أخر الاخبار

رواية حب تخطي المفاهيم الفصل الثالث عشر13والرابع عشر14بقلم فاطمة الالفي


 رواية حب تخطي المفاهيم الفصل الثالث عشر13والرابع عشر14بقلم فاطمة الالفي

عندما وصل الى النادي ، صفا سيارته وترجل منها ليدور حول السياره ويفتح لها الباب لكي تترجل .
ابتسم لها واطلق تنهيده حالمه بقربها ، مد يده لتضع يدها بيده ولكن خاب ظنه فابتعدت عنه .
رفع يده ليمسد على خصلات شعره وهو ينظر لها بعتاب 
- معلش الصبر حلو 
دلفوا سويا لداخل النادي واستقلو طاوله مبتعده عن الضوضاء لكي يتحدث معها بحريه ..
بعدما جلس اشار الى النادل ، اتى النادل على وجه السرعه 
- تحت امرك يا فندم 
نظر لها بحب : تشربي ايه ولا تفطري 
هزت رأسها بالنفي : شكرا مش عايزه حاجه 
رفع حاجبيه باستنكار ونظر الى النادل : أنا عايز فطار لشخصين واتنين نسكافيه 
غادر النادل ليجلب له طلبه 
احمد بابتسامه صافيه : بصراحه أنا صحيت من النوم ومافطرتش وشكلك انتى كمان مافطرتيش ، نفطر ونشرب المج النسكافيه وبعدين نتكلم يا جميل
""""""
فتحت عيناها بوهن وجدت خالها بجوارها ، ارتمت باحتضانه وهى تبكي بنحيب وتشكي له وجعها ، ضمها معتصم لصدره وظل يمسد على ظهرها بحنان ويهمس لها ببعض الكلمات المواسيه لها فى هذا الوقت ..

انسحب بهاء بهدوء وغادر الغرفه ليجلس بالصالون ويترك لهم مجال الحديث ، يعلم انها بحاجه الى وجود خالها جانبها الان ..
"""""""
عوده الى النادي 
تناولت الطعام بعد اصراره وإلحاحه الدائم ، ابتسم بحب عندما نفذت ما امرها به وبعد الانهاء من الطعام نظر لها بجديه 
- أنا بقى سامعك قوليلى على كل مخاوفك ، هسمعك بقلبي وروحي قبل وداني
ضيقت ما بين حاجبيها بغضب ودارت وجهها مبتعده عنه 
نهض من مجلسه وسحب المقعد ليجعله امامها ثم جلس وهو يطالعها بمشاكسه ويقلد عبوث وجهها 
تحدثت بغضب : انت عايز ايه بالظبط 
احمد بهدوء : عايز نتجوز والكلام العبيط اللى بعتاه فى رساله ده تنسيه خالص وانا هعتبر نفسي ماشفتوش من الأساس 
ثم اكمل حديثه بغمزه : بس كلمه بحبك دي مش هنساها عمري كله وعايز اسمعها منك لم تقوليها هتكون اصدق واوضح وهتدخل القلب على طول عشان هى عارفه طريقها
شعرت بالخجل من عيناه التى تخترق ملامح وجهها الرقيق ولم تعلم بماذا تجيبه ، لم تستطيع التفوه بكلمه بحضوره فقط تشعر بالخجل والاضطراب والتوتر .
اخرج القلاده من جيب بنطاله ونهض من مكانه ليقف خلفها ويطوق عنقها بالشمس التي كانت ترافقه سنين البعد 
وضعها برفق واحكم غلقها تحت شهقتها الصادمه ، ثم عاد يجلس بمقعده وهو يهمس بصدق 
- دي كانت رفيقتي فى غربتي ، كل لم اشوفها افتكرك ، كانت الشمس اللى بتدفيني من برد الغربه ووحدتي ، شروق أنا باحبك وعمر حبك فى قلبي ماهيتغير مهما كانت الظروف ، أنا هفضل عايزك ومحتجالك جنبي انتى نور حياتي ، أنا بجد كنت مفتقدك ، كنت بقعد مع نفسي وافتكر المواقف والضحك والهزار واللعب والمشاكسات اللى بينا واضحك كنت بحس بالحنين ليكي وكنت مغفل بجد لم زعلتك قبل السفر بس بجد كنت بحافظ عليكي وخايف عليكي اجرحك وغصب عني جرحتك  ، أنا مش هسيبك تبعدي ولا تهربي مني تاني ، عشان هنتجوز وده اخر كلام عندي 
نظرت له برقه وتحدثت بهمس خافت : مش هتندم 
ابتسم بحب : لا هندم طبعا كل لحظه بعدت فيها عنك  ، لكن عمري ماهندم على وجودك فى حياتي يا شمسي وقمري وشروقي وضي 
- توعدني 
هز راسه بالايجاب ولمعه عيناه بفرحه : اوعدك يا روح وقلب احمد حياتنا هتكون واحده ومصيرنا واحد وان شاء الله قدرنا كمان واحد وطريقنا هنمشيه سوا ومش هتندمي ابدا على حياتنا مع بعض 
التقط كفها البارد كالثلج وطبع قبله رقيقة أعلاه وهو ينظر لبريق عينيها الخضراء بحب 
- وهتجوزك يا مشاكسه قلبي 
ابتسمت بخجل وسحبت كف يدها بتوتر 
ابتسم بحب على فعلتها واراد ان يطمئنها : عايزك تفهمي ان اللى فات خلاص ماضي واتقفل لا هسمح بوجوده يهدم حياتنا وسعادتنا ولا هسمح ليكي تتكلمي عنه ومن اللحظه دي مش عايزك تفكري غير فى احمد وشروق وبس وازاى نرسم لحياتنا مع بعض ، تعالي نحط اهداف نمشي عليها ، طموحتنا ، مستقبلنا ، ولادنا ، كل حاجه هنفكر فيها سوا وهنشارك بعض كل القرارات المصيريه بتفاهم وحب اوعدك هسمعك بانصات ومش هخذلك عمري كله ، انتي جوهرتي المصونه وغاليه اوي يا شروق 
شعرت بالسعاده تغمرها من حديثه الصادق وكان الله عوضها بعد معاناتها وصبرها على ما مرت به فحمدت الله فى نفسها بان الله لا ينساها وجلب لها السعاده التى تستحقها . ..

"""""""""""""
بعد مرور اسبوع ..
تحسنت حاله شذا الصحيه وبدءت فى التاقلم على حزنها ، ساعدها خالها الذي لم يتركها وأيضا بهاء ظل جانبها ولم يتركها وهون عليها الكثير ، واليوم ارادت ان تزور قبر والدها ، فلم تتيح لها فرصه وداعه الأخير ، ودفن تحت التراب دون ان تعانقه العناق الأخير ..
ذهب حالها معها الى حيث المقابر التى تخص عائله والدها 
ووقفت امام قبره تبكي بحرقه وتقرا له الفاتحه وظل معتصم جانبها يضمها لصدره بحنان ويربت عليها بهدوء ، تركها تخرج كل الحزن الساكن بقلبها ، تركها تزرف الدموع لتخرج كل ما داخلها من حزنها على فراقه الى ان هدءت ونظرت له بعيون منتفخه من شده البكاء 
- خالو عايزه اروح الفيلا 
احتضنتها معتصم من كتفها وسار جانبها : مش هتضايقه لم تشوفي شهيره 
هزت رأسها بالنفي : هي ماتهمنيش ، أنا يهمني اشوف مكتب بابا ، احس بوجوده ، اشوف صورته ، ده اكتر مكان بابا كان بيقعد فيه وهحس بوجوده فيه 
معتصم بجديه : هو حقك يا قلبي طبعا ، كمان احنا لسه ماعملناش اعلان الوراثه ، انتي بنته الوحيده ولكى حق فى املاكه ، قبل ما شهيره تزور فى الاوراق 
نظرت له بحزن : مايهمنيش اصلا المال ولا الشركات اللى كانت السبب فى بعد بابا وغيابه 
معتصم بجديه : بس ده حقك وماتفرطيش فيه لوحده زى شهيره وابنها ، ده مال ابوكي اللى حافظ عليه طول السنين دي ماينفعش تتخلى عنه ، وبعدين ده ماله ومن حقه يطلع فى الخير حتى ، اعملى ليه صدقه جاريه من ماله وادعيلو ده اللى هيوصله دلوقتي ، كمان لازم تفكري فى حياتك 
نظرت له بحزن : أعمل ايه مش فاهمه 
معتصم بحب : نخلص من مشوارنا دلوقتي وبعدين نقعد مع بهاء ونشوف هتعملو ايه ، حابه تفضلي هنا ولا تسافري معايا ، أنا لا يمكن اسيبك المره دي لوحدك 
شذا بدموع : أسافر ازاى واسيب بهاء وشغلي وحياتي هنا 
معتصم بابتسامه : يبقى على الأقل نكتب كتابكو والفرح يا قلبي يتأجل شويا لحد لم نفسيتك تستقر وبصراحه أنا شايف وجود بهاء جنبك هيحسن من نفسيتك وهينسيكي حزنك 
شذا بدموع : تفتكر يا خالو بحالتي دي هعرف أفرح ولا اتجوز ولا حتى بهاء هيفرح ده أنا نكد وحياتي بؤس 
فى ذلك الوقت كان يقف خلفها ويستمع لحديثها بقلب منفطر ولكن ربت على كتف معتصم 
- بعد اذنك يا خالو سبلي أنا الطلعه دي 
انهى حديثه بابتسامه حانيه وهو ينظر لصاحبه العيون الباكيه 
ابتعد معتصم وتركهم يتحدثون باريحه وتوجه الى السياره ينتظرهم ..
وقفت صامته تنظر اليه بشرود ، اقترب منها بهدوء وهو يحتضن وجهها بين راحه يده 
- أنا مقدر حزنك على والدك ، وأنا كمان حزين على حزنك وعارف ومقدر فقدان الاب شي صعب ، بس وجودنا مع بعض كفيل يخفف عنك الحزن ، وبعدين أنا هتحمل حزنك ووجعك قبل فرحك ، احنا اتفقنا هنكون واحد والحزن والالم والفرح هنقسمه بينا ، ومحدش هيحس بيكي غيري ، وان شاء الله هنتغلب على الظروف دي مع بعض وبعدين خالك لازم يسافر عشان شغله وحياته هناك فى اليونان ولازم يطمن عليكي قبل سفره ويرفع انك مش لوحدك ومعاكي راجل يقدر يحافظ عليكي ويصونك 
شذا بحزن : بس بابا 
ابتسم لها بحنان : هنكتب كتاب بس والفرح بعدين وقت لم نفسيتك تتحسن وتكوني مستعده ، بس لازم رابط رسمي بينا وكمان مش هينفع اخد بالي منك غير كده عشان مش هسمح لحد يجيب سيرتك بكلمه ولا هندي فرصه للناس 
هزت رأسها بالايجاب 
تنهد بضيق يريد ان يضمها لصدره ويحتويها بين اضلعه ليبعدها عن الجميع ، يريد بث لها الأمان والسكينه التى هى بحاجه إليها ، ولكن يبدو ان الظروف مازالت ضدهم حتى الان ...
""""""""""""
اغلقت الهاتف مع صديقتها بعدما طلبت منها الحضور لتنتقي معها ثوب الخطبه .
فخلال ايام سوف تصبح زوجته ، لذلك تغمرها السعاده فحب حياتها منذ الصغر سيصبح خلال ايام معدوده زوجها ويربطهم الرباط المقدس ...
ابدلت ملابسها ودلفت لداخل الشرفه لكي تخبره بانها ذاهبه برفقه صديقتها ..
وقفت تتطلع لاسفل وهى تصيح باسمه 
- عصام ، يا عصام 

كان بغرفته وعندما أستمع لمنادتها نهض على الفور لينظر لها بغضب 
- مش قولنا نبطل جنان وبلاش زعيق فى الشارع كل  شويا الناس والجيران تقول ايه 
ارسلت اليه غمزه : عادي يا عصوم الجيران كلها عارفه انى مجنونه مش غريبه يعني
هز راسه باسي : مافيش فايده فيكي 
زهره بابتسامه : على فكره شروق جايا وهننزل نختار فستان كتب الكتاب وهى على وصول دلوقتي ، قولت اعرفك يا عصومي
نظر لها بجديه : لوحدكم ، لا أنا جاي معاكم وكمان احمد
نظرت له بغرابه : طب انت ماشي ، احمد مين ده 
عصام بابتسامه : ابن عمي والدكتور بتاعكم 
جحظت عيناها بصدمه : ايوه والدكتور بتاعنا هيجى معانا ليه ، حتى يعني لو ابن عمك ايه يجيبو معانا وأنا بختار الفستان 
على صوت ضحكته وهو ينظر لصدمتها بمعرفته : لا واضح كده ان صاحبتك مابتحكيش ليكي حاجه 
رفعت حاجبها بعدم فهم : فى ايه يا عصام ماتتكلم 
عصام بجديه : احمد هيخطب شروق وهو اللى اصر عليا ننزل معاكم وعايز كمان يختارها فستان خطوبتهم 
جحظت عيناها بعدم تصديق وفرت راكضه من منزلها هابطه الدرج الى حيث منزل خالتها .
ابتسم على جنونها وعلم انها سوف تاتى اليه ، أسرع فى خطواته يستقبلها عند باب الشقه 
وقفت امامه تزفر انفاسها اللاهثه 
- على مهلك يا زهرتي ، اهدي وخدي نفسك بهدوء 
استردت انفاسها : لا فهمني كده قولت ايه احمد ابن عمك اللى هو دكتورنا فى الجامعه هيخطب شروق ازاى وأنا مااعرفش ، لا فهمني 
عصام بابتسامه يسحبها لداخل الشقه ثم أغلق الباب 
- طب اقعدي كده وأنا هقولك الخلاصه
زهره باعتراض : خلاصه ايه أنا عايزه الموضوع بتكاته وحركاته وبابا غنوجه
ضحك بقوه : بس ده مايخصنيش اللى اعرفه من احمد ان طلب ايدها من اخوها وفى قبول بس مأجلين عشان فى ظروف تخص خطيبه اخوها 
تحدثت بغضب وهى تخرج هاتفها لتعاود الاتصال بها 
- السهونه ماتقوليش ماشي يا شروق 
ظل يتابعها بصمت وهى تنتظر الايجابه عليها وتضغط على الهاتف بغضب 
عندما اتاها الرد 
كانت تقود سيارتها فى طريقها لمنزل صديقتها وعندما صدع رنين هاتفها 
نظرت لشاشته علمت انها صديقتها 
- أنا فى الطريق اهو يا بنتي خمس دقائق وأكون عندك ، هقفل عشان سايقه 

زفرت زهره بضيق ونظرت لعصام : قفلت عشان سايقه ده أنا لم اشوفها هنفخها
ابتسم على جنونها : اهدى يا وحش مش كده هههه 
زهره : انت بتهزر 
عصام بجديه : أكيد كانت هتعرفك وبعدين احمد يعرفها من زمان دي تبقى اخت صاحبه الانتيم
- كمان والله ولا جابت سيره ولا كانها كانت تعرفه 
نهضت من مجلسها ، أنا هستناها تحت 
عصام : استني نازل معاكي عشان اشوف احمد هو كمان على وصول 
"""""""""
صفا سيارته وترجل ليصافح عصام وينظر الى الزهره المشتعله بالغضب ويبتسم لها بود 
- ازيك يا زهره 
اجابت باقتضاب : الله يسلمك يا دكتور 
عاد ينظر لعصام بتسأل : هى مالها 
عصام بابتسامه : دلوقتي تعرف هههه
عندما لمحت سياره شروق اسرعت فى خطوانها اتجاهها تحت انظار احمد وعصام المصوبه اتجاههم ..
ابطلت محرك السياره عندما وجدت زهره مقبله عليها ، دلفت لداخل السياره وهى ترمقها بحزن 
- ماشي يا شروق وأنا اللى بقول احنا اخوات واصدقاء ومالناش غير بعض تخبي عنى أنا حاجه زى دي ، وأنا ماليش غيرك وبقول لماما ربنا عوضني باخت أخيرا بعد العمر ده كله ، اهون عليكي تخبي عني أنا ، أنا يا شروق 
ضحكت شروق بكل صوتها وهى تنظر لصديقتها : ايه الافوره اللى انتي فيها دي ، فى ايه يا بنتي ايه الكلام ده 
زهره بغيظ ؛ كمان بضحكي وأنا دمي محروق ، ازاى عصام يعرف وأنا معرفش ، يعنى دكتور احمد يقوله وانتى ماتقوليليش هي دي بقى الاخوه اللى بينا ده أنا حكيت ليكي تاريخ حياتي وحياه ماما وخالتو والبيت كله 
هزت رأسها بتفهم : اه فهمت وده اللى مزعلك يا عروسه ، أولا أكيد كنت هقولك بس مستنيه وقت مناسب 
قاطعتها باستهزاء : وامته بقى الوقت المناسب يوم خطوبتك ولا فرحك
شروق بجديه : افهميني بقى أنا بجد الموضوع كبير وماكنش ينفع اقوله فى الفون كمان أنا مابنزلش الجامعه وظروف البيت عندنا متلخبطه وخطيبه بهاء باباها متوفي واصلا ماحصلش حاجه مجرد كلام وانتى مشغوله عشان خطوبتك وكتب الكتاب 
زهره بحزن : ماشي بس تلمحى ليه فى الفون احنا بنتكلم كل يوم أكون اخر من يعلم بحاجه تخصك وبعدين تعالى هنا انتى ليه اصلا مقولتيش انك تعرفي دكتور احمد وكمان صاحب اخوكي ، ده حتى لم حضر معانا واحنا بنشتري الدبل انتى ولا كانك تعرفيه 
تنهدت شروق وتحدثت بصدق : عشان كان حصل موقف بينا وكنت زعلانه منه قبل السفر وعشان كده كنت بتعامل معاه عادة بقى ، بصي احنا نخلص من اليوم ده ونشوفلك فستان وبعدين اوعدك اهبقى احكيلك كل حاجه هو أنا ليا اخت غيرك يا جميل انت 
نظرت لها زهره بابتسامه : وعشان انتى اختى بجد زعلنت انك مش شاركتيني حاجه مهمه وتخصك 
عانقتها شروق بحب : حقك عليا بس بجد كنت مستنيه فرصة عشان نتكلم 
اسفه بجد 
زهره بابتسامه : خلاص ماحصلش حاجه ، أنا اللى اسفه ان كلمتك بالشكل ده ماتزعليش مني ، دة من غلاوتك عندي 
شروق بتفهم : وأنا مش زعلانه منك يا قمر يلا بقى نتحرك
هزت رأسها بالنفي : لا بصي كده قدامي هتلاقي العوازل بيبصو علينا

نظرت امامها بعدم فهم وجدت عصام واحمد ينظرون اليهم وكل منهما تحمل ملامحه نظرات الحب لمحبوبته ..
جحظت عيناها عندما وقعت عيناها على احمد ، بادلها نظراته بهيام وارسل إليها غمزته المعتاده .
اقترب منهما احمد واستند بيده اعلى نافذه باب سيارتها وهمس لها برقه 
- حبيبتي اركني عربيتك وهنطلع فى عربيتي 
نظرت الى زهره وارسلت إليها غمزه لتبادلها الاخري بغمزه وتهز رأسها وكانها تعلم بما يدور بداخل صديقتها ..
ثم عادت تنظر لاحمد بجديه : لا احنا هنطلع فى عربيتي وانت وعصام تحصلونا بعربيتك 
- نعم ، لا طبعا ، اخاف عليكي 
انطلقت بلمح البصر ولم تنتظر مجادلته ، لتصفق يدها بيد صديقتها وتعلو أصوات ضحكتهم معا .
زفر بضيق وعاد الى سيارته ليقودها ويلحق بهم 
جلس عصام بجانبه وهو يضحك بقوه على جنون تلك الثنائي: انت عملت ايه يا بني دول باين هربو مننا
لم يستطيع احمد الا ان يبتسم على جنون مشاغبته الصغيره وداخله امل بانها عادت للمرح من جديد ، لم يغضب منها فهو يشتاق لجنونها ومشاكستها ، يشتاق لطفولتها ومرحها ، يشتاق لكل شيء داخلها ، كان يظن انه اختفى المرح داخلها وحل الحزن والالم مكانه ولكن بدءت أخيرا فى استرداد طاقه الجنون التى بداخلها ، عادت لها روح الحياه من جديد ...
"""""""'"'
عندما صفت السياره امام فيلا والدها ، ترجلت منها بقلب منفطر هو الذي يحركها 
وترجل خلفها بهاء ومعتصم اللذين ارادو الا يتركوها تذهب لهذا المكان وحدها فكلاهما يخشو عليها من زوجه ابيها وان تبطش بها 
تسمرت امام بوابه الفيلا الضخمه التى موصده بالاقفال .
تبادلوا نظرات الاستغراب بينهم ، وضعت يدها تتحسس القفل الحديدي بدهشه 
- ايه ده وليه الفيلا مقفوله ،راحت فين شهيره 
تحدث خالها بجديه : تعرفي المحامي بتاع بابا
شذا بقلق : ايوه اعرفه 
معتصم : يبقى نروحله مكتبه واكيد هو عنده علم بكل حاجه واكيد يعرف شهيره فين 
بهاء باهتمام: يبقى نطلع على مكتبه حالا عشان شذا تطمن 
""""""""
بعد مرور نصف ساعة كانت تقف امام مكتب المحامي الخاص بوالدها وطلبت مقابلته 
اخبرت سكرتيرته الخاصه بهويتها وانها بحاجه لمقابلته .
بعد عده دقائق سمحت لها السكرتريه بالدخول 
نهض ثروت من اعلى مكتبه ليرحب بقدومها ويقدم لها واجب العزاء وهو يرسم الحزن على ملامح وجهه
- اهلا وسهل ده المكتب نور والله يا بنتي 
مد يده ليصافحها بحزن : البقاء لله يا حبيبتي شدي حيلك 
صافحته بود وهى تهز رأسها : ونعم بالله 
اعرفك بخالي معتصم وكابتن بهاء خطيبي 
صافحهم ثروت بجديه : اهلا وسهل اتفضلوا تشربو ايه 
تحدث معتصم بجديه : مافيش داعي شكرا لحضرتك 
تحدثت شذا بحزن : ليه فيلا بابا مقفوله حضرتك تعرف ليه ، وطنط شهيره فين 
عاد يجلس امام مكتبه وينظر لها باسف 
- والله أنا ماانا عارف اقولك ايه يا شذا يا بنتي 
شذا بقلق : خير فى ايه حضرتك 
ثروت يتصنع الحزن : أصل المرحوم الله يرحمه قبل ما يتوفي بيوم واحد كتب كل املاكه لشهيره بيع وشراء، حتى حسابات البنوك والشركات والفيلا كل حاجه ومتسجله فى الشهر العقاري 
شلت الصدمه الجميع ، ايعقل ان يكون والدها فعل كل هذا ليحرم إبنته الوحيده من ميراثها الشرعي 
نظرت شذا بحزن وانسابت دموعها فهى ليس بحاجه المال ولكن لم تتوقع بان والدها فعل هذا من اجل الشجار الذي حدث بينهم ، لا تريد الاموال كما تريده هو ، تريد ضمته ، تريد حبه ، تريده جانبها 
انسابت دموعها بصمت من اجل فعلته هذه ايفضل زوجته علي إبنته ، ايحرم إبنته كل شي من أجل زوجته 
ولكن لا يهمها الاملاك ولا الاطيان كما كان يهمها والدها ولا تريد غيره ، رحل عنها وقلبها يتمزق من اجل فراقه لا من اجل ثروته ..
تسأل معتصم بعدم تصديق : معقول مصطفى يحرم بنته من كل حاجه ويكتبها امراته ، أنا مش مصدق 
ابتلع ثروت ريقه بتوتر واخرج بعض الاوراق ليطلع عليها معتصم بصدمه 
- للأسف كل حاجه مظبوطه ومتسجله وبامضته 
شذا بحزن : طب ليه الفيلا مقفوله 
ثروت بجديه : مدام شهيره باعتها وسافرت هى ورامز ابنها وعملالي توكيل اصفي كل شركات المرحوم واحوالها الفلوس ، واضح كده انها مش راجعه مصر تاني وهتستقر فى امريكا
شذا بصدمه : ايه باعت الفيلا وسافرت وكمان عايزه تبيع كل املاك بابا 
ثروت : للأسف هو ده اللى حصل 
عندما غادرت مكتب المحامي نظرت الى خالها بحزن 
- خالو أنا مش داخل دماغي كل اللى المحامي بيقوله ده 
معتصم بزفير : هقول ايه غير ان  الله يرحمه لا تجوز عليه غير الرحمه دلوقتي ، ازاى حاله قلب يحرم بنته من مالها من حقها ازاى 
تنهد بهاء بضيق ونظر الى شذا الشارده 
- شذا مالك بتفكري فى ايه 

شذا بالم : أنا شاكه فى وفاه بابا مش ممكن تكون طبيعيه 
بهاء بقلق : تقصدي ايه 
معتصم بتفكير : انتي شاكه تكون شهيره عملت ليه حاجه 
هزت رأسها بهستريه وهى تشهق بدموع حارقه 
- أنا عايز اقدم بلاغ وأطلب تشريح جثه بابا ..
""""

الفصل الرابع عشر
حب تخطى المفاهيم
بقلم / فاطمه الالفي

توجهت لمكتب النائب العام وتقدمت بطلب إخراج جثه والدها وتشريحها لانها تشك بوفاته بانها مدبره وليس قضاء وقدر ، وافق النائب العام واصدر قرار بتشريح الجثه وفتح تحقيق عاجل لمعرفه الجاني ...

وبعد ذلك عادت الى شقتها برفقه خالها بعدما اوصلهم بهاء قرر العوده الى منزله ، فهو بحاجه الراحه الان ، فلم يغمض له جفن منذ عده ايام ويشعر الان بالتعب الشديد والارهاق ..

"""""""

داخل المول التجاري ..
بالطابق الثاني المتخصص بثياب المحجبات ، دلفت زهره بصحبه شروق لانتقاء ثوب مناسب لخطبتها ، كانت تنظر حولها بانبهار من جمال التصاميم وروعتها والالوان المنمقه ، جعلت نفسها فى حيره فماذا تنتقى من بينهم وعن أي لون تفضله .
علمت شروق بحيره صديقتها ولذلك قررت مساعدتها 
- زهره حبيبتي ايه اكتر لون بتحبيه 
نظرت لها بحيره : أنا بحب الوان كتير ،ماعنديش لون منفضل 
هزت رأسها بتفهم : طب ايه رايك فى الدهبي ده جميل جدا ورقيق 
نظرت زهره باهتمام لاختيار صديقتها : هشوفه كدة فى اللبس الاول 
ابتسمت شروق وهى تسحب الثوب وتعطيه اياها : ادخلي اعملي بروڤا 
""""""
كان جالس بسيارته ويشعر بالملل وهو ينظر لابن عمه 
- عصام ، هو احنا هنفضل قاعدين فى العربيه ولا ايه 
عصام بجديه : هنستناهم يخلصو يا احمد عايزنا تعمل ايه دول بنات وبختارو لبس ماينفعش نقف فوق دماغهم يعنى ، لازم يبقو براحتهم 
احمد بتنهيده : افرض حد ضايقهم 
ابتسم عصام وهو يرمقه بنظرات استغراب : ايه يا دكتور ايه حكايتك ، لو بتحبها اوى كده مستني ايه اكتب كتاب فورا
احمد بابتسامه : هيحصل قريب اوى بس اطمن على بهاء وبعدين نشوف هنعمل ايه 
عصام بجديه : ماكنتش اعرف انك بتحب وكمان اخت صاحبك ، بصراحه اتفاجئت بكلامك 
احمد بغمزه : ده موضوع كبير نتكلم فيه بعدين ، المهم مش هنطلع للبنات 
ضرب كفا بكف : استهدى بالله يا حبيبي هم دلوقتي نازلين 
احمد بابتسامه : نحاسب طيب واختار فستان لشروق على ذؤقي أنا عارف بتحب ايه 
ضحك عصام بقوه : أنا مش هتكلم تاني واعمل حسابك مش هاخدك معايا أي مشوار ، ابق أتصرف لوحدك 
ضربه بخفه خلف عنقه : مافيش أي احترام للكبير كده خالص 
عصام بابتسامه : لم الكبير يعقل ابق احترمه هههه 
""'"""
خرجت من غرفه البروڤا ترتدي الثوب الذهبي ينساب على جسديها باريحه ذات كم ضيق به فصوص براقه كالماس ، ذات فتحت صدر مثلثه يحتضن خصرها ثم ينساب باتساع بسيط .

نظرت لها شروق باعجاب وامسكت بيدها لكى تدور كالفراشه 
- واو جميل جدا عليكي يا زوزه 
زهره بابتسامه تنظر إلى نفسها بالمرآه : بجد يا شروق 
وقفت شروق خلفها : بجد ياقلبي زي القمر وهتلبسي الحجاب والتاج بقى وتبقى ملكه 
عانقتها زهره بفرحه وهى تتمنى لها السعاده أيضا ..
""""""""""
بمكان اخر خارج القاهره 
بالتحديده باميركا ،( ولايه نيويورك  )
كان يجلس بملهى يحتسي الخمر وبجانبه احدي الفتايات التى تجعله يلامس جسدها بحريه ، وبعد قضاء سهرتهم سويا ، تجلبه لمنزلها الخاص لقضاء ليلتهم معا ، فهو على تلك الحاله عندما غادر القاهره برفقه والدته وقرر الهرب الى الولايات المتحدة الامريكيه لكى يهرب من جريمته يخشي ان ينفضح امره ..

اما والدته بعد أن هاتفها المحامي الخاص بزوجها الراحل وقص عليها ما حدث وهى تشعر بالقلق وتنتظر عوده ابنها ..
سأمت من الانتظار وغفلت مكانها اعلى الاريكه ، ريثما يعود ابنها ..

"""""""
بعد ان قضى ليلته فى فعل المحرمات عاد فى الصباح الى المنزل الذي استاجره عندما اتو الى تلك الولايه .
تفاجئ برؤيه والدته تنتظره .
نهضت من اعلى الاريكه وهى توبخه وتنظر له بغضب 
- انت مش هتبطل سرمحتك دى كل يوم ، بدل ما تمشي ورا العاهرات ماتتجوز وبطل قرفك ده بقى 
حك راسه بضجر : أنا حر واعمل اللى يعجبني وجواز مش بتاع أنا جواز وبيت واستقرار يا شوشو 
زفرت بضيق :طب فوقلي كده شويا فى مصيبه حصلت وثروت اتصل بيه امبارح وبلغني ان شذا قابلته ومش لوحدها معاها خالها وخطيبها 
نظر لها باستهزاء : ما ده الطبيعي ايه المشكله 
شهيره بانفعال : انت واعي أنا بقول ايه ، ثروت عرفها ان سافرت وبيعت الفيلا وناويه أبيع كل حاجه ، أكيد هتشك فى الامر يا غبي 
رامز ببرود : طب ماتشك وايه يعني بردو ، احنا بعيد وماحدش يعرفلنا مكان ، وثروت واخد تمن سكوته ، كبري دماغك بقى وبلاش قلق ، أنا داخل انام 
شهيره بقلق : انت هتنام كده عادى ، أنا خايفه عملتنا تتكشف 
نظر لوالدته باستنكار : شهيره هانم خايفه لا لا مش واخد أنا على كده ، كان فين خوفك واحنا بنخلص من مصطفي ، كان فين خوفك واحنا بنمضيه ونستوله على كل املاكه 
شهيره بحده : انت عارف أنا عملت كل ده عشانك ، عشان ماعنديش اغلى منك ، عشان احنا اتبهدلنا كتير واتمرمطنا ، عشان الفقر والحوجه ، عشان لقمه العيش اللى عدى علينا وقت ماكنتش لاقيه اكلك عيش حاف ، ابوك لم تعب ماكنش معانا فلوس نعالجه ، مات من قله الفلوس واهله طردونا أنا وانت فى الشارع ، ماكنش قدامي غير ان اتجوز حد غني يعوضنا الفقر والذل اللى عيشناه ، ومالكتش فى طريقي غير مصطفي ، كان عنده زوجه وبنت وضحكت عليه بكلمتين واتجوزنا ولم طلبت منه يطلق مراته نفذ كلامي ، عشان هو ندل وجبان وباع مراته وبنته ومن يومها عرفت ان الرجاله كلها مالهاش امان وعشان كده ماضرتش اخلف منه عشان كان فى دماغي اخد كل حاجه ومطلعش خسارنه من الجوازه دي ، لكن لم بدء يحن لبنته بعد وفاه مراته قولت لا لازم اخلص منه قبل ماهو يخلص مننا ونلاقي نفسنا فى الشارع من تاني ، قولت ههد المعبد على اللى فيه ويا قاتل يا مقتول مش هرجع تاني للشارع ولا هتذل لمخلوق ، ورجعت سيطرت عليه تاني وهو كان بيصدق  وعشان كده كنت عايزاك تتجوز شذا عشان ماتخدش حاجه وتفضل تحت رحمتنا احنا ، لكن قلب ابوها حن ليها تاني قولت لازم نخلص منه باسرع وقت قبل ما يكتب لها كل حاجه وانت جاي دلوقتي بعد كل اللى عملته مش عايزني اخاف لاخسر كل حاجه ونخسر كمان حياتنا يا مغفل لو الحكايه اتعرفت 

تافف بضيق : اطمني مافيش حاجه هتبان خلاص مصطفي واتدفن بقى خلاص تحت التراب ومافيش مخلوق يعرف باللي حصل وثروت نفسه هياخد تلت الاملاك عشان يخلص كل الورق بدون شك ولا مشاكل وكمان مصطفى ماضي يعنى احنا فى السليم ، وماتخفيش احنا مش هنرجع الشارع ده تاني على جثتي ..
"""”""""""""

مر الوقت ببطء على الجميع 
شذا تنتظر بقلق  نتيجه الطب الشرعي فى تشريح جثه والدها ..
وبهاء ومعتصم بجانبها والقلق يعصر كل منهما عندما اخبرهم النائب العام بضروره مقابلته ..

""""
اما عصام وزهره يستعدو لخطوبتهم التى سوف تقام بقاعه بجانب مسجد الحسيني ، وشروق ظلت جانبها بتلك التجهيزات ، وأيضا احمد لم يترك ابن عمه ، واليوم هو اليوم الذي طال انتظاره .
يوم عقد قرأنه على شريكه حياته وطفلته التى تربت على يده وكبرت امامه ، سوف تصبح زوجته امام الله وامام الجميع ، سوف يبوح لها بمشاعره التى يعجز احد عن فهمها وظل محافظا عليها طوال سنوات عمرهم ، ليتوجها بحبه فى الحلال ويصفح كل منهما للآخر عن مشاعره الصادقه فكل منهما صان الآخر ...
"""""""""""
داخل مكتب النائب العام 
دلف معتصم وبهاء وبرفقتهم شذا أيضا 
رحب بهم النائب العام وطلب منهم الجلوس ثم تحدث بجديه وهو ينظر الى شذا باسف 
- الحقيقه مش عارف اقول ايه ، قدامي دلوقتي تقرير الطب الشرعي بعد تشريح والدك 
ابتلعت ريقها بصعوبه وتحدثت بثقل : و التقرير بيقول ايه سعادتك 
- للأسف الشديد بيثبت ان تم حقنه  بحقنه هوا داخل وريده وده ادى الى توقف القلب وتم الوفاه 
شهقت بصدمه وانسابت دموعها بحرقه ومازلت الصدمه مرسومه على كل منهما ...
"""""""""




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close