أخر الاخبار

رواية عشقتك قبل رؤياك الفصل الخامس عشر15والسادس عشر16بقلم فاطمة الالفي


 رواية عشقتك قبل رؤياك الفصل الخامس عشر15والسادس عشر16بقلم فاطمة الالفي


البدايات الجديده ، لكل إنسان لديه بدايه لحياه قادمه ، أما ان يبدءها بكل حب وتفائل او يبدءها بتعاسه وشقاء ..
علينا ان نتجاوز مرحله الماضي بكل ما سببه لنا من احزان ، لكى نعيش الحاضر ببدايه جديده على أمل يوم جديد وان غد اجمل من اليوم ..
كثيرا  منا لديه احزان يحاول التغلب عليها ، ولكن هل نضيع عمرنا هباء وراء احزاننا ونظل نبكي طوال حياتنا على ما المنا واوجعنه بغيابه او فراقه او حتى فقدانه ؟ 
علينا تجاوز تلك المراحل القاسية من حياتنا ونأمل بحياه جديده خاليه من الحزن والاسى والدموع ونظل نسعى لاخر انفاسنا بأن نحيا حياة سعيده من أجل انفسنا ومن أجل من حولنا ...
دعوه للحب ، التفائل  ، الأمل ، ثقه ،يقين ، سعاده وراحه بال ...
***
فى بدايه يوم جديد نأمل أنه يبدء بسعاده ..
استيقظت بنشاط وصلت فرضها واستعدت لما هى مقبله عليه بحماس ..
انتظرت ان ياتي عمار لممارسه اليوجا بحماس ، نظرت إلى ساعه يدها وجدتها لم تتجاوز الثامنه صباحا ..
فقررت ان تتوجه إلى المطبخ وأعدت بعض السندويتشات ومشروب ساخن وحملت صينيه الطعام وصعدت إلى حيث غرفته ، طرقت الباب عده مرات وانتظرت أمام الغرفه 
لم يمضي إلا ثواني وجاءها صوته الهادي يسمح لها بالدخول ..
ابتسمت عندما استمعت لنبره صوته جديده على اذنيها ، فلم تتعود على ذلك الهدوء منذ ان تعرفت عليه ..
دلفت بهدوء ووضعت الصينيه التى تحملها أعلى المنضده الموجوده بالغرفه وهى تبتسم برقه 
-صباح الخير يا بشمهندس ، انا قولت بم ان حضرتك مابتحبش تشارك الفطار فى البوفيه ، اجيب فطاري ونفطر سوا ، عشان بقينا اصدقاء وكده يكون بينا عيش وملح كمان 
لم يمنع نفسه من الابتسامه على حديثها وأجاب بهدوء :طب اديني فرصه الاول ارد الصباح 
حبيبه بابتسامة :سوري فى دي عندك حق ، يلا بقى نفطر عشان كمان ساعه فى عندنا يوجا 
ياسين بتسأل :هى اليوجا كل يوم ولا ايه 
حبيبه :اكيد طبعا عشان الطاقه السلبيه تخرج بقى ذهاب بلا عوده
ياسين :متاكده ههه ، ماكفايه إللى حصل امبارح لمالك
تذكرت أمر مالك واختفت ابتسامتها وتحدثت بحزن :ان شاء الله مالك هيتحسن ويتجاوز حاله الاكتئاب إللى سيطرت عليه ، عندى يقين وثقه فى الله ان معانا ومالك هيبق بخير
شعر بحزنها واراد ان يطمئنها :ان شاء الله خير ، واكيد مجد صاحبي هيرد عليه النهاردة او بكره بخصوص عمليه مالك 
ارادت تبديل الحوار :ممكن نفطر بقى ، اتفضل ساندويتش جبنه 
شاركها الافطار وظلت تراقب جميع حركاته وكأنها تبحث عن شيئا داخل شخصيته الغامضه ، تريد ان تعلم كل شيء ولكن فضلت الصبر إلا ان يتحدث هو بنفسه كما وعدته أنها ليس بمعالج خاص وأنها صديقته لكى تستطيع ان ينشا بينهم الثقه القويه لكى يتجاوز كل القيود ويفصح عما بداخله لتكون جانبه ليسترد شخصيته الحقيقيه التى يخفيها خلف قناع العجز ، ويتجاوز محنته ليسترد بصره ويرا الحياه كما يشاء بعيناه وليس بعينان آخر ....
٠•••
جلس حازم بمكتبه داخل شركته الخاصه ، يتابع العمل باهتمام .
استاذنت سكرتارته الخاصه ودلفت مكتبه 
-باشمهندس حازم حضرتك عندك ميعاد من شركه الانصاري وكان متاجل الميعاد بعد ساعه 
حازم بجديه :تمام يا هبه ، اتصلي بمكتب يوسف يجيب يبعتلي الملف المالي الخاص بشركه الانصاري والتعامل إللى بينا
- تحت امرك يا فندم 
اكمل العمل على حاسوبه الشخصي ، وبعد لحظات اتت السكرتريه .
-اسفه يا فندم مستر يوسف مجاش الشركه انهارده
حازم بانفعال :يعنى ايه ماجاش ، شوفي الملف عند المدير المالي اتصرفي 
هبه بتوتر :مستر ثروت بلغني أن الملف عند مستر يوسف كان بيشتغل عليه 
حازم بانفعال شديد :اتصلي اعتذري لمدير التنفيذي بشركه الانصاري واجلي الميعاد 
-حاضر يا فندم ، تحب الميعاد يكون امته
حازم بضيق :اى زفت حددي وقوليلي امته 
غادرت المكتبه على وجه السرعه واجرت اتصال هاتفي بمكتب السكرتير الخاص لمدير شركه الانصاري وطلبت تحديد موعد آخر ، بسبب انشغال رئيسها بالعمل ، وتم تحديد موعد آخر بنهايه الاسبوع الحالي ..
******٠••••••••••********
شعر حازم بالضيق بسبب إهمال شقيقه بعمله ، اخرج هاتفه وقرر الاتصال به 
عاد إجراء المكالمه عده مرات ..
على الجانب الآخر .
كان يغط بنوم عميق من اثر سهره أمس مع خطيبته واصدقائه وغفل عن عمله .
استمع لرنين هاتفه عده مرات ، أجاب بنعاس 
-الو 
جاءه صوته الغاضب :صحى النوم يا عريس ، نايم ولا على بالك مافيش اى احساس بالمسئوليه إللى أنت شايلها ، سايب الشغل ونايم فى العسل ، نفسي اعرف هتحس على دمك امته ، هو ده اتفقنا يا يوسف
نهض من فراشه بقلق بعد انفعال شقيقه :حازم انا اسف والله راحت عليه نومه 
حازم بعصبيه :انا غلطان ان وثقت فيك وسلمتك شغل مهم ، فين ملف شركه الانصاري 
يوسف بخجل :مش عارف 
حازم بانفعال ؛نعم يعنى ايه ثروت بيقول سلمك الملف تراجعه ممكن اعرف فين ، بسبب اهمالك أجلت ميعاد مهم ، مع شركه مهمه وليها وزنها واسمها فى السوق يا بيه وانت ولا على بالك ، هخسر اسمي وسمعتي فى السوق بسبب طيشك واهمالك ، انت تيجي حالا تسلم الملف والاحسن مااشوفش وشك فى الشركه تاني ، وأن كان على الجواز هتكفل بيه انا وبابا 
اغلق الهاتف ولم ينتظر اجابته ..
٠•••••••||||•••••••••••••
القى يوسف الهاتف بضيق :كل شويا خناق وزعيق 
مستهتر مش مسئول وطايش ، أيوة انا كده محدش قاله يمسكني شغل مهم 
العيشه بقت تخنق ..
توجه إلى المرحاض ليغتسل وبدل ملابسه ، والتقط هاتفه ومفاتيح سيارته وانطلق فى طريقه إلى الشركه ..
٠•••
انتهى عمار من تدريبه اليوجا وهو يشعر بالحماس من أجل مجموعه الشباب المتواجدين بالاكاديميه 
وحاول قدر المستطاع زرع البسمه علي وجوه الجميع ، فقد حقق مراده وحاول ابدال طاقتهم السلبيه للايجابيه ، وحاول هدم السور العالق داخلهم بسبب اعاقتهم كما يطلق عليها البعض ، ساعدهم أيضا فى خلق هوايه محببه واكتشاف كل شخص مهوبته الحقيقيه فى ممارسه الرياضه على الجهاز المحبب والمفضل لدي كل منهما 
...................
اصطحبت حبيبه ياسين للحديقه ، تريد ان تتحدث معه ، توقع ان تتحدث عن نفسها ولكن استغرب صمتها .
ياسين بتنهيده :ياا كل ده 
حبيبه بجديه :مش فاهمه 
ياسين بابتسامه على غير العاده :قولتي نقعد فى الجنينه نتكلم وبقالك خمس دقايق وماتكلمتيش كلمه واحده ، فى ايه 
حبيبه بتردد :هو انا عاوزة أخد رأيك فى موضوع مالك ، ابلغ والدته باللى حصل وتيجي تتكلم معاه ولا اعمل ايه 
ياسين بجديه :أولا والدته لازم تعرف باللى حصل عشان تكون عارفه ابنها وصل لايه ، ثانيا بقى هل مالك مستعد يقابل فعلا والدته ولا لاء وده مالك بنفسه هو إللى يحدده
حبيبه :بس انا لم اتكلمت معاه وعدني ان هيسمع والدته 
ياسين :تعرفي مالك لافت انتباهي لحاجات كتير كانت غايبه عني ومافكرتش فيها 
حبيبه باهتمام :زى ايه 
ياسين بعلامات من الحزن تبدل ملامح وجهه :زى ان بعد الحادثة ودخولي فى الغيبوبه ، لم فوقت مافكرتش فى ابويا وامي إللى اكيد منهرين بسبب حالتي واللى حصل ، لا فكرت فى نفسي وبس ، فعلا خسرت حته مني ، خسرت مراتي وابني ، وكنت نفسي اكون معاهم ، لكن ربنا ليه حكمه ان لسه عايش وموجود عشان اهلي ، لازم اكمل عشانهم ، حرام اظلمهم معايا ، لا انا بعدت عن الكل وكرهت حياتي واتمنيت الموت ومافكرتش هم هيعملو ايه من بعدي ، كمان فضلت ابعد عن الكل واجي هنا ورافض اشوف حد واكيد هم قلبهم موجوع اكتر مني ، خدت قرار لازم اوجه واحارب عشانهم ، هم أغلى من حياتي ولازم اعوضهم بعدي وأكون جنبهم ، هم مش يستاهلو مني كده ، عشان كده هتعالج عشانهم وجودهم فى حياتي هو أهم من حياتي نفسها .
حبيبه بسعاده :أنت صح وخدت القرار الصح ، تعرف انا كمان فكرت فى علاقتي بوالدتي ، وكلامي مع مالك ، حسيت ان بقوله كلام مش بعمل بيه اصلا ، قولت ازاى بساعد الطفل ان يقرب من والدته ويسمعها وانا نفسي بعيده عن امى ومش لمست لها العذر قبل كده ، راجعت نفسي كتير وقولت لازم اغير من شخصيتي عشان مالك كمان يقتنع ، الحمد لله تقدرت تقول ان خدت اول خطوه مهمه فى علاقتي بامي وبدات خلاص التنفيذ .
ياسين :ممكن اعرف ايه السبب ولا مش من حقي اسأل حاجه خاصه زى دي
حبيبه :لا احنا اصدقاء وقولنا هنحكي لبعض مشاكلنا فى الحياه ونسمع بعض واكيد هنستفاد كمان ، فلازم يكون فى ثقه بينا وأنا هحكيلك عشان محتاجه رأيك بجد انا صح ولا غلط 
ياسين بانصات :كلي أذان صاغيه ..
قصت حبيبه بكل شيء  بدايه بوفاة والدها  وزواج والدتها من اخر والمكوث بمنزل عمها ، إلى ان اصبحت تقطن بداخل الاكاديميه ، ولكن لم تقص شيء عن علاقتها بيوسف سوا انه ابن عمها فقط ..
_______
*الفصل السادس عشر

عشقتكِ قبل رؤياكِ
بقلم /فاطمه الألفي

فى صباح يوم جديد قررت الذهاب إلى دكتور سليم النجار ، بعد ان هاتفته وطلبت مقابلته لتحدث بالحاله المسئوله عنها وهى حاله" ياسين الانصاري "رحب بها سليم وابلغها بحضورها إلى المشفى فهو يتابع بعض المرضى وينتظر قدومها ...
توجهت إلى المشفى على وجه السرعه وذهبت إلى مكتبه ، طرقت الباب ودلفت عندما اذن لها ورحب بها وصافحها واستمع لها باهتمام ..

كانت تجلس أمام دكتورها الجامعي وتقص عليه ، ما علمته عن حاله ياسين وتأخذ رئيه بما يخص حالته النفسيه ، بعد ان استمع لكل كلمه تتفوه بها ، نظر لها بجديه :
-انا شايف دى بدايه مبشره ان ياسين اتكلم وحكي عن الحادثة ، دى شئ اجابي فى حالته 
حبيبه بقلق :بس حاسس بالذنب ومحمل نفسه مسئوليه وفاتهم وده شي صعب ان يتغلب على احساسه ده 
سليم وهو ينظر لطالبته المجتهده باعجاب :حاولي معاه واثق انك تقدري 
حبيبه :يا دكتور انا هتراجع عن رساله الماجستير إللى تخص حاله ياسين ، لازم ياسين يتعافى ومااقدرش اجاذف بحالته ، كمان لسه مااتكلمتش معاه فى النقطه دي ، خايفه من رد فعله اكيد هيرفض
سليم :انتو مش اصحاب دلوقتي وفى ثقه بينكم وكمان لغه حوار ، ليه تقدري الصعب وبعدين حتي لو حاله ياسين صعبه يبق لازم تتغلبي على الصعب إللى فيها وتحاولي بتشتغلي على نقطه نقطه وانتى دارسه وفاهمه ان حاله ياسين فى الطب النفسي ايه وسهل جدا يتعافى ويشوف فى اى وقت ، حبيبه لتكوني قد التحدي وتكملي او بقى حابه تفشلي وانا مش متعود غير على حبيبه إللى دايما الاولى على دفعتها ومابتستسلمش بسهوله
حبيبه :هكمل يا دكتور ، بس لازم اخد موافقته ، ادعيلي حضرتك
سليم بابتسامه :ربنا معاكي ، واى استفسار انا موجود وهتابع معاكي اول بأول
حبيبه بفرحه :يارب أكون عند ثقه حضرتك وارفع رأسك دايما ، لازم امشي بقى بعد اذنك
سليم :مع السلامه ، خلى بالك من نفسك
غادرت مكتب سليم وهى متحمسه لاكمال ما بدئته ، اوقفت سياره أجره واستقلتها لتعود إلى الاكاديميه ..
__
بحثت عنه بعد ان عادت للاكاديميه فلم تجده بالحديقه ، علمت من صديقتها أنه لم يحضر تدريب اليوجا ولم يغادر غرفته بعد ..
قررت أن تتحدث أولا بالهاتف مع والده مالك واخبارها برغبتها فى مقابلتها اليوم وبعد ذلك اغلقت الهاتف ، وسارت فى طريقها لتتفقد وضعه وتعلم سبب حبسته بغرفته مره اخرى ..
وقفت أمام غرفته بتردد ولكن حسمت الأمر وطرقت الباب ، جاءها الرد بهدوء ، فشعرت بالحماس لما هى مقبله عليه ، دلفت بهدوء وهى تبتسم كعادتها 
-صباح الخير يا باشمهندس
ياسين :صباح الخير 
حبيبه بتسأل :ليه مانزلتش تدريب اليوجا
ياسين بجديه :توقعت مافيش عشان مابلغتنيش بحاجه زى كده 
حبيبه باستغراب :معقول ريم مش بلغتك ، انا كنت فى مشوار بره الاكاديمي
ياسين بتنهيده :ماليش مزاج عادي بتحصل 
حبيبه بتوتر حاولت إخراجه من عبثه فهى تعلم أنه ليس على مايرام 
-انا كلمت والده مالك وطلبت منها تيجى عشان نتكلم بخصوص مالك وهى وافقت
ياسين بجديه :كويس  ، وأنا منتظر رد مجد وان شاء الله خير
حبيبه :ان شاء الله ، ممكن نتكلم شويا 
ياسين ببرود :اتفضلي انا سامعك 
حبيبه بتردد :مش عاوز تقول حاجه ، اصل انا هروح عند ماما انهارده بالليل وهبات عندها 
ياسين باهتمام :وهترجعي امته
حبيبه بابتسامه :هقضي معاها بكره وهرجع على بالليل ، عشان كده كنت حابه اتكلم معاك 
ياسين بابتسامه :سامعك ، اتفضلي
تريد ان يتحدث هو ولذلك قررت ان تتحدث باي شي لتدعه يتكلم هو بالنهايه .
حبيبه :محتاجه دعم كده عشان أحاول اتغلب على غيرتي من جوز ماما أنت نسيت 
ابتسم رغما عنه :يابنتي سيبي كل حاجه تمشي طبيعي واتعاملي مع الموقف إللى هيقابلك بطبعتك وشخصيتك بدون تجميل ولا ضغط على نفسك ، وكمان مش من اول مره اكيد بعدين هتتاقلمي على الوضع 
حبيبه بابتسامه ؛بجد تمام ، انت كمان بلاش تضغط على نفسك وتحمل على نفسك اكتر من طاقتك ، بلاش تانيب الضمير ، لأن إللى حصل قضاء وقدر ، وحضرتك قولت بنفسك محتاج تراجع كل حسباتك وافكارك عشان خاطر عيلتك ، باباك وماماتك مايستهلوش منك تحارب عشان تكمل فى حياتك عشانهم دلوقتي على الاقل 
شعر بصدق حديثها وتنهد بحزن :الألم إللى جوايا صعب يتمحي فى يوم وليله ، بس اهو لسه بتنفس وعايش وهحاول عشان هم فعلا يستاهلو وهثبتلك ان قد كلامي .
اخرج الهاتف من جيب بنطاله ونقش حروف اسم والدته كما دونها بهاتفه واجرا الهاتف الاتصال .
وضعه على اذنه بترقب ينتظر سماع صوتها الحاني ..
___
كانت تجلس على سجاده الصلاه وبعد ان انتهت من صلاتها ، ظلت تردد الدعاه بالشفاء لفلذه كبدها وأن يعود لمنزله وأحضانها بأمان وأن يتعافى منما اصابه وأن يخفف حزنه وفجاه صدع رنين هاتفها بالغرفه .
نهضت من مجلسها وطوت السجاده بيدها وضعتها أعلى الأريكة واقترب من الكومود التقطت الهاتف ونظرت لشاشته بعدم تصديق وشعرت برجفه جسدها وهى تنطق باسم ابنها الغالي ، اجابت دون تردد 
-ياسين حبيبي انت كويس يا قلبي ، طمني عليك يا حبيبي 
اجابها وابتسامته تعلو ثغره :بخير يا ست الكل  طول ماحضرتك بخير انا بخير 
غاده بدموع فرح :عامل ايه هتيجي 
ياسين :سامحيني يا ماما ، بعدي عنكم غصب عني ، بس قريب اوى هكون جنبك وفى حضنك اطمني ، بس محتاج وقت ادعيلي بس اكيد مش هطول عليكي 
غاده بفرحه :المهم انك بخير وسمعت صوتك ، دايما دعيالك يا حبيبي 
ياسين :بابا كويس ، سلميلي عليه وطمنيه ان بخير 
غاده :بابا هيفرح اوى لم يعرف انك اتصلت ، هو فى الشركه يا حبيبي
ياسين بتنهيده :ان شاء الله هرجع وهشيل عنه الحمل من تاني ، بس قولي يارب يا أمي
غاده وهى تكفكف دموعها :يارب يا حبيبي يارب ، ترجع تنور بيتك وحياتك يارب 
____
اغلق معها الهاتف وهو يستمع لصوت دعائها وقد شعر بالراحه والسكينه تسكن قلبه بعدما استمع لصوت والدته واطمئن عليها وطمئنها أيضا على وضعه .

ياسين :ها ايه رأيك بالخطوه دي ، جد ولا لاء
حبيبه بفرحه من أجل تجاوبه :جد جدا طبعا ، اطمئن بدايه مبشره ، ابشر يا ابني
ضحك بقوه على هزارها ، وهى ظلت تتأمل وجهه البشوش وتستمع لصوت ضحكته الرنانه لأول مره 
استغرب هو ايضا من ضحكته  واسترد انفاسه ، عندما قطعت عليه التفكير بأي شئ وتفوهت بصدق 
-ينفع اناقش الماجيستير بتاعي عن حالتك 
صمت قليلا ووجه حديثه حيث مكان جلوسها :تفتكري هتاخدي تقدير بنسبه كام وهل رسالتك هتوصل وتنجح ، راجعي قرارك كويس 
حبيبه بجديه :يعنى بترفض بالذوق ، هو حقك طبعا ومااقدرش اناقشك فيه ، لك حريه الاختيار وانا بحترم قرارك اى كان 
ياسين بصدق :مش برفض ولو عندك اصرار اوكيه ماعنديش مانع ، بس انا غير مسئول لو مااخدتيش الماجيستير ماترجعيش تقولي انا السبب
حبيبه بفرحه الاطفال ترفع يدها عاليا وتصرخ :يس 
انا مش بستسلم ولا بتراجع  عن اى قرار باخده وواثقه ان شاء الله بأمر الله هيرجعلك بصرك قبل مناقشتي الماجيستير وده هيكون اكبر نجاح ليه ، بس خليك انت بقى مستعد ، عشان مافيش تراجع وهتحكيلي كل حاجه 
شعر بحماسها وقوتها بتخاذ القرار وقرر مساعدتها فهى الوحيده التى رسمت على وجهه البسمه من جديد ، ومن طبيعه سخصيته انه لن يخذل أحد ويساعده وحتى على حساب نفسه ..
_____
ذهب حازم إلى مقر شركه الانصاري فى الميعاد المحدد ، عندما وصل لمكتب مدير الشركه ، قابلته السكرتريه بترحاب
السكرتريه :تحت امرك يا افندم ، أومر حضرتك 
حازم :عندى ميعاد مع  الباشمهندس ياسين الانصاري ، بلغيه المهندس حازم الشامي المسئول عن مجموعه الشامي وفى ميعاد إتأجل اكتر من مره بسبب ظروف الشغل
السكرتريه بلباقه :اتفضل استريح حضرتك وأنا هدي باشمهندس سيف خبر ، هو موجود هنا مكان الباشمهندس ياسين 
جلس حازم بالمقعد :اتفضلي 
دلفت السكرتريه واخبرت سيف بحضور حازم  الشامى حسب الميعاد المحدد ، وبعد لحظات خرجت السكرتريه بوجه باسم وهى تخبر حازم بأن سيف فى انتظاره ..
فتحت له السكرتريه باب المكتب ودلف حازم بكل ثقه وثبات .
مد يده يصافح سيف وهو يعرفه بنفسه :
-حازم الشامي صاحب شركات الشامي للمعمار 
سيف ببرود :أهلا وسهلا ، اتفضل 
جلس حازم مقابل له :اكيد باشمهندس ياسين بلغك عن العقد اللى بينا بخصوص مشروعه الجديد ، انا وشركته المسئولين عنه وبقالنا 3شهور شاغلين فيه والمهندسين والعمال ماخدوش أى مستحقات ولا حد تابع الشغل من مؤسسات الانصاري على مدار الشهور إللى فاتت وانا بنفسي إللى اتحملت أجر العمال والشغل وكل المصاريف ، وده ملف فى كل حاجه متسجله باليوم و التاريخ من بدايه الشغل ومافيش اى دفعات من إللى اتفقنا عليها دخلت لحساب شركتي 
سيف :والمطلوب 
حازم بصدمه :نعم حضرتك مافهمتش بعد كل ده ايه المطلوب
سيف بجمود ؛كلامك واتفاقك كان معايا ولا مع ياسين
حازم بضيق :ياسين 
 نهض سيف من مقعده وسار اتجاه حازم بكل برود :حلو أوى وياسين مش موجود وأى تعاقد بينكم اعتبره لاغي ، وأنا هنا صاحب القرار ، اتفضل المقابله انتهت 
حازم بانفعال :يعنى ايه الكلام ده ، انت عارف بتقول ايه اوعى لكلامك ولا بتهزر ، فين ياسين دلوقتي
طرقع سيف اصابعه :ياسين خلاص بح وانا هنا إللى بقرر كل حاجه 
حازم بجديه :أنت كده بتخسر شركتي وانا مش ممكن اتحمل الخساره انت فاهم ، فى عقد بينا والمحامي بقى هو إللى هيتصرف مع أمثالك وفى شرط جزائي ، وده للاسف كان اول تعامل بينا والاخير 
خرج حازم من الشركه بأكملها وهو يشتعل غضبا ، قبل ان يقود سيارته أجرا مكالمه هاتفيه بمحامي الشركه واكد عليه ضروره حضروه الآن إلى مكتبه لامر فى غايه الاهميه ، اغلق هاتفه بضيق وقاد سيارته بسرعه فائقه ليصل شركته فى غصون دقائق ..
____
هبطت الطائره العائده من المانيا ، وكان على متنها مجد الشاذلي اتى لكى يقف بجانب صديقه المقرب ، بعد ان علم بما حدث له ..
انهى مجد اجراءات الخروج من المطار ، حمل حقيبته وغادر المطار ، أوقف سياره أجره وتوجهه أولا لشقته بمدينه نصر ، وضع حقائبه وارتمى بالفراش ، يشعر بالتعب و الارهاق بسبب عدد الساعات التى قضاها بالطائره ..
اخرج هاتفه وهاتف زوجته لكى يطمنها بوصوله الى القاهره ، والاطمئنان على صحتها وبعد ذلك اغلق الهاتف ولم يشعر بنفسه فقد غفل مكانه ..
____
كان يشتعل غضبا بسبب ما حدث له بشركه الانصاري ، انتظر قدوم المحامي واطلعه على الملف وعلى العقد الذى تم تعاقده منذ ثلاث شهور وامضاء ياسين محمد الانصاري وامضاء حازم عبدالرحمن الشامي ..
تفحص المحامي كافه الاوراق ونظر لحازم بجديه 
-حضرتك سهل نرفع قضيه على شركتهم ونطالب بكل المستحقات بحكم العقد إللى بينا ، كمان نطالب بتعويض والقضيه مضمونه جدا
حازم بضيق :يا متر انا مش عاوز شوشره على اسمي وسمعه شركتي فى السوق ، شوف حل ودي اتكلم مع المحامى الخاص بشركه الانصاري وتفاوض معاه ، هنفسخ العقد ومش هنكمل المشروع بس الخساير مش هتحملها عاوز بس كل المصاريف إللى دفعتها ، وده اول واخر تعاقد بينا ، ماكنتش متخيل ان موسسه كبيره زى موسسه الانصاري بيديرها حته عيل تافه مش عارف بيتعامل مع مين 
- اطمن يا باشمهندس هشوف من المحامى واتفاهم معاه وابلغ حضرتك بالجديد 
حازم :تمام يا متر ، متشكر جدا 
-العفو  ده شغلي ، بعد اذن حضرتك
حازم :اتفضل ، وأى جديد بلغني بيه 
بعد خروج المحامي ، دلف يوسف مكتب شقيقه 
يوسف بقلق :مالك انت كويس 
حازم :تمام فى حاجه 
يوسف بتردد :حازم هو انت بتشوف حبيبه 
حازم بجديه :وانت مالك ومال حبيبه ، ماتسبها فى حالها وخليك فى حالك
يوسف :بس بطمن عليها مش اكتر هى مش بنت عمى بردو
حازم ببرود :لا اطمن ،انا بكلمها كل يوم وبطمن عليها وهى مبسوطه جدا كمان 
يوسف بضيق :طيب هى عرفت ان فرحي كمان اسبوعين
حازم بتنهيده :لسه بس اكيد هقولك عشان تحضر فرحك طبعا وتباركلك ، ممكن بقى تسبني اكمل شغلي ، وتروح تشوف ايه ناقصك يا عريس 
غادر يوسف المكتب بضيق وهو يفكر بابنه عمه ، فقد اشتاق إليها منذ ان استرد بصره ولم يلتقى بها ..
_____
كانت تجلس بالأكاديمية بعد ان تم استدعاءها لمقابله والده الطفل مالك ، استاذنت ياسين وذهبت لمكتب المديره ، صافحة نيره وطلبت منها التحدث بالحديقه لكى ترا طفلها وتتابعه عن بعد ..
كانت عيناها على صغيرها وهو  جالس يقرا قصه تخص الاطفال على طريقه بريل ، وريم تجلس جانبه تحكي له كل سطر يلمسه بانامله ، منما جعله يبتسم تاره ويتأثر بالابطال الصغار ..
جلست على بعد عده امتار من وجود مالك وقصت حبيبه على مسامعها ما حدث قبل يومان بخصوص مالك .
بكت نيره ولم تصدق ان طفلها الصغير يحاول الانتحار ، شعرت بالذنب وتانيب الضمير أنها المسئوله الوحيده عن ما يعانيه ذلك الطفل الذى لا حول به ولا قوه .
حاولت حبيبه التخفيف عنها :مدام نيره من فضلك مافيش داعي للدموع مالك الحمد لله بخير ، وأن شاء الله قريب جدا هيرجع يشوف من تانى وفى حد هيسفره وهيتابع علاجه ، بس دلوقتي لازم تحاولي تاخدي خطوه عشانه ، هخليكي تقابليه وهفضل اتابعه من بعيد وهدخل فى الوقت المناسب ، اطمني انا اتكلمت معاه وهو مستعد يسمعك ، بس واحده واحده وبهدوء وان شاء الله كله هيعدي 
نيره :يارب 
اقتربت حبيبه من مالك وارسلت غمزة لريم كى تصمت 
-ملوك حبيبي عامل ايه
مالك بابتسامه :الحمد لله ، كويس 
حبيبه :فى ضيف مهم محتاج يشوفك ويقعد معاك ، ممكن تسمحله بدقايق من وقتك
صمتا قليلا منما جعل قلب والدته يرتجف خوفا من رفضه ولكن غلب تواقعاتها  وهز راسه بالموافقه ، قبلته حبيبه أعلى جبينه وهى سعيده بتلك الخطوه الفارقه بحياه الصغير ..
اقتربت والدته بحب ، لهفه ، شوق السنين ، بدموع وحاولت ملامسته بحب ورفعت كفيه الصغار وقبلتهم بشوق جارف ، تابعت حبيبه رد الفعل بصمت .
ضمته والدته بقوه وبنبره صادقه :واحشني يا حبيبي ، واحشني اوى يا مالك 
استشعر الصغير الصدق فى مشاعرها وتقبل الأمر .، فهو ايضا بحاجه لتلك المشاعر التى لا يعرف عنها شي ، بادلها العناق باحضانه الصغيره ، يحاول أن يلتمس حبها وحنانها الذى افتقده منذ اعوام ..
ابتعدت حبيبه بعد ان كففت دموعها من أجل ذلك الموقف الذى يقشعر له الأبدان ..
_____
توجهت لغرفتها واحضرت بعض اغراضها لكي تذهب الى والدتها ، وفجأة صدع رنين هاتفها 
عندما نظرت للشاشه علمت أنه يخص صديق ياسين .
اجابته دون تردد 
-الو 
مجد :انسه حبيبه ، انا اسف لازعاجك ، بس انا هنا فى مصر ومحتاج اعرف عنوان الأكاديمية
حبيبه :حمد لله على سلامه حضرتك ، انا هبعت العنوان حالا
مجد :اوكيه هنتظره وان شاء الله هكون عند ياسين عشان افاجئه
حبيبه :وانا فى انتظار حضرتك 
اغلقت الهاتف وارسلت رساله مدون بها عنوان الأكاديمية ..
____
تحرك مجد عندما وصلت له الرساله وأخبر السائق بالمكان الذى ينوى التوجه اليه ..
وخلال نصف ساعة كان يترجل من التاكسي أمام مبنى الأكاديمية ، وسئل احدى العاملين بمكان وجود حبيبه ..
اصطحبه رجل الأمن إلى مكتب المديره ، وذهب ليخبر حبيبه بأن ضيف فى انتظارها بمكتب المديرة ..
عملت حبيبه وقتها انه صديق ياسين وتوجهت على الفور لترحب به ..
_____
كان بغرفته ينتظر قدومها لتودعه قبل ان تغادر الاكاديميه ، فقد تعود على الجلوس معها والحديث أيضا 
فهى من جعلته يتحدث دون قيود ، ورسمت البسمه على وجهه بعد ان فقد الشعور بالحياه ، هى من جعلته يفكر بغيره وان يستمد القوه من أجل عائلته ، وأن يحاول التاقلم على حياته ولا يفقد الامل ، زرعت به اليقين على رؤيه الحياه من جديد ..
____
تعرفت على مجد وجلست معه عده دقائق ، تقص عليه حاله صديقه منذ ان علمت به ، إلى ان تحدث معها وبدأ مرحله علاجه .
استمع مجد بتاثر بحديثها وهو يشعر بالحزن والأسى على ما عانه صديقه بغيابه وهو لم يعلم عنه شي ، وطلب ان يراءه الآن .
اصطحبته حبيبه على الفور الى غرفه ياسين ، وبعد ان طرقت الباب دلفت هى أولا بهدوء .
ابتسم ياسين عندما اشتم رائحته العطره الذى يميزها به 
حبيبه :فى حد بيحبك اوى وطالب يقابلك
ياسين باستغراب :مين معقول تكون ماما جت
فى ذلك الوقت دلف مجد ولم يستطيع الإنتظار أكثر من ذلك
-ومجد مش ينفع يا صاحبي
ياسين بذهول :مجد 
اقترب مجد يعانق صديقه بكل قوته ، بادله ياسين العناق بفرحه ، تركتهم حبيبه ليستمتع مع صديقه الذى أتى من أجله ، واغلقت الباب خلفها ..
عادت إلى غرفتها حملت اغراضها وغادرت الاكاديميه بصحبه صديقتها ، استقلو سياره أجره لتقلها إلى منزل والدتها وتقل ريم إلى حيث منزلها



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close