أخر الاخبار

رواية لقد عادت من اجل الانتقام الفصل الخامس والثلاثون 35بقلم جوهرة الجنة

         

رواية لقد عادت من اجل الانتقام 

الفصل الخامس والثلاثون 35

بقلم جوهرة الجنة



استدار رعد ببطء ثم نظر لها ببرود و قال: لماذا لحقت بي... ألم تقولي أنك لا تحبيني إذن لما أتيت خلفي... أنا شخص غريب عليك و أنت الآن أصبحت غريبة عني و لا رابط بيننا بعد الآن... غادري الآن... عودي لقصرك. 


كاد رعد أن يتجه للكوخ و لكنه توقف عندما سمع وعد تقول: أقسم لك أنني أردت إخبارك بكل شيء لكن...


رعد بانفعال :لكن ماذا ها لكن ماذا.. و حتى لو أخبرتني ما الفائدة في جميع الحالات أنت لا تربطك أية علاقة بي و لست مجبرة على إخباري بشيء.


وعد بصراخ :يكفي عتاب... لقد تعبت... طفلتك تعبت... طفلتك تحملت كل شيء لكن لن تستطيع تحمل إبتعادك عنها. 


نظر لها رعد بدقة و لأول مرة يرى طفلته التي رباها. رأى نفس نظرتها له عندما كانوا صغار و كان على وشك الاقتراب منها لكنه توقف عندما صدحت كلماتها في رأسه "أنا لا أحبك". 


رعد ببرود :طفلتي اكتشفت أنها مجرد وهم... هي فقط مخادعة استغلتني... طفلتي رحلت منذ تسع سنوات. 


وعد بدموع: رعدي. 


تصنم جسد رعد و نظر لها بعدم تصديق عندما أضافت ياء التملك على إسمه فهو فلم لأحد أن يناديه بذلك الإسم غيرها فقالت وعد مجددا: رعدي طفلتك ضائعة. 


رعد: لا لا أنت تودين خداعي مجددا... أنت لا تحبيني. 


وعد بتأكيد :صحيح أنا لا أحبك. 


شعر رعد بقلبه يتفتت فإن كانت جرحت في المكتب فالأن قتلته فقال بابتسامة سخرية و ألم :مخادعة تستمتعين بتعذيبي... كدت أن أصدق أنك مجبورة على إخفاء الحقيقة لكن الآن لن أستغرب إن كان كل شيء كذب و أنت تخدعيني و تخدعين الجميع... كل هذا لماذا ها... هل تستمتعين برؤية الأخرين يتعذبون... إن كان هذا هدفك فأنا أحييك لقد قتلتني و دمرتني و بجدارة. 


وضعت وعد يدها موضع قلبها و سمحت لدموعها بالنزول لأول مرة أمام أحد ففتح رعد عينيه على مصراعيها من صدمته و لكن وعد لم تكتفي بهذا القدر و قالت: أنا بحياتي لم أكذب على أحد... أجل أنا أخفي الكثير... أنا غامضة لكن لست كاذبة أو مخادعة... حتى عندما قلت أنني لا أحبك لم أكذب... أنا حقا لا أحبك إنما تعديت هذه المرحلة... أنا أصبحت أعشقك... وعد تهيم بعشقك... طفلتك مغرمة بك. 


رعد كان في حالة صدمة شديدة لم يعد يستطيع أن يميز حالته، أهو سعيد باعترافها أم حزين على جرحها له بل على كلامه الجارح لها لكنه استيقظ من حالة التوهان التي دخل بها عندما لاحظ وقوع وعد على الأرض و هي تبكي و تضع يدها على قلبها صارخة عله يهدأ فأسرع نحوها. 


رعد بخوف و لهفة : وعد حبيبتي هل أنت بخير... وعد ما بك. 


وعد: قلبي يؤلمني يا رعد... قلبي يتقطع... إبتعادك عني يعني موتي. 


ضمها رعد لحضنه قائلا بلهفة :لا تعيدي هذا الكلام مجددا أنت لن يحدث لك شيء فقط اهدئي قليلا. 


ظلت وعد في حضن رعد حيث شعرت بالحب و الأمان و الذي افتقدتهم منذ زمن طويل أما رعد فاكتفى بتمرير يده على شعرها حتى هدأت تدريجيا و هو لا يزال لا يستوعب أن من ملكت قلبه بين ذراعيه الان و حلمه الذي طالما تمنى أن يتحقق قد تحقق و بادلته وعد المشاعر بل اعترفت بذلك أيضا. 


رعد بحنان :هل أنت أفضل الآن. 


وعد بابتسامة :أجل. 


حملها رعد دون كلمة و اتجه بها للكوخ ثم فتحه و دخل بها للداخل فوجدته بسيطا يحتوي على مطبخ صغير و غرفة نوم و غرفة جلوس و حمام فوضعها رعد على الأريكة و جلس أمامها بعد أن أغلق الباب. 


وعد :أعلم أنك تتساءل لما فعلت كل هذا. 


رعد :أجل أريد أن أعلم ما دمت تحبيني لما جرحتني في المكتب بتلك الطريقة. 


وعد بألم :لم أكن أنوي جرحك لكنك لم تغلق الباب جيدا و كان هناك أحد يتنصت علينا و أي كلمة قلتها خاطئة سيكون الثمن حياة العائلة. 


رعد :من هو هذا الشخص... و كيف دخل قصرك مع كل هذه الإجراءات التي قمت بها. 


وعد :للأسف هذا الشخص موجود بيننا و لو أخبرتكم بكل شيء كنت سأعرض حياة العائلة للخطر و ستفشل كل مخططاتي. 


رعد :عمتي لمياء. 


وعد بدهشة :كيف علمت. 


رعد :إذن شكي صحيح عمتي لديها علاقة بالموضوع. 


وعد :أجل لكن ليس مئة بالمئة. 


رعد :ماذا تقصدين. 


وعد :هي تقدم معلومات عنا للزعيم دون أن تعلم ذلك. 


رعد :أريد أن أعرف كل شيء الان. 


وعد :حسنا... قبل تسع سنوات عندما خطفنا و بعد أن أنهى الزعيم مهمته قرر التخلص منا لولا ذلك الشخص الذي أنقذنا و خدعنا الزعيم حينها بسبب إندلاع النيران في ذلك المخزن.


رعد بتساؤل: كيف.


وعد :الشخص الذي أنقذنا أشعل النار في المكان و أخرجنا دون أن يلاحظ أحد و من قوة النيران من يتشجع أحد أن يدخل و هربوا لكن للأسف ماسة كانت أصيبت عندما كنا محجوزين و بسبب عدم أكلنا فقدت الوعي و ما إن أخذنا ذلك الشخص و أحضر طبيبا صديقا له اكتشفنا أن ماسة في غيبوبة و عودتها سيشكل خطرا على حياتها فخطر في بالي زين و قمت بالاتصال به و لم يتردد في الحضور و مساعدتي... أخذ ماسة معه إلى روسيا أما أنا فعدت لكم و أصريت على السفر لأذهب عند ماسة و حدث ذلك خاصة أن حالتي النفسية كانت سيئة فلم يرفض أحد فقط كي تتحسن حالتي و ما إن وصلت أمريكا أمضيت أياما قليلة بها ثم سافرت إلى روسيا و كان ذلك الوقت أصعب فترة قضيتها في حياتي خاصة بعد أن استيقظت ماسة بعد أسبوع من وصولي و كانت حالتها سيئة لمدة أسبوع و هي تبكي و في يوم انهارت و دمرت غرفتها بأكملها حتى فكرت أن نعود و أخبر الجميع بالحقيقة لكن تغير كل شيء بعد أن... 


رعد :بعد ماذا أكملي.


وعد :في ذلك اليوم قررت أن أعود و أخبر والدي الحقيقة و أخبرت ماسة بذلك لكنها فاجئتني عندما رفضت أن نعود و قالت جملة رسخت في ذهني لسنوات "أنت والدتي الثانية و أنا أثق بك و أثق بقراراتك و بما أنك أكبر مني ستعرفين مصلحتي أحسن مني و أنا سأوافقك على قراراتك فقط لا تبتعدي عني في يوم ما"... كنت مصدومة بشدة ذلك اليوم و لم أفهم ماذا حدث حتى غيرت رأيها لكنني اكتشفت فيما بعد أنها سمعت حديثي مع زين عندما نبهني من خطورة عودتي خاصة أنني الوحيدة التي كنت أعلم هوية الزعيم.


رعد بصدمة :أنت تعلمين هوية الزعيم.


وعد :أجل لقد رأيته صدفة عندما كنت مخطوفة لديه و رسخت صورته بدماغي لكنه لا يعلم أني رأيته لكن و بما أنني رأيت أحد رجاله المخلصين فهذا بحد ذاته يشكل خطرا.


رعد :و ماذا بعد.


وعد :لا شيء فقط مضت السنوات و أنا أعمل جاهدة لأثبت نفسي و درست مجالات مختلفة و كنت أتابع أخباركم بشكل دائم.


رعد: و هذا أكثر ما يثير استغرابي.


وعد بابتسامة :قبل ست سنوات كان هناك فريق سيغير مصابيح القصر فاتفق معهم زين على نوع المصابيح و التي كانت مزودة بكاميرات فكنت أعلم ما يحدث في القصر و في نفس الوقت أجعل ماسة تشاهدكم كي لا تنسى أحدا و تتعرف على شخصياتكم و يسهل عليها التعامل معكم.


رعد :و ماذا عن أخت جاك... سيلين لما لم تحاولي إنقاذها ما دمت رأيت ما حدث لها.


وعد بتفاجئ :أتعتقدون أنني كنت أشاهد ما حدث لها مباشرة و لم أتدخل.


رعد :في الحقيقة هذا ما فهمناه جميعا و اعتقدنا أنه حدث شيء منع من التحدث أو هددك أحد.


وعد :أنا حقا مفاجئة من فهمكم الخاطئ لكلامي... و لكن في الحقيقة أنا لم أكتشف ما حدث لسيلين بالضبط إلا قبل سنة.


رعد بتساؤل :و لكن كيف.


وعد بألم :أنا قطعت وعد على نفسي أن أجد من قتل سيلين و خلال بحثي وجدت المنزل حيث دمرت حياتها... وجدت كاميرات التصوير و لم يكن من الصعب أن أكتشف مكان التسجيلات و شاهدت ما حدث لسيلين و ليتني لم أشاهده فقد ترك جرحا عميقا في قلبي لم و لن أنساه ما دمت حية... أتعلم أصعب شيء هو رؤية أقرب الناس لك يطلبون النجدة منك لكن لا تستطيع... سيلين نادت علي كثيرا و أنا لا أعرف... لقد دمروا فتاة لا ذنب لها و لماذا كل هذا... فقط لأنها رفضت شخصا حقيرا... و المدهش أنه كان في السادسة عشر من عمره عندما اغتصب سيلين... لا زال صغيرا لكنه من صلب شخص حقير.


رعد :من هو هذا الشخص و من هو الزعيم.


وعد :انتظر لحظة.  


خرجت وعد لدقائق ثم عادت و في يدها أربعة صور فأعطتها له قائلة: هذا هو الزعيم و عائلته. 


رعد بصدمة :مستحيل... أيمن و رامي. 


وعد :أجل... أيمن يكون ابن الزعيم الغير شرعي و الفتاة تكون حفيدته من إبنه الشرعي و هذا هو الزعيم. 


رعد :أنا حقا مصدوم أقرب الأشخاص لنا هم أعداءنا. 


وعد :صدقت أو لا لكن هذه الحقيقة. 


رعد :وعد هل لا زلت تخفي عني شيئا أخر. 


وعد :ها لا. 


نظر لها ببرود ثم غادر المكان دون كلمة فنظرت له وعد بصدمة و ظلت تنادي عليه لكن بلا فائدة فجلست مجددا و وضعت رأسها بين يديها و عينيها تذرف الدموع بلا توقف أما رعد فوقف و وضع رأسه على الباب و قال بخفوت: أنت تخفين شيئا يا وعد و لم تخبريني كل شيء... أنت لا تثقين بي يا وعد و ما دمت لا تثقي بي أنا سأبتعد عنك. 


ركب رعد سيارته و غادر مسرعا و خلفه سيارات الحرس التي طلبتها وعد و ظلت وعد وحدها في تلك الغابة تبكي كما لم تبكي من قبل.


وعد بصراخ :اااه يا ربي يكفي ألما... لقد رأيت ما يكفي من الألم... و إن كان هذا امتحان جديد فكن معي و صبرني و ساعدني على النجاح به.


بعد ساعة توقفت وعد عن البكاء و بحثت عن الحمام إلى أن وجدته و غسلت وجهها ثم غادرت ذلك الكوخ لكن ليست وعد التي يعرفها الجميع فقد عادت قاسية و باردة و نظرة عينيها تحكي عن هدفها و هو الانتقام فقط.


بعد ساعات مضت على العائلة كالسنوات خاصة بعد أن علموا من مارك أن الاثنان لم يرافقهم الحرس لكن ارتاحوا قليلا بعد أن أرسلت وعد لمارك رسالة تخبره أن يبعث لها الحرس لكن هذا لم يكن كافيا ليريح قلب الأمهات. 


جودي :هذا كثير الشباب منذ ساعات في الخارج و لم يعودوا حتى الأن. 


أحمد :لا تقلقي عزيزتي الشباب ناضجين و يعرفون كيف يتصرفون. 


نسرين :أتفق معك أنهم ناضجين لكن لا تنسى كيف كانت حالتهم عندما خرجوا و الغضب البادي على وجوههم... و أيضا بما أنهم ناضجون كان من الواجب عليهم الاتصال على الأقل و طمأنتنا. 


عمر :أجل أنت محقة و لكن... 


قاطع كلامه دخول رعد في هذه اللحظة قائلا :السلام عليكم. 


نسرين بلهفة :رعد الحمد لله على سلامتك لقد أخفتني عليك كثيراً. 


رعد :لا تقلقي أمي أنا بخير. 


سليم بحزم: رعد أين إبنة عمك. 


رعد :ربما في الشركة لأني لم أراها منذ ثلاث ساعات تقريبا. 


عمر: و هل لك أن تشرح لنا ما حدث. 


رعد ببرود :تناقشنا قليلا و لم نتفق هذا كل ما في الأمر. 


لمياء بخبث: يا ترى ما هو هذا الموضوع الذي تناقشتم من أجله و أغضبك بهذه الشدة. 


رعد ببرود :هذا شيء خاص بيننا و أنا لا أحب أن يتدخل أحد في خصوصياتي لدى و لسوء حظك لن أرضي فضولك هذه المرة. 


لمياء بإحراج :حتى أنت تعلمت أن تقلل من احترام الكبار. 


رعد :بالعكس أنا أحترم الكبار و لا أظن أنني أخطأت فيما قلته أم أن لأحد رأي آخر. 


حسن : لا يا إبني أنت لم تخطأ لكن يبدو أنني نسيت أن أعلم ابنتي أن لا تتدخل فيما يخصها. 


لمياء بغيظ و خبث: أنا لم أقصد أن أتدخل فقط أعتقد أن رعد اعترف بحبه لوعد و عندما رفضت غضب و لا يريد أن نعلم بالموضوع كي لا يجرح كبرياءه. 


رعد بصوت مرعب: لمياء أحذرك... كلمة فقط... قلت فقط كلمة و استعدي لمواجهة الرعد و لن أهتم بكونك عمتي أو لا مفهوم. 


نبرة رعد جعلت لمياء و الجميع يتعبون فقررت لمياء الرضوخ و قالت بخوف : مفهوم. 


رعد بذكاء : جيد و لكن حقا أستغرب كيف علمت ما حدث بيني و بين وعد رعد أن المكتب كان عازلا للصوت أم أنك كنت تتنصتين علينا. 


لمياء بتوتر: ها لا يوجد شيء مما تقوله... أنا.. أنا فقط افترضت ذلك. 


رعد ببرود: سأحاول أن أصدقك... استأذنكم الأن أريد أن أرتاح قليلاً. 


كان صدمة العائلة كبيرة فهم لم يتوقعوا أن ترفض وعد حب رعد، بل لم يتوقعوا أن يعترف رعد بحبه في هذا الوقت و بينما كان رعد على وشك التحرك سمع شهقة الجميع و لاحظ نظراتهم مثبتة خلفه على باب القصر فاستدار و مع استدارته فتح عينيه من الصدمة. 


جودي برعب: إبنتي وعد.. ما بك. 


اقترب الجميع منها فأوقفتهم بحركة من يدها قائلة :عودوا إلى أماكنكم أنا بخير.


جودي :كيف تقولي بخير و أنت بهذه الحالة.


كان جبين وعد ملفوف بضماد حالها كحال يديها و رجلها أيضا تؤلمها فأصبحت تعرج بها.


وعد ببرود :هذا الألم لا شيء مقارنة بما عشته.


تدخل جاك قائلا :دعوها تجلس على الأقل ثم تناقشوا كما تريدون.


ابتعد الجميع عن طريقها أما أنظار رعد مركزة عليها رغم أن ملامحه باردة إلا أن نظرة عينيه كافية لتصف مدى خوفه.


ماكس :ماذا حدث هذه المرة أيضا.


وعد ببرود و لا مبالاة :لا شيء فقط بعض الجبناء يودون التخلص مني.


اقتربت منها ياسمين و قالت :ماذا حدث.


وعد بابتسامة :زرعوا قنبلة بسيارتي.


شهق الجميع بصدمة أما ياسمين فقالت محركة شفاهها: حقا و ما نوع القنبلة.


نظرت لها وعد لثواني غير مستوعبة لكلامها ما لبثت أن انفجرت ضاحكة و الباقي يراقبونهم باستغراب.


مراد :الفتاة تضحك لا بد أن القنبلة أثرت عليها.


أحمد: وعد ما بك لا تخيفينا عليك.


وعد بهدوء: لا داعي لتقلقوا و أنت ياسمين سأجيبك على سؤالك... للأسف لم أستطع معرفة نوع القنبلة لأن السيارة وقعت من الجرف و انفجرت.


تنفس حسن بنفاذ صبر و قال: وعد هل تستطيعين شرح ما حدث.


وعد :أجل لكن يجب أن أجري اتصالا أولا... ماريا.. ماريا.


ماريا :نعم سيدتي.


وعد :أخبري مارك أن يحضر هاتفي.


ماريا: أوامرك.


غادرت ماريا تاركة الصمت يعم المكان و عادت بعد دقائق مع مارك الذي ناول وعد الهاتف و وقف ينتظر أوامرها، أما وعد فاتصلت على أحد و انتظرت الرد.


               الفصل السادس والثلاثون من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close