أخر الاخبار

رواية ذاكرة القلب الفصل الحادي عشر 11بقلم رانيا البحراوي

 


رواية ذاكرة القلب 

الفصل الحادي عشر 11

بقلم رانيا البحراوي



اسرع عادل خلفها يحاول منعها وأمام باب المكتب وقبل ان تدخل أعاد عليها تهديده مرة أخرى.


آسيا بحزن :أرى انك كنت تفكر في أمر الطلاق هذا ولكن كنت تبحث عن عذر يجعلك تطلقني دون أن يؤنبك ضميرك، فاليطمئن قلبك ولتفعل ماتريد.


عادت إلى وكيل النيابة وأدلت بنفس أقولها وبرأت اخيها.


خرجت من المكتب لتتلقى يمين الطلاق بوجهها فأحنت رأسها وذهبت دون أن تنظر خلفها.


شعر عادل بنيران تشعل قلبه وكان يظن انها تنطفئ بمجرد أن ينفس عن غضبه ولكنه كان مخطأ اشتعلت نيران قلبه بكامل جسده وطلب من آمين الشرطة ان يقود به السيارة لانه لن يستطيع القيادة بهذه الحالة.


عادت آسيا من القسم مباشرة على الحي الذي كبرت فيه اي عادت من حيث اتت للصخب وللشجار وللخوف، لكن الخوف هذه المرة لم يكن عليها بل على ابنتها التي كتب عليها نفس القدر وتعيش بهذا الحي الذي كانت تكره آسيا كثيرا.


لم يجرؤ اخيها على مواجهتها فلم يعد إلى المنزل عاد ابيها برفقتها وظل يعتذر منها ويحاول اخذ ابنتها ولكنها كانت متمسكة بأبنتها بقوة وقالت لابيها:ابنتي لم تجد الأمان بمنزلك خطفت ابنتي من منزلك فلا تطلب مني أن تأخذها ابدا لانني لن اعطيك اياها.


الأب :حقك يابنيتي لا تبعديها عن حضنك ولكن اخبريني ماذا حدث حتى يطلقك زوجك بهذه الطريقة.


آسيا :كان يريد أن اشهد ضد اخي ولكن لم استطع ذلك رغم مافعله عجزت ان اكون سببا في عودته إلى السجن ولكنني حكمت على نفسي بالسجن نيابة عنه.


تعلم ماالظلم؟

الظلم ان تتهم بذنب لم تقترفه.

تعلم مالقهر؟

القهر ان تعاقب على ذلك الذنب.


هذا مااشعر به الآن ولذلك لاتحاول مواساتي واتركني ياابي اعاني ماكسبته يداي وماجناه اخي.


تركها الأب وخرج من الغرفة وهو يمسح دموعه، نظرت آسيا لابنتها فقد اشتاقت لها كثيرا وقالت لها :سامحيني يابنيتي لانني فرقتك عن ابيكِ ولكن ماذا أفعل وماذا ستفعل اي واحدة بمكاني.


من جهة ابيكِ يندم كل يوم على زواجه مني وتنطق عيناه بما يخفيه قلبه ومن جهة أخرى خالك الذي حاول حمايتك بفكره الغبي بدلا من ان يبحث عن حل اخر أو يخبر والدك كي يكثف الحماية حولك ذهب وخطفك ليشعل النيران بقلبي خوفا عليكي.


مرت هذه الليلة على آسيا كالكابوس كلما استيقظت ووجدت نفسها بغرفتها القديمة أدركت انه الواقع المؤلم وليس مجرد كابوس.


مرت الايام


لم يحاول عادل التحدث معها او العدول عن قراره خاصة بعد غضب اخته منه ودعمها بشدة لقرار طلاقه منها.


في اليوم التالي 

طلبت آسيا من والدها أن يطلب من عادل بعض الملابس لها وللطفلة وبالاخص للطفلة التي تحتاج ان تبدل ثيابها من وقت لآخر. 


اتصل الأب بعادل وقال عادل انها تستطيع لاخذ ماتريد فهو لن يعود إلى المنزل قبل المساء. 


أخذت آسيا ابنتها وذهبت إلى الشقة لجمع اغراضها 

ومنذ ان دخلت الشقة بدأت الذكريات تأتى اليها واحدة تلو الأخرى أماكن ابتسامتهم ومزاحهم المكان الذي كانا يتناولان الطعام فيه سويا حتى شجارهم سويا اشتاقت آسيا لكل لحظة جمعتها بعادل حتى شجارهم سويا. 


بدأت آسيا تجمع اغراضها والدموع ترافقها في جمع كل قطعة ملابس، جمعت آسيا ملابسه التي كانت تضعها لتجف لانها تعلم انه قد ينساها وأغلقت النوافذ. 


بينما تغادر الشقة أرادت ان تعانق كل الجدران ان تحتضن الستائر وتشم رائحة المفروشات لمست جميع 

الاثاث وكأنها تريد تقبيله. 


بينما تغادر آسيا تعطلت بسبب ان الطفلة تقيأت على ملابسها. 


قامت آسيا بتبديل ملابس الطفلة ثم القت نظرة طويلة على الشقة مرة اخيرة وكأنها تودع كل شيء. 


بينما أحمر وجهها من شدة البكاء وقبل الوصول إلى الباب تفاجئت بعودة عادل. 


توترت آسيا ولا تعلم كيف تتصرف معه هل تلومه هل تغضب منه هل تبين ضعفها أمامه ام تتظاهر بالقوة. 


احتارت كيف تتصرف مع من كانت حتى الأمس تتصرف امامه بكل تلقائية هاهي تقف أمامه لا تستطيع حتى النطق بكلمة واحدة. 


عندما رأها عادل اعتذر وقال :لم أعلم انكم مازالتم هنا. 


آسيا :نحن سنذهب الآن. 

عادل :استطيع العودة في وقت لاحق. 

آسيا :عملنا هنا انتهى وسنذهب الآن. 


بينما تمر من أمامه تنظر بالارض حتى لايرى دموعها طلب منها ان يعانق ابنته. 


بينما تعطيه الطفلة تطلع بوجهها ورأى دموعها التي اغرقت وجهها. 


أطال النظر بها ثم عانق ابنته بقوة ورأها وهي تجر الحقيبة الثقيلة فسألها :كيف ستذهبين بكلاهما. 


آسيا :علي ان افعل ذلك أصبحت وحيدة مهما ثقل الحمل سأتحمله بمفردي. 


عادل: لم يتم الطلاق بشكل رسمي إلى الآن اي انني استطيع مساعدتك وحاول اخذ الحقيبة من يدها لم تدعه آسيا يأخذ الحقيبة وحملت ابنتها بيد والحقيبة بالاخرى وانصرفت دون أن تنظر خلفها. 


ظلت عين عادل تراقب ابنته وهي تبتعد تدريجيا عن عيناه لم يكن يظن أن الحياة بينه وبين آسيا ستنتهي هكذا. 


مازال يحبها ويفتقد اثرها بكل مكان بالمنزل، الشقة اصبحت مظلمة كالقبر الذي عليه ان يدفن به قلبه حتى لايسمع صدى نبضاته التي تنبض بأسمها. 


ويبدو انه نجح بذلك لم تمر سوى ايام قليلة. 


بينما تغير آسيا ملابس ابنتها كي تخرج بحثا عن عمل تفاجئت بأن هناك أحدا يطرق الباب، شعرت انه عادل واسرعت وهي تحمل ابنتها نحو الباب.


تفاجئت آسيا برجل لم تعرفه يسأل عنها.

هل انتِ آسيا؟

آسيا :نعم أنا.


الرجل :وقعي هنا ياابنتي.

آسيا :ماهذا؟

الرجل بحزن :وثيقة طلاقك.

وقعت آسيا والدموع قد اغرقت الوثيقة وارتجفت يدها ولكنها تماسكت من أجل الا تسقط ابنتها.


الأب :ماهذا ياابنتي؟

آسيا ببكاء:عادل أنهى كل شئ بهذه الورقة، ايظن أن هذه الورقة ستكون قادرة على قطع الصلة بين قلبينا

هل احبني حقا، هل تغير عادل ام هو من الأساس كذلك وانا لم ادرك هذا.


لم تستطع الخروج واغلقت على نفسها وابنتها الغرفة كلاهما يبكي دون توقف.


الأب :هذا أمر الله ياابنتي، لا تحزني ولا تضعفي فابنتك تحتاجك أصبحتي الان امها وابيها.


و تتوالى العواصف

لتتفاجئ بعد أيام قليلة أن عادل يريد ضم الطفلة وقبل ان تفيق من صدمة وثيقة الطلاق وردها اعلان المحكمة.


لم تستطع التوقف وحملت ابنتها وهربت تعلم أن قوتها لن تكفي لمواجهة عادل وأنه قد ينجح بكل سهولة لضم الطفلة ورغم ان القانون يخول لها ضم الطفلة واخذ الشقة لانها ام حاضنة الا انها تعلم أن

القضايا تحتاج لاموال طائلة وهي لا تملك شيئا ولذلك قبل أن ينجح عادل في حرمانها من ابنتها اخذت طفلتها وهربت دون أن تخبر والدها.


ظلت تمشي بالشوراع حتى وجدت نفسها بجانب ميكروباص ينادي رمسيس فقررت ان تركبه وتذهب إلى محطة القطار وتركب اول قطار دون أن تعرف أين تذهب إلى أين قد تذهب لا تعلم ولكن قررت أن تكتفي بطفلتها عن العالم. 


الطفلة كانت تبكي كثيرا من زحام القطار فاضطرت ان تنزل من القطار في محطة بنها محافظة القليوبية

بلدة صغيرة لاتبعد عن القاهرة كثيرا تتميز 

بصفاء جوها وكرم أهلها، ظلت تجوب الشوارع حتى جلست بأحد المطاعم وتناولت الطعام واطعمت ابنتها 

وبدلت حفاضتها بالحمام. 


ثم تركت حقيبتها لدى هذا المطعم كي تبحث عن عمل ولكن كلما رأى احد ابنتها رفض ان يشغلها لديه. 


أكتشف والدها عدم وجودها وخرج ليسأل الجيران ولكن لم يراها أحد. 


ارسلت رسالة إلى والدها تخبره بما حدث من عادل وانها لن تعود قبل ان تصبح قادرة على مواجهته وتملك من المال مايجعلها قادرة على كسب قضية الحضانة. 


حزن ابيها وشعر بالعجز الشديد لانه لم بستطع حماية ابنته وحفيدته. 


عادت آسيا إلى المطعم قبل أن يحل الظلام وتناولت العشاء وطلبت من صاحب الَطعم ان يدلها على غرفةأو شقة صغيرة للايجار. 


ساعدها صاحب المطعم بالفعل واستقرت في غرفة صغيرة في البدروم ورغم انها كانت غير مهيئة للسكن الا انها تأقلمت على العيش بها. 


عادل مازال لايعلم بأختفاء آسيا، كل مايعرفه انها استلمت الإعلان. 


بينما تحاول آسيا النوم بهذا المكان البائس سمعت صوت قدم أحدهم تتقدم نحو غرفتها. 


شعرت آسيا بالفزع وخاصة حين شعرت بأنه يحاول دفع الباب ظلت تصرخ من شدة خوفها وبالفعل استطاع هذا الشاب دفع الباب والوصول إليها. 

يتبع 

                     الفصل الثاني عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close