أخر الاخبار

رواية ابنة القمر الفصل الثاني 2 بقلم فاطمه الألفي

      


رواية ابنة القمر

الفصل الثاني 2

بقلم فاطمه الألفي


انتهى أمان من ارتداء ملابسه ثم التقط متعلقاته وغادر غرفته ثم هبط الدرج سريعاً، سار إلي حيث يوجد والديه هتف بوجهه الباسم: 

- صباح الخير أمي، صباح الخير عمي.  

ابتسم له خالد بود وأجابه:

 -صباح الخير يا بني، حمدا لله على سلامتك.

- سلمك الله.

قالها وهو يجلس بالمقعد المجاور لوالدته، همست أشرقت بحدة: 

-أتمنى قبل أن تسافر إلي أي مكان تخبرني أولا، لأخبرك اذا كان وجب 

عليك السفر أم لا، لا تتصرف من رأسك، ليس لدينا وقت لاستجمام سعادتك 

زفر أنفاسه بضيق ثم نهض من مكانه قبل أن يتناول طعامه، رمق والدته 

بنظرة عتاب قائلا:

- أولا أنا لم أتغاضي عن عملي ولم أهمله يوما، وقبل أن أسافر العالمين كنت 

قد أنهيت كل شيء وليس لدي أي ارتباطات تشغلني، وأعلم جيداً بموعد  

العرض، ورجاء من حضرتك أن تأخذي بعين الاعتبار أننِ ليس طفل صغير، أنا شاب يافع وتجاوزت الثلاثون من عمري 

كادت أن تهتف معترضة حديثه ولكن سبقها أمان هذه المرة قائلا: 

- أنا ذاهب إلى عملي 

غادر الفيلا بخطوات واسعة وداخله براكين تشتعل من الغضب بسبب 

معاملة والدته الجافة المسيطرة معه

استقل سيارته وضرب بقوة أعلي محرك القيادة ثم قادها في طريقه إلي مقر عمله داخل شركه(أمان) لتصميم الأزياء والصيحة العالمية في عالم الموضة. 


أنشغل أمان بالتحضيرات التي تخص عرض الأزياء الخاص بشركته إلي أن 

حل المساء وحان موعد العرض 

ترك المكان ليبدل ملابسه بحُلة سوداء وتوجه إلى حفل العرض الذي يقام 

علي شرف شركته.


جلس خالد وزوجته جانبه ينتظرون العرض الخاص بشركة "أمان" 

أما عن أمان فقد كان يقف بجانب المصور يخبره بعدة ملاحظات لكي 

يتجنبها أثناء مرور عارضات الأزياء على خشبة المسرح.

واثناء اهتمام نادر بما يخبره به امان، صدح رنين هاتفه مقاطعا أمان حديثه 

اعتذر نادر بلباقة:

-اعتذر سيد أمان، أغلق رنين هاتفه وعاد ينظر له باهتمام قائلا؛ تفضل أكمل حديثك  

-أنا انهيت حديثي، أريدك أن تهتم بأدق التفاصيل، لا أريد أن يحدث خطأ  

ثم تركه أمان بخطوات واسعة ليستعد لبدء العرض.

 أما عن نادر فنظر إلي هاتفه بضجر وهتف بضيق: 

-لماذا تتصل بي الان؟ ماذا تريد، ثم أردف قائلا: 

- على أن أهتم بعملي أفضل  

**

بدء العرض وتوالت العارضات يسيرون على السجادة الحمراء يعرضون 

الثياب الخاصة بشركة "أمان " يتهادون في مشيتهم وتلتقط لهم بعض 

الصحف الصور الفتوغرافية.

وبعد انتهاء العرض صُنفت شركة عالمية بسبب تلك التصاميم الخاص به 

شعر أمان بالسعادة فقد حقق حلمه لإعلان اسم شركته على مستوي العالم 

أراد رحيل أن يفاجئ شقيقه بحفلة خاصة، فقد اتفقا مسبقا مع أحدي 

السيدات أن تزين قاعة للاحتفال بنجاح عمل شقيقه

**


نظرت لهاتفها بحزن فبعد أن أنتابها الشعور بالشجاعة وعدم الاستسلام لما 

يقولونه الآخرين عنها، قررت المواجهة وأرادت أن تتحدث مع ابن خالتها 

عن ما سمعته وأنها لن تسمح لأحد بعد اليوم أن يتنمر عليها أو يسخر من 

شكلها ومرضها الذي لا ذنب لها فيه.


** 

اغلقت حورية متجر الزهور الخاص بها وصعدت إلي ابنتها تخبرها بأن لديها 

عمل بالخارج وتريد أن تصطحبها معها.

بعدما دلفت من باب الشقة هتفت حورية مناداة ابنتها:

- توتي قلب ماما

فجأة استمعت وتين لمناداة والدتها، جعلها تترك هاتفها أعلي مكتبها ثم أغلقت حاسوبها وغادرت الغرفة لتلتقي بوالدتها

اقتربت حورية تمسد على خصلاتها الحمراء قائله بحب:

- ما رأيك أن نغادر معا! لدي عمل بالخارج، سوف أزين بأزهاري الجميلة

مناسبة خاصة لاحتفال، وأريد مساعدتك حلوتي.

هزت رأسها بالرفض: 

-لا أريد أن أغادر المنزل.

- لمَ؟ صدقا حبيبتي أحتاج اليكِ لتساعديني على إنهاء مهتمي، وكم يبدو  

الجو هادئ وجميل بهذا الليل، وأعدك لن تتضايقي.  

انصاعت لأوامر والدتها ودلفت لغرفتها لكي تبدل ملابسها، فلا تريد أن 

ترفض لها مطلباً، كما إنها حقا بحاجة لتتمتع بنسمات الهواء الباردة في 

جوف الليل العليل.

**

التقى حاتم صديقه أمان، عانقه الأخير وهو يشدد على ظهره 

-مبارك يا صديقي، ثم هتف بفخر:

-فعلتها يا رجل وسوف يذاع اسمك بالشرق الأوسط  

ابتسم له بخفة ثم قال بثقة:

-وهل كنت تشك بطموحي؟ أحذر أنت لا تعلم أن سقف طموحي عالي جداً 

يكاد أن يصل لناطحات السحاب 

قهقه حاتم عاليا ثم أرسل إليه غمزة مشاكسة وقال:

- ذوقك تحسن فلديك عارضات جديدات، سوف أذهب لأقيمهم بنفسي 

أمسكه من ذراعه مانعا إياه من الذهاب وقال بصرامة:

-حاتم ظل مكانك، هنا مكان عمل ولن أسمح لك بتخطي تلك الحدود  

تنهد بضيق ثم دس يداه داخل جيب بنطاله قائلا بنفاد صبر: 

-حسنا سوف أظل مكاني متخشبًا مثلك، يا لك من شخص مُعقد 

رمقه بنظرات نارية، ليستطرد حاتم قائلا:

-دعك من تلك النظرات سوف أصمت 

تأفف بضيق ثم قال:

-يكون أفضل لك أن تغلق فمك 

ات رحيل في ذلك الوقت ونظر لشقيقه بسعادة ثم هتف قائلا: 

-مبارك اخي الحبيب، فعلت من أجلك حفل بسيط، هيا لنحتفل 

لمعت عين حاتم بفرحة فقد ظن بأنها حفل راقص ويوجد بها فتيات، خاب 

أماله عندما أسترسل رحيل قائلا: 

-حفل خاص بنا، بمكان قريب من هنا والجو هادئ لا يوجد شيء يزعجك ولا يوجد صخب أطمئن 

هز أمان راسه نافيا لا يريد الذهاب، ولكن اصر رحيل على الاحتفال بنجاح شقيقه وبالفعل سارو ثلاثتهم إلي حيث القاعة التي أعدتها حورية بمساعدة ابنتها

 **

كانت تزين حورية الطاولة بعناية وتضع قالب الكعكة بمنتصف الطاولة 

وكؤوس بها شموع فواحة مضاءة بعدة ألوان مختلفة، ونثرت أرضا أوراق الزهور البيضاء والحمراء وكتبت بالمنتصف اسم أمان 

بزهرة الياسمين التي أعطت للمكان رائحة جميلة.


كانت "وتين" تجلب لوالدتها طاقة كبيرة بها زهور متنوعة، من زهرة النرجس والبنفسج والأوركيدا حملته بصعوبة ثم دلفت به لداخل القاعة، كان يحجب 

الرؤية عن وجهها فكانت تسير ببطء لتصطدم فجأة بشي صلب، سقط

الورد أرضا وتطلعت بعينيها البراقتين الساحرتين لأعلى لتلتقي بركة العسل 

خاصته.

أما عنه فقد جحظت عيناه بقوة عندما وقعت على تلك الساحرة بشعرها

 الأحمر المموج وعيناها الزرقاء التي تشع بريق كعيني الهرة وبياض بشرتها 

الثلجية ليهتف قائلا: 

-سلام قولا من رب رحيم، جنية أنتِ! 

عندما استمعت بما تفوه به، شعرت بالحزن لتغادر المكان ركضا وكأنها حقا 

جنية أتت واختفت في لمح البصر.

**

ركضت مبتعدة عن المكان وصوت أنفاسها المتقطعة تكاد تخرق أذنيها، لم 

تتوقف عن الركض إلا لتلتقط أنفاسها، تنهدت بصوت مرتفع ثم حاولت 

جاهدة أن تنظم أنفاسها بهدوء، تطلعت فجأة للخلف ثم علت شهقتها وعادت تلامس جسدها وتهتف بصوت حزين مضطرب:

-حقا أنا جنية؟! 

**

كان يهم بالمغادرة بعد أن أنهي جلسة التصوير الخاصة بعارضات الأزياء 

وكان يسير ببط يغادر المكان لكي يصل إلي سيارته التي يصفها مبتعدة عن 

قاعة العرض، وأثناء سيره كان يضبط كاميرته ويبتسم وهو يتطلع لهؤلاء 

الفاتنات التي التقط لهن العديد من الصور وفجأة استمع لصوت مألوف يهتف باسمه. 

لم تكن سوى "وتين " التي كانت على مقربة منه تطلعت له بدهشة ثم هتفت 

مناديه إياه: نادر 

أقترب منها بخطواته الواسعة ينظر لها باندهاش ثم هتف متسائلا:

-وتين من أين اتيتي العي هنا بذاك الوقت؟  

أشارت بيدها لتلك القاعة القريبة:

-كنت مع أمي لديها عمل في تلك القاعة القريبة "قاعة سنوريتا "

هز رأسه بتفهم ثم عاد يتسأل: 

-هل يوجد شيء لما كنتِ تهاتفيني؟ أعتذر لم أجيبكِ لأن لم اكن متفرغًا كان لدي عمل هام 

تذكرت ما سمعته الليلة الماضية وراودها الشعور بالحزن والألم ولكن 

استجمعت شتاتها ونظرت له بقوة وهي تهتف بصوت حاد:

-استمعت لحديثك أنت ومريم ليلة أمس  

ابتلع ريقه بتوتر وهز كتفه بتساؤل:

-حديث! عن أي حديث تتحدثين؟

استطردت قائلا بثبات:

-كل ما جرا يا أبن خالتي، ولكن اُحب أن أخبرك بشيء، أنا أراك 

شقيقي الأكبر، شقيقي الذي اكن له كل الاحترام، لم أتذكر يوماً أنِ 

اغضبتك ولم أجرحك يوماً بكلمة أو نظرة، كنت أُعاملك كأخي الذي لم 

تنجبه أمي، ولم أنتظر منك سوى أن تظل جانبي كأخ يحمي شقيقته 

الصغرى، يحتويها ويغدقها بحنانه، وإذا تطلب الأمر نصيحة، لم أنتظر أن تكون أنت الآخر يسخر منِ أو يستهزئ بمرضي، فهذا ليس ذنبي بأنِ أعاني 

ذلك المرض، ولكن خابت ظنوني القريب يفعل بي هذا ماذا عن الغريب يا 

أبن الخالة، أشعر بأنِ منبوذة داخل عائلتي، حتي أنت لم تُقدر ظروفي 

ووضعي الصحي، أنا لست بمعاقة ذهنية ولا حركية ولا شيء ينقصني، فأنا 

أقف على قدمي ولدي ذراعان وعينان وكل عضو داخل جسدي بمكانه 

الصحيح، فلا تسخر مني أرجوك

ثم استرسلت حديثها قائله:

 -أنا مميزة وراضية بما أتاه الله لي، حقا أعشق اليل لأنه يشعرني بالسكينة و

الهدوء، أحب الشمس أيضا وأتمني أن يأتي يوماً وتعانقني أشعتها الذهبية

لتُشعرني بدفئها ولكن حُرمت منها لأنها ضارة، لذلك أحافظ على نفسي وعلي لون بشرتي فاذا تعرضت لأشعتها جسدي لم يتحمل الأمها، أنا خُلقت هكذا وهذه نعمة وليست نقمة، أما عنك يا أبن الخالة فقد جرحتني بكلماتك الفجة وكانت مثابة خنجرًا غُرز بقلبي كاد أن يُمزق روحي، فأنا لم أؤذيك يومًا لماذا أنت فعلتها؟ لا أستحق هذا منك فأنا ما زلت قوية أقف على قدمي وسخريتك تلك لا تعنيني، الآن أقف أمامك بصمود واُدافع عن حقي دون أن أنتظر والدتي لتدافع عنِ فهذا حقي.

دارت وجهها وهمت بالرحيل ولكن أسرع نادر وأمسك بذراعيها يمنعها من 

السير وهو خجل من نفسه على ما فعله بهذا الملاك البريء، فكلامها مثابة

دلو ماء بارد وسُكب عليه في ليل يناير وطقس شديد البرودة.

**


كان رحيل يقف بجانب حورية منبهر بما فعلته بداخل القاعة من أجل الاحتفال بشقيقه

تطلع حوله بانبهار ثم هتف مبتسما:

-حقا رائع، سلمت يداكِ مدام حورية. 

ابتسمت له بود ثم قالت:

-حمدا لله أن عملي أعجبك. 

-بالطبع أعجبني وسوف أخبر جميع رفاقي بالتعامل معكِ، سأعطيهم عنوانك 

وسأقوم بعمل دعاية لكِ بالوسط المحيط بي

-وهذا شيء يشرفني بني، فانا أعشق عملي وأفعله بإتقان وتفانٍ. 

أعطاها النقود المتفق عليها ثم همت بالمغادرة ولكن عيناها تبحثان هنا وهناك 

عن وجود ابنتها.

أما عن أمان فامسك به صديقه حاتم قبل دلوفه للقاعة

- لماذا تقف هكذا يا رجل؟ 

دار بجسده لصديقه ثم هز راسا نافيا، لا شيء سور ظهور جنية واختفت في لمح البصر.

قهقه حاتم بصخب ظن منه بأن صديقه يمزح معه وبعد أن استرد أنفاسه 

هتف رحيل بصوت عالِ يدعوهم لدخول 

- لماذا تقفون هكذا، دَعكم من كل شيء، عليكم فقط التوجه لداخل الحفل 

نظر أمان للورود التي أسفل قدميه ثم عاد ينظر خلفه دون جدوى فحقا 

تبخرت، ثم سار بجانب شقيقه وصديقه يدلفون لكي يحتفلوا بنجاح عمله 

ولكن عقله شاردًا بما رأته عيناه ويتسأل داخله عن وجودها فقد سرقت 

تفكيره دون مجهودا منها

فتلك هي الشرارة التي تُضيء القلب وسط عتمته، سحابة صافية في سماء ملبدة بالغيوم تحجب عنه هطول الغيث، نسمة هواء باردة تداعبه وتضمه برفق ك صغير يتودد لعناق أجبته 

**

  بعدما غادرت حورية القاعة تطلعت حولها بترقب تبحث عن ابنتها، لمحتها 

علي مرمة بصرها تقف وامامها شاب يعطيها ظهره ظنت بأن ابنتها تتعرض 

لمضايقة من ذلك الشاب، فأسرعت في خطواتها لتلحق بابنتها وتبعد ذلك 

المتطفل عنها، وعندما اقتربت منهم تسمرت مكانها عندما استمعت لصوت 

ابنتها الباكي وهي تصرخ منفعلة:

- اترك يدي نادر، فمهما حاولت أن تعتذر عن ما بدر منك لن يمحي وجعي،

أنا لا أنتظر شفقة ولا عطف منك أو من أحد على وجه الأرض، ولا أريد اعتذارك. 

وقفت حورية بينهم ثم رمقت نادر بنظرات غاضبة وعلي صوتها بانفعال  

قائله بتساؤل:

-ماذا يحدث هنا؟ ثم اقتربت منه قائله بضيق:

ماذا فعلت لابنة خالتك؟ لما اغضبتها؟

كفكفت "وتين" دموعها ثم سحبت والدتها من يدها قائله بثبات: 

-لا يوجد شيء أمي، هيا لنعود إلي المنزل فالوقت تأخر

هتفت حورية معترضة: لم أتحرك من مكاني هذا دون أن أعلم بماذا يحدث 

وما سبب ذلك الشجار القائم بينكم؟

هتف نادر بتوتر: ليس بشجار وانما هو سوء تفاهم، قابلت "وتين" 

صدفة، فأنا كنت بعملي قريب من هنا ثم أردف قائلا: 

- دعوني اصلكم للمنزل فسيارتي مصفوفة بجانب الطريق

هتفت حورية بسأم بعدما استشعرت بقلبها سبب حزن ابنتها، سارت بجانب 

صغيرتها قائله: لا عليك نادر، معي سيارتي  

تأفف نادر بضيق بعدما غادرت خالته وابنتها وشعر بمدى وقاحته بالتصرف 

وتطاول على تلك البريئة وسخر من مرضها وهذا ليس ذنبها.


**

 انبهر "أمان" بما فعله شقيقه من أجله وجلسوا ثلاثتهم يحتفلون بنجاح 

أمان في عمله، ولكن قطع حاتم عليهم تلك اللحظة وهم واقفا وهو يقول لصديقه: 

- حان موعد تغريدي والذهاب إلى غصن الهوى.

رمقه امان بغضب ثم قال: متي تكف عن أفعالك يا رجل، متي ستسترد 

عقلك؟ فانت شاب على مشارف الأربعون ولم تتزوج بعد، اذهب وتزوج وكف عن تلك القذارة 

أبتسم حاتم وقال وهو يهندم خصله: ويحك لم اقترب من الأربعون، فأنا 

ما زلت في الثلاثين. 

هتف أمان بضجر: بل اقتربت من عامك الخامس والثلاثين. 

قهقه بصوت عالِ ثم قال: ما زال العمر أمامي يا رجل ولن أُقيد نفسي بقيود الزواج، أنا مثل الفريك لا أحب الشريك وأنا مبسوط بحياتي هكذا.  

ضحك رحيل بعدما غادر حاتم المكان ونظر لشقيقه قائلا:

-دعك منه فهو لا يتغير مهما حدث. ثم أرسل غمزة مشاكسة وهتف قائلا:

- تزوج أنت 

ضيق ما بين حاجبيه ثم قال بجدية: 

-زواج!  

هز راسه نافياً ثم استطرد قائلا:

-لدي أحلام أريد تحقيقها أولا.

- أليس الزواج من ضمن أحلامك المستقبلية؟

زفر أنفاسه بضيق ثم أخرج سيجارته من علبة التبغ وبدأ في إشعالها.

وهمس بصوت حزين: ليس لدي استعداد بأن أقحم نفسي داخل صفقات فاشلة. 

هتف رحيل بدهشة: وهل الزواج أصبح صفقة؟

- نعم وينتج عنه الفشل أيضا، ألا ترى العلاقة بين والديك؟ 


قال كلماته وهو يسحب دخان سيجارته ليعبئ رئته بالدخان الضار بصحته

يعلم أنها تضر بصحته ولكن يتمسك بها فهي من اختياراته ولم تفرض عليه 

كما فُرضت عليه أشياء عديدة بحياته.

تبدلت ملامح وجه رحيل أيضا عندما ذكره شقيقه بالحياة التي يعشونها 

داخل المنزل وعن تسلط والدتهم الدائم الذي زرع داخلهم خوف من الإقدام 

على الزواج.


               الفصل الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close