أخر الاخبار

رواية عهد الأخوة الفصل الثاني 2بقلم رانبا البحراوي

    

رواية عهد الأخوة

الفصل الثاني 2

بقلم رانبا البحراوي


اقتحم رجال الشرطة المنزل وقاموا بتفتيش المنزل وبعثروا كل شئ بالمكان.


الأب يحاول فهم مايحدث وظل يطرح عليهم الاسئلة ولا أحد يجيبه وفرحة تبكي خوفا على والدها.


أنفرد أحد الضباط بوالد فرحة فسقط أرضا أثر حديث ذلك الضابط واسرعت فرحة تبكي وتسأل الضابط ماذا اخبرته؟ ان والدي مريض من فضلك ساعدني واطلب لي سيارة الإسعاف.


حضرت سيارة الإسعاف وعندما سمع أخيها بما يحدث في المنزل ترك الماركت مفتوح وأسرع ليرى سبب وجود الشرطة بمنزلهم.


رافق الأب بسيارة الإسعاف أبنائه وبالطريق ظل يهمس الأب لأبنته سامحيني ياغاليتي.


لم تفهم فرحة سبب ذلك ولم تستطع السيطرة على دموعها وظل جسدها يرتجف بقوة.


لحظة وصوله للمستشفى التي تعمل بها زوجته بدأت تتوالى عليهم نظرات العاملين وهمسات بين الممرضات والعاملات بالمستشفى.


لم تنتبه فرحة لذلك ولكن

قال الأب بضعف شديد :لماذا احضرتموني لهذه المستشفي؟

عمر :إنها نفس المستشفى التي تتعالج بها منذ سنوات.


الأب :لا أريد البقاء هنا.

فرحة :لماذا؟

الأب ببكاء:لن احتمل نظراتهم الساخطة نحوي.


عمر :ولماذا سيسخطون منك ياأبي؟ أنت مريض.

الأب:أنا لست رجلا بأعينهم الان.

فرحة بغضب :لا تقل هكذا.


ذهب عمر ليحضر بعض الماء لوالده سمع الممرضات يتسألن كيف يجرأون على المجيئ إلى هذه المستشفى بعد مافعلته والدتهم.


عمر بغضب :وماذا فعلت والدتنا؟

الممرضة بسخرية :اتحدت مع مدير الحسابات وسرقوا مبلغ كبير من خزينة المستشفى وهربوا سويا والشرطة تبحث عنهم الآن.


انهار عمر بسماع ذلك وفهم سر رفض والده البقاء بهذه المستشفى بسبب خجله مما فعلته زوجته ومازال جزء صغير بداخله يرفض تصديق ذلك على امه. 


دخل عمر يبكي ويسأل والده :أتظن أن والدتي فعلت

مثلما يقولون.


الأب :الضابط عرض علي فديو لحظة تفريغ خزينة الشركة هناك كاميرا سرية لايعلم بوجودها سوى أمن المستشفى قام ذلك الرجل بتعطيل كافة الكاميرات بغرفة الخزينة ولكن لم يكن يعلم بمكان هذه الكاميرا السرية والتي فضحت أمره هو ووالدتك.


والأسوء من ذلك أن الكاميرا سجلت بوضوح مشاهد

له مع والدتك في وضع غير لائق ولكن لضابط لم يخبرني بالأمر مثلما أخبرتك انفرد بي وسألني هل هذه.........  زوجتك كلمات يعجز لساني على النطق بها.


نظر الأب لأبنته وخاصة للجانب الذي صفعه من وجهها واختتق بالبكاء وطلب منها أن تسامحه.


انحنت فرحة ومسحت دموع والدها وطلبت منه الا يفكر في شئ سوى صحته لانه أهم إنسان بحياتها.


أمسك الأب بيد عمر ووضعها فوق يد اخته وأوصاه عليها وأصر كثيرا في ذلك وقال :لن اطلب منك أن تضعها بعينك سأطلب منك أن تضع اختك بقلبك

ارعاها وأهتم بها كأنها ابنتك لاتدع الدموع تقترب من عينها وامنع الحزن من الوصول إلى قلبها كن لها

الأب والأم والأخ والصديق امنحها عهد الاخوة لا تتخلى عنها يوما إذا نسي أحدكم ذلك العهد يذكره الآخر وإذا نزغ الشيطان بينكما يوما فاليطرده الآخر.


كانت هذه آخر كلمات ذلك الرجل الطيب لابنائه وفارق الحياة أمام نظريهما تاركا يديهما بيد بعض.


ألقت فرحة بنفسها فوق صدر ابيها ثم التف الجميع حولها لأبعادها عنه لا أعلم لماذا يتعجل الأطباء في

ابعاد الأبناء قاموا بإعلان وفاته وتغطية وجهه وطرد أبناءه من الغرفة.


لم يترك عمر يد اخته بهذه اللحظات الصعبة ضمها إلى صدره وتولدت بداخله في هذه اللحظات قوة لم يعلم بوجودها من قبل، صبر وكأنه اراد ان يقوى كي

يمتص ضعفها.


منذ هذه اللحظة بدأ عهد الأخوة وهناك اشياء سينتبه لها عمر لم ينتبه إليها من قبل وأشياء سيقدم على فعلها لم يفكر بها من قبل.


وبما أن الأب زرع الطيبة بين القلوب لن يحصد الأبناء سوى الخير.


عادت فرحة برفقة اخيها إلى المنزل بعد انتهاء مراسم الجنازة ليجدوا المنزل قد بعثر بالكامل وعندما مدت فرحة يدها لترتيبه سبقت يد عمر يدها وقاموا بترتيب

الصالة وناموا في الأرض من شدة التعب.


استيقظت فرحة بعد ساعتين على موعد دواء ابيها

واسرعت إلى غرفته ولم تجده وتذكرت أنه لم يعد موجود وضعت رأسها على وسادته وظلت تبكي.


سمع عمر صوتها واسرع إليها وكأنه تولد لديه إنذار يشعره بلحظة بكائها حتى يذهب إليها ويحول بينها وبين دموعها وحزنها.


في اليوم التالي

ذهب عمر إلى الماركت الذي يعمل به واكتشف ان هناك بضائع سرقت عندما ترك المكان مفتوح لحظة سماع ان الشرطة والاسعاف أمام منزله.


لم يطلب منه مالك الماركت سداد ثمن المسروقات مراعاة لظروفه ولكنه طرده من العمل بسبب اهماله.


عاد عمر حزين إلى المنزل ولكنه أخفي حزنه هذا عن أخته بما ان دوره هو محو حزنها فعليه ان يتمالك نفسه.


كانت فرحة ترتب باقي المنزل فساعدها اخيها ولم يخبرها بأنه طرد من العمل ولكن اخبرها ان مالك الماركت منحه اجازة عدة أيام.


العجيب في الأمر انه لم يأتي أحدا من الجيران لمواستهم وتعزيتهم يبدو أن الجميع يريد الابتعاد عنهم

ولا يريد أحدا ان يقترن اسمه بأسمهم.


إلا شخصا واحد هو تاجر الخضروات فتحي زارهم وهو محمل بحقيبة مليئة بالخضروات وبعض الفاكهة قام بتعزيتهم وانصرف.


لم تطمئن فرحة لتصرفه هذا فلم يكن طيب القلب فما الذي تغير الآن.


عمر بحزن :يبدو أنه يشفق علينا.

فرحة :لن ندع أحدا يشفق علينا سنعمل سويا كي يرى الجميع اننا لن نحتاج لمساعدتهم.


عمر :سأعمل لن اجعلك تحتاجين لشئ.

ابتسمت فرحة بعد حزن طال كثيرا ابتسمت واشتد ظهرها بأخيها الذي يخاف عليها ويحميها حتى من احزانها.


لم تترك رجال الشرطة الأمر فكل بضعة أيام ذهبوا للتحقيق مع فرحة وأخيها عسى أن يحصلوا منهم على اي معلومة تفيد بمكان هروب والدتهم.


ضاق صدر فرحة من كثرة التحريات والتحقيقات وقفت يوما أمام احد ضباط المباحث وأخبرته ان والدتها كانت لاتنفق عليهم من اموالها الا القليل في الوقت التي كانت تعيش فيه معهم تأكل وتنام معهم فهل تتذكرهم بعد أن تركتهم وأخذته بجولة في المنزل وقامت بفتح خزانة المطبخ الخاوية والثلاجة الفارغة واواني الطهي المتراكم عليها الاتربة من قلة الاستخدام.


فرحة :اتظن بعد كل مارأيت انها تتواصل معنا وترسل لنا المال؟


وقف الضابط حائرا أمام تلك الفتاة التي لم تبلغ الستة عشر عاما ولكن تتحدث بلسان فتاة بالثلاثين من عمرها.


هكذا فعلت الحياة بفرحة تجاوز عقلها الثلاثين اي ضعف عمرها الحقيقي تقريبا.


أمر الضابط مساعديه بعدم التعرض لفرحة واخيها على أن تستمر التحريات دون ازعاجهم.


بعد فترة قليلة عثر عمر على عمل بأحد المتاجر الكبرى بعد انتهاءه من الثانوية العامة كبائع وذلك لخبرته في مجال البيع منذ أن كان صغيرا والتحق بكلية التجارة وكان يقدم راتبه الشهري لفرحة كي تأخذ منه ماتشاء.


خصص عمر لفرحة يوما بالشهر ليأخذها بجولة على النيل واحيانا داخل قارب بالنيل ثم يتناولون العشاء باي مطعم صغير ويعودون والسعادة تملأ قلوبهم.


اشترى لها هاتف حديث بالتقسيط بضمان راتبه كي تتلقى الدروس اون لاين لأنه لم يستطع توفير مصررفات الدروس الخصوصية.


كانت تتقدم بالطبخ يوما بعد يوم فقط من أجله كي تحاول اسعاد اخيها مثلما يسعدها.


كان عمر قدوتها وأمانها وكان يذكرها دائما بأبيها فكلما اشتاقت لابيها شردت في الشبه الذي كان بينهم.


ذات يوم

فرحة لاخيها :هل ستظل دائما هكذا، هل ستحبني وترعاني كأنك أبي؟


عمر :بالطبع سأظل مجرد تساؤلك عن ذلك الآن ازعجني هل قصرت بشئ جعلك تشعرين بعدم الأمان؟


فرحة :لا لم تقصر على العكس تماما، تمنحني الرعاية بشدة لدرجة انني شعرت بالخوف ماذا لو ابتعدت عني يوما أو نزغ الشيطان بيننا؟


عمر :انتِ وصية أبي لن يحدث ذلك مطلقا لن يجرؤ أحد على تفريقنا ممهما حدث لن اسمح له بذلك.


مرت الأيام

واستمر عمر في حبه ورعايته لاخته وكأن الازمات الذي مرت عليهم والوحدة التي فرضت عليهم جعلت اخوتهم اكثر صلابة وميثاق الأخوة معلنا لجميع من حولهم كانوا مثال صالح يتمنى الجميع لو يرى ابنائه متحابين مثلهم.


ذات يوم تشاجرت إحدى الفتيات في المدرسة مع فرحة واتصلت بعمر وهي تبكي وتخبره بما حدث ترك عمله وذهب مسرعا إلى المدرسة ووقف أمام الجميع بالفناء واضعا فرحة خلفه كأنه درعا حديدا

لأمانها وأخبر جميع الفتيات ان لفرحة اخا يحميها لن يهتم لمن يزعجها إذا كانت فتاة أو حتى رجل فمن يزعجها عليه أن يدفع الثمن.


دخل مكتب المديرة وقدم شكوى في الطالبة واخبرها انه في حال لم تتخذ إجراء ضد الفتاة سيبلغ الشرطة.


ضحكت مديرة المدرسة وقالت اتبلغ الشرطة في مشاجرة بين طالبتين بالمدرسة.


عمر بغضب :فرحة ليست اي فتاة فرحة شقيقتي ولن اسمح لاي احد بأزعاجها.


أحضرت المديرة كل من فرحة والطالبة الأخرى واستمتعت لعدة طالبات اخريات وبالفعل اتخذت إجراء ضد الطالبة التي ازعجت فرحة باستدعاء ولي أمرها بكت الطالبة وطلبت من فرحة ان تسامحها.


سامحتها فرحة ورفض عمر مسامحتها واصر على تنفيذ الاجراء ضدها.


بذلك اليوم تحدث الجميع بالمدرسة عن شقيق فرحة ومدى حبه لاخته مدرسين وعاملين وطالبات الجميع تحدث عن ذلك وهنئ فرحة بشقيقها.


تحولت دموع الحزن لسعادة بعينها فقدت اباها ولكن عوضها ربنا بحب شقيقها.


عندما عاد عمر إلى عمله وبخه المدير على ترك العمل بدون إذن فوضح له عمر مدى اهمية شقيقته بحياته.

المدير :اختك اهم لديك من عملك الذي ترتزق منه؟

عمر :أغلى عندي من عمري نفسه، العمل يعوض لديك بالهايبر ألف موظف غيري ولكن اختي ليس لها غيري.


أعجب المدير بصراحته ولم يعاقبه ولكنه لفت نظره انه عليه الاستئذان قبل مغادرة العمل.


بالمساء عاد عمر من العمل وبيده الحلوى التي تفضلها فرحة ووضعها امامها دون أن يتحدث معها.


فرحة :لا افهم اتخاصمني وتشتري لي الحلوى في آن واحد.


عمر بغضب :نعم، خصامنا لا يعني انني لا اهتم بكِ.

فرحة بأبتسامة :ولماذا خاصمتني؟

عمر :لأنك تنازلتِ عن حقك لمجرد ان بكت الفتاة أمامك، وماذا عن بكائك؟ هل اشفقت عليكِ وهي تزعجك بالحديث عن قضية والدتك؟


فرحة :لن اتناول الحلوى مادمت تخاصمني هكذا.

عمر بغضب :ستتناولين الحلوى ولن تتركي المجال لاي احد بأزعاجك بعد اليوم.


فرحة :حاضر لن اسمح بذلك بعد اليوم ولكن هيا ابتسم لن تغفو عيني طالما انت منزعج مني هكذا.


لم تتركه فرحة يدخل غرفته قبل أن يصالحها.


هكذا اعتادا الا يدخل منهما غرفته وهو منزعج من الاخر.


كم كانت حياتهم جميلة بسيطة.


لم يعكر صفوها سوى شيئا واحدا

ذات يوم طرق احدهم الباب فتح عمر وتفاجئ بأنه مالك المنزل والذي تعمد ألا يأخذ الايجار من عمر بحجة انه يراعي ظروفه ولكنه كان يخطط لطردهم من الشقة لعدم السداد.


تتدخل فتحي تاجر الخضروات وقام بتسديد كافة الاموال المتأخرة لحاجة في نفسه لايعرفها إلا هو واخذ من المالك الايصالات المتأخرة وجمعها بحوذته. 


بعد أيام قليلة

ظهرت نية فتحي الحقيقية حين زارهم بالمنزل وأعلن لهما عن مطلبه. 


الفصل الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close