أخر الاخبار

رواية اليتيمة الفصل الحادي عشر 11 بقلم وردة جميلة

 


رواية اليتيمة 

الفصل الحادي عشر 11

بقلم وردة جميلة



تبادلت ياسمين وبسمة النظرات فيما بينهم حين أتى سليم محيطا خصر زوجته بابتسامة سعيدة واسعة وخلفهم مراد وكأنهم عائلة سعيدة كادت بسمة تفقد أعصابها وتتحرك نحوهما حتى منعتها وزجرتها بعينها لتقف صامتة مرغمة


ازداد توتر دانة من ناحية قرب سليم منها بل احتضانه لها ومن ناحية أخرى والدته وقريبته وحتى لن يمر هذا على خير


- حمد لله على السلامة يا سليم اطلع ارتاح شوية فوق وسيب دانة معايا أعرفها على صديقاتى


أومأ برأسه وغادر تاركا زوجته بين السندان والمطرقة وحيدة جلست معهما معهما وسط نساء المجتمع المخملى الراقى تبدو كفأر مذعور وسط القطط المتوحشة حولها تستعد لاستخدام مخالبها


أسقطت بسمة كوب العصير أرضا ليتهشم أسفل قدم ياسمين


- دانة حبيبتى ممكن تشيلى الأزاز ده مش عارفه اتحرك من مكانى


تسللت ابتسامة شامتة على شفتى الجميع محدقين بدانة التى تجلس أسفل قدم ياسمين تجمع الزجاج المهشم بدموع ذل ومهانة أشد مما فعلته بالشركة


شهقت بتفاجأ حين شعرت بذراع قويه على خاصتها توقفها وقد كان سليم الذى أخذ الزجاج من يديها ثم انحنى يجمعه أمامهم دون اهتمام بصدمتهم وما إن انتهى حتى عاد وقبل يد زوجته أمامهم


- ليه يا روحى تشليه بإيديك القصر كله تحت أمرك باللى فيه شورى لأى حد فيه متتعبيش نفسك تانى ولو مش عارفين يشوفوا شغلهم يبقى يقعدوا فى بيتهم ملهمش شغل عندنا


امسك بيدها برفق وجعلها تجلس على الأريكة وهو بجانبها يقول بحب متعمد


- دى يا جماعة أجمل حاجة حصلتلى فى الدنيا دانة البنت الجميلة الرقيقة واقفت تكون جزء من حياتى وده مش سهل الحصول عليه لازم الواحد يتعب جامد عشان يوصله


بسمة بوقاحة


- وهى تلاقى زيك فين دى تربية ملجأ ملهاش أهل


نظر لها سليم بجدية تامة


- أنا كمان يتيم راعى كلامك شوية وبعدين ساعات اللى بتقولى عليها دى بتبقى محترمة أكثر من تربية القصور والمجتمع بدليل أنتى مثلا جاية فى بيتها وعينيك هتطلع على جوزها لا وكمان إهانة وهى مش زيك عشان تتعامل معكى بنفس الأسلوب بتاعك


نهضت بسمة من مكانها بغضب لكلامه


- ايه الكلام ده ؟؟!!! بتقارنى أنا بها لا وبتقول كلام محصلش أصلا


وقف مكانه بغرور


- مفيش مقارنة أصلا وعلى العموم أنا ومراتى ماشيين هسيبلك القصر اعملى فيه ما بدالك مش مهم بيتى أولى بيا يلا بينا يا دانو حبيبتىعاد سليم من عمله مرهقا لشقته الخاصة بعدما ترك القصر ليجلس على الأريكة بتعب لتراه دانة التى شعرت بالشفقة عليه لم تكد تجلس بجانبه لتجده ينام على قدمها لتحمر خجلا من تصرفه العير متوقع


- تعبان أوى الشغل كان كتير النهاردة


دانة بتذكر


- مراد جه يقعد معانا هو فى الأوضة بتاعته دلوقتى


تغير وجهه على الفور حين أتت على ذكر ذاك القزم


- وأنتى دخلته ليه اصلا كنت اطرديه بره فى الشارع هو أنا اسيب القصر يجى ورايا معرفش ارتاح منه


من حيث لا يعلم قفز مراد فوق جسد سليم المرتاح على قدم زوجته ليقول بمرح


- آخيرا بقى هنلعب ونعمل اللى احنا عايزينه مش كل شويه مامى تقول عيب ولا أنا مبسوط أوى يا سليم


ابتسم سليم بإصطناع


- وأنا اتشليت خلاص يا مراد هروح منك فين عشان تسبنى فى حالى انتحر طيب يمكن اخلص ولا هو أنت مفيش مهرب منك


مراد بحزن


- للدرجة دى بتكرهنى يا سليم زى ما كل اللى معايا فى الحضانة بيقولوا عشان أنا يتيم وبابا مات من غير ما اشوفه


شعرت دانة بالحزن لأجله بينما سليم ينظر بملل دون تأثر كبير فقد استمع كثيرا لذاك الحوار منه


- مراد حلى عنى عايز دانة فى كلمة سر روح نام وبكرة نكمل الأسطوانة بتاعتك دى يلا يا حبيبى وقت النوم


نظر له مراد بعدم رضا


- يوووووه مش عايز أنام بحب السهر واللعب يا سلبييم


سحبه من أذنه بعنف دون اهتمام بحديثه معه فقد فقد كامل الصبر مع ذاك الطفل القزم


- على أوضتك أحسنلك يا مراد أنتى عارفنى ممكن اعمل ايه فيك


انتظر رحيله لينظر لزوجته التى تنظر له بعدم فهم بمكر إنها طيبة وبريئة بشكل لا يصدق حقا كل مرة يرى منها ما يبهره ويعجز عن تصديق منها


- دلوقتى بقا نقول كلمة السر


- مش فاهمة قصدك ايه ؟؟!!!!


حملها بين ذراعيه بغتة لتشهق بصدمة من تصرفه الأغرب عليها ثم اتجه ناحية غرفته


- بقول كفاية كده يا مدام سليم عايزين نكبر شوية ونجيب نونو صغير بس ورحمة أبوكى بلاش يبقى شبه مراد مش هستحمل


شعرت بالخجل لتخبئ وجهها بصدره منه ويبدأ سليم معها طقوس الحب والغرام خاصته فهو معلمها الأول والآخير للحب


وسكتت شهر زاد عن الكلام الغير مباح


                 الفصل الثاني عشر من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close