أخر الاخبار

رواية قلوب حائره (الجزء الثاني من عشقتكِ قبل رؤياكِ) الفصل الاربعون 40 والاخير بقلم فاطمه الألفي

         

رواية قلوب حائره (الجزء الثاني من عشقتكِ قبل رؤياكِ)

الفصل الاربعون 40 والاخير 

بقلم فاطمه الألفي



هبطت الطائرة العائده من المانيا داخل مطار شرم الشيخ .

وترجل منها ادم وعائلته الصغيره المكونه من زوجته نادين وابنائه زياد واياد ،، وايضا مجد بصحبه زوجته وطفله ياسين ..

اتت نادين لكى تحضر مراسم عرس ابن عمها وافتتاح قريه شقيقها وقررت أن تستقر ببلدتها ولن تعود للغربه مره اخرى فقد كفت من البعد ...


قررت شقيقتهم أن تفاجئهم لذلك طلبت من ادم ومجد عدم إخبار ياسين بعودتهم ،، بعد أن انتهو من إجراءات الخروج من المطار، استقلو سياره اجرى لتقلهم للقريه السياحيه ( الماسه الزرقاء)

*******

فى ذلك الوقت تركت ياسين لتذهب إلى الفتايات لتظل جانبهم ..

عندما دلفت للجناح الخاص بتجهيز العرائس وجدت ريم تنظر المرآة بشرود وتتحسس احشائها 

وقفت خلفها تطلع إليها بابتسامه واقتربت تهمس جانبها : مالك يا مجنونه سرحانه فى ايه 

التفت اليها ونظرت لها بضيق : شوفي كده الفستان هيكون ضيق وبطني كبرت وهتبان صح ، هيبقى شكلي وحش 

تنهدت حبيبه بنفاذ صبر : على فكره انهارده يوم فرح واميره مش يومك خالص يا ريم يا حبيبتي انتي خلاص اتجوزتي وعمار أديس خلينا نشوف الغلابه دول احسن 

ابتعدت عنها لتقف جانب فرح وتنظر لها بإعجاب : ماشاء الله زى القمر يا فروحه 

وميرو كمان قمر ربنا يحفظكم

ابتسمت اميره بحب : والنبي انتى اللى قمر 

فرح بتردد : حبيبه ممكن تخلي بالك من دنيا ، أنا قلقانه عليها اوى 

قبلت رأسها بحنان وهى تنظر لها باطمئنان : ماتخفيش عليها يا فرح ، أنا سيباها مع ماما ماتقلقيش وهتنام فى حضني اطمني بقي وافرحي انتي عروسه هههه

فرح بامتنان : بجد مش عارفه اقولك ايه 

حبيبه : ماتقوليش ياقلبي انتى اختى ودنيا كمان اختي ماتقلقيش عليها 

ريم بابتسامه : ايوه ركزي انتي مع يوسف وبس 

اميره بتسال : حد شاف تيته 

دلفت ملاك الغرفه بسعاده ووقفت أمام اميره : تيته زوزو ماسكه ودن ماما وحماتك قاعده مذبهله ياعيني ههه

ضحكت ريم بقوه : وبالنسبه لفيري اكيد مش طايقه نفسها 

رمقتها حبيبه بغضب : عيب ياريم فيري تبقى مرات عمي وكمان مامت يوسف ولا مش واخده بالك

ريم بجديه : لا واخده بالي طبعا ، اصل القعده متقسمه لكام فريق تحت وشكلهم رهيب 

فريق بتاع فيري وماجي ودول طايقين نفسهم بالعافيه ، أما فريق تيته زوزو العسل ده منضم إليه ماما ومامتك ومامت ملاك وحماتك بقى قاعده بتتفرج هنا شويا وهنا شويا على الحياد كده ، بجد شكلهم مسخره 

ضحكت الفتايات بقوه وانسحبت حبيبه لتذهب إلى غرفتها لكي ترتدي ثيابها ..

وجدت شروق تتحدث مع والدتها عبر الهاتف وعندما انتهت اقتربت إليها حبيبه 

- طمنتي ماما عليكي 

هزت راسها بالايجاب 

جلست جانبها بالفراش وضمتها بحب : مالك فى حاجه حصلت 

انسابت دموعها بغزاره ، انتابها القلق فابتعد عنها برفق : شروق مالك اتكلمي ، بتعيطي ليه 

شروق بحزن : عشان بسبب اللى حصلي عمري ماهفرح ولا هعيش يوم زى ده ، ولا هلبس الفستان الابيض واعيش فرحتي 

شعرت بالحزن من أجلها ولا تعلم اهى محقه فى كل ما قالته ، فقد حكم عليها بالضياع وانهاء سعادتها على هذا الأساس ، ام سوف تأخذ فرصه ثانيه للعيش حياه سعيده ، هل المجتمع سوف يصدر حكمه بالاعدام على تلك الطفله ام ينظر لها بعين الرحمه ، حقا ماذا عن مصيرها ، شرده لعده دقائق وتذكرت حديث كريم معها عن الزواج ، تنهدت بقوه ثم مسدت على شعرها بحنان 

- بلاش دموع واسمعيني ، فى حاجه حصلت ولازم تعرفيها 

نظرت لها شروق بتوهان : ايه اللى حصل 

حبيبه بقلق : أنا اتكلمت مع كريم وقابلته 

جحظت عيناها بصدمه ولم تستطع النطق 

تحدثت حبيبه بهدوء وقصت عليها رغبته بالزواج وانه نادم ومعترف بخطائه ويريد أن ينهي تلك الماساه بالزواج ولها حريه الانفصال عنه بعد ذلك ، لكي تضمن حقها وتصبح متزوجه أمام ذلك المجتمع الذي لا يرحم ويكون لها الحق بعد ذلك فى حياه كريمه بدون نظره عطف أو شفقه من أحد ، تركت لها حريه القرار ..

تحدثت شروق بتسأل : انتي بتقوليلى اوافق علي طلبه ولا بتخيريني؟

حبيبه بجديه : أنا ببلغك باللى حصل وانتى صاحبه القرار ، دي حياتك انتى ولازم تفكري فى مستقبلك مش توقفي حياتك على حادثه حصلت مالكيش ذنب فيها ، انتي صاحبه القرار لوحدك ، ماينفعش اقولك اختاري ايه ، أنا دورى اقف جنبك واساعدك وادعمك فى أى قرار تاخديه ، دوري اوقفك على أرض صلبه تقدري تكملي فى الحياه ، دورى اقويكي وازرع جواكي إصرار على مواجهه الحياه تحت أي ظروف واين كانت الظروف ، ماينفعش احبطك ولا اصدك لازم اوقفك على رجلك تكملي مشوار حياتك اللى لسه فى أوله ، انتى لسه فى أول طريقك ماينفعش اقولك استوب وماتكمليش وكده تبقى النهايه ، انتي لسه بتبتدي الحياه يا شروق بأمل جديد وحياه سعيده ولازم تزرعي اهدافك وتسعي عشان تحققيها وانا معاكي 

شروق بدموع : يعنى أقرر أنا المفروض اعمل ايه ، أنا مااقدرش اربط مصيري وحياتي بمغتصب ، مش هقدر اعيش معاه يوم واحد ، مش هقدر اشوفه قدامي كل يوم ، لو نسيت وجوده فى حياتي هيفكرني كل لحظه باللي عمله فيه وعمري ماهنسي ولا هقدر اعيش معاه بدون خوف ، ازاى اعيش مع واحد دبحني ازاى هامن ليه تاني ولا هثق فيه ازاى ، ازاى هحس بالراحه والأمان فى وجوده ازاى ، استحاله اقبل بيه مهما عمل ولا اتغير ولا حتى ندم ماينفعش اللى كسره جوايا يتصلح ماينفعش حتى لو هعيش عمري كله لوحدي أهون عليه من وجوده قدامي 

ضمتها حبيبه بقوه وظلت تربت على ظهرها بحنان : مش عايزاكي تتسرعي دة قرار مصيري ، حاولي تفكري بهدوء 

هزت راسها بالرافض بطريقه هستيريه ,شددت حبيبه فى احتضانها : خلاص اهدي ، أهدى خالص ،حاولي تغمضي وارخي جسمك ، نامي دلوقتي وبعدين ربنا موجود ماتخفيش 

ظلت لعده دقائق تمسد على ظهرها بحنان وتقرا ما تيسر من سوره البقره وهى تضع يدها أعلى جبينها إلى أن غفلت بالنوم ، دثرتها بالفراش وتركت الغرفه تبحث عن ياسين لتتحدث معه عن قرار شروق  .

***********

ركضت إليه شقيقته بلهفه لتستقبلها أحضانه بشوق ورفعها ودار بها باشتياق ، فقد فاجئت بحضورها .

تشبث الصغيران باقدامه : ياسو ، ياسو 

ابتعد عن شقيقته برفق لينتقل إلى ذلك الثاني المشاكس ليضمهم بقوه وينهال عليهم بالقبولات 

تنحنح ادم وهو ينظر لمجد : احنا مالناش فى الاحضان دي بقي ، نلف ونرجع تاني مكان ماجانا ولا ايه 

مجد بابتسامه : باينها كده 

ابتعد عن الصغيرات ليضم أصدقائه بحب ، عانقهم بسعاده ، لم يصدق أنهم أمامه الان ، وتجمعا اخيرا فقد كان يشتاق إليهم كثيرا ..

وصافح زوجه صديقه بود والتقط منها الصغير يقبله بسعاده ويضمه بفرحه فتلك المره الاولى التى يرا بها .

ثم اقترب لشقيقته مره ثانيه وهو يحمل الصغير ليضمها بفرحه 

- واحشاني جدا جدا جدا 

نادين بسعاده : مش اكتر مني ، فين سيف واحشني اوى ، وماما وبابا يلا نروح لهم 

ياسين بابتسامه : دي ماما مش هتصدق نفسها ، كانت فاقده الامل انكم تحضرو


نظر لصديقه وهو يغمز له: سبلي ابنك بقي لم اعرفه على حياتي 

نادين  بتسأل : فين حبيبه ، هى لسه بردو مشكله الذاكره

ياسين بتنهيده : لسه 

كانت تقف تشاهد ذلك المشهد بصدمه ، لم تتوقع أن تراه يتقرب من فتاه ويضمها بهذا الشكل ، تحجرت الدموع داخل مقلتيها بصدمه ، شعرت باهتزاز قلبها وكأنها أصابه بسكين داخله ، شعرت باهتزاز الكون من حولها وفقدت السيطره على حواسها ، كأنها مغيبه فقط جاحظه العينان من أجل الصدمه .

ابتسمت نادين عندما وجدتها واقبلت عليها تضمها بفرحه : حبيبه واحشني اوى 

كانت متسمره مكانها جسد بلا روح والاخيره تضمها باشتياق تحت نظرات ياسين المصدومه ، فماذا أصابها لتتجمد هكذا 

كانت عيناها متعلقه بياسين فقط ، اقترب منها بقلق 

- حبيبتي انتي كويسه 

اقترب ادم والصغيران ومجد وزوجته وأخبرها ياسين بهويتهم ، صافحتهم بشرود ، وهمت لتغادر دون تفوها بشئ


أعطى الصغير لوالده : امسك ابنك ام اشوف مالها ، وانتى يا نادين ماما هتلاقيها فى مطعم القريه 

بحث عنها وجدها تسير باتجاه الشاطئ ، اسرع فى خطواته ليلحق بها ، وعندما أصبح جانبها مسك بيدها لتلتفت إليه وجد عيناها باكيه ، سألها بلهفه 

- ليه الدموع دي فى حاجه حصلت

نظرت له بغضب وانفعال ولم تستطيع السيطره على الثوره المشتعله داخله : انت ازاى قادر تبق كده 

ياسين بعدم فهم : كده يعنى ايه مش فاهم ، فى حاجه حصلت مني 

أجابت باستنكار وهى تضم يدها لصدرها : يا سلام مش واخد بالك حضرتك من تصرفاتك 

اغمض عيناه لثواني ثم عاد ليفتحهم بصدمه عندما أيقن غيرتها عليه ، ابتسم بسعاده وهو ينظر لها بمشاكسه واراد استفزازها

وتصنع البراءه : فى ايه يا بنتي مش فاهم ايه اللى حصل لكل ده 

حبيبه بضيق : يابرودك يا اخي ، ازاى تقرب من واحده بالشكل ده وكمان بوس واحضان عادي كده مافيش احترام ليه ولا لمشاعري ثم إن ده غلط وحرام اصلا تقرب من اي حد بالطريقه دي 

اقترب منها ببطى ونظر لعيناها الساحره التى تشتعل بالغضب وأصبح وجهه أمام وجهها ولم يفصل بينهم الا بضع سنتيمترات 

تنهد بحب وهو يهمس برقه : انتي غيرانه عليا بقى 

ابتعدت عنه بتوتر وتحدثت بتردد : أنا بكلمك فى ايه وانت بتتكلم فى ايه 

اقترب منها مره اخري وشبك كفيه حول عنقها وقربها منه أكثر : ماتبعديش تاني وانا بكلمك ، ولازم تعرفي أن بحبك انتي ، وماحدش شاغل قلبي وحياتي وبالي غيرك انتي ، ومبسوط بغيرتك دي اوى بس للاسف غيره مش فى محلها عشان نادين اختي يا طفله قلبي

نظرت له بغباء : اختك 

ابتسم بحب : والله العظيم اختي ، اكيد يعنى مش هتفتكريها اذا كنتي ناسياني أنا جوزك هتفتكري اختي ههههه ، كان ممكن تساليني من غير غضب ولا عصبيه وكنت هقولك على طول 

ابتلعت ريقها بصعوبه وكادت أن تنصهر من شده خجلها ، اقترب من وجنتيها ليطبع قبله رقيقه على كليهما ،وابتعد برفق ليهمس أمام عينيها : بحبك 

وعلى حين غفلته حملها بين يديه يضمها لصدره ويرفعها عن الرمال  ويدور بها بسعاده ، ليستمتع معها بجمال اللحظه التى جمعتهم سويا ..

""*****"""


انتهت  كل من فرح واميره باخر اللمسات الأخيرة واصبحت كل منهما فى ابهى صورتها، بثوبها الابيض وحجابها الرقيق الذي يعلوه التاج المنصع بالماس وكأنهم حوريات من الجنه .

تميزت اميره بلمستها الهادئه الرقيقه وكأنها اميره حقا ، خلقت من أجل أميرها الذى ينتظرها بشوق ..


أما عن فرح كانت تتألق مثل الزهره الناعمه وسط بستانها تنتظر قدوم فارسها ليحملها على حصانه الابيض ..


تقدم هشام من  اميره وبعد أن بارك لها أمسك بيدها لتسير جانبه ليصلها إلى أميرها وهو يشدد على وعوده معه بأن يصونها ويحبها ويحترمها ولم يظلمها ..


كانت فرح وحيده تشعر باليتم الان فلم يكن معها والديها ولم تمسك بيد والدها ليسلمها إلى زوجها كما يفعل كل اب مع ابنته ، وايضا صديق والدها لم يتمكن من الحضور بسبب مرض زوجته واعتذر بشده وابلغها المباركات والتمنيات بالسعاده .


اقترب منها عبدالرحمن بحب قبل رأسها : مبروك يا بنتي ، مد يده لها 

- تسمحلي اوصلك بنفسي ليوسف ، ومن انهارده أنا والدك ولو يوسف زعلك أنا اللى هجبلك حقك منه ، انتي بنتي فاهمه ولا لأ

شعرت بالسعاده وارتمت داخل أحضانه ، ضمها عبدالرحمن بحنان : مافيش دموع انهارده فرح وسعاده وبس مفهوم 

سحب كفها لتتشابك بكفه ليصطحبها إلى فارسها الذى ينتظرها على احر من الجمر ..


داخل القاعه ..

على كل جانب أسفل الدرج ينتظر الأمير قدوم اميرته وأعلى الدرج تهبط كل عروس برفقه وكيلها وأثناء هبوطهم سلط الضوء الخافت على الفتايات فقط وهم يهبطو الدرج برفق على نغمات الموسيقى الهادئه، ليستقبلها أميرها بلهفه 

اقترب يوسف من والده يحتضنه بقوه ، ثم التقط بيد فرحته ليقبل كفيها بحب ويطبع قبله رقيقه أعلى جبينها 

- مبروك يا فرحه قلبي 

فرح بابتسامه : الله يبارك فيك يا يوسف قلبي 

احتضن كفها بكفيه وسار باتجاه الكوشه المخصصه لهم وسط تصفيق الجميع 

أما عن سيف فقد فعل المثل مع محبوبته 

 قبلها بحب : مبروك يا اميرتي 

اميره بخجل : الله يبارك فيك يا أميري 

التقط يدها بحب وسار اتجاه الكوشه المخصصه لهم ..


وبدأ حفل الزفاف على نغمات الموسيقى الرومانسية

لتبدء اول  فقرات العرس برقصه الخاصه بالعروسين 

اقترب كل من يوسف وسيف  ليصطحب محبوبته إلى الاستديج لتبدء رقصتهم الخاصه وهو يحتضن زوجته لتتمايل معه 

 معه على نغمات  اغنيه (سمعني نبضك)


*******


بحث عنها بين الحاضرين فلم يجدها ، تفاجئ بيد أحدهم تقبض على كتفه ، عندما نظر إلى صاحب اليد وجده عمار

ابتسم عمار وأشار بعينه إلى مكان ما .

- اهى اللى بتدور عليها واقفه مع مراتي 

ياسين بابتسامه : هم ليه كلهم بنفس الفستان ، هعرفها ازاى

عمار بغمزه : سؤال جميل ، هم البنات كده عليهم افكار مجنونه 

بس تعرف مراتك بقلبك يا بطل 

ابتسم ياسين له : وانت بقى عارف مراتك 

عمار بضحكه خافته : مين قالك أن عايز اعرفها انهارده اصلا ، عندها البوفيه تعيش بقى وتسبني اريح اعصابي من النكد والهرمونات وموال يابني انت مش قده 

ربت على كتفه : طيب اروح أنا لمراتي احسن 

أوقفه عمار : ياسين انت ليه مافكرتش تخلي حبيبه تدرب يوجا  ليه دى بتنشط الذاكره وبتساعد على الاسترخاء 

نظر له ياسين بجديه : أنا ازاى نسيت موضوع اليوجا ، دى حبيبه اقنعتني كتير قبل كده وادربنا سوا 

عمار بغمزه : طب ايه  ، زى ماهى خدت بايدك ، تاخد بايدها انت كمان 

هز رأسه لصديقه وابتعد ليبحث عن زوجته فمنذ أن بدأ الزفاف ولم يجدها ..


وجدها تقف بجانب ملاك تتحدث معها بجدية 

وقف خلفها فابتسمت ملاك وابتعد عنهم ، لحق بها هشام ليتحدث معها بعد أن استأذن والدها ..

أما ياسين فظلت أنظاره متعلقه بوجهه الملاكي لعده ثواني 

(كانت ترتدي ثوب فضي بحجابه الخاصه وتركت بشرتها كما هى لم تضع أي من مساحيق التجميل ، فقد كانت جميله حقا بثوبها الانيق )

- مين القمر ده 

ابتسمت بخجل 

ياسين بحب : على فكره انتي واحشاني اوى وعمال ادور عليكي من بدري ، ممكن اعرف مين خد حبيبي مني

نظرت له بتوتر : محتاج حاجه 

سحب يدها قربها من شفتيه ليطبع قبله رقيقه ثم سار بها إلى المكان المخصص للرقص 

حبيبه بصدمه : رايحين فين 

ياسين بغمزه : هشش هخطفك 

وضع يده لتحتضن خصرها بحب وهو يبتسم لها ويتحدث بعشق وعيناه تلمع بفرحه 

تسمحيلي بالرقصه دي 

لم تتردد واقترب منه لتضع يدها أعلى صدره ليحاوطها بخفه ويدور بها بهدوء على نغمات اغنيتهم الخاصه ، يحاول أن تتذكر شيئا من تفاصيل زفافها ..

"""""""'''

هشام بجديه : بطلي تهربي مني بقى 

ملاك بتوتر : أنا 

هشام بغمزه : لا انا ، أنا اللى بقالي يومين بهرب منك وانتى هتموتي وتكلميني 

نظرت له بصدمه 

هشام بابتسامه : بهزر معاكي ، ممكن نتكلم شويا جد ، عارف ان عمى عبدالله هتسيبو القريه بكره وانا لازم اتكلم معاكي 

نظرت حولها بقلق : وده وقته 

هشام بجديه : ده انسب وقت ممكن تديني فرصه نتكلم ونعرف بعض ، على فكره انا واخد إذن والدك عشان اتكلم معاكي ماتقلقيش بقى 

ملاك بجديه : اتفضل اتكلم 

هشام بابتسامه : طب تعالي هنا دوشه ممكن نخرج بره القاعه ، مش هاخرك اطمني 

سار جانبه وهى تشعر بالتوتر إلى أن غادرت القاعه برفقته ..

توجهو إلى المطعم الخاص بالقريه لكي يتحدث معها بهدوء .

جلست اولا ثم جلس بالمقعد المقابل لها .

- ممكن نتكلم بصراحه 

هزت راسها بالايجاب 

- أنا سبق وطلبت من والدك ارتبط بيكي وبقالي اسبوعين منتظر ردك ، ممكن اعرفه 

ملاك بخجل : أنا خدت وقت عشان افكر وكمان استخير ربنا 

هشام بلهفه : ووصلتي لايه ، ممكن اعرف قرارك 

ملاك بتوتر : ماانكرش أن مرتحالك بس فى نفس الوقت خايفه 

هشام بجديه : ايه رايك نعرف بعض الاول وانتى فكره الخوف دي هتروح تماما 

ملاك بحده : نعم يعنى ايه نعرف بعض دي 

هشام بابتسامه : ماتخليش دماغك تروح لبعيد ، أنا قصدي تدي فرصه لنفسك تعرفيني اكتر تعرفي شخص هشام نفسه ، أنا ايه وحياته ازاى وشخصيتي وأسلوبي ، ماتحكميش عليه بسبب موقف لان بجد اللى حصل ده عارف كويس اوى إن كان غلط كبير مني وانا الحمد لله مااذتش بنت وماكنش عندى الشجاعه اللى اعترف بخطئي وعمار صلح كل حاجه وانا اقسم لك بالله أن شايفك نصي التاني ومحتاج نكمل حياتنا مع بعض وانا صادق فى كل كلمه بقولها ، ها قولتي ايه 

ملاك بجديه : يعنى مش عشان أطلقت فحسيت بالذنب وكده عايز تصلح موقفك ، اشفقت عليا يعني 

هشام بضحكه قويه : اشفقت عليكي ههه لا خالص أنا سعيد جداً انك اطلقتي عشان تبقي من نصيبي أنا ، وبعدين انتى جننتيني قال اشفقت عليكي قال ههه

ملاك بضيق : بقى كده 

هشام بتنهيده : يا بنت الناس، ريحي قلبي بقى ،ربنا يريح قلبك 

ملاك بابتسامه : موافقه بس بشرط

هشام بتنهيده : اتفضلي ، كلي ملكك

ملاك : انا محتاجه منك حاجه واحده وهى الامان ، عايزه اكون مطمنه معاك ومش خايفه 

هشام بابتسامه : اوعدك هكون ليكي الامان والحماية والسند والاخ وكل حياتك عشان أنا نفسي تبقى كل حياتي وانا ماليش غيرك ومحتاج اكون جزء من عيلتك وياريت تقبلوني واكون واحد منكم 

نهضت من مقعدها وهمت بالمغادرة ونظرت له بخجل : يبق تكلم بابا 

هشام بفرحه :  استني بس ، دي بتتكسف زى البنات ههه  

تنهد بارتياح : اكيد يا ملاكي هكلم بابا ونتفق كمان ، أخيرا 

**********


بعد مرور ساعتين انتهى حفل الزفاف واصطحب كل عروس زوجته ليتوجهو إلى جناحهم الخاص ، وقبل أن يدلف يوسف لداخل الجناح ، حمل فرح برفق ثم انزلها داخل غرفتهم .

كانت الغرفه مزينه من قبل بالشموع ونثر الفراش بمجموعه من الشوكولا التى تعشقها ودون أعلى كل قطعه كلمه تعبر عن حبه وعشقه لها .

دارت فرح بالغرفه بسعاده وهى تنظر له بحب 

ارتمت داخل أحضانه : انا بحبك اوى يا يوسف 

ضمها يوسف بقوه : وانا بعشقك ياروح يوسف وربنا يقدرني واسعدك 

يلا نبدا حياتنا بقى فى طاعه 

ابتعدت عنه ونظرت له بحزن : اول مره ابعد عن دنيا 

قبل جبينها بحب : ياقلبي ماتخفيش هى هتبات فى حضن حبيبه اطمني خالص وعيشي بقى اللحظه 

************

أما عن الجناح الآخر 

حمل سيف اميرته برفق ودلف بها لداخل غرفتهم الخاصه ، انزلها بهدوء لتقف بمنتصف الغرفه تنظر حولها بانبهار

فقد زينت الغرفه بالشموع والموسيقي الهادئه ، ونثر الورود الحمراء أعلى الفراش وقلب كبير احمر منقوش عليه 

(بحبك يا اميره قلبي )

اميره بفرحه : كل ده عشاني 

سيف بابتسامه يقبل وجنتها : فرحانه يا ميرو 

قبلته برقه ونظرت له بسعاده : فرحانه جدا عشان ربنا حقق حلمي وبيقنا لبعض ، مش عايزه حاجه تانيه من الدنيا 

سيف بحب : ربنا يخليكي ليا يا عمري كله واقدر اسعدك وانتي اجمل هديه من ربنا ليا تعوضني عن أى حزن عشته قبل ماتتوري حياتي ، معاكي هنكمل بعض وحياتنا هتبق جنه 

اميره بفرحه : ربنا يخليك ليا يا نبض قلبي 

بدءت ليلتهم الخاصه بجو من المحبه و السعاده لينسو كل ما مر بهم من لحظات حزن وألم ، الان يعيشون السعاده الحقيقيه ويطوى صفحات الماضي  ليعيش حياة جديده مليئه بالسعاده والحب والامل 

نحن نعيش لكي نرسم ابتسامة .. ونمسح دمعة.. ونخفّف ألما ً.. ولأن الغد ينتظرنا .. والماضي قد رَحل وقد تواعدنا مع أفق الفجر الجديد..


***********


الفصل الحادي والاربعون

(والاخير )

قلوب حائره 

بقلم / فاطمه الالفي 


كانت نائمه بجانب الصغيره ، تداعب خصلات شعرها الأسود وتبتسم لبرائتها وهى نائمه كالملاك لم تشعر بمن حولها ، قبلتها برفق ودثرت نفسها بالفراش جانبها ، تحتض جسدها الضئيل وكأنها تستمد القوه من تلك الصغيره ، ظلت شارده بحياتها وحاولت استرجاع ذكريات مرت على حياتها من قبل ودخول ياسين لحياتها إلى أن شعرت بالارهاق من شده التفكير وخلدت للنوم بتعب ..


*"""""""*

كانت السعاده تغمرها عندما استمعت لوعوده وصدق حديثه ، لم يتوقف قلبها عن النبض بقوه وكأنه يصرخ بالحب 

استغربت نفسها إذا هى تعيش لحظات من الحي والسعاده ، فماذا عن سابق ، ماهى حقيقه شعورها بابن عمها ، حبيب الطفوله والمراهقه ، إذا فهى من ظنت ذلك ، فهو ليس بحب حقيفي ، تذكرت حديث حبيبه من قبل وان علاقتهم كاشقاء وجد به فارس أحلامها واعطته مشاعر الحب وايقنت أنهم خلقو ليكملو بعضهم البعض  ولم تكترث بكونه شقيق لها وقد اضطر على الارتباط بها ، حمدت  ربها أن تلك العلاقه لم تكتمل وإلا كانت تنتج عنها الفشل وخساره العائله ولكن الآن تنظر بمنظور مختلف .

صلت فرضها وهى تشعر بالراحه والسكينه تسري بقلبها ،ثم وضعت رأسها أعلى وسادتها لتغفو وهى تبتسم بارتياح ولم تحمل هم لغد ، بعد أن دخل حياتها وأصبحت تعود لها بسمتها مره أخرى. .

"""*****"""

قبل أن تذهب للنوم ، طرقت غرفه ابنها تريد أن تتحدث معه فلم يعجبها حالته تلك ، فحياته أصبحت مضطربه منذ تلك الحادث الذى أصاب زوجته ..


كان يبدل ثيابه ثم استمع لصوت طرقات على باب غرفته ، توجه ليعلم من صاحب تلك الدقات 

تفاجئ بوجود والدته أمامه 

ابتسم ياسين لوالدته : ماما ، اتفضلي

دلفت والدته بهدوء وجلست بالاريكه الموضوعه بالغرفه 

- تعالى اقعد جنبي ، عايزه اتكلم معاك  

جلس جانبها باستفسار : خير يا ماما 

غاده بجديه : وبعدين يا بني عجبك حالتك دي ، أنا سبتك براحتك ومارضيتش ادخل وقولت حياتك وانت حر فيها ، بس مراتك زودتها اوى بقى بصراحه 

قاطعها ياسين بضيق : مالها حبيبه مش فاهم 

- مش فاهم ولا مش عايز تفهم ، عاجبك حياتك اللى متلخبطه دي ، انت فى مكان ومراتك فى مكان ، حتى رافض تيجي تقعد معانا ، فى ايه يا ياسين ماتفوق بقى لنفسك وحياتك 

ياسين بذهول : حضرتك بتتكلمي فى ايه ، مراتي تعبانه دلوقتي ومن واجبي افضل جنبها مش ازود تعبها ولا اضغط عليها 

غاده بحده : وهى مراتك هتفتكرك أمته بقى إن شاء الله

ياسين بتنهيده : والله بحاول وهى كمان بتحاول ، مش معقول اروح افرض نفسي عليها واقولها احنا متجوزين واجبرها تعيش معايا حتى لو مش فكراني ، هو ده اللى حضرتك عايزاه ، ماما من فضلك أنا مش صغير وعارف أنا بعمل ايه كويس اوى ، أنا وحبيبه هنرجع زى الاول واحسن كمان بس دي مسئله وقت وانا واثق فى حبها ليا وأنها هتفتكر كل حاجه وانا هصبر لحد لم اليوم ده يتحقق ومش هتخلي عن حياتي مع حبيبه ، اطمني حضرتك وماتقلفيش عليه كله بأوان

غاده : ماشي يا ياسين اعمل اللى انت عايزه وانا مش هدخل تاني فى حياتك ، بس انا صعبان عليه وحدتك ياحبيبي وشيفاك بتتعذب فى بعد مراتك عنك 

ضمها بحنان : ياست الكل والله انا بخير ماتقلفيش عليا ، وانشغلي باحفادك اهم جم وهيفضلو جنبك اطمني بقي

غاده بابتسامه : على فكره وجود نادين واولادها مش هيشغلوني عنك بردو ، ربنا يطمن قلبك ويريح بالك يا حبيبي 

قبل رأسها بحب : ايوه ادعيلي يا ست الكل ، أنا مش محتاج غير دعواتك يا قلبي 

تنهدت بحب قبل أن تغادر غرفته : ربنا يسعدكم يا حبيبي ومراتك ترجعلك وتبقى فى حضنك العمر كله

تصبح على خير يا روح قلبي

- وحضرتك من أهل الخير يا اعظم ام بالعالم كله 

غاده بابتسامه : بكاش 

غادرت الغرفه لتتركه يتقلب بالفراش لم يستطيع أن يغمض له جفن ، تنهد بضيق ثم نهض من الفراش ليتوجه الى غرفه محبوبته ،يريد أن يتحدث معها بأمر هام خطر بباله الان ..

وقف أمام باب غرفتها طرقها برفق وانتظر قليلا ولكن عندما لم يأتي بردها ، فتح باب الغرفه بهدوء ودلف لداخل ثم اغلق الباب خلفه ، سار ببطئ إلى أن وصل للفراش وجدها نائمه وتحتضن الصغيره بحب ، ابتسم على براءتها وكأنها طفله تحتضن طفله أخرى ولم تشعر بمن حولها ، اقترب منهما ليضع الغطاء برفق وهو يشفق على تلك الصغيره النائمه بهدوء 

ابتعد بخفه يخشي استيقاظ محبوبته فقد أشفق على حالتها طوال اليوم ، ترك الغرفه بهدوء وعاد إلى غرفته ارتمى بالفراش وهو يتنهد برجاء ويدعو الله أن يرد إليه زوجته ردا جميلا ثم اغمض عيناه يحاول أن يغفو ولم يفكر بالغد فسوف يترك كل شي لتدبير القدر ....

""""*****"""""

تسللت اشعه الشمس داخل غرفتها لتشعر بالدفئ ، نهضت من الفراش بنشاط ، نظرت للملاك البرئ الغافل جانبها واقتبرت برفق تطبع قبله رقيقه أعلى رأسها ثم دلفت المرحاض لتنعش جسدها تحت المياه ، ثم ارتدت ملابسها وفرشت سجاده الصلاه لتصلي فرضها ، وعندما انتهت وجدت الصغيره تفتح عيناها الصغيرتين وتطلع إليها بابتسامه هادئه سرقت قلبها بسحر ابتسامتها ، اقبلت عليها بحب تقبلها وحملتها بين يديها لتساعدها على الاستحمام وتبديل ثيابها ، ثم اجلستها بمقعدها المتحرك وبدءت فى تمشيط خصلات شعرها الجميل وصنعت لها قطتين وحركت مقعدها برفق لتغادر الغرفه وتذهب بها فى جوله أمام الشاطئ .


كان الوقت مازال مبكرا لذلك لم يستيقظ أحد سواهم ، عند خروجها من القريه طلبت لهم وجبه الافطار وان تتناولها على الشاطئ ..


اطعمتها امام الشاطئ وبعد أن انتهت من اطعام الصغيره التقطت يدها برفق لتداعب أناملها برقه وتتحدث معها بهدوء لكي تستوعب الصغيره أن ذلك الحديث يخصها ، سردت عليها بعض القصص الكرتونيه والصغيره تنظر لها بابتسامه عذبه وكأنها تفهمها ، ضمتها حبيبه برفق وقبلت جبينها بفرحه تسري داخلها من أجل تلك الملاك البريء ..


كان يقف بالشرفه وهو يضم زوجته من كتفها ويراقب حبيبه وهى تتعامل مع الصغيره بحب وحنان ..


ابتسم يوسف لزوجته بحب واقترب منها يضمها لصدره بحنان 

شوفتي ياقلبي دنيا بنفسك فى امان مع حبيبه ماتقلقيش عليها ، كمان كنت عايز اخد رأيك بخصوص علاجها 

نظرت له باهتمام : علاج ايه الطبيعي 

هز يوسف رأسه بنفي : لا حبيبه قالتلي فى علاج بجلسات الأكسجين وده ممكن يفيد فى حاله دنيا هو مش نسبه نجاحه كبيره بس هى محاوله وبتفضل سنين تتعالج بيه ، ده ممكن يخليها تحس بينا وكمان تتفاعل معانا وتقدر تحرك جسمها وتستجيب 


فرح بتنهيده : مش عارفه يا يوسف بس كل اللى اعرفه ان حاله دنيا ملهاش علاج 

يوسف بأمل : مافيش حاجه ميؤس منها طول مارينا موجود قولي يارب يافرح وهو قادر على كل شيء وبلاش فقدان الأمل خليكي متفائلة أن اللى جاي دايما احسن 

كل شئ بيبان صعب فى أوله بس طول ماجوانا روح التحدي هنوصل والمهم أننا مانفقدش الامل نفضل متفائلين كده بالخير 

ابتسمت بحب : مش عارفه من غيرك كنت عملت ايه فى حياتي ، ربنا يخليك ليا

احتضنها بحب : ربنا ما يحرمنا من بعض ويشفي لنا دنيا 

فرح بأمل : يااارب 

********


اقترب منها وجلس جانبها 

- صباح الورد والفل والياسمين على اجمل عيون في الكون 

ابتسمت له برقه : صباح الفل 

اقترب من الصغيره طبع قبله حانيه بكف يدها ،ثم نظر لزوجته وأخرج تنهيده اشتياق واقترب منها بهدوء 

شعرت بالاضطراب ولكن احتضن وجهها بكفيه ونظر لعيناها باحتياج 

- ينفع لم نرجع القاهره ترجعي بيتك ، اكيد هتفتكري كل حاجه فيه ، محتاجك معايا 

لم تستطيع الرفض وجدت نفسها تهز راسها بالايجاب 

ابتسم بحب ثم طبع قبله رقيقه بجانب شفتيها ، شعرت هى بالخجل 

تنهد ياسين بارتياح بعد أن وافقته الرأى وسوف تعود لمنزلها ، ونظر لها خلسه ثم نظر للبحر وجاءته فكره مجنونه ولكن ماذا عن دنيا ، شردا قليلا ثم نهض من مجلسه وسحب المقعد الخاص بالصغيره برفق ونظر لها بابتسامه 

- الجو برد عليها ممكن تتعب ودى مناعتها ضعيفه ، أنا هوديه عند طنط ناديه بتحبها اوى واتعلقت بيها ، ثواني وراجعلك


لم يعطيها فرصه للرفض ، فر من أمامها فى لمح البصر ، وجد بالفعل والدتها مستيقظه صافحها بحب وطلب منها أن تعتني بالصغيره ، ابتسمت له ناديه وتفهمت الأمر ، علمت أنه يريد أن يختلي بزوجته وهذا حقه 

- اطمن يا حبيبي دنيا فى عنيه 

شكرها ياسين وسار باتجاه زوجته ، وعندما اقترب منها فلم تشعر به ، يبدو أنها شارده وعلى حين غفله كان يحملها بين يديه .

شهقت حبيبه بخضه : ياسين فى ايه 

- سبيلي نفسك وغمضي عيونك 

- ليه 

-نفذي من سكات 

اغمضت عيناها وهى مازالت محموله بين يديه ومتشبثه بكتفه. 

نزع حذاءه ودلف بها لداخل المياه ، استمعت لصوت الأمواج فتحت عيناها بقلق وجد نفسها حقا بمنتصف المياه 

حبيبه بصدمه : ياسين خرجني من هنا 

هز رأسه بالنفي : لا ماتخفيش وانتى معايا 

صرخت به بقوه : ارجوك خرجني دلوقتي ، مش عايزه افضل فى البحر 

انزلها برفق داخل المياه وهى تصرخ به بقوه وتعنفه وتتشبث بعنقه ولكن كانت تقف بالمياه وهو يحتضن خصرها بخوف 

وينظر لها بابتسامه : فيها ايه يعنى فى حاجه حصلت ، البحر تمام والموج زى الفل مافيش اى عاصفه ولا قلق ، ليه بقى الخوف 

انسابت دموعها ونظرت له باكيه : مش خوف ولا ضعف مني ولا عمري كنت جبانه بالعكس أنا ممكن أواجه اى حد ، مابخفش قولتلك مابخفش بس مش بحبه مش عايزه اعوم فيه أنا حره 

ياسين باستغراب : مادام مش خايفه ليه الدموع دي 

نزعت يده من حول خصرها وابتعدت عنه أرادت أن تخرج من البحر 

أوقفها بقلق : حبيبه استني 

قربها إليه ورفع أنامله ليمحي دموعها المتساقطه : أنا اسف ، كنت عايزك ماتخفيش وانا جنبك ، عايزك تتغلبي على خوفك ورهبتك منه 

هزت راسها بحده : مش خوف ليه مش عايز تفهم مش خايفه بس دي الحاجه الوحيده اللى ليها ذكرى جوايا مع بابا ومش عايزه الذكرى دي تروح من حياتي ، كنت بنزل البحر مع بابا وبس ولم سابني بطلت انزل مع اي حد مش عشان خايفه ، عشان مش عايزه حد يشاركني اجمل لحظات عشتها مع بابا فاهم مش هسمح لحد أن يعيش معايا اللحظات دي تخص بابا وبس 

لم يتوقع كل ذلك بداخلها ، لحق بها وجدها جلست أعلى الرمال تنظر للبحر بشرود ، جلس أمامها وأمسك بيدها لتنظر إليه 

- ماكنتش اعرف ان ده جواكي ، أنا اسف ، عمري مافكرت امسح اى ذكرى ليكي مع والدك عشان انتى ماحكتيش قبل كده ، كنت متاكد انك خايفه وعشان كده كنت عايزك تتغلبي على خوفك 

لكن اوعدك مش هضغط عليكي تاني فى اى حاجه انتى مش عايزه تعمليها ، اسف أن اتسببت فى نزول دموعك ، انا بحبك يا حبيبه وعايز اشوفك سعيده مش عايز الحزن ولا الدموع تسكن عيونك اللى دايب فيهم دول 


طال صمتها ولكن عيناها هى التى تتحدث تبكي بصمت 

ضمها بقوه : مش عايز اشوف دموعك دي تاني وكمان تنزل بسببي حقك عليا يا عمري 

ابتعدت عن أحضانه ونظرت له بلهفه وهمست برقه : ياسين أنا 

تعلقت أنظاره بشفتيها التى تهمس له برقتها المعتادة وتبتسم من بين دموعها 

- أنا اللى اسفه تعبتك اوى معايا ، أنا فاكراك يا ياسين 

انا فاكره كل حاجه 

ياسين بعدم استيعاب : فاكره ايه يعنى عارفه إن جوزك وانتي مراتي ، يعنى الذاكره رجعتلك صح ، يعنى مابقتيش ناسيه اى حاجه 

مش مصدق نفسي ، عارفه انا مين بجد وكل حاجه عن حياتنا 

هزت راسها بالايجاب واحتضنته بقوه : انا بحبك اوى واسفه أنك استحملت حاجات كتير بسببي وان بعدت عنك 

نهض من أعلى الرمال وهى داخل أحضانه ودار بها بسعاده وهو يشدد فى احتضانها بقوه يخشي بعدها عنه ثانيا 

بحبك ، بحبك ، بحبك 

*******


شعر الجميع بسعاده من أجل شفاء حبيبه والان اصبحت تتذكر كل شىء ، وقررت العوده لمنزلها برفقه زوجها .

واما عن العروسان سوف يقضون شهر العسل بالقريه السياحيه .

وعادت شروق أيضا للقاهره برفقه شقيقها فقد توجه إلى شرم لياتي بشقيقته وشكر حبيبه على الاعتناء بها ومازالت تتابع حالتها وقررت أن تدرس هذه السنه لتعود للحياه بأمل جديد .


وطلبت الجده زينب من والد ملاك بطلب يد ابنته لهشام ووافق والدها وتم الخطبه بحضور العائله وأصدقاء ملاك حبيبه وريم وازواجهم فقط ..


وقررت حبيبه أن تعمل على رساله الدكتوراه من أجل أن تفتح لها عياده خاصه بها والمشرف على رسالتها استاذها ودكتورها الذي يظل جانبها وداعم لها دكتور سليم ..


بعد مرور عام فيه تزوج هشام من ملاكه وأصبح فردا من عائلتها ويعامله عبدالله كما أنه ولده وليس زوج ابنته ، والان سوف تزداد عائلتهم بفرد آخر وهو الطفل التى تحمله ملاك باحشئها واليوم علمت أنها فتاه  ويحاولون اختيار اسمها من الآن ..


أما عن ريم وعمار فقد رزقهم الله بطفل جميل أسماه عمار  أسر  وهو الآن بشهر الخامس ويزيد من سعادتهم وأصبحت ريم متفرغه تماما لطفلها الجميل وعمار هو من يدير الجيم وعاد هشام ليظل جانبه فهم لا يتحملون أن يتفرق كل منهما عن الآخر ..

"""""""""

وكانت الحياه مستقره وسعيده عند فرح ويوسف مازالت تعمل معه بشركته وتركت شقيقتها بمنزل والد زوجها الذي أصبح والدهما هى وشقيقتها وتقبلت فريال بالنهايه وجودهم بحياه ابنها ورضت بالأمر الواقع وحاولت التقرب من فرح من أجل سعاده ابنها ، علمت بأن الحياه لا تدوم لأحد وفضلت أن تراه سعاده اولادها فهى لا تريد سواهم ولذلك تقبلت بالأمر وحاولت أن تتعامل مع فرح بكل حب وبادلتها فرح الحب والاهتمام وايضا الاحترام وعاد جو المنزل يعم بالفرح والسعادة من جديد بوجود اولادها حولها واحفادها واطمن قلبها عندما انجب يوسف طفل معافى لم يحمل مرض خالته واختار له يوسف اسمه وأطلق عليه احمد نسبه لوالد زوجته التى فرحت بذلك الاسم ولم تستطيع أن تعبر عن سعادتها بوجود يوسف جانبها لا تعلم إذا لم يكن بحياتها فماذا كانت تفعل والان تعيش الحب والسعاده من جديد وكأنها التقت بعائلتها ولم تعد يتميه هى وشقيقتها بعد الان ..

""

وبدأت دنيا فى جلسات العلاج بالاكسجين المضغوط 

إن جلسات الأكسجين هى نوع جديد من العلاج للتعافى من الجلطات أو حالات الضمور فى المخ أو ضمور العصب البصرى،  ويكون من خلال وضع ماسك على الفم والأنف يتنفس من خلاله  الشخص سواء بضغط عالى أو منخفض، ويحدد ذلك وفقا لسن المريض ومدى تحمله للضغط.


 

 

 ،العلاج ب الأكسجين يعمل على خلايا المخ فيحدث إعادة إحياء للعصب بتجديد الخلايا، وذلك بعد عدة جلسات، فتبدأ النتائج الملموسة بعد الجلسة السادسة 

فيما تكون مدتها ربع ساعة يوميا وجلسات متتاليه بشكل يومي ومده كورس العلاج تستمر لبضع سنوات إلى أن تتحسن الحالة .

 

"******"

أما عن حبيبه وياسين 

فقد رزقهم الله بطفله جميله تحمل ملامحهم معا ، وكانت خلال التسعة أشهر  تحضر رسالتها أيضا وزوجها جانبها  تتحمل تعب الحمل ومعاناته وايضا تبذل مجهودا فى تحضير رسالتها وفي تلك الفتره كان يدعمها ويساندها  ويتحمل غضبها وانفعالها بسبب ضغط الحمل والمذاكره أيضا وهى تعمل على مناقشه الدكتوراه لم تستطيع تأجيلها ، كان زوجها الداعم لها دائما وظل جانبها وتحمل معها الكثير إلى أن رزقهم الله بطفلتهم حياه وهو من اختار لها ذلك الاسم لأنها أصبحت حياتهم واليوم تركتها زوجته ليعتني بها وهى ذهبت لتناقش رساله الدكتوراه وسوف يلحق بها ليكون جانبها ويشعرها بالأمان والطمأنينة بوجودهم معها بهذا اليوم وتشاركهم صغيرتهم هذه الفرحه ..


حمل صغيرته التى بعمر الشهرين  بعد أن ابدل ثيابه وابدل ثيابها هى أيضا لتذهب معه لتشاهد والدتها الحبيبه وهى تناقش الدكتوراه اليوم . 

هاتفه سيف من أسفل البنايه ليخبره بأنه ينتظره ، حمل صغيرته وتوجه إليه .

- معلش ياسيفو اتاخرت عليك على ماغيرت هدوم حياه وغيرت أنا كمان 

سيف بابتسامه : ولا يهمك عشان خاطر القمر الصغير نستحمل 

جلس جانبه وهو يحمل الصغيره باحضانه وضع حزام الامان ونظر لابن عمه 

- امال فين اميره مش جايه معاك 

سيف بابتسامه : لا معلش اميره تعبانه بسبب الحمل ، انت عارف اخر شهر بقى ومش قادره تتحرك 

ياسين : ربنا يقومهالك بالسلامه 

سيف : امين يارب 

.......

تجمعت العائله بالقاعه الخاصه لمناقشه الرساله ،امتلات القاعه بالحضور وظلت هى واقفه تنتظر قدوم زوجها الحبيب التى تستمد قوتها عندما تنظر لعيناه وملاكها الصغير التى لم تراها منذ الصباح فهى مشتاقه لرؤيتهم ..

كانت جميع العائله متواجده ، عائلتها وعائله زوجها وقبل أن تقف لتتحدث أمام الأطباء تناقش رسالتها ، هل عليها زوجها بطلتله الجذابه وهو يحمل صغيرته بين أحضانه ويمسك بكفها الصغير ويلوح لزوجته ويبتسم لها بسعاده ودلف بين الحضور ليجلس فى المقدمه ..

ابتلعت ريقها وتنهدت بارتياح وبدءت فى مناقشه رسالتها وتتناقش مع الأطباء بعده نقاط هامه ، إلى أن انتهت من التحدث بكل نقطه تخص رسالتها ، وبعد ذلك تنفست الصعداء وتنظر لعائلتها وزوجها الحبيب بابتسامتها الرقيقه ومازالت تشعر بالقلق والتوتر .

رفع يده ليرسل إليها قلب وقبله بالهواء لكي تتغلب على توترها وتبتسم له بحب 


بعد لحظات من الصمت قطعها طبيبها المسئول عن الرساله وهو يتحدث بجديه 

لقد قررت اللجنه المتخصصه بالطب النفسي بجامعه القاهره بمنح الطالبه حبيبه محمد احمد الشامي منحها الدكتوراه فى الطب النفسي بدرجه امتياز مع مرتبة الشرف


صفق لها كل من بالقلعه وسارت هى لتصافح لجنه الأطباء ويسلمها دكتور سليم شهادتها 

صافحته بابتسامه وشكرته على مجهوده معها وتحملها وامسكت بالميكروفون تتحدث كلماتها الاخيره 

- أنا فرحانه جدا أن موجوده قدام حضاراكم والحمد لله حققت حلمي وبشكر كل من ساعد فى نجاحي وان اقف قدامك انهارده ، صاحب الفضل بعد ربنا دكتور سليم وقف جنبي كتير وكان ليا مش بس استاذي كان مقام والدي كمان ، بشكره جدا على مسندته ليه وكمان بحب اشكر زوجي اللى اتحملني كتير ووقف جنبي وكان دايما سندي وبهديلو نجاحي لأن هو صاحب الفضل فيه بعد ربنا سبحانه وتعالى هو كان دايما قوتي وحياتي كلها

اقترب منها بسعاده واحتضنها أمام الجميع 

- مبروك يا اعظم دكتوره فى الدنيا 

ابتسمت بسعاده وهى تحمل منه صغيرتها وتقبلها باشتياق 

قبلها ياسين من وجنتها بفرحه وحاوطها هى وابنته بحب والتقطت لهم العديد من الصور التى تجمعهم ثلاثتهم ...


**"*"*


والجو راق وارتاح البال واتطّمن القلب الحيران


وسعدت الروح واتهنّت بالقرب من بعد الهجران


ولم تعد القلوب حائره بعد الان ، فأصبح كل قلب لا يحمل داخله   سوا الحب والسعاده ..

وتتلخص حياتهم بالشعور بالأمان بجانب شريك حياتهم 

والحب هو مشاعر إنسانية عميقة تحمل الدفء والشعور بالأمان،  ويعيشون  الان حياة دافئة يمِلاءها السعادة ولم يعد يسكن قلبهم بروده وقسوه الوحده                       تمت بحمد الله



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close