أخر الاخبار

رواية مذكرة فيروزة الفصل الخامس عشر15والسادس عشر16بقلم شيماء الشعراوي


 رواية مذكرة فيروزة الفصل الخامس عشر15والسادس عشر16بقلم شيماء الشعراوي



نظر إليه "خالد" بندم ثم قال بحزن: أنت عرفت كل ده ازاى وامتى مين اللى قالك الكلام ده كله.
جائه صوت قوى من الخلف قائلاً: أنا اللى قولتله.
نظر "خالد" نحو الصوت بصدمة وقال: أنت...!
الشخص: مفاجأة مش كدا.
ثم تقدم منهما ببعض الخطوات المثقلة ليقف أمام والده وقال بقوة عكس ما بداخله: 
-  مالك يابابا مستغرب وجودي ليه مكنتش متوقع أن أنا اللى هقول لعمي على كل حاجة.
خالد: وليد أنت جيت من السفر أمتى ومين اللى عرفك بكل الكلام ده.
تحدث "وليد" وهو ينظر إليه بحزن: 
- جيت من يومين وموضوع عرفت بكل اللى حصل منين فتقدر تسأل طارق اللى كنت بتحاول أنت وأمي تسكتوه وتخليه يتستر على عملتك لكن هو مستحملش وأتصل بيا فى اليوم اللى سمعكم فيه وقالي على كل حاجة وأنا قومت بواجبي مع عمي اللى مشوفتش منه أى حاجة وحشه تخليكم تعملوا فيه كدا.
هتفت والدته "نادية" بغضب قائلة:
- أنت شكلك أتجننت ياوليد أزاى تسمح لنفسك تتهمني بحاجات أنا أصلا معملتهاش أبوك هو اللى خطط لده كله ونفذه لوحده.
نظر إليها "خالد" بعدم تصديق أهى تنفى كل ما فعلته، أقترب منها قليلاً وقال بحنق:
- بقا أنا اللى عملت ده لوحدي مش دى كانت فكرتك من الأول وخلتيني أعمل العملة السودا علشان الفلوس.
هتف "عامر" بصوت عالٍ ليقول بغضب:
- لا يمكن تكونوا بشر زينا أنت ايه ياأخى شيطان معندكش دم هو دا كل اللى همك ...تعرف ياخالد أنت ومراتك شبه بعض ومتقلش عنها بحاجة نفس الطمع والجشع والحقد والغل مالى قلبكم...بجد ياخسارة يابن أبويا مكنتش أعرف أنك بالوساخة دى..أنا عمرى ما كلت حق حد فيكم أنا حفظت على كل قرش يخصكم ودلوقتى جه الوقت اللى نصفى فيه حسابنا..ثوانى ورجعلكم.
ذهب متجهاً إلى مكتبه بينما "وليد" نظر إلى والدته وقال بنبرة يكسوها الألم:
- ليه ياماما عملتي كدا بجد أنا مصدوم فيكم مكنتش أتوقع أنكم بالشكل ده.
تحدثت "نادية" بضيق قائلة: 
- بقولك ايه حل من على دماغي وبعدين متعملش نفسك بريئ أنت ناسي عمايلك المقرفة فلو كنت ناسي ياحبيبي أفكرك ..ولا فيروزة اللى ضحكت عليها ولا معملتك ليها وسهرك مع البنات ف تسكت أحسن.
نظر إليها "وليد" ليقول بندم: 
- أنا فعلاً عملت حاجات وحشة بس عمري ما فكرت أني أقتل حد أو أفكر لمجرد تفكير أني أعملها زيك
بسببك أنتى خسرت البنت الوحيدة اللى حبيتها أنا خسرت فيروزة حب عمري بسبب كلامك وأفعالك وأنا اللى كنت ماشى وراكي زى الأهبل فاكر أنك عايزة مصلحتي لكن مكنتش أصلا فارق معاكي أنتى دمرتيني.

لحظات و أتى "عامر" من الداخل وهو يحمل بيديه بعض الأوراق واليد الأخرى يحمل بها حقيبة مليئة بالمال أقترب من أخيها وأخذ يرميها بوجهه قائلاً بحزن:
- دى الفلوس اللى بعت أخوك علشان واللى حاولت تقتل عياله..خدها كلها ولو لسه عايز بقية فلوسي خدها..
فرت دمعه متعلقة من جفنه ليكمل بقهر حديثه:
بس قبل دا كله تقدر تمحي من ذاكرتي كل ليلة حزنت فيها تقدر بالفلوس دى ترجع بنتي لحياتها الطبيعية  
الفلوس اللى كنت هتموت عليها أحنا اللى بنعملها مش هى..وبعدين أنا مكلتش حقكم وورثكم محفوظ من زمان ومتقسم على كل واحد فينا..
أنهى حديثه وهو يعطيه ملف به ميراثه ثم أقترب من شقيقه الأصغر وأعطى الملف الأخر له، فنظر "أحمد" إليه ثم قال مندهشاً: ايه دا ياعامر .
عامر: دا حقكم فى كل حاجة وكمان أنا كتبت حسابكم من الشركة علشان ميجيش حد منكم يطالب بحقه بعد كدا مني او انه يتهمني بالسرقة .
أحمد: بس أنا مش عايز حاجة ياعامر هو من أمتى مابنا الكلام ده.
عامر: كل حاجة أتغيرت ومابقتش زى الأول ومن النهاردة كل واحد فيكم حر فى نفسه أنا خلاص أستكفيت من مشاكلكم لان اللى بيدفع التمن فى الأخر ولادي وأنا مش مستعد أخسر حد منهم علشان واحد ملهوش لازمة.
أخفض "خالد" رأسه ينظر إلى أسفل قدميه وقال بنبرة حزينة: أنا آسف ياعامر على كل اللى عملته معاك بجد الفلوس كانت عامية قلبي لكن أنا ماليش غيركم ياخويا ومن غيرك أموت.
تحدث "عامر" ببرود: أسفك عمره ما هيرجع اللى فات ولا هيصلح اللى أتكسر أصلها مش كوباية كسرتها وجاى تقولى أسف لا دا الموضوع أكبر من كدا دى حياة بنأدم .
تقدم بخطواته نحو زوجته "نازلى"التى تبكى فى صمت تام ليربت على يديها بألم ليحتويها بذراعيها ثم همس بتعب قائلاً: 
-خلينا نطلع يانازلى لأن خلاص ما بقتش قادر أقف.
ثم استدار بجسده للخلف مشيراً لابنه فقال بأمر:
- أنيس أطلع أطمن على أختك ومتسبهاش ولو فاقت ناديلي فوراً.
أجابها "أنيس" بأحترام قائلاً: حاضر يابابا متقلقش عليها أنا هكون جنبها لحد ما تفوق ومش هسيبها بس أطلع أرتاحلك شوية.
  ***********************************
فى مكان أخر ركن "عمران" سيارته فى الجراج ثم أتجه إلى داخل القصر، وولج  لغرفة الجلوس ليجد أبنه يجلس بجانب شقيقته وأولادها الصغار، قفز "سفيان" من مكانه راكضاً نحو أبيه الذى رفع جسده إليه ليضمه بكل حب فأتاه صوت الصغير قائلاً بعبوس:
- بابي كنت فين أنا أمبارح بليل صحيت وملقتكش نايم جنبي.
- كان عندي شغل ياحبيبي وبعدين مروحتش المدرسة ليه ياأستاذ سفيان.
تحدثت "هدى" قائلة بأبتسامة: - ابنك خد عدم وجودك حجة ومرضيش يروح المدرسة النهاردة.
نظر إليه "عمران" ليقول بعتاب: - ينفع كدا مش أحنا قولنا لازم نبقى شطار ونهتم بالمدرسة والمذاكرة.
سفيان: مجتش من يوم يعنى يابابي وبعدين أنا حابب أقعد العب مع بنات عمتو.
أنزله من حضنه وهو يقول: ماشى ياسيدي بس ماتتعودش على كدا....أبتعد عنه وأقترب من والدته ليقبل يديها بخفة ثم رفع رأسه ونظر إليها بأبتسامة هادئة، وقال:- صباح الخير ياست الكل.
ربتت على كتفه ثم قالت بحنان: - صباح النور ياحبيبي 
شكلك تعبان من الشغل.
عمران: جدا يا أمي أمبارح كان يوم صعب عليا بس الحمدلله عدى على خير .
الأم: طب الحمدلله، تحب أخليهم يحضرولك حاجة تفطر بيها.
تحدث "عمران" بإرهاق قائلاً:
- صحيح أنا جعان بس محتاج للنوم أكتر لأن حاسس أن جسمي شوية كدا وهينهار ف  هقوم أطلع أنام ساعتين أرتاح فيهم وبعد ما أصحى أبقى أشوف حكاية الأكل.
أردفت والدته بهدوء قائلة: - خلاص ياحبيبي زى ما أنت عاوز .
التفت برأسه يميناً ويساراً ثم تسأل: - أومال فين روفيدة.
أجابته "هدى" قائلة:- راحت الجامعة من بدرى.
تنهد الأخر بهدوء:- معجزة أنها معملتش زى الأستاذ ده ما أنا عارف عقلها صغير.
ضحكت "هدى" بخفة ثم قالت:- ماهى فعلاً مكنتش عايزة تروح وتقعد تقضى اليوم مع العيال لولا ماما زعقت ليها.
أبتسم "عمران" ليقول بمرح:- مش بقولكم عقلها عقل طفلة..  على العموم أنا طالع أنام سلام.
بعد مرور ساعتين أستفاق على أثر طرقات الباب المزعجة، فنزع الغطاء من عليه وقام من على الفراش بخمول ثم أتجه نحو الباب وفتحه للطارق ليجد شقيقته "هدى" تقول بضيق:- رامى مستنيك تحت ياريت تنزله وتشوفه عايز ايه وبعدها تمشيه.
ضيق جفن عيناه قليلاً ثم قال بهدوء:
- وأنتى بقا عايزانى أطرد الراجل من بيتي لمجرد مشكلة حصلت ما بينكم.
تحدثت مجدداً قائلة بعدم أستيعاب:
- اه وياريت تقوله مش عايزين نشوف وشك هنا تانى مفهوم.
نظر إليها بحده ثم قال بحذر: - هدى خلى بالك من كلامك دا بيكون جوزك وأبو عيالك ومينفعش كلامك دا يتقال فاهمة ياهانم.
أردفت "هدى" بعيون دامعة قائلة:
- أنت بتيجي على أختك علشانه مع أن هو اللى غلطان فى حقي مش أنا.
لانت معالم وجهه ليقول بهدوء:
- أنا مش باجي عليكى ولو هو فعلاً غلطان هجبلك حقك بس بردو مينفعش لما يكون فى بيتنا نعمله وحش أو نطرده فى الأول والأخر هو بيكون أبو بناتك صح يبقى مينفعش أوجه له أى أساءة فى حقه علشان خاطر البنات، وبعدين الأمور متتحلش بطريقتك دى لازم تحكمى عقلك وتوازى بين الأمور ...وأوعدك أن أنا ياستي هجبلك حقك وهخليه كمان يبوس رأسك وايدك ويعتذر بس كله بالهدوء والعقل تمام.
أومأت رأسها بنعم، ليكمل حديثه قائلاً:
- اسبقيني على تحت وأنا جاي وراكي ياهدهد وبلاش تعملي مشاكل ولسانك يفضل جوا بوقك بلاش فضايح مش هكرر كلامي تاني .
هدى: حاضر.
بعد مرور بضع دقائق هبط "عمران" إلى أسفل وتقدم بخطوات ثابتة نحو مكتبه ثم دخل وأغلق الباب خلفه أقترب من مقعده وجلس عليه مقابل زوج شقيقته، أستند بيديه على المكتب وهو يقول بهدوء:
- طمنى عملت اللى قولتلك عليه.
مد "رامى" يديه بملف فأخذه الأخر منه ليتفحصه بدقة
فأتاه صوت الأخر يقول:
- اه و قدرت أوصل لواحد أسمه عزوز وده بيكون الدراع اليمين لرائف هنا فى البلد وهو اللى بيقوم بكل التحركات اللى بيؤمره بيها سوء من خطف أو قتل أو سرقة أو تهريب مخدرات كل حاجة ممكن تتخيلها هو بيعملها .
رفع "عمران" رأسه نحوه ليقول بتسأل:
- عرفت مكانه ولا لسه أنا مش عايز أى أستهتار فى القضية دى أحنا مش بنلعب مع شوية عيال بيبيعوا مخدرات فى الشوارع وخلاص لا أحنا دلوقتى بنتعامل من منظمة كبيرة  ورائف هو الرأس هناك.
تحدث "رامى" بجدية قائلاً:
- متقلقش أنا ورجالتي وصلنا للزفت عزوز وحبسناه فى مكان محدش يعرفه لأن لو وديته السجن الخونة هيقدروا يهربوه .
تنفس الأخر بأرتياح وهو يغلق الملف بعد ما حصل على تلك المعلومات التى كان يبحث عنها ليقول بغموض: 
- وأخيراً هنقدر نمسك الحيوان رائف بكل سهولة هو فاكر نفسه باللى عمله أنه هينجوا شكله ميعرفش هو بيلعب مع مين...والله  لأخلص عليه بأيدي وأخد حقها وحق كل اللى أذاهم.
نظر إليه "رامى" بعدم فهم ليقول:
- هى مين دى اللى هتاخد حقها منه.
أجابه "عمران" وهو يتذكر هيئة "فيروزة" التى ألمته فقال بحزن : - أنسانة غالية عليا ولازم أجيب حقها من الحقير رائف هخليه يتمنى الموت وميطلهوش هعذبه زى ما عذبها وبعدها هبقى أنهى روحه بس لما أفش غليلي منه الأول.
    **********************************
فى الجامعة وتحديداً كلية الهندسة وأمام مدرج (٣) كانت تجلس  "روفيدة" على السلالم تشرح إحدى المسائل المستصعبة ل "لارين" و "سهر" الذين كانوا ينصتون إليها بشدة، أنهت حديثها بأغلاق تلك الملزمة،د ثم قالت:
- فهمتوا حاجة ولا أرجع أعيدها من تانى.
نظرت إليها "سهر" قائلة بذهول: 
- لا دا كدا تمام أوى، مكنتش أعرف أنك بالشطارة دى ياروفيدة بجد أبهرتيني.
تحدثت "لارين" بأبتسامة هادئة فقالت: 
- ماشاءالله عليكي يافوفة جايبة الشطاردة دى كلها منين شكلك كدا بتاخدى كورسات برا.
ضحكت "روفيدة" بخفة وهى تجمع شعرها على جانب ثم قالت ببعض من الغرور وهى تشير بأصبعها عن نفسها:
- جيبها من العبد لله وبعدين ياست لارين هو فى أصلا كورسات للمواد بتاعتنا دى ده لولا شرح الدكتور كنا اتسوحنا.
ظهرت أبتسامة واسعة على ثغر "سهر" لتقول بمرح:
- أنا كدا خلاص ضمنت أني هنجح السنادى وبتقدير كمان .
قطبت "لارين" حاجبيها قائلة:
- وايه اللى خلاكي ضامة نجاحك بتقدير للدرجاتي.
أقتربت "سهر" من "روفيدة" وهى تضع ذراعيها على كتفها لتقول: - مش أحنا معانا روفيدة يبقى خلاص اطمني أننا هننجح أنتى مش شايفة شطارتها وذكائها يابنتي.
نظرت إليها "روفيدة" بطرف عينيها ثم قالت بهدوء:
- ياخوفي يافواز ياخويا من ثقتك الزايدة دى لأحسن نسقط كلنا.
أردفت "سهر" بكل ثقة ووقار:- الثقة فى الله نجاح.
بعد ثوانٍ أقترب منهما صديقاتهم إحدهم تدعى "ياسمين" والأخرى تدعى "هند" كانتا يرتديان ملابس خادشة لا تليق بفتاة جامعية، همست "سهر" بأذن "روفيدة" قائلة بضيق: 
- استغفرالله هما ايه اللى حدفهم علينا الساعة دى هى ناقصة تناحتهم.
أجابتها "روفيدة" بهدوء:- بالله عليك لتسكتي لأحسن يسمعوكى.
مدت "هند" يديها لتلقى السلام عليهن ثم دنت من "روفيدة" وهى تقول بأبتسامة مصطنعه:
- ايه الشياكة والأناقة دى يافوفة دول شباب وبنات الجامعة معندهمش كلام غير على لبسك الحلو والقيم.
رددت عليها "روفيدة" بكل هدوء :
- وليه يتكلموا على لابسي أنا على فكرة اللبس بتاعي شكله عادى جدا وكمان مناسب للكلية ف مش محتاج كل الهيصه اللى بتقولي عنها .
رمقتها الأخرى من مقدمة رأسها إلى أسفل قدميها ثم قالت بغيرة :- الصراحة هو يستاهل أن يتعمل عليه ضجة لأن شكله غالي أوى ومخلى ليكى قيمة.
تحدثت هذة المرة "سهر" وقالت بضيق:
- والله ياهند روفيدة هى اللى محليه اللبس وبعدين أنتى مركزة أوى مع لبسها ليه !.
صمتت دون أن تجيبها ، فتحدثت صديقتهم الثانية "ياسمين" وتسألت بكل سماجة:
- وياترى بقا أنتى بتجيبي هدومك منين ومين اللى بيدفعلك أصل اللى أعرفه أن باباكى ميت مش كدا.
نظرت إليها "روفيدة" لتجيبها بضيق من حديثها:
- صحيح أن بابا ميت بس ربنا عوضني بأحسن أخ فى الدنيا وهو اللى بيصرف عليا ومش مخليني محتاجة أى حاجة وبعدين أحنا مش فقراء للدرجاتي أحنا الحمدلله ربنا كرمنا من وسعه .
تحدثت "ياسمين" بأستهزاء: - ومدام أنتو مرتاحين أوى كدا ليه بتدرسى فى جامعة حكومية.
أجابتها "سهر" قائلة بحده: - والله دى حاجة متخصكيش وبعدين ياأستاذة مش شرط أن كل اللى معاه فلوس وغني يدخل جامعات خاصة وده كمان لأن الجامعات الحكومية أوقات كتير بتبقى أفضل مليون مرة من الخاصة .
تحدثت "هند" بتوتر: - خلاص يابنات أهدوا كدا أحنا مش جايين نتخانق.
التفتت إليها "لارين" وقالت بمزيج من السخرية:
- والله أحنا اللى هاديين لكن معرفش أنتو اللى مالكم عمالين تفركوا حوالينا ليه.
بهت وجههم، فأرتسمت شبه أبتسامة على خد "روفيدة" لتقول بهدوء وهى تلمم أغراضها:
- أنا هدخل أحضر محاضراتي يابنات هتيجوا معايا ولا ايه ظروفكم.
سحبت "لارين" "سهر" من معصهما قائلة: 
- أستنى هنيجي نحضر معاكى.










(الفصل السادس عشر )
فى المساء 
أستيقظت "فيروزة" من نومتها ولكنها مازالت ترقد على الفراش تنظر إلى السقف بشرود، فبدأت تلك المشاهد تتزاحم فى عقلها واحدة تلو الأخرى، لتنهمر عينياها بالدموع وهى تتذكر كل ماحدث ورجائها  "لرائف" أن يتركها وشأنها.
فلاش باك.......
عندما قام بإخراج مسدس من سترته ورفعه فى وجهها قائلاً: اتشهدي على روحك يافيروزة جه الوقت اللى أنتقم فيه من عامر وأخد حق أخويا اللى قتله.
نظرت إليها بخوف فقالت بتوتر: رائف لو سمحت سيب المسدس وفكك من الجنان ده مش هتستفيد حاجة من قتلي.
- لا هستفيد وجامد أوى أنتي أصلك متعرفيش حاجة.
أقترب منها أكثر ليضعه على مقدمة رأسها فنظرت إليه برجاء وبعيون دامعة لتقول بصوت مهزوز: بس أنا حامل يارائف معقولة هتقتل أبنك وأمه.
أتسع جفن عيناه بصدمة فقد كان وقوع هذا الخبر أثر كبير على مسمعه.
أبتعد قليلاً وهو ينظر إليها بصدمة ألجمته ثم قال:
- أنتى قولتى ايه...حامل أزاى.
تحدثت "فيروزة" ببكاء: هو ايه اللى أزاى مش أنا مراتك فطبيعي يحصل حمل.
رائف: مين قال أنك مراتي، أنا فى اليوم اللى أتجوزتك فيه طلقتك فى وقتها وخليتك تمضي بكل بساطة على الورق من غير ماتخدى بالك، أصل أنا ميشرفنيش أناسب حد زي أبوكى.
- يعنى أنت كنت بتقرب مني فى الحرام، أنت ايه يأخى معندكش لا رحمة ولا دين، ربنا ينتقم منك يارائف.

نظر إليها بضيق قائلاً: ماخلاص ياست الشيخة هتعملي فيها الخضرا الشريفة، دا كفاية أوى أنك بنت قتال قتلة.

فيروزة: - أفهم بقا مية مرة اقولك أني مش بنته ليه مابتفهمش، يعنى أنتقامك منه فيا ملهوش لازمة، أنا مش فارقة معاه ولا مع حد يعنى لو قتلتني دلوقتي محدش هيزعل عليا، ف سبني فى حالي لو مش علشان خاطري علشان خاطر أبنك اللى فى بطني ايه ذنبه أنك تقتله هو كمان....حرام عليك يارائف بجد حرام اللى انت عملته فيا أنا مستحقش منكم كدا.
بينما هو أردف بجدية قائلاً: - وأنا مش عايز الطفل دا لان هو أصلا جاي عن طريق زنا، وانتقامي منه هيفرق كتير أصلك متعرفيش هو هيتوجع قد ايه لما يشوف بنته اللى من لحمه ودمه واللى كان فاكرها ميتة مدمرة قدام عينه أو بالأصح هيعيش نفس التجربة والشعور اللى مر بيه مرة لما أفتكر أنها ماتت وهى صغيرة ومرة لما يشوفها ميته قدامه وهى كبيرة.
القت نظرها إليه بعدم استيعاب قائلة:
- أنا مش فاهمة أنت تقصد ايه بكلامك دا.
رائف ببرود: أنك أنتى هى نفسها كارما، يعنى يافيروزة أنتى بتكونى بنت عامر..........
باك..
ظلّت تبكي بأنهيار وصوت شهقاتها يعلو، استفاق "أنيس" الذى كان غافلاً على الكرسى بجانبها على أثر ذلك، أقترب منها محاوطها بيديه قائلاً:- فيروزة أهدى ياحبيبتي مفيش حاجة أنا جانبك أهدى.
أبتعدت عنه ونهضت من مكانها بأرهاق وهى تنظر حولها بخوف وفزع، وكانت تلك الأحداث التى حصلت معاها تؤلمها بشدة، فأخذت تردد بخوف وعدم أستيعاب أين توجد: - أنا فييين.....أنتو عملتوا فيا ايه...رائف أبعد عنى أرجوك .
حاوطها "أنيس" مرة أخرى: 
- متخافيش أنتى هنا فى بيت بابا ياحبيبتي ومحدش هيقدر يأذيكى تانى.
بينما هى وضعت يديها عن أذنيها محاولة عدم سماع تلك الأصوات التى تنبعث من داخلها، فصرخت بقوة:
- بس بس أسكتوا مش عايزة أفتكر أى حاجة، التفتت لأخيها قائلة بهستيرية وهى تبكي وتخبط على رأسها:
- أنيس خليهم يبطلوا أنا دماغي بتوجعني مش قادرة أستحمل مش قادرة حاسه أني هموت من كتر الوجع.

أمسك يديها ثم تحدث بشفقة وحزن عليها:
- كفاية يافيروزة كدا هتأذى نفسك فأهدى .
فى تلك اللحظة أتى "عامر" و"نازلي" ليندهشوا مما رأوا فتقدم أبيها منها وهو يقول بقلق:
- فيكي ايه ياحبيبتي أهدى ومتخافيش أنا هنا معاكي ومش هسيبك ابدا ياقلب أبوكي...
حاول أن يلمسها لكنها أنكمشت فى حضن أخيها وهى تقول ببكاء ينفطر له القلب : أبعد عني وإياك تقرب مني أنت مش أبويا...تعرف أنا بكرهك...بكرهك أوى لأن أنت السبب فى كل اللى حصلي وعمري ما هسامحك..

تصنم "عامر" بمكانه وهو يشعر بأنه قلبه يحترق ألماً، فرت دمعة هاربة من عيناه ليقول بحزن: بنتي أنا.....لكنها قاطعت حديثه وهى تصرخ:
- أنا مش بنتك مش بنتك أفهم بقى، وياريت تطلع  من هنا لان مش حابة وجودك ولا عايزة اشوفك نهائياً لأن انت بالنسبالي ميت.
اقتربت "نازلي" منها وهى تضمها إلى أحضانها فاستجابت "فيروزة" إليها فوراً، فقالت بحزن وبكى:
- بنوتي الجميلة كفاية عياط وانا هعملك كل اللى انتى عوزاه بس علشان خاطر ماما أهدى وارتاحي لأنك لسه تعبانه.
هزت رأسها بالإيجاب وهى تدفن رأسها فى حضنها أكثر، وقالت بتعب وأرهاق:
- ماما خليه يخرج من هنا أنا مش متحمله وجوده معايا.
نظرت "نازلي" إلى زوجها بأسف، فكان يهز رأسه برفض لا يريد أن يترك ابنته فى هذة الحالة، فاقترب "أنيس" ليربت على كتفه قائلاً بأسى وحزن:
- بابا علشان خاطري تعالى نطلع برا وسيبها لحد ما ترتاح لأن وجودك هنا هيأثر عليها بالسلب.
تحدث "عامر" بدموع: اسيب بنتي ازاى دى بقت تكرهني ياأنيس قولى هقدر أزاى ارجعها زى الأول، أنا دمرت بنتي بأيدي أنت فاهم انا بقول ايه أنا دمرتها ودمرت نفسي معاها.
- هى مش واعية هى بتقول ايه، فيروزة عمرها ماهتكرهك لأنها أكتر واحدة فينا متعلقة بيك، هو بس اللى حصلها كان صدمة كبيرة ليها واحنا لازم نقف جنبها لحد ماتتخطى دا ونستحمل اي ردت فعل منها.
القى "عامر" أخر نظرة إليها ثم غادر الغرفة، جلست "نازلي" بها على الفراش فضمتها "فيروزة" أكثر وقالت وهى على وشك النوم: ماما ممكن ماتسبنيش لوحدي علشان انا خايفة.
مسحت على شعرها وهى تقول بحزن:
- نامي ياحبيبتي ومتخافيش وأطمني أنا عمري ماهسيبك.

بعد مرور ساعتين
كان يجلس فى شرفة  غرفته حزيناً يضع رأسه بين يديه، ولج إليه أخيه "أحمد" ليضع يديه على ظهره مربتاً عليه قائلاً: - لعله خير ياعامر كله هيعدي وبنتك هترجع أحسن من الأول إن شاء الله. 
رفع رأسه لينظر إليه قائلاً بحزن:- هتعدي ازاى وبنتي خلاص ادمرت تعرف لما شوفتها وهدومها غرقانه دم حسيت أني ضهري اتكسر حسيت احساس وحش اوي حسيت بضعف ونار بتولع جوايا، اللى شوفته مكنش هين على أى راجل يلاقي بنته بالمنظر دا.
صمت قليلاً ثم أردف بصوت متحشرج بأثر الدموع:
- اللى واجعني أكتر أن أنا ظلمتها طول السنين اللى فاتت أنا كنت ببعدها عني وحتى ولا مرة عملت ليه حاجة تفرحها ودايما كنت بجرحها بكلامي، أفتكر يوم لما "لارين" كان تعبانه وفى المستشفى جت فيروزة وقتها تحضني وتهون عليا لكن أنا قسيت عليها بكلامي وجرحتها لما قولتلها بنتي الوحيدة بين الحياة والموت ساعتها لمحت نظرة فى عينيها عمري ماهقدر انساها نظرة كلها ألم وحزن وخذلان من الراجل اللى اعتبرته أبوها لكن هو كان بيعملها بجفا، وفى اليوم اللى حصلت فيه الحادثة كانت الصبح عندي وقالتلي بابا انا خايفة متخلنيش أرجع لرائف لكني أصريت عليها وخلتها تمشى...
أخذت الدموع تتساقط من عيناه ليكمل بقهر:
- أنا اسوء أب فى الدنيا مفيش أب يعمل فى بنته كدا ولا يوديها للموت برجليها، أنا موجوع اوي ياأحمد ومش قادر اتخطى اللى حصل، تعرف أنا نفسي أخدها فى حضني واقولها حقك عليا ياقلب أبوكي والله حقك عليا متزعليش بس مش عارف اقربلها واخدها فى حضني وأشبع منها .
التمعت عين "أحمد" بحزن على ما أصاب أخيه فقام باحتضانه فأخذ "عامر" يبكي أكثر ليهتز جسده من أثر تلك الشهقات، فقال الآخر :
- أول مرة اشوفك ضعيف بالشكل دا ياعامر طول عمرنا ياخويا بنستقوي بيك، عيزاك تفوق وترجع الجبل اللى عمره ماكانت تهتز له شعريه علشان تجيب حق بنتك، وأوعدك أني هكون اول واحد هيقف معاك زى ماتعودنا من واحنا صغيرين أننا ايد واحدة وهنفضل طول عمرنا سند لبعض.

بعد مرور خمس أيام كانت "فيروزة" لا تتحدث فيهم مع أحد من العائلة، لذا قررت أن تغادر هذا المكان الذى لم تعد تطيق أن تعيش فيه، وبعد منتصف الليل وخلد الكل إلى النوم تركت القصر خلفها دون أن تأخذ منه شيئاً وظلّت تسير فى تلك الشوارع الظالمة، فرأت كشك صغير على ناصية الشارع أقتربت منه وأخرجت من ملابسها ورقة ما، وقامت بالإتصال على ذاك الرقم المتواجد فى تلك الورقة، وبعد الانتهاء من المكالمة أعطت للرجل حسابه، بينما هى وقفت بعيداً قليلاً عن الكشك تحت تلك الشجرة، وبعد مرور نصف ساعة ركنة سيارة بجانبها لينزل منها شخص ما وهو يقترب منها قائلاً بقلق: فيروزة.
نظرت إليه بعيون ممتلئة بالدمع لتقول بصوت مهزوز:
- عمران ...فأرتمت بين ذراعيه وقالت باكية:
-انت ليه سبتني مش قولتلك ماتسبنيش ياعمران ليه خلتني معاهم ومشيت، أنا مكنتش عايزة حد معايا غيرك أنت.
أحتواها بقوة بين اضلعه ليقول بحنان:
- أنا أسف حقك عليا مش هسيبك ابداً مهما حصل ياقلب عمران.
فسمع صوتها الباكي الذى ألمه تقول:- مهما حصل ماتسبنيش أرجوك.
- اوعدك اني مش هتخلى عنك ولا هسيبك.
بعد خضون دقائق....
كانت تقف فى منتصف تلك الشقة الخاصة "بعمران" التى كان يأتي بها أحياناً فى أوقات العمل يستريح بها، وكانت هى تنظر حولها بتوهان فأقترب منها ممسكاً يديها قائلاً برفق:- تحبي تأكل ايه ياروزا علشان اعملهولك.
نظرت إليه بحزن قائلة بأرهاق: - مش عايزة أكل ممكن تعرفني فين الأوضة اللى هنام فيها لأن انا تعبانه ومش قادرة أقف.
أخذها من يديها ليدخلها غرفتها ثم قال وهو يشير على الدولاب:
- بصي دي ياستي أوضتي وهتلاقي فى الدولاب دا هدوم بتاعتي حاولي تخرجي منها حاجة تناسبك، يلا غيري هدومك الأول وبعدها اقعدي استريحي عقبال لما اعملك حاجة سريعة تاكليها قبل ما تنامي 
- بس أنا ماليش نفس ياعمران.
- مفيش الكلام دا هتاكلي يعني هتاكلي تمام يلا اعملي اللى قولتلك عليه.

بعد خروجه قامت بإخراج تيشيرت أسود وبنطلون بنفس اللون وارتدتهم، ثم جلست برفق على الفراش وهى تتفحص الغرفة بدقة، فوقع بصرها على صورة "عمران" الذى التقطت له مع ابنه الصغير "سفيان" فى عيد ميلاده، وفى هذا الاثناء ولج  إليه ليجدها شاردة فى تلك الصورة، فوضع  الصينية على طاولة صغيرة، ليقول بهدوء بعد ما علم ما يدور فى رأسها:
- دا أبني الوحيد سفيان، بعد تلك الجملة التفتت سريعاً لتقول بصدمة ألمتها: - ابنك! هو أنت متجوز.
جلس بجانبها وقال بهدوء: - اه أبني وكنت متجوز.
- يعنى ايه كنت متجوز.
عمران: انفصلت أنا وهى من كذا سنة وكان عمر سفيان كام شهر وهي محبتش تكمل ف العلاقة ومن وقتها كل واحد فينا راح لحاله وبقى مشغول فى حياته.
فيروزة: طب وابنك أنت بتشوفه يعنى هى بتخليك عادي تروح تقعد معاه وتقابله.
أبتسم بخفة ثم قال: أبني أصلا قاعد معايا من ساعة ماطلقنا لأن هى سابته ليا ولحد دلوقتي متعرفش حاجة عنه.
- ازاى هى فى أم تقدر تتخلى عن ولادها.
- اه فى عادي جدا، وبعدين يلا كفاية كلام وكلى ياهانم.
نظرت إليه بضيق وقالت:
- أنت هتاكلني بالعافية.
عمران: أه لأن اللى فى حالتك دي لازم نتعامل معاها كدا بالعافية عشان مش بتسمع الكلام.
بعد أن انتهت من الطعام تحدثت قائلة بأمتنان:
- شكرا ليك على كل حاجة عملتها علشاني وأنك مرفضتش ليا طلبي وقت ماحتاجتك.
ربت على يديه ليقول بحب:
- أنت بس اؤمريني ياست البنات وهتلاقيني بنفذلك كل طلباتك، أصلك متعرفيش أنتى ايه بالنسبالي، بس عندي سؤال ليه  سبتي البيت.
اردفت "فيروزة" بحزن: لأن كان لازم اعمل كدا من الأول أنا ماليش مكان فى بيت اللوء ياعمران وطول ما أنا هناك هفضل أفتكر كل حاجة حصلتلي وهفتكر أن باب..اقصد السيد عامر أن هو كان السبب في كل اللى حصلي وهو اللى وصلني لكدا.
عمران: بس اللواء عامر بيكون أبوكي الحقيقي  ودي عيلتك.

فيروزة بدموع: عارفة رائف الحيوان قبل مايأذيني قالي على كل حاجة ....عمران لو سمحت أنا مش قادرة اتكلم أرجوك ماتجبش سيرتهم تانى قدامي ولو وجودي هيديقك أنا همشي من هنا ومحدش هيعرفلي طريق.

عمران بأسف: خلاص أهدى أنا آسف  مش هجيب سيرتهم.
وضعت يديه على وجهه لتبكي بأنهيار:
- مش عارفة ليه أنا موجوعة منهم ومش قادرة اسامحهم أنا بجد تعبت...تعبت ومابقتش قادرة استحمل بتمني لو كنت مت زي ما أبني مات.
حاوطها بذراعيه محاولاً التخفيف عنها ولو قليلاً مرت دقائق معدودة وهى بأحضانه لتغفل بداخله بعد ما أفرغت ما بداخلها من طاقة، بينما هو قام بأرجاعها للخلف على الفراش وقام بدسها جيداً بالمفرش، ثم قبل رأسها وخرج من الغرفة بعد ما أغلق الأنوار.
فى الصباح  أستيقظ "عمران" على صوت صراخ قوي لينهض من مكانه فوجده يأتي من الغرفة التى تنام بها "فيروزة" فولج إليها ليجدها ضامة نفسها بخوف وجسدها يرتجف من أثر الصراخ، تحدث بخوف وهو يهزها برفق: -فيروزة سمعاني ممكن تهدي حصلك ايه بس.
هدأت قليلاً والتفتت تنظر حولها برهبة لتجد نفسها بجانب "عمران" فقالت بدموع:
- أنا شوفت رائف وكان هنا وبيحاول يضربني تاني أنا خايفة اوي ليجي ويقتلني. 
-متخافيش عمر الزباله دا مايقدر يوصلك وطول ما أنا عايش خليك عارفة ان محدش هيقدر يقرب منك فهماني .
اؤمات رأسها بالإيجاب فقام بلمس شعرها بحنان.
بعد مرور شهر ونصف تم القبض على "رائف" وهو يدخل بعض الممنوعات إلى البلد وحكم عليه بالمؤبد، ولكن قبل ذلك تلقن درساً قوياً من اللواء "عامر" والمقدم "عمران" لن ينساه ابدا فى حياته، بينما تلك العائلة كانت تعيش تعيسة بعد غياب "فيروزة القصر" ولا أحد يعلم أين هى،،
وكان "عمران" يفعل ما وسعه حتى يخرجها مما هى فيه، وهى قدرت تتخطى ما مرت به بوجوده معاها فى أصعب اوقاتها كانت دوماَ تحلم بتلك الأحلام المزعجة وتنهض ليلاً مفزعة بسببها فكان لها اماناً وسنداً، وفى يومٍ ما قرر يصارحها بمشاعره،،
كانت تقف منشغلة فى المطبخ تصنع بعض الحلويات التى يحبها "عمران" وفى أثناء ذلك،،
أتاها صوته العاشق لها ليسعد قلبها عندما سمعته يقول بكل حب:
- ظللّت أحلم بكِ وأتمنى ذلك اليوم الذى أنثر لكِ عطركِ المفضل على ثيابك المميز، تمنيت هذا اليوم الذى أعد لكِ فيه فطوراً شهياً كما تحبيه وأن أودعكِ بعدها بضمة قوية عند ذهابي إلى العمل...كنت دوماً أتمنى تلك اللحظة التى ستعشين بها معى فى بيتٍ واحد وأن استمع إلى تراتيل صوتك الناعمة ورنة خلخالك الراقصة على نغمات العشق، كنت أتلهف لتلك الدقائق التى أقضيها بصحبتك،،
لم تسعفني الكلمات يوماً أن أصف لكِ كم أحبك لكن يكفيني أن نبض قلبي إليكِ يصل،،
ف أنا لا أملك أسباباً ولا يجب أن يكون هناك أسباب من الأساس فالحب لا يعرف سبباً ف أنا أحبك هكذا دون سبب ..أحبك لأنك أنتِ،،
لقد أحببتك بشدة حتى أصبحتي دعوتي التى أدعوها بكثرة فى كل صلاة،،
أحببتك بأعين مغمضة دون أن أراكِ كل يوم، ف أنا أحبك ياأجمل نساء العالمين ياأجمل ما رأت عيني ف أنتى حورية من الجنة أتت لىّ حتى تنير أيامي،،
أحببتك بقلبٍ يرى فيكِ كل شئ فأصبحتي مدينتي المنورة التى أسكن بداخلها،،
أحببتك للحد الذى يجعل قلبي ينبض بعنف عند سماع نبرة صوتك العابرة، أحبك كل يوم وكأنني أحبك لأول مرة،،
فلن يغنيني عنك شيئاً ولن أستبدلك بأحد ف أنتِ بالنسبة لىّ الجميع،،
أحبك وكفى بحبك قدراً ونصيباً وفرحاً،،
نظرت إلى عيناه بعينيها الفيروزية الدامعة فرأته ينظر لها مبتسماً ليحتويها بتلك العيون العاشقة فشعرت هى بسعادة حقيقية لأول مرة تشعر بها، فقد لمس حديثه شغاف قلبها ..
الحب الذى تغسله العيون بدموعها يظل طاهراً وجميلاً وخالداً..
تركت ما بيدها لتركض نحوه وضمته بقوة وهى تبكي قائلة:- عمران اللى انا سمعته دا بجد.
- طبعا ياقلب عمران أنتى حب عمري وحياتي.
رفعت رأسها ورمقته بنظرات ساحرة لتقول بخفوت وصل لمسمعه:- وأنا قلبي نبض ليك من اول مرة شوفتك فيها ودلوقتى بقيت حبيبي وروحي اللى مقدرش أبعد عنها.
فأبتسم ثغره بسعادة غامرة لا يشعر بمثلها فقط فى حياته، لينتهي المشهد وهو يدور بها بحب شديد.




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close