أخر الاخبار

رواية بيت السلايف الفصل الثاني والعشرون 22بقلم خديجة السيد

     

 رواية بيت السلايف 

الفصل الثاني والعشرون 22

بقلم خديجة السيد


لتتنفس الصعداء وهي تتمني داخلها بنجاح مخططها الثانيه للتخلص من جميله.


ابتسمت جميله بعفوية وهي تلعب مع الاطفال ثم اوقعت لعبه من يدها لتنزل براسها تاخذها وفي نفس الوقت اطلق الراجل الملثم عليها الرصاصة و انطلقت صرخة الاطفال برعب في حين شعرت جميله بذراعيها ينزف بالم برعب وهي تستمع الى أصوات الرصاص الذي يطلق عليها من كل جانب و يستهدف من الخارج لينهض الغفير بفزع اليهم يحمل سلاحه 


بينما شعرت جميله وباقتراب الموت منها بشده فأغلقت عينيها تستسلم لمصيرها المظلم الذي ينتظرها .

***


وصل جلال واسيف بعد مده.. هبط جلال يفتح الباب السياره لها وتنهد بضيق وهو يرى ملامحها العابسه ليمسك يدها ويسيرون لمطعم جميل ترك يدها وشد الكرسي حتي تجلس وذهب ليجلس امامها وبعد عده دقائق وضع النادل اطباق طعام التي طلبها جلال وذهب لينظر اليها جلال بهدوء وقال: 

-اسيف حبيبتي يلا عشان تاكلي 


اسيف بضيق:

- انا قلت لك قبل ما ننزل ما ليش نفس بس انت اللي صممت 


تنهد جلال مجيب بزعل:

- انتي لسه زعلانه مني

هزت راسها سريعا برفض قائله:

- انا مش زعلانه منك انت اللي زعلان مني يا جلال ومش عارفه ليه بس على العموم انا اسفه 


امسك يدها بحنو قائلا:

- لا ما تقوليش كده يا حبيبتي انا مش زعلان منك 

ابتسمت اسيف له علي لمسته قائله بحزن:

- امال بتبعد عني ليه 


نظر اليها جلال عدة ثواني ثم قال بقلق:

- اسيف انتي ممكن تسيبني في يوم 

اتسعت عينيها بشدة وقالت بلهفه:

-ايه اللي انت بتقوله ده يا جلال ، انا مستحيل

اعمل كده، انا ابعد عنك اكيد لا 

هتف جلال بلهفه متسائلا بخوف:

- بجد يا اسيف بتقولي كده من قلبك ، عمرك في يوم ما هتندمي على جوازنا

اسيف بقهر: 

-لا طبعا بس انت اللي بتبعد عني مش انا و ده اللي مضايقني و مزعلني منك


قبل يدها بعشق خالص وابتسم قائلا بسعاده:

- لا خلاص ما تضايقيش ولا تزعلي اوعدك من هنا ورايح مش هبعد عنك انا كمان يلا ناكل بقي 


هزت راسها بالايجاب بفرحه وبدأوا في تناول الطعام ، ثم ذهبوا ركبت معه سيارته ليضع بعض اغاني مزيله لملامحها العابسه لتنسجم مع الاغنيه وتفاجا باسيف تغني بصوتها رقيق ناعم جدآ. 


وبعد ربع ساعة اوقف جلال السيارة أمام الفندق لتهم بالترجل منها وهي تحمل اكياس الملابس التي اشتراها لها .

***


دلف عيسي الى الجناح بخطوات مرهقة جذب انظاره جلوس فرحه على الكنبة تحتضن جسدها بذراعيها ويبدو انها تبكي بصمت, رفعت عينيها بعد لحظات علي صوت خطوات قدمه لتظهر امامه منتفختين حمراوتين بشكل جعل قلبه ينبض بالم اقترب منها مسرعا واحاط وجهها بكفيه وهتف بنبرة جزعة :

- مالك يا فرحه بتعيطي ليه 


هزت راسها بتوتر وقالت بصوت متحشرج : مفيش حاچه

اقترب اليها بحنان يمسح وجهها بانامله وهتف بجدية :

- فرحه انتي بجالك اسبوعين على اكده وكل مره تجولي لي حجه شكل فيكي ايه يا بت الناس اني مش حمل اللي انتي بتعمليه ديه لو كل ديه عشان موضوع اخوكي انـ..


قاطعته من وسط شهقاتها المتتالية :

- عيسي اني غلط غلطه كبيره جوي ، و رايداك تسامحني 

عقد حاجبيه باستغراب وقال بقوة:

- غلطه ايه ديه 


قالت بصوت باكي مرتجف بصدق :

- عجول لك بس بالله عليك ورحمه ابوك يا عيسى تسامحني وما تعملش حاچه تودي روحك في داهيه , بس مش جادره اسكت احساس الذنب بيموتني كل يوم


عيسي بصرامة وبريق شرس يلمع بين مقلتيه: اخلصي و جولي في ايه اني مش ناجص لت الحريم ديه ، عملتي ايه يا فرحه مخلياكي مش جادره تحطي عينك في عيني اكده 


اخذت تنظر الى عينيه السوداوين بملامح خطيرة قبل أن تقول بصوت مرتجف:

- انا خرجت من وراك وجابلت ماهر 


قد تسلط الشيطان امامه ونسيت من هو عيسي الجبالي وكيف يكون غضبه الذي لا قبل للرجال به, فهو كالبركان ما ان ينفجر لا يبقى ولا يذ ليرد بهدوء خطير :

- كملي مينفعش تجي اهنه وتسكتي متخليش مخي يروح ويودي 


صمتت فرحه في ذعر بينما اقترب عيسي و مد يده ليقبض على راسها فسقط وشاحها جانباً بينما تتاوهت بألم وهو يقول بصياح وغضب جعل اوداجه تنتفخ وبشدة وقد نسي من فرحه وطاهرتها لكن غيرته كرجل صعيدي يصعب توقفها: 

-انــــطـــجـــي 


***

بعد مرور ساعتين


ترجل دياب من سيارته بخوف للمستشفي سريعا ودلف الإستقبال يسال عن زوجته وعلم مكان الغرفه وذهب اليها 

تقدم دياب من الغرفه ولاحظ الدكتوره ليقول بصرامة:

- مراتي چميله حصلها ايه 


هتفت الدكتوره وقالت بهدوء:

- اطمن حضرتك ده مجرد خدش رصاص في ذراعها و عالجنها 


تقدم دياب بتعجل دون ان يجيبها وتوجه الى داخل الغرفه وهو يكاد يركض ليجد سيده في اواخر الاربعينيات ذات بنيه قويه تجلس على مقعد مريح بجانب الفراش تنهد دياب وهو ينظر بارتياح الى الفراش الممتدة فوقه زوجته وحبيبته جميله الغارقه في النوم بفعل المخدر التي اعطاته اليها الطبيبة 


وقفت السيده باحترام في حين توجه دياب اليها وهو يقول بقلق: 

-چميله .. چميله 


تقدم بفزع وهو يجلس على الفراش بجانب جميله الغارقه في النوم ثم مال عليها يرفعها بين زراعيه بشوق وتوتر ويده تضمها اليه بخوف وهو يقبل اعلى راسها ويضمها اليه بحمايه ليقول بصوت مخنوق من شدة التأثير:

- چميله حبيبتي ما بترديش عليا ليه ايه اللي حصل لك يا جلبي واني بعيد عنك 

دخلت الدكتوره وقالت :

- ما تقلقش انا اديتها مخدر عشان اعرف اخيط الجرح دلوقتي هتفوق


ابتسمت الممرضة بخجل عليه وفتحت جميله عينيها ببطء وهى تهتف باسم دياب بخوف , عاودت غلق عينيها وهى مازالت تتمتم باسمه شعرت بمن يربت على راسها بحنان ففتحت عينيها فطالعها اول شئ وجه الممرضة ابتسمت لها قائلة: 

-حمد لله على سلامتك 


رفع دياب وجهها الملطخ بالدموع الجافه يتاملها بعشق وشفتيه تمر بلهفه على وجهها:

- چميله.. حبيبتي انتي زينه حجك عليا اني كنت بعيد عنك وانتي تعبانه 

حاولت التركيز لتقول بتعب وارهاق:

- انا كويسه 


تنهد دياب بارتياح وقال بصوت خافت وهادئ: 

-الحمد لله .. الحمد لله

ثم تطلع حوله حمحم وابتعد عنها باحراج وقال : الحمد لله


ابتسمت الدكتوره وقالت بهدوء: انا بلغت الظابط وهيجي كمان شويه يحقك 

معاكم المدام اتضربت بطلق ناري وكمان ممكن لقدر الله كان حصل لها حاجه 


انتبه دياب علي حديثه الطبيبة نظر لها بحدة قائلا بغضب:

- اضربت برصاصه انتي بتجولي ايه يا دكتوره مين ديه اللي كان رايد يجتل چميله هي ما لهاش اعداء اصلا و بلدها القاهره حتي مين ديه اللي يجدر يهوب ناحيه حد من عائلتي ديه اني كنت نسفته من علي وش الدنيا


قالت الدكتورة:

- يا استاذ اهدي واللي حضرتك بتقولي مش هيحل حاجه الاحسن لو شاكين في حد تقول للظابط وهو يتصرف ومش شرط حد عاوز يقتلها هي.. ممكن كان يقصدك انت 


وهنا صمت دياب لحظه يفكر بعدم تصديق في عيسي هل من الممكن أنه هو من ضرب جميله حتي ينتقم منه لاجل ما فعله في الارض هتف بعدم استيعاب وصدمه: 

-معجول عيسي


_____________________


كان يجلس ماهر بضيق مكتوم وهو يتذكر تفاصيل مشاحنه مع دياب، دلف دياب وهو يبحث بعينيه عنه الى ان وجد ماهر جالسا على الأريكة و يتطلع امامه ببرود فاقترب منه قائلا بغضب:

- اه يا حيوان


انتفض ماهر وهو ينظر له بصدمة فلكمه دياب فترنح للخلف ساقطا على الاريكة ,هم دياب بلكمة مجددا فمنعه صلاح والده قائلا بجدية:

- خبر ايه يا دياب  بتضرب ابن عمك ليه              

لم يجيب بل كان ينظر لماهر بغضب شديد, امسك دياب بياقة قميصه قائلا بغضب شديد وهو يرفعه من جلسته: 

-اسمعني زين ياض انت من غير لت وعجن كتير هي كلمه واحده، لا ديه تحذير كومان لو هوبت ناحيه فرحه ثاني لاكون كاسر رچلك الاثنين وسط الخلج كلاتهم


ابعد ماهر يديه قائلا بغضب وهو يعتدل فى وقفته: ايه مالك داخل اكده ليه انا عملت لك حاجه ولا جيت جنبك ولا جنب اختك ما انا قلتلك هي اللي ...

هم دياب بلكمة فمنع نفسه علي اخر لحظه قائلا بشراسة: 

-اخرس يا كلب يـ*  اني اكذب الدنيا كلاتها ولا اصدج حاچه علي خيتي  انت اللي تربيتك زباله و واحد ابن الـ** وما تعرفش يعني ايه اصول  


ثم نظر الى صلاح بحذر وقال بحده:

- ابجي علم ابنك الاصول  وربي يا صلاح بيه من اول وچديد بدل ما انت ملهى في جمع الفلوس والمخططات اللي بتعملها ليل ونهار 

ابتلع ريقه صلاح قائلا بتوتر:

- ما اني مش فاهم هو عمل لك ايه بس  ما انت لو تجول لي وانـ 

قاطعه دياب بلهجة حادة وأمر:

- اني مش جاي اتحدد كثير لان اللي زيك ما يستاهلش العتاب بس جسما بالله يا ماهر لو عرفت انك كلمت فرحه ثاني ولا فكرت بس تهوب ناحيتها لا عجلب عليك واني جلبتي وحشه يا ماهر  حتى اسال ابوك 


نظر ماهر بغضب مكتوم وهز راسه عدة مرات صلاح بخوف حتي رحل دياب للخارج ليقول صلاح بحده:

- في ايه انت عملت ايه بالظبط  


ابتسم ماهر بخبث وهو يقص علي والده ما فعله مما جعل والده يطالعه بدهشة ومكر قائلا بضحك: 

-يا ابن اللذين ديه انت طلعت دماغك شيطان كيف ابوك بالظبط  


***


صمتت فرحه في ذعر بينما اقترب عيسي و مد يده ليقبض على راسها فسقط وشاحها جانباً بينما تتاوهت بألم وهو يقول بصياح وغضب جعل اوداجه تنتفخ وبشدة وقد نسي من فرحه وطاهرتها لكن غيرته كرجل صعيدي يصعب توقفها: 

-انــــطـــجـــي 


نظرت اليه فرحه وقد غرقت معالم وجهها في دموعها المنهارة ليكمل بعدم تصديق قائلا بحده: انتي واعية للي جولتيه ديه فاهمه معناه ايه لما تروحي تجابلي راچل من ورا جوزك لاه وكمان يكون الراچل ديه ابن عمك وطليجك 

هزت راسها بسرعة وقالت بخوف محاولا  التحدث : 

-ااا عـ عيسى لاه اوعي تفهم اكده 


ابتسم من زاويه فمه ساخره ليقول بين غضب واسى:

- امال ايه هو الصوح يا بت عمي ايه لساتك بتفكري فيه وحنيتي للجديم ما عاوزاش تنسى اللي فضلها عليكي وراح اتجوزها من وراكي عشان مش بتخلفي  


نظرت إليه بمرارة فهذه اول مرة يعايرها بعدم الإنجاب في حياته ولاول مرة تري قسوته  اقتربت منه حتي تحاول التحدث لكن دفعها بقوة جانبا, كأنه لا يري امامه سوى الغضب والغيره فقط 

فرحه بشهقة عالية: 

-انت بتجول ايه يا عيسى, اني مستحيل ابص لغيرك 


عيسي بصرامة وبريق شرس يلمع بين مقلتيه:

-سنين واني شايل جوايا ومعبِّي, واجول خلاص يا واد احنا ولاد انهارده, فرحه ما لهاش ذنب بللي بيعملوا اخواتها, فرحه اكيد نسيت ماهر ومش في عجلها, سنين واني كاتم جوايا, فكرك مش شايفك واحده من عيله حماد الجبالي اللي ابوها اتفج مع عمي صلاح علي ابوي عشان ياخذ منه شجى عمره وارجع اجول فرحه ملهاش ذنب في اللي بيعمله دياب وكان اخرها حرج الارض و كان هيكون السبب في موتي 


ليصرخ عاليا:

- لكن توصل بيكي انك ما تعمليش جيمه وتكسري عيني يبجى لاه ادفنك مُطرحك ولا انك تكوني سبب في اني احط راسي في الطين على اخر الزمن لاه ومن فُجرك راحه لي وكومان برجليك 


شعرت وكان عده طعنات شقت قلبها بجرح عميق بداخلها, لم تصدق فرحه ما سمعته اذنيها, هل الذي امامها ذلك عيسي الذي احببته, فجاه تغيرت صورة فرحه في نظره هو ذلك الرجل التي كانت تسيّرها رهبتها القويه, لم تسال نفسها هذا الصامد ما شكل جبروته وغضبه عندما يشتعل,كانت طوال الوقت تخشى وتهابه لشخصيته القوية, لكن عندما تزوجته لم تري اي غضب ولا اهانه بلا كان طيب متصالح مع ذاته وعاقل ذو صفات طيبه والتي اكتسبتها منه ،هو الدائم الابتسام والطيبة, لذلك كان عيسي هو فتى احلامها, بينما الذي امامها صورة مطابقة منه لكن ليس هو عيسي


ارتمت هي اسفل قدميه وقالت وهي لا تتصور ان تخلو حياتها من عيسي, فهذا رجلها وحبيبها قبل ان يكون ابن عمها هتفت برجاء:

- جسما بالله ويمين تلاته ان عمري ما اتحدت مع ماهر واصل, بعد جوازي منك غيرشي هو اليوم دِيه مره واحده, انت مخبرش اني كنت راحه ليه اصلا ليه هو كان بيتصل بيا كثير بس اني عمري ما كنت برد عليه  عشان باحبك يا عيسي وانت مالي عيني, اني اللي خلاني اروحله لما اتصل بيا وضحك عليا وجالي معايا فيديو مصوره لابوه وهو بيعترف ان الارض بتاعتك انت واخواتك, اني اما صدجت عشان الخلاف اللي ما بينكم يروح وترجعوا كيف زمان انت و دياب  بس احلفلك على مصحف اني من وجت ما بجيت مرتك على سنة الله ورسوله عمري ما فكرت في غيرك واصل, اني مش خاينه يا عيسى, مش خاينه يا ولد عمي


جذب بعنف يده بعيدا ونظر بشراسة اليها متسائلا:

- هو كومان كان بيتصل بيكي من ورايا  ديه انتي شكلك ملبساني العامه من زمان يا فرحه  جابلتي فين وكام مره  

هبطت دموعها تغسل عينيها الى الاسفل خدها لتقول بمرارة:

- بس يا عيسي ما تجولش الحديد ديه اني مش اكده وانت خابرني زين  اني بس اللي السكينه سرجتني و اتسرعت وفكرت من غير عجل 


كان يشعر بها، بتمزقها و يشعر بكل شيء تمر به ولكن لم يجيب بل كان هو من يجرح مشاعرها و يؤلم احساسها  اكثر

جز علي اسنانه بعنف هاتفا بعصبية مفرطة:

- مش دي الاجابه اللي مستنيها كنت بتجابليه فين يا فرحه 


نظرت له بياس واجابته بمرارة :

- هي مره واحده بس طوعته ورحت اجابله عشانك انت واخوي تتصالحوا وجابلته في مكان عام في الشارع عند جبله الترعه  واول ما حسيت من حديته بيلاوع مشيت وسبته على طول حتى اسال دياب ، هو شافني واني معاه و زعجلي برده 


نظر اليها بعدم تصديق واشاح بعينيه بعيدا, فانحنت على يده تقبلها وهي تغسلها بدموعها هاتفة:

- احب على يدك تصدجني, صدجني وسامحني, اني طول عشرتي امعاك زعلتك مني واصل, كل اللي كنت بتجول عليه كنت بنفّذه بالحرف الواحد, ربيتلك ابنك على انه ابني وكنت راضيه, اني خابره ان اني غلطانه واعمل ما بدالك فيا مش عجول لك لاه  بس لاه متوجعنيش وتكسرني اكده, ما جدراشي يا عيسي, إلا تيجي منك انت افهمني


قال بقسوة واستهزاء:

- هي كومان فيها دياب ، وليه جيتي على نفسك وحكيتلي ما كنتي كملتيها من ورايا و غفلتني اكثر كان بيتحدد امعاكي من ميتى 

ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة و تزال راكعة على ركبتيها امامه وتحدثت بتلعثم واضح: 

-يوم ما دخلت المشفى بس اني جفلت السكه في وشه والله العظيم  ورحمه ابويا وامي هو ديه اللي حصل 


هز رأسه باسى واسف, وهو يردف بغضب: 

-اخر حاچه كنت اتوقعها تيجي منك انتي يا فرحه 

نهضت بصعوبة من الاجهاد والتوتر النفسي لتقول بترجي مرير:

- غلطت وانت طول عمرك جلبك ابيض وبتسامح  سامحني يا عيسى اغفرلي  احلفلك بالله انه ما في حاچة في بالي من الحديت الجديم دِيه, اني بحبك جوي يا عيسي يمكن اكون زودتها لما رحت لي ماهر ااا  بس انا اهو جدامك وبجول لك حجك عليا  


رفع راسه ناظرا اليها ليرد بحدة:

- بسامح في اللي يستاهل يا فرحه مش لما يكون الغلط راكبك من ساسِك لراسك  

نظرت بيأس وقالت فرحه بمرارة:

- واني ما استاهلش منك تسامحني يا عيسى  جي عليا بالجوي اكده ليه يا ابن عمي 


نظر اليها بغضب وجذب يده من بين يدها وهو يزفر بضيق شديد ليرحل للخارج دون اجابه  لتسقط ارض وهي تسدل عينيها الى الاسفل بانكسار موجوع لتدخل في نوبه بكاء مرير

***


بعد منتصف الليل في ايطاليا  ينظر نحو السقف غرفه الفندق و الهواء العليل يحرك الستائر والقمر يسقط شعاعه علي الغرفه وعلي صدره تنام المراه التي جعلت قلبه ينبض من جديد ،اسيف  كانت نائمه بهدوء واصوات تنفسها منتظمة وشعرها البني الحرير مبعثر خلفها واعلي صدره 


تاملها جلال علي ضوء القمر بحب لا يصدق حتي الان انها اصبحت اخيرا زوجته  ولاول مرة في حياه يشعر بالسعادة، كانت غائبه عنه  وكان يظن انه سوف يظل حزينا شاردا  ضائعا  ولكن اصبحت حبيبته طول العمر وبين يده الان  امسك بيدها يقبلها بعشق جارف  وهو يتذكر تفاصيل ما حدث بينهما منذ قليل  


بعد ان اوصل جلال اسيف الي الفندق وحمل معها شنط الملابس الذي اشتراها لها منذ قليل  استأذنت اسيف لترتيب وتنظيم الخزائن  هز جلال راسه مبتسم و دلف الي الشرفه يعمل كم اتصال الي الصعيد يتصل على المنزل يحادث والدته ويطمئن علي الجميع. وعندما انتهى من محادثة والدته دلف يبحث عن اسيف وهو ينده عليها عدة مرات ولم تجيب  

- اسيف بتعملي ايه ده كـ .. 


قالها وهو يفتح باب الغرفه ابتلع كلماته ما ان وقعت انظاره علي اسيف تقف بثوب احمر من الساتان المزين كان يبدو أنها تبدل ملابسها  كانت امامه شبه عاريه بذلك القميص القصيرة يظهر جسدها الذي لامس الارض, بشعرها القصيرة نسبه و وجهها المزين بحمره الخجل وحمره شفتيها المخمليه الكريز, جعلته يبتلع ريقه بجفاف حلقه وهي تجرفه لمشاعر كان قد كتمها منذ اول يوم زواج مراعاه حالتها ولكن الان تقف امامه بابتسامة خجوله تهتف بحياء:

- كنت عاوز حاجه بتـ ..


لم تكاد تكمل كلماتها حتي تفاجات به يهم بها ليكمل باقي زواجهما يشعر لاول مره كما تمني, اشتهي طول ايام واسابيع وشهور يسكت شوق وجوعه بقبلات متتاليه ولمسات اذهبت عنه هموم ايام وطول ليالي. يمنح زوجته لذه وشعورا غريبا استحقته بجدراه  حتي هي لم تبخل عليه لتغدق عليه بانوثتها وتطربه بصوتها الناعم العذاب، كانت حقا تمتلك شعور غريبا تجاه ليس كسحر لكن كحقيقة  

لذلك استسلمت له دون مقاومه حتي هو شعر بذلك انها لا تمانع لذلك اقترب هذه المره دون تراجع ، لينتهي به الأمر مستلقيا على ظهره  وزوجته تتوسط صدره بخجل شديد تشعر بشفاه علي جبهتها وانفاسه الذكية تداعب وجهها .


تنهد جلال مبتسماً بعشق وكأنه امتلك العالم واصبحوا زوجان ، زوجان عاشقان .

***


- مـــاهــــر  مـــاهــــر  انت فين أطلع بره لو راچل مـــاهــــر


قالها بصراخ كبير وخرج ماهر باستغراب بالفعل حينها اقترب من عيسي وتفاجئ عندما جذبه بعنف من ياقه قميصه وهو يصرخ فيه بجنون :

- كيف تسمح لنفسك تجرب على واحده متجوزه  الظاهر ابوك من كثر ما هو مشغول سابك لتربيه الشوارع  والنتيجه اهي  طلعت واحد ما عندوش نخوه ولا دم  يبلف على الحريم من وراء رجالتهم ،ده انا هشرب من دمك دلوج 


نظر اليه ماهر بغضب و صراخه الذي ارعبه فعليًا لكن تشجع رغما خوفه ليقول بسخرية :

- مش ممكن تكون هي اللي جاءت لي بمزاجها لما زهقت منك  اصلك بصراحه يا عيسى شكلك مش من النوع اللي بيفضلوا الستات مره واحده تموت متعمرش معاك والثانيه تحن لجوزها الاولاني  

ليكمل ببرود غير عابئ بالنار التي تشتعل امامه:

- وحسيت انها غتسرعت ونفسها تسيبك و ترجع للحب القديم  يبقى ما تجيبهاش فيا بقى انت اللي مش مالي عينيهم


اتسعت عيناه عيسي بذهـول وهو يحدق بعيناه التي تفيض غلا وشراسة وغيرة ،

ليقترب بوجهه امامه ناظر بعينه بقوه ارعبته وهو يرفع راسه بشموخ :

-طب وليه ما تجولش انهم بيسبوك عشان انت مش راچل اصلا في نظرهم  


احمرت عيناه ماهر بغضب شديد وقال: 

-مين ده اللي مش راجل يا***

ولكنه لم يكمل وبدا عيسي وهو يدفعه بجسده نحو الحائط بقسوة حتى عاجله بلكمة عنيفة جعلت ماهر يرتد للخلف بقوة ليقع من المفاجاة ليظل عيسي يضربه بحركات عشوائية تعبر عن غله الذي يحتجزه بحاجز من الثبات، فظل يزمجر بجنون وكانه انفجر،وهو يردد بصوت كان كالسياط تجلده : 

-هجتلك يا ابن الـ**  هجتلك 


فساله ماهر بنبرة مستفزة مبتسمًا لاهثه من الضرب :                                                                  

- ايه شكلك مضايق ايوه هي قالتها لك في وشك مش عاوزك خلي بقي عندك دم وطلقها هي كانت ليا من الاول وهترجعي ليا يا عيسى  


ازداد جنون عيسي الذي ازدادت ضرباته عنفًا فيه وبالرغم من الالم الذي حط بجسد ماهر الذي ارتمى ارضًا من كثرة ضربات عيسى الا ان ابتسامة مستفزه علي وجهه،استمر بضربه في اماكن متفرقة في جسده وكانه مع كل ضربة يقتل خلية من خلايا كرهه له ولعائلته 


و لولا الحظ دلف صلاح من الباب فكان في الخارج ليفزع من منظر ابنه وعيسى يعتلي بضربه مبرح. كاد أن يفقد وعيه فعليًا ولم يتركه حتى جاء صلاح يبعده عنه بصعوبة  

***


في منزل دياب   


اسند دياب جميله اعلي الفراش قائلا بجدية:   -سمعتي حديد الدكتوره اياكي تتحركي وهي عتعدي عليكي بعد يومين تشوف الجرح


هزت راسها بمعني بنعم لتقول بضيق متعب:    -خلاص يا دياب قلتلي يجي عشر مرات واحنا جايين في الطريق  حاضر مش هتحرك  وانت ما تخافش اوي كده انا كويسه 


نظر اليها بغضب مكتوم ليقول بحزن:

- عارفه الرصاص بس لو كانت جت في مكان ثانى غير ذراعك كان ممكن ايه اللي يحصل  الحمد لله على كل شيء 

ليكمل تابع بتوعيد:

- بس جسما بالله ما عارحم اللي عمل اكده  

- مش اللي انت بتفكر فيه يا دياب 


قالتها جميله بجدية فقد سمعت حديثه في المستشفى لتكمل قائله:

- بلاش تظلم حد يا دياب وانت مش متاكد  وبعدين ايه اللي يخلي عيسي جوز فرحه يعمل كده بس 

اجاب دياب بحده:

- عشان موضوع الارض اللي حرجته بينتجم منى فيكي اكيد


تنهدت بضيق قائله وهي تحاول جذب انتباهه عن الحقيقة حتي لا يتهور:

- طب لو نفترض كلامك صح ، ايه اللي يخليه يسكت المده دي كلها ، موضوع الارض ده عده عليه شهور ما كان عمل كده من بدري 

لوي شفته بسخرية هاتفا بغضب:

- ما تبجيش طيبه اكده يا چميله بزياده  جايز يكون كان بيخطط ومتربص ليكي عشان يختار الوجت الصوح ويعمل عملته  كيف ما يكون كان مراجبنا ومستني اليوم والوجت اللي مش موچود فيه في الدار  وبعدين لو مش هو مين غيره هيكون رايد يؤذيكي


هزت كتفها بعدم معرفه لتقول يتعب: 

-ما اعرفش والله يا دياب انا بجد ما شفتش حد انا كنت مشغوله مع الاولاد بلعب معاهم وفجاة سمعت صوت صريخ الاولاد وحسيت بوجع بدراعي  الحمد لله انها جت سليمه  بس عشان خاطري بلاش تتهور قبل ما تتاكد حتي


وقبل ان يجيب عليها سمعت صوت هاتفه ليجيب ليسمع صوت فرحه تقول وسط شهقاتها:

- ورحمه ابوك وامك لا تلحج عيسى يا دياب  اني جلتله على كل حاچه عن موضوع ماهر وهو راحله دلوج الحج ليموته ويودي نفسه في داهيه

***


اتق شر الحليم اذا غضب.. فتصرفه بالسكوت والمسامحة يدل على قدرته على التحكم في نفسه وفي غضبه الى حد معين ولكن ان ازداد عن ذلك فمن الطبيعي ان يغضب حتي الغضب قليلا علي ما يشعر به الان عـيسي  


كذب وخداع، كراهيه وحقد وغيره ..خذلان كل تلك الصفات يشعر بها لا يصدق حتي الان ما فعلته فرحه به اتذهب الي رجل غريب عنها والاصعب كان طليقها في يوم مهما كانت الظروف والاسباب لا يرى غير تلك الاسباب وانها اخطات خطا كبير لا يستطيع الغفران   


ذهابها مع شخص ما يشعل بريق الغضب في عيناه وتبرز عروق عنقه بشكل مخيف واشتد يده على شكل قبضة مُعدًّا نفسه للهجوم على اي من يكون ثم سار نحوها كالصقر الذي يحلق نحو فريسته بلا تفكير الي ماهر حتي يصب غضبه قليلا لكن ذلك حتي لا يخمد النار التي تشتعل داخله   

- عيسي

  

قالها دياب بجمود لا يعكس ولا يعبر عما كان عليه قبل قليل منه تجاهه، لكن ذهب سريعا اليه عندما سمع بكاء فرحه و ذهابه الي ماهر ومن الممكن ان يقتله ، هو كان سوف يذهب اليه ليعرف هل هو من ضرب جميله بطلق ناري ام لا، تطلع عيسي ببرود يخفي خلفه الحمم البركانية المتقدة بثناياه تابعه وهو يخرج من السيارة بثبات كان يقودها سريعا حتي يلحقه قبل أن يتهور لكن نظر الي الدماء التي بيديه ليعرف بان ذهب اليه وانتهي الامر 

- موته ولا لسه 


قالها دياب بسخرية, ليفهم عيسي عن من يتحدث ليقول بجمود: 

-فارج معاك جوي لسه عايش ولا ميت ما صحيح مين غيره هو و ابوه اللي هيخطط ليك مره تولع في الارض وتجتل و تحرض واحده متجوزه على جوزها لحد ما اطلجها وترجع لابن عمك من ثاني  هو ديه بجي كان الاتفاج اللي ما بينكم 


نظر دياب بقوة ثم صاح يساله مستنكرًا :

- ليه شايفني مش راچل عشان اتفج على حاچه كيف ديه معاهم  ،وبعدين لما انت اكده عامل فيها شيخ منصر و مابتغلطش  مش لما تعوز تاخد تارك برده تأخذه من رچاله مش من حريم  


عقد حاجبيه متسائلا بحده: 

-وضح حديدك تجصد ايه 

نظر اليه بحده متسائلا بخشونة:

- عسالك سؤال يا عيسى وخابر زين انك لو طلعت انت اللي عملتها مش عتكذب وهتمشي تفتخر انك عملت اكده  انت اللي ضربت چميله مراتي بالنار وكانت هتموت لولا ستر ربنا  

ابتسم بقوه عيسي وهتف بصوته الصارم الجاد: اديك جولتها لو عملت هامشي افتخر بكده 


وارتفعت شفتيه الى الجانب بسخرية قائلا:

- الظاهر اكده اعدائك بجوا كثير يا دياب ابجى خلي بالك من نفسك واهل بيتك  

جز علي اسنانه بعنف هاتفا بعصبية مفرطة:

- يعني مش انت يا عيسي اللي ضربت مراتي بالنار  


اشتعلت النيران باوداجه فجاه فجاهد على كبت غضبه ليحل مكانه البرود المثلج وهو يغمغم:

- اني عمري ما كانت نيتي الانتجام ولا اخد طار من حد  بس الحديد ديه كان مش دلوج  

تساءل بضيق ليزمجر بعصبية:

- يعني ايه 


انكمشت حدقتيه بغضب مخيف وطفح الكيل به من سكوته و مسامحته عن الجميع , ليقول بتهديد مُثبتا نظراته الشرسة بمقلتيه:

- يعني من اهنه ورايح مش عاسكت لاي حد على اي حاچه يعملها معااااايا ومهما كان مــيــــن وبذات انت يا دياب رصيدك عندي من الانتجام عالي جوي  ولازمنا ارد لك كل حاچه عملتها معايا زمان يا دياب 


قبض دياب على يده بقسوة ثم زمجر باهتياج قائلا: 

-هات اخرك يا عيسي وريني عتعمل معايا ايه  

ارتفع حاجبه الى الاعلى بسخرية تامة ليحدق به بشراسة مرعبة قائلا: 

-ثمن اللي انت عملته فيا يا دياب هيدفعه غيرك واختك هي اللي هتدفع تمن اخطائك وغبائك علي انك صدجت في يوم ان الارض بتاعتك  كنت بحامي زمان وبسامح على حجي لكن دلوج جي وجت الحساب  


امسكه دياب من تلابيبه يزمجر فيه بجنون وكانه سيرتكب جريمة حتمًا :

- وانت مالك ومال فرحه حسابك معايا اني يا عيسى 


امسك يده بعنف عيسي يهدر بغضب : 

-ما هي غلطه هي كومان ولازم تتحاسب  مش راحت تجابل ماهر من ورايا من غير ما ترجع لي ولا تعمل لي حساب  المفروض انت لو راچل فعلا تحسبها على عملتها . 

دياب بانفعال:

- هتستجوي على حريم علي اخر الزمن يا عيسى 


ثم اخذ نفس عميق بضيق قائلا:

- طب طلجها او سيبها اني اربيها و احاسبها على غلطتها ، انما اوعي تفكر يا عيسى تمد يدك عليها ولا تعملها حاچه واسكتلك  هي اصلا لما كانت بتتحدد معايا عشان اجي الحجك كانت معيطة يعني شكلك عملت لها حاچه 


اشتعل غضبا من سيطرته المهيمنة وهتف بنبرة تشع تملكا:

- ما لكش صالح مراتي واني اعرف اربيها زين 


صاح بنبرة عاليه:

- ودي أختي يا عيسى  

تطلع فيه بجمود وقال بنبرة حادة : 

-تصدج صوح كيف محسبتهاش اكده فرحه فعلا خيتك وخيت ضاحي و ابوها عمي حماد المحترم اللي راح يلعب علي ابوي هو وعمي صلاح  عشان ينصبوا علي ابوي يبجي كيف ما لهاش ذنب  بس اوعدك من اهنه ورايح يا دياب هي اللي هتشيل شيلتكم كلكم  واحد واحد 


ليفقد السيطرة دياب و بدا يضربه بعنف ويكرر سؤاله بلا توقف يهاجمه : 

-هطلجها يا عيسى 


عيسي يسحبه من ملابسه بعنف وهو يصرخ فيه هو الآخر :

- مش هطلجها يا دياب  

***


اقتربت لتهمس له في أذنه تداعب عنقه بانفاسها: الفطار بقي جاهز مش عاوز تفطر معايا 

رمش عيونه جلال ببطء عندما شعر بانفاسها وخصلات شعرها الناعمة علي بشرته  ليستمتع بها ملتزما الصمت لأنها لمست وجنته بشفاهها لتطبع قبله ناعمه كانت اجمل ما قد يتلقاه في الصباح ، تكتسح ملامح وجهه ابتسامه عريضه ليقول ببحه رجوليه ناعسه:

- خايف افتح عيني اكون بحلم كل ده  


اتسعت ابتسامتها هي ايضا تجيب:

- تؤ مش حلم  دي حقيقيه  

فتح عينيه ليجده ملامحها السعيدة، ليتأملها قائلا بشرود:

- خايف اتعود على الوضع ده  


هزت كتفها بهدوء واجابت ببساطة:

- طب ما تتعود على كده  فين المشكلة 

اعتدل اليها وتلقاها ذراعه يحتضنها بعشق شديد وهو يمرر يده على جسدها يطمئن نفسه قبلها ثم قبل اعلى راسها وهو يقول:

- معني كلامك مش هتمشي وتسيبيني 


احتضنته اسيف اليها بشده وهي وضعت يدها على وجنته لتقول بحب:

- مش عاوزه اسمع منك الكلام ده تاني انا معاك ومش هسيبك ومفيش حد هيقدر يبعدنا عن بعض


مرر جلال يده بحب بداخل خصلات شعرها البني الغزير وهو يقول بنبرة حانيه:              - انا مليش غيرك يا اسيف ولو في يوم فكرتي 

تمشي وتسيبيني هضيع من غيرك  مش هقول هموت لاني في النهاية هعيش  بس هبقي اللي عايش من غير روح  مش هقدر اكمل من غيرك حياتي 


احتضنها وضمها اليه بقوه وهو يقول بصرامة هادئه: 

-احنا هنبتدي مع بعض بدايه جديده خالص هننسى فيها كل الي فات ، بدايه مفيهاش غير اسيف وجلال بس  


رفعت اسيف وجهها اليه وهي تبتسم بسعاده:

- ربنا يخليك ليا يا حبيبي وميحرمنيش منك ابدا  

مال جلال على شفتيها يقبلها وهو يقول بشغف: الشفايف الحلوه دي بتقول ايه مش سامع


نظرت اليه اسيف بابتسامة عريضة:

- بتقول ربنا ميحرمنيش منك ابدا

احتضنها جلال اقرب اليه وهو يهز راسه برفض قائلا:

- مش دي اللي قبلها  الكلمه التانيه


اسيف بخجل:

- قولت حبيبي و..  

ليبتلع باقي كلماتها بداخله ويده تلتف حول خصرها تضمها اليه وهو يقبل عنقها بعشق ثم بدأ يقبلها بنهم ولهفه شديده ليتوه بداخل جنة عشقها .

***


صرخت احلام بعصبية وهي تتحدث مع الراجل التي استاجرته لقتل جميله :

- يا غبي يا حمار يا اللي مش بتفهم  عامل  فيها جامد وهتعرف تموتها  اهي الطلجه جت في ذراعها ولسه عايشه  

- يا ستي احلام طب اني ذنبي ايه والله لولا أن هي اللي اتحركت كان زمانها ماتت  


جزت علي اسنانها بعنف هاتفه بغضب:                           

- طب اجفل يا غبي وتستخبي في اي حته الكام يوم دول, عشان اكيد مش عيسكتوا وهيبلغ البوليس مش ناجصه مصايب  


جلست احلام في غرفتها تاكل في نفسها من الغضب الشديد فهذه ثاني مره تحاول قتلها ولا تستطيع وتنجي بكل سهولة، المره الاولى عندما امرت زينب ان تضع السم في العصير وتعطيه لها  لكن لقد كشفت لعبتها زينب بالصدفه ، والمره الثاني اتفقت مع رجل يعمل مع والدها حتى يقتل جميله لكن دائما للقدر راي اخر . 


احلام بقسوة شديدة:

- ماشي يا چميله الثالثه ثابته ،وهتموتي المره الچايه علي يدي  

***


اسعى للهروب من حطام الحب، دون فائدة اينما اذهب يتبعني، كيف لي المتيم بالعشق الهروب كيف ودونه يموت، فاقدا للروح وكيف يبقى يرافقه، وقربه يؤلمه محتارٌ انا بين نارين احدهما اشقى واقسى من الاخر وفي كلتا الحالتين ساحترق لكنني ساحترق بنار العشق، اذ كان هذا يكفيكِ


دلف عيسي بخطوات سريعة الي الغرفه ليجد فرحه نائمه على الأريكة وهي تبكي و تحتضن الوساده نهضت سريعا اردت ان تتحدث لكنه صرخ بها بعنف هادرا:

- اكتمي خالص مش رايد اسمع حسك  تليفونك فين هاتيه                                                          

انتفضت بخوف من صراخه العنيف لتذهب تاتي بالهاتف لياخذه منها بحده رفعت راسها قليلا بعد ان اخذت نفسا طويلا لتقول بقلق:

- عيسي انت عملت ايه في ماه‍ـ


اقترب منها سريعا ودنى نحو وجهها المتورد من اثار البكاء ليسحب قبضتها بعنف، يصيح  بتهديد: 

-اياكي يا فرحه اياكي تنطجي اسمه على لسانك ثاني سااااااامعه 


هزت راسها بنعم وتبكي بشده وهي تقول بتقطع وضعف:

- بس اني ،اني كنت خايفه عليك                                 

ثم تابعت ببكاء وهي تحاول الابتعاد عنه:

- اني خابره انك زعلان مني  وحجك عليا يا اخوي  بس جسما بالله اني ندمت ومش عاعمل اكده ثاني 


لم يتأثر لحديثها عليه فقد اشتد سخطها منه فدفعها عنه بقبضته ليقول بنبرة حادة: التليفون ديه هيفضل معايا واياكي تتحددي مع حد ان شاء الله حتى اخواتك  

وهنا أنتبهت الي وجهه المتورم شهقت بصدمة لم تستطع اخفائها وهي تضع كفها الصغير على فمها وتراجعت للخلف مستنكرة لتقترب تضع يدها على وجنتيه بخوف: من عمل فيك اكده  انت اتخانجت معاه وضربته صوح 


بعد يدها بعنف عنه وهمس بخشونة: 

-بعدي يدك عني ديه اخوكي اللي رحتي تستنجدي بي  لاه وكومان رايد يطلجك مني  خابره يا فرحه لو جي اهنه وكلمك و وافجتي على حديده هعمل ايه

 

               الفصل الثالث والعشرون من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close