أخر الاخبار

رواية لقد عادت من اجل الانتقام (الجزء الثاني) الفصل الثاني والثلاثون 32 الأخير بقلم شيماء عبد الله

   

رواية لقد عادت من اجل الانتقام (الجزء الثاني)

الفصل الثاني والثلاثون 32 الأخير 

بقلم شيماء عبد الله



مضى شهرين تم فيهم الحكم على تانيا ورحمة وجميلة بالسجن، وتشارك الثلاثة في جريمة محاولة قتل مع اختلاف الضحايا، وكما وعدتهم وعد، قامت باستغلال معارفها وجمعتهم في زنزانة واحدة، وبحكم الوضع الصحي لجميلة، فكانت آخر شخص يدخل، وما إن رأوها حتى هجموا عليها بالضرب، ولولا السجينات داخل الزنزانة ما كانت لتفلت من يدهم حية، لكن بعدها لم تجد إحداهن من ينقذهم من زعيمة الزنزانة بعد أن قدمت لها وعد مبلغا من المال، فأصبحوا عبيدا عندها، وباتوا ينظفون الحمامات ويطبخون ويغسلون الملابس، بل أصبحوا يغسلون أرجل السجينات، وفي آخر اليوم ينامون على الأرض، وخلال هذه المدة القصيرة، ندموا على اللحظة التي فكروا فيها بالعبث مع وعد. 


عند ريان، استيقظ باكرا بعد أن اتخذ قراره بخصوص علاقته مع تسنيم، ليتوجه لمنزلهم مباشرة، وفي ذلك الوقت كانت تسنيم تناولت الإفطار رفقة بدر، وبدأ تجمع الأطباق حينما سمعوا صوت طرقات في الباب، فذهب بدر ليفتح. 


بدر: ريان! مرحبا بك. 


ريان: شكرا لك، هل أستطيع التحدث معك قليلا. 


بدر: أكيد تفضل.


دخلوا للصالون وقال: تحدث يا ريان، أنا أنصت.


ريان: من الأفضل أن تكون تسنيم معنا كي تسمع هي الأخرى ما سأقوله. 


بدر: سأنادي عليها. 


ذهب بدر للمطبخ، ليجد أخته تضع الأطباق في الة غسل الأواني، لتنظر له وقالت: من أتى؟


بدر :ريان يريد الحديث معنا. 


توقفت يدي تسنيم عن الحركة، ولمع الدمع في عينيه، بينما سيطر الحزن بحرافية على ملامحها وقالت :هل أتى الوقت. 


بدر: لا تتشاءمي يا تسنيم، دعينا نخرج ونرى ما يريده. 


تسنيم :إذهب أنت، أنا سأحضر القهوة وأتي. 


علم بدر أنها ترغب بالانفراد بنفسها في تلك اللحظة، وتركها تحضر القهوة وتفكر جيدا، بينما هو جلس مع ريان يسأله عن أحوال العمل ووعد، وحينما أنهت تسنيم تحضير القهوة، تنفست بقوة وأخذت كأسين من القهوة، قدمت واحدا لريان والثاني لبدر، ثم جلست معهم. 


ريان: كيف حالك يا تسنيم؟ 


تسنيم :الحمد لله على كل حال.


ريان: لا بد أنكم ترغبون في معرفة سبب زيارتي. 


بدر: بالضبط.


ريان :أنا أريد تحديد مصير علاقتي بأختك اليوم. 


ضغطت تسنيم علي لكمة يدها هاتفة: لا داعي لتكمل، لقد فهمت ما تريده. 


رفع ريان حاجبه هاتفا: ما الذي فهمته؟ 


أغمضت عينيها تشعر بضغط كبير عليها، وتمنت لو تمكنت من الفرار من أمامه، لكن الواقع لا مفر منه، وكان عليها أن تضع حدا لكل شيء اليوم، فقالت :أنا أعلم أنك ترغب في الفراق بعد علمك بما فعلته أمي، وأنا لن أجبرك على شيء آخر. 


ابتسم ريان ونظر لبدر مردفا: أتعاني أختك من خلل عقلي. 


تسنيم :انتبه لكلامك يا ريان. 


ريان: بل أنت من يجب عليها الإنتباه، كيف حكمت علي بهذه السرعة، هل ذكرت الفراق مسبقا. 


تسنيم :وما معنى مصير علاقتنا. 


ريان :ربما أرغب في تحديد موعد زفافنا مثلا. 


فتحت تسنيم فمها ببلاهة، وشعرت بقلبها يكاد يتوقف من السعادة التي تسللت له خفية، فنظرت لأخاها المتفاجئة أيضا، فكان منظرهم مضحكا لريان الذي قال: لا أعلم من قال أنني ناكر الخير.. أريد توضيح نقطة مهمة، أنا حينما قصدت هذا المنزل كنت طالبا للحلال، وأرغب في إكمال حياتي معك، وليس شيئا بسيطا كهذا يجعلني أتخلى عنك، أمك أو أخاك أخطئوا في شيء هذا لا يهمني، ما يهمني ما فعلته أنت، هل كنت موافقة على ما فعلته والدتك؟


نظر لها ينتظر إجابة منها، فهزت رأسها علامة النفي، فقال: إذن لما ألومك أنت على هذا؟ هذا الموضوع بالنسبة لي أغلق ما دمت لست موافقة على ما حدث، وبخصوص علاقتنا ستنتهي إذا قررت أنت إنهاءها. 


ارتاح بدر كثيرا، والبسمة رسمت على وجهه سعيدا بقدر أختها، وتأكد أنها بين يدين أمينة، ولو تخلى عنها ريان من الصعب إيجاد شخص مثلها يهتم بها مثله، ويتقبلها بعد أن يعلم أن والدتها في السجن، فقال: اتضح أنك رجلا حقيقيا يا ريان. 


ريان: لم أفعل شيئا غريبا، وإنما هذا ما يجب أن يحدث، والان دعنا من كل هذا، متى الزفاف؟ 


بدر: هل قمت بالخطوبة كي تتحدث عن الزفاف. 


ريان :إن أردت أقيم عشر حفلات خطوبة فقط حدد الموعد. 


بدر : ما رأيك يا تسنيم.


نظرت لهم تسنيم مصدومة، وقد كان عقلها لم يستوعب ما سمعته بعد، والان يسألها أخاها بينما هي لا تعي إن كان يحادثها من الأساس. 


قضوا وقتا طويلا بعض الشيء في جعل تانيا تستوعب ما يحدث، وبعدها اتفقوا على كل شيء، وحددوا موعد الزفاف بعد شهر، فغادر ريان سعيدا، وزرع الفرحة في قلب تانيا وأخاها الذي ارتاح أخيرا على أخته. أما عند وعد استيقظت في وقت متأخر عن موعد استيقاظها في العادة كونه يوم راحتها، فوجدت الإفطار بجانبها، ورعد ينظر لها مبتسما، فابتسمت له هي الأخرى وقالت : ما هذا الصباح الجميل. 


قبلها رعد هاتفا: صباح الخير على فراشتي. 


قامت وعد وقالت :ماذا حدث. 


رعد :ألا يحق لي الاستمتاع بالقليل من الوقت مع حبيبتي. 


وعد :لك كامل الحق، لكن تصرفاتك غريبة، لذا أتساءل ما حدث 


أمسكها من يدها وأوقفها ثم قال: إذهبي واغسلي وجهك وتعالي لتفطري، يكفيك ذكاءا. 


وعد :سأعلم ما يحدث. 


دخلا للحمام، لتخرج ضحكة صغيرة من شفاه رعد هامسا لنفسه: لا تفلت شيئا. 


خرجت وعد بعد دقائق وقد جمعت شعرها على هيئة كعكة مهملة، وجلست فوق السرير فمد لها رعد الخبز لتتناوله، ثم حمل بهاء الذي استيقظ وهاتفه قائلا :وأنت ألا تستطيع النوم قليلا بعد. 


وعد :لا بد أنه جائع. 


رعد: أنت تناولي إفطارك وأنا سأحضر له قنينة الحليب الخاصة به. 


ابتسمت وعد وهي تنظر لإهتمامه الذي ازداد بها، وأصبح يخصص لها ولأولادهم وقتا أكثر، وهو الاخر لاحظ سعادة أبنائه الدائمة منذ اجتمعوا مجددا، وهذا ما جعله يقدم لهم اهتماما أكبر، وحينما أنهوا إفطارهم، جهز رعد ملابس وعد وقال: جهزي نفسك. 


وعد :إلى أين سنذهب؟ ألم نتفق مسبقا أن نقضي اليوم مع الأطفال في المنزل. 


رعد: سنقوم بشيء سريعا ونعود، هيا أسرعي. 


هزت وعد رأسها هاتفة: لا أفهم منك شيئا هذا الصباح. 


رعد: من الأفضل أن لا تفهمي. 


أخذ بهاء ونزل به للأسفل، ليجد جودي في انتظاره فأعطاها الطفل وقال :خالتي اعتني ببهاء حتى نعود. 


جودي: لا داعي لتوصيتي على حفيدي. 


صعد سريعا ليغير هو الآخر ثيابه، ثم خرجوا معا وهي لا تعلم وجهتهم، فأمسك رعد في يدها بيد، والأخرى يقود بها، فقال: أتعلمين أنني أحبك. 


وعد :أخبرني شيئا لا أعرفه، أما حبك لي أعرفه منذ زمن طويل. 


رعد: واثقة من نفسك. 


وعد: بالتأكيد سأثق في نفسي ما دمت تمكنت من كسب قلب رعد العلمي دون أي مجهود. 


رعد: أنت روح وحياة رعد ليس قلبه فقط. 


مالت عليه وعد متكئة على كتفه وقالت :ألن تخبرني إلى أين سنذهب. 


رعد: اصبري قليلا كدنا نصل. 


وعد: سأصبر مجددا. 


رعد: أنت النموذج الأكبر للشخص الصبور، و بالتأكيد ستنتظرين الان قليلا. 


صمتت وعد تتأمل الطريق إلى أن توقف رعد أخيرا أمام بيت واسع، فنزلت تلحق به، ليمسك بيدها متجها نحو الباب الخارجي بعد أن أعطاها المفتاح وقال: افتحي الباب. 


أخذت منه المفتاح، وقد بدأت تستوعب قليلا ما يفعلونه هنا، ففتحت الباب وقالت :بسم الله. 


دخل الاثنان لمحيط البيت، وقد كانت الحديقة جميلة لكنها ليست بحجم حديقة القصر، فتقدمت مع رعد للأمام حتى وصلوا أمام باب المنزل، وما إن نظر لها فهمت أن المفتاح الثاني يخص هذا الباب ففتحته. 


رعد: مرحبا بك في منزلك. 


وعد :أنا لا أحلم أليس كذلك. 


رعد: أنت كنت ترغبين في منزل خاص بك، وهذا ما فعلته الان، لا يمكن أن تحلمي بشيء ولا أحققه لك. 


حضنته وعد سعيدة وقالت: أدعو الله أن يحفظك لي، شكرا لك يا حبيبي. 


رعد: لا تشكريني، هيا بنا نرى المنزل بأكمله. 


أمسكت بيده تقوم بجولة في المنزل، وإحساس جميل راودها في تلك اللحظة جاعلا مت قلبها يرفرف من شدة السعادة، وحينما أنهوا الجولة ونال المنزل إعجابها قالت: متى قمت بكل هذا؟ 


رعد :اشتريت المنزل قبل سنة، وحينما قدر لنا المجيئ لها قمت بتجهيزها، و أتمنى أن ينال إعجابك وإعجاب الأطفال. 


وعد :أنا متأكدة أنها ستعجبهم.


رعد: تعالي معي. 


أخذها للحديقة الخلفية، وتركها ترى الحديقة بأكملها كيف هي، وفي الوقت ذاته أخذها نحو مفاجأته الثانية، لترى غرفة من الزجاج بها بعض الورود التي تزينها، والأهم من كل هذا تلك الكعكة التي وضعت وسط الغرفة، وتلك الزينة التي تضفي جمالا للغرفة. 


ضمها رعد من الخلف هامسا لها :عيد ميلاد سعيد. 


فتحت وعد عينيها متفاجئة وقالت: هل اليوم؟ كيف؟ أنت يا رعد.. 


لم تعلم ما ستقوله، هي نست عيد ميلادها لكن هو في حياته لم ينساه، فضمته بكل قوتها وقالت: شكرا لأنك في حياتي. 


بادلها رعد الحضن بكل ذرة حب داخل قلبه، وبعد ثواني ابتعد عنها وقال: تعالي معي. 


دخلوا لتلك الغرفة وأشعل تلك الشمعة وبدأ يردد أغاني الميلاد، الشيء الذي جعلها ضحكتها تتسع وهي تغمض عينيها، لتُطفئ الشمعة، فضحكت حينما صفق لها، فقطعت قطعة من الكعك وقدمته له، بينما هو أخذ قطعة أخرى أعطاها لها، وعلى غفلة منها وضع القليل من الكريمة على أنفها. 


وعد :ماذا فعلت يا رعد. 


ظلت جامدة مكانها لثواني، وما إن كادت تأخذ القليل من الكريمة حتى منعها رعد حينما أمسك يديها وقال: لاقت عليك كثيرا. 


وقفت وعد على أصابع رجليها ونظرت بعينيه قائلة :هل تعتقد أنك أفلتت الأن حينما كتفت يدي. 


رعد :يديك التي قد تأخذ الكريمة قد أمسكت بهم. 


رسمت وعد بسمة جانبية، وعلى غفلة منه مسحت الكريمة على أنفها في خده وقالت :يبدو أنك نسيت أنك تلعب مع وعد. 


تركها رعد يلمس وجنته وقال: خدعتني مجددا. 


ما إن رأته سيهجم عليها هربت منه، وظلت تلتفت حول الطاولة إلى أن وجدت الفرصة وتسللت من الباب، وهو خلفها يجري، ليصدح صوت ضحكاتها، ونداءه عليها هو ما يسمع في أرجاء المنزل، لكن لا يراهم أحد كون سور المنزل عالي. 


ظلت وعد تجري حتى تعبت ونامت فوق الأرض، ليصل لها رعد الذي نام هو الآخر بجانبها وقال: أصبحت تتعبين سريعا. 


وعد: انتظر حتى أعود لممارسة الرياضة كما كنت أفعل مسبقا، ونرى بعدها من سيتعب أنا أم أنت يا صاحب بطن الحامل. 


قام رعد ينظر لبطنه وقال: أين هي هذه البطن. 


وعد: ألا تراه؟ أهملت رياضتك كثيرا يا سيد رعد. 


جعلته يشك في نفسه، فوقف ليتأكد إن كانت لديه بطن حقا، وهو الذي كان يهتم كثيرا بعظلات بطنه كثيرا، فضحكت وعد عليه قائلة :لا زلت وسيما رغم بطنك. 


رعد: كنت تضحكين علي. 


وعد: ربما. 


نزل رعد عندها وبدأ يدغدغها قائلا: سأريك الضحك الحقيقي. 


ظلت رعد تضحك بأعلى صوتها حتى أصبح وجهها أحمرا، فابتعد عنها رعد وقال: منذ زمن طويل لم أراك تضحكين كاليوم. 


أخذت وعد نفسا عميقا وقالت :أضحك حينما تكون معي. 


رعد :هيا بنا لنرى المفاجأة الثانية. 


قامت وعد هاتفة: أي مفاجأة. 


رعد: هيا معي واكتشفي بنفسك. 


رأته دخل للمنزل، فلحقت به مسرعة تطلب منه انتظارها، لتراه يصعد في الدرج لتلحق به حتى وصلوا للسطح، وما إن فتح الباب فتحت عيونها، ولمعت عينيها ببريق السعادة أكثر، لتتقدم للأمام تنظر لتلك البالونات التي تزين السطح بأكمله، ولوهلة لم تعلم السبب وراء ما تراه إلا حينما تحدث رعد. 


رعد: حينما كنت صغيرة كانت أمنيتك أن تصعدي يوما للسطح وتتركين الكثير من البالونات تطير في السماء، واليوم قدر لك أن تحققي حلمك. 


لمعت الدموع في عيني وعد هاتفة :لم تنسى. 


رعد: وأخبرتك مسبقا وسأعيدها، أي شيء يخصك لا أنساه.. هيا الان حرريهم وحرري معهم الماضي والذكريات السيئة، دعي كل بالون يطير معه أحزانك. 


تحركت وعد فورا لتلك البالونات تحررها، بسمتها تتسع أكثر وهي تنظر للسماء التي تزينت بتلك البالونات، بينما رعد كان يصورها بهاتفه، ثم وضعه في زاوية تسمح له بتصوير كل شيء، واقترب منها يحرر البالونات هو الآخر، وأحيانا يرقصان دون أغاني، بينما تتكرر ذكريات الطفولة أمامهم، وينعزلوا عن العالم بأكمله. 


وعد :كلمة أحبك لم تعد تفي بقدر مشاعري ناحيتك. 


رعد: وأنا أكثر منك، لم أعد أستطيع العيش بدونك. 


قضوا وقتل جميلا في ذلك المنزل حيث حضروا غداءهم معا، وبعد تناوله عادوا للقصر، ووجه وعد كان يوضح مدى سعادتها، وما إن وصلت تفاجأت بالقصر مزين كذلك، والعائلة بأكملها تغني لها أغاني أعياد الميلاد، لتزداد فرحتها كونها شعرت بهم يحتفلون بها من قلبهم، ولأول مرة بعد مدة طويلة رأت ترابط عائلتها عاد، فاقتربت منها جودي تضمها وقالت :عيد ميلاد سعيد لك يا أفضل إبنة في العالم. 


بادلتها وعد الحضن هاتفة: شكرا لك يا أمي. 


جذبتها معها تطفئ الشمع، فعلت التصفيقات، لتبدأ وضع بتقديم قطعة لكل واحد منهم، وصنعوا جوا جميلا بينهم، وكل واحد منهم قدم لها هديتها، وحينما أتى دور أطفالها، اقترب منها إيليا وعهد قدموا لها علبة وقال إيليا :هذه هديتي أنا وعهد. 


قبلتهم وعد قائلة: شكرا لكم. 


اقترب منها رعد هامسا لها: إيليا جمع النقود التي نعطيها اياه لشراء الهدية، وحينما أخبرته عهد أنها لم تشتري هدية، أخبرها أن هذه هديتهما لك. 


اتسعت بسمة وعد وقالت :إيليا سيكون نعم السند لأخته. 


رعد: إن شاء الله.


اقتربت منهم ياسمين مبتسمة وقالت: هديتي متميزة عن الجميع، هديتي لكما معا، لم يقدر أن أقدمها لكما فيما قبل، وهذه أفضل مناسبة لها. 


أعطتهم لوحة مغلفة، والتف الجميع حول وعد بسبب فضولهم لاكتشاف الهدية، ليفتحوا عيونهم منبهرين من اللوحة التي رسمت بمهارة. كانت اللوحة عبارة عن رسمة لوعد ورعد وهم ينظران لبعضهما، وفي الجانب ياسمين ترسم، بينما إيليا وعهد يلعبان، إضافة لبهاء الذي أضافته للوحة مؤخرا وهو نائم فوث غطاء يلعب بيديه، وقد كانت اللوحة عبارة عن عائلة جميلة ومنسجمة، فوضعت وعد اللوحة جانبا، واقتربت من ياسمين تضمها هاتفة :شكرا لك يا أول فرحة لي. 


مدح الجميع اللوحة، ليدخلوا الفرحة على قلب ياسمين، وفي الأخير نظرت ريم لرعد وقالت :وأين هديتك أنت؟ 


لؤي :لا بد أنها سر بينهما. 


وعد :منزلنا الجديد هو هديته. 


تغيرت ملامح الجميع وقال عمر: هل ستبتعدون عنا؟ ألم تسامحيني يا وعد، لماذا ستغادرون. 


تدخل رعد هذه المرة يرفض ترك وعد تلقى اللوم وحدها مجددا وقال: كان هذا قراري، منذ سنوات ونحن نخطط لهذا، لكن دائما يمنعنا شيء، والآن سنحت لنا الفرصة لتحقيق حلمنا، ونحن لن نبتعد عنكم، بل على العكس مرحبا بكم عندنا متى شئتم، ونحن سنزوركم كل أحد. 


صمتوا لا يريدون الضغط عليهم، وهذا جعل وعد ترتاح كونهم لم يصروا على شيء يخصها هي ورعد. وهكذا مرت الأيام بشكل طبيعي، لينتقل رعد وعائلته لمنزلهم الحديد، واستمروا في مساعدة ريان في تجهيزات الزفاف، ليأتي الي م الذي عملوا من أجله كثيرا ليكون بتلك النتيجة، وقد كان الزفاف فخما بكل ما للكلمة من معنى، وهذا كان بسبب إصرار وعد التي رفضت فكرة تانيا في حفل صغير، و أرادتها أن تستمتع بهذا اليوم جيدا. 


وسط القاعة كان ريان يرقص مع ملكة قلبه، فقال: وأخيرا أصبحت لي. 


ابتسمت له تسنيم وقالت: أحبك. 


في أحد جوانب القاعة، كانت وعد تراقبهم بابتسامة فقال رعد: الحمد لله ريان لم يسمح للشيطان بغره وخسارة الفتاة التي يحبها. 


وعد: لو فعلها كنت سأقتلها. 


قاطعها رنين الهاتف، فوجدت الرقم غير مسجل، لتجيب قائلة :نعم، من معي. 


_لا  تسعدي كثيرا، إذا لم يتمكن الجميع من التخلص منك، أستطيع أنا فعلها. 


قطع الخط وكانت ملامح وعد باردة مما جعل رعد ينتبه لها وقال :ماذا حدث؟


وعد: ماذا قلت لك مسبقا، لا أتخلص من عدو إلا وظهر عدو أخر. 


رعد: أنت تمزحين. 


ملامحها الجادة أكدت له أنها لا تمزح، فتنهد بقوة قائلا: ألن نرتاح. 


وعد :هذا قدرنا.


رعد: أنا معك هذخ المرة، وسنحارب معا. 


ضمها رعد، فابتسمت تشعر بالراحة، وقد كانت على أتم الاستعداد لهذه الرحلة الجديدة، لكن الفرح أن رعد معها وسيدعمها، وقد يفعلوا المستحيل ليبقوا معا.

            

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
   💚 مرحبا بكم ضيوفنا الكرام الرواية كامله💚
ولكن يجب إن اترك 5 تعليقات لكي يفتح الفصول
في كرنفال الروايات ستجد كل ما هوا جديد حصري ورومانسى وشيق فقط ابحث من جوجل باسم 
الروايه علي مدوانة كرنفال الروايات وايضاء اشتركو في قناتنا👈علي التليجرام من هنا يصلك اشعار

 بكل ما هوه جديد من اللينك الظاهر امامك        

🌹🌹🌹🌹 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close