أخر الاخبار

رواية ذاكرة القلب الفصل الرابع عشر 15بقلم رانيا البحراوي

 


رواية ذاكرة القلب 

الفصل الرابع عشر 14

بقلم رانيا البحراوي



بعد أن كانت تخفي آسيا وجهها بيدها منحنية الرأس لا تستطيع مواجهته وكيف ستواجهه وهي اضاعت ابنتهما ولم تستطع الحفاظ عليها.


كانت تستمع إليه إلى أن بدأ يخبرها انه لن يهدأ قبل أن يعيد إليها ابنتها لترفع رأسها وتقول :ابنتنا.


تفاجئ عادل برؤيتها ورغم أنه اليوم الذي كان يحلم به

الا ان الحزن أصابه بقدر السعادة التي كان ينتظرها

حين يضم ابنته لحضنه.


آسيا :ليتني لم أهرب بها وتركتها لك كنت ستحافظ عليها، اعيد لي ابنتي ومن ثم احتفظ بها لن ألومك ولن اغضب اذا منعتني من رؤيتها، أعيد ابنتي وخذها ورعاها لن أطلب منك ان تعيدها لحضني يكفيني أن اراها من بعيد أو لا أراها ولكن اعلم انها آمنة معك.


عادل :لا تلومي نفسك ابنتنا ستعود وستضميها لحضنك.


تركها عادل وبدأ يبحث بكل مكان وجهز دوريات بكل شارع من شوارع القرية وانضم اليه جيران آسيا ممن يحبون مودة وإسلام ووالده اخذوا آسيا بسيارتهم وبدأوا يتجولوا بحثا عنها.


قبل أن تغرب الشمس إستطاع عادل ان يعلم بمكان الطفلة وذهب لكي يجدها واخبر إسلام بالمكان. 


ذهب اسلام مسرعا بالسيارة ووصل بنفس الوقت الذي وصل فيه عادل بينما تنزل آسيا من السيارة سقطت بالأرض والتوى قدمها، تقدم نحو الطفلة كل من عادل وإسلام والغريب ان كلاهما فتح ذراعيه ولكن الطفلة اسرعت نحو اسلام.


عانقها إسلام وبدأ يطمئن عليها هل اصابها جروح بيدها أو قدمها بينما عاد عادل للخلف كي يساعد آسيا في النهوض من الأرض.


آسيا بسعادة :شكرا الفضل لك بعد ربنا لأنني ساستطيع رؤية ابنتي مرة ثانية.


سندها عادل حتى وصلت لأبنتها وضمتها وظلت تبكي والبنت في حالة فزع من بكاء آسيا.


آسيا لأبنتها:انظري من جاء.

مودة :الباشا.

آسيا :لا أنه بابا، جاء ليبحث عنكِ وهو من عثر عليكِ.

مودة :بابا! أنت بابا.


عادل ببكاء:نعم أنا بابا وضمها لحضنه وظل يبكي وهو يعانقها ثم تحدث بالاسلكي وشكر جميع رجال الشرطة واخبرهم انه وجد ابنته وامرهم بالذهاب للراحة.


اسلام يقف متفاجئ تملكه الحزن وكأنه فقد شخص عزيز عليه، حزين وهو يرى مودة بين ذراعي ابيها

وآسيا تقف بجانبه مكونين صورة عائلة متكاملة ليس لاسلام مكان بهذه الصورة.


آسيا لاسلام :لا اعلم كيف اشكرك.

اسلام :لا تشكريني ولا تقفي كثيرا بعد اصابة قدمك حتى لاتسوء حالتها أكثر من ذلك.


عادل يراقب حديثهما ولا يعلم لاي مدى وصلت علاقتهما هل هو خطيبها ام يقربها او مجرد صاحب عملها لا يفهم عادل شيئا ويشعر بالحرج لا يستطيع سؤالها عن شئ.


طلبت مودة ان يتركها عادل كي يحملها اسلام فتركها عادل وذهبت مسرعة إلى اسلام تطلب منه أن يعيدها إلى المنزل.


آسيا :انتظري مودة، وقفت آسيا تنظر لعادل وقالت :كلامي وقت غياب مودة لم يكن مجرد كلام تستطيع الاحتفاظ بمودة بعد أن اثبتت الايام انني غير جديرة بالحفاظ عليها.


عادل :لا اخطط لتفريقك عن مودة، سأعيدكما كي تستريحن ثم نتحدث لاحقا.


شكرته آسيا واخبرته انها لن تتعبه وستعود مع اسلام لانهما ذاهبين إلى نفس المكان.


رأى عادل انها رغبة مودة ايضا تريد أن تعود مع اسلام.


وقف عادل يفكر ثم تركهما يذهبا لم يستطع منعهما لانه يظن أن اسلام خطيبها.


إسلام كان سعيد جدا لانهن سيذهبن معه كان يحمل مودة وفتح الباب لاسيا ومد إليها يده كي تتكئ عليها وتستطيع دخول السيارة، جلست آسيا بالسيارة ثم وضع اسلام مودة بجانبها وأغلق الباب.


عادل يراقبهم ولم يسعه سوى الذهاب خلفهم حتى يطمئن عليهم وطلب من امناء الشرطة اخذ خاطفي مودة على القسم. 


بالسيارة

والد إسلام :ماهذه المفاجأة، أهذا زوجك الذي كنتِ تفرين منه.

اسلام :طليقها.


والد اسلام :نعم طليقك الذي كنت تخشين على ابنتك منه، يبدو طيب القلب.


آسيا :لن انكر طيبة قلبه ولكن خوفي إلى ابنتي لم يجعلني افكر في شئ سوى الهرب كي لاتبعتد عني.


غير الغضب الذي كان فيه حوله لشخص آخر غير الذي تراه الآن لمجرد انني لم اشتكي على اخي.


اسلام :هل سيعيدكم إلى القاهرة؟

آسيا :هو لايملك السلطة لاعادتنا، انا لن أعود إلى القاهرة مرة أخرى لاعيش بين صراعاته هو وأخي.


والد اسلام :الا ترى انه يعمل هنا الان كيف سيطلب منهم العودة إلى القاهرة؟


 وصلا إلى المطعم ولحق بهم عادل وأمام المطعم طلب عادل من آسيا التحدث على انفراد.


اسلام :اجلسوا على إحدى الطاولات لا تدعها تقف على قدميها كثيرا.


عادل :لا لن نتحدث هنا، من فضلك اركبي معي كي نذهب إلى مكان آخر.


شعرت آسيا انها غير جاهزة للتحدث الآن فقد بكت طوال اليوم وتشعر بالارهاق الشديد.


آسيا :هل يمكننا التحدث لاحقا، لا اريد الذهاب إلى أي مكان.


عادل :كما تشائين رقم هاتفي كما هو اخبريني حين تريدين التحدث.


اسلام :هيا كي اخذك لتستريحي.

آسيا :لا تنشغل بي اذهب وساعد والدك.


اخذت آسيا مودة ودخلت غرفتها لكي تستريح، عانقت مودة وظلت تتساقط الدموع من عينيها وهي تراقب الطفلة نائمة ولكن يبدو عليها الخوف كانت ترتب على ظهر مودة كي تطمئنها وهي من داخلها ترتجف وتحتاج لمن يطمئنها.


لم تستطع آسيا النوم بسبب ألم قدمها اتصلت بإسلام كي يأخذ مودة وتستطيع الذهاب إلى المستشفى.


اخذ اسلام مودة وتركها مع والدته ونزل مسرعا كي يأخذ آسيا إلى المستشفى.


بالطريق ظل اسلام صامتا على غير عادته لا يمزح أو يتحدث كان هادئا، هدوء يتغلب عليه الحزن.


آسيا :مابك؟

اسلام :أنا بخير.


آسيا :لماذا صامت هكذا.

اسلام :اخبرتك انني بخير.


آسيا :يبدو أن الحاجة ضربتك اليوم.

اسلام :كيف تستطيعين المزاح بعد كل ماحدث؟

آسيا :والله انا لا استطيع المزاح ولا حتى الكلام ولكن اريد التخفيف عنك لان هذه المرة الأولى التي اراك بها هكذا.


قام اسلام بصف السيارة جانبا وقال :تريدين معرفة مابي؟ سأخبرك ولكن تذكري انكِ من اردتي ذلك.


اسلام :نعم أنا حزين واشعر بخوف شديد لا استطيع وصفه والحزن يتملكني من رأسي لقدمي هل تريدين معرفة السبب؟ سأخبرك السبب هو أنتِ.


آسيا :أنا! ماذا فعلت؟

اسلام :انتِ بجانبي منذ ثلاث سنوات، منذ فترة طويلة وانا اشعر بانني معجب بكِ وكل يوم اريد اخبارك بمشاعري ولكنني اتراجع في اليوم مائة مرة لكي لا اخسرك ولكنني نادم اليوم ألف مرة لانني لم اخبرك من قبل أخشى أن يأتي هو ويأخذك انتِ ومودة بعد أن ملأتم كل حياتي لا استطيع قضاء يوم واحد من دونكم فماذا افعل ان اخذكم مني؟ نظر إليها اسلام ينتظر منها اجابة.


آسيا :أريد العودة إلى المنزل.

اسلام :هل هذه هي اجابتك؟


تشعر آسيا بالامتنان كثيرا لاسلام وعائلته ولذلك لا تستطيع جرحه بينما هو يعترف لها بحبه هكذا هي تراه اخا عزيزا لا أكثر من ذلك ولكن كيف تفعل وقد منحها هو وعائلته الأمان الذي كانت تبحث عنه ولم تجده بمنزلها وكيف تحزنه وهو لم يفعل شيئا معها الا منحها السعادة هي وابنتها.


لم يستمع واخذها إلى المستشفى.


تم فحص قدمها بالأشعة وطلب الطبيب منهم الانتظار بالخارج حتى ظهور نتيجة الأشعة..


اسلام :أريد أن أسألك شيئا لو طلب منكِ والد مودة العودة هل تعودين إليه؟

يتبع 

                     الفصل الخامس عشر من هنا 

لقراءة باقي الفصول من هنا 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close