أخر الاخبار

رواية ابنة القمر الفصل التاسع 9 بقلم فاطمه الألفي

       


رواية ابنة القمر

الفصل التاسع 9

بقلم فاطمه الألفي



لم تفرح يومًا قط، وعندما آن الأوان بأن تفرح وتعانق الدنيا بجناحيها

 كالعصفور الذي يغرد في سماء الحرية، أنتهي ذاك الحلم وأصبح كابوساً، 

فاقت من أحلامها الوردية على صوت سنيرة سيارة الإسعاف لتنقل جسد و

الدتها التي لم تتحمل كل ما حدث لصغيرتها بيوم كهذا، قلبها النابض لم يعد 

صامداً بعد الآن، انهارت حصونه، واستسلم جسدها لمصيرها الذي ينتظرها..


أنتهي العرض نهاية مأساوية وغادر بعضهم الي المشفى من أجل تفقد حالة حورية وما أصابها من وعكة صحية


ضمتها أحضان خالتها وانسابت دموعهم سويا ووقف نادر يتطلع لهم بحزن 

وعيناه تجوب بالرواق ينتظر خروج الطبيب ليطمئن على خالته

اقتربت منه شقيقته مريم وهمست بجانب أذنه قائلة:

- كنت تعلم بأن زوج خالتك مازال على قيد الحياة؟

زفر بضيق وقال بصوت غليظ:

- وهل هذا وقت لتلك التراهات؟

أبتلعت ريقها بتوتر وظلت صامتة تراقب ما يحدث أمام أعينها بصمت خوفا 

من بطش شقيقها 

غادر الطبيب غرفة الطوارئ الذي كان يفحص بها حورية 

انتفضت وتين من داخل أحضان خالتها ووقفت أمام الطبيب تهتف ك

المذعورة تريد الإطمئنان على والدتها وقبل أن تتفوه بكلمة،وضع الطبيب 

يده على كتفها وهمس بأسف: البقاء لله


نفضت يده بزعر لم تصدق ما قاله وصرخت بقوة ترفض ما تفوه به الطبيب 

- لا لا حورية لم تتركني وحدي، أنت مخطئ ايها الطبيب 

وقفت أمامه تتوسله بعيون دامعة:

- أرجوك أفحصها ثانياً، تعلم عندما اناديها سوف تجيبني، هي لم تتركني

دلفت بخطوات سريعة تقتحم الغرفة ثم اقتربت من فراش والدتها صارخة

باسمها

- هيا انهضي يا حوريتي الجميلة، انهضي يا أمي، اخبريهم بانكِ لم تتركيني، هذا الطبيب يقول أنك رحلتي، هل هذه مزحة منك يا حوريتي لتعلمين كم 

حب ابنتك لكِ، إذا تودين المزح معي فعليكِ أن تختاري اي مزحة أخرى 

غير هذا، كيف له أن يقول ذلك عليكِ، هيا انهضي لنغادر هذة المشفى 

كانت حوريه ممدة أعلى الفراش وجسدها ساكن ووجهها مغطاه بالابيض

لم تتحمل" وتين " أن يتواري وجه والدتها الحبيبة خلف ذلك الغطاء، نزعته من على وجهها وحاوطتها من ذراعيها تريد أن تنهض معها ولكن خالتها منعتها من ذلك وهي تحاول حجبها عن ما تفعله.

حاوطها نادر أيضا من الخلف ليبعدها عن والدتها وهي ترفض ذلك وتصرخ باعلى طبقات صوتها تريد والدتها فقط.


كل ذلك حدث أمام "خالد"  الذي كان واقفا دون حراك وعيناه تزفر بالدموع

وقف "أمان" خلفه مكبل الأيدي، يرا محبوبته تنهار أمامه ولم يقدر على 

ضمها لصدره ليخفف عنها حزنها ووجعها على فقد والدتها، ود لو عانقها بقوة

واخفاها عن عيونهم وسار بها الي جزيره لم يكن بها سوى غيرهم فقط، 

يتزوجها ويعشون في تلك الجزيرة وحدهم بعيدا عن ذلك العالم المخادع.

فاق من أحلامه على صوت نادر الذي يهتف مناديا لطبيب لكي يفحص 

"وتين" الغائبة عن الوعي.

سار بخطوات واسعه ووقف جانبه يتفقدها هو الآخر بقلق، الي أن ات 

الطبيب وتم نقلها لغرفة أخرى ليفحصها الطبيب بعيدا عن جثمان والدتها

❈-❈-❈


أما عن زكريا فتذكر تلك الداهية التي حبسها بالغرفة ولا يعلم بماذا يفعل بها؛

كان يود أن يخبر "أمان" بوجودها وبما كانت تنوي على فعله ولكن لم تتيح 

له الفرصه فانتهي العرض بكارثة، لذلك قرر أن يطلق سراحها، فإذا ابلغ الشرطة بجريمتها لم يعد يمتلك دليل إدانتها، لذلك سوف يدعها تغادر ولكن 

سوف يتوعد لها إذا التقي بها ثانيا، وسوف يوهمها بأنه أخبر أمان بكل شئ 

وهو الذي سيتاخذ إجراء ضدها، إذا نوت فعل شئ اخر لتلك المسكينة.

وبالفعل تركها تغادر المكان بعد أن جعلها توقع على ورقه فارغه ليضمن أنها 

لم تتلاعب به وإذا صدر منها أي تصرف سوف يتاخذ أجراء قانونياً ضدها، وسوف يزج بها داخل السجن.

ثم قرر أن يهاتف" نادر" ليطمئن على وضع والدة وتين بالمشفي ولكن لم 

يجيب نادر على الاتصالات، فقرر أن يهاتف رب عمله "أمان '

وعندما اجابه أمان أخبره بما حدث ليشعر زكريا بالحزن هو أيضا وقرر أن 

يتوجه إليهم ليكون جانبهم بالمشفى 


"صدمة عصبية"

هتف بها الطبيب بعد أن فحص "وتين" 

ثم استرسل حديثه قائلا:

-مازالت لم تصدق خبر وفاة والدتها، لأنها مرتبطه بها كثيرا ولم تتحمل بعدها، 

داخلها صراع قوي بعقلها الباطن يرفض الواقع وتصديق حقيقه وفاة والدتها

لذلك خضع عقلها لغيبوبه كامله.

لطمت سندس صدرها وهي تردد: غيبوبة

هتف الطبيب معتذرا:

- للاسف هذا ما حدث لها بالفعل نتيجة الصدمة التي تعرضت لها وهي ترفضها فارغمها عقلها الباطن للاستسلام في الغيبوبة لأنها رافضة للواقع التي تعيشه بدون وجود والدتها

-ومتي تفوق من تلك الغيبوبة؟

هتف بها أمان بقلق

هز الطبيب رأسه نافيا:

- لا أعلم،ممكن يوماً أو أسبوعا أو شهريا أو أكثر من ذلك، فهذا يعود إلي 

قوتها على تحمل الصدمه وعن أي مدا سيظل عقلها مستسلما ورافضًا للواقع

ابتلع أمان ريقه بخوف وهتف بقلق:

-ماذا تقصد؟

- أقصد ما توصلت إليه؛غير مؤكد بأنها ستفيق من غيبوبتها وهذا سيكون الموت البطيء وفي النهاية ستستسلم جميع أعضاء جسدها للموت ولم نقدر على إنقاذها.

وقع الخبر كالصاعقة وهوت سندس أرضا لولا أن يد نادر امسكت بوالدته 

وهتف خالد بحسرة

-انا السبب في كل ما حدث، انا السبب

رمقته سندس بنظرات غاضبو وهتفت منفعلة: لما عُدت  تظهر بحياة شقيقتي وابنتها؟ يا ليتك مت، أنت المتسبب الوحيد في كل ما يحدث، قتلت حورية والآن ابنتها تصارع الموت، اذهب وعُد من حيث أتيت، لا نريد أن نرا وجهك.

ثم صرخت بلوعة:

"حسبنا الله ونعم الوكيل, حسبنا الله ونعم الوكيل "


❈-❈-❈


في صباح اليوم 

تمت مراسم تشييع جثمان"حورية" إلى مرقدها الأخير 

دُفنت بجوار والدتها في مدافن عائلتها،بعدما أحتضن التراب جسدها وأُغلق عليها باب قبرها، تركت الدنيا بكل ما فيها من متاع وذهبت روحها الي بارئها، لتُحاسب على ما فعلته بدنيتها وهل كانت حياتها شقية ام سعيدة

انتهى الشيخ من قراءة القرآن الكريم أمام قبرها ثم رفع كفيه للسماء بالدعاء وكل من حولهم يأمنون على الدعاء.

ختم الشيح بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم

انقطع عمل ابن أدم إلا من ثلاث

صدقة جارية، علم ينتفع به، ولد صالح يدعو له

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ..


كان" خالد " أمام المدافن ينتظر انتهاء مراسم الدفن ومغادرة الجميع

 لكي  يدلف داخل المقابر ويودع زوجته السابقة

بعدما تأكد من مغادرة الجميع، دلف هو إلي حيث قبرها، وقف أمامه مطئطئ الرأس يشعل بالخجل بسبب ما اقترفه في حق زوجته الراحلة وابنته

قرأ الفاتحة وهمس بصوت منكسر أمام المقبرة:

- سامحيني يا حورية، أعلم باننِ ظلمتكِ كثيراً، اريدك ان تسامحيني، أنا

حقا خذلتكِ وتخليت عنكِ وعن مسئوليتي اتجاه ابنتي وتركتكِ وحدكِ 

تعانين بسبب خذلاني والتخلي عن ابنتي، أعدك لن اتخلي عنها بعد الآن 

وسوف اعوضها عن كل ما مضئ وسنبدء من جديد، اطمئني ابنتك بخير 

ولن تفارقها بعد اليوم وهذا وعد مني لن ابعد عنها مهما حدث، نامي بسلام وابنتنا في رعاية الله.

ثم غادر المدافن واستقل سيارته عائدا الي المشفى ليظل جوار ابنته، ولن 

يكترث لحديث "سندس" التي تريد ابعاده عن أبنته التي لازلت تحت تأثير 

الصدمة ولم تفق من غيبوبتها، حتي أنها لم تودع والدتها الوداع الأخير.


داخل غرفة الرعاية التي توجد بها  "وتين"

جلس والدها بالمقعد المجاور من فراشها والتقط كفها بين راحته ثم مال عليه يطبع قبله جانبه وانسابت دموعه وهمس بصوت يملئه الحزن:

-أعلم بان حياتك كانت قاسيه وأصبحت يتيمه ووالدك مازال على قيد 

الحياة، خذلتكِ وخذلت والدتك، كنت أب أناني انشغلت عنكما بأحلام واهية

تركتكم دون أن أكترث لمدا معانتكم، تخليت عن دوري كأب وتركت الحمل 

علي اعتاق والدتك، حوريه كانت لكِ الام والاب وكل شيء، اخجل من 

نفسي بسبب ما اقترفته في حقك يا ابنتي الغالية، تمنيت كثيرا أن ألتقي 

بكِ واخبرك بكوني والدك ولكن كنت دائما أتراجع فلم أقدر على تلك 

المواجهة، سامحيني يا قُرة عيني، حورية لم تترككِ وحدك، أنا جانبك 

وسأظل جانبك، لم أُقصر في حقكِ بعد الآن وكل ما اتمناه هو أن تسمحي 

لي باكون والدك الذي حُرمتي منه طوال حياتك، انهضي يا ابنتي من أجل 

حياتك القادمة، فإنني ما زلتي في بداية حياتك والسعادة بانتظارك، انهضي 

لتعيشي الحياة كما تمنتها والدتك

دلفت الممرضة في ذلك الوقت وهتفت قائلة: أرجوك سيدي غادر الآن فليس 

مسموح لها بالزيارة وإذا علم الطبيب بذلك سوف أفقد عملي بالمشفى

نهض خالد وقال لها بامتنان:

- سأغادر يا أبنتي واشكركِ على سماحك لي برؤيه أبنتي، ارجو منك أن تهتمي بها واذا حدث شيء اتصلي بي أرجوكِ 

هزت راسها بالإيجاب:

- حسنا.. سأخبرك بكل جديد 

ثم استرسلت حديثها وقالت:

-أطمئن ستتعافين بأمر الله 

نظر لها بأمل وقال:

-أن شاء الله

قبل أن يغادر دس كفه داخل جيب سترته وأخرج بعض النقود ثم أعطاها لتلك الممرضة وقال: 

-أهتمي بها جيداً ولكِ ما تريدن إذا تعافت ابنتي واستردت وعيها 

ثم غادر الرعاية المركزة بخطوات واسعه لكي لا يشعر به أحد

❈-❈-❈


داخل القصر.

كانت أشرقت بحالة من الغضب وتصرخ بانفعال أمام ابنها "رحيل"

- رأيت والدك المُبجل ركض خلف طليقته وابنتها التي فضحته أمام العلن

شعر رحيل بالأسي على كل ما حدث، اليوم يعلم بأن لديه شقيقه تكبره 

بعامين ولم يلتقي بها إلا اليوم فهو حزين من أجلها وكل ما مرت به من 

معاناه وخاصتا عندما هاتف "أمان " وأخبره الاخير بانهم متواجدون بالمدافن فقد توفت والده شقيقته.

خيم الحزن وجهه فقد التقي بتلك السيدة من قبل بمتجر الزهور خاصتها 

ووالده الذي طلب منه ذلك ورفض الإفصاح عن الحقيقة الذي أخفاها طوال 

عمره ولكن اليوم انكشف كل شيء 

هتفت أشرقت بحدة:

- لما انت صامت هكذا؟ أجبني ؟ 

ثم اردفت قائلة بشك وهي تنظر له:

- أنت كنت تعلم!

هز رأسه نافيا:

- اقسم لكِ انني تفاجئت مثلكِ تماماً 

- خالد سوف يتركننا من أجل طليقته وابنته فظهورهم في الوقت ذلك لم يكن صدفة

تنهد رحيل بضيق ثم اقترب من والدته وقال بحزن:

-لا تقلقي، السيدة حورية توفاها الله أمس إثر أزمة قلبية والفتاة التي من 

المفترض أن تكون شقيقتي موضوعة بالعناية فقد تعرضت لصدمة بعد وفاة 

والدتها والان هي بغيبوبة تامه لم تفق منها 

تركها في حاله ذهول وركض الي حيث غرفته واغلق الباب خلفه بقوه ثم 

سار إلي حيث الشرفة وقف داخلها يتطلع أمامه بشرود وانسابت دموعه

بحزن على كل ما يحدث حوله الآن، ود لو التقي بشقيقته منذ زمن ليكون 

لها السند الذي تتمناه ولايجعل للحزن أن يأخذها منه ياليته كان يعلم 

بوجودها.


❈-❈-❈


أما عن أمان فبعد أن انتهي من  مراسم الدفن، وجد زكريا امامه 

-اريد اخبارك بأمر هام 

- ليس وقته يا زكريا 

هتف زكريا بإصرار: 

-اعلم بأن الوقت غير مناسب ولكن حياة وتين بخطر ويجب أن تعلم ما حدث امس 

ضيق حاجبيه وقال:

- ما حدث بالأمس العالم كله اصبح يعلم عنه 

قاطعه زكريا قائلا:

-لم اقصد بما حدث بالحفل ولكن اقصد بما كانت تنوي فعله" لامار" 

- وما شأن لامار 

قص عليه ما حدث 

انتاب امان القلق واستقل  سيارته وظل يتفتل 

بشوارع القاهرة دون جدوى الي أن استقر به الحال وصفا سيارته أمام 

المشفى، أراد أن يطمئن على الجنية التي خطفت قلبه دون عناء منها، فقد 

دق لها قلبه وتحطمت الأسوار التي كان يضعها حول قلبه، يخشي أن يطرق 

الحب بابه ولكن حدث ما كان يخشاه.

زفر انفاسه بعمق وترجل من سيارته وسار بخطوات واثقة دالفا لداخل 

المشفى ثم صعد الي حيث تقبع العناية المركزة، وظل يتلفت حوله بترقب 

بعد أن تأكد من عدم وجود أحد، اقترب من باب العناية ووقف خلف اللوح 

الزجاجي الذي يفصل بينهم وتطلع لمحبوبته الساكنة بالفراش لا حول لها ولا 

قوة، عانقها بمقلتيه التي تعلقت بها ولا يريد البعد عنها، تخبطت به الأفكار 

الي أن توصل لفعل شيء يساعدها على تخطي تلك الأزمة، ويجب أن تكون بأمان لكي لا تقترب منها لامار ثانيا وتحاول إيذاءها، لذلك ودعها 

علي أمل أن يعود إليها ثانياً 

فقد أتخذ القرار الصائب ولن يتراجع.

اثناء مغادرته للمشفى أخرج هاتفة وقرر الاتصال بصديقه حاتم فهو بحاجة إليه 

وضع الهاتف اعلى أذنه وانتظر إجابة صديقه.


بمنزل حاتم .

كان هائما بالعشق الذي أوقع نفسه به وصدح رنين هاتفه جعله يزفر بضيق

بأحضان" زيزي" لا يريد الابتعاد عنها وكأنها مغناطيس تجذبه إليها، جعلته 

ملتصق بها دائما، ولكن ابتعد عنها مرغما على ذلك بعد الرنين المتواصل

التقط الهاتف من أعلي الكومود وعندما نظر لشاشته التي تنير باسم صديقه "امان" 

اعتدل في جلسته ثم نظر إلي "زيزي" قائلا: أريد كوب من عصير البرتقال

ابتسمت له وهي تنهض من جانبه: حسنا حبيبي سأجلب لك عصيرك الخاص

بعدما ابتعدت بخطواتها وتأكد من انشغالها بإعداد المشروب بالمطبخ؛ أجاب على هاتفه: 

- مرحبا سيد "أمان"

هتف أمان بصوت غاضب:

- لما كل هذا الوقت يا سيادة الطيار؟

قهقه حاتم ضاحكا ثم قال بمرحه المعتاد:

-ويحك يا أخي، كنت استحم لما هذا الغضب

- اريد مقابلتك الآن، الأمر ضروري ولا يستدعي التأخير

-حسنا، سأبدل ملابسي والحق بك في الكافية القريب من منزلي

- حسنا سأنتظرك هناك، إياك أن تتأخر

- اطمئن في غضون دقائق ستجدني أمامك

اغلق أمان الهاتف مع صديقه وقاد سيارته بسرعة فائقة متوجها إلي الكافية، أما عن حاتم نهض متوجها إلي المرحاض لينعش جسده بالماء، ثم ارتدي 

ملابسه في عجالة وذهب مسرعاً إلي الكافية ليلتقي بصديقه.


داخل الكافية

كان يجلس منصتا لم يقص به صديقه وعلامات الاندهاش مرسومة على 

صفيحة وجهه

عندما أنتهي" أمان" من حديثه هتف "حاتم " قائلا بعدم تصديق:

- لم أصدق اذني، حقا ما سمعته أذني!، أمان الغامض المنكب على عمله 

فقط، وكان دائما يقول الحب ضعف ولا يريد أن يدق قلبه لهذا المسمى بالحب، انت عاشق يا صديقي يا الهي لم اصدق

زفر بضيق وقال: لم أخبرك لكي تندهش يا سيادة الطيار، أخبرتك من أجل مساعدتك

لوى ثغره بضجر وقال:

- أنا طيار ولست بطبيب لكي أخفف عنك وعن محبوبتك

- أعلم يا أخي، لم اطلب منك المساعدة من أجل "وتين" أريد منك هليكوبتر

ردد مندهشا: 

- هليكوبتر.. لماذا؟

- أجلبها لي باي ثمن، سوف انقل وتين من المشفى

- وهي بتلك الحالة؟

- سأجلب لها ممرضة خاصة تتابعها وإذا استدعت حالتها سوف أجلب لها طاقم طبي ليباشر حالتها 

- تريد نقلها إلي اين؟ 

- فيلتي في العالمين 

-ولكن هذا خطر أمان، حياة الفتاة بخطر وإذا حدث لها مكروه سوف تدفع أنت وحدك الثمن، تعلم أن ما تريد فعله هو جريمة

هتف أمان بانفعال:

- هل حمايتي لها أصبحت جريمة ؛ الجريمة هي أن اتركها بالمشفى وتلك الحمقاء "لامار" ستصل إليها ولا اعلم كيف احميها وهل المرة القادمة سوف ينقذها احد من يد تلك المتهورة، في المرة السابقة لحق بها زكريا وافسد لها مخططها

-حسنا اخبر عمك خالد وهي ابنته ومن حقه إن يحميها ويفعل ما يشاء

قال بغضب:

- لن اتركها لاحد، عمي خالد الذي تخلي عنها بالماضي وعن والدتها، انا لم اصدق الرجل الذي احتضنني وانا بعمر العاشرة وكبرت تحت جناحه وكان الاب والاخ والسند لم اصدق إنه نفسه الرجل الذي ترك خلفه زوجته وابنته، انا لا اريد ان اتطلع بوجهه بعد ما علمته ولن اترك وتين وحدها سكون جانبها وسأفعل المستحيل من اجلها وستسترد وعيها وتكون زوجتي ولن اسمح لأي كان التقرب إليها 

ثم نظر لصديقه بحده: ستساعدني وتقلني بالهليكوبتر ام ابحث عن طيار اخر يساعدني

هز رأسه بالإيجاب: حسنا، سأتولى الامر يا صديقي العزيز..


               الفصل العاشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close