أخر الاخبار

رواية ابنة القمر الفصل السابع عشر 17 بقلم فاطمه الألفي

     


رواية ابنة القمر

الفصل السابع عشر 17 

بقلم فاطمه الألفي



انسابت دموعها بصمت وقربت من وجهه تتطلع لملامحه ثم رفعت أناملها 

تتح.سس جبينه ثم هبطت إلى وجنتيه وكأنها تحفر ملامحه بيدها، ثم

 مالت عليه تُ.قبل وجنته وهبطت دموعها الساخنة أعلى وجنته

ثم همست بصوت واهن ومتعب أثر ما تمر به من لحظات ضعف وإنكسار 

فمنذ أن التقت بوالدة أمان وهي لم تنم الليل، تظل عيناها الحزينتين تزفر الدموع فقط، لا تشكي لأحد ما تشعر به إلا لوسادتها التي تغرقها بدموعها كل ليلة، لم تجد أحضان والدتها الدافئة تضمها وتدفن نفسها بهم وتبوح لها بكل ما يورق منامها، الآن وجدت والداها الغائب عنها منذ أعوام

 

-كم تمنيت أن أنادي أبي كل دقيقة تمر بعمري وأنا بحاجة إلى ذراعك القوية 

لتعبر بي الطريق، كنت أنظر من نافذة غرفتي الصغيرة التي تطل على 

الشارع واشاهد أطفال صغار يعبرون الطريق وهم فرحين بسبب تمسك 

والدهم بيدهم الصغيرة، تمنيت أن أعيش تلك اللحظة معك، رسمت أحلاما 

بخيالي وكنت أرسم لك صورة داخل خيالي كيف كانت ملامحك وكيف تبدو 

هل أنت وسيم، ما لون عينيك؟ هل تشبه عيناي ولون بشرتك؟ لم تكن لديه 

شجاعة أن أطلب من والدتي أن تصفك لي، أخاف أن اجرح مشاعرها 

وأذكرها بأنك خذلتها وتخليت عنها وتركتنا، تعلم بأن حورية لم تحب الا 

غيرك، عاشت حياتها لي أنا فقط، رغم إصرار جدي على أن يزوجها ولكن 

كانت ترفض من أجلي وأجل حبك الذي سكن قلبها ولم يدخله غيرك، يا 

ليتك تعلم كم عانت أمي من أجلي ولكن أريد أن أعلم منك لما تركتها وهي 

تحبك كل هذا الحب ؟ هل بسبب مرضي حقا ؟ وإذا كان ذلك السبب فأنت 

تعلم بأن المرض ليس لنا ذنب به هو من عند الله وإرادة الله لما أنت تقنط على قضاء الله وقدره؟

ثم تذكرت كلمات والدتها قبل عدة أعوام:

- ذات يوم كنت أجلس على الحاسوب الخاص بي واكتب خواطري المعتادة، 

جال بخاطري أن أكتب عن الفقدان، وجدت نفسي في نعمة وجود والدتي 

جانبي كانت أكبر نعمة، كما أخبرتني أمي يوما وقالت، أنتي لست معاقة

انتي لديك يدان وقدمان، غيرك ليس لديه، لديك جسد معافى لن ينقصك 

شئ،  يجب أن تشكري الله على نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى، على وجود أشخاص نحبهم ويحبونا وجودهم 

بحياتنا نعمة، الاب، الام، الاخ، الصديق، العائلة والانفاس التي نزفرها 

نعمة، ليس معنى أن فقدت الاحساس بأشعة الشمس أنني حُرمت من نعم 

الله عليَّ، أنا أستطيع أن أفعل كل شيء، أضحك امرح أجري العب لدي 

الحواس الخمس فلا تقنطوا من روح الله.

انا مميزة وراضية بذلك التميز، هو ليس مرض أنا بخير وبصحة جيدة 

واحافظ على صحتي من أشعة الشمس إذا تعرضت لتلك الاشعة سيصاب 

جلدي بالسرطان لذلك أنا في نعمة وأحمد الله على نعمة الصحة

ثم التقطت كفه بين راحتها وق.بلتهم وظلت ممسكه بكفه وقالت:

- اشكر الله على نعمة وجودك، عندما فقدت أمي منحني الله اياك، أنا 

أُحبك يا أبي اُحبك كثيرا واريدك في حياتي، سأطلب من الله أن يطل الله 

بعمرك لأنني بحاجتك أريد أن تحقق كل أحلامي الصغيرة، أنا جانبك يا أبي 

ولن أدر ظهري لك، أنت قوتي؛

سابوح لك بما يضيق صدري ولكن لا تخبر أمان بما حدث لا أريد أن يحدث 

شجار بينهم بسببي، أشرقت والدة أمان أتت وقابلتني، طلبت مني أن أبعد 

عن ابنائها، تقول أن وجودي دمر سعادتهم وأن أمان سيتركني كما تركتنا 

أنت يا أبي وأنه يشفق على ولا يُحبني، أبي أنا بحاجة لدعمك الآن 

 

دلف أمان في تلك اللحظة التي تبوح لوالدها بما اخفته عنه وتسمر مكانه 

عندما علم سبب تغيرها لم يكن إلا بسبب والدته، زفر انفاسه بضيق وهز 

رأسه بأسي لتدخل والدته الدائم بحياته


دارت وجهها فجاة عندما شعرت بانفاسه وتلاقيت اعينهم في صمت دام 

لعدة دقائق ثم تقدم منها بخطوات واسعة التقطها كالريشه داخل أحضانه 

وهمس بصوته الحاني الذي يمدها بالدفئ:

- لا تكترثي لما قالته، أنا أُحبك ولن أعيش دونك فهمتي، ثقي بي يا 

حبيبتي ولا تستمعي للاقاويل، أستمعتي لصوت قلبك وقلبي الذي ينبض من أجل حُبك فقط 

❈-❈-❈


جاء الموعد المحدد لجلسة النطق بالحكم في مقتل حاتم.

وبعد المرافعة وسماع الشهود وظهور الأدلة التي أوضحت سبب وفاته وقد 

تبين أن الطعنة كانت سطحيه ولم تؤدي إلى الوفاه وسبب الوفاه هو نقص 

الاكسجين الذي تعرض له أثر كتمان انفاسه بالوسادة كما تبين بأن ج.سده به 

سموم أثر الاقراص المخدرة التي كانت تضعها زوجته بفنجان القهوة وهو لم 

يعي بافعاله بعد تناول تلك الأقراص.

ولذلك قررت المحكمة كالاتي

اولا تحويل اوارق المتهمين  وليد يوسف حسين وزينب عبدالحميد إلى فضيلة المفتي.

وثانيا حكمت ببراءة رحيل خالد مهران 

ثم هتف القاضي بصوته الجلي: 

-رُفعت الجلسة

كانت تقف خلف القبضان وعيناها تزفر دموع الحسرة والندم على ما اقترفته من ذنب وانساقت وراء غرائزها وخسرت نفسها وحياتها، فلم تعد لديها شيء سوى الندم.

❈-❈-❈


غادر رحيل المحكمة وركض بفرحة  إلى  أحضان عائلته؛ عندما وقعت عيناه على شقيقته كان الأسرع إليها، عانقها بقوة وحملها ودار بها بفرحة لم يذق طعمها من قبل .

وبعد أن أبتعد عنها شدد في عناق شقيقه ثم  تطلع لهم بحب وتسأل عن عدم وجود والده:

- اين والدي العزيز ؟

ربت أمان على كتفه برفق ثم قال:

- هيا معي وساخبرك بكل شيئ في الطريق

استقل سيارة شقيقه ثم عاد يتسأل:

- أشرقت هانم لم تأتي لزيارتي ولو مرة واحدة، ولم تحضر المحاكمة أيضا 

تنهد أمان بضيق ثم قال:

- لا تحزن ولا تعكر صفو تلك اللحظة، مبارك يا اخي على براءتك

ابتسم بخفة وقال:

- بارك الله فيك وفي وتين 

بادلته وتين الإبتسامة وهمست قائلة:

- سعادتي لا توصف بوجودك جانباً الآن يا رحيل 

- قلب رحيل لن يتحمل

ضحك بمرح ثم عاد يثرثر ويلح:

- ولكن والدي لن يتخلي عني ولابد من سبب قوي منعه الحضور، ثم نظر إلي أمان وهتف برجاء:

- اعطني هاتفك أريد أن اطمئن عليه

هتف أمان بأسي:

-عمي خالد بالعناية المركزة، تعرض لغيبوبة كبدية ولم يفق منها حتى الآن، ولكن إذا شعر بوجودك وعلم ببراءتك سوف يسترد صحته أن شاء الله

نظر بلهفة لوتين وقال:

- وتين حبيبتي والدكِ يحبك كثيرا وابتعد عنكم ليس من أجل مرضك هو 

اخبرني الحقيقة، أنه كان خائف عليكم من والدتي، أبي لجأ إليها بسبب 

ظروف مرضك وهي طلبت أن يتزوجها مقابل أن تعطيه مال لعلاجك 

بالخارج وافق أبي وأخبر والدتك لكنها رفضت وطلقها ورفضت أيضا أخذ 

المال ومن يومها اخبرته أنه مات بالنسبة لكم ولكن والدي كان يتابع أخباركم.

- رحيل أنا نسيت الماضي بكل ألامه وأحزانه لا تقلق ولم أعد أهتم بما حدث 

بالماضي ووالدي أنا سامحته على تقصيره في حقي وحق والدتي .


عندما وصلا رحيل المشفى توجه إلى غرفة والده وظل جواره يقص عليه 

بعض الأحداث التي حدثت بغيابه 

وظل الوضع هكذا إلى أن أخبرهم الطبيب بحالة خالد الحرجة ويجب إجراء 

عملية زرع كبد في اسرع وقت.


قرر رحيل إجراء التحاليل المطلوبه ووتين ايضا لم تتردد في إجراء الفحوصات وأمان 

وانتظروا اظهار نتيجة الفحوصات وبعد مرور أسبوع 

استدعاهم الطبيب إلى مكتبه .


دلفوا ثلاثتهم بخطوات مضطربة ينتظرون سماع الطبيب بنبضات متسارعة 

هتف الطبيب وهو ينظر إلى التقارير الطبيه التي امامه ثم عاد ينظر لهم وقال بجدية:

- لا أخفي عليكم بأن العملية خطيرة في ذلك الوضع ولكن هذا آخر أمل لدينا

هتف أمان بقلق:

- وضع عمي خالد يتحمل إجراء تلك العملية؟

-  خالد قوي منذ أن عرفته ونحن سنفعل كل ما بوسعنا والشفاء بيد الله سبحانه وتعالى 

- هتف رحيل بلهفه:

- ولكن إلى الآن لا نعرف اي مننا تحاليله متطابقة مع أبي، أنا أليس كذلك ؟

ابتسم له الطبيب على حماسه في انقاظ والده  ثم قال بود:

- اعتذر لك رحيل أنت غير متطابق

- من إذا ؟

هتف بها رحيل بحزن 

نظر الطبيب إلى وتين وقال:

- هل أنتِ مستعدة يا أبنتي

هزت وتين راسها وقالت:

- أجل أنا مستعدة بأي وقت 

هتف أمان بصوت قلق للطبيب:

- وتين هي التي ستجري العملية؟

- أجل وتين تطابقة جميع فحوصاتها مع والدها، أطمئن وتين صحتها جيدة والعملية لا تؤثر خطر على حياتها

هتفت وتين قائلة:

- وأنا جاهزة لإجراء العملية 

-ولكن عليكي المكوث بالمشفى من الآن، وموعد العملية سيحدد بعد أن يتم تجهيزك 

❈-❈-❈


مكثت وتين بالمشفى للاستعداد بإجراء الجراحة وفي ذلك الوقت استرد خالد 

وعيه وفاق من غيبوبته ولكن عندما علم بأن وتين تريد إجراء تلك الجراحة 

من أجل انقاظ حياته، رفض اجراء العملية

وهمس بصوت واهن: 

- لا أريد اجراء العملية وأنا أخذت نصيبي من الدنيا وكل مااتمناه الآن أن ازوجك لأمان هذة آخر أمنياتي 

امسكت بكفه وقالت:

- أبي حبيبي أنا مازالت بحاجتك ورحيل أيضا، ولا تقلق صحة ابنتك جيدة والحمد لله

ابتسم لها بحنان وفتح ذراعيه ليستقبلها باحضانه، دفنت نفسها داخلهم دون تردد، ربت على ظهرها برفق وقال:

- لن أعرض حياتك للخطر، ولا أريد من الدنيا إلا سماعك تناديني بتلك الكلمة التي تحيني يا حبيبتي

- أبي حبيبي تمسك بالدنيا من أجلنا واهزم المرض لنعيش جميعاً تحت سقف واحد

نظر إلي أمان وقال: 

- حقق لي أمنيتي الاخيرة يا بني، أريد أن أحضر زفافكم

حاولوا إقناعه بإجراء العملية ولكن كان رفضه قاطع وغادر المشفى.

وبالفعل تم التحضير للعُرس الذي يليق "بأمان الشناوي " و" وتين مهران"


حاول أمان أن يحدث والدته ولكن كانت رافضة لتلك الزيجة ومازالت تُصر 

على رفضها لذلك ابتعد أمان تماما عنها وابتاع ڤيلا خاصة به لكي يتزوج 

بها، كم أن شقيقه ترك القصر أيضا وقرر العيش مع اشقائه ووالده ..


وجاء اليوم المنتظر، يوم العُرس ..

كان عُرسا اسطوريا، زينت القاعة بالزهور البيضاء والإضاءة الخافته 

وارتدت وتين ثوب أنيق كالاميرات، ثوب أبيض ناصع ذات أكمام ضيقه 

يحاوط جسدها بنعومة ينزل باتساع بسيط إلي الأسفل، صممه أمان 

خصيصًا لها، توجت شعرها الأحمر بتاج فضي رقيق، حقا من يتطلع 

لجمالها ينبهر بمظهرها الخلاب، كأنها أميرة خرجت من حكايات الأساطير، 

وارتدى أمان حُلته البيضاء وبنطال اسود وببيونه سوداء،وغير من تسريحه شعره، 

تخلي عن طوله وأصبح شعره قصير، هندمه ورفعه لاعلى قليلا، منما زاده وسامة.


تبطئت وتين ذراع والدها وهبطت الدرج ليستقبلها " أمان" بنظراته العاشقة، 

صافح عمه خالد وعيناه مازالت تعانق حبيبته، أوصاه خالد بابنته؛ ابتسم له 

بحب وربت على كفه يطمئنه بأنها داخل قلبه وموصد عليها، وهي كالدماء تسري داخل اوردته ويحيي بها هي الغذاء لقلبه وروحه .


ثم اقترب الي محبوبته طبع قُ.بلة رقيقة أعلى جبينها ثم حملها على حين 

غفلة دار بها بسعادة وهو محتضن إياها، علت أصوات التصفيق من 

المدعوين، وابتدت فقرات حفل الزفاف باغنية هادئة


سحب يدها وحاوط خصرها بحب وهي وضعت كفيها أعلى صدره وتمايلو 

معا على نغمات  الأغنية،عيناه تحاوطها بدفئ وهمس بصوت يملئه الحب

- أُحبك يا وتيني، أُحبك بلا حدود أو قيود .

ابتسمت له برقة وقالت بصوتها الرقيق:

- وانا أُحبك يا رفيق دربي،ويا أماني وعشقي الأول والأخير.


توجه نادر إلى ميسون عندما راءها تقف وحدها بعيدا عن الحفل .

وقف أمامها وقال:

- تسمحي لي

هتفت بدهشة:

بماذا 

أشار نادر إلى الاستيدج الذي يضم الكثير من العشاق يشاركون العروسان

الرقص:

- هنا سنرقص معا على تلك النغمات لتكون ذكرى جميلو جمعتنا

وضعت كفها بكفه وتوجهو إلى المكان المخصص وعندما اقتربت منه تضع 

كفيها أعلى صدره،همس قائلا وعيناه تلمع بالحب:

-ميسون أريد أن أخبرك بسرًا

- ما هذا السر؟ 

ابتسم بحب وقال: 

- بأحبك واريد الزواج منكِ

جحظت عيناها بصدمه وقالت:

- ماذا قلت؟

- أنا عاشق لكِ حد النخاع،هل تقبلين بذاك العاشق الولهان المتيم بعشقك يا سيدة الحسن والجمال ؟

هزت راسها بفرحة وقالت:

- موافقة بالطبع، انتظرت ذلك الحديث منذ أن عملت سكرتيرة بالشركة

خبط رأسه بمرح وقال:

- كنت مغفلًا ولم أراكِ كما يجب 

ضحكت برقة وقالت:

-والان 

- لم أرا في الدنيا غيرك حبيبتي

***

جلس خالد بالطاولة التي تجلس عليها سندس وابنتها مريم 

وقال وهو ينظر لسندس:

- انا سعيد جدا أن رأيت ابنتي بثوب زفافها 

تنهدت بضيق وهمست بحزن:

- كانت امنية حورية الاخيرة ولكن سرقها الموت وحُرمت من تلك الامنية

شعر بالحزن والاسي ثم قال:

- حوريو الان سعيدة لسعادة ابنتها وهي تشعر بها، حقا انها كرثت حياتها لابنتها وانشأتها نشأت حسنا 

- أنها عكفت على تربيتها وكانت لا تسمح بتدخل والدي، كانت كل شيء 

الاب والام معا

هتف خالد بتساؤل:

- هل سامحتيني على الماضي؟

- سامحتك يا خالد، وكيف لا اسامحك وبيننا قطعو من حورية

ابتسم خالد برضا ونظر إلى أبنته الحبيبة التي ارتسمت على ملامح وجهها 

السعادة، حمد الله على ذلك وانسحب بهدوء دون أن يشعر به أحد 

وقرر أن يكون وداعه الأخير بجانب زوجته بالمقابر .

يخبرها بأنه حقق أمنيتها وامنيته وأنه مشتاق لرؤيتها ويريد أن تكون 

زوجته بالعالم الآخر، أنا يحيا معها بجنة الخلد ودعى الله أن يحقق له تلك

 الأمنية فهو لا يريد غيرها ..


               الفصل الثامن عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close