أخر الاخبار

رواية ذاكرة القلب الفصل الثاسع 9بقلم رانيا البحراوي

 


رواية ذاكرة القلب 

الفصل الثاسع 9

بقلم رانيا البحراوي


لم يكن تصرف عادل متوقعا بالنسبة للجميع، ظل الجميع ينظر لاسيا كي تبرر موقفه لأن الزوجة هي القادرة على فهم زوجها ولكنها في هذه اللحظة لم تفهم اي شئ.


ذهبت خلفه لتجده بالغرفة وقد أغلق عليه الباب

طرقت آسيا الباب ولكنه لم يفتح لها الباب.


همست من خلف الباب بحزن :هل تخرج لتودعهم ثم نتحدث عن موقفك هذا لاحقا، من فضلك لاتتركني بمفردي في مثل هذا الموقف تلاحقني نظراتهم

بالعديد من الاسئلة لا استطيع الاجابة على اي منها.


خرج عادل دون أن ينظر لها وخرج واعتذر إليهم بحجة انه كان يحتاج الذهاب للحمام.


شقيقته :الف مبروووك ياحبيبي.

لم يجيبها.


ردت آسيا :بارك الله في حضرتك.

انزعج والد آسيا مما فعله عادل وذهب دون أن يهنئه اسرعت آسيا تودع والدها عند الباب.


شقيقة عادل :ماهذا الذي فعلته ولماذا لم تفرح بسماع أنك أب هل يوجد إنسان على وجه الأرض لا يفرح بذلك.


عادل :نعم أنا لم افرح بذلك ولا أعلم ماسبب العجلة لم يمر على زواجنا وقتا طويل، قد نختلف ونفترق فما ذنب هذا الطفل.


عادت آسيا في هذه اللحظة واتزعجت جدا بسماع ذلك واستأذنت منهم حتى يستطيعون التحدث بحرية.


خالد :يجب أن تستأذن فعادل يبدو عليه الإرهاق، هيا ياأمي.


آسيا :ابقوا معنا هذه الليلة والدتك تبدو مرهقة دعها تستريح ولا تأخذها في مثل هذا الوقت.


خالد :لا استدعيت سيارة أوبر ووصلت الآن.


ذهب الجميع ولم تتحدث آسيا بكلمة واحدة.


تفاجئ عادل بأن قلبه وعقله يتناقضان فقلبه تقبل الزواج منها وأصر على القرار حتى اصبحت ملكا له ام عقله مازال يجادل ويستنكر كيف تم هذا الزواج.


تصرف عادل وكأنه يمن عليها بأن قلبه أحبها وعليها ان تبقى طيلة العمر شاكرة له.


كان غاضبا جدا ولم يحاول التحدث معها وكأنه يهرب من نظراتها. 


في الصباح استيقظت آسيا حين كان يتجهز للذهاب إلى العمل وكانت عيناها شديدة التورم والاحمرار اثر البكاء طوال الليل. 


آسيا :هل غضبك هذا بسبب عمرو؟ 

هنا خرج عادل عن صمته وقال :نعم بسببه، ماذا لو خرج من رحمك طفل يرث اخلاق اخيكِ؟ 

آسيا :ألم تفكر في هذا من قبل حين جئت إلى والدي وطلبت يدي منه. 


عادل :بالطبع فكرت، ولكن لم اتخيل ان يصير الأمر بسرعة هكذا. 


آسيا :مشكلتك بسبب التوقيت أم المفاجأة ايقظت بداخلك الندم الذي كنت تخفيه منذ الليلة الأولى في زواجنا وكنت تخفي ترددك هذا خلف ابتسامة زائفة كانت تخفيني في كل مرة تبتسمها وشرودك وتلعثمك في الحديث كلما طلبت منك الأذن في زيارة اخي. 


عادل :وكيف ارسلك إلى السجن؟ الا تخشين ان يراكِ زميل لي من اللذين حضروا زفافنا ويتعرف عليكِ ويعرف سبب زيارتك؟ 


آسيا :الآن اتضح كل شئ وأريد أن اخبرك انك لن تستطيع منعي من زيارة اخي، سأذهب إليه وقتما اريد. 


عادل :لن يحدث ذلك. 


غادر عادل إلى عمله وهو حائرا بين قلبه الذي ينزعج من احزانها ويشفق عليها وعقله الذي يرى ان معه الحق في كل مافعل. 


آسيا للجنين:لا تحزن ياصغيري واذا لم يفرح بك احدا في العالم سواي سيغنيك حبي عن الجميع.


اتصل ابيها ليطمئن عليها قامت بمسح دموعها على الفور واجابت اتصاله.


الأب :هل انتِ بخير؟

آسيا :نعم بخير.

الأب :مالذي فعله زوجك بالامس؟

آسيا :اصيب بتوعك في معدته ولذلك كان عابسا.

الأب :التوعك اصاب عقله وليس معدته يبدو أنه لا يريد هذا الطفل.


آسيا :لا ولما قد يفعل ذلك انه يحبني.

الأب :يحبك نعم ولكن يخشى ان ينجب منكِ اطفالا، لو علمت انه يفكر هكذا لما وفقت على هذا الزواج مطلقا.


آسيا :لا ياابي عادل ليس كذلك انه كان مريض فحسب.

الأب :وماذا لو كذبتي علي وصدقتك هل ستتوقف عينك عن البكاء.


نظرت آسيا بالمرآة وتعجبت كيف علم والدها انها تبكي؟ رغم حرصها الشديد على عدم إظهار ذلك.


الأب :الأب يابنيتي يطلع على قلوب ابنائه وكأنها مرآه تعكس مابداخلها.


أغلقت آسيا وهي تحاول خداعه انها بخير وقال الأب :اتمنى ان تكوني كذلك.


مر يومين دون أن يتحدث اي منهم إلى الآخر وبدأت آسيا تعاني من أعراض الحمل مماجعله يشفق عليها

ويتحدث معها ويسأل عن حالها.


عادل :أريد اخذك إلى الطبيبة فالقيئ لا يتوقف ووجهك شاحب اللون.


آسيا :أنا بخير.


ظلت آسيا تعاني من اعراض الحمل حتى ضعف جسدها لم يحتمل عادل واصبح يهتم بها وبطعامها لم يستطع اهتمامه ان ينسيها مافعله معها لحظة معرفته بحملها كانت تتصرف وكأن الجنين ملكا لها بمفردها

ولا تريد أن تحمله اي اعباء لحملها ولم تأخذه لزيارة الطبيبة وهو لم يعرض عليها رغم أنها كانت تعاني الا انه كان يكتفي بارسلها بسيارة اجرة ويطلب من السائق ان ينتظرها.


ذات يوما وهي تنزل من السيارة الاجرة طريقها الي الطبيبة سقطت مغشيا عليها.


اتصلت الطبيبة به وجلبته إلى العيادة واخبرته كم هو يهملها وأنه قد يخسرها هي والجنين وليس الجنين فقط.


بدأت المعاينة وقامت الطبيبة بأسماعه نبضات قلب الطفل وطلبت منه أن ينظر بالشاشة ليرى الجنين.


تأثر عادل وأمسك بيدها رازدات نبضات قلبه بعد سماع نبضات الطفل قبل يدها وشكرها على أنها وهبته هذا الشعور الرائع بهذه اللحظة دمعت عيناها

وسامحته على كل ماكانت تعانيه بالايام السابقة اخبرته الطبيبة انها بنهاية الشهر الثالث وقريبا ما ستنتهي معاناة القئ وستتحسن صحتها ولكن عليه ان يهتم بها وبحالتها النفسية قبل الصحية.


ارتبط عادل ارتباط وثيق بالجنين واصبح يتحدث معه ويطعم آسيا بنفسه وياخذها للخارج كلما سنحت له الفرصة لذلك ولم يتركها تذهب بمفردها إلى الطبيبة من ذلك اليوم الذي لامست فيه نبضات قلب الطفل نبضات قلبه.


تجاوزت آسيا اشهر الحمل بمساعدته وبدعمه وكانت تحمد الله كل يوم على تغير موقفه اتجاه الجنين قبل أن يولد.


مرت الايام

وضعت آسيا، انجبت طفلة جميلة تدعى مودة كانت تشبه عادل، منذ اللحظة الأولى التي حمل عادل فيه الطفلة تغير بداخله شئ غريب، اصبح اب لأبنة وهذه مسئولية كبيرة عليه ان يكون على قدر هذه المسئولية ولكن كان بداخله شعور بالذنب نحو هذه الطفلة ان خالها بالسجن وان هذه الطفلة ستعاني في المستقبل من ذلك ولكنه لم يخبر آسيا بشعوره هذا.


مرت الايام بسلام منذ ولادة الطفلة وبدأت آسيا تشعر بالأمان مرة أخرى ولم تعد خائفة من فقدان الحب

وأصبحت تثق بعادل مثل سابق وكانت سعيدة جدا برؤية الحب الذي يحمله لها ولأبنتهم.


ولكن لن تسير الدنيا كما كانت تتمنى فالحياة احيانا يتخللها بعض العواصف منها التي تمر ومنها التي تهدم ترى اي العواصف ستمر على آسيا؟


خرج اخيها من السجن وعاد إلى المنزل، طلب عمرو من ابيه الا يخبر آسيا بخروجه لانه غير مؤهل لرؤيتها ويحتاج بعض الوقت حتي يستطع مقابلتها.


استجاب ابيه لمطالبه ولم يخبر آسيا واخبرها الا تأتى لزيارته في الأيام المقبلة لانه سيسافر إلى بلدة صديق له لبعض الوقت لان صديقه دعاه ولم يستطع الرفض.


آسيا :ولكن لا تدخن ولا ترهق نفسك واخبرني متي تصل إلى صديقك كي اطمئن عليك.


الأب :لست طفل انا ابيكِ.

حبس عمرو نفسه بالمنزل فور خروجه لايريد روية أحد ولكن يبدو أن هناك اناس لا يتركوه حتي وان أراد تركهم.


بدأت الرسائل الورقية تسقط عليه من النافذة اثناء نومه حتى ينهض ويستمر من حيث توقف.


شعر عمرو بالضيق من تلك الرسائل لأنه لايريد العودة إلى هذا الطريق مرة أخرى.


في بداية الأمر لم يستجب ولم يخرج لهم ولكن تفاجئ برؤية احدهم كسر عليه الباب اقتحم المنزل اثناء خروج والده للصلاة.


عمرو :اذهب الان وسألحق بك.


قام عمرو بأصلاح الباب قبل أن يكتشف ابيه ماحدث وخرج على الفور للقاء هذا الرجل.


عندما ذهب للقائه لم يطلب منه الرجل العودة لاتجار في المخدرات مرة أخرى ولكن طلب منه ماهو أكبر من ذلك؟


ترى ماذا طلب منه وهل عمرو سيستجيب لمطاللبهم.

يتبع 

                     الفصل العاشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close