رواية احببت معقدة الفصل السادس 6 بقلم فاطمة سلطان

       


رواية احببت معقدة

الفصل السادس 6

بقلم فاطمة سلطان



_______________________


هاجر باعتراف وهي تستكمل حديثها مع وليد 


- انا اللي ابتديت الغلط بس قاسم نيته كويسه وعمره ما بص ليها بنظرة غير انها اخته وهي برضو كنت كل يوم بحاول اني اتكلم معاها في الموضوع بس يوم حاجه تشغلني تانيه ولما فوقت ان الموضوع ده غلط معرفتش امنع هدير مرة واحدة من قاسم لانها انطوائيه جدا و مش سهل انها تدخل حياتها ناسبقيت بحاول اشغلها بحاجات في البيت وبقي قاسم من نفسه مش بيجي كتير و بقاله فتره بيبعد


ثم تنهدت وأحذت نفسها لتستكمل حديثها 


-هدير متعرفش الا انا و قاسم وناس تتعد علي الصوابع اقولها مره واحده لا يا هدير اللي بيحصل ده غلط و حرام 


طول السنين اللي قبل كده انتَ مكنتش موجود حتي بدورك انك ابن عمها وتجيلنا كل شهر يمكن امك واخواتك فكروا يجيوا يزوروا هدير متهايقلي اخر مره كانوا عندنا من قبل ما هدير تدخل ثانوية عامةكلكم بعدوا عن هدير في عز ان مكنش في غير قاسم في حياتها

دق الباب ليقاطع حديثهم فنهض وليد ليفتح الباب ووجد فتاة علي ما يبدو انها في بداية العشرينات من عمرها او شيء من هذا القبيل متوترة وهادئة في ملابسها او ابتسامتها و كأنها اعتادت علي الابتسام حتي في اصعب المواقف، فقد اخبرها قاسم ان تذهب وتري وضع هدير بعد ان قص بها ما حدث فاشفقت عليها


ساره بابتسامه هادئة وهي مازالت تقف عند الباب 


- مساء الخيروليد أردف قائلا باستغراب فهو لا يعرفها


- مين حضرتك


انتهبت هاجر علي حضور سارة فنهضت لترحب بها


-تعالي يا ساره يا بنتي ادخلي


فافسح وليد لها الطريق فعلي الاغلب هي احدي جيرانهم التي لا يعرفها دخلت وهي خجلة فهي لا تعلم ما الذي يجب ان تقوله في وقت كهذا او بأي حجة ستفسر مجيئها 


هاجر حاولت ان تبتسم ولكنها كانت محاوله فاشلة فأي ابتسام وأي راحة نفسية ستكن بها لتبتسم 


- اقعدي يا بنتي 


سارة حاولت ان ترتب كلماتها 


- اسفه شكلي ازعجتكم و انتم عندكم ضيوف


هاجر : و لا ضيوف ولا حاجه ده اخويا وابن اخوياساره مدت يديها ناحية هاجر باحدي الكتب التي اخترعتها حجة للمجئ - اصل هدير كانت عايزه الكتاب ده وكانت بتقولي انها هتيجي تأخده بعد لما تتغدي فقولت اجي ادهولها انا وعلشان كنت بجيب طلبات من تحت بالمرة


هاجر باستغراب وهي تأخذه منها 


- اكيد سمعتي باللي حصل علشان كده هي منزلتش 


ساره باحراج فعلي ما يبدو قد فهمت هاجر سبب مجيئها 


- اه و سمعت بس كنت كده كده جايه علشان اديها الكتاب ده علشان تقراه هي عامله ايه دلوقتي


هاجر وقد ترقرقت عينيها بالدموع فأردفت قائلة


- والله يا ساره الدكتور لسه نازل من عندها وهي عايزه تقعد لوحدها ورافضة اي حد يدخلها


ساره بتفهم الوضع وحاولت استنتاج ما يجب اخبار قاسم به 


- خلاص مش مشكله يا طنط ابقي اديلها الكتاب و انا ان شاء الله هبقي اجيلها بكرا عن اذنكم انا بقا


ذهبت معها هاجر حتي فتحت لها الباب وذهبت سارة بالفعل وبعد وقت جاء حسني وتشاجر مع هاجر حينما رفضت ان تعود الي شقة زوجها او حتي ان تعود معه الي شقته و معلله، بأنه لا يستطيع ان يقلب حياتها بعد تعودها هي وهدير علي العيش هنا وخصوصا انها لم تفعل شيئا حتي او جريمة حتي تخاف من حديثهم 


مما جعل حسني يعند معها واقسم انه يوميا سيكون هنا او حتي سوف يبيت معهم بعد ذلك


_____________________________


علي لسان هدير


عدت سنة ونص الناس بعدها بشهر نسيوا وبقيت بمشي عادي في الشارع 


انا بقيت اجتماعية مش بالمعني الحرفي بس بقيت احسن من الاول، بقا زمايل ليا سواء بنات او ولاد 


وحاولت اجرب اقرا روايات شويهواتابع مسلسلات يمكن كان عندي امل اني الاقى نفسي في اي حاجهوبدأت اخذ كورسات، حياتي بقت مليانه في نظر الناس لاني بقيت بعمل اكتر من حاجه في اليوم، بس لسه بخاف لو رايحه مكان لاول مره عملت اكونت علي الفيس بوك وواتساب واكتر من برنامج وضفت كل الناس اللي اعرفهم وبقا عندي ارقام كتيره علي الفون بس للاسف كانوا مجرد ارقام عرفت ان برضو لما ادخل ناس لحياتي


انا لسه وحيدة مفيش حد لمس قلبي الا سارة بس انشغلت شويه لما اتخطبت ورجعت فسخت خطوبتها واحب اطمنكم اني عديت من السنة الاولي والسنه التانية ونجحت بتقديرات عالية بس برضو كل ده مفرحنيش ..


علاقتي بابويا زي ما هي مكالمه كل كام يوم ومصروف شهري 


للاسف بقيت وحيدة اووي رغم ان حياتي بقا فيها ناس كتير يمكن فهمت يعني ايه زحمة كدابة، عملت اكتر من اكونت بس باسم زي ما تقولوا مستعار مش ضايفه اي حد اعرفه في الحقيقة عليه حاولت اعمل لنفسي عالم جديد تماما ومختلف عن الواقع مطنتش عارفة عواقب الموضوع ده الا بعدين 


طبعا كلكم بتسالوا عن قاسم 


يااااااه نطق الكلمة بقي صعب قاسم يعتبر اختفي وجوده من حياتي وعمري ما احتاجت وجود حد زيه كل فترة يبعتلي رسالة علي الاكونت يطمن فيها عليا وارد عليه زيه زي اي حد غريب و لو قابلته في الشارع بيسلم عليا ويمشي 


فاكره كلمته لما قالي انه مش عايز ياذيني او يكون سبب في اني اضر وبرضو هو في ضهري حتي لو عوزته وحصلت ليا مشكلة هلاقيهقاسم كبر يمكن بقي عنده دقن معلش اصل قاسم عمره ما ربي ذقنه ولبس نضاره نظر


بقيت اشوفه صدفة، قاسم مبقاش بيسمع اغاني ولا بيصدع ام محمد 


نجحوا انهم يخلونا غرب عن بعض مفيش يوم غير وانا اتمنيت اننا نرجع زي زمان ______________________________


في اغسطس 2015


لم تذكر لنا هدير اليوم و لكنها تتذكر الشهر التي رأت به ما لم تتوقعه غهي اصبحت في العشرين من عمرها ولكنها كان ساذجة بعقل طفلة مازالت في الابتدائية


مازالت جاهلة تماما عن ما يسمي الخطأ مازالت ساذجة تماما في التفريق بين النوايا 


كانت تظن ان الزنا وتلك الاشياء اشياء بعيده تماما عن الواقع وان من يفعل تلك الاشياء يكون في الظلام


او علي الاقل يخجل مما يفعله كانت في هذا الوقت ابحرت وغرقت هدير بين الصفحات والسوشيال ميديا تعمقت به وربما كأنها وصلت الي ما يسمي ادمان المواقع الالكترونية


تعرفت علي الكثير من الناس من الحسابات التي صنعتها باسماء مستعارة ولكن ما هي الا ايام او اسابيع ومن الممكن ان وصلوا لشهور لتجد نفسها في حظر بينها وبين الناس


وجدت ان هذا العالم مزيف ونادرا ما توجد به الحقيقة


كانت تتواجد فتاة تدعي عبير نيازي تبلغ من العمر خمسة وعشرون، كانت هدير تتابع ما تنشره ولكن لم تتحدث معها ابدا كانت تكتفي بالاعجاب بمنشوراتها فهي تكتب بعض المنشورات سواء السياسية او الاجتماعية


واحيانا الدينية ولكنها نشرت منشور تخبر الجميع انها سوف تبتعد لفترة علي الاغلب كل منا يمر بفترات صعبه احيانا ...


وجدن ان احد من أصدقائها يشارك احدي المنشورات وهو عبارة عن صور تسمي بالانجليزي "" nudes ""


والتي حتي اسمع العرب ينطقوها بمصطلح " النودز " واخذوها من الانجليزية واصبحت كلمة طبيعية تماما فيذكر انه منذ سنوات كان يخجل الناس من نطق مصطلح العري او ان هناك شخص عاري و لكنها اصبحت شي طبيعي !


و يقابل كلمه "" nudes "" العربيه في المعني الاوضح هو حالة عدم ارتداء ملابس وأحيانا يستخدم للإشارة إلى ارتداء ملابس أقل بكثير مما كان متوقع .


شعرت هدير بالاستنكار ورفضت ذلك الشي ودخلت علي هذا الحساب 


لتلغي تلك الصداقه فورا ولكن الفضول دفعها ان تقلب في صفحة هذا الشخص وجدت ان هذا ليس المنشور الوحيد في صفحته


ما يوقعها في المصائب هو فضولها لتكن هذه هي النقطه الاولي او المرحلة التي يقع بها اي احد يصادف هذه الاشياء لتبدا رحلة يتخللها المراحل المختلفة هناك من يكملها الي النهاية


ليصبح مدمنا لمشاهده المواقع الاباحية 


وهناك من يتوقف تماما من بعد مرحله الفضول وبالفعل الغت صداقتها لهذا الشاب واستنكرت هذا الشي ورفضته تماما و شعرت بالتقزز ثم غلبها النعاس وكانت تظن ان هذه حادثه نادرا ما تحدث فمازالت ساذجة لا تعلم ان ليس الدنيا بيضاء او ذات احلام وردية دائما او حتي سوداء


فاغلبية البشر يفضلوا اللون الرمادي 


_____________________


علي لسان هدير 


رفضت الي شوفته علشان حرام وغلط وكل حاجه وحشة فيه وقولت اكيد دي حاجه نادرةاتسالت بعد سنين ايه النصيحة اللي احب اوجهها لاي شاب وشابه في المرحلة الي كنت بمر فيها بكل التحديات دي احب اوجهها لاي حد ان الفضول هو سلاح ذو حديينوان في فرق كبير اووي بين الفضول وحب الاستكشاف الشي اللي من بدايته غلط مينفعش نخلي فضولنا يدخلنا فيهمينفعش ادخل مدخل بيت انا شايفه التعابين فيه بس شايفه عماره عشر ادوار وبمجرد ان لسه عايزه اكتشف شقه شقه اني اكمل هنتظر ايه وانا عارفه ان التعابين دي هتسممني ...._________________________في الصباح الباكر


ارتدي قاسم ملابسه وخرج من غرفته والقي التحية علي والده ووالدته


امينه : انته رايح فين يا بني علي الصبح كده


قاسم : رايح اشوف موضوع ترخيص المعمل ده


امينه بتساؤل : طب مش هتفطر يا بني


قاسم : لا شكرا يا ماما ادعيلي بس ربنا يكملها ليا علي خير 


امينة بانزعاج : انتَ كده بتتكلم في تكلفه كبيرة


قاسم بتفسير وحاول ان يحافظ علي ابتسامته 


- يا ماما ما انا قولتلك ان بالفلوس اللي بابا هيدهاني و علي الجمعيات اللي معايا وعلي الشقة موجوده هقدر اني افتحه واجيب اجهزته وصحيح هيكون فيها حاجات بالقسط بس اهو ربنا يسهل انا بس عايز اعرف الاجراءات وكل حاجه الاول قبل ما ابتدي في الموضوع


امينه بانزعاج : انتَ كده بتخاطر يا ابني يعني الفلوس والشقة دول كانوا لجوازك


خليل بنبره هادئة ومشجعة : هو حر يا امينة ادعيله ربنا يسهله حاله الجواز مش هيطير 


مستقبله وشغله وكيانه اهم من اي حاجه ياله يا ابني علشان تلحقهم انته عارف اي حاجه في الحكومه او السؤال عن حاجه بيكفروا الواحد


قاسم بهدوء : ماشي يا بابا ياله امشي انا بقي وبعد ما اخلص رايح ابارك لكريم في شقته


امينه تمتمت بغيظ : والله واحد بيريح ابوه وامه وفرحهم بيه واتجوز وكلها كام يوم ويخلف وانتَ قاعدلي كده


خليل بهدوء : ياله يا قاسم يا ابني امشي بدل ما امك تعطلك مش هتخلص من كلامها


امينه بانزعاج : بقا كلامي بيعطل ابني ... علشان عايزه افرح بيه ابقي غلطانه


ذهبت قاسم و قبل راسها حتي لا تاخذ علي خاطرها منه ثم نزل بعد ان طلب دعواتها لترافقه


امينه بتافف وانزعاج من زوجها بعدما ذهب ابنها 


- نفسي تبطل تشجعه ابنك داخل علي سبعه و عشرين سنه ولا خطب ولا اي حاجه وكده مش هيفكر خالص باللي بيعمله ده


خليل بهدوء : شغله اهم هو اللي هيخليه يفتح بيته وهو اتعلم العمر ده كله علشان يوم زي ده 


مش علشان تقفي في طريقه في طريقه وفي الاول والاخر هو نصيب


امينه بحسره وانزعاج : بس انا عايزه افرح بيه وكنت عايزه اجوزه بدري انتَ مش مستوعب ان ابنك وحداني ولا اخ ولا حد يعني محتاج زوجه وولاد وعيله واحنا مش قاعدين ليه العمر كله اذا كان اهلي وله اهلك شوف كل شهر وله كل كام شهر حد بيجي لينا زيارة ويعبرنا 


لقدر الله لو جرالنا حاجه محدش هيسال فيه وانا من حقي اطمن انه مستقر قبل ما اموت


خليل مؤيدا ومعارضا لكلامها في نفس الوقت كالعادة 


- ياه عليكي يا امينه تحبي تشيلي الواحد هم علي الصبح كده قولي ربنا يوفقه ويسهله امره بدل الكلام ده وبعدين الجواز نصيب وهو نصيبه لسه مجاش


قامت امينه بغضب وهي تتوجه الي المطبخ- اه نصيب بس الواحد ميعلقش نفسه وميكدبش علي نفسه ده اللي انا اعرفه .....__________________________


             الفصل السابع من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>