أخر الاخبار

رواية لقد عادت من اجل الانتقام (الجزء الثاني) الفصل الرابع عشر 14بقلم شيماء عبد الله

  

رواية لقد عادت من اجل الانتقام (الجزء الثاني)

الفصل الرابع عشر 14 

بقلم شيماء عبد الله


ماسة: وعد.


ضمتها وعد لصدرها دون أن تنطق بكلمة، فبادلتها ماسة الحضن سعيدة برؤيتها وقالت: لا أصدق أنك أمامي الان. 


وعد :اشتقت لك كثيرا. 


ابتعدت عنها ماسة قليلا تتلمس وجهها قائلة:إنها أنت حقا.. ماذا حدث لك يا أختي، لما وجهك شاحب. 


وعد :انهاقصة طويلة.


فتح المصعد لتذهبان للمكتبة حيث جلسنا معا، فقالت ماسة :ماذا حدث يا وعد؟ هل تعلمين أنهم يتهمونك بمحاولة قتل. 


وعد :أعلم كل شيء، تمكنوا من النجاح في لعبتهم وجعلوا الجميع يكرهني. 


ماسة :لم نكرهك ثا أختي. 


وعد :تحدثي عن نفسك فقط، لكن الباقي كرهوني، أمي وجدت أخيرا فرصة لتعبر عن مشاعرها الذي كتمتهم منذ سنوات. 


ماسة :لا تأبهي بأمي، أنت تعلمين أنها تصبح أنانية في بعض الأحيان. 


وعد :أمي أغمضت عينيها منذ سنوات، وقد تحملت بما فيه الكفاية، لكن إلى هنا ويكفي، حينما أعود سأجعلها تعي غلطها. 


ماسة: ماذا ! هل ستغادرين مجددا. 


وعد :غصبا عني، الشرطة تلاحقني أينما ذهبت، وهم هنا الان. 


ماسة :وأنا كيف سأطمئن عليك. 


وعد :لقد كنت عند الأطفال، وتركت هاتفا عند ياسمين لا تدعي أحدا يراه، وأنا سأحادثكم منه. 


ماسة: وعد هل أنت بخير. 


وعد :أحاول أن أكون بخير.


ضمتها ماسة مردفة: كل شيء سيتصلح وتعودي لعائلتك. 


وعد :لم تعد هناك عائلة يا ماسة. 


أبعدتها ماسة قليلا قائلة: توجد عائلة، يوجدون أطفالك وأنا وكذلك رعد. 


وعد :أين هو رعد؟ بعد ما حدث أصبح يكرهني. 


ماسة :رعد لا زال يحبك، هو مجروح فقط، وفي كل مرة يبحث عن دليل لتبرئتك لكنه في المقابل يجد دليلا يسيئ من وضعك، كذلك زين وريان أصبحوا يمثلون أمام الجميع أنهم يكرهونك كي يجدوا طريقة لإنقاذك. 


تنبهت حواس وعد هاتفة: كيف يمثلوا. 


ماسة نظرت لجوانب المكتبة، لتستوعب وعد صمتها وقالت :لا توجد كاميرا هنا. 


لم تنكر ماسة صدمتها حينما فهمتها، لكنها تذكرت أنها تتعامل مع وعد، فقالت :توجد واحدة تحت، وكي يتأكد الفاعل أن لعبته نجحت؛ قرر زين وريان التمثيل أمام العائلة أنهم صدقوا ما حدث، بينما هم في الأساس ينتظرون أي خطأ يقوم به ذلك الحقير. 


ابتسمت وعد براحة كبيرة بعد كلماتها، وقالت :شكرا لك يا ماسة، بفضلك ستسهل مهمتي، والان لدي طلب لك، أريدك أن تذهبي لمنزل زين كزيارة، وخذي معك الهاتف من ياسمين ودعيني أحدث زين. 


ماسة: ما الذي تنوين فعله. 


وعد :سأفعل كل خير، والآن انزلي للأسفل كي لا يشكوا بك، أنا سأغادر. 


ماسة: كيف ستخرجين. 


غمزت لها وعد قائلة :شاهدي. 


اتجهت للمكتب حيث نزعت كتابا من الرف الأرضي، ثم ضغطت على زر أسفله، لتتراجع للخلف حينما تحركت المكتبة للأمام، وظهر ممر خلفي وراءها، ففتحت ماسة عينيها مندهشة وقالت: ما هذا. 


سمعوا صوت الضباط في الخارج، لتعطها وعد الكتاب قائلة :حينما تعود المكتبة موقعها ضعي هذا مكانه. 


أخذت منها ماسة ذلك الكتاب، لتدخل وعد لذلك الممر، وضغطت على زر جعل المكتبة تعود لموقعها، بينما ماسة كانت تشاهد وعقلها لا زال لا يستوعب، لكن فور التقاط أذنها لصوت شخص سيفتح الباب وضعت ذلك الكتاب سريعا في مكانه، واستدارت تنظر للشرطة وتمثل الاستغراب. 


ماسة: ما الذي يحدث. 


الضابط :نحن نبحث عن وعد العلمي. 


ماسة :وعد! هل وعد هنا. 


دخل رعد قائلا :كان الضباط يلاحقونها حينما كانت متجهة للقصر، لكنها اختفت فور وصولها لمحيطه. 


بحث الضباط في أنحاء ذلك الطابق، ثم نزلوا للأسفل حينما لم يجدوا شيئا، فقال قائدهم :أتمنى أن تخبرنا إذا أتت مرة أخرى، ونحن سنترك مع بعض الضباط في حالة عودتها. 


رعد: حسنا. 


كانت جميلة تراقب ما يحدث، لتزداد غضبا وقالت: كيف لم يجدوها وهي في القصر. 


حملت هاتفها لترى إشارة جهاز التعقب الذي وضعته لوعد في سلسلتها بعد تأكدها أن ذلك العقد هدية من رعد، ومن المستحيل أن تنزعه، وبالفعل وجدت الإشارة تأتي من داخل القصر، لتجدها بعد ثواني تبتعد، وقد كانت وعد أخذت دراجة لها داخل القصر وهربت بها مجددا، وحينما خرج أفراد الشرطة وجدوا خلفها الغبار فقط، فأسرعوا ليلحقوا بها، لكنها تمكنت ولثالث مرة من الاختفاء كأنها لم تكن هناك. أما وعد اتجهت مجددا لذلك الحي، وفور دخولها للمنزل جلست تعيد حساباتها. 


وعد :كيف تمكنت الشرطة من معرفة توجهي للقصر، الكاميرات ام تصورني، وأساسا الشرطة لاحقتني قبل أن أصل للقصر، وما دام لم يتتبعني أحد حينما خرجت من المنزل الأول، فهذا يعني أنني أحمل جهاز تعقب معي. 


صمتت لثواني تتذكر إن شعرت يوما بألم حينما زرع جهاز التعقب في جسدها، لكن الإجابة كانت لا، فالألم الوحيد الذي شعرت به هو ألم الضرب، وفي تلك اللحظة تذكرت خاتم زواجها والعقد اللذان ترتديهم دائما، وحينما نزعتهم لاحظت أن الخاتم طبيعي، عكس العقد فقد كان حجم الفراشة مختلفا قليلا، فقد أصبح غليظا مقارنة بما قبل، لتعلم أنه يحتوي على جهاز التعقب. 


وعد :الأن سيبدأ اللعب، وها أنا ذا عدت من أجل الانتقام مجددا. 


في قصر العلمي، ظلوا ينتظرون أي خبر جديد، ليعلموا في الأخير أن وعد تمكنت من الهرب مجددا، وحينما وصل موعد العشاء اجتمعوا حول الطاولة، وقد نزل إيليا كذلك وهو سعيد، فقالت سرين :حبيبي إيليا تبدو سعيدا هل شفيت. 


جنة: إيليا بطل يشفى سريعا. 


إيليا :أنا شفيت لأنني رأيت أمي. 


كانت ماسة تشرب الماء لتسعل بقوة من صدمتها، بينما ياسمين ابتسمت سعيدة بصدمتهم، فقال رعد :كيف رأيت والدتك. 


إيليا :أمي أتت عندنا اليوم وحضنتني ووعدتني أنها ستعود. 


نظر رعد لياسمين لتؤكد لهم قائلة بابتسامة :إيليا محق، أمي أتت اليوم لتطمئن علينا، وقالت لكم أنها ستعود قريبا وسيعود كل شيء كما كان وأفضل، ولن تتخلى عنا كما قلت يا جدتي. 


نظر أحمد لجودي ليهز رأسه يائسا من أفعالها، ليقول عمر :ولما لم تخبرونا بشيء. 


ياسمين :أنتم لم تسألونا، لولا سألتم كنت سأخبركم.. إيليا تناول أكلك كي تجدك أمي بخير حينما تعود. 


بدأ إيليا يتناول أكله بشهية، وكذلك ياسمين التي كانت الضحكة مرسومة على وجهها، ولأول مرة بعد مدة طويلة تتناول أكلها براحة. أما ماسة فابتسمت على صدمة الجميع، وبدأت تتناول أكلها هي الأخرى. 


مراد: ماسة كنت تعلمين أن وعد أتت. 


نسرين :كلنا كنا نعلم، أم أنك نسيت الشرطة التي أتت يبحثون عنها. 


ماسة :لا يا خالتي هو يقصد هل رأيتها، أجل رأيتها وجلسنا نتحدث قليلا، إضافة لذلك أنا من ساعدتها في الفرار. 


جودي :ما الذي فعلتيه أنت! هل تريدين أن تلقي الشرطة القبض عليك؟ لما ساعدتها في الفرار بدل أن تخبرينا أنها هنا. 


ماسة :لأنني وبكل بساطة لست ناكرة الخير، وعد فعلت الكثير من أجلنا، وأنا أحاول الان أن أعيد لها جزءا صغيرا مما فعلته، والان من الأفضل أن نغلق هذا الموضوع ونتناول العشاء في هدوء، أم أنكم نسيتم ما قاله رعد. 


صمتوا جميعا ليظل رعد ينظر لماسة وأبنائه بغموض، وللحظة تمنى لو كان رأى هو الآخر وعد، لكن القدر حرمه من إشباع شوقه لها، وفور أن رأى ماسة تقوم حتى قام ليلحق بها، وأوققها حينما ابتعدوا عن غرفة الأكل. 


ماسة :لا أريد الحديث الآن يا رعد. 


خرجت للحديقة كشخص هارب، فلحق بها رعد قائلا :انتظري دقيقة يا ماسة. 


وققت ماسة بعد أن تأكدت من ابتعادها عن كاميرات جميلة، ثم قالت: ها أنا ذا أنصت لك. 


رعد: كيف حالها. 


علمت ما يقصده لتقول :ليست بخير.. أصبحت ضعيفة ووجهها شاحب، أسفل عينيها أصبح أسودا ويديها ترجف قليلا، حدث شيء ما لوعد حتى أصبحت في هذه الحالة، حتى حينما كنا في أمريكا لم تصل لهذه الحالة يوما... وعد لم تفعل شيئا يا رعد. 


رعد: هل قالت لك شيئا. 


تذكرت ماسة الهاتف الذي أخبرتها عنه، وكادت تخبره أنه عند إبنته، لكنها تراجعت وقالت :هي لم ترغب في الحديث، لكن جرحها هذه المرة كبير لأنك لم تصدقها. 


رعد: ومن قال أنني لا أثق فيها. 


ماسة :وماذا مسمى ردة فعلك حينما علمت ما حدث، واتهامك لها بالخيانة. 


هتف بصوت بارد: جربي أن تضعي نفسك مكاني قبل أن تحكمي. 


ماسة :ولكن هي لم تتهمك بالخيانة رغم الصور التي كانت تصلها. 


رعد :والصور أتبثت أنها من كلفت ذلك الرجل ليرسلها. 


ماسة :وعد تحبك ومن المستحيل أن تخونك، وعد مستعدة للتضحية بنفسها من أجلك ولن تفكر يوما في أذيتك. 


رعد: دعينا من هذا الان، و أخبريني متى ستعود مجددا. 


ماسة :لا أعلم، أقسم لك أنها لم تخبرني شيئا. 


نظراته المشككة كانت لتوتر أي شخص، لكن ماسة كانت تعي أن نظراته تلك وراءها هدف، وهي لن تسمح له بالوصول لذلك الهدف، فقال رعد: إذا رأيتها مجددا أخبريها أنني أرغب في محادثتها. 


ماسة :تريد إرسالها للسجن. 


اقترب رعد منها، وهمس لها بصوت لا يسمعه سواهما قائلا :لو أردت أن أرسلها للسجن كنت سأخبر الشرطة أنها تنشأ مخبأ تحت كل منزل لها، وكان من الممكن أن يتم إلقاء القبض عليها ذلك اليوم. 


عاد رعد راسما بسمته الغامضة، ودخل للقصر لتظل ماسة تراقب أثره بصدمة، لتقول :أنت مع من يا رعد. 


ظلت ماسة تفكر في كلام رعد، قبل أن تتذكر الرسالة التي تلقتها، وابنها الذي أصبحت حياته معرضة للخطر، وتفكر كيف تجد حلا لهذا المشكل حتى تعبت ثم صعدت لغرفتها كي ترتاح قليلا. 


عند وعد، تناولت عشاءها وحمدت الله حينما بدأت تسترجع شهيتها، وبات جسدها يعود لحالته الطبيعية، ولم يعد يطالبها بالمخدرات، وهذا نتج عم قوة تحملها وإرادتها القوية، وحينما انتهت أغلقت النور، ووقفت بجانب النافذة التي كان زجاجها معتم، وبدأت تراقب أنحاء المنزل، لتقع عينها على رجل يجلس في المقهى المقابل لمنزلها ويحمل جريدة في يده، لكن الغريب وما أثار انتباهها أنه كان يحملها مقلوبة، فإرتسمت بسمة صغيرة على شفاهها وهي تراقبه. 


وعد :هذا الرجل غريب، هل يكون ما أفكر فيه حقيقيا. 


صمتت حينما رأت رجلا آخر يقترب منه يصافحه، ثم تبادلوا المكان، فالأول غادر بينما الثاني جلس مكانه يحمل الجريدة يقلب أوراقه كل ثانية دليلا على عدم قراءته لها، فظلت وعد تراقب حتى أغلق المقهى، فرأت الرجل يجلس في الشارع في مكان يسمح له برؤية منزلها. 


وعد :حارس خاص بي، ويا ترى من أرسله عدوي أم رعد. 


صمتت قليلاً تفكر ثم هتفت: هذا لبس من النوع الذي يشتغل مع رعد، هذا يعني أن عدوي الجديد يلعب معي، جيد دعنا نختبر قدرة تحملك إذن. 


ذهبت وعد لغرفتها لتريح جسدها، ودعت الله أن يعينها وتتمكن من حل هذا المشكل في أقرب وقت، وفور شروق شمس يوم جديد قامت وأفطرت، ثم توجهت للخارج بعد أن ارتدت نظارات لأصحاب النظر الضعيف، وقد استعانت بها كي ترى إن كان الرجل يتبعها أم لا، ليتأكد حدسها حينما وجدته يلحق بها. 


وعد :دعنا نرى ماذا سيفعل صاحبك حينما تصل له هذه الأخبار. 


ظلت تتحرك وسط الأزقة إلى أن وصلت أمام أحد المحلات، فطرقت الباب بقوة، وبعد ثواني فتح لها شخص ذاته كلها عبارة عن وشوم وقال :ماذا تريدين. 


وعد :أرغب في وشم وأخبروني أنك أكثر شخص يتقن الوشم. 


الرجل :ما النوع الذي تريدينه. 


استدارت وعد تنظر للأنحاء، لتلمح الرجل الذي يلاحقها يلتقط لها صورا، فالتفتت أمامها وقالت: سيفين لا يرحمان، تتوسطهم بطة تريد التحليق. 


الرجل :وهذه البطة ذكر أم أنثى. 


وعد :ذكر في الأسود والأحمر، وعلى يده شعر أسود. 


رفع الرجل عينيه ينظر للأرجاء بعد أن تحركت وعد قليلا وفسحت له المجال ليرى بوضوح، فلمح خلفها الرجل الذي يلحقها يرتدي بنطالا أسود وقميصا أحمر، وتوجد شامة حجمها واضح في ذراعها وبها بعض الشعر، ليقول: طلبك جاهز..تفضلي.


دخلت وعد لذلك المحل، ولحق بها ذلك الرجل لينادي على رجلين رياضيين، بينما الذي يلحقها أرسل الصور لجميلة ثم اتصل بها لتجيبه بعد ثواني. 


جميلة :ماذا حدث منذ الصباح. 


الرجل :سيدتي لقد أتت تلك المرأة لمكان غريب، يبدو أنها تريد وشما. 


عقدت جميلة حاجبيها هاتفة :هل أنت متأكد. 


الرجل :لقد أرسلت لك الصور، شاهديهم. 


جميلة :انتظر. 


نظرت جميلة لتلك الصور، ليزداد استغرابها وهي لا تفهم خطوة وعد هذه المرة، وقبل أن تقول شيئا سمعت صوت الرجل الذي تحادثه يصرخ ويتألم، فصاحت قائلة :ماذا يحدث؟ أجبني.. هل تسمعني. 


كان الهاتف ولسوء حظها في يد وعد التي رفعت حاجبها وهي تسمع صورت امرأة، فأغلقت الخط بعد أن أخذت رقمها، ثم قالت :اقترب موعد اللقاء يا عدوتي الجديدة.. حقا من الجميل أن أكون عداوة مع امرأة مثلي. 


نظرت لذلك الرجل لتنزل لمستواه قائلة :انتظر لأرى وجهك كله متورم، انتظر لحظة لما لم تضربوه هنا. 


كانت تتحدث وهي تنظر للرجلين اللذان ضرباه، فأجاب أحدهم: نعتذر منك سيدتي لم ننتبه، دعينا نضربه مجددا. 


وعد :لا داعي لذلك سأتكلف أنا. 


التفت لذلك الرجل الذي يتسطح على الأرض وجسده يئن من الألم، فلكمته على عينه مباشرة وقالت :سأسألك الان وأنت ستجيب. 


الرجل :سأجيب سأجيب فقط لا تضربيني. 


وعد :كم أنت لطيف، حسنا سأسألك سؤالا واحدا، من أرسلك. 


وضع الرجل يديه على عينيه التي ألمته بشدة وقال: جميلة.. إسمها جميلة. 


وعد: أريد الاسم كاملا. 


الرجل :لا أعلم اسمها العائلي، واسمها أيضا سمعته صدفة، رئيسي هو من يعرفها، وأمرتنا أن نتبعك أينما ذهبت، وحينما كنت تهربين كانت تخبرنا أين سنجدك. 


وعد :حسنا، الان ستعود لمنزلك وتتحدث معها، وأخبرها أن سارقين أتوا لسرقة هاتفك وحينما رفضت تشاجرتم، كلامي مفهوم. 


الرجل :أجل سيدتي. 


وعد :جيد ولكن إياك أن يغرك الشيطان وتفعل عكس ما قلت، لأنه في ذلك الحين لن تعلم من أين يخرج لك هؤلاء الاثنين. 


نظر الرجل للذين ضربوه ليبلع ريقه هاتفا :لا تخافي شيئا. 


وعد :أنا لا أملك ما أخاف عليه، أنت من يجب أن تخاف على نفسك. 


قامت وعد ثم نظرت للرجل الذي يضع وشما وقالت: معاذ عملك متقن يبدو أن هذا ليس آخر تعامل بيننا. 


معاذ: أنا متاح في أي وقت، إذا كان الجميع مثلك سأربح دائما. 


عادت وعد لمنزلها تنتظر رسالة من ماسة، التي وأخيرا وجدت الفرصة كي تنفرد بياسمين وقالت :ياسمين أعطني الهاتف الذي أعطتك إياه وعد. 


ياسمين :عن أي هاتف تتحدثين. 


ماسة :أنا أعلم أن والدتك تركت لك هاتفا، وهي من أخبرتني بهذا، والآن أعطني إياه كي أعلم كيف أتصرف وأساعد أمك. 


قامت ياسمين فتحت الخزانة، و أخرجت علبة منها حيث أخفت الهاتف، ثم قدمته لها قائلة : حينما تنهي منه أعيديه لي، لأنني أريد الحديث مع أمي. 


ماسة :حسنا. 


وضعت ماسة الهاتف في حقيبة اليد، ثم نزلت للأسفل في كامل أناقتها، فقالت جودي: ماسة هل ستخرجين.


ماسة :أجل سأذهب لزيارة مريم، اختفت في الفترة الأخيرة وأريد أن أطمئن عليها، وأيضا أريد أن أغير الجو قليلا لقد اختنقت في المنزل. 


جودي: حسنا لن يمنعك أحد من الخروج، لكن تناولي إفطارك أولا. 


ماسة :اتفقنا أن أفطر عندها، والان هل أستطيع المغادرة لأنني تأخرت عليها. 


جودي :لما تعاملينني هكذا يا ماسة. 


ابتسمت لها ماسة هاتفة: سألتك وعد من قبل نفس السؤال لكنك تهربت، أما أنا سأجيبك.. أتصرف بهذا الشكل لأنك تغيرت كثيرا، ولم تعودي أمي التي أعرفها منذ الصغر، أنت لست جودي الحنونة التي تفضل أبناءها على نفسها، لم أقل أنه عليك إهمال نفسك، لكن إياك أن تحاولي التفرقة بين الإخوة لأنك أكثر شخص سيتضرر.. إلى اللقاء. 


                 الفصل الخامس عشر من هنا 

   لقراءة باقي الفصول من هنا 

لقراءة الجزء الاول جميع الفصول كاملة من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close