أخر الاخبار

رواية لقد عادت من اجل الانتقام (الجزء الثاني) الفصل الثامن 8بقلم شيماء عبد الله

 

رواية لقد عادت من اجل الانتقام (الجزء الثاني)

الفصل الثامن 8

بقلم شيماء عبد الله


وصل عمر لذلك العنوان الذي وجده في الرسالة، ودعى الله أن يكون كل شيء مجرد كذب، لا يريد أن تدمر حياة إبنه الزوجية، فدخل لذلك المطعم المكون من ثلاثة طوابق، فاستقل المصعد للطابق الأخير، وحينما دخل وجده فارغا إلا من طاولة وحيدة حيث كان بها ثنائيا، وكان سيعود أدراجه لولا التفات تلك الفتاة ليفتح عينيه مدهوشا مما يراه. 


عمر: و..وعد.


كانت صدمته كبيرة وهو يرى وعد بدون حجاب، فهي حتى في القصر تضعه كونه محاط بالرجال، والان جالسة رفقة رجل دون حجاب وبشكل طبيعي. 


اقترب منها عمر هاتفا :وعد هاته أنت. 


نظر له ذلك الرجل الجالس، ثم أعاد نظراته لوعد مردفا: حبيبتي من هذا. 


وعد: ما هذه الكارثة، كيف علمت أنت أنني هنا. 


عمر :هل تريدين مني أن أجن أم ماذا، لماذا أنت هنا وهكذا؟ ومن هذا. 


قام ذلك الرجل ليدفشه هاتفا: أغرب عن وجهي أيها المسن ودعنا مستمتعين بهاته اللحظة، هل حجزت الطابق بأكمله كي يأتي شخص مثلك ويضيع لحظاتي الجميلة مع حبيبتي. 


أمسك عمر ذراع وعد قائلا :تحركي أمامي فورا، الحديث معك ليس هنا إنما مع زوجك، اليوم سأكسر لك رجليك هاته وأريك كيف تعبثين مع إبني مجددا. 


نظرت وعد لذلك الرجل هاتفة: أنا سأحل هذا المشكل ونتحدث فيما بعد. 


غادرت مع عمر الذي ساق سيارته مسرعا في اتجاه القصر، وهو لا ينوي على خير، وحينما وصلوا كان أغلب الحرس غائبين إلا من الحراس الأليين، فجذبها للداخل ليصفعها مباشرة. 


عمر :أخبريني الان أيتها الحقيرة كيف كنت تلعبين دور الشريفة العفيفة بينما أنت تلعبين من خلف ظهر ابني المسكين، اليوم سيكون آخر يوم لك في هذه الحياة. 


وعد :لا دخل لك في هذا، أنا أقوم بما أريد، وإياك أن تحاول إخبار رعد بشيء وإلا سأتخلص منكم جميعا، وأنت تعلم أنني أستطيع فعلها. 


اتجهت لجناحها حيث غيرت ثيابها لأخرى فضفاضة مع حجابها المعتاد، وحينما نزلت وجدت عمر اتصل برعد وهتف: ابني رعد عد فورا للقصر يوجد مشكل هنا، دع الأطفال في المزرعة وعُد أنت. 


أسرعت وعد ناحيته لتنزع الهاتف من يده وتغلقه، ثم قالت: يبدو أنك لا تهتم بروحك أم ماذا. 


اتجهت ناحية المكتب ليلحق بها عمر، وقبل أن يقول شيئا رفعت عليه مسدسها هاتفة: ما رأيك الان. 


صدم عمر من ردة فعلها ليهتف: هل تنوين قتلي أم ماذا. 


وعد :إذا لم تبعد تلك الفكرة من عقلك وتمحي ما رأيته من ذاكرتك سأفعلها وقتها. 


عمر: موتى لن يفيدك في شيء، على العكس تماما أنت تعقدين الوضع وستفضحي. 


وعد :يكفيك استفزازا لي لأنني سأفعلها. 


اقترب منها عمر هاتفا: اضربيني إذن. 


ترددت وعد لوهله، فاقترب منها عمر أكثر قائلا :سأكشفك اليوم وأنزع عنك ذلك القناع الذي تضعينه، كل شيء سيكشف اليوم ولن أدعك تضحكين على إبني أكثر. 


زاد عمر من ضغطه النفسي عليها، وهو متأكد أنها لن تفعل شيئا، لكن وفي غفلة منه خرجت رصاصة من مسدس وعد لتصيبه في الجهة اليمنى من صدره، فشعر بألم قوي في ذلك الجزء من صدره، فوقع أرضا يتنفس بصعوبة ووضع يده على جرحه. 


وعد :أخبرتك أن لا تغصبني، لكنك لا تستمع لي، أنت من أردت أن تؤول الأمور لهذه النقطة. 


سمعت رحمة صوت الرصاص يصدح في الأرجاء، فانتفضت من مكانها وترتعد من خوفها، فاتصلت فورا برعد وأخبرته بما يحدث، ثم اتصلت بالشرطة، فزاد رعد من سرعة سيارته، وبعد دقائق وصل أخيرا ليلج للداخل يبحث عن والده وزوجته، فوجدها رحمة تقبل عليه. 


رعد :رحمة أين سمعت صوت الرصاص. 


رحمة: في غرفة المكتب.


دخل رعد سريعا للمكتب، ليتجمد لوهلة مكانه من شدة الصدمة؛ حيث وجد والده غارقا في دمائه، فاقترب منه هاتفا :أبي.. أبي ماذا حدث لك. 


ظل ينظر لوالده، فوضع يده على الجرح، واتصل بالإسعاف، لتصل الشرطة قبل الإسعاف واتجهوا ناحية المكتب بعد أن دلتهم رحمة عليه.


شهق عمر بقوة فزاد رعد من ضغطه على الجرح هاتفا: فلتهدأ يا أبي ستصل الإسعاف بعد قليل، رحمة اتصلي بطبيب القصر ليأتي سريعا. 


بلعت رحمة ريقها قائلة: يا سيدي جميع الخدم والحراس إضافة للطبيب غائبين عن الوعي. 


عمر :ر.. رعد.


رعد: نعم يا أبي، الإسعاف ستأتي الان لا تخف. 


عمر: اسمعني يا رعد.. وعد تريد قتلي. 


صدم رعد مما سمعه، والشرطة أيضا فور سماعهم لما قالوه بدأوا يبحثون عن وعد، لكنهم لم يجدوا أي أثر لها في أرجاء القصر، لتخرج مذكرة بالبحث عنها سريعا.


أتت الإسعاف لتنقل عمر للمستشفى ورافقه رعد، بينما الشرطة أخذت أقوال رحمة، وبعدها خرجوا ليكملوا بحثهم، فتسللت تلك الجاسوسة لغرفتها، واتصلت بجميلة التي كانت في غرفتها تنتظر أي خبر. 


جميلة :أبشريني بخبر سعيد. 


رحمة :كل شيء مضى على أحسن ما يرام، الشرطة تبحث عن وعد، والسيد عمر نقلته الإسعاف قبل قليل للمستشفى، ولكن قبل أن تصل أخبرهم أن وعد هي من أصابته. 


ضحكت جميلة سعيدة بإنجازها وقالت: هذا جيد، جيد جدا يا رحمة، وانتظري مني هدية على هذا الخبر الجميل. 


قطعت جميلة الخط، والابتسامة السعيدة ظلت مرتسمة على وجهها، فنزلت للأسفل لتجد ابنتها تسنيم تعبث في الهاتف، وما إن رأت سعادتها قالت: ما بك يا أمي على هذه السعادة. 


جميلة :عما قريب سيعود ابني فمن الطبيعي أن أكون سعيدة. 


رفعت تسنيم حاجبها مردفة :هل أنت متأكدة أن السبب هو عودة بدر فقط. 


جميلة :بطبيعة الحال، فبدر جزء مني وسأفرح كثيرا بعودته. 


تسنيم :أتمنى أن يكون السبب وراء سعادتك هو عودة بدر فقط، ليس شيئا آخر. 


لم تهتم جميلة بحديثها، فهي لن تدع أي شخص يضيع سعادتها، لتسمع صوت جرس الباب الذي فتحته الخادمة، ليدخل ذلك الشخص الغير متوقع؛ أو ربما لم يتوقعوا نهائيا عودته في ذلك الوقت بالذات. 


جميلة :بـ..بدر.


تسنيم :أخي بدر.


أسرعت تسنيم ناحية لتحضنه، فابتسم لها وبادلها الحضن بقوة، ورغم زيارتها له قبل شهر فقط، إلا أنه اعتبرها إبنته التي يفعل كل شيء من أجلها. 


بدر: يا روح بدر، ها أنا ذا عدت لك، وسأثقل عليك كثيرا. 


تسنيم :عودتك مكافأة بالنسبة لي، و أفعل أي شيء لترتاح. 


طبع قبلة على جبينها، ثم تقدم ناحية جميلة التي دمعت عينيها وهي ترى إبنها أمامها، فضمها لصدره وتركها تبكي وتفرغ تلك الشحن داخل صدرها هاتفة :اشتقت لك يا ابني، اشتقت لك كثيرا. 


تسنيم :ألم تكوني للتو سعيدة كونه سيعود قريبا، ما بك الأن تبكي حينما عاد. 


جميلة :هذه دموع السعادة. 


تجمع شمل العائلة مجددا، في الوقت ذاته الذي شتت في شمل عائلة رعد الذي لا زال ينتظر أمام غرفة العمليات وحده، وعقله يكاد ينفجر من شدة التفكير. أما هم فجلسوا يتحاورون معا إلى أن تحدث بدر في ذلك الموضوع الذي تكرهه تسنيم. 


بدر: ماذا فعلت يا أمي بخصوص موضوع وعد. 


اعتدلت جميلة في جلستها قائلة: أنا أمشي على خطتنا، وعما قريب سأجعلها تعلن إفلاسها، وأبعدها عن عائلتها كما أبعدتني عن أخي. 


تكذب؛ بل أصبحت محترفة في الكذب، حتى أن الكذب لم يعد يظهر على ملامحها، و إبنها صدقها بكل سهولة هاتفا: أنت فلترتاحي الان، أنا سأتكلف بالباقي وأسعدك. 


جميلة :وأنا متأكدة من هذا. 


كانت تسنيم تراقبهم في صمت، وعقلها يرفض فكرة الانتقام التي تذكر كل مرة أمامها، لتقوم وقالت: سأدعكم تتحدثون براحة أكبر. 


نظر لها بدر مستغربا حديثها وقال: ما بك يا تسنيم، في كل مرة نذكر هذا الموضوع تتهربين وترفضين مشاركتنا فيه. 


تسنيم :لأنني لن أتقبل هذه الفكرة مهما طال الزمن، وأنت أيضا ستتفق معي يوما ما، والان سأترككم الأن بمفردكم لدي موعد مع صديقاتي. 


غادرت تسنيم لينظر بدر لوالدته هاتفا :ما بها تسنيم. 


جميلة :أنت تعلم جيدا طبيعة شخصية أختك، هي فتاة مسالمة وترفض الاستعانة بالقوة والإنتقام، لذلك لا زالت متقبلة ما نحن مقبلين عليه. 


بدر: سيأتي يوم وتتقبل الموضوع.


جميلة :دعك من هذا الموضوع الان، لا بد أنك متعب تعالي معي لأخذك لغرفتك كي ترتاح قليلا. 


بدر :فلترتاحي أنت سأصعد بمفردي. 


ذهب بدر لتلاحقه جميلة بعينيها هاتفة: أنا أسفة يا بني، لم أخبرك بما فعلتك، لكنني أعلم جيدا أنك سترفض هذا لذا تصرفت بمفردي، لم أكن لأضيع فرصة كهاته من بين يدي. 


مضت الساعات وأسدل الظلام ستائره، ولا زال رعد يمشي ذهابا وإيابا أمام غرفة العمليات، وعقله مشغول على والده، وقلبه مجروح على زوجته التي لا زال لا يعلم إن كانت حقا من ارتكبت هاته الجريمة أم لا، ليقرر الطبيب إراحته قليلا حينما خرج وهو ينزع كمامته عن وجهه، واقترب منه رعد سريعا. 


رعد: أخبرني أيها الطبيب كيف حال والدي. 


الطبيب :فقد المريض الكثير من الدماء، والحمد لله تمكنا من تعويضه ووزع الرصاصة، ومن حسن حضه أيضا أنها أتت في الجهة اليمنى من صدره، فلو كانت في الجهة اليسرى لأصابت قلبه ومن الصعب إنقاذه وقتها، والآن سننقله لغرفة العناية المركزة حيث سيمضي هاته الليلة، وغدا سنرى وضعه إذا تحسن أو لا. 


رعد: هل أستطيع رؤيته. 


الطبيب :يفضل أن تنتظر حتى الغد من أجل صحته. 


غادر الطبيب ليتجه رعد ناحية غرفة العناية المركزة، فنظر لوالده من الزجاج، ثم اتصل بالحرس الذين أتوا سريعا وهتف: لا أريد أن يدخل أي شخص لهذه الغرفة غير الطبيب والممرضة المكلفين بحالته، هل كلامي مفهوم. 


الحراس: أوامرك أسيدي.


غادر رعد المستشفى ليستقل سيارته التي أحضرها الحرس، وقال: وصل الوقت لأعلم ماذا جرى، من كل قلبي أتمنى أن يكون والدي مخطئا، ولا تكوني انت السبب فيما حدث يا وعد، لأنني لن أرحمك وقتها. 


وصل في وقت قياسي للقصر، فوجد الحرس استيقظوا أخيرا، ثم ولج للقصر ينادي على رحمة التي خرجت سريعا وهتفت: سيد رعد الحمد لله على سلامتك، كيف حال السيد عمر. 


رعد: هو بخير والان أريد أن أعلم منك ما حدث بالضبط. 


رحمة :حسنا سأخبرك ماذا حدث منذ الصباح. 


رعد: انتظري لحظة، لما ستخبريني بشيء يخص الصباح. 


رحمة: لأن ما وقع له علاقة بما أحضرته السيدة وعد في الصباح. 


رعد: تحدثي لأرى ما لديك. 


رحمة :في الصباح، وبعد مغادرتكم للعمل؛ عادت السيدة وعد بعد ساعة، وأعطتني كيسا و أخبرتني أنها أعشاب مهدئة، وحينما تطلب مني تحضيرهم أنفذ، وقد كان كذلك، وقبل أن تصل السيدة وعد والسيد عمر أرسلت لي رسالة كي أقوم بغلي تلك الأعشاب وأعطيهم الحراس والخدم المتبقين في القصر بعدما ذهب الأغلب في إجازة ليومين، ولم أسألها عن السبب وراء طلبها، إنما نفذت مباشرة طلبها لأني علمت أنها تكره كثرة الأسئلة، وبعد أن وزعته على الجميع، ظل كأسي فقط، فأخبرتني الخادمات أنهن يشعرن بالتعب لذا سمحت لهم بالراحة قليلا، وأنا أخذت كأسي وذهبت لغرفتي، لأشرب القليل منه وأشعر بنفس الأعراض من ارتخاء ورغبة في النوم، لكنني لم أتأثر كثيرا لأن جسدي اعتاد على المنومات في إحدى فترات حياتي، وحينما نظرت من النافذة لمحت الحراس نائمين في الحديقة، وقبل أن أخرج لأرى ما حدث لهم؛ سمعت صوت صراخ السيد عمر مع زوجتك، وبعد دقائق قليلة سمعت صوت مسدس. 


رعد :هذا يعني أنك لم تشاهدي ما حدث بالضبط، ومن أصاب والدي بتلك الرصاصة. 


رحمة: هذا ما حدث يا سيدي، أنا سمعت صوتهم فقط. 


صمت رعد يفكر في حديثها أكثر قبل أن يقول :لكن أنت كيف علمت أن تلك الأعشاب تحتوي على منوم، ولما لم تؤثر فيك. 


رحمة: أنا في إحدى فترات حياتي كنت في وضع سيئ، ولم أكن أستطيع النوم لمدة طويلة، لذا أصبحت أتناول المنوم حتى أدمنته، ولم يعد يؤثر بي كثيرا، إضافة لذلك أنا تناولت القليل من العصير فقط. 


رعد: يمكنك المغادرة. 


عادت رحمة للمطبخ، فذهب هو لمكتبه يفكر في هذه المصيبة، ليفتح حاسوب وعد الذي كان يعلم أنه مرتبط بنظام كاميرات مراقبة القصر، فبدأ بتشغيلها ليرى ما حدث، فصدم حينما شاهد وعد تتناقش مع والده، وصدمته الكبرى حينما رآها تصيب والده، وبعد أن وقع هربت مع مسدسها. 


رعد: لماذا يا وعد، لماذا؟ 


رمى كل ما أتى أمامه في الأرض، وأصبح كثور هائج لا يرى أمامه غير اللون الأحمر، فسمع صوت هاتفه يرن لكنه لا يجيب، وبعد أن تعب المتصل توقف عن الإتصال، فجلس رعد يتنفس بقوة وهو لا ينوي على خير، ليبدأ في إعادة التسجيلات عله يجد ما يبرأ وعد دون فائدة. وفي المزرعة وبعد أن لم يستطع أحد التوصل لرعد أو وعد او عمر، اتصلوا برقم القصر فأجابت رحمة. 


رحمة :السلام عليكم.


نسرين :رحمة أخبريني هل يوجد شخص في القصر. 


رحمة: يوجد السيد رعد، لكن السيد عمر في المستشفى بعد أن أصابته بالرصاص. 


شهقت نسرين، وارتجفت يدها هاتفة :ما الذي تقولينه، عمر! ماذا حدث لعمر. 


رحمة :أنا أعتذر منك لم أكن أعلم أنك لا تعلمين شيئا. 


صرخت نسرين وجعلت الجميع ينتفض هاتفة: أخبرتك ماذا حدث لعمر. 


رحمة: ما أعلمه أن السيدة وعد أصابته بالرصاص، وأخذه السيد رعد للمستشفى وهو الآن بخير. 


أغلقت نسرين الخط وهي ترتجف، لتنظر لابنها مراد قائلة :خذني لأبيك يا مراد. 


جودي: ماذا حدث لعمر يا نسرين. 


نظرت لها نسرين بغضب، ولم تجبها نهائيا، ليستغرب الجميع من ردة فعلها، وهتف مراد :أمي ماذا حدث لوالدي.


نسرين لم تعد تستطيع الصمت أكثر، لتتحدث من بين دموعها هاتفة :أصابته وعد بالرصاص وهو في المستشفى الان. 


 شهق الجميع غير مستوعبين ما حدث، ليقول مراد :أمي لا بد أنك مخطئة، وعد من المستحيل أن تفعل هذا. 


نسرين :أخبرتك أنها أصابته، و بالرصاص.. هو الآن في المستشفى والله وحده عالم بحاله، والان هل سترافقني أم أذهب بمفردي. 


خرجوا معا وتركوا الجميع خلفهم مصدوم مما سمعوه، فقررت جودي وأحمد وماسة ولمياء وجنة وفهد العودة أيضا، وتركوا الأطفال مع الباقي، وبعد ساعتين وصل الجميع للمستشفى بعد أن استطاعوا التواصل مع رعد، وعلموا موقعه، فزاد حزنهم حينما رأوا عمر ممددا فوق ذلك السرير الأبيض غائبا عن الوعي. 


نسرين :ماذا فعلت يا عمر حتى أوصلتك لهاته الحالة، لما فعلت لك كل هذا، أنت تضعها في مرتبة ابنتك لماذا هي أذتك إذن. 


لمياء :لا تحكمي على وعد بهذه السرعة يا نسرين، انتظري مجيء رعد كي يشرح لنا كل شيء. 


أغمضت نسرين عينيها تحاول جمع ذرات صبرها، وبعد دقائق وصل رعد الذي أعطى أوامرا للبحث عن وعد، والوصول لها قبل الشرطة، وهو ينوي التفاهم مع وعد بنفسه. 


مراد :رعد ماذا حدث لأبي. 


نظر لهم رعد جميعا بنظرة باردة هاتفا: وعد أصابته بالرصاص بعد أن هددها بفضحها أمامي. 


شهقت ماسة تنفي ذلك الاتهام برأسها لتقول: وعد من المستحيل أن تفعلها. 


نظر لها رعد بقسوة مردفا: فعلتها وغدرتني، وعد التي أمنتها على روحي ووثقت فيها خانتني، ولو تأخرت قليلا لوجدت والدي ميتا. 


نسرين :أين هي تلك المجرمة. 


رعد :هربت، لكن لا تقلقي سأصل لها حتى لو كانت تحت الأرض. 


رأوا في عينيه نظرة من الإصرار والقهر والغضب الشديد إتجاه وعد، والتي اعتقد أنها غدرته، لا يعلم أن أحدا علم كيف يلعب جيدا، وحرك خيوط اللعبة بذكاء بعد أن تحكم فيها في آخر لحظاتها، واستطاع أن يقلب حياتهم كلها. 


شعر رعد بألم في قلبه، واعتقد أن جرح وعد له هو ما ألمه، وسبب له تلك الحالة، لا يعلم بأن ملكة قلبه تعاني وسط الظلام بمفردها. 


                   الفصل التاسع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 

لقراءة الجزء الاول جميع الفصول كاملة من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close