أخر الاخبار

رواية قلبها الملائكي الفصل الخامس5والسادس6بقلم فاطمة البنه

رواية قلبها الملائكي الفصل الخامس5والسادس6بقلم فاطمة البنه

ذهبت عبير لتأخذ إيمان من تختها بدلت لها ملابسها و ناولتهم بعض الطعام و أخذتهم إلى غرفة الألعاب ليرتاعوا و يلعبوا مر اليوم بسرعه ها قد أقبل الليل أنها الساعه التاسعه و ضعت كل من أمل و إيمان على تختهم بعد أن أنتهو من عشائهم الحفتهم بوشاحهم القطني الدافئ ليغطوا في السباات العميق أستعدادا لعالم الأحلام الورديه طبعت قبله ع جباهم الصغيره اشعلت نور خافت و سكرت الباب لم يتبقى شيء لتفعله الآن سوى أنتظار عودة أسيل من العمل حتى تعود هي إلى المنزل و في هذه الأثناء أخرجت عبير دفتر مذكراتها الذي لا يفارقها و أخذت تكتب ماذا فعلت بيومها و بعض من خواطرها.. لقد كان اليوم جميل جدا برفقة هذه الملائكه الصغار حتى التعب معهم فيه لذه و لحكاياتهم البريئه و المضحكه بعض الأحيان و التي لا تنتهي، صحيح أن أمل تملك من العمر ثلاث سنوات فقط و لكنها غالبا ما تبهرني بفطنتها و كأنها تملك عقل فتاة ذات ست اعوام،و أما أيمان فعمرها سنه واحده فقط ما أن أشتم عطرها كأني أشتم عطر الجنه و دائما ما تضحكني كلماتها الغير مفهومه خصوصا لما تنادي أختها بنبرة غضب للعب معها مع سمفونيه من الكلمات المتقطعه التي لا معنى لها و مما يزيد تعجبي و ضحكي في نفس الوقت، يبدو أن أمل قد فهمت الدرس ما أن تسمع هذه السمفونيه من فم إيمان حتى تركت ما بيدها حتى أتت للعب معها.. ¤¤

أن لقلب الأطفال وجه ملآئكي ذو ملامح قدسيه..

و في برآئة أعينهم ترى مزيج من الوان الفردوس ...

يشهي كيانك بتقبيل رمشهم لتشتم عبق الجنه..

ويسجد لهم فؤادك طوع أبتسامتهم الملكوتيه النقيه..

دخلت عليها أسيل و هي متعبه بعض الشيء نظرة عبير إلى الساعه العاشره ان أسيل قد أتت قبل نصف ساعه من موعدها و يبدو عليها الأرهاق الشديد..!!

أسيل: السلام عليكم

:عبير: و عليكم السلام، لقد أتيت باكرا اليوم ووجهك شاحب هل أنتي بخير؟

أسيل: نعم نعم حبيبتي أنا بخير و لكن تعرفين شغلة الممرضات،أتوا إلينا اليوم عائله تعرضت لحادث مروع و توفت الأم و و الأب في حال يرثى لها و أخذوه للعنايه القصوى أم الطفل فتعرض لبعض الكسور فقط في رجله ويده لأنه كان في مقعد الأطفال في الخلف الأمر الذي خفف عليه الأصابات، ان صورت والدته و أبيه لم تغييب عن بالي إلى الآن، تأثرت عبير كثيرا و بكت رغم أنها لم تراهم: أسأل الله أن يغمد روحها الجنه و يشافي الوالد من مرحلة الخطر بأقرب وقت و يعيد البسمه إلى قلب أبنه سوف أدعي لهم في صلواتي و توسلاتي بإذن الله و لن أنساهم

في صلواتي و توسلاتي بإذن الله و لن أنساهم..

أسيل: كم انتي طيبة القلب يا عبير، أخبريني كيف كان يومك مع أبنتاي لابد أنهم كان يوم حافل لا يخلو من لعب وحكايات أمل التي لا تنتهي 

وضحكت عبير نعم فحكايتها لا تنتهي و كلها مضحه بادلتها أسيل الضحكه و فجأه وضعت يدها على رأسها و كأنها تشعر بحالة أغماء ذهبت إليها عبير مسرعه بالله عليك طمنيني عليك هل بأستطاعتي مساعدتك؟! لا عليك أنه مجرد أرهاق هل بأمكانك أن تطلبي من الخادمه أن تصنع لي مشروب ساخن عبير: سمعا و طاعه ذهبت إلى الخادمه لتطلب منها عمل كوب من الحليب الدافئ، و عادت لتتطمئن على أسيل رأتها متسطحه على الكنبه هل تشعرين بتحسن الآن..!؟ 

لا أستطيع العوده إلى المنزل و أنتي على هذه الحاله سوف ينشغل بالي عليك

 أسيل: حبيبتي نعم شعرت بالتحسن قليلا بعد أن وضعت رأسي على الكنبه ما هي ألا دقائق حتى أتت الخادمه بالحليب، شربته أسيل و عادت إليها قوتها بعد يوم طويل

عبير: الآن قد تطمنت عليك و يسعني الذهاب و أنا خالية البال من خوفي عليك قاطعتها أسيل و لكني أود الحديث معك قليلا ففي صدري بعض من الكلام المحبوس أود أن أحكيه لأحد

عبير: بالتأكيد عزيزتي فأنا هنا و كلي سمع،

أسيل: كم أشعر بالراحه حين أتحدث معك يا عبير فأنت فتاة مؤمنة و قلبك نقي و غالبا كلماتك تنزل السكينه على روحي..



تقاطعها عبير بنبرة تبعث الطمأنينة لا عليك فالكل يمر بمرحلة ضعف بعض الاحيان ليختبر الله قواه و يحتاج أيضا لأشخاص يتحدث معهم لكي يزيح تلك الكتله من الهموم، و لا يشيب قلبه قبل آوانه . حديثني ما بك؟

تأخذ أسيل نفس عميق لتزفر كل ما يعتليها من حزن ، تعلمين كم أنا أحب وظيفتي كثيرا منذ أن كنت صغيره ، كنت أحلم بأن أكون ممرضه و ها قد تحقق حلمي ، فها أنا متعلقه جدا بوظيفتي الانسانيه و علاج المرضى و لو كلفتني راحتي، و لكنني أشعر بالضيق ، أشعر بأنني مقصره جدا في حق بناتي و لا أراهم كثيرا ، كما إن عمل زوجي يتطلب منه الكثير من السفر في الاونه الاخيره ، و ها هو الان في الهند منذ أسبوع و سيعود غدا بإذن الله، كم أحزن عندما لا أرى أحد منا يغطي مكان الآخر لكي لا يشعرون بالفقد، صحيح أني أحبهم كثيرا ووالدهم متعلق بهم جدا و لكن يؤلمني كثرة ابتعادي عنهم . فاليوم تأثرت جدا حين رأيت والدة الطفل التي توفيت في الحادث و تخيلت لو إن بناتي مكان هذا الطفل، ماذا سيفعلون لو رحلت عن هذه الدنيا ؟ بالطبع سوف يتشتتوا من بعدي و هذا أيقظ ما بداخلي اليوم ، فأنا بعيده عنهم بعض الشيء ،و حين أطلب حل من أحد كي اوازي بين عملي وتربية بناتي، يطلبون مني ان أترك وظيفتي بحجة أن زوجي ثري و لن يقصرنا شيء لو تركت الوظيفه ، و لكني لست أفكر بها بنحو مادي بل بنحو إنساني فأنا لا أستطيع أن أترك هؤلاء المرضى أبدا و أعتبرهم جزء من حياتي ، بالله عليك قولي لي ماذا أفعل..!!

تربت عبير على كتف أسيل: لا عليك هوني عليك عزيزتي لا يوجد شيء في الحياه دون حل، و الإنسان يجب ان يبقى صلب وقوي لكي يتحمل كل المشقات ليصل إلى مبتغاه، فلا حلم يتحقق من دون مشقه وها قد حققت حلمك و الحمدلله كل ما ينقصك هو القليل من التنظيم في حياتك، هل تعلمين أن شخصيتك المنضاله تعجبني جدا وخصوصا روحك الأنسانيه ؟ فهي قريبه جدا من شخصيتي، حتى اختيارك لأسماء بناتك ( أمل و إيمان) أسماء جميله و المعنى أجمل كلما تشعرين بالضعف و التقصير تحلي بالإيمان ،و تعلقي بالأمل ، إياك أن تفقديه فلا يوجد هناك أمل من دون إيمان فروح الإيمان هي الباعثه للأمل أياك أن تفقدي أحدا منهم ، تزيني دائما بهم و سترين بذرتهم في بناتك بإذن الله، يمكنك تقسيم وقتك معهم و التواصل معهم حتى وقت العمل كلما سمحت لك الفرصه اتصلي بهن للإطمئنان عليهن تحدثي معهن

فإن عملك متفاوت في الساعات ، ففي الأيام الذي يكون فيه عملك بالنهار حاولي بقدر استطاعتك أن تمضي أكثر من الساعات معهم ، وأيام عطلتك خصصيها لزوجك و بناتك فقط خذوهم في نزهه و اطلبي من زوجك ما ان ينتهي من سفر العمل ان يطلب إجازه لياخذكم في رحله سفر ، فهكذا سيمضون وقت أكثر معكن و يشعرون بالإحتواء و لن يشعروا بالفقد.. شعرت أسيل براحه كبيره لكلام عبير فانشغالها دائما ما يمنعها من أن تأخذ جدول لتقسم فيه وقتها لتمضية بعض الوقت مع ابنتيها، كما راقت لها جدا فكرة السفر، شكرتها كثيرا على هذه الأفكار،

عبير بإبتسامه عابره: لا شكر على واجب استميحك عذرا الآن فقد حان وقت عودتي إلى المنزل لا أريد أن اتأخر حتى لا يقلق علي والداي، ضمت أسيل عبير لصدرها: حسنا عزيزتي ، ووداعا بعضهم البعض و ذهبت عبير إلى المنزل و كالعاده والدتها دائما ما تكون ساهره تترقب مجيئها ، جلست مع والدتها لإمضاء بعض الوقت سويا و حدثتها عن يومها،ثم توجهت إلى غرفتها وجدت أخواتها نائمتين، قامت بإشعال نور خافت و أخذت الروايه لتقرأ جزء منه فالعنوان مشوق جدا للقراءة و بعدها ذهبت لتتوضئ، فرشت مصلاتها لتصلي صلاة الليل التي دائما ما توصيها بها أمها بعدم تركها لها

الفصل السادس 


صلت صلاة اليل و أخذت تناجي ربها بفنون الدعوات ، و بالتأكيد فهي لن تنسى أحدا من أقربائها ومعارفها من الدعاء، كما أنها تذكرت الطفل الذي أخبرتها عنه أسيل، و أخذت تدعي لوالده بالشفاء العاجل و الدموع تنهمر من عينيها، ذهبت لتخلد إلى النوم،

و كالعادة في صباح اليوم ذهبت لتصنع لها كوب من القهوة و لتتأمل الحياه من شباك غرفتها و هي تفكر ماذا يخبأ لها اليوم و بينما هي سارحه في تفكيرها جاءتها حوراء على مهل و أرعبتها ؛ فقطعت حبل تفكيرها..

صباح الخيرررر: ماذا تفعلين..؟؟!

عبير بنبرة خوف واضعة يدها على قلبها : لقد أرعبتيني كثيرا، صباح النور لا شيء فقط أتامل في السماء

تقاطعها حوراء : نعم نعم تترقبين المطر رفيق روحك و أنيسك ، ان السماء صافيه اليوم و لا اظن انه سوف يسقط المطر ، فالكل يعلم أنها تحب المطر كثيرا .. ابتسمت عبير: قولي لي ما سر استيقاظك مبكرا في العطله؟

حوراء: لا أعلم ربما لأنني اعتدت على روتيني اليومي أو لانني نمت باكرا ليلة البارحه، تعالي لنعد الأفطار سويا قبل أن يفيق الآخرين. ذهبوا ليعدا الإفطار وبينما هما يعدانه رن هاتف عبير،

أوه إنها علياء !


علياء: السلام عليكم

عبير:و عليكم السلام

علياء:كيف حالك؟

عبير: بخير الحمدالله،و أنت؟

علياء: الحمدالله، عبير لا أصدق أن غدا هو حفل تخرجنا لا أصدق فمن شدة الفرح جفى عيوني النوم، و أخيرا سوف نتخرج من المرحله المدرسيه و نبدأ خطوه جديده في المرحله الجامعيه..

عبير: نعم نعم و أنا أيضا أفكر كيف سنصعد إلى منصة المسرح، و كيف سأقوم بالقاء الكلمه التي طلبت مني المديره أن القيها ، صحيح أنني جريئه في إلقاء الخطب و لكن ليس أمام جمهور غفير ، فما أن أفكر في الموضوع أشعر بتوتر شديد، و كأنه سوف يغشى علي..!! 

علياء و هي تضحك: لا تتوتري يا رفيقه فأنا متأكده بأن إلقائك للكلمه سوف يكون رائعا ، فأسلوبك الراقي دائما ما يترك أثر في النفوس ، فقط استطلبي و خذي نفس عميق 

وصلي على محمد و آله قبل خطابك و سوف تشعرين بالراحه و سيتسلسل منك الكلام دون أي ارتباك .. شعرت عبير براحه كبيره من كلام علياء..

آه يا رفيقتي كم ساعدتيني في السيطره على توتري

علياء: و لو يا حبيبتي فهذا جزء من واجب الصداقه بل الأخوه يا أغلى أخت لم تلدها أمي

عبير بخجل: حماك الله و أدامك لي عزيزتي

علياء: حسنا علي الذهاب الآن أراك غدا بإذن الله 

عبير: حسنا حبيبتي،في حفظ الله و رعايته.. أكملا عبير و حوراء إعداد طعام الإفطار 

دخل عليهم 

أركان: صباح الخير

عبير و حوراء بتعجب: صباح النور ! ما زال هناك ساعتين على موعد ذهابك لماذا أنت جاهز من الآن ؟


أركان: لدي أجتماع مهم اليوم و قد أحصل على ترقيه في العمل، أنا بحاجه إلى دعواتكم ،عبير بأبتسامه كبيره : كم هذا خبر جميل على بكرة الصباح، اتمنى لك كل التوفيق من الله عز وجل ،قاطعتهم حوراء ممازحه: و إذا حصلت على ترقيه اليوم أين سوف تكون عزيمة العشاء؟

أركان بإبتسامه عريضه : في المطعم الذي تختارينه أنت

حوراء: يا له من عرض جميل، حسنا أنني أنتظر ..

دخلوا عليهم والداهم ليقطعا عليهم الحديث: صباح الخير

عبير و حوراء و أركان بصوت واحد : صباح الورد لأجمل والدين وطبعا قبله فوق رأسهم كالمعتاد

والد عبير: ما سر تجهزك في هذا الوقت يا بني؟

أخبرهم أركان بالموضوع ؛ ففرحا والديه كثيرا ودعا له بالتوفيق ، 


رفعت والدته كفيها إلى الأعلى و هي تقول: بارك الله بخطاك يا بني أينما حلت و إن شاء الله تأتينا بخبر مفرح بإذن الله

مسك أركان يد أمه و قبلها: لا حرمني الله من تلك الأكف يا أمي، تناول إفطاره بسرعه و ذهب إلى العمل ، و لكن نوراء لم تسيتقظ إلى الآن و هذا ليس من عادتها ذهبت إليها عبير لتتفقدها، و لكن على اية حال ستجدها..!؟؟ ما زالت تغط في نوم عميق ، أيقظتها لكي تتناول افطارها و لكنها لم تجيب حركتها: آه أن جسدها ساخن جدا و ترتعش !

و ضعت يدها على جبينها ، إن درجة حرارتها عاليه جدا ! صارت تهزها: نوراء نوراء هل أنت بخير؟ و لكن نوراء بالكاد تنطق لشده التعب، ماذا ستفعل الآن فليس معها رخصة قياده ، كما أن والدها لم يكن بمقدوره السياقة بعد الإعاقه التي تعرض لها ، اما أركان لديه اجتماع مهم اليوم في العمل

ترى من سينقلها إلى المستشفى ؟ فجأة خطر في بالها أخيها أحمد ، أتصلت به و أخبرته عن حال نوراء و أنها تشعر بالحمى الشديده ويجب نقلها إلى المستشفى الآن..

أحمد: ماذا قلت .!! و لكن أين أركان فأنا أخاف أن أتاخر عليها ؟! أخبرته عبير القصه

أحمد: حسنا سوف آتي في الحال،ستأجهز مسافة الطريق و أكون عندكم كوني جاهزه لكي تأتي معنا أنت أيضا..

عبير: حسنا

أحمد: إلى اللقاء

عبير: إلى اللقاء 

أرتدت عبير عباءتها في الفور و ذهبت لتخبر والديها

حوراء بأستغراب: لماذا أرتديتي عباءتك إلى أين سوف تذهبين في مثل هذا الوقت؟ و اين هي نوراء

عبير بنبره أسى: أن نوراء مصابه بحمى شديده ولا تقدر على النهوض ، فأتصلت على أحمد و قال انه سوف يأتي على الفور لنأخذها إلى المستشفى،

تركت حوراء طعامها و توجهت مسرعه إلى توأمتها لتطمئن على حالتها..

ووضعت والدتها يدها على قلبها: حبيبتي ابنتي سوف أقوم بعمل منشفه من الماء البارد و الثلج و أضعه على جبينها .

توجهوا جميعا إلى غرفتها

والدها:نوراء يا نور عيني ماسكا بيدها

بماذا تشعرين طمنيني عليك، تجيبه بحروف متقطعه بأن كامل جسدها يألمها ؛ فوضعت والدتها المنشفه على جبينها وأخذت تقرأ عليها بعض آيات القرآن بنية شفائها ،و حوراء تبكي حبيتي أختي أرجوا من الله أن لا يصيبك أي مكروه، سوف آتي معكما إلى المستشفى

عبير: لا داعي يا عزيزتي أبقيا أنت و أمي في المنزل فربما يحتاجكم والدي و أنا سوف اطمئنكم على حالها بإذن الله

والداتها: حسنا يا ابنتي طمأنيني عليها أول بأول 

اتصل أحمد: عبير هل أنت جاهزه ؟ خمس دقائق و سوف أكون عندكم بإذن الله

ذهبت حوراء لتجلب عباءة أختها نوراء ، و ساعدتها هي ووالدتها على ارتدائها ، فما هي إلا خمس دقائق حتى وصل أحمد

يتبع 

                    الفصل السابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close