أخر الاخبار

رواية الوشم الفصل الخامس 5 بقلم سارة مجدي

   

رواية الوشم 

الفصل الخامس 5

بقلم سارة مجدي


جلست رهف على مكتبها ناسيه تماما امر الكتاب .

ولكن كان بداخلها احساسان مختلفان احساس انها تريد الاقتراب من ذلك الوسيم والتمتع بذلك الاحساس الذى لم تجربه من قبل و شعور اخر انه خطر عليها ولابد من الابتعاد 

نفضت عن راسها كل تلك الافكار 

وعاد حماسها ونشاطها من جديد وسط الكتب  

كانت تنظر الى السيد فاروق من وقت لأخر ولكنه كان منهمك تماما في القراءة تنهدت بصوت عالي وعادت لعملها وهى تلوم نفسها قائله 

- من متى وانا افكر بتلك الطريقة .. انا حقا فقدت عقلي .

مر وقت طويل وهى منغمسه في عملها ... استلام كتب جديده وتقسيمها حسب النوع والفئه ووضعها في الرفوف المناسبة ... وبين طلبات رواد المكتبة ومساعدتهم في ايجاد ما يبحثون عنه .

شعرت رهف بالتعب وهى تعود للجلوس خلف مكتبها كانت تدلك كتفيها من التعب حين وقفت امامها لين قائله 

- لقد تعبت ... اريد ان اذهب الى البيت اريد ان انام ... واريد ايضا تناول الطعام . انا جائعه .

ضحكت رهف ضحكتها الهادئة المعهودة وهى تقول 

- انت دائما جائعه ما الجديد . ثم انا ايضا تعبت ولكنني لا اتذمر مثلك .

لوت لين شفتيها في اعتراض قائله 

- ومنذ متى وانتِ تعترضين على اى شيء يخص الكتب والمكتبة .... انتِ تعشقين هذا العمل ... اعتقد ان نهايتك ستكون بسب تلك الكتب .

قطبت رهف حاجبيها وكلام لين يعيد لها خوفها من جديد من ذلك الكتاب والاحداث الغريبة التي حدث معها من وقت قراءتها له .

غادرت لين مكتب صديقتها وهى تتذمر من جديد بسب العمل دون ان تلاحظ ما طرئ على صديقتها وذلك الخوف المرسوم على ملامحها 

……………………

قبل ذلك الوقت بقليل كان السيد فاروق يقف امام الارفف التي دلته عليها رهف دون ان ينتبه لأى منها كل تركيزه كان ينحصر على تلك الفتاه التي خطفت بصره حين التقت عيناه بتلك العيون الشفافة في المقهى صباحا ولكن حين نظر الى عينيها قبل قليل كانت باللون الفيروزي .. وذلك اكبر دليل على انها هي المختارة هو يراقبها من مده طويله ... لكن لأول مره يراها عن قرب .... لقد حركت بداخله كل الاحاسيس .

امسك اول كتاب امامه وفتحه دون ان يتطلع الى ما بداخله كانت عيونه سابحة في ملامحها … وحين لاحظ نظراتها اليه اخفض عينيه الى ذلك الكتاب حتى لا تلاحظ نظراته .. وبعد قليل كانت لديه فرصه ذهبيه حيث انشغلت هي في عملها الذى تقوم به بكل الحب والتفاني ... تتحرك هنا وهناك ..... ترتب الكتب ... او تكتب شيء ما في ذلك الدفتر الذى بين يديها .... ان متابعتها من امتع الاشياء الذى قام بها في حياته ... و يا لها من حياه عاشها قبلا عادت الى مكتبها منهكه القوى تدلك كتفيها كم تمنى ان يقف خلفها ويدلك لها رقبتها وكتفيها ليس فقط بيديه ولكن بشفتيه و يتلمس ذلك الجلد الناعم ويشعر بحرارتها على شفتيه كم تلك الرقبة الرقيقة تثير بداخله مشاعر لم يسبق ان شعر بها تجاه اجساد كل الفتيات التي عرفهم بحياته .... انها له ذلك ما وعده به والده لكن كل جسده الان يأن طلبا لذلك الجسد الصغير الناعم .

كانت تتحدث الى صديقتها وتضحك ضحكه خاصه جدا هل كان للضحكات اسماء من قبل وصفات فضحكتها كانت لها وصف الرقة والهدوء وصوتها الحان ناعمه رقراقه .تنهد بصوت هادئ وهو يقول 

- ماذا فعلت بك تلك الطفلة يا فاروق ؟ ... انت ليس كذلك .... لا يغرنك رقتها 

نعم يراها طفله صغيره وليست شابه في الخامسة والعشرون 

اغلق الكتاب الذى كان بين يديه دون ان يقرأ منه حرف واستقام من جلسته ليضعه في مكانه بجانب باقي الكتب وعاد مره اخرى ليتوجه الى مكتبها ليتحدث معها قليلا قبل ان يرحل .

وقف امامها مباشره ولكنها كانت تستند الى يديها وهى مغمضة العينين ... هل قال ان عيونها ساحره ... ولكنها الان في تلك الحالة وبتلك الهالة الملائكية كانت فاتنه ... سارقه .. نعم سارقه لقد سرقت قلبه وانتهى الامر ... يلوم نفسه على ذلك الشعور فهو لا يستطيع ان يحبها هي مجرد هدف .....تنحنح بصوت خفيض ففتحت عيونها بصدمه حين وجدته امامها بتلك الابتسامة التي ستقتلها يومًا ما بالتأكيد .

ظل ينظر اليها لبعض الوقت وهو لا يستطيع ان يتحرر من سحرها الخاص ولكن كانت هي اكثر تنبها لما يحدث فتكلمت بعد ان اجلت صوتها قائله

- هل انتهيت سيدي؟

حرك رأسه بنعم دون ان ينطق بحرف 

تكلمت هي مره اخرى سائله 

- وهل و جدت ما يفيدك ؟

ابتسم وهو يتحرك ليجلس امامها قائلا 

- نعم وشكرا لك انتِ صاحبه الفضل .

اندهشت من كلماته وقالت 

- انا ... لماذا ؟ هذا عملي وواجبي.

اعتدل في جلسته وهو يقول 

- صحيح لكن مهما كان لابد من شكرك . وايضا اشكر الظروف التي جعلتنا نلتقى .

ابتسمت بخجل ولم تعقب فاكمل هو حديثه قائلا 

- في الحقيقة كان لدى احساس ان زياره المكتبات مملة ولكن الامر الان مختلف والفضل لك بالتأكيد 

قال ذلك الكلام بلهجه ذات معنى مع غمزه من عينه اليمنى 

تلونت وجنتيها باللون الأحمر خجلا من كلماته الواضحة وتلميحاته ليبتسم هو في سعادة من تأثير تلك الكلمات البسيطة عليها . فأعتدل في جلسته واصبح يجلس بخيلاء وسألها بجدية واهتمام غير صادق 

- هل من الممكن شرح شروط استعاره الكتب من فضلك ؟

تعجبت من تحوله المفاجئة وكان هو اكثر من سعيد لرؤيه ذلك التعبير على وجهها .

لكنها تداركت الموقف سريعا وبدأت في شرح شروط الاستعارة دون ان تنتبه ان مستمعها لا ينصت اليها بل هو سارحاً في عالمه الخاص .

بعد ان انتهت وقف السيد فاروق على قدميه ومد يده لمصافحه رسميه في ظاهرها وهو يقول 

- شكرا لك ... والى اللقاء 

و غادر دون ان يلتفت مره واحده ليرى تلك العينان الجميلتان تنظران اليه بشغف .

………………

يقف السيد شوقي في غرفه المطبخ يضع بعض اطباق الطعام على طاوله صغيره لحمل الأطباق لسهوله الحركة بهم ثم وضع كوب به العصير المفضل لدى السيد وتوجه الى غرفته طرق الباب وحين استمع الى صوت السيد يسمح له بالدخول فتح الباب وعرج الى الداخل كان سيده على نفس جلسته ... ينظر من النافذة في شرود .

تقدم منه السيد شوقي وهو يضع الطعام على المنضدة المجاورة لسيده وقال 

- الطعام سيدى انت لم تتناول فطورك .

لم يجيي على كلمات السيد شوقي ولكنه سأله باهتمام قائلا 

- هل ذهبت اليها ؟ كيف حالها ؟

تنهد السيد شوقي بصوت عالي و تحرك ليجلس على ذلك الكرسي الصغير وقال 

- مرتعبة سيدى ... سألتني عن الكتاب .... وقالت انه يظهر ويختفى على حد قولها وضعته بالمكتب و وجدته في الحقيبة عندما عادت الى البيت ... اتت به صباحا في حقيبتها ولم تجده ... و لاحظت علامات لحرق على معصمها ... ويبدوا عليها التوتر والخوف والقلق .

نظر له باهتمام غاضب سائلا 

- ولما سألتك انت عن الكتاب ؟ هل اظهرت انك على علم به ؟

حرك السيد شوقي رأسه بلا وهو يقول 

- لا سيدى انا لم اذكره ابدا ... لكنها تقول انها قرأت اسمه في الورقة التي اعطتها لها زميلتها بالمكتبة مكتوب فيها الكتب الذى طلبتها ... ولكنني قلت لها اننى لا اعرف عنه شيء ولم أطلبه .

قطب ذلك السيد بين حاجبيه وهو يفكر في كل ما قاله السيد الشوقي ..... اذا لقد بدأت العلامات بالظهور .... الكتاب يلازمها ... واثار حرق على معصمها .... ومؤكد وجدت القطه إذا لابد من التحرك السريع .

……………

عادت رهف الى منزلها وهى تشعر انها مراقبه ولكنها لا تعرف مِن مَن .... لكنها حاولت ان تشغل افكارها بذلك الشاب الوسيم … يا الله كم هو وسيم ومميز .ولكن لماذا شعرت انها تعرفه على الرغم من انها لم تقابله من قبل رغم احساسها انه خطر عليها .

وقفت امام باب بيتها وفتحت حقيبتها لتخرج المفتاح ولأول مره لا تفاجئ بوجود الكتاب داخل الحقيبة 

اخرجت المفتاح و حين فتحت الباب شهقت بصوت عالي حين وقعت عينيها على شعله نار صغيرة مجودة اسفل طاوله الطعام 

وبحركة سريعة بحثت عن مفتاح الإضاءة ... تنفست بصوت عالي بعد ان اخرجت زفيرا طويلا من داخل صدرها لقد كانت لامعه هي من تجلس اسفل الطاولة ولكن هي رأت شعله نار حقا كيف ذلك .

- لقد اصبحت مجنونه حقا 

قالت ذلك لنفسها وهى تتحرك بتجاه لامعه .

جلست بجانبها ووضعت يديها على شعرها الكثيف وضلت تلعب معها ثم تذكرت انها منذ تركتها صباحا لم تأكل تلك القطه شيء سوى الحليب ... فوقفت على قدميها وهى تقول 

- مؤكد تشعرين بالجوع ... اعتذر لامعه سوف احضر لكِ الطعام فورا 

و تحركت سريعا الى المطبخ .ولكنها لم تلاحظ تلك العيون التي تضئ كالنار التي تنظر اليها بتركيز وتمعن .


                  الفصل السادس من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close