أخر الاخبار

رواية ليه يا زمن الفصل الرابع والاربعون 44بقلم نسرين بلاعجيلي

          

رواية ليه يا زمن 

الفصل الرابع والاربعون 44

بقلم نسرين بلاعجيلي



علي قفل الخط ودخل الفندق من باب تاني، وطلع فوق قابل حماه. 

علي : بنتك عايزاني أطرد أهلي، يرضيك ده؟؟


المحامي : إنت شايف شكلهم عامل إزاي؟ و شايف مستوى المدعوين؟؟


علي : دول أهلي وانا مش هستعر منهم على آخر الزمن.


المحامي : بس دا كان اتفاقنا.


علي : وأنا عملت بيه، بس هما جم من غير عزومه، أطردهم؟؟ 


المحامي : حاول تتصرف، أو شوف ليهم مكان بعيد عن الانظار.


علي : هو حضرتك عارف إنت بتقول إيه؟؟ 


المحامي : أيوه طبعا، و متنساش فيه سالم بيه هنا.


علي : بقولك إيه، قول لبنتك أهلي مش هطردهم. عايزه تنزل الفرح، أهلا وسهلا، مش عايزه، ورقه طلاقها توصلها.


المحامي : إنت اتجننت !! طلاق إيه؟ هو انت كنت تحلم تتجوز بنتي؟؟


علي : والله أنا عمري ماحلمت أتجوزها، هي اللي حلمت، وانت ساعدتها توصل لحلمها. 

المحامي : لسه بتحبها؟

علي : قصدك على مين؟؟

المحامي : مرات أبوك زهرة. 


علي : أهو إنت قلت مرات أبويا. 

أنا جوه، كلم بنتك و بلغني. 

دخل الغرفة وهو مش قادر ياخد نفسه خالص. 

إزاي زهره جالها قلب تيجي فرحه؟ وكمان ماسكه في أبوه؟ و نوال قالت إنها حامل، معقول كل ده يحصل ؟!!

هي زهره خلاص نسيته، و عارفه تعيش الحياه مع غيره؟ مش هي دي زهره اللي كانت تفضل ترن عليه كثير لحد ما يرد، و لو زعل منها تتعب و تمرض لحد مايصالحها؟ 

يبقى هي كانت بتمثل عليه ولا عمرها حبته. كانت بس عايزه تتجوز حد ينقذها من اللي هي فيه.

Nisrine Bellaajili 


تحت في القاعه...

نوال و نانسي و سماح و الحاجه رحمة و سميره قاعدين في ترابيزه قدام الكوشه، هي كانت محجوزه لناس قرايب العروسه، بس نوال عملت شغلها و قعدت. 

فرح بقى قعدت مع مراد و امه و ابوه وناس تانيه.

فرح إتقهرت من كلام حماها.. 

أحمد : شايفه أهل مرات ابنك ؟؟


تهاني : و بعدهالك يا احمد، مافيش حاجه بتعجبك. إيه اللي حصلك؟ بقيت كل شويه تتكلم.  


أحمد : إيه!! عايزاني اخرس ماتكلمش؟ أنا كنت في حالي، من ساعه ما إبنك بلانا بالعيله البيئه دي.

وعلا صوته علشان فرح تسمع، وفعلا سمعته. 

عارفين اللي يسمع شتيمته بودانه و يسكت؟ فرح عملت كده. خافت ترد و تحصل مشكله وتبوظ فرح أخوها. 


مراد : بابا، كفايه. 


أحمد : في إيه إنت و امك؟ مش عايزيني اتكلم  ليه؟ أنا باعبر عن غضبي بطريقتي.

فرح قامت من جنبهم و راحت جنب سميره.


أحمد : اتفضل، ست الحسن و الجمال قامت من غير حتى ما تستأذن.


مراد: هو انت عايزها تعمل إيه ؟ وانت من ساعة ما شفتها، مش قادر ترحمها من كلامك اللي زي السم  😩 


سميره : مالك بتعيطي كده؟ 

فرح : مش قادره استحمل.

وابتدت تحكي ليها اللي حصل في العربيه. 

فرح نسيت ان الحاجه رحمه قاعده جنبهم و سامعه كل حاجه، وقلبها بيوجعها. من جواها، مش راضيه على  الجوازه دي، ولا هي دي الفرحه اللي كانت مستنياها لعلي، وإنها تفرح بفرحه. هي جايه لا حول ولا قوة ليها، زي الضيفه، و زعلت إن زهره جت الفرح و هي شايفه قوه رهيبه في عنيها، قوه بتتحدي علي.

ياه!! هو ممكن الحب يبقي  كره كدة ؟ وشافت المعلم لابس بدله، وبيبان صغير و فرحان. ولا جه سلم عليها و لا قال ليها إزيك، كإنها مش بنت عمه ولا أم عياله. هانت عليه عشرة السنين دي كلها؟ 

نوال قاعده تاكل في نفسها.. 


نوال : شايفه يا ختي بنت الشغاله؟ حطت إيديها على بطنها، عايزه تفرسني.


نانسي : إزاي حامل؟ دي مكملتش شهر. 


نوال : هي مين اللي مكملتش شهر؟ دا بقالهم أكثر بكثير. وعارفه ده معناه إيه ؟ إنها ممكن تكوش على كل حاجه. هو إنت مش ملاحظه إنه اتغير معانا؟ بيجي يقضي الواجب ويمشي، و يقعد عندها بالأيام. قلتكم بنت الشغاله مش سهله، محدش صدقني.


نانسي : ربنا يستر. 


المعلم كان قاعد مع ناس مهمه جدا.

زهره شافت إزاي بيتكلم معاهم، شكلهم الناس اللي حكى ليها عليهم.


سالم كان قاعد وماسك السيجار و بيبص لزهره، شاف فيها براءه 

وقال في نفسه...

سالم : ربنا رحمك من علي. 

مهما كان المعلم هيحافظ عليكي من أهلك و من نفسك و من كلام الناس. 

روايات Nisrine Bellaajili 


كل واحد من أبطالنا سارح في ملكوته، لحد ما سمعوا صوت الزفه.

نوال قامت بالواجب، وكانت فرحانه من قلبها لعلي. وكانت بترقص هي و سماح. 

أما نظرات هايدي، كانت قاتله ليهم، لأنها مش طايقاهم خالص. 


سميره : شايفه مرات أخوكي بتبص علينا ازاي؟ 

فرح : مش طايقانا زي حمايا.


سميره : بصي لأخوكي، مش باين عليه إنه فرحان خالص. 


فرح : أكيد يا سميره. هيفرح إزاي و هو شايف اللي كان بيحبها جايه فرحه؟؟؟  


سميره : يا جبروتها!! دي قاعده وبتضحك. 

ماحدش كان حاسس بوجع زهره ولا علي. المظاهر بتخدع الناس جدا. 

اللي يشوف زهره وهي بتضحك، مايعرفش إن جواها نار قايده بتحرق في قلبها. و لا دماغها اللي هينفجر من الصداع، و جسمها اللي بيترعش، و بتحاول تسيطر عليه.

إحساس وحش جدا  مش عارفه تعمل فيه إيه. بس كانت بتذكر ربنا 

"ألا بذكر الله تطمئن القلوب".

قاعده تستغفر و تسبح و تدعي ربنا يريح يقلبها و بالها، وحاشى لله  إنه يتخلى عن أي حد ذكره و دعاه. 

لولا كده، كان زهره جالها انهيار عصبي. بس الحمد لله  ربنا مديها قوه لأنها لجئت إليه بالذكر و الصلاة وقيام الليل.

هايدي  وهي في الكوشه...


هايدي : شايفه الست اللي هناك أم عبايه بتبرق؟ منظرها بيخليني عايزه ارجع. مش عايزه تقعد، هي مفكره نفسها في الحاره المعفنه.


علي : الحاره المعفنه  دي، إتولدت و اتربيت فيها. ولما إنت مستعريه مني، فضلتي تجري ورايا ليه ؟ مش إنت اللي كنتي عاوزاني؟ دلوقتي عرفتي إني مش قد المقام؟

حب إيه ده اللي بتتكلمي عنه، وانت مش قادره تحبيني بكل حاجه فيا ولا حتى أهلي؟

وش علي كان باين إنه بيتخانق مع العروسه.

الجو كان متوتر، و أبوها قرر يخلص الحفله قبل ما تحصل حاجه.

و سماح طالعه من القاعه، لمحت واحد شافته في الحفله الخاصه. 

رجلها مابقتش شايلاها، و خافت جدا لا يجي يكلمها قدام أهلها.

زهره طلعت مع المعلم، كانت عايزه تسلم على رحمه، و بعد كده قالت لأ.

وصلت الشقه ودخلت تاخد دوش ساخن تريح أعصابها بيه.

المعلم كان مبسوط و بيجهز نفسه، ماهي دخلته بمزاجها.

زهره خلصت، وطلعت صلت ركعتين إن ربنا يديها القوه و الصبر وتتحمل. 


هايدي في السويت بتاعها، هتتجنن من طريقة علي الناشفه معاها. 

هو دخل ياخد شاور، وهي فضلت رايحه جايه بالفستان، لحد ما شافته طلع.


هايدي : إوعى تفكر إني هسلمك نفسي بعد الفضيحه اللي عملتها لي انت و أهلك.


علي : أحسن بردو، وفرتي عليا الكلام. 


هايدي بصدمه من طريقه كلامه و بروده. 

Nisrine Bellaajili 


هايدي :  يعني إيه؟ 


علي : يعني أنا مش ميت عليكي أوي، أو متجوزك حب. إنت عارفه و انا عارف إن جوازنا مصلحه، و اقولهالك علشان تبقي عارفه، سالم بيه هو اللي طلب مني اتجوزك، فا كده جات من عندك. 

تصبحي على خير.

أخذ مخده و غطاء، وطلع بره ينام.


هايدي فضلت مصدومه و مجروحه. مهما كان دي ليله بتحلم بيها أي بنت.


في أمريكا...

وائل بيحاول يقرب من نرمين، بس هي على طول سرحانه. رغم إنها تممت جوازها بيه، بس لسه مش قادره تتقبله كحبيب. قلبها وعلقها متعلق بطارق حب مرضي.


وائل : على فكره، أنا زهقت من طريقتك دي؟ 


نرمين : مش فاهمه!! 


وائل : أنا مش عارف في إيه. على طول سرحانه و مش بتتكلمي، حتى في وقتنا مع بعض بشوفك ناشفه، كإانك بتقدمي واجب الزوجه لزوجها. هو للدرجه دي مش طايقاني؟ المفروض اتجوزتيني عن اقتناع، ليه بتتعاملي ببرود  معايا؟ 


نرمين : إديني شوية وقت، و متنساش أنا في غربه، و أول مره أبعد عن ماما و عن بلدي. وحاسه نفسي غريبه، إنت طول النهار في الشغل، و أنا بحاول اشغل نفسي. و لما بخرج  بخاف أتوه و معرفش ارجع البيت.


وائل : والله أنا فاهم و مقدر ده، و بحاول أخلص بدري و اجيلك. 

بصي، بكره أجازه عندي نخرج ، و اروح أسجلك في مدرسه لغات ، علشان تتعلمي النطق كويس وتتعلمي اللغه. لغتك مش قويه. وبعد كده أدور ليكي على شغل، علشان تشغلي وقتك. 

حاولي تتعرفي على ناس جديده. في واحد صاحبي مصري متجوز، ممكن نتعرف عليه، و في واحد مغربي هو و مراته شغالين معايا.

فيه عرب، حاولي بس إنت تغيري من نفسك. بس المشكله إني شايفك مش قادره تتقبليني، حتى لما باجي أقرب منك بحس منك بنفور مش قادره تخفيه، حاجه غصب عنك.

أنا بحاول بس أفهمك، لو في حاجه كلميني، خلينا نكون أصحاب قبل مانكون أزواج.


نرمين : أنا بجد آسفه، إنت انسان طيب جدا. 


وائل : و إنت حلوه أوي.


طارق كان في مكتبه. وجه عنده صاحبه خالد. 


خالد : إزيك يا مختفي ؟ ما بتردش ليه؟


طارق : مشغول في القضيه بتاعت الحاج سليمان  على الأراضي. 


خالد : وشايف إيه؟ الراجل ده خيره عليك، و هو كان صاحب أبوك الله يرحمه. 


طارق : أيوه بس المره دي في حاجه غلط هو بيقول مابعش حاجه، ولا وقع حاجه، و أنا معايا ورق بيقول حاجه تانيه. 

وإبنه بيقول إن أبوه بقى عنده حالة زهايمر. 


خالد : ما يمكن إبنه عامل كل ده، و باع الأرض من ورا أبوه. إنت شايف إن الراجل عنده زهايمر ؟؟


طارق : لأ، الراجل كويس، وأنا فكرت أعرضه على دكتور متخصص،  بس مش عارف اجيبهاله ازاي. وماقدرش أقوله ابنك بيقول إيه عليك. صعبه شويه، وخاصة إنه ابنه الكبير.


خالد : طيب. إمبارح كان فرح علي. 

طارق : عارف.


خالد : مافيش أخبار عن زهره؟


طارق : يا خالد خلاص قولتلك هي قبلت بوضعها. 


خالد : بس مش ملاحظ إن أبوها و أمها اختفوا تماما. 


روايات نسرين بلعجيلي Nisrine Bellaajili  


طارق : دول وراهم سر كبير جدا. كله هيبان مع الوقت. إنت مركز مع زهره ليه؟؟


خالد : بكل صراحه، موضوعها غريب جدا. واللي استغربته إنها تقبلت الوضع و تقبلت المعلم. إزاي الحب اللي شوفته في عنيها لعلي إحول بسرعة كده؟؟


طارق : دا لو كان حب بجد. بص يا خالد، زهره لسه عيله، بنت مكملتش تعليمها، إشتغلت في مكان واحد لا بتطلع ولا بتتعرف على حد. حياتها و دنيتها أهلها و شغلها، طلع ليها علي الفارس المغوار وهو شكلها على إيده. 

اللي كانت فيه زهره تعلق بشخص ماشفتش غيره. لو كان الحب كبير، كان صعب عليها إنها تتقبل الوضع.

وممكن يكون بداية حب، بس حب حقيقي، مستحيل. لا علي حب زهره، ولا هي حبته، دا تعلق بشخص.


خالد : عارف، بيعجبني تحليلك للحب.


طارق : لما تحب  بجد هتعرف. بعد حبي لمسك ماقدرش أشوف ست غيرها، ولا لمست ست غيرها. صعب أتقبل حد، لأني بجد حبتها ولسه بحبها، و بموت كل يوم على بعدها و فراقها. 


خالد : ربنا يصبر قلبك.

بس هو إنت كراجل طبيعي، مالكش متطلبات يعني ....؟؟


طارق : من غير ماتكمل، أكيد طبعا، بس عمري ما أروح لواحده تانية. 

إقفل الموضوع ده و خلينا ننزل نتغدا.


هايدي بعد ليله صعبه ماعرفتش تنام. حست إن علي أهانها إهانه لا تغتفر، ولازم ترد اعتبارها. قامت اتصلت بحد. 


المجهول : صبحيه مباركه يا عروسه. 


هايدي : لا صبحيه ولا مسائيه. 


المجهول ضحك...


المجهول : ليه؟ طلع العريس بعافيه ولا إيه؟؟


هايدي : مش قلتلي إنكم هتخلصوا عليها؟ مستنين إيه؟؟ انا خلاص تعبت. 


هنا دخل علي


علي : يخلصوا على مين؟؟؟


            الفصل الخامس والاربعون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close