلف بقوه فيسقط على وجه امام قدمي ركان الذى ركله بقوه ليعود جسده للنار مره اخرى بدء صوت زئيره يذيد وجسده يحترق بشده في تلك اللحظة سمعت رهف صوت ادولف في اذنها يقول
- فلتخمدي نارك حتى نتشارك .
لتغمض عينيها و تبدء النار في الانخفاض والانخماد قليلا حتى اختفت تماما وكأنها لم تكن مشتعلة بقوه
وفى لحظه كان جميع افراد المجموعة يلتفون حول ياديكون الذى لم يكن قادر على الوقوف او الدفاع عن نفسه وفى تلك اللحظة الذى ابتعدت فيها رهف خطوه للخلف ظهر لها ذلك العبد لترتعب من شكله كائن اصفر اللون بجسد كلب ووجه بشرى بشع فقال لتهدئ
- سيدتي انا لا اريد ازيتك ... ولكن ذلك القذر كان دائما يهينني ويعذبني ... جعلني استمع لصوت زوجتي وهو يضاجعها واستمع لصوت صراخها وهى تنصهر بين يديه حرفيا .... وبعد انتهائه منها جعلني آكل ما تبقى منها
لتشهق رهف برعب وهى تضع يدها على فمها تشعر بالتقزز وتريد التقي .
انحنى امامها يقبل قدميها لتبتعد هي سريعا وهى تقول
- ماذا تفعل
فقال بخنوع
- ارجوك اريد ان انتقم منه .
لتهز رأسها بنعم .... ونظرت الى افراد المجموعة المجتمعة على ذلك المسخ الفزر .
وهمست لنصل كلماتها لاذن ادولف
- اريدك الان
ليلتفت لها ويرى ذلك المسخ من جماعه ياديكون ساجدا امامها ليتحرك سريعا اليها
ووقف بجانبها في اندهاش .حين نظرت له مطمئنه وقالت
- حين تنتهون منه اتركوه لذلك الشخص سوف يأكله
لينظر لها ذلك العبد بامتنان وهو يقول
- شكرا لك سيدتي
لتبتسم وهى تقول
- ما اسمك ؟
ليحني رأسه اكثر وهو يقول
- بولو سيدتي .
حينها انتبهوا جميعا حين ارتفعت اصوات المجموعة وصوت زئير ذلك المسخ يزداد ليقتربوا منهم ويقفوا جميعا حوله كل ينتقم منه بطريقته وحين شعرت رهف
انه لم يعد يقاوم .... نظرت لركان قائله
- هو لك افعل ما تشاء به ولكن دعه في الاخير لذلك الشخص
وأشارت الي بولو الساجد اسفل قدميها
- فهو ايضا مثلك وله ثأر عنده
ليحرك ركان رأسه بنعم وبدء في التنفيذ بالفعل
ركله بقوه في كل مكان بجسده .... ثم جثى عليه يمسك اجزاء جسده المحترقة يمزقها بيديه وهو يتمتم بكلمات غير مفهومه وحين شعر بالاكتفاء وقف من جديد ونظر لذلك البولو وقال له
- هو لك .
ووقف بجانب اصدقائه يشاهدون نهاية ذلك النسخ …. ولكن ما لم يكن بالحسبان هو اختفاء رهف .
