أخر الاخبار

رواية ذاكرة القلب الفصل العاشر 10بقلم رانيا البحراوي

 


رواية ذاكرة القلب 

الفصل العاشر 10

بقلم رانيا البحراوي



سكت عمرو بعد سماع مطلبه ولم يجيب بالرفض أو القبول اخذ يلتقط أنفاسه ويفكر هل يستطيع فعلها ام هل يستطيع الرفض رأى انه عاجز على القيام بإحدى الخيارين لدرجة انه تمنى لو لم يخرج ابدا او قضى نحبه بالسجن وانقطع ذكره.


هذا هو الطريق الخطأ من وضع قدمه الأولى انزلقت الأخرى.


على الجانب الاخر آسيا والتي مازالت لاتعرف بخروج اخيها وتنتظر ذلك كثيرا بعد أن منعها زوجها من زيارته طيلة فترة زواجهم وأكثر ماتتمناه هو رؤيته لأبنتها والتي تشعر بل متأكدة ان رؤيته لأبنتها مودة ستذوب الجليد بينهما وتعيد إليها اخيها من جديد.


كثيرا ماكانت تتخيل مدى سعادته بأبنتها وبحنانه عليها الذي سبق ومنحه لاسيا فكيف سيكون مع ابنتها الصغيرة.


اتصلت آسيا بأبيها لتطمئن عليه فلم يجيب اعادت الاتصال به بعد قليل فأخبرها انه لم يستمع إلى الهاتف، سألته متى ستأتي؟


الأب :لا أعلم ولكن اعجبني الطقس هنا ولذلك سابقى قليلا.


قررت آسيا ان تذهب إلى شقة ابيها لتطمئن عليها واخبرت عادل ان لا تطمئن لترك الشقة كل هذا الوقت رغم مشكلة انسداد الصرف الصحي والتي تحدث فجأة لابد وأن تذهب لتطمئن على الشقة وتقوم بتهويتها وتنظفيها لحين يأتي ابيها.


عادل :ليس لدي ماانع ولكن اتركي مودة مع اختي حتى لا تتأثر بالاتربة اثناء تنظيفك للشقة.


آسيا :لا تقلق لن اضر ابنتي اعلم جيدا كيف أحافظ عليها.


لم يكن مطمئن عادل لذهاب زوجته وابنته لهذا المكان المليئ بالشباب الفاسدين ولذلك أخذها إلى هناك بنفسه ولكنه لم ينزل من السيارة، ظل حتى دخلت من الباب وانصرف إلى عمله.


رات آسيا النافذة مفتوحة.

قالت :هذا ماكنت اقلق بشأنه ابي نسي النافذة مفتوحة وتسللت الاتربة إلى الداخل.


بمجرد أن دخلت من الباب اتصلت على ابيها لتخبره انه نسي النافذة وقتها كان والدها ينتظر درس بالمسجد ولذلك لم يستطع الرد عليها.


ارسلت له رسالة صوتية عبر الواتس اب وعلم عمرو بوجودها فأختبأ على الفور.


وارسل رسالة لابيه ان آسيا بالمنزل لا تأتي حتى لاتعلم انك كذبت عليها.


وضعت آسيا ابنتها نائمة بالصالة وبدأت بغرفة ابيها وأغلقت الباب على نفسها حتى لا تتسلل الاتربة وتؤذي ابنتها.


بينما يحاول عمرو الخروج من الشقة دون أن تراه آسيا رأى ابنتها نائمة بمفردها.


شعر عمرو ان هذه هي الفرصة المناسبة كي ينجو من ايدي العصابة بأن يخطف الطفلة كما طلبوا منه.


أخذ الطفلة بهدوء شديد ووضع على رأسه شال كبير يغطي وجهه ووجه الطفلة ايضا حتى لايتعرف عليه أحد مازال لايعلم احد عن خروجه شيئا.


غادر عمرو الشقة وترك الباب مفتوحا بعد دقائق خرجت آسيا لتملأ دلو المياه لمسح الارضيات وتطمئن على ابنتها وهنا كانت الصدمة حين لم تجد ابنتها ووجدت باب الشقة مفتوح.


صرخت آسيا :ابنتي، ابنتي وبحثت عنها اسفل الاريكة وخلفها وخرجت إلى الشارع تصرخ ابنتي وذهبت إلى المقهى تسألهم.


كان يجلس ذلك الشاب الذي يترقب عمرو ورأى عمرو وهو ياخذ الطفلة فأخبرها انه لم يرى اي اطفال ونظر إلى عامل المقهى كي يخيفه ولا يستطع مراجعة الكاميرات.


وهذا هو المكان الوحيد الذي به كاميرات وتم محوها بمجرد خروج آسيا من المقهى.


اتصلت آسيا بزوجها وهي تصرخ بأن ابنتهم مفقودة.


اسرع عادل إلى الحي ومعه بعض زملائه وبدأ البحث عن الطفلة.


الأب مازال بالمسجد ولم يغادر كما اخبره عمرو ولم يفتح هاتفه ولذلك لم يعلم بشئ.


بعد دقائق استيقظت الطفلة وبدأت تبكي جوعا وتحرك قلب عمرو بسماع بكائها ولكنه لم يستطع مخالفة الاوامر وأعادتها. 


اشترى له اللبن وبحث على اليوتيوب كيفية تحضيره وكيفية تغيير حفاضتها ومكث بأحد الشقق الخاصة برجال العصابة. 


بعد ساعات من البحث صرخ عادل بآسيا واتهمها بالاهمال وازدات حالتها سوء كانت تبكي وهي تمر على البيوت كادت تقبل ايدي سكان الحي ليخبروها باي شئ.


لم يستطع أحدهم افادتها لانه وقت كان شديد الحر والجميع كان يغلق ابوابه ولم يرى أحد الطفلة.


عندما حل المساء انهارت آسيا طلب منها عادل ان تبقى داخل منزل ابيها ولكنها لم تستطيع ذلك وظلت تجول الحي بالكامل كالمجنونة.


طلب الرجل من عمرو ان يأخذ الطفلة إلى مكان مهجور حتى ينفذ ابيها كل مطالبهم ويترك هذه الشقة فاضطر عمرو للانتقال إلى مكان آخر. 


رغم كل التحقيقات والبحث لم يجد عادل اثرا لابنته 

ولم يشك للحظة ان عمرو له يد بأختفائها. 


علم الأب وهو بالمسجد عن اختفاء مودة وعاد مسرعا ليقف بجانب ابنته والتي كانت منهارة جدا فلم تنتبه انه عاد للمنزل دون حقائبه التي كانت معه في السفر. 


رأي الأب عادل ثائر جدا فلم يستطع اخبارهم بأن عادل تم الافراج عنه منذ أيام ولكن الأب بدأ البحث عن ابنه وذهب سرا إلى المقهى وبدأ يسأل عن ان احدهم رأى الطفلة دون أن يذكر اسم ابنه. 


لم يفيده أحد ولم يكن مع عمرو هاتف كي يتصل به الأب كان يبكي لبكاء ابنته حزنا على أنه يخفي عليها خروج اخيها لدرجة ان آسيا كانت تهون عليه حتى لايصييه مكروه. 


بعد لحظات ورد اتصال هاتفيا إلى عادل يخبره ان عمرو تم خروجه منذ أيام. 


ثار عادل بشدة وبدأ ينهال على والد آسيا بكلمات قاسية ويتهمه انه مجرم والد مجرم يبحث معهم منذ عدة ساعات ويخفي عليهم أن ابنه هو الخاطف. 


نظرت آسيا بعين ابيها وسألته :هل حقا خرج عمرو؟ 


الأب ببكاء:نعم سامحيني ياابنتي لأنني لم اخبرك بذلك. 


اطمئنت آسيا قليلا ونظرت لعادل وقالت :إذا كانت معه لن يؤذيها. 


عادل بغضب :وهل هناك أذى اكثر من الخطف ابنتك الرضيعة بعيد عن حضنك وانتِ واقفة أمامي بكل هدوء اعصاب تخبريني انه لن يؤذيها ليتني لم اصاهر عائلة المجرمين هذه. 


ظلت آسيا تنظر له والدموع تتساقط  من عينيها خاصة وأنه تحدث بذلك أمام زملائه وجيرانها وأمام خالد الذي اقترب منها واعتذر نيابة عن عادل وطلب منها أن تسامحه لانه غاضبا. 


ساعات قليلة وبدأت الطلبات تصل إليه طلب تلو الأخر من العصابة. 


طالباتهم مبلغ مالي كبير وتغير أقواله في قضية زعميهم ودومة حتى يتم الافراج عنهم في النقض لأنها اخر فرصة لخروجهم والا لن يرى ابنته مرة أخرى. 


عادل :ولكن هذه الطلبات تحتاج إلى وقت طويل لتنفيذها كيف ستبقى ابنتي بعيد عن امها حتى موعد الجلسة القادمة؟


طرف العصابة :الجلسة خلال اسبوعين فقط من الان وستعود ابنتك إليك هذا لاشئ اذا فكرت انك قد لاتراها بقية عمرك. 


عادل :مستعد لكل طالباتكم يكفي الا تتاذي ابنتي. 


اتفق معهم عادل علي كل شئ في سرية تامة لدرجة انه لم يخبر آسيا باتصالهم. 


طلب عادل فديو يرى فيه ابنته قبل تنفيذ طالباتهم.


الوقت كان يمر على آسيا كالدهر تصلي وتصوم وتقيم الليل بأكمله داعية المولى ان يعيد اليها ابنتها سالمة. 


لم يتحدث عادل معها مطلقا وكأنها شريكة بجريمة اخوها. 


هي ايضا لم تتحدث مع والدها مطلقا لانه اخفي عليها امر خروج عمرو وبذلك هو تسبب في خطف ابنتها. 


اكتشفت شقيقة عادل ان آسيا هي شقيقة عمرو واصبحت لا تتحدث مع اخيها، غياب الطفلة سبب توتر للجميع واصبحوا جميعا لا يتحدثون سويا. 


بعد اسبوعين 

استطاع عادل إيجاد مكان الهاتف الذي ارسلت منه الرسالة وبالوقت الذي كان يقف عادل امام المحكمة ليغير اقواله كان هناك قوة من الشرطة تهاجم المكان الذي به عمرو وقبضت عليه.


ورد اتصال لعادل ان ابنته مع زملائه بأمان فلم يغير اقواله وخرج مسرعا.


تم القبض على عمرو وتم التحفظ عليه بقسم الشرطة طلب عادل من اسيا ان تلحق به على قسم الشرطة سجدت آسيا أمام الجميع فور رؤيتها لابنتها وقبل ان تلمسها سجدت شكرا لله.


عانقت ابنتها واطمئنت عليها وبعد قليل طلبت رؤية عمرو.


اتوا بعمرو لرؤيتها فخرج وهو يحني رأسه لايجرؤ على النظر بوجهها طلبت من عادل ان يتركها مع اخيها على انفراد.


عادل :كيف اتركك بمفردك مع هذا المجرم؟

آسيا :ستتركني مع أخي ان اصابني شيئا فسيكون اول من يحميني.


بكي عمرو بسماع ذلك واخبرها نعم وهذا ماحدث.


بعد خروج الجميع.


عمرو ببكاء :اعلم ماذا تفكرين بي الان ومالذي يدور بذهنك فنحن توأم اذا اصاب الأول هما شعر به الآخر.


آسيا :كنا توأم واليوم لم نعد اشقاء اليوم سأقطع صلتي بك نهائبا وانسى انه كان لي اخ من الاساس.


عمرو:هذا حقك ولكن قبل ان تصدري حكمك اسمعيني لو كانت آخر مرة نتحدث فيها سويا فاسمعيني.


عمرو :دومة اثناء سجنه خطط لخطف ابنتك وارسل من يهددني، إذا لم اخطفها أنا كان سيكلف غيري بخطفها ومع اول خطر يتعرض له الخاطف كان سيتخلص منها بقتلها أو رميها بمكان لايمكن العثور.


في بداية الأمر كنت غاضبا منكِ بشدة ولم اهتم لما قد يفعلوه مع ابنتك ولكن والله حين وقعت عيني عليها وهي نائمة بالصالة تحرك قلبي نحوها وخفت عليها وعرضت نفسي للخطر وخطفتها انا لم اخبرك بذلك لانني خائف من العقوبة انا اعتدت على السجن ولكنني أريد فقط أن تصدقي انني فعلت ذلك من اجلك واجلها لا اهتم لحكم القاضي ولا لايام السجن المظلمة المملة التي لا تمر ابدا كل مااهتم له الآن ان تنظري بعيني وتقولي انكِ تصدقينني.


خرجت آسيا دون أن تجيبه وظل عمرو يصرخ بأسمها

لا تتركيني آسيا سامحيني خفت عليها والله خفت عليها.


خرجت آسيا وجلست امام وكيل النيابة لتحقيق في الأمر.


آسيا :اخي لم يخطف ابنتي انا من تركتها معه بأردتي.


صرخ عادل بها وسألها :تحمين خاطف ابنتك تحمين هذا المجرم.


آسيا :اخي ليس مجرم.


سحبها عادل من يدها خارج مكتب وكيل النيابة وهددها انه اذا لم تتهم اخيها بالخطف سيطلقها قبل خروجها من هذا القسم.


تركت آسيا يده وعادت إلى وكيل النيابة ولكن ماذا سيكون موقفها؟

يتبع 

                     الفصل الحادي عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close