أخر الاخبار

رواية عهد الأخوة الفصل السادس عشر 16بقلم رانبا البحراوي

       

رواية عهد الأخوة

الفصل السادس عشر 16

بقلم رانبا البحراوي



رفع عمر رأسه ليرى من التي تقف أمامه وهل هو تشابه أسماء أم هي حقا؟


الفتاة هي زينة ابنة فتحي، تبحث عن عمل منذ فترة طويلة وباع كل ممتلكاته ولم يتبقى سوى الشقة التي يعيشون بها، لم يتبقي لهم سوى هذه الجدران بعد أن اضطر والدها لبيع اثاث المنزل كي ينفق على علاجه.


تعرضت زينة لازمة شديدة بحياتها ذاقت فيه الظلم البين وعادت إلى أبيها وبسبب ما حدث لزينة اصيب فتحي بأزمة قلبية حادة ومازال يعاني إلى الآن من المرض.


بعدما كانت تعيش حياة الرفاهية منذ الصغر اصبحت تذهب لتجار الخضار اصدقاء والدها القدامى وتأخذ منهم الخضار الذي اوشك على التلف كي تطهيه لوالدها لانهم لايملكون ثمن الطعام.


تخرجت من مدارس تجريبي ولم تلتحق بكلية ولذلك لم تجد عمل مناسب باي مكان وحين رأت اعلان الوظيفة بالماركت لم تتردد لحظة واحدة في التقديم رغم أن وظيفتها ستكون بسيطة جدا وهي تنسيق المعروضات في قسم معين.


لم يتخيل عمر أن يراها تقف قباله لتطلب مثل هذه الوظيفة كم كانت تتعالى على فرحة بصغرهم وكم تتباهى عليهم وترسل لفرحة ملابسها القديمة ولكن كان عمر يرفض ان ترتديها فرحة وكان يذهب ويلقيها بوجهها.


طلب عمر من مساعده الخروج وعندما دخلت زينة لتجلس.


عمر بغضب :هل سمحت لكِ بالجلوس؟

وقفت زينة على الفور وقالت :آسفة.


عمر :ماذا تفعلين هنا؟

زينة :أعمل.


عمر :ألم تجدي وظيفة أخرى تليق بكِ وبغرورك أنتِ وابيكِ؟


زينة :لا، وذلك لانني لم انتقي الوظيفة ولم اضع اي شروط يكفيني فقط أن أجد اي عمل حتى وإن كان بالنظافة.


عمر ساخرا :حقا!

زينة :أعلم أن الأمر يثير عدة تساؤلات لديك، كيف وصلت لهذا، ولكن الأمر يطول شرحه.


عمر بغضب :لم اطلب منكِ سرد قصة حياتك، ولكن يؤسفني أن اخبرك أن هذا اخر يوم لكِ بالعمل هنا لأنني لن اقبل بوجودك لحظة واحدة.


زينة :لماذا؟

عمر بغضب:لديكِ الجرأة كي تسألين، حاضر سأخبرك بما تريدين سماعه، لأن وجهك سيذكرني بأشياء اريد نسيانها، سيعكر صفو حياتي ويثير غضبي كلما صادفتك بالممرات.


زينة :ضعني في أي قسم تريده او انقلني لفرع اخر لكن من فضلك لا تنهي عملي، احتاج بشدة لهذا العمل؟


عمر :امازال والدك بخيل، ولكن بالعادة كان يبخل على الجميع إلا انتِ كنت مدللة ابيكِ فماذا فعلتي حتى يهملك هكذا ويجعلك عرضة للمذلة هكذا؟


زينة :والدي لم يعد يملك شيئا، انفق كل مالديه على العلاج حتى اخوتي ظروفهم المادية سيئة جدا ولا أحد يستطيع مساعدته ولذلك هذا العمل كان أملي الاخير

لكي نلبي ابسط احتياجتنا.


قرر عمر الموافقة على عملها بالماركت ليس شفقة عليها وانما تلذذا بمهانتها وانتقاما من والدها لما فعله بفرحة وانتقاما منها لتكبرها على فرحة بالصغر وكأنه يتمتع برؤيتها وهي تتخلى عن كبريائها وكسر غرورها.


عمر :سابقيكِ فترة تحت التجربة، ولكن لاتنسي كلامك بعدم الاعتراض على اي قسم من الاقسام.


زينة بفرحة :متشكرة جدا لحضرتك، لن أنسى ولن اعترض مطلقا.


استدعى عمر مساعده وطلب منه أن يأخذها لقسم الجزارة.


المساعد :ولكن هذا القسم لا تعمل به الفتيات.

عمر :سيكون لديهم فتاة من اليوم.


نظرت زينة لوجه المساعد ولم تفهم ردت فعله ولكنها خافت لخوفه وسألته وهي بالطريق إلى قسم الجزارة

مالذي فزعك هكذا حين سمعت قسم الجزارة؟


المساعد :ستعلمين قريبا.

ذهبت زينة معه وهي لا تبالي بنوع الوظيفة أو كم العمل المهم انها وجدت عمل يعينها على اعباء الحياة.


أخذ المساعد زينة وقدمها إلى رئيس القسم والذي تعجب ايضا فور رؤيتها وتسائل لماذا تم تعيين فتاة بهذا القسم فالادوات حادة جدا وقطع اللحم كبيرة وذات اوزان ثقيلة والملابس سرعان ماتتلوث بالدماء

وأشياء أخرى تجعلهم لا يضعون الفتيات بهذا القسم.


سلم لها رئيسها زيها الابيض وطلب منها ارتداؤه

سرعان ماذهبت زينة وبدلت ملابسها وعادت على الفور.


شرح لها رئيسها مختار كل شئ بالقسم وطلب منها

أن تنتقل بين اركان القسم وتراقب كيف يسير العمل وتساعد من يحتاج المساعدة حتي تتعلم ثم يضعها بمكان مناسب.


ذهبت زينة لتساعد في تقطيع اللحوم وتعبئتها وظلت تقطع بحذر ولكن بالنهاية اصيبت بجرح بأحد اصابعها


ذهبت إلى العيادة لتضميد اصبعها ورأها عمر وكان سعيد جدا بما يحدث لها، عندما عادت قررت البعد عن الادوات الحادة وقررت مساعدة الموظف الذي يحمل القطع الكبيرة من الثلاجات.


اتسخت ملابسها بالدم وتلطخ وجهها ايضا يالدماء وبينما في طريقم لوضع قطع اللحم الكبيرة على الطاولة ارتطمت رأسها بحرف الطاولة الرخام واصيبت جبهتها واسرعت مرة أخرى إلى العيادة

رأها عمر ايضا هذه المرة وازدادت سعادته.


اتصل رئيس القسم بعمر واخبره أن الفتاة التي ارسلها اصيبت مرتين بساعة واحدة يخشى ان تفقد حياتها بنهاية اليوم.


عمر :لا تقلق عليها لن يصيبها مكروه، امنحها اكبر قدر من العمل اريد ان اجرب قوة تحملها.


عادت فرحة بعد ان ضمدت الطبيبة بالعيادة راسها

طلب منها مختار ان تنظف الأرض وهذا ابسط عمل بالقسم، لم تعترض زينة وبدأت في التنظيف ولكن

يبدو أن صدمة رأسها اشعرتها ببعض الدوار وبعد لحظات سقطت على الأرض واصابت قدمها.


طلب مدير القسم منها أن تذهب إلى العيادة كي تفحص قدمها ولا تعود للقسم مرة أخرى.


ذهبت زينة إلى العيادة ثم ذهبت لمساعد المدير كي تخبره بما حدث.


فزع المساعد فور رؤية حالتها ملابسها مطلخة كاملا بالدم ومصابة بقدمها ويدها وقدمها. 


زينة ببكاء:ليس لدي ذنب ولكن العمل بهذا القسم سيقتلني ماذا افعل، طلب مني مستر مختار ألا اعود إلى هناك مرة أخرى. 


المساعد :اذا سمع مستر عمر بما حدث معكِ لن ينقلك إلى قسما آخر سينقلك إلى خارج الماركت سيطردك على الفور.


زينة :ولكنني حقا احتاج الى العمل وسأنتبه ولن اشكو مهما كانت طبيعة العمل، من فضلك تحدث مستر مختار ان يعيدني إلى القسم قبل أن يعرف مستر عمر.


المساعد :للأسف لن استطيع.

زينة:لماذا؟

المساعد :لان مستر عمر علم بالفعل.

زينة :كيف؟

المساعد:انظري خلفك.


أستمع عمر لحديثهم سويا واخبرها ان لم تستطع اقناع مستر مختار بعودتها إلى القسم عليها أن تترك العمل.


لم يكتفي عمر بذلك واتصل بفرحة وطلب منها أن تمر عليه بعد العمل وذلك لكي يريها كيف تذل زينة.


أنهت فرحة العمل وكان حمزة بانتظارها أمام الروضة ليقلها إلى المنزل ولكن اخبرته أنها ستذهب للقاء عمر بالماركت.


عادت زينة للقسم وظلت تتوسل إلى مختار كي يعيدها للقسم حتى وافق على ذلك ولكنه طلب منها تنظيف الأرضيات خارج القسم رغم انه ليس نطاق عملها إلا انه أراد أن يثقل عليها أعباء العمل حتى تهرب بنفسها وتترك العمل.


وصلت فرحة إلى الماركت برفقة حمزة واتصلت بعمر واخبرها ان تقابله أمام قسم الجزارة.


حين رأهم عمر حمل ابنته وعانقها ورحب بفرحة وحمزة وهمس بإذن فرحة ان بأنتظارها مشهد سيسعدها. 


فرحة :ماهو؟ 

عمر :انظري. 

فرحة :نظرت لم أرى شيئا. 

عمر:الا تتذكرينها؟ 

فرحة :من هي؟ 

عمر :إبنة فتحي الصغيرة المدللة، التي كانت تحتقر اطفال الشارع بأكمله. 

فرحة بفزع :زينة! ومالذي سيفرحني برؤيتها بهذا الوضع؟ 


عمر :أنا سعدت كثيرا برؤيتها هكذا وشعر قلبي بالراحة بأن الله نصرنا عليهم، الله انتقم من ابيها اشد انتقام، خسر امواله وسمعة ابنته واصبحت كما ترينها الآن. 


لم تريد فرحة ان تخجل زينة تراجعت على الفور قبل أن تراها، حمزة لايفهم شيئا وذهب الجميع إلى مكتب عمر، هناك تشاجرت فرحة مع عمر وقالت :متي اصبحت قاسي القلب هكذا، اتشمت بفتاة ضعيفة مثلها ألا تخشى الله. 


عبس عمر وقال :وهل خشي والدها الله عندما اراد ان يسئ اليكِ؟ 


حمزة :من هذه الفتاة ان لا افهم شيئا؟ 

عمر :انها ابنة الرجل الندل الذي اراد ان يتزوج بفرحة بالماضي وسبب خلفنا، انظر كيف تتعاطف فرحة مع ابنته. 


ابتسم حمزة وقال :تأكدت الان انني أحسنت الاختيار كم اصبحت فخور بها بعد سماع توبيخها لك. 


فرحة :اليس لدي حق؟ 

حمزة :نعم معكِ حق، ماذنب الفتاة فيما فعله ابيها.

عمر :ان تدين تدان وهذا يوم تسديد حسابهم. 


فرحة :اذا علمت انكِ دعوتني بسبب ذلك لما اتيت مطلقا وغادرت الماركت بالطفلة وخلفها حمزة. 


بالسيارة 

حمزة :سعدت بموقفك كثيرا واتمنى ان ارى علا تشبهك انتي وامها وتكون بنفس اخلاقكم، لا تختلفين كثيرا عن اختي احيانا كانت توبخني هكذا اذا انفعلت على موظف او عامل في المطعم. 


فرحة :مازالت لا افهم مالذي حدث لعمر وكيف اصبح قاسي القلب هكذا. 


حمزة :حين تكون المشكلة لدى اقرب الناس الينا تقسى قلوبنا، الا تتذكرين ماذا فعلت بكِ وبكل موظفي المطعم حين زارت اختي المطعم وكم كنت اشعر بالتوتر،عمر هكذا لانه يحبك ويشعر انه بذلك يعيد لكِ حقك. 


فرحة :لا يعيد الحق وانما يظلم كما ظلمت أنا من قبل. 


حمزة :بالمساء تحدثي معه بهدوء حتى يغير فكره هذا. 


مرت يومان 

مازالت زينة تتحمل ولم تفر من العمل، مازالت تفعل كل مايطلب منها رغم صعوبة الأمر عليها. 


تعجب عمر من رؤيتها تتحمل كل هذا دون أن تشكو أو تترك العمل. 


تحدث مختار مع عمر واخبره انه يشفق على هذه الفتاة وطلب منه ان ينقلها لمكان اخر. 


مختار من جهة وفرحة من أخرى والمساعد الخاص بعمر يتحدث معه بأمر هذه الفتاة فقرر عمر بالنهاية 

العفو عنها ونقلها لقسم اخر. 


مرت الايام 

بيوم خطبة حمزة وفرحة 

ارتدت فرحة فستان هادئ اللون بسيط ولكنه أنيق جدا، اقتصر على عدد قليل من المدعوين من زملاء 

فرحة بالمطعم وزملاء عمر وبعض من معارف حمزة. 


تألقت فرحة واضاءت الحفلة بأبتسامتها التي لم تغيب لحظة عن وجهها ورغم ذلك لم تنشغل عن علا لم تستطيع الخطبة ان تنسيها مسئوليتها. 


كلما مرت الايام كلما ازداد اعجاب حمزة بها لم يتمالك دموعه حين تركت الحفل والمدعوين كي تطمئن على علا وأغلقت الباب واطعمتها بنفسها. 


و المفاجأة حين خرجت فرحة وهي تحمل علا وقد اشترت لها نفس لون ثوبها. 


حمزة :لا أعلم كيف اشكرك، ولكن اعلم كم انتِ انسانة جميلة ذو خلق ماذا فعلت كي استحق ان ارتبط بها. 


خجلت فرحة وهنا تدخل عمر يخبرهم ان المدعوين في انتظارهم لتبادل خواتم الخطبة. 


تمت الخطبة بالفعل ووضع حمزة بيدها خاتم جميل جدا ولكن المفاجأة الكبرى حين قدم لها طقم من الألماس خاص بوالدته، كانت علا تملك مثله تماما 


دمعت عين عمر حين تذكر يوم قدم حمزة للاخته بيوم خطبتهم طقم مثله تماما. 


تذكر عمر كم كانت علا سعيدة به. 


شكرته فرحة واخبرتها أنه أغلى لديها من كل كنوز العالم. 


بنهاية الحفل 

بعد ذهاب الجميع طلب حمزة من فرحة التحدث بأمر هام. 


الفصل السابع عشر من هنا     

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close