رواية عائشة الفصل الخامس عشر 15 والاخير بقلم رانيا البحراوي

        

رواية عائشة

الفصل الخامس عشر 15 والاخير 

بقلم رانيا البحراوي


صدمت عائشة برؤية جمال برفقة خالد، أخذت الصورة وسألت أحد العاملات من هذا وهل يقرب إلى خالد؟


العاملة:هذا جمال بيه الله يرحمه شقيق خالد بيه.

ارتجفت يد عائشة وسقطت منها الصورة، انحنت العاملة وجلبت له الصورة وأعطتها لها.


عائشة :هل يوجد لهم اشقاء آخرين؟

العاملة :لا.


صدمت عائشة وذهبت إلى غرفة والدتها وهي ترتجف وتقول :وقعنا في شباك ماكنا نفر منه طيلة السنوات السابقة.

الأم :ماذا تقولي؟ أنا لا افهم شيئا.

عائشة :خالد يكون شقيق جمال الأكبر الذي كان يعذبه وقتله.


فزعت الأم وقالت :كيف؟

عائشة :انظري لهذه الصورة التي تجمعهما سويا.


الأم :لا أصدق ما أرى، ايعقل أن يكون الظالم الذي حذرك جمال منه وطلب منك الفرار من بطشه هو خالد؟


عائشة :ماذا أفعل الآن هل أصدق قلبي الذي احبه ام اصدق جمال وتلك العلامات التي كانت على يده من آثار التعذيب وحرمانه من ابنه.


الأم :عليكِ مواجهة خالد بالأمر.

عائشة :لا لن أفعل ذلك، علي تنفيذ وصية جمال والحفاظ على ابنه ولذلك سأتظاهر بأنني لم أرى شيئا حتى أكتشف حقيقة خالد بنفسي. 


أعادت عائشة المفتاح إلى رجل الأمن وقالت له لم استطيع فتح الإدراج، وطلبت من العاملة الا تخبر خالد بالصورة التي رأتها عائشة وقالت لو علم بذلك سيقوم بطردك لأنه لم يخبرني أن لديه شقيق.


عاد خالد إلى المنزل واقترب من عائشة كي يعانقها كعادته فأبتعدت عنه وقالت :اصيبت بنزلة برد وأخشى ان انقل لك العدوى.


أراد الدخول إلى غرفة نور فأخبرته عائشة أنه نائم وطلبت منه الا يزعجه.


شعر خالد أن عائشة بعيدة عنه لم تأكل معه ولم تتحدث ووقت النوم اخبرته أن والدتها مريضة وتحتاجها وذهبت للنوم معها.


في اليوم التالي

ذهبت عائشة إلى العمارة التي يسكن بها جمال وسألت على حارس العقار ولكنها اكتشفت أنه توفى منذ فترة قصيرة وتسلمت زوجته العمارة بدلا منه.


قامت عائشة بمقابلة زوجة حارس العقار وأكتشفت انها نفس العاملة التي كانت تقوم بتنظيف شقة جمال.


دخلت عائشة الغرفة التي تقيم بها هذه السيدة مع اطفالها وذكرتها بنفسها وبجمال.


السيدة :نعم تذكرته جمال بيه من اطيب سكاني العقار الله يرحمه.


أخرجت عائشة صورة خالد وقالت :هل تتذكرين شقيقه هذا؟

عبست السيدة وقالت :نعم اتذكره هذا شقيقه الاكبر ولكنه كان لايشبه جمال بيه، كان يقوم حبس جمال بيه وضربه وحرمانه من رؤية ابنه، حتى الممرض الذي كان يقوم برعاية جمال بيه قام بطرده ومنع عنه الحلاق، أنا فقط الذي كان لايمنعني من الصعود وتنظيف الشقة.


وأكملت :احيانا كنت اطلب من زوجي إن يبدل ملابس جمال بيه كي اغسلها ولكن زوجي كان يخشى فعل أي شئ دون الرجوع إلى خالد بيه.


انفجرت عائشة بالبكاء وكان جدار الأمان الذي كانت تختبأ خلفه انهار على قلبها وانهارت معه حياته وايمانها بطيبة قلبه وحبه لها. 


عائشة :هل خالد قتل جمال؟

فزعت العاملة ووقفت تطلب من عائشة مغادرة المكان

وقالت :انا لا اعلم شيئا غير الذي اخبرتك به، من فضلك دعيني اقوم بعملي.


خرجت عائشة من عندها والدموع تسيل من قلبها قبل عينها، تفكر كيف تهرب من خالد قبل أن يظهر لهم وجه الحقيقي وماذا لو قام بايذاء نور كما حذرها جمال. 


جلست على أحد الارصفة تبكي قبل أن تعود إلى السيارة 

فيراها السائق تبكي ويخبر خالد. 


عادت إلى المنزل وأخبرت والدتها بما حدث مع زوجة حارس العقار، عانقتها أمها وقالت :كنت أظن انني اتممت رسالتي واطمئنيت عليكِ برفقته. 


عائشة :أنا لا اريد العيش معه بعد الذي عرفته، خدعني وكذب علي ولم يخبرني أنه عم نور رغم انه كان يعلم ذلك وهذا سبب اخفائه لاسمه الحقيقي واخبرني ان اسمه خالد سلام وقام بتحريف اسم جده من موسى الي مرسي حتى لا أشك بشئ مع تشابه الأسماء. 


الأم :وماذا سنفعل وكيف سنغادر هذا المنزل؟ 


عائشة :لا أعلم. 


عاد خالد إلى المنزل وعندما اقترب من عائشة ارتجفت وسقط من يدها الهاتف. 


خالد :امازلت مصابة بنزلة برد، هيا كي اخذك إلى الطبيب. 

عائشة :انا بخير. 

لمس خالد يدها وقال انتِ ترتجفين، قام بمساعدتها على الجلوس ثم جلس بجانبها مباشرة يحاول وضع رأسها على كتفه ولكنها أبت ذلك وابتعدت عنه. 


خالد بحزن :لماذا تبتعدين عني؟ 

عائشة :اخبرتك انني لست بخير. 

خالد :ماذا بكِ؟ 

عائشة :من فضلك لا تقترب مني. 

خالد :لا استطيع، الا تعلمين انني أنهى عملي سريعا كي أعود اليكِ الا تعلمين مدى اشتياقي اليكِ؟ 


حاول الأقتراب منها مرة أخرى فدفعته وقالت اخبرتك ان تبتعد عني. 


خالد :لا لن ابتعد لانني لا استطيع. 

لم تحتمل عائشة ودفعته مرة أخرى وقالت :كذاب ومخادع وقاتل، أنت قاتل. 


خالد بحزن :هل عرفتي؟ 

عائشة بصراخ :نعم عرفت أنار الله بصيرتي وكشف لي الحقيقة كي لا اخدع بك اكثر من ذلك ولا أحبك أكثر من ذلك. 


خالد :من فضلك اسمعيني. 

عائشة :لا اريد ان اسمع شيئا لدي سؤال واحد، تلك العلامات التي كانت على معصم جمال واثار التعذيب وحبسه بالشقة ومنعه من رؤية ابنه ومنع الممرض من رعايته، فعلت ذلك ام لا؟ 


خالد :نعم فعلت. 

انفجرت عائشة بالبكاء وسقطت على الأرض واتكآت براسها على الأريكة وهي تبكي وتسأله :لماذا تزوجت بي إذن؟ هل لتتمكن من إيذاء نور، نور ياخالد هل تريد قتله. 


خالد ببكاء:لا تعلمين مدى حبي له فهل استطيع ايذاءه. 

عائشة:حذرني جمال منك كثيرا وطلب مني الفرار منك ولكن بغباء فررت منك بأن فررت إليك. 


خالد:اسمعيني. 

عائشة :لا اريد سماعك، طلقني.

خالد :لا استطيع، انا احبك. 

عائشة :عن اي حب تتحدث، اهناك حبا يبنى على الكذب والخداع لو احببتني لصارحتني. 

خالد :لو صارحتك لخسرتك. 

عائشة :ألم تخسرني هكذا، لن اكمل حياتي مع كذاب مثلك. 


قامت عائشة ودخلت إلى غرفة الملابس تجمع اغراضها التي جلبتها مع من منزلها وليس تلك التي قام هو بشرائها. 


خالد:من فضلك ابقي، لا تتركي المنزل وإذا لا تريدين روية وجهي ساغادر أنا المنزل. 


عائشة :لن ابقى هنا لحظة واحدة وارسلت رسالة ليوسف إذا لم اذهب الى منزلي القديم خلال ساعة ان يقوم بأبلاغ الشرطة، في حالة اذا منعتني من الخروج. 


خالد:هناك أشياء كثيرة لا تعرفيها من فضلك لاتحكمي قبل معرفتها. 


عائشة :لا اريد سماع شيئ بعد الذي عرفته، هؤلاء الرجال اللذين كانوا يراقبون منزلي رجالك؟ 


خالد :نعم ولكن ليس من أجل ترهيبك ولكن من أجل منعك من السفر بنور مرة أخرى. 


عائشة :ماذا فعل لك جمال كي تقتله؟

خالد :لم اقتله،حبسته وعذبته ولكنني لم اقتله، قتل نفسه ولكنني كنت السبب في ذلك لن ابرئ نفسي. 


فتح خالد الخزنة الصغيرة بغرفة الملابس وأخرج منها صورا لجمال وهو يرتدي ملابس نسائية ووضعها بيدها. 


صدمت عائشة والقت بالصور على الأرض. 

خالد :سأخبرك بكل شئ رغم انني وعدت والدي ان هذا السر سيدفن معه يوم دفنت والدي بيدي. 


الفترة الذي قضاها جمال بأمريكا اصبح فيها (مثلي) 

وكان يعيش بمنزل واحد مع شاب صديقه. 


ارسلني والدي يوما كي ادفع له مصروفات الجامعة واطمئن على حاله بعد سفره بعام كامل. 


ذهبت وقضيت معه عدة أيام وكنت أرى مزاحه باليد هو وهو صديقه ولم اشك للحظة واحدة بأن هناك شيئا يحدث بينهم. 


ذات يوم استيقظت بوقت متأخر من الليل وكسرت صنبور الحمام الذي بغرفتي اغلقت المياه وذهبت لكي اتوضأ بحمام غرفة صديق جمال. 


طرقت باب الغرفة ولم يرد علي صديقه ظننت أنه مازال بالخارج برفقة جمال، فتحت باب الغرفة ولم أجد أحد بالغرفة ولكن تفاجئت بأن كلاهما يخرج من نفس الحمام. 


سألتهم عن سبب دخولهم سويا ارتبكوا وقالوا انهم كانوا يعملون صيانة بالحمام. 


لم اصدق ذلك لان الوقت كان متأخر وكلاهما شعره مبلل 

وشبه عاري. 


تقيأت بذلك وشعرت بأشمئزاز رغم انه كلاهما حاول تضليلي. 


اتصلت بابي واخبرته بما رأيت فكذبني وقال لايمكن أن يفعل اخيك ذلك بعد يومين رأيت هذه الصور التي بيدك الان فقمت بشراء كاميرات ووضعتها بغرفته وبغرفة صديقه حتى يطمئن قلبي واخبرتهم انني سأقضي الليلة 

بالخارج ولا ينتظروني على العشاء. 


بتفريغ الكاميرات اكتشفت الفاجعة ورأيت بعيني واخبرت والدي، اتصل ابي به وتبرأ منه وطلب منه عدم العودة مرة أخرى. 


لكي يثبت جمال لابي أنه تغير وانه اصبح إنسان طبيعي 

تزوج باجنبية وانجب نور وتوفيت زوجته وعاد بالطفل إلى القاهرة وطلب من ابي ان يسامحه. 


سامحه ابي وبعد عدة اشهر من عودته اصيب بحادث وتم بتر قدمه وطلب من والدي ممرض مقيم معه حتى يقوم بتضميد الجرح ومساعدته في الدواء وتبديل ملابسه. 


ذات يوم عاد ابي من الشركة ودخل ليطمئن عليه فوجد الباب مغلقا تكرر الأمر عدة مرات فطلب ابي مني ذات مرة كسر الباب ورأى ابي بعينه مايحدث بين جمال والممرض وسقط ابي مغشيا عليه. 


بالمستشفى وصاني ابي بأن اخذ ابن اخي منه ولا ادعه يراه حتى لايصبح مثله وحبسه ومنع اي رجل من الدخول عليه سواء حلاق أو ممرض. 


وفي كل مرة كان جمال يقدر على العودة إلى الفاحشة كنت اقوم بربطه واطلب من الرجال ضربه بعنف حتى يعود إليه عقله ويترك هذا الأمر. 


توفى والدي واوصاني باخذه إلى هذه الشقة وامنع عنه كل شئ حتى الطعام حتى يتوب. 


بعد فترة اخبرني انه تعرف عليكي وقام بمساعدتك تزوجك ايضا ليثبت لي انه اصبح طبيعي واعيد له ميراثه من والدي ولكن بعد فترة قصيرة من زواجكم 

لم يحتمل الحبس وانتحر وهذا هو ذنبي الوحيد انني قمت بسجنه حتى أنهى حياته ولكنها وصية والدي. 


بكت عائشة:لا اصدق ان جمال كان بهذه الأخلاق، كان انسان طيبا جدا وساعدني دون أن يعرفني. 

خالد :هو كان كذلك فعلا ولكن لا اعلم ماالذي اصابه. 


عائشة :لماذا تزوجت بي. 

خالد :احببتك منذ أن رأيتك بمكان بيع القهوة منذ مشاجرتنا الأولى وتفاجئت بغيابك وفرحت بعودتك وفي المرة الأولى التي رأيت بها نور لم أكن أعلم انه ابن اخي 

ولكن عندما جلب لي أحد مساعديني صورته من المجلس الحسبي عرفته على الفور


باقي ج١٥

عرفته على الفور وذهبت للقائه بشرم الشيخ ولكنني لم اخبرك لانني أعلم بما اخبرك جمال عني وخفت ان اخسرك واخسر نور ولذلك لم اخبرك ظننت ان بمرور الوقت ستعرفيني جيدا وتتأكدين بانني لست كما اخبرك جمال عني وكان سيأتي الوقت الذي اعترف لكِ به بخطأي وذنبي وبأسمي الحقيقي.


امسك بيدها وقال :أعلم أن الحقيقة يصعب تقبلها


قامت بسحب يدها وقالت :الاصعب منها حقيقة أنك تزوجتني بخداع لا اريد الاستمرار بهذا الزواج. 


خالد :تمهلي باخذ القرار فانا احبك جدا ولا استطيع العيش بدونك، سأغادر المنزل الان ولن اعود قبل أن تسامحيني وتطلبي مني ان اعود. 


غادر خالد المنزل وظلت عائشة تبكي من صدمتها بجمال

ومن خداع خالد لها. 


مرت عدة أيام وكلاهما لايتصل بالآخر، سأل نور عن خالد كثيرا حتى قامت عائشة بالإتصال به وأعطت نور الهاتف


فرح خالد جدا بروية اسمها وأجاب بلهفة فوجد انه نور سلم عليه كثيرا وسأله عن عائشة وجدته.


اخذت فاطمة الهاتف من يد نور وطلبت من خالد أن يصبر ولا يحزن حتى تستفيق عائشة من صدمتها.


بعد عدة أيام رأت عائشة رجال الأمن بالفيلا في حالة فوضى ارسلت اليهم إحدى العاملات فعلمت ان خالد اصيب بحادث. 


صدمت عائشة وطلبت منهم اخذها إلى خالد على الفور. 


في المستشفى 

تم إسعاف خالد وعمل جبس له بذراعه وبأحد قدميه وبمجرد أن فتح عيناه رأى عائشة بجانبه فرح كثيرا برؤيتها ونسي ألمه. 


عائشة :هل أنت بخير؟

خالد :اصبحت بخير يازوجتي الغالية ورفيقة روحي وحبيبتي. 


عائشة:علمت انك شردت أثناء القيادة وشعرت بالذنب كثيرا لانني كنت سببا فيما حدث لك. 


خالد :لا يمكن أن تكوني سببا في اصابتي بأي سوء فلم يأتيني منكِ إلا الخير. 


خجلت عائشة لانه مازال يحبها ويتغزل بها رغم أنها احزنته وكانت السبب في اصابته. 


خالد :الألم الوحيد الذي اشعر به الآن انك بجانبي ولا استطيع لمسك. 


عائشة بمزاح :انا ايضا اريد ان المسك ولكن لا أجد بك جزءا سليم استطيع لمسه. 


ضحك خالد وضحكت عائشة وتصالحا واتفقا على أن يكملا مابقي من حياتهما سويا مثلما وعدها خالد انها معه 

ستفرح وتحزن ستبكي وتضحك هكذا هي الحياة فهو ليس ساحرا لكي يستطيع محو الحزن من قلبها والدموع من عينها ولكن كان صادقا عندما عاهدها انه لن يتركها في حزنها قبل فرحها. 


وظلت عائشة ترعاه حتى شفي تماما واخذها برحلة شهر العسل المؤجلة إلى تركيا ومعه ذاقت الحب والسعادة 

اتمني من الله ان يكتب لكم جميعا السعادة. 


وبالنهاية 

ليس كل مانراه حقيقة فالحقيقة لها عدة وجوه، لا ترى الامر من جانب واحد وتجزم أنها الحقيقة. 

                          تمت بحمد الله 

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
   💚 مرحبا بكم ضيوفنا الكرام الرواية كامله💚
ولكن يجب إن اترك 5 تعليقات لكي يفتح الفصول
في كرنفال الروايات ستجد كل ما هوا جديد حصري ورومانسى وشيق فقط ابحث من جوجل باسم 
الروايه علي مدوانة كرنفال الروايات وايضاء اشتركو في قناتنا👈علي التليجرام من هنا يصلك اشعار

 بكل ما هوه جديد من اللينك الظاهر امامك        

🌹🌹🌹🌹 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>