رواية ليه يا زمن
الفصل الثامن والاربعون 48
بقلم نسرين بلاعجيلي
زهره : ماتبصش عليهم ، وخلينا نتعشا .
المعلم : تحبي نغير الأوتيل ؟
زهرة : و نغيرو ليه؟؟
المعلم : لسه بتحبيه ؟؟
زهره : تصدق لو قلتلك ولا فارق معايا ؟ آه والله ، سبحان الله ، كإنه عمره ماكان في حياتي .
المعلم : بتتكلمي بجد ، ولا بس علشان مازعلش؟
زهرة: بتكلم بجد . ربنا كبير و رحيم بينا ، وزي ما دخل قلبي ، طلع منه بإذن ربنا ، لأني كنت بادعي إنه يشيله من قلبي ، ولو كان نصيبي كنت اتجوزته . في الأول كان صعب عليا أفهم الكلام ده ، بس دلوقتي فهمت حكمة ربنا ، وأكيد ربنا حماني منه .
إنت مش شايف بقى ازاي ؟ ونسيت إنه دخل مع الناس اللي انت طلعت منهم ، يعني بقت عيشته حرام في حرام . إي نعم إنت كمان فلوسك كان فيها حاجات حرام ، بس ربنا ألهمك إنك تخلص منها . عمر المال الحرام ما بيدوم .
المعلم : ربنا يحفظك و يكملك بعقلك ، لولاكي ماكنتش طلعت من اللي كنت فيه .
زهره : ده فضل ربنا الحمدلله .
فوق في السويت...
هايدي : إنت شكلك اتجننت . أنا تعمل فيا كده ؟ علشان مين ؟ علشان واحده باعتك للي دفع أكثر ؟
علي : قلتلك مليون مره ماتجبيش سيرتها على لسانك .
روايات نسرين بلعجيلي Nisrine Bellaajili
هايدي : أنا زهقت منك ومن حياتي معاك . لحد دلوقتي مش قادر تنساها ، حياتك كلها شغل في شغل وأنا مش موجوده ، عملت اللي محدش عمله علشان تحبني ، حتى لما بتقرب مني كإنك بتعمل واجب ، لدرجة إني فكرت إنك بارد .
علي : مسألتيش نفسك ليه؟؟ باختصار ماحبتكيش ، مالاقتش فيكي حاجه مميزه . وحده شايفه نفسها حلوه و محدش زيها ، رغم إن في كثير أحلي واحسن منها ، ولا بتعرفي تعملي حاجه في البيت ، كله على الخدم اللي بدفع ليهم بفلوسي ، لولاهم كنا موتنا من الجوع . بتقولي عملت اللي محدش عمله ، ضحكتيني. عملتي إيه؟ لبستي قميص نوم و رقصتي رقصتين ، يبقى عملتي ؟ إنت فاشله تكوني زوجه أصلا ، وبتقولي بتحبيني!! يا خساره ، إنت أصلا مش بتعرفي يعني إيه حب . لو بجد كنتي بتحبيني، كان حبك وصل ليا وحسيت بيه . إنت بتحبي نفسك بس ، إنت اتعودتي أي حاجه تعجبك تبقى ملكك . ده حتى العيل ماعرفتيش تجبيه أي حاجه تربطني بيكي ، بس شكل ربنا رحمه من أم أنانيه زيك .
هايدي : ياااااااااااه! كل ده شايله في قلبك؟
علي : وأكثر ، إنت مش عارفه أيه هي الأصول ، المفروض تراعي حماتك و تعامليها كإنها أمك ، وانت كل مانروح تبقي مش طايقه تقعدي معاها دقيقتين على بعض .
هايدي : أوف يا علي ، قلتلك ألف مره ما بحبش اروح معاك .
علي : شفتي ؟ الزوجه المحترمه اللي بتفهم في الأدب و الأصول ، ماتقولش لجوزها أوف ، ولا تقول إنها ما بتحبش تروح عند اهل جوزها ، لو بتفهمي ، كنتي إنت اللي طلبت إن أمي و اختي يقعدوا معانا ، أو على الأقل أمي ، علشان أختي تروح عند جوزها .
هايدي : و بعدين ، حياتنا هتفضل كده؟ إنت ازاي ترمي عليا العصير قدام الكل ؟؟
علي : دا اللي انت تستهليه . لو انت بتقولي زهقتي ، أنا أكثر منك . لو أنا مش مبسوط معاكي ، أو انت مش مبسوطه معايا ، يبقى إنت السبب .
هايدي : يا سلام ! إرمي الغلط عليا ، ماتقول إنك لسه بتحبها .
علي : أيوه بحبها ، وهافضل أحبها ، إرتحتي كده ؟
هايدي : أهي اتجوزت أبوك و كوشت على فلوسه ، ولا عمرها حبتك . دي وحده ....
ما قدرتش تكمل كلامها ، ضربها بألم في وشها.
على : أقسم بالله ، لو جبتي سيرتها مره تانيه لا تكوني طالق .
وطلع من السويت...
هايدي من كثر عصبيتها أخذت تليفونها واتصلت .
نسرين بلعجيلي
هايدي : ألو .
المجهول : أيوه أخيرا افتكرتي؟
هايدي : مش قلتوا هتخلصوا منها ؟؟
المجهول : كله بأوانه .
هايدي : أنا زهقت من القصه دي . أنا عملت كل حاجه إنتم عايزينها ، وانتم معملتوش ليا طلب صغير .
المجهول : هو قتل روح ، طلب صغير ؟ شكلك إتجننتي ، ولا نقول نار الغيره ؟ بس اللي بتغير بتكون بتحب ، و انت مستحيل تكوني بتحبي علي .
هايدي : هو انت هتدخل قلبي وتعرف إن كنت بحبه ولا لأ ؟؟
المجهول : اللي بتحب مش بتسلم اللي بتحبه . فاكره عملتي إيه ولا لأ ؟؟
هايدي : أنا عملت اللي انت طلبته ، ياريت ما تنساش الكلام ده .
المجهول : ده اللي بتقنعي نفسك بيه ؟ نسيتي يوم ما الراجل فك معاكي بكلمتين ، رحتي كلمتي سالم؟
هايدي : هو انت بتقطمني ليه ؟ دلوقتي أنا عايزاكم تخلصوا عليها في أسرع وقت .
المجهول : قريب إن شاء الله .
علي راح على الشط و هو مخنوق....
سميره ثاني يوم راحت عند امها . رحمه كانت قاعده على الكرسي المتحرك في البلكونه ، لحد ما دخلت عليها سميره .
سميره : إزيك يا ماما ؟
رحمه : الحمد لله . خلاص نقطتي الراجل وجايه عندي؟
سميره : يبقى اتصل بيكي و اشتكالك مني .
رحمه : علشان راجل بيفهم في الأصول .
سميره : إنت ليه على طول بتيجي في صفه ؟
رحمه : أنا باجي في صف الحق ، و جوزك على حق ، الراجل راجع تعبان من شغله ، وحكالك على مشكله حصلت ، تحكمي بالحق ، مش ترمي الناس بالباطل. زهرة اللي مش عاجباكي واخده بالها من المحلات بتوعي، وبتبعت ليا رزقي كل شهر من غير ما تاخذ مليم ، وكل الحسابات بتبعتها ، والمفروض ده شغل أخوكي يراعي مالي و رزقي ،
بس أقول إيه؟ طلعت زهره بنت ناس.
سميره بعصبيه..
Nisrine Bellaajili
سميره : زهره دي خطفت جوزك و طلقك بسببها.
رحمه : هي لا خطفته ولا حاجه ، هو اللي خطفها من أخوكي . وأنا و أبوكي من زمان مطلقين ، كان بس فاضل يرمي اليمين . إنت و اختك شايفين زهره و حشه و ظالمه ، بس الحقيقه أخوكي و أبوكي اللي ظالمين . أخوكي لو كان قالي عليها ، كنت خطبتها له من زمان . و بعدين مش هو السبب كذب عليها وقالها إتجوز ؟ عايزاها تعمل إيه و أبوكي كان بيهدد أبوها ؟ البنت ضحيه ، و عمري ما انسي صرختها باسم أخوكي ، ماتفكرينيش بالله عليكي .
سميره : يا ماما حياتنا اتقلبت ، و محمد على طول بيشكر فيها ، خايفة لا يكون بيحبها ، وكمان بتسرق كريم ، و سيطرت على المعلم و على فلوسه .
رحمه : حقها وحق شبابها ، و بعدين هي مراعيه مصالح أبوكي ، وخيره زاد .
أما محمد بيحبك ، بس إنت كده بتلفتي نظره للموضوع ده ، وكمان هي مش شغاله معاه ، بتيجي مره مره عنده ، يا سميره حافظي على جوزك و كفياكي نكد بقى .
سميره : الحمد لله يا ماما ، بس أنا صعبان عليا علي .
رحمه : علي اختار طريقه . أما بالنسبه لكريم فا بقى مدمن مخدرات ، وفعلا بيسرق أبوكي . و زهره اللي مش عاجباكي عمرها ما اشتكت و لا فضحت أخوكي .
سميره : خلاص يا ماما .
رحمه : إوعى تظلمي حد ، و حافظي على بيتك و جوزك . و يارب يفرحني بفرح .
سميره : مش عارفه يا ماما، بس فرح مش مبسوطه .
رحمه : مش عارفه اعمل ليها إيه ؟ مراد بيحبها .
سميره : يا ماما أهله مش طايقينها ، وخاصة أبوه .
رحمه : آه يا حرقة قلبي على عيالي !! أعمل إيه بس يارب وانا لا حول ولا قوه ليا ؟
سميره : أرجوكي ماتقوليش كده ، حسك في الدنيا معانا .
نوال كانت بتكلم نانسي...
نانسي : بقولك إيه يا نوال ، هو المعلم كويس ؟
نوال ارتبكت..
نوال : أيوه ، بتسألي ليه ؟
نانسي : بقولك إيه يا نوال، بلاش تخبي عليا ، المعلم بقاله كثير ماقربش مني .
نوال : عادي ياختي ، ما البت لحست عقله .
نانسي : بصراحه حصل حاجه .
نوال : حصل إيه ؟؟
نانسي : يعني ، في ليله كده كان بعافيه شويه .
نوال : فهمت يعني ماعرفش ....
نانسي : أيوه كده ، و بقى يجي و ينام.
نوال : أقولك... شكل الراجل فيص.
Nisrine Bellaajili
نانسي : يعني إيه؟
نوال : يعني ياختي المعلم خلص خلاص. ما هو مارحمش نفسه،
جايب بت قد بناته ، وانا متأكده إنها عملت ليه حاجه ، المعلم عمره ماكان كده .
نانسي : معاكي حق ، بس إوعى تجيبي سيره .
نوال : لأ ياختي ، مش ناقصين مشاكل . وبعدين ياختي اللي حصل معاكي حصل معايا كذا مره ، بس آخر مره ، لا لا ، المعلم ودع الرجوله .
نانسي : أسكتي يا نوال ، عيب اللي بتقوليه ده .
نوال : عيب ليه ياختي ؟ ده حقنا ، لو كده لازمته إيه ؟ دا انا حتى شقه مش عايز يكتبها لي ، والبت المفعوصه واخده كل حاجه في عبها .
نانسي : وانا مالحقتش اجيب حتى عيل يربطني بيه ، و الفلوس يادوب بتكفي المصاريف ، وانا أبويا صاحب عيا ، وعندي عيال ، و اخواتي صغيرين ، قلتله خليني أنزل أشتغل معاك رفض ، المعلم اتغير ، كان بيديني فلوس كثيره ، دلوقتي لأ .
نوال : أهو على يدك ، علشان ماتقوليش إني باظلمها ، أصلها صعبانه عليكي .
نانسي : مش عارفه ، بس لازم يعدل بينا في كل حاجه . البت بقى عندها محل كوافير اللي كانت شغاله فيه ، و كمان بتفتح محل عبايات ، واحنا حاطين إيدينا على خدنا .
نوال : إحنا مش لازم نسكت على حقنا . رحمه ربنا رحمها من عنده ، أهي قاعده في شقة ابنها اللي بقى عنده شيء و شويات ، و كمان اللي ما تتسمى ماسكه المحلات ، ما رحمه أخذت حقها كله من المعلم ، و اجرت الشقه اللي تحت ، وبنتها شغاله .
الدور و الباقي علينا احنا ، مستنين صدقه من المعلم .
نانسي : ما إبنك شغال مع أبوه ، مش عارف يعمل حاجه .
نوال : أسكتي يا نانسي ، الولا راح مني . المدعوق ده لحس مخه ، كل فلوسه راحت على المزاج .
نانسي : يا نوال، قلتلك داري على عيالك .
نوال : أعمل إيه ؟ كلمته كثير و حاولت معاه بس خلاص السكينه سرقته .
نانسي : ليه ماتخدهوش يتعالج في مصحه ؟ كلمي أخوه علي يساعدك .
نوال : هههه ضحكتيني ، علي مين؟
دا بقى شايف نفسه ، دا ولا هيعبرني .
نانسي : جربي يا نوال ، مش هتخسري حاجه ، دا إبنك. و بعدين بنتك سماح !
نوال : آه يا غلبي ياني! البت بقت ترد عليا الكلمه بعشره ، و مش عاجبها العجب .
نانسي : بلاش بيات بره البيت ، ده كثير مهما كان هي لسه صغيره .
نوال : عارفه ، من ساعة ما فرح اتجوزت مراد ، البت حالها اتشقلب .
نانسي : شوفي اللي شقلب حياة بنتك إيه؟ ماظنش إنها كانت بتحبه ، و هي مابقتش تروح الجامعه ؟
نوال : إيش عرفني ياختي ، أهي بتقول رايحه الجامعه .
فضلوا يتكلموا كثير ، نوال هديت و اتصاحبت مع نانسي ، أصل مالهمش غير بعض يشتكوا خيبتهم .
في الأوتيل زهره نامت ، المعلم مش عارف ينام ، فضل يفكر في كلام الدكتور ، و كلام زهره ، و نظرة علي ليه . وصعب عليه إبنه لما شاف لمعة عينيه وهو بيبص لزهره ، واتأكد إن زهره شالته من قلبها ، بس إبنه لأ .
لسه بيحبها ، و معاملته لهايدي أكدت ليه الكلام .
مابقاش مستحمل ، و اتلخبط في الدوا و حس بتعب . صحى زهره
أخذته الحمام رجع ، و وقع من طوله .
زهره فضلت تصرخ ، و كلمت الريسيبشن يبعثوا لها دكتور و يكلموا إبنه علي .
علي كان لس داخل الأوتيل ، شاف هايدي تحت .
هايدي : إلحق أبوك تعبان .
طلع يجري معاها ، و سمع صويت زهره . دخل لقى زهره حاضنه المعلم وبتعيط .
زهره : الحقني ، سعد بيروح مني . يا سعد قوم ، والنبي ماتسبنيش .
علي مصدوم من اللي بيسمعه ، دي زهره حالتها حاله على أبوه و بتعيط ،
وشايفها فارده شعرها الطويل ، و لابسه بجامه ستان في الأبيض ، كلها أنوثة .
هايدي : ماتتصرف يا علي .